دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > ألفية العراقي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 07:50 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي تنبيهات [ضعف الإسناد لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً]

تنبيهاتٌ

وإن تَجِدْ مَتْناً ضَعيفَ السَّنَدِ = فقُلْ ضَعيفٌ أيْ بهذا فاقْصِدِ
(250) ولا تُضَعِّفْ مُطْلَقاً بِناءَا = على الطريقِ إذ لَعَلَّ جَاءَا
بسَنَدٍ مُجَوَّدٍ بل يَقِفُ = ذاك على حُكْمِ إمامٍ يَصِفُ
بيانَ ضَعْفِه فإنْ أَطْلَقَهُ = فالشيخُ فيما بعدَه حَقَّقَهُ
وإنْ تُرِدْ نَقْلاً لِوَاهٍ أو لِمَا = يُشَكُّ فيه لا بإسنادِهِمَا
فأْتِ بتمريضٍ كَيُرْوَى واجْزِمِ = بنَقْلِ ما صَحَّ كقالَ فاعْلَمِ
(255)وسَهَّلُوا في غيرِ موضوعٍ رَوَوْا = مِن غيرِ تَبيينٍ لضَعْفٍ ورَأَوْا
بيانَه في الْحُكْمِ والعقائِدِ = عن ابنِ مَهْدِيٍّ وغيرِ واحِدِ


  #2  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 02:05 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي شرح الناظم

تَنبيهاتٌ
(249) وإن تَجِدْ مَتْناً ضَعيفَ السَّنَدِ فقُلْ ضَعيفٌ ايْ بهذا فاقْصِدِ
(250) ولا تُضَعِّفْ مُطْلَقاً بِناءَ على الطريقِ إذ لَعَلَّ جَاءَ
(251) بسَنَدٍ مُجَوَّدٍ بل يَقِفُ ذاك على حُكْمِ إمامٍ يَصِفُ
(252) بيانَ ضَعْفِه فإنْ أَطْلَقَهُ فالشيخُ فيما بعدَه حَقَّقَهُ
إذا وَجَدْتَ حديثاً بإسنادٍ ضعيفٍ فلك أنْ تَقولَ: هذا ضعيفٌ. وتَعْنِي بذلك الإسنادَ، وليس لك أنْ تَعْنِي بذلك ضَعْفَه مُطْلَقاً بِناءً على ضَعْفِ ذلك الطريقِ، إذ لَعَلَّ له إسناداً آخَرَ صحيحاً يَثْبُتُ بمثلِه الحديثُ، بل يَقِفُ جوازُ إطلاقِ ضَعْفِه على حكْمِ إمامٍ مِن أئِمَّةِ الحديثِ بأنه ليس له إسنادٌ يَثْبُتُ به مع وَصْفِ ذلك الإمامِ لبيانِ وجهِ الضعْفِ مُفَسَّراً، فإن أَطْلَقَ ذلك الإمامُ ضَعْفَه ولم يُفَسِّرْه ففيه كلامٌ ذكَرَه الشيخُ بعدَ هذا في النوعِ الثالثِ والعشرينَ مِن كتابِه، وسيأتي بعدَ هذا بتِسعةَ عَشَرَ بَيْتاً.
(253) وإنْ تُرِدْ نَقْلاً لِوَاهٍ أو لِمَا يُشَكُّ فيه لا بإسنادِهِمَا
(254)فأْتِ بتمريضٍ كَيُرْوَى واجْزِمِ بنَقْلِ ما صَحَّ كقالَ فاعْلَمِ
أيْ: إذا أرَدْتَ نَقْلَ حديثٍ ضعيفٍ أو ما يُشَكُّ في صِحَّتِه وضَعْفِه بغيرِ إسنادٍ فلا تَذْكُرُه بصِيغةِ الجزْمِ كقالَ وفَعَلَ ونحوِ ذلك، وَأْتِ به بصيغةِ التمريضِ، كيُرْوَي ورُوِيَ ووَرَدَ وجاءَ وبَلَغَنا ورَوَى بعضُهم ونحوِ ذلك، أمَّا إذا نَقَلْتَ حديثًا صحيحًا بغيرِ إسنادٍ فاذْكُرْهُ بصيغةِ الجزْمِ كقالَ ونَحْوِها.
(255) وسَهَّلُوا في غيرِ موضوعٍ رَوَوْا مِن غيرِ تَبيينٍ لضَعْفٍ ورَأَوْا
(256)بيانَه في الْحُكْمِ والعقائِدِ عن ابنِ مَهْدِيٍّ وغيرِ واحِدِ
تَقَدَّمَ أنه لا يَجوزُ ذِكْرُ الموضوعِ إلاَّ مع البيانِ في أيِّ نوعٍ كانَ، وأمَّا غيرُ الموضوعِ فجَوَّزُوا التساهُلَ في إسنادِه وروايتِه مِن غيرِ بيانٍ لضَعْفِه إذا كان في غيرِ الأحكامِ والعقائدِ، بل في الترغيبِ والترهيبِ مِن الْمَوَاعِظِ والقَصَصِ وفضائلِ الأعمالِ ونحوِها، أمَّا إذا كانَ في الأحكامِ الشرعيَّةِ مِن الحلالِ والحرامِ وغيرِهما أو في العقائدِ كصِفاتِ اللهِ تعالى وما يَجوزُ ويَستحيلُ عليه ونحوِ ذلك فلم يَرَوْا التساهُلُ في ذلك، وممن نَصَّ على ذلك مِن الأئمَّةِ عبدُ الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ وأحمدُ بنُ حَنْبَلٍ وعبدُ اللهِ بنُ المبارَكِ وغيرُهم.
وقد عَقَدَ ابنُ عَدِيٍّ في مُقَدِّمَةِ الكاملِ والخطيبُ في (الكفايةِ) باباً لذلك، فقولِي: عن ابنِ مَهْدِيٍّ خَبَرٌ لِمُبتدأٍ محذوفٍ أيْ: هذا عن ابنِ مَهْدِيٍّ.

  #3  
قديم 23 ذو الحجة 1429هـ/21-12-2008م, 11:32 AM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي فتح الباقي لأبي زكريا الأنصاري

تَنبيهاتٌ

(تَنبيهاتٌ) ثلاثةٌ تُوَضِّحُ ما مَرَّ مما حُكِمَ بضَعْفِه وغيرِه:
وإن تَجِدْ مَتْناً ضَعيفَ السَّنَدِ فقُلْ: ضَعيفٌ أيْ بهذا فاقْصِدِ
ولا تُضَعِّفْ مُطْلَقاً بِناءَ على الطريقِ إذ لَعَلَّ جَاءَ
بسَنَدٍ مُجَوَّدٍ بل يَقِفُ ذاك على حُكْمِ إمامٍ يَصِفُ
بيانَ ضَعْفِه فإنْ أَطْلَقَهُ فالشيخُ فيما بعدَه حَقَّقَهُ

أحَدُها: ما تَضَمَّنَه قولُه: (وإنْ تَجِدْ مَتْنًا) أيْ: حديثًا (ضَعيفَ السنَدِ فقُلْ): هو (ضَعيفٌ، أيْ بهذا) السنَدِ فقط.
(فاقْصِدِ) ذلك، فإنْ صَرَّحْتَ به فهو أَوْلَى.
(ولا تُضَعِّفْ) ـه (مُطْلَقًا بِناءَ على) ضَعْفِ ذاك (الطريقِ) أيِ: السنَدِ؛ (إذ لَعَلَّ) ـه (جاءَ بسنَدٍ) آخَرَ (مُجَوَّدٍ) يَثْبُتُ بِمِثْلِه، أو بِهِما.
(بل يَقِفُ ذاك) أيِ: الإطلاقُ، أيْ جَوازُه (على حُكْمِ إمامٍ) مِن أئمَّةِ الحديثِ (يَصِفُ بَيانَ) وَجْهِ (ضَعْفِه) أيِ: الْمَتْنِ، بأنه شاذٌّ أو منكَرٌ، أو بأنه لا إسنادَ له يَثْبُتُ بِمِثْلِه، أو نحوِ ذلك.
(فإنْ أَطْلَقَه) أيْ: ذلك الإمامُ الضُّعْفَ (فالشيخُ) ابنُ الصلاحِ (فيما بعْدَه)، وفي نُسخةٍ: (بعدُ) قد (حَقَّقَهُ).
وسيأتِي بيانُه في قَوْلِ الناظِمِ: (فإنْ يُقَلْ: قَلَّ بيانُ مَن جَرَحْ ...) إلى آخِرِه.
وما ذُكِرَ عن ابنِ الصلاحِ مِن مَنْعِ إطلاقِ التضعيفِ قالَ شَيْخُنا: الظاهِرُ أنه على أَصْلِه مِن تَعَذُّرِ استقلالِ المتَأَخِّرِينَ بالحكْمِ على الحديثِ بما يَلِيقُ به، والحقُّ خِلافُه كما تَقَرَّرَ في مَحَلِّهِ، فإذا غَلَبَ على ظَنِّ الحافِظِ المتأهِّلِ أنَّ ذلك السنَدَ ضعيفٌ ولم يَجِدْ غيرَه بعدَ التفتيشِ، ساغَ له تضعيفُ الحديثِ؛ لأنَّ الأصْلَ عَدَمُ سَنَدٍ آخَرَ.

وإنْ تُرِدْ نَقْلاً لِوَاهٍ أو لِمَا يُشَكُّ فيه لا بإسنادِهِمَا
فأْتِ بتمريضٍ كَيُرْوَى واجْزِمِ بنَقْلِ ما صَحَّ كقالَ فاعْلَمِ
وسَهَّلُوا في غيرِ موضوعٍ رَوَوْا مِن غيرِ تَبيينٍ لضَعْفٍ ورَأَوْا
بيانَه في الْحُكْمِ والعقائِدِ عن ابنِ مَهْدِيٍّ وغيرِ واحِدِ

(و) ثانيها ما تَضَمَّنَه قولُه: (إنْ تُرِدْ نَقْلاً لـ) مَتْنٍ (وَاهٍ) أيْ: ضعيفٍ لَمْ يَبْلُغِ الوضْعَ، (أو لِمَا يُشَكُّ فيه) مِن أهْلِ الحديثِ أهو صحيحٌ أو ضعيفٌ (لا بـ) ذِكْرِ (إسنادِهما) أيِ: الواهِي، والمشكوكِ فيه، بل بمجَرَّدِ إضافتِهما إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، أو إلى غيرِه؛ بحيثُ يَشْمَلُ المعلَّقَ (فائتِ بتَمريضٍ) أيْ: بصيغتِه التي اكْتُفِيَ بها عن التصريحِ بالضعْفِ (كيُرْوَى)، ويُذْكَرُ، ورُوِيَ، وذُكِرَ، وروى بعضُهم، ولا تَجْزِمْ بنقْلِه خوْفًا مِن الوَعيدِ.
(واجْزِمِ بنَقْلِ) أيْ: إِيتِ بصِيغةِ الجزْمِ في نَقْلِكَ بلا سَنَدٍ (ما صَحَّ كـ "قالَ"، فاعْلَمِ) ذلك، ولا تَأْتِ بصِيغةِ التمريضِ، وإنْ فَعَلَه بعضُ الفُقهاءِ.
(و) ثالثُها - وهو قَسيمٌ لا بإسنادِها - ما تَضَمَّنَه قولُه: (سَهَّلُوا) أيْ: جَوَّزُوا التساهُلَ (في غيرِ موضوعٍ) مِن الحديثِ؛ حيث (رَوَوْا) أيْ: رَوَوْا بإسنادِه (مِن غيرِ تَبيينٍ لضعْفٍ) إنْ كان في الترغيبِ والترهيبِ مِن المواعِظِ، والقِصَصِ، وفَضائِلِ الأعمالِ ونحوِها.
(وَرَأَوْا بَيانَهُ) وعَدَمَ التساهُلِ فيه، وإنْ ذَكَرُوا إسنادَه إنْ كان (في الحكْمِ) الشرعيِّ مِن حَلالِ وحرامٍ وغيرِهما.
(و) في (العقائِدِ) كصفاتِ اللهِ تعالى، وما يَجوزُ له، ويَستحيلُ عليه.
وما ذُكِرَ مِن جَوازِ التساهُلِ وعَدَمِه مَنقولٌ (عن ابنِ مَهْدِيٍّ) عبدِ الرحمنِ (وغيرِ واحِدِ) مِن الأئمَّةِ كأحمدَ بنِ حَنبلٍ، وابنِ مَعِينٍ، وابنِ المبارَكِ.

  #4  
قديم 26 ذو الحجة 1429هـ/24-12-2008م, 05:47 PM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي فتح المغيث شرح ألفية الحديث للسخاوي

تَنبيهاتٌ

وإن تَجِدْ مَتْناً ضَعيفَ السَّنَدِ فقُلْ ضَعيفٌ أيْ بهذا فاقْصِدِ
ولا تُضَعِّفْ مُطْلَقاً بِناءَ على الطريقِ إذ لَعَلَّ جَاءَ
بسَنَدٍ مُجَوَّدٍ بل يَقِفُ ذاك على حُكْمِ إمامٍ يَصِفُ
بيانَ ضَعْفِه فإنْ أَطْلَقَهُ فالشيخُ فيما بعدَه حَقَّقَهُ
وإنْ تُرِدْ نَقْلاً لِوَاهٍ أو لِمَا يُشَكُّ فيه لا بإسنادِهِمَا
فأْتِ بتمريضٍ كَيُرْوَى واجْزِمِ بنَقْلِ ما صَحَّ كقالَ فاعْلَمِ
وسَهَّلُوا في غيرِ موضوعٍ رَوَوْا مِن غيرِ تَبيينٍ لضَعْفٍ ورَأَوْا
بيانَه في الْحُكْمِ والعقائِدِ عن ابنِ مَهْدِيٍّ وغيرِ واحِدِ
(تَنبيهاتٌ) ثلاثةٌ، إردافُ أنواعِ الضعيفِ بها مناسِبٌ، كما أردَفَ الصحيحَ والحسنَ بما يُنَاسِبُهما، لكنْ كانَ جَمْعُ أُولَيْهِما([1]) بمكانٍ واحدٍ؛ لكونِهما كالمسألةِ الواحدةِ أنْسَبَ.
أحَدُها: (وإنْ تَجِدْ مَتْناً) أيْ: حَديثاً (ضعيفَ السنَدِ فقُلْ) فيه: هو (ضَعيفٌ أيْ: بهذا) السنَدِ بخصوصِه (فاقْصِدْ) أيْ: انْوِ ذاك، فإنْ صرَّحْتَ به فأَوْلَى (ولا تُضَعِّفْ) ذلك الْمَتْنَ (مطْلَقاً بِناءَ) بالْمَدِّ (على) ضعْفِ ذاك (الطريقِ إذ لعَلَّـ) ـه (جاءَ) بالْمَدِّ أيضاً (بسَندٍ) آخَرَ (مُجَوَّدٍ) يَثبتُ الْمَتْنُ بِمِثْلِه أو بِمجموعِهما.
(بل يَقِفُ) جَوازُ (ذاك) أي: الإطلاقِ (على حكْمِ إمامٍ) مِن أئمَّةِ الحديثِ، صحيحِ الاطلاعِ، معتبَرِ الاستقراءِ والتتبُّعِ (يَصِفُ بيانَ) وجهِ (ضَعْفِه) أي: الحديثِ بأنه ليس له إسنادٌ يَثبتُ هذا المتنُ بمثلِه، أو بأنه ضعيفٌ بشذوذٍ أو نَكارةٍ أو نحوِهما (فإنْ أَطْلَقَهُ) أيْ: أَطلقَ ذاكَ الإمامُ الضعيفُ (فالشيخُ) ابنُ الصلاحِ (فيما بعدَه) بيسيرٍ، ذَيَّلَ مسألةَ كونِ الجَرْحِ لا يُقبلُ إلا مُفَسَّراً قد (حقَّقَهُ).
ثم إنَّ ما ذَهَبَ إليه مِن الْمَنْعِ إمَّا أنْ يكونَ بالنسبةِ لِمَن لم يَفحصْ عن الطرُقِ ويَبحثْ عنها، أو مُطلَقاً كما اختارَه شيخُنا، حيث قالَ: والظاهِرُ أنه مَشَى على أَصْلِه في تَعَذُّرِ استقلالِ المتأخِّرينَ بالحكْمِ على الحديثِ بما يَليقُ به، والحقُّ خِلافُه كما تَقرَّرَ في مَوْضِعِه، فإذا بلَغَ الحافظُ المتأَهِّلُ الجهدَ، وبذَلَ الوُسْعَ في التفتيشِ على ذلك المتنِ مِن مَظَانِّه، فلم يَجِدْهُ إلا مِن تلك الطريقِ الضعيفةِ- ساغَ له الحكْمُ بالضعْفِ بناءً على غَلَبَةِ ظَنِّه، وكذا إذا وُجِدَ جَزْمُ إمامٍ مِن أئمَّةِ الحديثِ بأنَّ رَاويه الفلانِيَّ تَفرَّدَ به، وعرَفَ المتأخِّرُ أنَّ ذاك المتفرِّدَ قد ضُعِّفَ بقادِحٍ أيضاً.
ووراءَ هذا أنه على كلِّ حالٍ يَكفِي في المناظَرَةِ تضعيفُ الطريقِ التي أَبْدَاها المناظِرُ ويَنقطعُ؛ إذ الأصْلُ عدَمُ ما سِواها حتى يَثْبُتَ بطريقٍ أُخرى، قالَه ابنُ كثيرٍ.
ثانيها: (وإنْ تُرِدْ نَقلاً لـ) حديثٍ (واهٍ) يَعنِي ضَعِيفاً، قَلَّ الضعْفُ أو كَثُرَ، ما لم يَبلُغِ الوضْعَ (أو لِمَا يُشَكُّ) مِن أهلِ الحديثِ (فيه) أَصحيحٌ أو ضَعيفٌ، إمَّا بالنظَرِ إلى اختلافِهم في رَاوِيهِ أو غيرِ ذلك، (لا بـ) إبرازِ (إسنادِهما) أي: المشكوكِ فيه والمجزومِ به، بل بمجرَّدِ إضافتِهما إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أو إلى الصحابِيِّ، أو مَن دُونَه؛ بحيثُ يَشمَلُ المعلَّقَ.
(فأْتِ بتمريضٍ كيُرْوَى) ويُذكرُ وبَلَغَنا وروى بعضُهم، ونحوِها مِن صِيَغِ التمريضِ التي اكتُفِيَ بها عن التصريحِ بالضعْفِ، ولا تَجزِمْ بنقلِه خَوفاً مِن الوعيدِ، واحتياطاً، فإنْ سُقتَ إسنادَهما فيُؤخذُ حكْمُه مما بعدَه (واجزِمْ) فيما تُورِدُه لا بسَنَدٍ (بنَقلِ ما صَحَّ) بالصِّيَغِ المعروفةِ بالجزْمِ.
(كقالَ) ونحوِها (فاعلَمِ) ذلك ولا تَنْقُلْه بصِيغةِ التمريضِ، وإنْ فَعَلَه بعضُ الفقهاءِ، واستحْضِرْ ما أَسلفتُه لك مِن كلامِ النوويِّ وغيرِه مما يَتعلَّقُ بهذه المسألةِ عند التعليقِ.
ثالثُها: (وسَهَّلُوا في غيرِ مَوضوعٍ رَوَوْا) حيثُ اقْتَصَرُوا على سياقِ إسنادِه (مِن غيرِ تَبيينٍ لضعْفٍ)، لكن فيما يكونُ في الترغيبِ والترهيبِ مِن المواعِظِ، والقِصصِ وفَضائلِ الأعمالِ ونحوِ ذلك خاصَّةً (ورَأَوْا بَيانَه) وعدَمَ التساهُلِ في ذلك، ولو ساقُوا إسنادَه (في) أحاديثِ (الحكْمِ) الشرعِيِّ مِن الحلالِ والحرامِ وغيرِهما.
(و) كذا في (العقائدِ) كصفاتِ اللهِ تعالى، وما يَجوزُ له، ويَستحيلُ عليه، ونحوِ ذلك، ولذا كان ابنُ خُزيمةَ وغيرُه مِن أهلِ الدِّيانةِ إذا روى حديثاً ضعيفاً قالَ: حَدَّثَنا فُلانٌ مع البراءةِ مِن عُهدتِه، وربما قالَ هو والبَيهقيُّ: إنْ صَحَّ الخبَرُ، وهذا التساهلُ والتشديدُ مَنقولٌ (عن ابنِ مَهْدِيٍّ) عبدِ الرحمنِ (وغيرِ واحدٍ) مِن الأئمَّةِ؛ كأحمدَ بنِ حَنبلٍ وابنِ مَعينٍ وابنِ المبارَكِ والسُّفْيَانَيْنِ؛ بحيثُ عقَدَ أبو أحمدَ بنُ عَدِيٍّ في مُقَدِّمَةِ (كاملِه)، والخطيبُ في (كفايتِه) لذلك باباً.
وقالَ ابنُ عبدِ الْبَرِّ: (أحاديثُ الفضائلِ لا يُحتاجُ فيها إلى مَن يُحْتَجُّ به).
وقالَ الحاكمُ: (سمعتُ أبا زَكريا العَنبريَّ يقولُ: الخبرُ إذا ورَدَ لم يُحَرِّمْ حَلالاً، ولم يُحِلَّ حَراماً، ولم يُوجِبْ حُكماً، وكانَ في ترغيبٍ أو تَرهيبٍ أَغمِضْ عنه، وتَسَهَّلْ في رُواتِه).
ولفظُ ابنِ مَهديٍّ فيما أَخرجَه البَيهقيُّ في (الْمَدخلِ): (إذا رُوِّينَا عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحلالِ والحرامِ والأحكامِ، شَدَدْنا في الأسانيدِ وانتَقَدْنا في الرجالِ، وإذا رُوِّينَا في الفضائلِ والثوابِ والعقابِ، سَهَّلْنا في الأسانيدِ وتَسامَحْنَا في الرجالِ).
ولفْظُ أحمدَ في روايةِ الْمَيمونيِّ عنه: (الأحاديثُ الرقائقُ يَحْتَمِلُ أنْ يُتساهلَ فيها حتى يَجيءَ شيءٌ فيه حكْمٌ).
وقالَ في روايةِ عباسٍ الدُّورِيِّ عنه: (ابنُ إسحاقَ رجُلٌ تُكتبُ عنه هذه الأحاديثُ يعني الْمَغازِي ونحوَها، وإذا جاءَ الحلالُ والحرامُ أرَدْنَا قَوْماً هكذا، وقَبَضَ أصابعَ يَدَيْهِ الأربعَ).
لكنه احْتَجَّ رَحِمَه اللهُ بالضعيفِ حيثُ لم يَكنْ في البابِ غيرُه، وتَبِعَه أبو داودَ وقَدَّمَاهُ على الرأيِ والقياسِ، ويُقالُ عن أبي حَنيفةَ أيضاً ذلك، وأنَّ الشافعيَّ يَحتَجُّ بالْمُرْسَلِ إذا لم يَجدْ غيرَه كما سَلَفَ كلُّ ذلك في أَواخِرِ الحسَنِ.
وكذا إذا تَلَقَّتِ الأمَّةُ الضعيفَ بالقَبولِ يُعملُ به على الصحيحِ، حتى إنه يُنَزَّلُ مَنزلةَ الْمُتواتِرِ في أنه يَنسخُ المقطوعَ به، ولهذا قالَ الشافعيُّ رَحِمَه اللهُ في حديثِ: ((لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ)): إنه لا يُثبتُه أهلُ الحديثِ، ولكنَّ العامَّةَ تَلَقَّتْهُ بالقَبولِ، وعَمِلُوا به حتى جَعَلُوهُ ناسِخاً لآيةِ الوَصِيَّةِ له.
أو كانَ في مَوْضِعِ احتياطٍ كما إذا وَرَدَ حديثٌ ضعيفٌ بكراهةِ بعضِ البُيوعِ أو الأنكِحَةِ، فإنَّ الْمُسْتَحَبَّ -كما قالَ النوويُّ- أن يُتَنَزَّهَ عنه، ولكنْ لا يَجِبُ، ومَنَعَ ابنُ العربيِّ المالكيُّ العملَ بالضعيفِ مُطْلَقاً.
ولكنْ قد حَكَى النوويُّ في عِدَّةٍ مِن تَصانِيفِه إجماعَ أهْلِ الحديثِ وغيرِهم على العمَلِ به في الفضائلِ ونحوِها خاصَّةً. فهذه ثلاثةُ مذاهِبَ أفادَ شيخُنا أنَّ مَحَلَّ الأخيرِ منها حيث لم يكنِ الضعْفُ شديداً، وكانَ مُنْدَرِجاً تحتَ أصْلٍ عامٍّ؛ حيث لم يَقمْ على الْمَنْعِ منه دليلٌ أخَصُّ مِن ذلك العُمومِ، ولم يُعتَقدْ عندَ العملِ به ثُبوتُه، كما بَسَطْتُها في موضِعٍ آخَرَ.

([1] ) لعلها: " أوَّلُهما " .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تنبيهات, ضعف

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir