سورة الفاتحة:
و سميت بالفاتحة لإن الكتاب افتتح بها و أن لم تكن أول سورة من حيث النزول و سميت ايضا بأم الكتاب و سميت بالسبع المثانى نسبة إلى قول الله تعالى (و لقد آتيناك سبعا من المثانى و القرآن العظيم )
عن أبى هريرة -رضى الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أم القرآن هى السبع المثانى و القران العظيم"
وقيل سورة الحمد , و قيل أنها مكية و قيل انها مدنية.
(بسم الله الرحمن الرحيم): اختلف العلماء فى تفسير البسملة فقيل فى ذلك ثلاثة تفسيرات :
- آية مستقلة منفردة تفتتح بها كل سورة .
- أنها بعض من آية كما فى سورة النمل ( أى جزى من آية فى السورة) وقد إتفقوا على ذلك
- أنها ليست آية و لكن تفصل بين السور
(الله): إسم يطلق على الله و ينفرد به لإنه هو المستحق بالعبادة عن حق.
(الرحمن الرحيم): أسماء مشتقة من كلمة الرحمة وهى صيغ مبالغة لتصف القائم بهذا العمل و هو الرحمة , ولتدل على أن رحمته واسعة وسعت كل شئ و جميع المخلوقات. و الرحمن أشد رحمة من الرحيم و هى صفة لا تكون لغير الله
(الحمد لله): هو الثناء على الله باللسان و الثناء عليه لصفة الكمال , أما الشكر فهو يكون نتيجة لنعمة و يكون قولا و تصديق ذلك بالقلب والفعل , و لله الحمد و الشكر
(رب العالمين): (رب): إسم من أسماء الله و إذا قيل فى غير هذا الموضع لابد أن يأتى مضاف لتحديد المقصود به مثل (رب المنزل) , و (العالمين): كل شئ سوى الله سبحانه و تعالى أى كل ما خلق و كل ما أنعم الله عليه بالوجود و الخلق و تعنى الشمول للإنسان و الحيوان و الجماد .. للمسلم و الكافر , و اضاقة العالمين الى رب للقصر على الله عز و جل فقط
(الرحمن الرحيم): جاءت بعد رب العالمين للترغيب بعد الترهيب , فإذا كان فى رب العالمين شئ من الرهبة منه فإن فى الرحمن الرحيم رغبة اليه .
(مالك يوم الدين): مالك صفة لفعله , فهو مالك التصرف فى شئون كل شئ ,و قيل ملك و هى صفة لذاته. و يوم الدين هو يوم القيامة يوم فيه يجازى الخلق بإعمالهم سواء كانت خير أو شر و تنقطع أملاك الخلائق ويبقى ملك الله
(إياك نعبد و إياك نستعين): أى قصر العبادة و هى الخوف و الخضوع و الطاعة و المحبة فى ذروة كل منهم و تشمل أيضا أى عمل يرضى الله و قصر الاستعانة و هى الاعتماد و التوكل على الله فى جميع الشئون و ذكرت الاستعانة بعد العبادة لتفضيل حق الله على حق العبد و لبيان أن الانسان إذا أعطى الله حقه فى العبادة , أعانه الله فى حياته .
(إهدنا الصراط المستقيم) : إهدنا اى إرشدنا و دلنا ووفقنا , وفقنا الى الطريق الذى لا زيغ فيه ولا عوج و لا ميل عن الحق و لا يحيد فيه الانسان عن الإسلام.
(صراط الذين أنعمت عليهم): أى الطريق الذى اتبعه النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و كل من انعم الله عليهم بسلك هذا الطريق .
(غير المغضوب عليهم): و المقصود بهم اليهود .
(ولا الضالين): و هم النصارى.
لإن اليهود عرفوا الحق و حادوا عن علم و قصد , أما النصارى فحادوا عن طريق الحق جهلا و بغير علم , فهم على ضلال مبين فى شأن عيسى عليه السلام.