دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى طلاب المتابعة الذاتية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 11:27 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة.
س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك.
س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟
س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا
س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟
س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.
س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟
س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}
س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟
س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها.
س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة الخامسة:
س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟
س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟
س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟
س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟
س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟
س7: متى يقول المأموم "آمين"؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة السادسة:
س1: ما معنى الاستعاذة؟ وما صيغها؟
س2: ما المراد بالبسملة؟ وما معناها باختصار؟
س3: ما معنى اللام في قول الله تعالى: {الحمد لله }
س4: ما معنى قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين}
س5: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}
س6: بين معنى {لا} في قوله تعالى: {ولا الضالين}
س7: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب و إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 جمادى الآخرة 1440هـ/10-02-2019م, 02:01 AM
صفاء الكنيدري صفاء الكنيدري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 728
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.
من الأسماء التي اشتملت عليها هذه السورة الكريمة ما يلي:
1-فاتحة الكتاب وسميت بذلك لأنها أول ما يستفتح به ويبدأ به، واشتهر في هذا الاسم العديد من الأحاديث والآثار ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب"
2-فاتحة القرآن وذلك باعتبار أنه أول ما يقرأ ويستفتح به سواء في الصلاة أو غيرها وكذلك أول ما سطر وكتب في الكتاب الكريم .
3-الفاتحة وهو اختصار لما قبله وهو من أكثر الأسماء شهرة وانتشارا؛ لاختصاره ودلالته على المراد.
4-أم الكتاب وسميت بذلك لاعتبارين:
-أحدهما: بكونها جامعة لأصول معاني القرآن المذكورة في السور من تمجيد الله والثناء عليه والاستعانة به وتجريد التوحيد له وغيرها من المعاني الجليلة التي أتت مفصلة ومبينة خير بيان في جميع سور القرآن، لذا سميت بأم الكتاب باعتبارها الجامعة لمعانيه الدالة على ما فيه، وهذا ما قاله الجمهور من المفسرين.
والآخر: لكونها الأصل والمرجع لهذا الكتاب المبين وهي أول ما يبدأ به ويستفتح به في الصلاة وغيرها، والعرب تُسمي مقدمة الشيء أمّاً لكونه أصل يرجع إليه ما بعده، وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى وذكره أيضاً البخاري في صحيحه.
ودليل هذا الاسم ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم"
5-أم القرآن وقيل في معناه ما قيل في أم الكتاب، والقولان صحيحان ولا تعارض بينهما لدلالتهما على المراد، ودليل هذا الاسم ما جاء عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الركعتيين الأوليين بأم الكتاب وسورتين وفي الركعتيين الأخريين بأم الكتاب.

س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟
اختلف العلماء-رحمة الله عليهم-في الاستعاذة لتلاوة القرآن على ثلاثة أقوال:
-القول الأول: سنة في الصلاة وخارجها، وهو قول الجمهور وهو الصحيح.
-القول الثاني: لا يستعيذ في الفريضة ويستعيذ في النافلة إن شاء وفي غير الصلاة، وهو المشهور عن الإمام مالك.
-القول الثالث: وجوب الاستعاذة، وهذا القول يُنسب إلى عطاء بن أبي رباح ولسفيان الثوري، وقال شيخنا عبد العزيز-حفظه الله-لم أرى نسبة القول إليهما.
أما بالنسبة لمسألة متى تكون الاستعاذة قبل القراءة أو بعدها فالصحيح أنها تكون قبل القراءة؛ بدليل قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} والمعنى: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله، وهذا أصح ما قيل في تفسير الآية، وهو ما ذهب إليه الجمهور من المفسرين واللغويين من أن المراد بالأمر بالاستعاذة هو قبل القراءة وليس بعدها أو عند الانتهاء منها، ورجحه ابن جرير واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، ونظير هذا القول ما جاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"، أي: إذا أراد الدخول إلى الخلاء أو شرع في الدخول.

س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
اختلف اللغويين في معنى(الباء) في البسملة وأصح ما قيل فيها أربعة أقوال:
-القول الأول: أن (الباء) للاستعانة، وهو قول ابن حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وقال به جمع من المفسرين.
-القول الثاني: أن (الباء) للابتداء،وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وغيرهم.
-القول الثالث: أن (الباء) للمصاحبة والملابسة، اختاره ابن عاشور.
-القول الرابع: أن (الباء) للتبّرك، أي أبدأ متبركا، وهذا القول منقول عن بعض السلف من باب أن البسملة كتبت في المصاحف للتبّرك بها
وقال شيخنا –حفظه الله-الأظهر أن الأقوال جميعها صحيحة و لا تعارض بينها، كما يستحب للقارئ استحضارها جميعا عند التلاوة أو القراءة.

س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
العالم اسم جمع لا واحد له من لفظه فهو مشتمل على أفراد كثيرة يجمعها صنفٌ واحد.
فمن العوالم :عالم الإنس وعالم الجن وعالم الأفلاك وعالم الطير إلى غير ذلك ممّا لا يعلم حصرها إلا رب العالمين جل جلاله، كما قال تعالى:{وما من دابة في الأرض ولا طائرٌ يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون}
واختلف العلماء في المراد بالعالمين على قولين:
-أحدهما: جميع العالمين كما تقدم ذكره، وهو قول أبو العالية الرياحي، وقتادة، والجمهور من المفسرين.
-والثاني: عالم الإنس والجن، واشتهر هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة، وروي أيضاً عن ابن جريج.
وهذا القول صحيح المعنى في نفسه، ودليل أصحابه قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا} فالمراد بالعالمين هنا المكلفين من الإنس والجن، وعليه يكون الأولى بالمراد بالعالمين في سورة الفاتحة هم المكلفين من الإنس والجن كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} فاختصاصهم بالعبادة وتكليفهم بها دّل على أحقيتهم بهذا الخطاب، والله أعلم.
والقول الأول أعمّ وأشمل، وهو ما عليه الجمهور من المفسرين، وأحسن ما يُستدل به على هذا القول ما قاله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير سورة الفاتحة: ( قوله تعالى:{رب العالمين} قال: لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين.قال رب السماوات والأرض وما بينهما})
والاختلاف في أوجه التفسير صحيحة كالاختلاف في القراءات وعليه يستحب للقارئ استحضار أحد المعاني منها إذا لم يمكنه الجمع بينهما.

س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
لتقديم المفعول هنا ثلاث فوائد جليلة:
-الأولى: لإفادة الحصر، فقوله{إياك نعبد} أي نخصك وحدك بالعبادة ولا نعبد غيرك، ونظيره قوله تعالى: {بل أياه تدعون} أي تدعونه وحده ولا تدعون معه غيره ، والحصر يفيد إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه وهو ما دل عليه قول: (لا إله إلا الله) أي لا معبود بحق إلا الله، فلا يتحقق التوحيد إلا بركنيين: الإثبات، والنفي.
-الثانية: لإفادة تقديم ذكر المعبود جل جلاله.
-الثالثة: لإفادة الحرص على التقرب منه جل جلاله وهو أبلغ من قول: (لا نعبد إلا إياك)

س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى على النحو التالي:
-الوجه الأول: أن من يدعو الله بحضور قلب يختلف حاله عمن هو دونه كالغافل واللاهي، ولا شك أن حضور القلب من أسباب استجابة الدعاء.
-الوجه الثاني: الإحسان في الدعاء، فيكون حال الداعي أثناء الدعاء مقبلا على الله عز وجل ومتضرعا ومخبتا إليه فيدعو ربه دعاء المضطر الوجل الخائف المنيب إلى ربه ولا شك أن من هذا حاله أعظم مما هو دونه وأرجى في استجابة الدعاء له، كما قال تعالى: {وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمت الله قريب من المحسنين}
-الوجه الثالث: مقاصد الداعي من السؤال فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى والله عز وجل يعلم القصد فلا تخفى عليه خافية، والأكمل للعبد أن يسأل ربه الهداية التامة التي يُبصر بها الحق ويتبع بها الهدى.

س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
اشتهر فيها لغتان صحيحتان:
-الأولى: بقصر الألف "أمين" على وزن "فعيل" وهي لغة صحيحة مشتهرة
-والثانية: بمد الألف "آمين" على وزن "فاعيل" وحقيقته إشباع فتحة الهمزة.
وادّعى بعضهم أن هناك لغة ثالثة وهي "آمّين" بتشديد الميم ولا تصح.
قال أبو العباس ثعلب : (ولا تشدد الميم، فإنه خطأ)
وقال أبو سهل الهروي : (ولا تشدد الميم فإنه خطأ؛ لأنه يخرج من معنى الدعاء ويصير بمعنى قاصدين، كما قال تعالى:{ولا آمّين البيت الحرام})
ولفظ : "آمين" دعاء بمعنى: "اللهم استجب" ، وهي ليست من القرآن بالإجماع.


س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
هذه السورة الكريمة على الرغم من قصر آياتها إلا أن عجائبها لا تنقضي والفوائد منها لا حصر لها ولعل أعظم ما استفدته أثناء دراستها ما يلي:
-استشعار عظمة القرآن العظيم الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} فعندما تأملت هذه السورة العظيمة وجدت فيها من الأسرار والعجائب والعلوم التي لو افنى العبد عمره كله في تأملها وتدبرها لم يدرك جميع علومها وأسرارها وما ذاك إلا لعظمة منزلها جل جلاله فكل آية منها دلت دلالة واضحة على عظمته وإحسانه وجوده وكرمه واستحقاقه للعبادة فلا ند له ولا شريك ولا مثيل فكيف بمن هذا وصفه وهذه عظمته يُشرك معه غيره!! ودليله: {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين}
-وقد ارشتدتني هذه السورة الكريمة إلى أمر عظيم ومطلب كريم ألا وهو تصحيح النية للمك القدير مما قادني هذا كثيرا لسؤاله جل جلاله أن يجعل عملي كله في هداه وابتغاء مرضاته وأن يكون هو خير المعين لي في صغير أمري وكبيره، ودليله: {إياك نعبد وإياك نستعين}
-تعلمت أن الثبات على الدين عزيز وأن خير ما يعين عليه بعد سؤال الله والاستعانة به المحافظة على الصلوات المكتوبات في أوقاتها بركوعها وخشوعها وبجميع أركانها وواجباتها لله رب العالمين فكيف لا يُهدى! وكيف لا يثبت! من يسأل ربه الهداية في كل يوم خمس مرات في الفريضة فضلا عن النافلة، ودليله: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم}
-ثناء الله وتمجيده وتعظيمه واستشعار قربه ومعيته لعبده فمن تعرف على ربه بما له من الأسماء الحسنى والصفات العليا امتلأ قلبه تعظيما وإيمانا وتقوى لله جل جلاله، ودليله: {الرحمن الرحيم}
-عند تأمل قوله: {مالك يوم الدين} ينتاب القلب وجل وخوف ليقينه أن مرجعه ومصيره إلى ملك الملوك وعلام الغيوب وأنه سيحاسبه على صغير أمره وكبيره لا يظلم فيها مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك فيقوده هذا التأمل إلى محاسبة نفسه قبل أن يحاسب ووزن عمله قبل أن يوزن، قال تعالى:{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد}
وصدق عمر رضي الله عنه حين قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر{يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}
-القلب متقلب فهو كالريشة تقلبها الرياح في كل لحظة فإذا تأمل العبد قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} يخشى على قلبه من الضلال بعد الهدى فيقوده هذا الاستشعار بأن لا سبيل إلى الثبات والنجاة إلا بسؤال ربه جل في علاه أن يثبته على دينه القويم وأن يختم له بالخاتمة الحسنة قبل يوم الرحيل، فاللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وتوفنا وأنت راضٍ عنّا غير غضبان، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 جمادى الآخرة 1440هـ/12-02-2019م, 01:15 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الكنيدري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.
من الأسماء التي اشتملت عليها هذه السورة الكريمة ما يلي:
1-فاتحة الكتاب وسميت بذلك لأنها أول ما يستفتح به ويبدأ به، واشتهر في هذا الاسم العديد من الأحاديث والآثار ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب"
2-فاتحة القرآن وذلك باعتبار أنه أول ما يقرأ ويستفتح به سواء في الصلاة أو غيرها وكذلك أول ما سطر وكتب في الكتاب الكريم .
3-الفاتحة وهو اختصار لما قبله وهو من أكثر الأسماء شهرة وانتشارا؛ لاختصاره ودلالته على المراد.
4-أم الكتاب وسميت بذلك لاعتبارين:
-أحدهما: بكونها جامعة لأصول معاني القرآن المذكورة في السور من تمجيد الله والثناء عليه والاستعانة به وتجريد التوحيد له وغيرها من المعاني الجليلة التي أتت مفصلة ومبينة خير بيان في جميع سور القرآن، لذا سميت بأم الكتاب باعتبارها الجامعة لمعانيه الدالة على ما فيه، وهذا ما قاله الجمهور من المفسرين.
والآخر: لكونها الأصل والمرجع لهذا الكتاب المبين وهي أول ما يبدأ به ويستفتح به في الصلاة وغيرها، والعرب تُسمي مقدمة الشيء أمّاً لكونه أصل يرجع إليه ما بعده، وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى وذكره أيضاً البخاري في صحيحه.
ودليل هذا الاسم ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم"
5-أم القرآن وقيل في معناه ما قيل في أم الكتاب، والقولان صحيحان ولا تعارض بينهما لدلالتهما على المراد، ودليل هذا الاسم ما جاء عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الركعتيين الأوليين بأم الكتاب وسورتين وفي الركعتيين الأخريين بأم الكتاب.
خلطتِ بين أدلة الاسم رقم 4 والاسم رقم 5 .
س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟
اختلف العلماء-رحمة الله عليهم-في الاستعاذة لتلاوة القرآن على ثلاثة أقوال:
-القول الأول: سنة في الصلاة وخارجها، وهو قول الجمهور وهو الصحيح.
-القول الثاني: لا يستعيذ في الفريضة ويستعيذ في النافلة إن شاء وفي غير الصلاة، وهو المشهور عن الإمام مالك.
-القول الثالث: وجوب الاستعاذة، وهذا القول يُنسب إلى عطاء بن أبي رباح ولسفيان الثوري، وقال شيخنا عبد العزيز-حفظه الله-لم أرى نسبة القول إليهما.
أما بالنسبة لمسألة متى تكون الاستعاذة قبل القراءة أو بعدها فالصحيح أنها تكون قبل القراءة؛ بدليل قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} والمعنى: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله، وهذا أصح ما قيل في تفسير الآية، وهو ما ذهب إليه الجمهور من المفسرين واللغويين من أن المراد بالأمر بالاستعاذة هو قبل القراءة وليس بعدها أو عند الانتهاء منها، ورجحه ابن جرير واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، ونظير هذا القول ما جاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"، أي: إذا أراد الدخول إلى الخلاء أو شرع في الدخول.

س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
اختلف اللغويين في معنى(الباء) في البسملة وأصح ما قيل فيها أربعة أقوال:
-القول الأول: أن (الباء) للاستعانة، وهو قول ابن حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وقال به جمع من المفسرين.
-القول الثاني: أن (الباء) للابتداء،وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وغيرهم.
-القول الثالث: أن (الباء) للمصاحبة والملابسة، اختاره ابن عاشور.
-القول الرابع: أن (الباء) للتبّرك، أي أبدأ متبركا، وهذا القول منقول عن بعض السلف من باب أن البسملة كتبت في المصاحف للتبّرك بها
وقال شيخنا –حفظه الله-الأظهر أن الأقوال جميعها صحيحة و لا تعارض بينها، كما يستحب للقارئ استحضارها جميعا عند التلاوة أو القراءة.

س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
العالم اسم جمع لا واحد له من لفظه فهو مشتمل على أفراد كثيرة يجمعها صنفٌ واحد.
فمن العوالم :عالم الإنس وعالم الجن وعالم الأفلاك وعالم الطير إلى غير ذلك ممّا لا يعلم حصرها إلا رب العالمين جل جلاله، كما قال تعالى:{وما من دابة في الأرض ولا طائرٌ يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون}
واختلف العلماء في المراد بالعالمين على قولين:
-أحدهما: جميع العالمين كما تقدم ذكره، وهو قول أبو العالية الرياحي، وقتادة، والجمهور من المفسرين.
-والثاني: عالم الإنس والجن، واشتهر هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة، وروي أيضاً عن ابن جريج.
وهذا القول صحيح المعنى في نفسه، ودليل أصحابه قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا} فالمراد بالعالمين هنا المكلفين من الإنس والجن، وعليه يكون الأولى بالمراد بالعالمين في سورة الفاتحة هم المكلفين من الإنس والجن كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} فاختصاصهم بالعبادة وتكليفهم بها دّل على أحقيتهم بهذا الخطاب، والله أعلم.
والقول الأول أعمّ وأشمل، وهو ما عليه الجمهور من المفسرين، وأحسن ما يُستدل به على هذا القول ما قاله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير سورة الفاتحة: ( قوله تعالى:{رب العالمين} قال: لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين.قال رب السماوات والأرض وما بينهما})
والاختلاف في أوجه التفسير صحيحة كالاختلاف في القراءات وعليه يستحب للقارئ استحضار أحد المعاني منها إذا لم يمكنه الجمع بينهما.

س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
لتقديم المفعول هنا ثلاث فوائد جليلة:
-الأولى: لإفادة الحصر، فقوله{إياك نعبد} أي نخصك وحدك بالعبادة ولا نعبد غيرك، ونظيره قوله تعالى: {بل أياه تدعون} أي تدعونه وحده ولا تدعون معه غيره ، والحصر يفيد إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه وهو ما دل عليه قول: (لا إله إلا الله) أي لا معبود بحق إلا الله، فلا يتحقق التوحيد إلا بركنيين: الإثبات، والنفي.
-الثانية: لإفادة تقديم ذكر المعبود جل جلاله.
-الثالثة: لإفادة الحرص على التقرب منه جل جلاله وهو أبلغ من قول: (لا نعبد إلا إياك)

س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى على النحو التالي:
-الوجه الأول: أن من يدعو الله بحضور قلب يختلف حاله عمن هو دونه كالغافل واللاهي، ولا شك أن حضور القلب من أسباب استجابة الدعاء.
-الوجه الثاني: الإحسان في الدعاء، فيكون حال الداعي أثناء الدعاء مقبلا على الله عز وجل ومتضرعا ومخبتا إليه فيدعو ربه دعاء المضطر الوجل الخائف المنيب إلى ربه ولا شك أن من هذا حاله أعظم مما هو دونه وأرجى في استجابة الدعاء له، كما قال تعالى: {وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمت الله قريب من المحسنين}
-الوجه الثالث: مقاصد الداعي من السؤال فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى والله عز وجل يعلم القصد فلا تخفى عليه خافية، والأكمل للعبد أن يسأل ربه الهداية التامة التي يُبصر بها الحق ويتبع بها الهدى.

س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
اشتهر فيها لغتان صحيحتان:
-الأولى: بقصر الألف "أمين" على وزن "فعيل" وهي لغة صحيحة مشتهرة
-والثانية: بمد الألف "آمين" على وزن "فاعيل" وحقيقته إشباع فتحة الهمزة.
وادّعى بعضهم أن هناك لغة ثالثة وهي "آمّين" بتشديد الميم ولا تصح.
قال أبو العباس ثعلب : (ولا تشدد الميم، فإنه خطأ)
وقال أبو سهل الهروي : (ولا تشدد الميم فإنه خطأ؛ لأنه يخرج من معنى الدعاء ويصير بمعنى قاصدين، كما قال تعالى:{ولا آمّين البيت الحرام})
ولفظ : "آمين" دعاء بمعنى: "اللهم استجب" ، وهي ليست من القرآن بالإجماع.


س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
هذه السورة الكريمة على الرغم من قصر آياتها إلا أن عجائبها لا تنقضي والفوائد منها لا حصر لها ولعل أعظم ما استفدته أثناء دراستها ما يلي:
-استشعار عظمة القرآن العظيم الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} فعندما تأملت هذه السورة العظيمة وجدت فيها من الأسرار والعجائب والعلوم التي لو افنى العبد عمره كله في تأملها وتدبرها لم يدرك جميع علومها وأسرارها وما ذاك إلا لعظمة منزلها جل جلاله فكل آية منها دلت دلالة واضحة على عظمته وإحسانه وجوده وكرمه واستحقاقه للعبادة فلا ند له ولا شريك ولا مثيل فكيف بمن هذا وصفه وهذه عظمته يُشرك معه غيره!! ودليله: {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين}
-وقد ارشتدتني هذه السورة الكريمة إلى أمر عظيم ومطلب كريم ألا وهو تصحيح النية للمك القدير مما قادني هذا كثيرا لسؤاله جل جلاله أن يجعل عملي كله في هداه وابتغاء مرضاته وأن يكون هو خير المعين لي في صغير أمري وكبيره، ودليله: {إياك نعبد وإياك نستعين}
-تعلمت أن الثبات على الدين عزيز وأن خير ما يعين عليه بعد سؤال الله والاستعانة به المحافظة على الصلوات المكتوبات في أوقاتها بركوعها وخشوعها وبجميع أركانها وواجباتها لله رب العالمين فكيف لا يُهدى! وكيف لا يثبت! من يسأل ربه الهداية في كل يوم خمس مرات في الفريضة فضلا عن النافلة، ودليله: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم}
-ثناء الله وتمجيده وتعظيمه واستشعار قربه ومعيته لعبده فمن تعرف على ربه بما له من الأسماء الحسنى والصفات العليا امتلأ قلبه تعظيما وإيمانا وتقوى لله جل جلاله، ودليله: {الرحمن الرحيم}
-عند تأمل قوله: {مالك يوم الدين} ينتاب القلب وجل وخوف ليقينه أن مرجعه ومصيره إلى ملك الملوك وعلام الغيوب وأنه سيحاسبه على صغير أمره وكبيره لا يظلم فيها مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك فيقوده هذا التأمل إلى محاسبة نفسه قبل أن يحاسب ووزن عمله قبل أن يوزن، قال تعالى:{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد}
وصدق عمر رضي الله عنه حين قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر{يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}
-القلب متقلب فهو كالريشة تقلبها الرياح في كل لحظة فإذا تأمل العبد قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} يخشى على قلبه من الضلال بعد الهدى فيقوده هذا الاستشعار بأن لا سبيل إلى الثبات والنجاة إلا بسؤال ربه جل في علاه أن يثبته على دينه القويم وأن يختم له بالخاتمة الحسنة قبل يوم الرحيل، فاللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وتوفنا وأنت راضٍ عنّا غير غضبان، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
ممتازة بارك الله فيك وزادك من فضله أ+

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 جمادى الأولى 1441هـ/29-12-2019م, 07:34 AM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 429
افتراضي

مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة


س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن الكريم فهي أم الكتاب وأم القرآن ولاتصح الصلاة إلا بها، وهي الرقية إذا قرئت على المريض برأ بإذن الله، ولايوجد في التوراة ولاالانجيل ولاالزبور سورة مثلها، وهي تجمع جميع مافي القرآن من المعاني لأنهاشاملة لجميع الموضوعات٠ وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها:
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.
3. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى.
4. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم" فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
وقوله: (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) فسّر بعض العلماء الحرف بكلّ كلمة فيها طلب نحو "اهدنا" و"غفرانك"، و"اعف عنا"، ولعل الأظهر عموم حروفها؛ كما فسّره حديث أبي هريرة مرفوعاً: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي..) الحديث؛ فكلّ جملة طلبية عطاؤها الإجابة، وكلّ جملة خبرية عطاؤها ذِكْرُ الله وإثابته.
5. وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرَةٍ سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه.
قال النووي: (أما قوله صلى الله عليه وسلم: « واضربوا لي بسهم» فإنما قاله تطييباً لقلوبهم ومبالغةً في تعريفهم أنه حلال لا شبهة فيه).


س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
يكون بأمرين:
١- التجاء القلب إلى الله معتقدا أن النفع والضر بيد الله تعالى٠
٢- اتباع هدى الله فيماأمر به ليعيذه وذلك باتباع ماأمر به واجتناب مانهى عنه٠

س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك.

لاتعد آية من سورة الأحزاب ولاغيرها من السور لأنها نزلت للفصل بين السور
ولأنه لاخلاف بين أهل العدد في أنها ليست آية من أول السور
واختلف العلماء في البسملة هل هي آية من السور أم لا واختار ابن تيمية أنها آية مستقلة ولاتعد آية من كل سورة ٠
والدليل على ذلك:
حديث زرّ بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كأين تعدها؟)
قال: قلت له: (ثلاثا وسبعين آية)
فقال: (قط، لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة) الحديث، رواه أحمد في مسنده.
وسورة الأحزاب قد أجمع أهل العدد على أنها ثلاث وسبعون آية من غير البسملة، لا خلاف بينهم في ذلك.
وهناك من عدها آية من كل سورة وهوصحيح و يمكن حمله كالاختلاف في الأحرف السبعة ٠

س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟
الرب: هو الجامع لجميع صفات الربوبية من الخلق والرزق والإحياء والإماتة والملك والتدبير و الربوبية نوعان:
١- ربوبية عامة: تكون لجميع المخلوقات بالانعام والملك والتدبير والخلق والرزق٠
٢- ربوبية خاصة: للمؤمنين بهدايتهم وتوفيقهم ونصرهم وحفظهم٠

س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا
العبادة لغة: العبودية أصلها الذل يقال: طريق معبد أي مذلل (ابن جرير)
الطاعة مع الخضوع يقال: للطريق الذي وطئته الأقدام من كثرة الوطء معبد (الأزهري)
شرعا: أفضل ماذكر تعريف ابن تيمية:
العبادة هي اسم لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة٠
(من الأقوال والأعمال ) يخرج منها الأزمنة والأمكنة فلاتعتبر عبادة؛ لأن العبادة متعلقة بالأفعال، ويخرج منها العبادات الشركية قال تعالى(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) وقال صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
ويقترن بهذا المعنى: المحبة والانقياد والتعظيم٠
والعبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح٠
وأمرنا الله بالاخلاص فيها فقال:(هو الحي لاإله إلاهو فادعوه مخلصين له الدين).

س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟
معنى اهدنا: أي أرشدنا ووفقنا للعمل الصالح وهذه الهداية تشمل هداية الإرشاد وهداية التوفيق ٠
وللهداية في الدعاء مراتب:
١- حضور القلب عند الدعاء فمن كان حاضر القلب ليس كالغافل اللاهي٠
٢- الإحسان في الدعاء فمن أحسن في الدعاء كان أقرب للإجابة٠
٣- مقصد الداعي من سؤال الهداية فإن الأعمال بالنيات والأفضل للإنسان أن يسأل الله الهداية التامة بأن يبصره بالحق ويثبته ويجعله من المحسنين٠


س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟

سنة مؤكدة حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها٠
قال ابن رجب: التأمين بعد القراءة سنة مؤكدة لقوله صلى الله عليه وسلم:(فإذا أمن القارئ فأمنوا). وهو من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء وورد فيه عدة أحاديث:
١- قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه) متفق عليه٠
٢- ( إذا أمن القارئ فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه)
٣- (إذا قال العبد آمين وقالت الملائكة في السماء آمين فإذا وافقت إحداهما الأخرى غفر له ماتقدم من ذنبه)
٤وحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا. فقال: " إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال{غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين، يجبكم الله فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم). رواه أحمد ومسلم.
4. وحديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). -
البخاري في الأدب المفرد٠

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

١- الثناء على الله في كل ركعات الصلاة يشعر العبد بالقرب من ربه والعبودية له٠
٢- استشعار مراقبة الله لاعترافه بأنواع التوحيد الثلاثة٠
٣- تجرد الانسان من هواه بطلب ربه سبحانه الهداية التامة٠
٤- تقوية جانب الخوف والرجاء عند قراءة (الرحمن الرحيم)(مالك يوم الدين)
٥- الولاء لدين الله(صراط الذين أنعمت عليهم)والبراء من الكافرين( غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
٦- استشعار الضعف البشري عند قراءة( مالك يوم الدين).
٧- تقوية الإخلاص والبراءة من الشرك ( اياك نعبد واياك نستعين).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 شعبان 1441هـ/25-03-2020م, 03:35 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الغامدي مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة


س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن الكريم فهي أم الكتاب وأم القرآن ولاتصح الصلاة إلا بها، وهي الرقية إذا قرئت على المريض برأ بإذن الله، ولايوجد في التوراة ولاالانجيل ولاالزبور سورة مثلها، وهي تجمع جميع مافي القرآن من المعاني لأنهاشاملة لجميع الموضوعات٠ وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها:
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.
3. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى.
4. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم" فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
وقوله: (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) فسّر بعض العلماء الحرف بكلّ كلمة فيها طلب نحو "اهدنا" و"غفرانك"، و"اعف عنا"، ولعل الأظهر عموم حروفها؛ كما فسّره حديث أبي هريرة مرفوعاً: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي..) الحديث؛ فكلّ جملة طلبية عطاؤها الإجابة، وكلّ جملة خبرية عطاؤها ذِكْرُ الله وإثابته.
5. وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرَةٍ سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه.
قال النووي: (أما قوله صلى الله عليه وسلم: « واضربوا لي بسهم» فإنما قاله تطييباً لقلوبهم ومبالغةً في تعريفهم أنه حلال لا شبهة فيه).


س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
يكون بأمرين:
١- التجاء القلب إلى الله معتقدا أن النفع والضر بيد الله تعالى٠
٢- اتباع هدى الله فيماأمر به ليعيذه وذلك باتباع ماأمر به واجتناب مانهى عنه ٠

س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك.

لاتعد آية من سورة الأحزاب ولاغيرها من السور لأنها نزلت للفصل بين السور
ولأنه لاخلاف بين أهل العدد في أنها ليست آية من أول السور
واختلف العلماء في البسملة هل هي آية من السور أم لا واختار ابن تيمية أنها آية مستقلة ولاتعد آية من كل سورة ٠
والدليل على ذلك:
حديث زرّ بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كأين تعدها؟)
قال: قلت له: (ثلاثا وسبعين آية)
فقال: (قط، لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة) الحديث، رواه أحمد في مسنده.
وسورة الأحزاب قد أجمع أهل العدد على أنها ثلاث وسبعون آية من غير البسملة، لا خلاف بينهم في ذلك.
وهناك من عدها آية من كل سورة وهوصحيح و يمكن حمله كالاختلاف في الأحرف السبعة ٠

س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟
الرب: هو الجامع لجميع صفات الربوبية من الخلق والرزق والإحياء والإماتة والملك والتدبير و الربوبية نوعان:
١- ربوبية عامة: تكون لجميع المخلوقات بالانعام والملك والتدبير والخلق والرزق٠
٢- ربوبية خاصة: للمؤمنين بهدايتهم وتوفيقهم ونصرهم وحفظهم٠

س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا
العبادة لغة: العبودية أصلها الذل يقال: طريق معبد أي مذلل (ابن جرير)
الطاعة مع الخضوع يقال: للطريق الذي وطئته الأقدام من كثرة الوطء معبد (الأزهري)
شرعا: أفضل ماذكر تعريف ابن تيمية:
العبادة هي اسم لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة٠
(من الأقوال والأعمال ) يخرج منها الأزمنة والأمكنة فلاتعتبر عبادة؛ لأن العبادة متعلقة بالأفعال، ويخرج منها العبادات الشركية قال تعالى(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) وقال صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
ويقترن بهذا المعنى: المحبة والانقياد والتعظيم٠
والعبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح٠
وأمرنا الله بالاخلاص فيها فقال:(هو الحي لاإله إلاهو فادعوه مخلصين له الدين).

س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟
معنى اهدنا: أي أرشدنا ووفقنا للعمل الصالح وهذه الهداية تشمل هداية الإرشاد وهداية التوفيق ٠
وللهداية في الدعاء مراتب:
١- حضور القلب عند الدعاء فمن كان حاضر القلب ليس كالغافل اللاهي٠
٢- الإحسان في الدعاء فمن أحسن في الدعاء كان أقرب للإجابة٠
٣- مقصد الداعي من سؤال الهداية فإن الأعمال بالنيات والأفضل للإنسان أن يسأل الله الهداية التامة بأن يبصره بالحق ويثبته ويجعله من المحسنين٠


س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟

سنة مؤكدة حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها٠
قال ابن رجب: التأمين بعد القراءة سنة مؤكدة لقوله صلى الله عليه وسلم:(فإذا أمن القارئ فأمنوا). وهو من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء وورد فيه عدة أحاديث:
١- قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه) متفق عليه٠
٢- ( إذا أمن القارئ فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه)
٣- (إذا قال العبد آمين وقالت الملائكة في السماء آمين فإذا وافقت إحداهما الأخرى غفر له ماتقدم من ذنبه)
٤وحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا. فقال: " إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال{غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين، يجبكم الله فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم). رواه أحمد ومسلم.
4. وحديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). -
البخاري في الأدب المفرد٠

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

١- الثناء على الله في كل ركعات الصلاة يشعر العبد بالقرب من ربه والعبودية له٠
٢- استشعار مراقبة الله لاعترافه بأنواع التوحيد الثلاثة٠
٣- تجرد الانسان من هواه بطلب ربه سبحانه الهداية التامة٠
٤- تقوية جانب الخوف والرجاء عند قراءة (الرحمن الرحيم)(مالك يوم الدين)
٥- الولاء لدين الله(صراط الذين أنعمت عليهم)والبراء من الكافرين( غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
٦- استشعار الضعف البشري عند قراءة( مالك يوم الدين).
٧- تقوية الإخلاص والبراءة من الشرك ( اياك نعبد واياك نستعين).
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بك. ب+
س2: ومما أمر الله به ويجب اتباعه هو الأخذ بالأسباب.
س6: خلطتِ بين مراتب الهداية وأوجه تفاضل السائلين في طلب الهداية.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 رجب 1442هـ/1-03-2021م, 04:30 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة

س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
المراد بالسبع آياتها.
وفي معنى تسميتها بالمثاني أقوال :
- أنها تثنى أي تعاد في كل ركعة ، وهو مروي عن عمر وهو قول الجمهور.
- لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحدا قبله ، حكاه جماعة من المفسرين.
- أنها مما يثنى به على الله تعالى ، ذكره الزجاج احتمالا.
- أنها مما دل على اثنين اثنين ، واختلف في تفسير ذلك على أقوال من أشهرها أنه لما فيها من ذكر المعاني المتقابلة كحق الله وحق العبد ، والثواب والعقاب ونحو ذلك.


س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
الشيطان مشتق من (شَطَنَ) على الراجح من قولي أهل اللغة ، وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعسر.
ومعنى وصفه بأنه (رجيم):
الرجم في اللغة الرمي بالشر وبما يؤذي ويكون في الأمور الحسّيّة والمعنوية.
فمن الأول: الرجم بالحجارة ، ورجم الشياطين بالشهب.
ومن الثاني: الرجم بالقول السيء.


س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله.
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى ، وهو أخص أسماء الله تعالى ، وأعرف المعارف على الإطلاق.
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
الأول : هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال ، فهذا الاسم يدل باللزوم على سائر الأسماء الحسنى.
الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه ، كما قال تعالى: "وهو الله في السماوات وفي الأرض" أي المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.


س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
يتبين ذلك بتأمل سياق الآيات في الموضعين ومقاصد تلك الآيات:
الموضع الأول: البسملة؛ وغرضها الاستعانة بالله تعالى والتبرك بذكر اسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبره.
فيكون لذكر هذين الاسمين في هذا الموضع ما لا يخفى من المناسبة، وإن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد إنما يكون برحمة الله تعالى.
والتعبد لله تعالى بذكر هذين الاسمين مما يفيض على قلب القارئ من التوكل على الله والرجاء في رحمته.
الموضع الثاني:
جاء ذكر هذين الاسمين بعد حمد الله تعالى وذكر ربوبيته العامة للعالمين،
فيكون لذكرهما في هذا الموضع ما يناسب من معاني رحمة الله تعالى وسعتها لجميع العالمين، فيكون ذكرهما هنا من باب الثناء على الله تعالى يقدّم به بين يدي مسألته التي سيسألها في هذه السورة.
ولهذا نرى خطأ من يقول لو كانت البسملة آية من الفاتحة لكان تكرار هذين الاسمين لغوا لا معنى له.
فمن اختار مذهبا في العد أو قراءة من القراءات فهذا لا يسوغ له الطعن في غيره مما صح عند أهل العلم ، بل نعتقد صحة الجميع والاختيار فيه سعة.


س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
المراد بمتعلق الاستعانة هو ما يُستعان الله تعالى عليه؛ والمستعان عليه لم يُذكر في هذه الآية وقد تكلم العلماء في بيانه، وحاصل ما قالوه يرجع إلى معنيين :
أحدهما: نستعينك على عبادتك، لتقدم ذكرها.
الآخر: نستعينك على قضاء حوائجنا وجميع شئووننا.
والصواب الجمع بينهما إذ كلاهما حق ، وحذف متعلق الاستعانة يفيد العموم ؛ أي عموم ما يُستعان بالله تعالى عليه من أمور الدين و الدنيا من جلب نفع أو دفع ضر.


س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟
الصراط لغة : الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، فالأصل هو السين؛
وفي قراءة ابن كثير المكّي (السراط) بالسين ، وفي قراءة لأبي عمرو (الزّراط) بالزاي الخالصة ، ومن القراء من يشم الزاي بالصاد.
وكلها متفقة في المعنى ، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب.
والمراد بالصراط المستقيم : فسّره الله تعالى في الآية التي تليها: "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين"
وهو وصف لما يوصل إلى رضوان الله وجنته ، وينجي من سخط الله وعقوبته ، وسمي صراطا لوضوحه واستقامته ويسره وسعته ، فالله تعالى يسّر الدين ووسّعه على عباده ، وجعل شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها ولا تناقض.
وتنوعت عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم ، والمحفوظ عنهم في هذه المسألة خمسة أقوال :
الأول: دين الإسلام ، وهو قول جابر ورواية عن ابن عباس ، وهو قول جمهور المفسرين.
الثاني: كتاب الله ، وهو رواية صحيحة عن ابن مسعود.
الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهو رواية عن ابن مسعود.
الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أبو بكر وعمر ، وهو قول ابن عباس.
الخامس: الحق ، وهو قول مجاهد.
قال ابن كثير : وكل هذه الأقوال صحيحة متلازمة ، فمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر ، فقد اتبع الحق ، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن ، وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم ، ... .


س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
أقرب الأقوال: أن المراد بموافقة تأمين الملائكة أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأن يؤمن تأمينا صحيحا مع تأمين الملائكة ، وذلك إذا قال الإمام: "ولا الضالين"
فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ،قال صلى الله عليه وسلم :(إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه.
ولا يقتضي هذا أن جميع الملائكة في السماء تؤمن خلف كل إمام ، بل يصدق هذا الحديث على صنف من الملائكة موكلون بهذا العمل.


س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
- سؤال الله تعالى الهداية في كل الأوقات والأحوال.
- فضل العلم الشرعي والحرص الشديد على الأخذ به بقوة تعلما وعملا على الوجه الذي يرضي الله تعالى عنا.
- القيام بحق عبودية الله تعالى وحده وتوحيده وطلب الإعانة على ذلك منه سبحانه.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 رمضان 1442هـ/27-04-2021م, 11:42 AM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة

س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
المراد بالسبع آياتها.
وفي معنى تسميتها بالمثاني أقوال :
- أنها تثنى أي تعاد في كل ركعة ، وهو مروي عن عمر وهو قول الجمهور.
- لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحدا قبله ، حكاه جماعة من المفسرين.
- أنها مما يثنى به على الله تعالى ، ذكره الزجاج احتمالا.
- أنها مما دل على اثنين اثنين ، واختلف في تفسير ذلك على أقوال من أشهرها أنه لما فيها من ذكر المعاني المتقابلة كحق الله وحق العبد ، والثواب والعقاب ونحو ذلك.


س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
الشيطان مشتق من (شَطَنَ) على الراجح من قولي أهل اللغة ، وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعسر.
ومعنى وصفه بأنه (رجيم):
الرجم في اللغة الرمي بالشر وبما يؤذي ويكون في الأمور الحسّيّة والمعنوية.
فمن الأول: الرجم بالحجارة ، ورجم الشياطين بالشهب.
ومن الثاني: الرجم بالقول السيء.


س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله.
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى ، وهو أخص أسماء الله تعالى ، وأعرف المعارف على الإطلاق.
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
الأول : هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال ، فهذا الاسم يدل باللزوم على سائر الأسماء الحسنى.
الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه ، كما قال تعالى: "وهو الله في السماوات وفي الأرض" أي المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.


س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
يتبين ذلك بتأمل سياق الآيات في الموضعين ومقاصد تلك الآيات:
الموضع الأول: البسملة؛ وغرضها الاستعانة بالله تعالى والتبرك بذكر اسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبره.
فيكون لذكر هذين الاسمين في هذا الموضع ما لا يخفى من المناسبة، وإن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد إنما يكون برحمة الله تعالى.
والتعبد لله تعالى بذكر هذين الاسمين مما يفيض على قلب القارئ من التوكل على الله والرجاء في رحمته.
الموضع الثاني:
جاء ذكر هذين الاسمين بعد حمد الله تعالى وذكر ربوبيته العامة للعالمين،
فيكون لذكرهما في هذا الموضع ما يناسب من معاني رحمة الله تعالى وسعتها لجميع العالمين، فيكون ذكرهما هنا من باب الثناء على الله تعالى يقدّم به بين يدي مسألته التي سيسألها في هذه السورة.
ولهذا نرى خطأ من يقول لو كانت البسملة آية من الفاتحة لكان تكرار هذين الاسمين لغوا لا معنى له.
فمن اختار مذهبا في العد أو قراءة من القراءات فهذا لا يسوغ له الطعن في غيره مما صح عند أهل العلم ، بل نعتقد صحة الجميع والاختيار فيه سعة.


س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
المراد بمتعلق الاستعانة هو ما يُستعان الله تعالى عليه؛ والمستعان عليه لم يُذكر في هذه الآية وقد تكلم العلماء في بيانه، وحاصل ما قالوه يرجع إلى معنيين :
أحدهما: نستعينك على عبادتك، لتقدم ذكرها.
الآخر: نستعينك على قضاء حوائجنا وجميع شئووننا.
والصواب الجمع بينهما إذ كلاهما حق ، وحذف متعلق الاستعانة يفيد العموم ؛ أي عموم ما يُستعان بالله تعالى عليه من أمور الدين و الدنيا من جلب نفع أو دفع ضر.


س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟
الصراط لغة : الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، فالأصل هو السين؛
وفي قراءة ابن كثير المكّي (السراط) بالسين ، وفي قراءة لأبي عمرو (الزّراط) بالزاي الخالصة ، ومن القراء من يشم الزاي بالصاد.
وكلها متفقة في المعنى ، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب.
والمراد بالصراط المستقيم : فسّره الله تعالى في الآية التي تليها: "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين"
وهو وصف لما يوصل إلى رضوان الله وجنته ، وينجي من سخط الله وعقوبته ، وسمي صراطا لوضوحه واستقامته ويسره وسعته ، فالله تعالى يسّر الدين ووسّعه على عباده ، وجعل شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها ولا تناقض.
وتنوعت عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم ، والمحفوظ عنهم في هذه المسألة خمسة أقوال :
الأول: دين الإسلام ، وهو قول جابر ورواية عن ابن عباس ، وهو قول جمهور المفسرين.
الثاني: كتاب الله ، وهو رواية صحيحة عن ابن مسعود.
الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهو رواية عن ابن مسعود.
الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أبو بكر وعمر ، وهو قول ابن عباس.
الخامس: الحق ، وهو قول مجاهد.
قال ابن كثير : وكل هذه الأقوال صحيحة متلازمة ، فمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر ، فقد اتبع الحق ، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن ، وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم ، ... .


س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
أقرب الأقوال: أن المراد بموافقة تأمين الملائكة أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأن يؤمن تأمينا صحيحا مع تأمين الملائكة ، وذلك إذا قال الإمام: "ولا الضالين"، -(فالملائكة تؤمن إذا أمن الإمام)-
فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ،قال صلى الله عليه وسلم :(إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه.
ولا يقتضي هذا أن جميع الملائكة في السماء تؤمن خلف كل إمام ، بل يصدق هذا الحديث على صنف من الملائكة موكلون بهذا العمل.


س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
- سؤال الله تعالى الهداية في كل الأوقات والأحوال.
- فضل العلم الشرعي والحرص الشديد على الأخذ به بقوة تعلما وعملا على الوجه الذي يرضي الله تعالى عنا.
- القيام بحق عبودية الله تعالى وحده وتوحيده وطلب الإعانة على ذلك منه سبحانه.

بارك الله فيك وأحسن إليك
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 صفر 1446هـ/12-08-2024م, 04:19 AM
وحدة المقطري وحدة المقطري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 223
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
مكية؛ وذلك لأن الله قال في سورة الحجر: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}؛ ولقد ورد أن معنى (سبعا من المثاني والقرآن العظيم) أنها الفاتحة على القول الراجح وهو قول الجمهور؛ وذلك لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للآية كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في البخاري حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم" ، وكما في حديث أبي سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- في البخاري الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: "الحمدلله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"؛ وسورة الحجر مكية باتفاق المفسرين.
وورد هذا التفسير عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
1. تقرأ بالتجويد لأن ذلك عمل كثير من القراء؛ والتلاوة مما يؤخذ بالتلفي، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا كما علمتم" ، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ آمين في الصلاة مادا بها صوته، وهي ليست من القرآن إجماعا. وهذا هو قول الجمهور.
2. لا تجود؛ وذلك لأنها ليست قرآنا.
الراجح هو قول الجمهور.

س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
الرحمن على وزن فعلان الدال على الامتلاء وبلوغ الغاية، فكما يقال شبعان أي: امتلاء شبعا، وغضبان أي: بلغ الغاية في الغضب.
وعلى هذا فهو يدل على عظيم سعة رحمة الله كما قال تعالى {ورحمتي وسعت كل شيء} فهي شملت كل شيء؛ حتى من رحمته أنه يرزق الفاجر والكافر، ويرحم الكافر ويكشف عته السوء لو دعاه مضطرا كما في تفسير بعض العلماء لقوله تعالى: {أ فمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}. وعلى هذا فهي صفة ذاتية لله تعالى.
أما الرحيم فهي على وزن فعيل بمعنى فاعل، فيكون معنى رحيم راحم، وهي صفة مبالغة تدل على الكثرة والعظمة، وهي صفة فعلية لله تعالى، فبهذه الصفة يوصل الله رحمته لعبادة، كما قال تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيما}.
وسبب اقترانهما ليدل اسم الرحمن على صفة الله الذاتية الواسعة ويدل اسم الرحيم على صفته الفعلية التي يوصل بها رحمته لعباده متى شاء وكيفما شاء ولمن شاء منهم، فالرحمن صفة تتعلق بذات الله ، والرحيم صفة تتعلق بالمرحوم، كما جاء عن ابن القيم معناه.

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
وردت قراءتان:
1. مالك يوم الدين، بألف، وهي قراءة عاصم والكيسائي.
2. ملِك يوم الدين، بدون ألف، وهي قراءة البقية.
أثرها:
على معنى قراءة الجمهور، في يوم القيامة-لأن الدين بمعنى الجزاء من قول العرب دنته إذا جازيته، كما قال تعالى: {وإن الدين لواقع}- تتجلى مظاهر المُلك لله وحده؛ فكل ملوك الدنيا يضمحل مُلكهم ويزول سلطانهم ولا تكون لهم عزة ومنعة ولا آمر ولا ناهي إلا الله، ويأتون ربهم كغيرهم من الخلق؛ عبيد مذلولون مقهورون لربهم، حفاة عراة غرلا، فتتجلى مظاهر العظمة والسلطان والقدرة والعزة والمنعة والغنى لله برؤية عظيم ملكه وسلطانه، وشدة بطشه بأعدائه وكريم رحمته بخلقه الطائعين وعظيم عدله بالعاصين، وسرعة حسابه وقهره لخلقه؛ أن قدر عليهم وجازاهم بغير ظلم ووفى كل عامل بعمله فلم تخف عليه خافية ولم يعجزه أحدا منهم ولا يمكن لأحد منهم أن يتكلم إلا بإذنه، كما قال تعالى: {وألقوا الى الله يومئذ السلم} أي استسلموا وخضعوا.
وهذه صفة كمال لله تجمع التمجيد والتفويض لله.
وعلى معنى قراءة عاصم والكيسائي، أي أنه في يوم القيامة الكل يأتيه بلا ممتلكات، فلا يملِك أحد منهم شيئا، بل يأتونه حفاة عراة غرلا، ولايملك أحدهم لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يملك بعضهم لبعض شيئا، كما قال تعالى {وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا}، فيتجلى عظيم مِلكه في ذاك اليوم لكل شيء، فإن كانت جهنم تأتي يوم القيامة ومعها سبعون ألف زمام ويجر كل زمام سبعون ألف ملك، غير الملائكة المتواجدين، فجهنم والجنة والملائكة والناس والحيوانات وغيرها مما يراه الناس واقع في ملك الله.
وهذه صفة كمال لله تجمع التمجيد والتفويض لله.
وفي الدنيا من الناس من هو مالك يملك -بكسر اللام- كثيرا أو قليلا، وليس بملك، ومنهم من هو ملك يملك -بضم اللام- ولايملك، وفي يوم القيامة تتجلى مظاهر المِلك والمُلك لله وحده؛ فيكون الله هو الملك المالك فتجتمع فيه الصفتان وهذه صفة كمال أخرى.

واجبنا أن نصدق بالقراءات ونقبلها مادامت صحيحة ونعمل بها، فالجمع بينها يزيد الآية اثراءا لمعناها، بخلاف الأحاديث؛ فقد تختلف المعاني ووتضاد، فيعمل بأحدها ويرد الاخر ولو كان صحيحا في نفسه كالحديث الشاذ.

س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها؟
الاستعانة قسمان:
1. استعانة تعبدية وهذه لا تكون إلا لله، كما قال تعالى: {إياك نعبد} أي لا نعبد إلا إياك؛ لأن تقديم ما حقه التاخير يفيد الحصر والاختصاص، فالاستعانة كعبادة قلبية لا تكون إلا بالله، لأننا نعلم أن النفع والضر لا يكون إلا من الله، وغيره أسباب قد تنفع وتضر من بعد إذنه، كما قال تعالى عن السحرة: {وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله}.
2. استعانة تسبب: أي يجوز لنا الاستعانة بشيء أو بأحد، من باب الاستعانة بالسبب لا الاعتقاد بأنه النافع الضار لوحده من دون الله، وذلك كاستعانتنا بالقلم للكتابة وبالعلماء للفتوى.
والنوع الاول يحرم صرفها لغير الله والثاني تجوز من دون التعلق بها لئلا تدخل في الاستعانة الشركية.

6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}؟
فعل الهداية عادة يعدى باللام أو بإلى، فمن الأول: قوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا} ومعنى الهداية هنا هداية الإلهام والتوفيق، ومن الثاني: قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} ومعنى الهداية هنا هداية الإرشاد والدلالة.
وقد يأتي معدى بنفسه كما في سورة الفاتحة، والحكمة ليشمل جميع هذه المعاني، فيكون المقصود به سؤال الله الهدايتين.

س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
لا خلاف في سنية قول آمين للمأموم، لكن اختلفوا في الجهر بها على قولين:
1. يجهر في الصلوات الجهرية نفلا أو فرضا، ويسر في السرية، وهو قول الجمهور.
2. يخفي التأمين في الصلوات جميعها سرية كانت أو جهريا، نفلا وفرضا.
والراجح قول الجمهور وذلك:
• للحديث الذي بوب له البخاري باب جهر المأموم بالتأمين، وفيه وإذا قال الإمام: {ولا الضالين} فقولوا {آمين}.
فهو أمر منه صلى الله عليه وسلم؛ والأمر أوكد من الفعل.
• لفعل الصحابة رضي الله عنهم حيث روي عن عدد من التابعين أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بآمين حتى تسمع للمسجد رجة، قال عطاء: أدركت مائتين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا قال الإمام {ولا الضالين} سمعت لهم ضجة بآمين.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
1. أن علينا اعتقاد أن الفاتحة دعاء، فيجب أن نستحضر قلوبنا في قراءتها داخل الصلاة أو خارجها حتى يرحمنا الله ويتقبل دعاءنا بهدايتنا وإعانتنا على ذلك، كما في حديث (لا يقبل الله من عبد دعاه بقلب غافل).
2. يستحسن قول آمين بعد ختم السورة زيادة في التوسل بقبول دعائنا.
3. علينا المواظبة على قول آمين في الصلوات وخارجها بعد انتهاءنا من قراءة الفاتحة كي نكسب مزيدا من الحسنات لأن قولها سنة.
4. علينا أن نتأسى بالقرآن في سائر دعائنا بأن نقدم بين دعائنا وطلبنا صدقة نتقرب بها إلى الله سواء كانت مادية أو لفظية ، فكما استبق الله سؤاله الهداية والإعانة بقول {الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مللك يوم الدين} بما فيها من الحمد والثناء لله والتفويض والتمجيد له، فيجب علينا أن نثني على الله بما هو أهله ونصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل ذكر مطلوبنا وإن تصدقنا بالمال كذلك قربة لله حتى يكون أقرب لقبول الدعاء يكون أحسن كما يدل عليها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} وهي وإن كانت آية منسوخة الحكم وبخصوص النبي صلى الله عليه وسلم فهي بحق الله عز وجل من باب أولى.
5. يجب علينا أن نحرص بأن نوحد قلوبنا لله في استعانتنا به، ونعلم بأن النافع الضار هو الله على وجه الحقيقه، وأنه بيده مقاليد كل شيء، ونواصي الخلق وقلوبهم بيده، فهو المسخر بالأسباب ابتداء، والنافع بها تاليا، ولو شاء الله لعدمناها، ولو شاء لما انتفعنا بها وإن وجدت، فكل ما يأتينا من خير فمنه سبحانه وكل ما يصيبنا من شر فمن أنفسنا بقدر من الله.
6. علينا أن نحرص على طلب الهداية من الله في كل شؤوننا، بأن يرشدنا ويدلنا لما فيه خير دنيانا وأخرانا، وبأن يوفقنا ويلهم قلوبنا العمل بما علمنا إياه، وبأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
7. علينا أن نعود أنفسنا على طلب العون من الله في كل أمورنا حتى نوفق، وأن نستحضر ذلك دوما، وألا نتكل على أنفسنا أو غيرنا من الأسباب حتى لا نخذل ولا ننتفع بالأسباب.
8. علينا ألا نقنط من رحمة الله حال كثرت ذنوبنا وقنطنا الشيطان بأن لا رجوع وأن الران قد غطى على قلوبنا وقيدتنا الذنوب وتسلسنا بها، بل لابد من أن نستعين بالله على شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وعلى شياطين الإنس والجن الذين يزينون لنا المعاصي ويقنطوننا في رحمة الله من أن تتداركنا، ونعلم أن الله هو الهادي للصراط المستقيم وحده فنستغيث به ونلوذ به بقولنا من قلوبنا بتذلل وتضرع وافتفار وعجز {وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم}.
9. علينا أن نتوسل لله بصالح أعمالنا قبل سؤالنا مطلوبنا، كما قال تعالى: {إياك نعبد} قبل سؤاله الإعانة والهداية، تضرعا له وتذللا بسابق طاعتنا له، لا منة منا عليه، وكما في حديث الثلاثة نفر الذين دخاوا كهفا فسدته صخرة فتوسلوا لربهم بصالح أعمالهم حتى فرجها الله عليهم فخرجوا يسيرون.
10. علينا أن نعلم أن الصراط واحد، فمن رام الحق فعليه بالسنة ولا يتشعب في طرق أهل الزيغ والضلال من المبتدعة وغيرهم من أهل الفسق والمعاصي.
11. علينا بالاستتان بالذين أنعم الله عليهم وليكونوا قدوتنا، ولا يكن أهل الكفر والمعاصي قدوتنا كعلماء الضلال والفنانين ولاعبي الكرة وغيرهم كافرا كان أو مسلما.
12. علينا بالاستعاذة بالله قبل قراءة القرآن مستحضرين معنى الاستعاذة وأهميتها، حتى ينفعنا الله بها.
13. علينا استحضار أن قول (بسم الله الرحمن الرحيم) آية نتعبد الله بها ونفرح بأجر قراءتها.
14. علينا قول (بسم الله) عند ابتدائنا بكل أمر ذي شأن، مستحضرين كل معاني حرف الجر الباء من المصاحبة والاستعانة والبركة لما هو بين أيدينا سواء كان عملا بدنيا أو قوليا من أعمال الدنيا كطبخ وكنس وأعمال مكتبية، أو أعمال الآخرة من باب أولى كقراءة قرآن وصلاة وحفظ متون.
15. علينا استحضار أن كل النعم التى تترى علينا فهي برحمة الله لنا ولم نستجلبها بحولنا ولا بقوتنا، وهذا يدفع عنا الكبر، ومن ناحية أخرى يجعلنا نستحي من الله في أن نحازيه بمعصيته، وهذا يزرع في أنفسنا عظيم محبة الله الذي يسترنا ويصبر علينا حتى نتوب فاذا تبنا تقبل توبتتا برحمته، هذا الرحمن الذي من مظاهر رحمته أنها وسعت الكافر المبارزة بالمعاصي، فسبحانك ربي ما أكرمك، ومن ثمرات طرد الكبر أن لا نقع في مذمة واحتقار العصاة وإن كنا نبغض المعصية، وأن نتخلص من الغيبة التي قد تصيب أحدنا أو الشماتة بأحدهم، ومن ثمرات الحياء يدفعنا لترك المعاصي حياءا منا أن يرانا الله في مواطن غضبه ومن ثمرات المحبة أن نطيعه فيما يحبه حتى لا يفقدنا في مواطن مرضاته.
16. كما علينا أن نستشعر عظمة (مالك يوم الدين) الملك المالك الذي يزول كل ملك في يوم القيامة إلا ملكه ولا يبقى ملك غيره فجميع العباد يأتونه سواسيه بلا حذاء ولاكساء، عبيد مربوبون عاجزون، وهذا يزرع في قلوبنا الخوف منه واتقاء غضبه بطاعته.
17. علمنا بأن الشيطان مطرود من رحمة الله؛ رجمه بكل صفة ذميمة وتوعده بعذابه، وعلمنا أن الشيطان راجم لمتبعيه وأوليائه وضعاف المؤمنين بالوساوس والربائث وبتزيينه الباطل لهم، يجعلنا نتيقين عظيم خطره فنفر منه فرارنا من الأسد أو المجدوم، وذلك بمعاندته، فنأتي بكل ما ينهانا عنه ونذر كل ما يأمرنا به.
18. علمنا بأن الاستعاذة هي الداوء الناجع في رد الشيطان وشره يزيدنا قوة ونعلم أننا في منعة مادمنا في جناب الله نعمل بطاعته فلا نخشى إلا الله، فتقرب له بالطاعات ليحبنا فتتغمدنا رحمته الخاصنة وتصيبنا معيته الخاصة، كما قال في الحديث القدسي: "لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أكون سمعه الذي يسمع به..."، وكما قال: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"، أي أعلمته.
19. الهداية أعظم نعمة يمتن بها الله على عباده {أنعمت عليهم}؛ فمن أنعم عليه بها فليستشعر بنعمة الله عليه وليشكره عليها ليزيده ويثبته {ولئن شكرتم لأزيدنكم}، ومن لم ينعم عليه بها فليسألها من موليها بأن يتفضل عليه ويرحمه بها.
20. من ضل عن الحق فقد شابه التصارى ومن علمه ولم يتبعه فقد شابه اليهود، و(من شابه قوم فهو منهم) كما في الحديث، فعلينا الابتعاد عن مشابهة النصارى بتعلم ديننا لنعبد الله على علم، وعلينا الابتعاد عن مشابهة اليهود بالعمل بما علمناه الله.
21. كل نعم الله تستوجب منا حمدا بقلوبنا وألسنتنا بألا ننسبها لغيره، وشكرا بالعمل بطاعته، فكل نعمة تصيبنا فهي من الله وبالله.
22. كل نقمة تصيبنا كذلك نحمد الله عليها لأن فيها رفعة وكفارة وفي ذلك يتجلى اسم الله الحكيم الرب القيوم، الذي بحكمته يقربنا لبابه، فكم من مصيبة دفعتنا لبابه، فكما نحمد الله على نعمه، نحمده على ما له من صفات كمال استحق بها أن يكون لنا ربا.

سورة الفاتحة لو ظللنا أياما نستخرج من كنوزها ما أكملناها، نسأل الله أن ينفعنا بها.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 صفر 1446هـ/17-08-2024م, 12:51 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,058
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحدة المقطري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
مكية؛ وذلك لأن الله قال في سورة الحجر: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}؛ ولقد ورد أن معنى (سبعا من المثاني والقرآن العظيم) أنها الفاتحة على القول الراجح وهو قول الجمهور؛ وذلك لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للآية كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في البخاري حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم" ، وكما في حديث أبي سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- في البخاري الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: "الحمدلله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"؛ وسورة الحجر مكية باتفاق المفسرين.
وورد هذا التفسير عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
1. تقرأ بالتجويد لأن ذلك عمل كثير من القراء؛ والتلاوة مما يؤخذ بالتلفي، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا كما علمتم" ، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ آمين في الصلاة مادا بها صوته، وهي ليست من القرآن إجماعا. وهذا هو قول الجمهور.
2. لا تجود؛ وذلك لأنها ليست قرآنا.
الراجح هو قول الجمهور.

س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
الرحمن على وزن فعلان الدال على الامتلاء وبلوغ الغاية، فكما يقال شبعان أي: امتلاء شبعا، وغضبان أي: بلغ الغاية في الغضب.
وعلى هذا فهو يدل على عظيم سعة رحمة الله كما قال تعالى {ورحمتي وسعت كل شيء} فهي شملت كل شيء؛ حتى من رحمته أنه يرزق الفاجر والكافر، ويرحم الكافر ويكشف عته السوء لو دعاه مضطرا كما في تفسير بعض العلماء لقوله تعالى: {أ فمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}. وعلى هذا فهي صفة ذاتية لله تعالى.
أما الرحيم فهي على وزن فعيل بمعنى فاعل، فيكون معنى رحيم راحم، وهي صفة مبالغة تدل على الكثرة والعظمة، وهي صفة فعلية لله تعالى، فبهذه الصفة يوصل الله رحمته لعبادة، كما قال تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيما}.
وسبب اقترانهما ليدل اسم الرحمن على صفة الله الذاتية الواسعة ويدل اسم الرحيم على صفته الفعلية التي يوصل بها رحمته لعباده متى شاء وكيفما شاء ولمن شاء منهم، فالرحمن صفة تتعلق بذات الله ، والرحيم صفة تتعلق بالمرحوم، كما جاء عن ابن القيم معناه.

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
وردت قراءتان:
1. مالك يوم الدين، بألف، وهي قراءة عاصم والكيسائي[.
2. ملِك يوم الدين، بدون ألف، وهي قراءة البقية.
أثرها:
على معنى قراءة الجمهور، في يوم القيامة-لأن الدين بمعنى الجزاء من قول العرب دنته إذا جازيته، كما قال تعالى: {وإن الدين لواقع}- تتجلى مظاهر المُلك لله وحده؛ فكل ملوك الدنيا يضمحل مُلكهم ويزول سلطانهم ولا تكون لهم عزة ومنعة ولا آمر ولا ناهي إلا الله، ويأتون ربهم كغيرهم من الخلق؛ عبيد مذلولون مقهورون لربهم، حفاة عراة غرلا، فتتجلى مظاهر العظمة والسلطان والقدرة والعزة والمنعة والغنى لله برؤية عظيم ملكه وسلطانه، وشدة بطشه بأعدائه وكريم رحمته بخلقه الطائعين وعظيم عدله بالعاصين، وسرعة حسابه وقهره لخلقه؛ أن قدر عليهم وجازاهم بغير ظلم ووفى كل عامل بعمله فلم تخف عليه خافية ولم يعجزه أحدا منهم ولا يمكن لأحد منهم أن يتكلم إلا بإذنه، كما قال تعالى: {وألقوا الى الله يومئذ السلم} أي استسلموا وخضعوا.
وهذه صفة كمال لله تجمع التمجيد والتفويض لله.
وعلى معنى قراءة عاصم والكيسائي، أي أنه في يوم القيامة الكل يأتيه بلا ممتلكات، فلا يملِك أحد منهم شيئا، بل يأتونه حفاة عراة غرلا، ولايملك أحدهم لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يملك بعضهم لبعض شيئا، كما قال تعالى {وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا}، فيتجلى عظيم مِلكه في ذاك اليوم لكل شيء، فإن كانت جهنم تأتي يوم القيامة ومعها سبعون ألف زمام ويجر كل زمام سبعون ألف ملك، غير الملائكة المتواجدين، فجهنم والجنة والملائكة والناس والحيوانات وغيرها مما يراه الناس واقع في ملك الله.
وهذه صفة كمال لله تجمع التمجيد والتفويض لله.
وفي الدنيا من الناس من هو مالك يملك -بكسر اللام- كثيرا أو قليلا، وليس بملك، ومنهم من هو ملك يملك -بضم اللام- ولايملك، وفي يوم القيامة تتجلى مظاهر المِلك والمُلك لله وحده؛ فيكون الله هو الملك المالك فتجتمع فيه الصفتان وهذه صفة كمال أخرى.

واجبنا أن نصدق بالقراءات ونقبلها مادامت صحيحة ونعمل بها، فالجمع بينها يزيد الآية اثراءا لمعناها، بخلاف الأحاديث؛ فقد تختلف المعاني ووتضاد، فيعمل بأحدها ويرد الاخر ولو كان صحيحا في نفسه كالحديث الشاذ.

س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها؟
الاستعانة قسمان:
1. استعانة تعبدية وهذه لا تكون إلا لله، كما قال تعالى: {إياك نعبد} أي لا نعبد إلا إياك؛ لأن تقديم ما حقه التاخير يفيد الحصر والاختصاص، فالاستعانة كعبادة قلبية لا تكون إلا بالله، لأننا نعلم أن النفع والضر لا يكون إلا من الله، وغيره أسباب قد تنفع وتضر من بعد إذنه، كما قال تعالى عن السحرة: {وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله}.
2. استعانة تسبب: أي يجوز لنا الاستعانة بشيء أو بأحد، من باب الاستعانة بالسبب لا الاعتقاد بأنه النافع الضار لوحده من دون الله، وذلك كاستعانتنا بالقلم للكتابة وبالعلماء للفتوى.
والنوع الاول يحرم صرفها لغير الله والثاني تجوز من دون التعلق بها لئلا تدخل في الاستعانة الشركية.

6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}؟
فعل الهداية عادة يعدى باللام أو بإلى، فمن الأول: قوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا} ومعنى الهداية هنا هداية الإلهام والتوفيق، ومن الثاني: قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} ومعنى الهداية هنا هداية الإرشاد والدلالة.
وقد يأتي معدى بنفسه كما في سورة الفاتحة، والحكمة ليشمل جميع هذه المعاني، فيكون المقصود به سؤال الله الهدايتين.

س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
لا خلاف في سنية قول آمين للمأموم، لكن اختلفوا في الجهر بها على قولين:
1. يجهر في الصلوات الجهرية نفلا أو فرضا، ويسر في السرية، وهو قول الجمهور.
2. يخفي التأمين في الصلوات جميعها سرية كانت أو جهريا، نفلا وفرضا.
والراجح قول الجمهور وذلك:
• للحديث الذي بوب له البخاري باب جهر المأموم بالتأمين، وفيه وإذا قال الإمام: {ولا الضالين} فقولوا {آمين}.
فهو أمر منه صلى الله عليه وسلم؛ والأمر أوكد من الفعل.
• لفعل الصحابة رضي الله عنهم حيث روي عن عدد من التابعين أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بآمين حتى تسمع للمسجد رجة، قال عطاء: أدركت مائتين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا قال الإمام {ولا الضالين} سمعت لهم ضجة بآمين.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
1. أن علينا اعتقاد أن الفاتحة دعاء، فيجب أن نستحضر قلوبنا في قراءتها داخل الصلاة أو خارجها حتى يرحمنا الله ويتقبل دعاءنا بهدايتنا وإعانتنا على ذلك، كما في حديث (لا يقبل الله من عبد دعاه بقلب غافل).
2. يستحسن قول آمين بعد ختم السورة زيادة في التوسل بقبول دعائنا.
3. علينا المواظبة على قول آمين في الصلوات وخارجها بعد انتهاءنا من قراءة الفاتحة كي نكسب مزيدا من الحسنات لأن قولها سنة.
4. علينا أن نتأسى بالقرآن في سائر دعائنا بأن نقدم بين دعائنا وطلبنا صدقة نتقرب بها إلى الله سواء كانت مادية أو لفظية ، فكما استبق الله سؤاله الهداية والإعانة بقول {الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مللك يوم الدين} بما فيها من الحمد والثناء لله والتفويض والتمجيد له، فيجب علينا أن نثني على الله بما هو أهله ونصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل ذكر مطلوبنا وإن تصدقنا بالمال كذلك قربة لله حتى يكون أقرب لقبول الدعاء يكون أحسن كما يدل عليها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} وهي وإن كانت آية منسوخة الحكم وبخصوص النبي صلى الله عليه وسلم فهي بحق الله عز وجل من باب أولى.
5. يجب علينا أن نحرص بأن نوحد قلوبنا لله في استعانتنا به، ونعلم بأن النافع الضار هو الله على وجه الحقيقه، وأنه بيده مقاليد كل شيء، ونواصي الخلق وقلوبهم بيده، فهو المسخر بالأسباب ابتداء، والنافع بها تاليا، ولو شاء الله لعدمناها، ولو شاء لما انتفعنا بها وإن وجدت، فكل ما يأتينا من خير فمنه سبحانه وكل ما يصيبنا من شر فمن أنفسنا بقدر من الله.
6. علينا أن نحرص على طلب الهداية من الله في كل شؤوننا، بأن يرشدنا ويدلنا لما فيه خير دنيانا وأخرانا، وبأن يوفقنا ويلهم قلوبنا العمل بما علمنا إياه، وبأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
7. علينا أن نعود أنفسنا على طلب العون من الله في كل أمورنا حتى نوفق، وأن نستحضر ذلك دوما، وألا نتكل على أنفسنا أو غيرنا من الأسباب حتى لا نخذل ولا ننتفع بالأسباب.
8. علينا ألا نقنط من رحمة الله حال كثرت ذنوبنا وقنطنا الشيطان بأن لا رجوع وأن الران قد غطى على قلوبنا وقيدتنا الذنوب وتسلسنا بها، بل لابد من أن نستعين بالله على شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وعلى شياطين الإنس والجن الذين يزينون لنا المعاصي ويقنطوننا في رحمة الله من أن تتداركنا، ونعلم أن الله هو الهادي للصراط المستقيم وحده فنستغيث به ونلوذ به بقولنا من قلوبنا بتذلل وتضرع وافتفار وعجز {وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم}.
9. علينا أن نتوسل لله بصالح أعمالنا قبل سؤالنا مطلوبنا، كما قال تعالى: {إياك نعبد} قبل سؤاله الإعانة والهداية، تضرعا له وتذللا بسابق طاعتنا له، لا منة منا عليه، وكما في حديث الثلاثة نفر الذين دخاوا كهفا فسدته صخرة فتوسلوا لربهم بصالح أعمالهم حتى فرجها الله عليهم فخرجوا يسيرون.
10. علينا أن نعلم أن الصراط واحد، فمن رام الحق فعليه بالسنة ولا يتشعب في طرق أهل الزيغ والضلال من المبتدعة وغيرهم من أهل الفسق والمعاصي.
11. علينا بالاستتان بالذين أنعم الله عليهم وليكونوا قدوتنا، ولا يكن أهل الكفر والمعاصي قدوتنا كعلماء الضلال والفنانين ولاعبي الكرة وغيرهم كافرا كان أو مسلما.
12. علينا بالاستعاذة بالله قبل قراءة القرآن مستحضرين معنى الاستعاذة وأهميتها، حتى ينفعنا الله بها.
13. علينا استحضار أن قول (بسم الله الرحمن الرحيم) آية نتعبد الله بها ونفرح بأجر قراءتها.
14. علينا قول (بسم الله) عند ابتدائنا بكل أمر ذي شأن، مستحضرين كل معاني حرف الجر الباء من المصاحبة والاستعانة والبركة لما هو بين أيدينا سواء كان عملا بدنيا أو قوليا من أعمال الدنيا كطبخ وكنس وأعمال مكتبية، أو أعمال الآخرة من باب أولى كقراءة قرآن وصلاة وحفظ متون.
15. علينا استحضار أن كل النعم التى تترى علينا فهي برحمة الله لنا ولم نستجلبها بحولنا ولا بقوتنا، وهذا يدفع عنا الكبر، ومن ناحية أخرى يجعلنا نستحي من الله في أن نحازيه بمعصيته، وهذا يزرع في أنفسنا عظيم محبة الله الذي يسترنا ويصبر علينا حتى نتوب فاذا تبنا تقبل توبتتا برحمته، هذا الرحمن الذي من مظاهر رحمته أنها وسعت الكافر المبارزة بالمعاصي، فسبحانك ربي ما أكرمك، ومن ثمرات طرد الكبر أن لا نقع في مذمة واحتقار العصاة وإن كنا نبغض المعصية، وأن نتخلص من الغيبة التي قد تصيب أحدنا أو الشماتة بأحدهم، ومن ثمرات الحياء يدفعنا لترك المعاصي حياءا منا أن يرانا الله في مواطن غضبه ومن ثمرات المحبة أن نطيعه فيما يحبه حتى لا يفقدنا في مواطن مرضاته.
16. كما علينا أن نستشعر عظمة (مالك يوم الدين) الملك المالك الذي يزول كل ملك في يوم القيامة إلا ملكه ولا يبقى ملك غيره فجميع العباد يأتونه سواسيه بلا حذاء ولاكساء، عبيد مربوبون عاجزون، وهذا يزرع في قلوبنا الخوف منه واتقاء غضبه بطاعته.
17. علمنا بأن الشيطان مطرود من رحمة الله؛ رجمه بكل صفة ذميمة وتوعده بعذابه، وعلمنا أن الشيطان راجم لمتبعيه وأوليائه وضعاف المؤمنين بالوساوس والربائث وبتزيينه الباطل لهم، يجعلنا نتيقين عظيم خطره فنفر منه فرارنا من الأسد أو المجدوم، وذلك بمعاندته، فنأتي بكل ما ينهانا عنه ونذر كل ما يأمرنا به.
18. علمنا بأن الاستعاذة هي الداوء الناجع في رد الشيطان وشره يزيدنا قوة ونعلم أننا في منعة مادمنا في جناب الله نعمل بطاعته فلا نخشى إلا الله، فتقرب له بالطاعات ليحبنا فتتغمدنا رحمته الخاصنة وتصيبنا معيته الخاصة، كما قال في الحديث القدسي: "لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أكون سمعه الذي يسمع به..."، وكما قال: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"، أي أعلمته.
19. الهداية أعظم نعمة يمتن بها الله على عباده {أنعمت عليهم}؛ فمن أنعم عليه بها فليستشعر بنعمة الله عليه وليشكره عليها ليزيده ويثبته {ولئن شكرتم لأزيدنكم}، ومن لم ينعم عليه بها فليسألها من موليها بأن يتفضل عليه ويرحمه بها.
20. من ضل عن الحق فقد شابه التصارى ومن علمه ولم يتبعه فقد شابه اليهود، و(من شابه قوم فهو منهم) كما في الحديث، فعلينا الابتعاد عن مشابهة النصارى بتعلم ديننا لنعبد الله على علم، وعلينا الابتعاد عن مشابهة اليهود بالعمل بما علمناه الله.
21. كل نعم الله تستوجب منا حمدا بقلوبنا وألسنتنا بألا ننسبها لغيره، وشكرا بالعمل بطاعته، فكل نعمة تصيبنا فهي من الله وبالله.
22. كل نقمة تصيبنا كذلك نحمد الله عليها لأن فيها رفعة وكفارة وفي ذلك يتجلى اسم الله الحكيم الرب القيوم، الذي بحكمته يقربنا لبابه، فكم من مصيبة دفعتنا لبابه، فكما نحمد الله على نعمه، نحمده على ما له من صفات كمال استحق بها أن يكون لنا ربا.

سورة الفاتحة لو ظللنا أياما نستخرج من كنوزها ما أكملناها، نسأل الله أن ينفعنا بها.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir