مجلس مذاكرة تفسير القسم الرابع من جزء عمَّ
أولاً : السؤال العام : الفوائد السلوكية من قوله تعالى
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}.
1 – النظر و التفكر في خلق الإنسان عملٌ من أعمال القلب طلبه الله سبحانه و تعالى من الإنسان و رغَّب فيه لعظيم أثره في معرفة الإنسان لمقام العبودية و مقام الربوبية على الوجه الصحيح و إذا حصَّل الإنسان هذه المعرفة و عمل بمقتضاها استقام و صلح حاله في الدنيا و الأخرة يقول الله سبحانه و تعالى ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) )
2 – من يستحي أن يفعل السوء أمام الناس و يحب أن يُخفي أي أمر يسوؤه فعليه أن يستعد ليومٍ تبلى فيه السرائر و تنكشف أمام جميع الخلائق فيتجنَّب كلَّ أمرٍ نهى عنه الشرع يقول الله سبحانه و تعالى ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) )
3 – على الإنسان أن يستعد ليوم لا يملك فيه قوة يدفع بها عن نفسه عذاب الله و لا يجد أحداً يستطيع أن يدفع عنه عذاب الله إذا قضى الله عليه العذاب يقول الله تعالى ( فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) )
ثانياً : المجموعة الأولى
جواب السؤال الأول
المسائل التفسيرية و تحرير القول فيها مما اشتمل عليه تفسير قوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) ).
أولاً – قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)
1 – المراد بالإنسان : جنس الإنسان فيشمل المؤمن و الكافر قاله الأشقر و ذكره في تفسيره
2 - معنى كادح : ساعٍ و عامل قاله ابن عباس و قتادة و ابن كثير و السعدي و الأشقر و ذكره الثلاثة في تفاسيرهم
3 – عود الضمير في ( فملاقيه ) : فيه قولان
• الأول : الضمير يعود على العمل – قاله ابن كثير و ذكره في تفسيره و استشهد له بما رواه أبو داوود عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ......... و اعمل ما سئت فإنك ملاقيه ) الحديث
• الثاني : الضمير يعود على لفظ ( ربك ) قاله ابن عباس و ذكره ابن كثير و علق عليه أنه متلازم مع القول الأول و ذكره السعدي و الأشقر أيضاً
ثانياً – قوله تعالى ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) )
1 – المراد بالاسم الموصول من : أهل السعادة المؤمنون قاله السعدي و الأشقر و ذكراه في تفسيريهما
2 – المراد بالكتاب : الصحف التي فيها بيان ما للمؤمنين من الحسنات قاله الأشقر و ذكره في تفسيره
ثالثاً - قوله تعالى ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) )
1 – معنى يسيراً : سهلاً أي يقرره الله بذنوبه ثمَّ يغفرها له قاله ابن كثير و السعدي و الأشقر و ذكروه في تفاسيرهم
2 – المراد بالحساب اليسير : العرض قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من نوقش الحساب عذّب)). قالت: فقلت: أليس اللّه قال: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}؟ قال: ((ليس ذاك بالحساب، ولكنّ ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذّب))
وهكذا رواه البخاريّ ومسلمٌ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن جريرٍ من حديث أيّوب السّختيانيّ به.
رابعاً - قوله تعالى (وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) )
1 – معنى ينقلب : أي ينصرف بعد الحساب و يرجع إلى أهله قاله ابن كثير و السعدي و الأشقر و ذكروه في تفاسيرهم
2 – المراد بالأهل : أهله في الجنّة، قاله قتادة والضّحّاك و ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر
جواب السؤال الثاني
ورد في المراد بالبروج في قوله تعالى: {والسماء ذات البروج}. خمسة أقوال
الأول : النجوم – قاله ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والضّحّاك والحسن وقتادة والسّدّيّ و ذكره ابن كثير و الأشقر
الثاني : البروج التي فيها الحرس – قاله مجاهد و ذكره ابن كثير
الثالث : قصورٌ في السّماء – قاله يحيى بن رافع و ذكره ابن كثير
الرابع : الخلق الحسن – قاله المنهال بن عمرو و ذكره ابن كثير
الخامس : منازل الشمس و القمر - اختاره ابن جريرٍ، وهي اثنا عشر برجاً و ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر