(( حتى نتجنب الخطأ في رسم الهمزة ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم ومساءكم ، والخيرَ رزقكم ، ومن كلِّ سوءٍ وقاكم
----------------------------------------------------------
علمُ الإملاء - أو كما كانوا يسمُّونه قديمًا بعلم الخط ، والكتابةِ ، والرسم ، والهِجاء ، وتقويم اليد - هو من أهم العلوم التي لا يستغني عنها كاتبٌ في أي حالٍ من الأحوال، وجهلُ الكاتبِ بأصوله يُعتبرُ عيبًا في حقِّه.
ومن أهمِّ مُشكلاتِ الإملاء وقضاياها هي مُشكلة رسم الهمزة، ولعلّنا نتحدث عنها بشيءٍ من الاختصارِ والإيجازِ مع التركيز على الجانب التطبيقي.
ولا بُدَّ أن نذكرَ شيئًا مُهِمًّا قبل الشروعِ في الهدف:
الخطُّ العربي ثلاثةُ أنواعٍ:
1- خطُّ المُصحف
2- الخط العَروضي
3- الخط القياسي.
فالأول خاصٌّ بالمُصحف ولا يُقاسُ عليه، والثاني خاصٌّ بتقطيع الشِّعر ولا يُقاسُ عليه أيضا ، وأمّا الثالثُ فهو المعنيُّ بالإملاء ، وهو الذي يُقاسُ عليه دون غيره من الخطوط.
ونبدأُ الآن بحمدِ الله مستعينين به مختصِرين ومُسرعينَ في المقصود:
-------------------------------------------------------------------
المواضيع المُتعلِّقة برسم الهمزة من حيث الموقع:
- رسم الهمزة في بداية الكلمة
- رسم الهمزة في وسط الكلمة
- رسم الهمزة في آخر الكلمة
ولنتكلم عن الأولى باختصار:
الهمزة في بداية الكلمة إما أن تكونَ همزةُ قطعٍ وإما أن تكونَ همزةُ وصل - كما تعلمون - ، وتسمّى الأخيرةَ أيضًا (ألف الوصل) وهي الأدق في التسمية.
وهناك من يظن أن التفريق بينهما يكون بإضافةِ الواوِ أوِ الفاءِ قبل الكلمة، كأن نقول (وأفاد) ، (فاستجاب) ، وهذه الطريقة هي طريقة تطبيقية لهمزتي الوصل والقطع وليست القاعدة في معرفة نوع الهمزة في الكلمة ، وذلك لو أنك سألتَ بعضهم: (أضف "الواوَ" قبل كلمة "اسمه" ) فلربما ستسمع الجواب: (وإسمه) بالقطع ، وهذا خطأ ، لأن الهمزة في كلمةِ (اسْم) همزة وصلٍ لا همزةُ قطع، فحرفُ السين حرفٌ ساكن، ولهذا أُضيفت همزة الوصل (أو ألف الوصل) للتوصل إلى النطق بالساكن في ابتداءِ الكلام. وهذه هي وظيفة الف الوصل أساسًا ، فألف الوصل يؤتى بها للتوصل إلى النطق بالساكن، ويكون ذلك في ابتداء الكلام، نقول: (اِسمٌ): ننطق بالألفِ مكسورةً دون كتابة علامة الهمزة (ء).
وأما في الدَّرْج (أي في أثناء الكلام) فإننا ننطق هذه العِبارة: (أخوكَ اسْمُه أحمد) هكذا (أخوكَـــسْمُهُ أحمد) ، فتسقطُ ألف الوصل نُطقًا ، ولا تسقُطُ كتابةً.
السؤال الأهم هنا: ما القاعدة في معرفة ألف الوصل وهمزة القطع؟؟؟
- لكل منهما مواضع خاصَة تختص بها، وإذا علمتم مواضع ألف الوصل ، لأمكنكم التعرف على مواضع همزة القطع بسهولة.
ودونكم هذه المواضع:
مواضع همزة الوصل:
- في الأسماء العشرة:(وهي سماعية: أي أنها سُمِعت من العرب ولم ينطقوا بغيرها)
ولكنني أذكرُ سبعةً منها ، لأن الثلاثة الباقية غير شائعة اليوم، وهذه السبعة الأسماء هي:
1- اسمٌ (والمثنى: اسمان)
2و3- ابنٌ وابنةٌ (والمثنى: ابنان وابنتان)
4 و 5 - اثنان واثنتان
6و7- امرؤ وامرأة (والمثنى: امرؤان وامرأتان)
(والثلاثةُ الباقية: ابنمٌ ، واستٌ ، وايمُ الله)
- وأما المواضع القياسية فهي في الأفعال والمصادر التالية:
1- أمر الفعل الثلاثي. (اِجلِسْ) فعل أمر ماضيه الثلاثي: جَلَسَ ، (اِذهبْ) ماضيه الثلاثي: ذهب ، (اُنْصُرْ) ماضيه الثلاثي: نصر ... وهكذا
2- الأفعال الماضية الخماسية والسداسية ، وأمرها، ومصادرها.
أمثلة:
- الخماسية: (اِكتالَ ، اتّقى ، اِحتالَ ، اقتربَ ، اهتمَّ ... ) أمرها: (اِكْتلْ ، اِتَّقِ ، اِحتَلْ ، اِقترِبْ ، اِهتم ...) مصادرها: (اِكتيال ، اتقاء ، احتيال ، اقتراب ، اهتمام ...)
- السداسية: (اِستشارَ ، استصعب ...) أمرها: (اِستشرْ ، اِستصعِبْ ...) ، مصادرها: ( استشارة ، استصعاب ...)
- وفي الحروف:فقط في (ال) التعريف ، كما في: المدرسة ، الكتب، السًّحاب ...
وأما همزة القطع فتكون في المواضع التالية:
1- جميع الأسماء عدا الأسماء العَشرة السابق ذكرُها، مثل (أسماء ، أحمد ...)
2- جميع الحروف عدا (ال التعريف) ، مثل: ( أو ، أن ، إلى ، ألف الاستفهام ...)
3- الفعل الماضي الثلاثي ومصدره ، مثل (أخذ أخذًا ، أكَلَ أكلًا ...) فالأخذ والأكل هما مصدران للفعلين (أخذ) و (أكل).
4- الفعل الماضي الرباعي ، وأمره ، ومصدره ، مثل: ( أفادَ - أَفِدْ - إِفادة) ، (أعادَ - أعِدْ - إِعادة)
5- ألف المضارَعة ( أو ألف المُخبر عن نفسه) كما في (أَذْهَبُ ، ألعبُ ، أستشيرُ ...).
ينبغي لمن أحبَّ العربيةَ أن لا يُخطئ في هذا، فكل هذا سهل، ولكنَّهُ مُهْمَل
أتمنى لي ولكم النفع والفائدة
12 جمادى الأولى 1433هـ/3-04-2012م, 03:10 AM
(( حتى نتجنب الخطأ في رسم الهمزة ))
العرض العادي
