أقوال السلف في آخر ما نزل من القرآن:
-القول الأول : سورة النصر
-القول الثاني : سورة براءة :
-القول الثالث : سورة المائدة
القول الرابع :قوله تعالى : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )
القول الخامس : آية الكلالة
القول السادس : آية الربا
-القول السابع :آية الربا والدين :
-القول الثامن : آخر التوبة :
القول التاسع : ( اليوم أكملت لكم دينكم )
القول العاشر : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم ) إلى آخرها
القول الحادي عشر : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )
القول الثاني عشر : ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما )
سبب الاختلاف في الأقوال-
كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن وامتثال أمره
-فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم اعلام بقرب موته-
لا يبدأ بالبسملة في سورة براءة-
-آخر ما كتب في جمع أبي بكر للمصحف-
آخر ما نزل في العهد المكي الأول : ( قبل الهجرة )-
فهرسة :
آخر ما نزل من القرآن
أقوال السلف في آخر ما نزل من القرآن :
-القول الأول : سورة النصر
أثر ابن عباس قال : آخر سورة أنزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح) ذكره الامام مسلم في صحيحه و الكلبيفي التسهيل والذهبي في تاريخ الاسلام وابن كثير في تفسيره وابن ابي شيبة العبسي في مصنفه والسيوطيفي الاتقان
قال الزرقاني في مناهل العرفان: يحتمل أنها آخر ما نزل من السور
-القول الثاني : سورة براءة :
عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا: ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن
عن أبي اسحاق قال : سمعت البراء يقول : ( آخر سورة نزلت براءة ) ذكره الضيرسي في فضائل القرآن والذهبي في تاريخ الاسلام وابن كثير في تفسيره حكاية عن البخاري وابن شيبة العبسي في مصنفه
-القول الثالث : سورة المائدة
عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدةذكره ابن كثير في تفسيره
عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة سنن سعيد بن منصور
عن أبي إسحاق قال فيما رواه البخاري ومسلم : سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة
عن جبير بن نفيل قال : حججت فدخلت على عائشة فقالت لي : ياجبير : أتقرأ المائدة ؟ قلت : نعم ، فقالت : أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه – ذكره السيوطي في الدر المنثور
قال الزرقاني في مناهل العرفان : أن السورة آخر ما نزل في تشريع الجهاد وليس اطلاقا .
القول الرابع :قوله تعالى : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )
عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوماذكره البيهقي
عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه
عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن
)
القول الخامس : آية الكلالة
روى البخاري عن البراء بن مالك قال : ( آخر آية نزلت : ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) وذكره أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه ، وابن الضريس البجلي في فضائل القرآن ونقله ابن كثير في تفسيره والبلقيني
وقال الزرقاني في مناهل العرفان أن الخبر محمول على أنها آخر ما نزل في المواريث
القول السادس : آية الربا
عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأسحكاه البيهقيوأبو عبيد في فضائل القرآن
عن عمر رضي الله عنه قال : آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وأن النبي صبى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن )
-القول السابع :آية الربا والدين :
عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدينذكره أبو عبيد في فضائل القرآن
توجيه الاختلاف في أيات سورة البقرة :
قال الزرقاني :
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
أقول: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون. َ}
-القول الثامن : آخر التوبة :
قال أبي بن كعب : إن آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى قوله تعالى : ( وهو رب العرش العظيم ) ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن
روي عن الزهري أنه قال :وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ
وقال الزرقاني في مناهل العرفان : أنها آخر ما نزل من التوبة لا آخر مطلق
القول التاسع : ( اليوم أكملت لكم دينكم )
روى علم الدين السخاوي : ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة في جمال القراء
وذكر السيوطي والزرقاني شبهة في هذا المقام من أن الآية صريحة بأنها أكملت الدين ونزلت في عرفة ذلك اليوم المشهود ، وقال الزرقاني في مناهل العرفان وهو رأي السيوطي سابقا : أن اكمال الدين هو انجاحه واقراره واجلاء الكفار عن البلد الحرام
القول العاشر : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم ) إلى آخرها
عن أم سلمة قالت : آخر ما نزل هذه الآية : ( فاستجاب لهم ربهم ... ) وذلك أنها قالت : يارسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) ونزلت : ( إن المسلمين والمسلمات ) ونزلت هذه الآية وكانت آخر الثلاثة نزولا أخرجه ابن مردويه
وليس فيه إلا أنها أخر الثلاثة نزولا
القول الحادي عشر : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )
أخرج ابن جرير عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فارق الدنيا على الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله راض عنه ) قال أنس : وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )
القول الثاني والعشرين : ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما )ذكره السيوطي نقلا عن امام الحرمين في البرهان
وتعقبه ابن الحصار وقال السورة مكية باتفاق
قول غريب : أن آخر ما نزل : ( فمن كان يرجو لقاء ربه )
أخرجه ابن جرير الطبري عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية ( فمن كان يرجو لقاء ربه ) وقال إنها آخر ما نزل ، ووجهه ابن كثير أنه لعله يقصد أنه لم تنزل آية تنسخها وذكره السيوطي في التحبير
سبب الاختلاف في الأقوال :
قال القاضي أبو بكر في الانتصار وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط ،ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيبنقله الزركشي في البرهان عن القاضي أبي بكر في الانتصار
كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن وامتثال أمره
روى الامام أحمد عن معاوية بن صالح أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : القرآنذكره ابن كثير في تفسيره
-فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم اعلام بقرب موته
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناهذكره الذهبي في تاريخ الاسلام).
لا يبدأ بالبسملة في سورة براءة :
وإنّما لا يبسمل في أوّلها؛ لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: عن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطولذكرها ابن كثير في تفسيره حكاية عن البخار ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من طرق آخر عن عوف الأعرابي وقال الحاكم صحيح الاسناد).
-آخر ما كتب في جمع أبي بكر للمصحف :
عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن }).
آخر ما نزل في العهد المكي الأول : ( قبل الهجرة )
-سورة النبأ أخر العهد المكي الأول الذي نزل قبل الهجرة ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ
-سورة النبأ ليس فيها ناسخ ولا منسوخ فهي آخر المكي الأول ذكره علم الدين السخاوي في جمال القراء
واختلفوا في المطففين فقال ابن عباس مدنية وقال عطاء آخر ما نزل في مكة : قاله الزركشي في البرهان -