استخرج الفوائد السلوكية والدعوية من قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل مما درست.
من الفوائد السلوكية فى قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل :
1- ينال العبد رضوان الله بالإستعانة بالصبر والصلاة على أداء الطاعات والإبتعاد عن الشهوات ، قال تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} .
2- ينبغى للعبد أن يبكر إلى الصلاة ويحافظ على على شروطها وأركانها وسننها ، قال تعالى : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ) .
3- على المرء ألا يقنط من رحمة الله وإن عظم ذنبه فالله هو التواب الرحيم ، قال تعالى : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) ).
4- ينبغى للعبد أن يقابل العفو بالشكر ، قال تعالى : ( ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) ).
5- ينبغى للمرء أن يلزم الصحبة الصالحة ، فالمرء عل دين خليله ( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) .
من الفوائد الدعوية فىقصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل:
1- ينبغى للداعية أن يظهر الحق للناس ويبينه لهم ولا يكتمه ، قال تعالى : ( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) ).
2- ينبغى للداعية أن يخلص نيته لابتغاء مرضات الله ، قال تعالى : ( وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) .
3- ينبغى للداعية أن يأمر بالمعروف وأن يأتمر به ، وأن ينهى عن المنكر وينتهى عنه ، قال تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) ) .
4- ينبغى للداعية أن يرفق بمن يدعوه ، ويبين له الخير ليعمل به والشر ليجتنبه ، قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) .
5- ينبغى للداعية أن يصبر علىالأذى الذى يلحقه من المدعوين ،قال تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) .
1- حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.
ورد فى مرجع الهاء في قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} أقوال :
القول الأول : الصلاة التي معها الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ذكره الزجاج .
القول الثانى : الصلاة ، نص عليه مجاهد ، واختاره ابن جرير الطبرى رحمه الله ،و ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
القول الثالث : الاستعانة التي يقتضيها قوله واستعينوا، وذكره ابن عطيه .
القول الرابع : العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة ، وذكره ابن عطيه .
القول الخامس:إجابة محمد صلى الله عليه وسلم،وذكره ابن عطيه .
القول السادس : الكعبه ، وذكره ابن عطيه .
بالنظر للأقوال الواردة فى مرجع الهاء في قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}، نجد أن هناك تقارب بين الأقوال ، فأقرب مذكور هنا للضمير هى الصلاة ، ولا تصح هذه الصلاة إلا مع الإيمان بالنبى صلى الله عليه وسلم ،وهذه الصلاة من العبادة ، ويستعان بها ، وهى استجابة لأمر النبى صلى الله عليه وسلم .
ب: متعلق الكفر في قوله تعالى: {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به}.
ورد فى متعلق الكفر في قوله تعالى: {وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به} ثلاثة أقوال :
القول الأول : القرآن ، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير ، ورجحه ابن جرير رحمه الله .
القول الثانى : محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو العالية والحسن، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ وذكره ابن عطية وابن كثير .
القول الثالث : التوراة ، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
بالنظر إلى الأقوال الواردة نجد أنه هنك اتفاق وتقارباً بين الأقوال فيصح أن يكون متعلق الكفر القرآن أو النبى صلى الله عليه وسلم ، قال ابن كثير رحمه الله : ( كلا القولين صحيحٌ؛ لأنّهما متلازمان، لأنّ من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومن كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقد كفر بالقرآن. (
ويحتمل أن يراد به التوراة إذ تضمنها قوله: {لما معكم} ، حيث أن اليهود المعاصرين للنبى صلى الله عليه وسلم كفروا بالتوراة ، حيث كتموا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم، وهذا كفر به، كما إنّه من كتم آية من القرآن فقد كفر به.
-2 بيّن ما يلي:
أ: هل يتوقف مرتكب المعصية عن النهي عن المنكر عملا بقوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}؟
لايتوقف مرتكب المعصية عن النهي عن المنكر عملا بقوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} فليس المراد ذمّهم على أمرهم بالبرّ مع تركهم له، بل على تركهم له ، فالأمر بالمعروف واجب والنهى عن المنكر واجب ، فالصّحيح أنّ العالم يأمر بالمعروف، وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه ، و قال سعيد بن جبير رحمه الله : (لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتّى لا يكون فيه شيءٌ ما أمر أحدٌ بمعروفٍ ولا نهى عن منكر )ٍ.
لكن ينبغى للمرء أن يرتقى بنفسه بالبعد عن هذا الخلق المذموم ، حيث يأمر غيره ولا يأتمر بما أمر به ، وليخشى على نفسه الوعيد لمن كان هذا خلقه ، قال تعالى: {أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم} وقوله تعالى {يا أيّهاالّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون} ، وقال تعالى عن شعيب عليه السلام : {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب}.
وروى الإمام أحمد فى مسنده والبخارى ومسلم فى صحيحيهما من حديث أسامة بن زيد رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «يجاء بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها في النّار كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النّار، فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه».
ب : أحد دلائل النبوة مما درست.
1- قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)} ، قال أبو العالية، رحمه اللّه، في قوله: {وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم}:
«يقول: يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم، يقول: لأنّهم يجدون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل».
2- الآيات البيّنات والمعجزات القاطعات، وخوارق العادات ، قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) ) ، كذلك إخبار النبى صلى الله عليه وسلم عن هذه الغيبيات من دلائل النبوة .