مجلس مذاكرة تفسير سورة النبأ
1. (سؤال عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الموضوعات الرئيسة في سورة النبأ، ثم اذكر ثلاث فوائد سلوكية استفدتها من تدبّرك لهذه السورة.
· الموضوعات الرئيسية التي تناولتها سورة النبأ هي:
- تهديد ووعيد للمشركين لإنكارهم ليوم البعث وللقرآن وللرسول صلى الله عليه وسلم.
- النعم والأدلة الدالة على قدرة الله وعلى صدق ما جاءت به الرسل.
- يوم القيامة والأهوال التي ستجري فيه.
- أحوال الناس يوم القيامة، والذي سينقسمون فيه بين أهل النار وعذابهم، وأهل الجنة ونعيمهم.
· أما الفوائد السلوكية:
- أن أنزل كل حاجاتي بالله الواحد القهار لإيماني اليقيني أنه القادر على كل شيء.
- أن أكثر من الطاعات والعبادات وأتحلى بالتقوى لأفوز بالجنة ونعيمها.
- أن أجتنب قدر المستطاع كل ما من شأنه أن يسخط المولى جل جلاله علي، والتوبة عند الوقوع فيه لئلا أدخل النار وأذوق عذابها.
المجموعة الثانية:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)}.
ضرب الله يوما مؤقتا بأجل معدود لا يزاد عليه ولا ينقص ولا يعلم وقته على التعيين إلا هو سبحانه، وهو يوم القيامة، يوم يشيب له الوليد وتنزعج له القلوب، يجمع الله فيه الأولين والآخرين فيفصل فيه بين الخلائق بحكمه الذي لا يجور. تبدأ أهواله حين ينفخ إسرافيل في القرن فيأتي الناس إلى موضع العرض زمرا كل أمة مع رسولها، فتتفتح السماء أبوابا وطرقا لنزول الملائكة، وتقتلع الجبال من مقارها، فتصبح هباء منثورا، وتذهب بالكلية.
2: حرّر القول في:
المراد بالنبأ العظيم في قوله تعالى: {عمّ يتساءلون . عن النبأ العظيم}.
· جاء في معناها خمسة أقوال:
القول الأول: هو أمر القيامة. ذكره ابن كثير.
القول الثاني: البعث بعد الموت. قاله قتادة وابن زيد، ورجحه ابن كثير.
القول الثالث: هو القرآن. قاله مجاهد، ذكره ابن كثير.
القول الرابع: هو الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعهم، وانتشر فيه خلافهم على وجه التكذيب والاستبعاد، وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ولا يدخله الريب، ولكن المكذبون بلقاء ربهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم. ذكره السعدي.
القول الخامس: هو القرآن العظيم. ذكره الأشقر.
· وبالنظر للأقوال السابقة نرى أن بين بعضها اتفاق وبين بعضها تباين، فيمكن اختصارها إلى قولين هما:
القول الأول: البعث بعد الموت (يوم القيامة). قاله قتادة وابن زيد، وذكره ابن كثير والسعدي ورجحه ابن كثير.
القول الثاني: القرآن، قاله مجاهد، ونقله ابن كثير والأشقر.
· الصورة النهائية لتحرير المسألة:
المراد بالنبأ العظيم: هو يوم القيامة أو القرآن. وهو خلاصة ما قاله قتادة وابن زيد ومجاهد، وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
3. بيّن ما يلي:
أ: كيف تردّ على من أنكر البعث؟
كل من أنكر البعث نقول له: ألا ترى ما حولك من الآيات الباهرات العظيمة التي لا يقدر على خلقها وإبداعها إلا الله الذي هو على كل شيء قدير. فالقادر على إيجادها من العدم لهو أقدر على الإعادة من باب أولى.
فانظر إلى الأرض التي سخرها الله لك لتأكل من خيراتها بعد أن كانت أرضا جرداء ميتة، فأحياها الله محيي الموتى فأصبحت جنات ألفافا، يخرج منها قوت كل الكائنات الحية بما ينزله عليها من ماء السحاب، تسقى بماء واحد، فتنبت الألوان والطعوم المختلفة، فالقادر على إحيائها لهو قادر على بعثك يوم القيامة.
وانظر إلى الجبال العظيمة كيف ثبت الله بها الأرض لئلا تميد بك، فالقادر على خلقها بتلك العظمة لأنت أهون عليه في إعادتك يوم البعث.
ومن خلقك من العدم، ثم في ظهر أبيك ورحم أمك قادر على إعادتك وبعثك بعد أن صرت عظاما بالية.
بل أفلا تأملت النوم كيف تستسلم فيه للراحة والسكون ثم تستيقظ في النهار لمعاشك؟ لوجدت أنه كالنموذج المصغر لبعثك بعد موتك يوم القيامة.
وانظر إلى تتابع الليل والنهار الذي لم يتوقف منذ خلق الله الخليقة، وكيف يولج الله الليل في النهار والنهار في الليل في آية بديعة، لا يقدر عليها إلا الله، أفلا يدلك هذا على قدرته على نشورك.
وإن تأملت السماء فوقك، كالسقف الذي لا أعمدة له، كيف خلقها الله وزينها بالنجوم والكواكب، وهي ليست سماء واحدة بل سبع سماوات طباقا لا ترى فيها تفاوت، فمن خلقها ورفعها دون عمد وأبدع في خلقها بتلك الشدة والعظمة لهو قادر على إعادتك بعد الموت.
أما الشمس فهي أقرب مثال على طبيعتك التي خلقك الله عليها، فبعد أن تكون الدنيا في ظلام لا شمس فيها، تولد الشمس ثم تصبح في قمة أوجها في رابعة النهار ثم تغيب لتعود في اليوم التالي للإشراق، فكذلك أنت تولد ثم تصبح شابا يافعا ثم تهرم فتموت ليعيدك الله يوم القيامة للحساب كما أعاد الله الشمس لتشرق في اليوم التالي.
ب: ما يفيده التكرار في قوله تعالى: {كلا سيعلمون . ثم كلا سيعلمون}.
التكرار يفيد المبالغة في الردع والزجر، والتهديد الشديد لكل من كذب البعث وبالقرآن، أنه سيأتي اليوم الذي يعلمون فيه عاقبة تكذيبهم، وسيجازون عليه.