المجموعة الثانية:
س1: بيّن فضل الحج وحكمه.
فضل الحج :
الحج يعد من أعظم شعائر الدين وورد في فضله أحاديث كثيرة منها :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من حج لله فلم يرفث , ولم يفسق , رجع كيوم ولدته أمه ) .
فهذه الأحاديث وغيرها تبين فضل الحج إذا أن الذي يؤدي هذا المنسك العظيم يرجع من الذنوب والخطايا كيوم ولدته أمه بلا ذنب , ويدخله الله عز وجل الجنة .
حكم الحج :
الحج ركن من أركان الإسلام وهو فرض على كل مسلم بشروطه , وثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع :
فمن الكتاب قوله تعالى : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) .
ومن السنة : قوله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس .... و حج البيت لمن استطع إليه سبيلا ) .
و اجمعت الأمة على وجوب الحج وفرضيته .
س2: ما معنى "الميقات" لغة وشرعاً؟
الميقات لغة : هو الحد .
وشرعا : هو موضع العبادة أو زمنها . فتكون المواقيت منقسمة إلى : مواقيت زمانية , ومواقيت مكانية .
س3: عدّد أركان الحجّ
للحج أربعة أركان هي :
1 – الإحرام : وهي نية الحج وقصده لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) فلا تصح العبادة بدون نية .
2 – الوقوف بعرفة : لقوله صلى الله عليه وسلم ( الحج عرفة ) , ويكون الوقوف من بعد زوال يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر .
3 – طواف الزيارة : ويسمى طواف الإفاضة , وطواف الفرض : لقوله تعالى : (ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطّوّفوا بالبيت العتيق ) .
4 - السعي بين الصفا والمروة : لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ) ولحديث عائشة قالت : ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة .
وقد أجمعت الأمة على أن هذه الأربعة أركان الحج .
س4: اذكر أنواع الهدي.
الهدي : هو ما يهدى للبيت الحرام من بهيمة الأنعام تقربا لله عز وجل .
وأنواعه أربعة :
1 – هدي التمتع والقران : وهو واجب على من لم يكن حاضر المسجد الحرام , وهو دم نسك لا جبران لقوله تعالى : (فمن تمتّع بالعمرة إلى الحجّ فما استيسر من الهدي ) , فمن لم يجد الهدي صام عشرة أيام ثلاثة في الحج , وسبعة إذا رجع إلى أهله لقوله تعالى : (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيّامٍ في الحجّ وسبعةٍ إذا رجعتم ) , ويستحب للحاج أن يأكل من هديه لقوله تعالى : ( فكلوا منها و اطعموا القانع والمعتر ) .
2 – هدي الجبران : وهو الهدي الواجب لمن ترك واجبا أو ارتكب محظورا من محظورات الإحرام , أو بسبب الإحصار عند وجود سببه لقوله تعالى ( فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ) ولقول ابن عباس : من نسي من نسكه شيئا أو تركه فليرق دما ) , ولا يجوز الأكل من هدي الجبران لصاحبه بل يتصدق به على فقراء الحرم .
3 – هدي التطوع : وهو هدي مستحب لكل حاج ومعتمر , لفعله صلى الله عليه وسلم فقد أهدى مائة بدنه في حجة الوداع و أخذ من كل واحدة قطعة فطبخت و أكل منها وشرب من مرقها .
4 – هدي النذر : وهو ما ينذره الحاج تقربا لله عز وجل عند البيت الحرام , ويجب الوفاء به , لقوله تعالى (ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ) , ولا يجوز الأكل من هدي النذر .
س5: لخّص صفة الحج من الإحرام إلى الوقوف بعرفة.
الوصول إلى الميقات :
عند وصول الحاج إلى الميقات يسن له أن يغتسل و يأخذ ما يحتاج إلى أخذه من شعر وظفر , ثم يتطيب في بدنه قبل نية الإحرام ويلبس رداء و إزار , وتحرم المرأة فيما شاءت من ثياب .
الإهلال والتلبية :
ويغطي الرجل كتفه بردائه ويهل بنسكه الذي يريد وذلك بعد أن يستوي على دابته , وإن كان المحرم يخاف ما يعرض له من عوائق تعيقه عن إتمام نسكه فليشترط أن محله حيث يحبس , ويستحب أن تكون التلبية متوجها للقبلة ويقول : اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة , ويشرع في التلبية ويقول : لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك , ويسن رفع الصوت بها .
الوصول لمكة والطواف :
إذا وصل مكة يستحب له أن يغتسل ويضبع الرجل إذا أراد الطواف ويشترط الوضوء للطواف ويستحب أن يستلم الحجر الأسود ويقبله فإن لم يستطع استلمه بيده وقبل يده , فإن لم يستطع أشار بيده ولا يقبلها , يفعل ذلك في كل شوط ويبدأ الطواف بقوله : بسم الله الله أكبر , ويدعوا بين الركنين اليماني و الحجر الأسود يقول : ربناآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ويدعوا في باقي الطواف بما شاء .
ويستحب أن يرمل في الثلاثة أشواط الأولى , ويمشي في الأربعة , فإذا أتم سبعة أشواط غطى كتفه ثم نفذ إلى مقام إبراهيم وصلى خلفه ركعتين في الأولى ( قل هو الله أحد ) , وفي الثانية ( قل يا أيها الكافرون ) , فإن لم يتمكن من الصلاة خلف المقام صلى في أي مكان بالمسجد الحرام , ثم يشرب من ماء زمزم ويصب على رأسه .
وهذا الطواف هو طواف القدوم للمفرد والقارن , وطواف العمرة للمتمتع .
السعي بين الصفا والمروة :
ثم يخرج إلى الصفا ويقرأ قوله تعالى ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) , ثم يرقى للصفا حتى يرى البيت فيستقبل القبلة ويدعوا يقول : الله أكبر ثلاثا , لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , لا إله إلا الله أنجز وعده , ونصر عبده , وهزم الأحزاب وحده , يفعل ذلك ثلاث مرات ثم يدعوا بين ذلك طويلا , ثم ينزل ماشيا إلى المروة , ويسعى بين الميلين الأخضرين سعيا شديدا , وذلك للرجال دون النساء , ثم يرقى المروة ويصنع مثل ما صنع على الصفا , وهذا شوط , ثم من المروة إلى الصفا شوط , حتى يتم سبعة أشواط .
وهو سعي الحج للمفرد والقارن , ولا يتحللان بعده , وسعي العمرة للمتمتع , ويتحلل بعده ويقصر شعره ويلبس ملابسه العادية .
يوم التروية :
وهو يوم الثامن من ذي الحجة يحرم المتمتع من مكانه وكذا المقيم بمكة وقربها , ويستحب أن يفعل في الميقات مثل ما فعل سابقا من الغسل والتطيب وغيرها .
الذهاب إلى منى :
ويتوجه جميع الحجاج إلى منى ملبين , ويصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر, قصرا دون جمع .
الذهاب إلى عرفة :
ثم في اليوم التاسع يسير الحاج إلى عرفة , و إن تيسر أن ينزل بنمرة إلى الزوال , فإذا زالت الشمس خطب الإمام أو نائبه خطبة قصيرة , ثم يصلى الظهر والعصر جمعا وقصرا في وقت الظهر .
الوقوف بعرفة :
ثم يدخل بعد ذلك إلى عرفة , ويتيقن أنه داخل حدودها , ويستقبل القبلة , ويدعوا ويلبي , ويجتهد في الدعاء في هذا اليوم والذكر والتضرع إلى الله عز وجل , و أفضل ما يقال في هذا اليوم : لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , ويفطر في ذلك اليوم لكي يستطيع أن يؤدي العبادة على أكمل وجه , ويقف على عرفة إلى متذللا خاضعا إلى أن تغرب الشمس .
س6: أيهما أفضل: الصلاة في الروضة الشريفة أو في الصف الأول؟
أولا : صلاة الفريضة : في صلاة الفريضة تقدم الصلاة في الصفوف الأولى على الصلاة في الروضة الشريفة لما ورد في فضل الصف الأول .
ثانيا : صلاة التطوع : في صلاة التطوع يفضل أن يصلي في الروضة الشريفة عن أي مكان آخر بالمسجد لما ورد من فضل الروضة الشريفة منها قوله صلى الله عليه وسلم : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ) .
والله أعلم