كتاب الكاف - أبواب الوجهين والخمسة
(كتاب الكاف) فيها وجهان وخمسة قال الزجاج: الكرسي في اللغة: [هو] الذي يجلس عليه والكرسي والكراسة: إنما هو الشيء الذي قد ثبت ولزم بعضه بعضا.250 - باب الكرسي وذكر بعض المفسرين أن الكرسي في القرآن على وجهين: - أحدهما: الكرسي الذي يجلس عليه. ومنه قوله تعالى في ص: {وألقينا على كرسيه جسدا}. والثاني: العلم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وسع كرسيه السموات والأرض}، أي: علمه. رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس. 251 - باب " كلا " قال العجاج: قد طلبت شيبان أن تصاكموا = كلا، ولما تصطفق مآتم وذكر المفسرون أنها في القرآن على وجهين: - أحدهما: بمعنى (لا). ومنه قوله تعالى في سورة مريم: {أم اتخذ عند الرحمن عهدا. كلا}، أي: ليس الأمر على ما قال. وفيها: {ليكونوا لهم عزا كلا}، وفي المؤمنين: {لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا}، وفي الشعراء: {فأخاف أن يقتلون قال كلا} وفيها {إنا لمدركون * قال كلا}، وفي سبأ: {أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا}، وفي سأل سائل: {ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا} وفيها {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا}، وفي المدثر: {ثم يطمع أن أزيد. كلا} وفيها {أن يؤتى صحفا منشرة * كلا}، وفي القيامة: {أين المفر * كلا}، وفي المطففين: {قال أساطير الأولين كلا}، وفي الفجر: {فيقول ربي أهانن * كلا}، وفي الهمزة: {يحسب أن ماله أخلده كلا}. فهذه أربعة عشرة وضعا يحسن الوقوف عليها. والثاني: بمعنى حقا. ومنه قوله تعالى في المدثر: {كلا والقمر}، وفيها {كلا إنه تذكرة}، وفي القيامة: {كلا إذا بلغت التراقي} وفيها {كلا بل تحبون العاجلة}، وفي النبأ: {كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون} وفيها {كلا لما يقض ما أمره}، وفي الانفطار: {كلا بل تكذبون بالدين}، وفي المطففين: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين}، وفيها: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}، وفيها: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}، وفي الفجر: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا}، وفي اقرأ: {كلا إن الإنسان ليطغى}، وفيها: {كلا لئن لم ينته}،وفيها: {كلا لا تطعه}، وفي التكاثر: {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون}. فهذه تسعة عشر موضعا كلها لا يحسن الوقف عليها على " كلا ". وجملة ما في الوجهين ثلاثة وثلاثون موضعا وهي جميع ما في القرآن وليس في النصف الأول منها شيء. وحكى ابن الأنباري عن ثعلب: أن " كلا " لا يوقف عليها في جميع القرآن. 252 - باب الكتب يقال: كتبت البغلة، إذا جمعت بين شفريها بحلقة. والكتبة: الخرزة. والكتب: الخرز. والمكاتب: العبد يكاتب على نفسه بشيء يؤديه، فإذا أداه عتق. وذكر أهل التفسير أن الكتب في القرآن على خمسة أوجه: - أحدها: الأمر. ومنه قوله تعالى في المائدة: {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}، أي: أمركم بدخولها. والثاني: الجعل. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {فاكتبنا مع الشاهدين}، وفي المجادلة: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}. والثالث: القضاء. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}، وفي براءة: {لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، وفي الحج: {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله}، وفي المجادلة: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}. والرابع: الفرض. ومنه قوله تعالى في البقرة: {كتب عليكم الصيام} وفيها {كتب عليكم القصاص} وفيها {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت} وفيها {كتب عليكم القتال} وفيها {هل عسيتم إن كتب عليكم القتال}، وفيها: {فلما كتب عليهم القتال تولوا}. وفي سورة النساء: {ربنا لم كتبت علينا القتال}. والخامس: الحفظ. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {والله يكتب ما يبيتون}. 253 - باب الكفر في ليلة كفر النجوم غمامها. وذكر أهل التفسير أن الكفر في القرآن على خمسة أوجه: - أحدها: الكفر بالتوحيد. ومنه قوله تعالى في البقرة: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}، وفي الحج: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله}. وهو الأعم في القرآن. والثاني: كفران النعمة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {واشكروا لي ولا تكفرون}، وفي الشعراء: {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين}، وفي النمل: {أأشكر أم أكفر}. والثالث: التبري. ومنه قوله تعالى في العنكبوت: {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض}، أي: يتبرأ بعضكم من بعض. وفي الممتحنة: {كفرنا بكم}. والرابع: الجحود. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}. والخامس: التغطية. ومنه قوله تعالى في الحديد: - {أعجب الكفار نباته}، يريد الزراع الذين يغطون الحب. |
الساعة الآن 06:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir