بعض التقاسيم من شرح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- لكتاب التوحيد
باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
ما أضافه الله إلى نفسه ينقسم إلى:
1) عين قائمة بنفسها، وإضافتها إليه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، وقد تكون على سبيل عموم الخلق (إن أرضي واسعة)، وقد تكون على سبيل الخصوص لشرفه (طهرا بيتي للطائفين)، (ناقة الله وسقياها).
2) شيء مضاف إلى عين مخلوقة يقوم بها (وروح منه)، وهو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه تشريفا.
3) وصف غير مضاف إلى عين مخلوقة (برسالاتي وبكلامي)، وصفات الله غير مخلوقة.
باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
دعاء المخلوق ينقسم إلى:
1) أن تدعو مخلوقا بأمر من الأمور التي يمكن أن يدركها بأشياء محسوسة معلومة (وإذا دعاك فأجبه)، وهو جائز.
2) أن تدعو مخلوقا مطلقا سواء كان حيا أو ميتا فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهذا شرك أكبر لأنك جعلته ندّا لله.
3) أن تدعو مخلوقا ميتا لا يجيب بالوسائل الحسية المعلومة، فهذا شرك أكبر لأنك جعلت له تصرفا خفيا في الكون.
باب ما جاء في الرقى والتمائم
أقسام التعلق بغير الله:
1) ما ينافي أصل التوحيد: وهو أن يتعلق بشيء لا يمكن أن يكون له تأثير ويعتمد عليه معرضا عن الله.
مثل: تعلق عباد القبور بما فيها عند حلول المصائب.
حكمه: شرك أكبر مخرج عن الملة.
2) ما ينافي كمال التوحيد: وهو أن يعتمد على سبب شرعي صحيح مع الغفلة عن المسبب وهو الله، وعدم صرف قلبه إليه.
حكمه: نوع شرك.
3) ما لا ينافي أصل التوحيد ولا كماله: أن يتعلق بالسبب تعلقا مجردا لكونه سببا فقط، مع اعتماده الأصلي على الله.
حكمه: لا إثم فيه.
أقسام الشفاعة:
1) الشفاعة الخاصة بالرسول
1: الشفاعة العظمى لأهل الموقف ليُقضى بينهم.
2: الشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوها.
3: الشفاعة في عمه أبي طالب أن يُخفف عنه العذاب، وهذه مستثناة من (فما تنفعهم شفاعة الشافعين).
2) الشفاعة العامة له ولجميع المؤمنين
1: الشفاعة فيمن اسنحق النار أن لا يدخلها.
2: الشفاعة فيمن دخل النار أن يخرج منها.
3: الشفاعة في رفع درجات المؤمنين.
باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
الحقوق تنقسم إلى:
1) حق لله لا يُشرك فيه غيره (الربوبية والألوهية والأسماء والصفات).
2) حق خاص للرسل (توقيرهم وتبجيلهم بما يستحقون).
3) حق مشترك (الإيمان بالله ورسله).
(لتؤمنوا بالله ورسوله)، (وتعزروه وتوقروه)، (وتسبحوه بكرة وأصيلا).
سؤال العرّاف ونحوه ينقسم إلى:
1) أن يسأله سؤالا مجردا --> حرام.
2) أن يسأله فيصدقه ويعتبر قوله --> كفر.
3) أن يسأله ليختبره هل هو صادق أو كاذب --> لا بأس به (سأل النبي ابن صياد).
4) أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه --> مطلوب وقد يكون واجبا.
النظر في النجوم ينقسم إلى:
1) أن يستدل بحركاتها وسيرها على الحوادث الأرضية --> شرك،
إن اعتقد أن هذه النجوم هي المدبرة للأمر أو أن لها شركا فهو كفر مخرج عن الملة.
وإن اعتقد أنها سبب فقط فكفره غير مخرج عن الملة ولكن يسمى كفرا.
2) أن يستدل بحركاتها وسيرها على الفصول وأوقات البذور والحصاد والغرس --> مباح.
3) لمعرفة أوقات الصلاة وجهات القبلة --> مشروع، وقد يكون فرض كفاية أو فرض عين.
علم النجوم ينقسم إلى:
1) علم التأثير
1: أن يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث والشرور --> شرك أكبر.
2: أن يجعلها سببا يدعي بها علم الغيب --> كفر مخرج عن الملة.
3: أن يعتقدها سببا لحدوث الخير والشر --> شرك أصغر.
2) علم التسيير
1: أن يستدل بسيرها على المصالح الدينية --> مطلوب، وإن كان يعين على مصالح واجبة كان واجبا.
2: أن يستدل بسيرها على المصالح الدنيوية ، وهو نوعان:
1- أن يستدل بها على الجهات --> جائز.
2- أن يستدل بها على الفصول --> كرهه بعض السلف ، وأباحه آخرون وهو الصحيح.
باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
الاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى:
1) شرك أكبر؛ وله صورتان:
1: أن يدعو الأنواء بالسقيا (شرك في العبادة وهو متضمن للشرك في الربوبية).
2: أن ينسب حصول الأمطار إليها على أنها هي الفاعلة بنفسها دون الله (شرك في الربوبية).
2) شرك أصغر: أن يجعلها سببا مع اعتقاده أن الله هو الخالق الفاعل.
باب قول الله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله)
الولاية تنقسم إلى:
1) ولاية من العبد لله ، وهي بالإيمان والتقوى
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون).
2) ولاية من الله للعبد، وهي قسمان:
1: ولاية عامة على العباد بالتدبير والتصريف ، وهي تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق.
(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين)
2: ولاية خاصة بالمؤمنين: وهي أن يتولى الله العبد بالمعونة والتسديد والحفظ والتوفيق.
(الله ولي الذين آمنوا)، (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا)
حكم العبادة إذا خالطها رياء:
1) إن كان الباعث على العبادة الرياء من الأصل --> شرك، والعبادة باطلة.
2) كان الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة،
1: فإن كانت العبادة لا ينبني آخرها على أولها --> فأولها صحيح وآخرها باطل.
2: إن كانت العبادة ينبني آخرها على أولها :
= إن دافع الرياء ولم يسكن إليه --> لا يؤثر عليه شيئا
= إن اطمئن إلى الرياء ولم يدافعه --> تبطل جميع العبادة
3) ما يطرأ بعد انتهاء العبادة --> لا يؤثر عليها شيئا إلا أن يكون فيه عدوان كالمن والأذى بالصدقة
باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا من دون الله
اتباع العلماء والأمراء في التحليل والتحريم ينقسم إلى:
1) أن يتابعهم في ذلك راضيا بقولهم، مقدما له، ساخطا لحكم الله --> كافر
2) أن يتابعهم في ذلك راضيا بحكم الله وعالما بأنه أمثل وأصلح، ولكن لهوى في نفسه اختار قولهم --> فاسق له حكم غيره من العصاة
3) أن يتابعهم جاهلا فيظن أن ذلك حكم الله، فينقسم إلى:
1: من يمكنه أن يعرف الحق بنفسه --> مفرط أو مقصر فهو آثم
2: من ليس عالما، ولا يمكنه التعلم فيتابعهم تقليدا، ويظن أن هذا هو الحق --> لا شيء عليه
باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات
أنواع الجحد [الإنكار]:
1) إنكار تكذيب --> كفر مخرج عن الملة بالإجماع
كأن ينكر اسما من أسماء الله أو صفة من صفاته الثابتة في الكتاب والسنة
2) إنكار تأويل (أن يتأولها إلى ما يخالف ظاهرها)، وهو نوعان:
1: أن يكون للتأويل مسوِغ في اللغة --> لا يوجب الكفر
كأن يقول: المراد بـ"اليد" : النعمة أو القوة
2: أن لا يكون للتأويل مسوِغ في اللغة --> كفر
كأن يقول: (تجري بأعيننا): بأراضينا، (بل يداه مبسوطتان): السماوات والأرض.
تنقسم صفات الله إلى:
1) ذاتية ملازمة لذاته تعالى، وهي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها، ويقال: صفات معنوية
مثل: السمع والبصر
2) فعلية: هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن لم يشأ لم يفعلها
مثل: النزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والكلام من حيث آحاده، والخلق من حيث آحاده
3) خبرية: ثبت بها الخبر من الكتاب والسنة، وهي ليست معنى ولا فعلا
مثل: الوجه والعين والساق واليد
باب من سبّ الدهر فقد آذى الله
سبّ الدهر ينقسم إلى:
1) أن يقصد الخبر المحض دون اللوم --> جائز (هذا يوم عصيب)
2) أن يسبّ الدهر على أنه هو الفاعل --> شرك أكبر
3) أن يسبّ الدهر لا لاعتقاده أنه هو الفاعل، بل يعتقد أن الله هو الفاعل لكن يسبّه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده--> محرم ، لأن حقيقة سبّه تعود إلى الله عز وجل.
باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك
أسماء الله تنقسم إلى قسمين:
1) ما لا يصح إلا لله --> فإن سُمي به وجب تغييره
2) ما يصح أن يسمى به غير الله :
- فإن لوحظت الصفة --> مُنع من التسمي به
- وإن لم تلاحظ الصفة --> جاز التسمي به على أنه علم محض
الحكم في ذلك ينقسم إلى قسمين:
1) أن يضيفه إلى غيره (عبد فلان أو أمة فلان) --> جائز
(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم)، (ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة)
2) أن يضيفه إلى نفسه ، وله صورتان:
1: أن يكون بصيغة الخبر (أطعمت عبدي):
= فإن قاله في غيبة العبد أو الأمة --> فلا بأس به
= وإن قاله في حضرته --> فإن ترتب عليه مفسدة تتعلق بالعبد أو السيد مُنع، وإلا فلا
2: أن يكون بصيغة النداء (يا عبدي هات كذا) --> منهي عنه [اختلف العلماء في النهي هل هو للكراهة أو التحريم، والراجح التفصيل في ذلك، وأقل أحواله الكراهة].
إضافة الرب إلى غير الله تعالى تنقسم إلى:
1) أن تكون الإضافة إلى ضمير المخاطب --> يُكره ذلك للنهي عنه
2) أن تكون الإضافة إلى ضمير الغائب --> فلا بأس به
3) أن تكون الإضافة إلى ضمير المتكلم --> قد يكون جائزا (إنه ربي أحسن مثواي)
4) أن يُضاف إلى الاسم الظاهر --> جائز ما لم يوجد محذور
استعمالات (لو):
1) أن تستعمل في الاعتراض على الشرع --> محرم وقد يصل إلى الكفر
2) أن تستعمل في الاعتراض على القدر --> محرم
3) أن تستعمل للندم والتحسر --> محرم
4) أن تستعمل في الاحتجاج بالقدر على المعصية --> باطل
5) أن تستعمل في التمني --> حكمه حسب المتمنى؛ إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر.
6) أن تستعمل في الخبر المحض --> جائز (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولأحللت معكم).
أحوال التصوير:
1) أن يصوّر ما له ظل --> أجمع العلماء على تحريمه ولو لم يقصد المضاهاة
2) أن يصوّر صورة ليس لها جسم، بل بالتلوين والتخطيط --> محرم
3) أن تلتقط الصور التقاطا بأشعة معينة بدون أي تعديل أو تحسين من الملتقط --> محل خلاف بين العلماء المعاصرين
4) أن يكون التصوير لما لا روح فيه، وهذا على نوعين:
1: أن يكون مما يصنعه الآدمي --> لا بأس به بالاتفاق
2: أن يكون مما يخلقه الله ، وهو نوعان:
= نوع غير نامٍ --> لا بأس بتصويره بالاتفاق
= نوع نامٍ --> حرمه مجاهد، والجمهور على جوازه
اقتناء الصور على أقسام:
1) أن يقتنيها لتعظيم المصوَّر --> حرام
2) أن يقتنيها للتمتع بالنظر إليها أو التلذذ بها --> حرام
3) أن يقتنيها للذكرى تلطفا أو حنانا --> حرام
(إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة)
4) أن يقتنيها لا لرغبة فيها ولكنها تأتي تبعا لغيرها --> لا بأس به، لكن إن أمكن طمسها بلا حرج ولا مشقة فهو أولى
5) أن يقتنيها على وجه تكون فيه مُهانة --> لا بأس به عند الجمهور
6) أن يلجأ إلى اقتنائها إلجاء --> لا إثم فيه، لعدم إمكان التحرز (وما جعل عليكم في الدين من حرج)
باب ما جاء في الإقسام على الله
القسم على الله ينقسم إلى:
1) أن يقسم بما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات --> لا بأس به
2) أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن ظنه بربه --> جائز
(إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه) ، (رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه).
3) أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس --> محرم، وهو وشيك بأن يحبط الله عمله