[color="rgb(139, 0, 0)"]سورة الجمعه
[/color]
وقوله تعالى: {هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولا منهم} الأمّيّون هم: العرب تخصيص الأمّيّين بالذّكر لا ينفي من عداهم، ولكنّ المنّة عليهم أبلغ وآكد
وهذه الآية هي مصداق إجابة اللّه لخليله إبراهيم، حين دعا لأهل مكّة أن يبعث اللّه فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة. فبعثه اللّه سبحانه وتعالى وله الحمد والمنّة، على حين فترةٍ من الرّسل، وطموس من السّبل، وقد اشتدّت الحاجة إليه، وقد مقت اللّه أهل الأرض عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب -أي: نزرًا يسيرًا-ممّن تمسّك بما بعث اللّه به عيسى ابن مريم عليه السّلام
.......................................................................
قوله: {ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم} يعني: ما أعطاه اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من النّبوّة العظيمة، وما خصّ به أمّته من بعثته صلّى اللّه عليه وسلّم إليهم).
...............................................................................
({مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين )
يقول تعالى ذامًّا لليهود الّذين أعطوا التّوراة وحملوها للعمل بها، فلم يعملوا بها
وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الّذي أوتوه، حفظوه لفظًا ولم يفهموه ولا عملوا بمقتضاه، بل أوّلوه وحرّفوه وبدّلوه، فهم أسوأ حالًا من الحمير؛ لأنّ الحمار لا فهم له، وهؤلاء لهم فهومٌ لم يستعملوها؛ ولهذا قال في الآية الأخرى: {أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون} [الأعراف: 179]
وهذا عام لكل احد وليس خاص باهل الكتاب ،فبعض هذه الامه يحمل القران في صدره حفظا ولايفهم منه شيئا او يحفظه ويفهم معنى الايات ولايتخلق باخلاقها
................................................................................
{يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون)
إنّما سمّيت الجمعة جمعةً؛ لأنّها مشتقّةٌ من الجمع، فإنّ أهل الإسلام يجتمعون فيه في كلّ أسبوعٍ مرّةً بالمعابد الكبار وفيه كمل جميع الخلائق، فإنّه اليوم السّادس من الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض. وفيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها. وفيه تقوم السّاعة. وفيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مؤمنٌ يسأل اللّه فيها خيرًا إلّا أعطاه إيّاه كما ثبتت بذلك الأحاديث الصّحاح
وقد كان يقال له في اللّغة القديمة يوم العروبة. وثبت أنّ الأمم قبلنا أمروا به فضلّوا عنه، واختار اليهود يوم السّبت الّذي لم يقع فيه خلقٌ واختار النّصارى يوم الأحد الّذي ابتدئ فيه الخلق، واختار اللّه لهذه الأمّة [يوم] الجمعة الّذي أكمل اللّه فيه الخليقة، كما أخرجه البخاريّ ومسلمٌ من حديث عبد الرّزّاق، عن معمر، عن همّام بن منبّه قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة، بيد أنّهم أوتوا الكتاب من قبلنا. ثمّ هذا يومهم الّذي فرض اللّه عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا اللّه له، فالنّاس لنا فيه تبعٌ، اليهود غدًا، والنّصارى بعد غدٍ" لفظ البخاري.
.......................................................................................
سورة المنافقين
[ قال: {واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون}كذّبهم بالنّسبة إلى اعتقادهم
{ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} أي: إنما قدّر عليهم النّفاق لرجوعهم عن الإيمان إلى الكفران،