دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 محرم 1442هـ/14-09-2020م, 10:13 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي تطبيقات على درس أسلوب الحجاج

تطبيقات على درس أسلوب الحجاج
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 محرم 1442هـ/17-09-2020م, 03:51 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

تطبيق علي اسلوب الحجاج
قوله تعالي إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
في هذه الآيات الكريمة الرد علي مشركي قريش الزاعمين أن هذا القرآن إنما هو قول البشر وهو إما شعر أو كهانة فأثبت الله أنه قوله سبحانه وأنه بلغه نبيه ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم وأن هذا الرسول كريم له منزلة عند ربه, ودعاهم عز وجل للتدبر والتفكر في هذا القرآن ليعرفوا حقيقته وكذب دعواهم وأنهم علي خطر إذا لم يؤمنوا به. وفي هذه الآيات تم استخدام أكثر من اسلوب للرد علي هؤلاء المشركين.
الأسلوب الأول : اسلوب القول بالموجب
ويظهر هذا الأسلوب في قوله تعالي (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) فقد أثبت الله عز وجل أن هذا القرآن الي تسمعونه إنما هو قول. وأن محمداً صلي الله عليه وسلم هو قائله.
وهنا يمكن استخدام اسلوب السبر والتقسيم: فنقول الاحتمالات الموجودة
1- أن محمداً صلي الله عليه وسلم جاء بهذا الكلام من عند نفسه
2- أنه أوحي إليه بهذا الكلام
وعلي الاحتمال الأول فهو إما شاعر وإما متقول علي الله عز وجل كذاب مفتر فيما يدعيه.
وعلي الاحتمال الثاني ( أنه أوحي إليه) فإما أن يكون الله قد اوحاه إليه وإما أن تكون الشياطين قد أوحته إليه. فتكون جملة الاحتمالات اربعة وهي كالتالي:
1- أن محمد صلي الله عليه وسلم متقول لهذا الكلام من عند نفسه ونسبه إلي الله عز وجل.
2- أن محمد صلي الله عليه وسلم شاعر.
3- أن محمد صلي الله عليه وسلم كاهن يتلقي هذا الكلام من الشياطين.
4- أنه رسول رب العالمين وأن هذا الكلام كلام الله عز وجل وأن محمد مبلغ لهذا الكلام.
وبقراءة الآيات يتبين بطلان الأقوال الثلاثة الأولي ويبقي احتمال واحد وهو الصحيح أن محمد صلي الله عليه وسلم رسول من عند الله وأن هذا القرآن هو كلام الله عز وجل.
وبيان بطلان الأقوال الثلاثة الأولي فيما يلي:
القول الأول: أن محمد صلي الله عليه وسلم متقول لهذا الكلام من عند نفسه ونسبه إلي الله عز وجل. ووجه البطلان أنه لو محمد صلي الله عليه وسلم قائل هذا الكلام فكيف يختمه بقوله (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) اذ كيف سيكون هو قائله ويقول عن نفسه (ولو تقول علينا) الآيات.
القول الثاني: أن محمد صلي الله عليه وسلم شاعر: ولقد نفي الله عن نبيه كونه شاعراً في غيرما موضع في القرآن فقال عز وجل في سورة يس (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) وفي سورة الشعراء (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226), ولقد قال المشركون عن النبي صلي الله عليه وسلم إنه شاعر وقائل هذا القول هو أبو جهل. ووجه بطلان هذا القول أنهم أهل اللغة والبلاغة والفصاحة وكانوا يعلمون الشعر ويقولونه وقد قال قائلهم وهو النضر بن الحارث من بني عبد الدار، صاحبُ لواء قريش يوم بدر - قال مسفّهاً هذه الآراء كلها بقوله: «يا معشرَ قريش، انه واللهِ قد نزل بكم أمر ما أتيتم به بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حَدَثا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صِدغيه الشَّيب، وجاءكم بما جاءكم به قلتم: ساحرٌّ لا واللهِ، ما هو بساحر. لقد رأينا السحرةَ ونَفَثْهم وعقدهم. وقلتم كاهن! لا واللهِ ما هو بكاهن. قد رأينا الكهنةَ وتخالُجَهم، وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر! لا واللهِ ما هو بشاعر. قد رأينا الشِعر، وسمعنا أصنافه كلَّها: هَزَجَه وَرجَزه. وقلتم مجنون! لقد رأينا الجنون فما هو كذلك. يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم، فإنه واللهِ قد نزل بكم امر عظيم. . . . .» . ولاشتمال القرآن على والشعر يخلو من هذا كله فالشاعر هو الذي يأتي بكلام مقفى موزون بقصد الوزن. كما أن هذا القرآن نثراً ليس بشعر وليس علي اوزان الشعر المعروفة, كما أن الشعر يتميز بالخيال والكذب كما قالوا ( أعذب الشعر أكذبه) وهذا القرآن كله حقائق وقوانين وقصص صادقة و فيه أحكام وشرائع وليس فيه كذب او زور او خيالات غير حقيقية. وبهذا يتبين بطلان القول الثاني
القول الثالث: أن محمد صلي الله عليه وسلم كاهن يتلقي هذا الكلام من الشياطين. وقائل هذا القول هو وقال عقبة: كاهن. وهذا الكلام يكفي فيه اقل تدبر وتذكر لينقضه فمحمد صلي الله عليه وسلم لم يدع معرفة الغيب ولا رد الغائبة ولا أخبر بالأمور الماضية وهذا هو فعل الكهان كما في تعريف الكاهن هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدّعي معرفة الأسرار ومطالعة علم الغيب , وفي "كشف الأسرار": الكاهن هو الذي يزعم أنَّ له خدمًا من الجن يأتونه بضرب من الوحي, وقال الراغب في "المفردات": الكاهن هو الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضرب من الظنّ كالعرّاف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك. ووجه بطلان هذا القول أن هذه الأشياء لم يفعلها محمد صلي الله عليه وسلم, ولم يطلب منهم مالا كما يطلبه الكهان, كما أن كلام الكهان سجع مصنوع وقول موضوع وهم لا يأمرون الناس بفضائل الأعمال وكذبهم أكثر من صدقهم ولقد ورد القرآن بسب الشياطين فكيف يكون هذا القرآن من وحي الشياطين ويسبون أنفسهم يأمرون بترك عبادتهم كما في القرآن. وبهذا يتبين بطلان القول الثالث.
ولقد ظهر اسلوب التقريع واضحاً جليا في هاتين الآيتين, لكي يتعظ وينزجر من كان في قلبه ذرة من خير. فقال الله في الآية الأولي قليلاً ما تؤمنون وفي الثانية قليلاً ما تذكرون. وهذا تقريع لهم فمن تبين احوال محمد صلي الله عليه وسلم ظهر له أنه ليس بشاعر ولكن لقلة إيمانه وضعفه قالوا إنه شاعر وأن سبب قولهم ذلك هو عدم رغبتهم في الإيمان الكامل بكل ما جاء محمد صلي الله عليه وسلم فأقنعوا أنفسهم بكونه شاعراً لكي لا يؤمنوا به ويسلموا له.
أما في الآية الآخري فقال قليلاً ما تذكرون أي لو كان عندكم أدني قدر من التدبر لهذا القرآن ولفعال وأقوال محمد صلي الله عليه وسلم لتذكرتكم وأمنتم فكلامه وأفعاله ليس ككلام الكهان ولا أفعالهم.
بقي قول واحد وهو القول الرابع وهو
أنه رسول رب العالمين وأن هذا الكلام كلام الله عز وجل وأن محمد مبلغ لهذا الكلام. وهذا مقتضي العقل ولكن أثبته الله أيضا ليتأكد من كان في قلبه شك وليزداد المؤمنين إيماناً وليكون ةحجة علي الكافرين فقال عز وجل (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فهذا القرآن كلام الله عز وجل نزل به جبريل عليه السلام علي قلب محمد صلي الله عليه وسلم ليبلغه للناس وهذا هو القول الحق والصواب الوحيد من هذه الأقوال

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 صفر 1442هـ/23-09-2020م, 06:53 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان مشاهدة المشاركة
تطبيق علي اسلوب الحجاج
قوله تعالي إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
في هذه الآيات الكريمة الرد علي مشركي قريش الزاعمين أن هذا القرآن إنما هو قول البشر وهو إما شعر أو كهانة فأثبت الله أنه قوله سبحانه وأنه بلغه نبيه ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم وأن هذا الرسول كريم له منزلة عند ربه, ودعاهم عز وجل للتدبر والتفكر في هذا القرآن ليعرفوا حقيقته وكذب دعواهم وأنهم علي خطر إذا لم يؤمنوا به. وفي هذه الآيات تم استخدام أكثر من اسلوب للرد علي هؤلاء المشركين.
الأسلوب الأول : اسلوب القول بالموجب
ويظهر هذا الأسلوب في قوله تعالي (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) فقد أثبت الله عز وجل أن هذا القرآن الي تسمعونه إنما هو قول. وأن محمداً صلي الله عليه وسلم هو قائله.
وهنا يمكن استخدام اسلوب السبر والتقسيم: فنقول الاحتمالات الموجودة
1- أن محمداً صلي الله عليه وسلم جاء بهذا الكلام من عند نفسه
2- أنه أوحي إليه بهذا الكلام
وعلي الاحتمال الأول فهو إما شاعر وإما متقول علي الله عز وجل كذاب مفتر فيما يدعيه.
وعلي الاحتمال الثاني ( أنه أوحي إليه) فإما أن يكون الله قد اوحاه إليه وإما أن تكون الشياطين قد أوحته إليه. فتكون جملة الاحتمالات اربعة وهي كالتالي:
1- أن محمد صلي الله عليه وسلم متقول لهذا الكلام من عند نفسه ونسبه إلي الله عز وجل.
2- أن محمد صلي الله عليه وسلم شاعر.
3- أن محمد صلي الله عليه وسلم كاهن يتلقي هذا الكلام من الشياطين.
4- أنه رسول رب العالمين وأن هذا الكلام كلام الله عز وجل وأن محمد مبلغ لهذا الكلام.
وبقراءة الآيات يتبين بطلان الأقوال الثلاثة الأولي ويبقي احتمال واحد وهو الصحيح أن محمد صلي الله عليه وسلم رسول من عند الله وأن هذا القرآن هو كلام الله عز وجل.
وبيان بطلان الأقوال الثلاثة الأولي فيما يلي:
القول الأول: أن محمد صلي الله عليه وسلم متقول لهذا الكلام من عند نفسه ونسبه إلي الله عز وجل. ووجه البطلان أنه لو محمد صلي الله عليه وسلم قائل هذا الكلام فكيف يختمه بقوله (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) اذ كيف سيكون هو قائله ويقول عن نفسه (ولو تقول علينا) الآيات.
القول الثاني: أن محمد صلي الله عليه وسلم شاعر: ولقد نفي الله عن نبيه كونه شاعراً في غيرما موضع في القرآن فقال عز وجل في سورة يس (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) وفي سورة الشعراء (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226), ولقد قال المشركون عن النبي صلي الله عليه وسلم إنه شاعر وقائل هذا القول هو أبو جهل. ووجه بطلان هذا القول أنهم أهل اللغة والبلاغة والفصاحة وكانوا يعلمون الشعر ويقولونه وقد قال قائلهم وهو النضر بن الحارث من بني عبد الدار، صاحبُ لواء قريش يوم بدر - قال مسفّهاً هذه الآراء كلها بقوله: «يا معشرَ قريش، انه واللهِ قد نزل بكم أمر ما أتيتم به بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حَدَثا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صِدغيه الشَّيب، وجاءكم بما جاءكم به قلتم: ساحرٌّ لا واللهِ، ما هو بساحر. لقد رأينا السحرةَ ونَفَثْهم وعقدهم. وقلتم كاهن! لا واللهِ ما هو بكاهن. قد رأينا الكهنةَ وتخالُجَهم، وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر! لا واللهِ ما هو بشاعر. قد رأينا الشِعر، وسمعنا أصنافه كلَّها: هَزَجَه وَرجَزه. وقلتم مجنون! لقد رأينا الجنون فما هو كذلك. يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم، فإنه واللهِ قد نزل بكم امر عظيم. . . . .» . ولاشتمال القرآن على والشعر يخلو من هذا كله فالشاعر هو الذي يأتي بكلام مقفى موزون بقصد الوزن. كما أن هذا القرآن نثراً ليس بشعر وليس علي اوزان الشعر المعروفة, كما أن الشعر يتميز بالخيال والكذب كما قالوا ( أعذب الشعر أكذبه) وهذا القرآن كله حقائق وقوانين وقصص صادقة و فيه أحكام وشرائع وليس فيه كذب او زور او خيالات غير حقيقية. وبهذا يتبين بطلان القول الثاني
القول الثالث: أن محمد صلي الله عليه وسلم كاهن يتلقي هذا الكلام من الشياطين. وقائل هذا القول هو وقال عقبة: كاهن. وهذا الكلام يكفي فيه اقل تدبر وتذكر لينقضه فمحمد صلي الله عليه وسلم لم يدع معرفة الغيب ولا رد الغائبة ولا أخبر بالأمور الماضية وهذا هو فعل الكهان كما في تعريف الكاهن هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدّعي معرفة الأسرار ومطالعة علم الغيب , وفي "كشف الأسرار": الكاهن هو الذي يزعم أنَّ له خدمًا من الجن يأتونه بضرب من الوحي, وقال الراغب في "المفردات": الكاهن هو الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضرب من الظنّ كالعرّاف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك. ووجه بطلان هذا القول أن هذه الأشياء لم يفعلها محمد صلي الله عليه وسلم, ولم يطلب منهم مالا كما يطلبه الكهان, كما أن كلام الكهان سجع مصنوع وقول موضوع وهم لا يأمرون الناس بفضائل الأعمال وكذبهم أكثر من صدقهم ولقد ورد القرآن بسب الشياطين فكيف يكون هذا القرآن من وحي الشياطين ويسبون أنفسهم يأمرون بترك عبادتهم كما في القرآن. وبهذا يتبين بطلان القول الثالث.
ولقد ظهر اسلوب التقريع واضحاً جليا في هاتين الآيتين, لكي يتعظ وينزجر من كان في قلبه ذرة من خير. فقال الله في الآية الأولي قليلاً ما تؤمنون وفي الثانية قليلاً ما تذكرون. وهذا تقريع لهم فمن تبين احوال محمد صلي الله عليه وسلم ظهر له أنه ليس بشاعر ولكن لقلة إيمانه وضعفه قالوا إنه شاعر وأن سبب قولهم ذلك هو عدم رغبتهم في الإيمان الكامل بكل ما جاء محمد صلي الله عليه وسلم فأقنعوا أنفسهم بكونه شاعراً لكي لا يؤمنوا به ويسلموا له.
أما في الآية الآخري فقال قليلاً ما تذكرون أي لو كان عندكم أدني قدر من التدبر لهذا القرآن ولفعال وأقوال محمد صلي الله عليه وسلم لتذكرتكم وأمنتم فكلامه وأفعاله ليس ككلام الكهان ولا أفعالهم.
بقي قول واحد وهو القول الرابع وهو
أنه رسول رب العالمين وأن هذا الكلام كلام الله عز وجل وأن محمد مبلغ لهذا الكلام. وهذا مقتضي العقل ولكن أثبته الله أيضا ليتأكد من كان في قلبه شك وليزداد المؤمنين إيماناً وليكون ةحجة علي الكافرين فقال عز وجل (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فهذا القرآن كلام الله عز وجل نزل به جبريل عليه السلام علي قلب محمد صلي الله عليه وسلم ليبلغه للناس وهذا هو القول الحق والصواب الوحيد من هذه الأقوال
أحسنت جدا في بيانك لأدوات الحجاج وينبغي أن تذكر مصادرك في الرسالة.
الدرجة:أ+

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1442هـ/17-10-2020م, 11:23 PM
أمل سالم أمل سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

رسالة في قوله تعالى (أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدࣰا وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادࣰا وَخَلَقۡنَـٰكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتࣰا وَجَعَلۡنَا ٱلَّیۡلَ لِبَاسࣰا وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشࣰا وَبَنَیۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعࣰا شِدَادࣰا وَجَعَلۡنَا سِرَاجࣰا وَهَّاجࣰا وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَ ٰ⁠تِ مَاۤءࣰ ثَجَّاجࣰا لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبࣰّا وَنَبَاتࣰا
وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا)

تضمنت الآيات الحجج القاطعة في الرد على منكري البعث- بسؤالهم عن النبأ العظيم الذي هو البعث- وذلك بإقامة الدلائل والبراهين على صحة الحشر وذلك بدعوتهم للتأمل والنظر في آيات الله الباهرة ومخلوقاته العظيمة التي أبدعها من العدم والتي تدل دلالة واضحة على كمال قدرة الله على إحيائهم بعد موتهم
- شرع الله في بيان قدرته العظيمة على خلق المخلوقات العظيمة الدالة على قدرته على ما يشاء ، فقدرته سبحانه على هذه الأمور أعظم من قدرته على الإعادة بالبعث .
-فذكر الله الآيات الكونية الدالة على قدرته وما فيها من دلائل وبراهين البعث ، ومنها:-
- خلق الأرض ،فقال تعالى "ألم نجعل مهادا . والجبال أوتادا "
فجعل الله الأرض ممهدة للعيش عليها، مذللة يمكن الاستقرار عليها ، ومن تمام نعمته وقدرته جعل الجبال كالأوتاد تثبت الأرض .
- وفي الابتداء في الاستدلال على البعث بخلق الأرض نكتة وهو أن البعث يكون من الأرض بإخراج أهل الحشر منها،أي بعث أهل القبور فكانت الأرض أسبق إلى الذهن ،
وجعل الأرض مهادا يتضمن الاستدلال بأصل خلق الأرض على طريقة الايجاز.
-ومن دلائل البعث إحياء الأرض بالنبات، قوله تعالى:" وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا"
فإنزال ماء المطر من السحاب على الأرض فإنبات الأرض الميتة بأنواع النبات المقتات والأشجار وغيره ؛يعاينوه كل حين ،وهي قريبة من حياة الإنسان والحيوان وهي حياة النماء ؛ فيكون ذلك دليلا للناس على تصور حالة البعث بعد الموت ، فحكمة إنزال المطر من السحاب بأن الله جعله لانبات النبات من الأرض للاشارة إلى تقريب البعث ليحصل الإقرار بالبعث وشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

ِ- ومن دلائل البعث كذلك
نشأة الإنسان من العدم فإعادة الخلق أهون من الخلق من العدم ، قال تعالى "وخلقناكم أزواجا" أي أصنافا ما بين الذكر والأثنى والصغير والكبير ، وغير ذلك فالناس مختلفون،
ليعتبر الناس بقدرة الله تعالى، وأنه قادر على أن يجعل هؤلاء البشر الذين خُلِقُوا من مادة واحدة ومن أبٍ واحد على هذه الأصناف المتنوعة المتباينة.

- أما إحياء الموتى في الدنيا بالفعل ، في قوله :"وجعلنا نومكم سباتا"
فالسبات : هو الانقطاع عن الحركة ، وقيل هو الموت ،والمسبوت الميت ؛لأنه مقطوع الحياة ،كقوله تعالى :" وهو الذي يتوفاكم بالليل " فالنوم هو ميتة صغرى ، وقد سماه الله تعالى وفاة ، قال تعالى:" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها"،فإن اليفظة بعد النوم أنموذج للبعث بعد الموت يشاهدونه كل يوم، فالنوم من آيات الله الدالة على قدرته على البعث .
- وفي خلق السماوات قال تعالى " وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا " فخلق سبع سموات محكمات ما فيها من فطور، كقوله " وجعلنا السماء سقفا محفوظا"
- وبالنظر إلى السماء، هذا البناء العظيم المحكم في بنائه ،وما فيها من النجوم والتي فيها من الفوائد والمنافع ، فهي من الآيات
التي فيها الدلائل والبراهين على البعث .
فخلق السماوات والأرض، وإحياء الأرض بالنبات ، ونشأة الإنسان من العدم ، وإحياء الموتى بالفعل في الدنيا، من الدلائل على قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 ربيع الثاني 1442هـ/25-11-2020م, 02:44 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل سالم مشاهدة المشاركة
رسالة في قوله تعالى (أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدࣰا وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادࣰا وَخَلَقۡنَـٰكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتࣰا وَجَعَلۡنَا ٱلَّیۡلَ لِبَاسࣰا وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشࣰا وَبَنَیۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعࣰا شِدَادࣰا وَجَعَلۡنَا سِرَاجࣰا وَهَّاجࣰا وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَ ٰ⁠تِ مَاۤءࣰ ثَجَّاجࣰا لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبࣰّا وَنَبَاتࣰا
وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا)

تضمنت الآيات الحجج القاطعة في الرد على منكري البعث- بسؤالهم عن النبأ العظيم الذي هو البعث- وذلك بإقامة الدلائل والبراهين على صحة الحشر وذلك بدعوتهم للتأمل والنظر في آيات الله الباهرة ومخلوقاته العظيمة التي أبدعها من العدم والتي تدل دلالة واضحة على كمال قدرة الله على إحيائهم بعد موتهم
- شرع الله في بيان قدرته العظيمة على خلق المخلوقات العظيمة الدالة على قدرته على ما يشاء ، فقدرته سبحانه على هذه الأمور أعظم من قدرته على الإعادة بالبعث .
-فذكر الله الآيات الكونية الدالة على قدرته وما فيها من دلائل وبراهين البعث ، ومنها:-
- خلق الأرض ،فقال تعالى "ألم نجعل مهادا . والجبال أوتادا "
فجعل الله الأرض ممهدة للعيش عليها، مذللة يمكن الاستقرار عليها ، ومن تمام نعمته وقدرته جعل الجبال كالأوتاد تثبت الأرض .
- وفي الابتداء في الاستدلال على البعث بخلق الأرض نكتة وهو أن البعث يكون من الأرض بإخراج أهل الحشر منها،أي بعث أهل القبور فكانت الأرض أسبق إلى الذهن ،
وجعل الأرض مهادا يتضمن الاستدلال بأصل خلق الأرض على طريقة الايجاز.
والآيات فيها إشارة على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى

-ومن دلائل البعث إحياء الأرض بالنبات، قوله تعالى:" وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا"
فإنزال ماء المطر من السحاب على الأرض فإنبات الأرض الميتة بأنواع النبات المقتات والأشجار وغيره ؛يعاينوه كل حين ،وهي قريبة من حياة الإنسان والحيوان وهي حياة النماء ؛ فيكون ذلك دليلا للناس على تصور حالة البعث بعد الموت ، فحكمة إنزال المطر من السحاب بأن الله جعله لانبات النبات من الأرض للاشارة إلى تقريب البعث ليحصل الإقرار بالبعث وشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

ِ- ومن دلائل البعث كذلك
نشأة الإنسان من العدم فإعادة الخلق أهون من الخلق من العدم كله عليه هين سبحانه، قال تعالى "وخلقناكم أزواجا" أي أصنافا ما بين الذكر والأثنى والصغير والكبير ، وغير ذلك فالناس مختلفون،
ليعتبر الناس بقدرة الله تعالى، وأنه قادر على أن يجعل هؤلاء البشر الذين خُلِقُوا من مادة واحدة ومن أبٍ واحد على هذه الأصناف المتنوعة المتباينة.

- أما إحياء الموتى في الدنيا بالفعل ، في قوله :"وجعلنا نومكم سباتا"
فالسبات : هو الانقطاع عن الحركة ، وقيل هو الموت ،والمسبوت الميت ؛لأنه مقطوع الحياة ،كقوله تعالى :" وهو الذي يتوفاكم بالليل " فالنوم هو ميتة صغرى ، وقد سماه الله تعالى وفاة ، قال تعالى:" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها"،فإن اليفظة بعد النوم أنموذج للبعث بعد الموت يشاهدونه كل يوم، فالنوم من آيات الله الدالة على قدرته على البعث .
- وفي خلق السماوات قال تعالى " وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا " فخلق سبع سموات محكمات ما فيها من فطور، كقوله " وجعلنا السماء سقفا محفوظا"
- وبالنظر إلى السماء، هذا البناء العظيم المحكم في بنائه ،وما فيها من النجوم والتي فيها من الفوائد والمنافع ، فهي من الآيات
التي فيها الدلائل والبراهين على البعث .
وهو من باب قياس الأولى, فخلق السموات أعظم من خلق الناس-كما صرح بذلك القرآن- فمن قدرة على خلق مثل هذا البناء العظيم لقادر من باب أولى على بعثهم من جديد.
كذلك تعاقب الليل والنهار فيه إشارة على الأفول والبعث من جديد.

فخلق السماوات والأرض، وإحياء الأرض بالنبات ، ونشأة الإنسان من العدم ، وإحياء الموتى بالفعل في الدنيا، من الدلائل على قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت.
أحسنت نفع الله بك
ب+
احرصي على ربط الدليل بالمدلول عليه, مع بيان وجه الشاهد تحديدا, وقد أحسنت في هذا لكن فاتتك بعض التفاصيل.
كذلك الكتابة بأسلوب من يحاجج شخصا وهدفه بيان الأدلة ومحاججته بها.
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir