رموز المفسرين :
ك ابن كثير
ط ابن عطية
س السعدي
ن الشنقيطي
و الشوكاني
ب الطبري
ع ابن عاشور
ز الإمام فخر الدين الرازي
قال تعالى (فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)
المسائل التفسيرية :
قال تعالى (فَاصْبِرْ
من المخاطب في قوله ( فاصبر على مايقولون ط ك ن و س ب
المخاطب هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم
معنى الأمر بقوله ( فاصبر ك
أي : اصبر عليهم واهجرهم هجرا ً جميلاً , ذكره ابن كثير
معنى الصبر و
أي : هون عليك , ولاتحزن لقولهم وتلق مايرد عليك منهم بالصبر
المراد بالصبر س
أي :اشتغل عنهم واله بطاعة ربك وتسبيحه , ذكره السعدي
فائدة الفاء بقوله ( فاصبر ع
الفاء للتفريع على ماتقدم كله , ذكره ابن عاشور
غرض الأمر ن و س
الصبر على على مايقوله الكفار والمشركون والتسبيح بحمده , ذكره السعدي
الصبر على الذم والتكذيب بما جئت به
دلالة الآية على فضل الصبر س
ذكر الله تعالى , مسل للنفس , مؤنس لها ,مهون للصبر , ذكره لسعدي
قال تعالى ( على مايقولون
مايفيده استعمال الحرف ( على
يفيد الإستعلاء
معنى ( على
حرف جر
متعلق القول بقوله ( على مايقولون ط و ك
المراد بهم :على كلام المفسرين هم أهل الكتاب , وغيرهم من الكفرة ,وعم بذلك جميع اللأقوال الزائفة من قريش وغيرهم , وقيل المكذبين .
مايفيده تقديم الجار والمجرور بقوله ( على مايقولون ع
قدم الجار والمجرور للإهتمام ,ذكره ابن عاشور
معنى ما في قوله ( مايقولون ع
هي ما الموصولة
فائدة عدم تعيين القائلون ع
لأنه تفريع على جميع ماتقدم من إنكار المشركين البعث, ومن تفصيل القول بالبعث والحجة عليهم , ومن وعيد المنكرين له المكذبين للنبي الكريم , وتهديدهم بمثل ماجرى على المكذبين من الأمم السابقة .
مناسبة الجمع في قوله( مايقولون ع
الصبر على المشركين ,وآذاهم وتكذيبهم بالرسالة وقد جمع ذلك كله الموصول وهو ( مايقولون , ذكره ابن عاشور
قال تعالى (وسبح
معنى سبح ط و
معناها صل بإجماع المتأولين ,ذكره ابن عطية
وقيل : نزه الله عما لايليق بجنابه العالي ,ذكره الشوكاني
المراد بقوله ( وسبح ط ع
أي سبح سبحة يكون معها حمد
وقيل الصلاة وهو من أسماء الصلاة , ذكره ابن عاشور
معنى الواو في قوله وسبح ع
هي واو العطف على قوله( فاصبر
فائدة العطف في قوله ( وسبح ع
هو من تمام التفريع
فائدة التسبيح ن ع ك ط
يعين على الصبر ,ويثبت قلب المؤمن
مناسبة الأمر بالتسبيح ع
للحث على الصبر على أقوالهم وأفعالهم وسخريتهم
مناسبة القول ( وسبح بعد الأمر بالصبر ن
أمره بالتسبيح بعد أمره بالصبر , دليل على أن التسبيح يعينه الله به على الصبر المأمور به , ذكره الشنقيطي
قال تعالى ( بحمد ربك
معنى الحمد
أي سبح سبحة يكون معها حمد ط
المراد بالحمد ع
كون التسبيح هو الصلاة , وفيها تقرأ في كل ركعة منها الفاتحة وهي حمد لله تعالى ,ذكره ابن عاشور
فائدة دخول الباء بقوله ( بحمد ربك ط ع
الباء للإقتران , ذكره ابن عطية
والباء للملابسة , ذكره ابن عاشور
معنى الرب ظ
الولد _ربَاً :وليه وتعهده بما يغذيه وينميه ويؤدبه ,المعجم الوسيط
قال ابن منظور:الرب يطلق في اللغة لى المالك ,والسيد ,والمدبر,والمربي ,والقيم ,والمنعم
وقال : ولايطلق غير مظاف إلا على الله _ عز وجل _وإذا أطلق على غيره أظيف , فقيل : رب كذا
وقال رب كل شيء: مالكه ومستحقه , وقيل صاحبه
ويقال :فلان رب هذا الشيء أي ملكه له ,فيقال رب الدار,ورب الدابة وهكذا
أما الرب من حيث أنه اسم من أسماء الله فمعناه من له الخلق والأمر والملك
معنى ربوبية الله تعالى وتوحيده
هو أفراد الله تعالى بأفعاله الدالة على ربوبيته التي لا يشاركه فيها أحد ,كخلق الخلق وتدبيرهم والقيام على مصالحهم ومعايشهم وماتفرع من ذلك , ذكره إجماع المفسرين
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (وأما دلالة الشرع، فلأن ما جاءت به الرسل من شرائع الله تعالى
المتضمنة لجميع ما يصلح الخلق - يدل على أن الذي أرسل بها رب رحيم حكيم، ولا سيما هذا القرآن المجيد، الذي أعجز البشر والجن أن يأتوا بمثله).
معنى الإضافة بقوله (ربك
إضافة تشريف
علام يعود الضمير بقوله ( ربك
يعود على محمد صلى الله عليه وسلم
دلالة التعبير بوصف الربوبية
ان الله سبحانه وتعالى الأمر يقع بإذنه,فهو الذي خلق , وهو الذي رزق ,وهو الذي ينصر ,وهو الذي بكتب المقادير , ولايقع شيء بالكون الا بأمره سبحانه , وهذا يناسب مقام الربوبية , بتصرف من إجماع أقوال المفسرين
قال تعالى ( قبل طلوع الشمس
معنى طلوع
بدا وظهر من علو ,المعجم الوسيط
المراد بقوله ( قبل طلوع الشمس ط ك و ع
هي الصبح ,ركعتا الفجر
معنى طلوع الشمس ط ك ع
أي وقت الصبح
فائدة التخصيص بقوله ( قبل طلوع الشمس ز
ذكرهم بعظمة الله سبحانه ,ونزهه عن الشرك ,قبل الطلوع وقبل الغروب , لانه وقت أجتماعهم ,ذكره الرازي
مايفيده تقديم قبل ز
إشارة إلى طرفي النهار ,ذكره الرازي
قال تعالى ( وقبل الغروب ك
معنى الواو بقوله ( وقبل الغروب
واو العطف ,معطوف على ماقبله
معنى غروب
أي أختفت في مغربها وذهبت , المعجم الوسيط
المراد بقوله ( وقبل الغروب ط ك ع
هي العصر
وقيل هي الظهر والعصر ذكره ابن عاشور
فائدة التخصيص بقوله ( وقبل الغروب ع
لأنه ظرف واسع يبتدئ من زوال الشمس عن كبد السماء ,لأنها حين تزول عن كبد السماء قد مالت للغروب وينتهي بغروبها , وبذلك يشمل صلاة الظهر والعصر ذكره ابن عاشور
قال تعالى ( ومن الليل فسبحه
معنى الواو في قوله ( ومن الليل ل
واو العطف
فائدة العطف بقوله ( ومن الليل ل
العطف للتغاير الشخصي ,ذكره الألوسي
معنى الليل ز
إشارة إلى الفكر حين هدوء الأصوات ,وصفاء الباطن ,أو نقول محل النوم والثبات والغفلة , ذكره الرازي
المراد بقوله (ومن بالليلط ب ل
هوصلاة العتمة
وقال آخرون هو الصلاة في الليل في أي وقت , ذكره الطبري
معنى التسبيح ك ط ع
أي : فصل له , ذكره ابن كثير
ذكر الجمهور أن التسبيح هو الصلاة
المراد بالتسبيح و ع
أي : صل وسبحه بعض الليل
يرجح أن المراد بالتسبيح هي الصلاة
معنى الفاء بقوله ( فسبحه ع ل ز
الفاء للتفريع , على قوله ( وسبح بحمد ربك ,ذكره ابن عاشور
والفاء جزائية , والتقدير مهما يكن من شيء فسبحه ,ذكره الألوسي
والفاء تفيد تأكيد الأمر بالتسبيح من الليل ,ذكره الرازي
علام يعود الضمير بقوله ( فسبحه ز
الخطاب للنبي الكريم ,ذكره أبو بكر الرازي
قال تعالى ( وأدبار السجود ع ز ط و
معنى الواو في قوله ( وأدبار السجود ط ع
واو العطف
فائدة العطف في قوله ( وأدبار السجود ز
فائدتها هي الأمر بالمداومة
معنى ( أدبر ك ط و
أي : ولى وانصرف وانقضى
المراد ب( أدبار ط و ع
أي في أعقابه وإنقضائه
دلالة جمع لفظة أدبار ز
إشارة إلى الأمر بإدامة التسبيح ,ذكره الرازي
معنى السجود
معنى سجد في المعجم الوسيط _سجودا :خضع وتتطامن ووضع جبهته على الأرض , فهو ساجد
المراد بالسجود ع
هي الصلاة
المراد بقوله ( وأدبار السجود ك ع ل
التسبيح بعد الصلاة , ذكره ابن كثير
هو وقت انتهاء السجود , ذكره ابن عاشور
هي النوافل بعد المكتوبات , ذكره الألوسي
مانسخ في هذه الآية
على من تأول بأنهم أهل الكتاب وقريش وغيرهم من الكفار ,قيل أن الآية منسوخة بآية السيف ط
وقيل كانت الصلاة قبل الإسراء اثنتين قبل طلوع الشمس وقت الفجر ,وقبل الغروب في وقت العصر , ثم نسخ في ليلة الإسراء بخمس صلوات , منهن صلاة الصبح والعصر , ذكره ابن كثير
وعن المهدوي أنه كان فرضاً فنسخ بالفرائض , ذكره ابن عاشور
سبب التخصيص بقوله (وأدبار السجود ع ز
لأن المنصرف يستدبر من كان معه ,واستعير هنا للإنقضاء , أي انقضاء السجود ,ذكره ابن عاشور
لها فائدة عظيمة وجليلة ,فقوله (وأدبار السجود ),أي :عقب ماسجدت وعبدت نزه ربك بالبرهان عند أجتماع القوم ليحصل لك العبادة بالسجود والهداية أدبار السجود , ذكره ابو بكر الرازي
مقاصد الأية
تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وتحذير أعداءه من سوء عاقبة الكفر والعناد
تفسير المفسرين ( للشوكاني وابن عطية وابن كثير والشنقيطي والقرطبي
الحكمة من الأمر في هذه الآية ب
هو خطاب وأمر للنبي الكريم بالصبر على أذى المشركين , وتهوين الأمر عليه ,وهو ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم و ولأمته من بعده , ذكره القرطبي
وقيل : رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أشد أهل الإيمان حاجة إلى الصبر لأنهم الذين يقومون أساساً بالدعوة ويجابهون الأمم بالتغيير وهم حين يقومون بذلك يكون الواحد منهم فرداً
في مواجهة أمة تعانده وتكذبه وتعاديه .
لقد كانت أوامر الرب سبحانه لمحمد عليه الصلاة والسلام بالصبر كثيرة في القرآن وما ذاك إلا لأنها دعوة شاملة تواجه أمم الأرض كلها فخصومها كثيرون وحاجة إمام الدعوة إلى الصبر أعظم لقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم صنوف الأذى البدني والنفسي والمالي والاجتماعي والدعائي وغيره، وقاوم ذلك كله بالصبر الذي أمره به الله, وذكر الصبر في مولضع كثيرة ,منها قوله تعالى )فاصبر على ما يقولون ) .,بتصرف وإقتباس من صيد الفوائد
الحكمة من اقتران التسبيح بغيره من الذكر
التسبيح يتضمن نفي النقائص والعيوب ,والتحميد يتضمن اثبات صفات الكمال التي يحمد عليها ,الجامع من المسائل لابن تيمية
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المطابقة، ويستلزم إثبات الكمال، كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة، ويستلزم التنزيه من النقص قرن بينهما في هذا الموضع، وفي مواضع كثيرة من القرآن .
الأقوال بما أمر الله به نبيه محمد صلى اللهعليه وسلم بقوله ( وسبحبحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) ط و
قال قتادة وابن زيد :قبل طلوع الشمس هي الصبح , وقبل الغروب هي العصر
وقال ابن عباس :قبل الغروب الظهر والعصر ط
وقال الثعلبي :قبل طلوع الشمس هي ركعتا الفجر , وقبل الغروب هي الركعتان قبل المغرب ط
دلالة فرضية قيام الليل على الأمة ك
كان قيام الليل واجباً علي النبي صلى الله عليه وسلم ,وعلى أمته حولاً ثم نسخ في حق الأمة بوجوبه , ذكره ابن كثير
دلالة إختلاف المفسرون في المراد بالصلاة من قوله : "وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وإدبار السجود " ع ك ط ب ل ز و
في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله : كنا جلوسا عند النبيء صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر فقال : " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " يعني بذلك العصر والفجر . ثم قرأ جرير " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " كذا . والقراءة " الغروب " .بإجماع المفسرين
أعراب (ومن الليل فسبحه ل
مفعول لفعل محذوف يفسره ( فسبحه )
لماذا قدم المفعول على الفاعل في قوله (ومن الليل فسبحه ل
وقدم المفعول للإهتمام به وليكون كالعوض عن المحذوف, ولتتوسط الفاء الجزائية كما هو في حقها ,ذكره الألوسي
معنى من ( ومن الليل و ز
من للتبعيض
وقيل أن تكون لإبتداء الغاية أي أول الليل فسبحه .
فائدة "من "في قوله ( ومن الليل ع
تأكيد الأمر لإفادة الوجوب
القراءات بقوله (وأدبار السجود ط و ب ع ل
قرأ ابن عباس ووابن كثير ,ونافع , وحمزة , وأبو جعفر وغيره بكسر الألف
وقرأالحسن , والأعرج والباقون " وأدبار " بفتح الهمزة ط
مفرد قوله ( أدبار و
قرأها الجمهور( أدبار) بفتح الهمزة جمع دبر
الأقوال في قوله (ومن الليل فسبحه ك ط
قال ابن زيد : هي العشاء فقط
وقال مجاهد : هي صلاة الليل
الأقوال بأدبار السجود ل ك ب ط
وقال علي بن ابي طالب وأبو هريرة والحسن والشعبي ومجاهد وغيرهم هي الركعتان بعد المغرب
وروي عن ابن عباس : أن أدبار السجود هي الوتر
وقال ابن زيد وابن عباس ومجاهد :هي النوافل أثر الصلاة
وقال ابن عباس : الأول هو التسبيح بعد الصلاة , ذكره ابن كثير
الراجح من الأقوال في قوله ( وأدبار السجود ب
وأولى الأقوال في الصحة , قول من قال الركعتان بعد المغرب ,لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك , ذكره الطبري
الحكمة من عدم تخصيص صلاة معينه وجمعها بقوله( وأدبار السجود ب
لأن الله جل شأنه لم يخصص بذلك صلاة دون صلاة ,بل عم أدبار الصلوات كلها ,فقال :وأدبار السجود , ولم تقم بأنه معني به :دبر صلاة دون صلاة ,حجة يجب التسليم لها من خبر ولاعقل , ذكره الطبري
وقت هذه المقولة ( فاصبر على مايقولون ) ط
قال بعض المفسرين : هذه المقالة من أهل الكتاب كانت بمكة قبل الهجرة ,ذكره ابن عطية
معنى ما ع
هي ما الموصولة
علام يعود الضمير في قوله ( على مايقولون ع
يعود على المشركين الذين هم المقصود من هذه المواعظ والنذر
معنى الباء في قوله ( بحمد ربك ع
معناها: باء الملابسة
مناسبة إضافة المصدر بقوله وأدبار ط
هو مصدر أضيف إليه وقت ثم حذف الوقت
مناسبة هذه الآية ع
تسلية للنبي الكريم , وتثبيت له ولمن بعده من أمته في مجال الدعوة إلى الله