معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=310)
-   -   كتاب الكاف - أبواب الوجهين والخمسة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=7037)

ساجدة فاروق 17 جمادى الأولى 1431هـ/30-04-2010م 06:58 AM

كتاب الكاف - أبواب الوجهين والخمسة
 
(كتاب الكاف)
وهو تسعة أبواب:
فيها وجهان وخمسة
250 - باب الكرسي
قال الزجاج: الكرسي في اللغة: [هو] الذي يجلس عليه والكرسي والكراسة: إنما هو الشيء الذي قد ثبت ولزم بعضه بعضا.
وذكر بعض المفسرين أن الكرسي في القرآن على وجهين: -
أحدهما: الكرسي الذي يجلس عليه. ومنه قوله تعالى في ص: {وألقينا على كرسيه جسدا}.
والثاني: العلم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وسع كرسيه السموات والأرض}، أي: علمه. رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.
251 - باب " كلا "
(قال الأخفش وابن قتيبة): معنى كلا الردع والزجر، وقال السجستاني تكون بمعنى " لا " أي: لا يكون ذلك وهو رد للأول، كما
قال العجاج:
قد طلبت شيبان أن تصاكموا = كلا، ولما تصطفق مآتم
وذكر المفسرون أنها في القرآن على وجهين: -
أحدهما: بمعنى (لا). ومنه قوله تعالى في سورة مريم: {أم اتخذ عند الرحمن عهدا. كلا}، أي: ليس الأمر على ما قال. وفيها: {ليكونوا لهم عزا كلا}، وفي المؤمنين: {لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا}، وفي الشعراء: {فأخاف أن يقتلون قال كلا} وفيها {إنا لمدركون * قال كلا}، وفي سبأ: {أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا}، وفي سأل سائل: {ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا} وفيها {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا}، وفي المدثر: {ثم يطمع أن أزيد. كلا} وفيها {أن يؤتى صحفا منشرة * كلا}، وفي القيامة: {أين المفر * كلا}، وفي المطففين: {قال أساطير الأولين كلا}، وفي الفجر: {فيقول ربي أهانن * كلا}، وفي الهمزة: {يحسب أن ماله أخلده كلا}. فهذه أربعة عشرة وضعا يحسن الوقوف عليها.
والثاني: بمعنى حقا. ومنه قوله تعالى في المدثر: {كلا والقمر}، وفيها {كلا إنه تذكرة}، وفي القيامة: {كلا إذا بلغت التراقي} وفيها {كلا بل تحبون العاجلة}، وفي النبأ: {كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون} وفيها {كلا لما يقض ما أمره}، وفي الانفطار: {كلا بل تكذبون بالدين}، وفي المطففين: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين}، وفيها: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}، وفيها: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}، وفي الفجر: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا}، وفي اقرأ: {كلا إن الإنسان ليطغى}، وفيها: {كلا لئن لم ينته}،وفيها: {كلا لا تطعه}، وفي التكاثر: {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون}.
فهذه تسعة عشر موضعا كلها لا يحسن الوقف عليها على " كلا ". وجملة ما في الوجهين ثلاثة وثلاثون موضعا وهي جميع ما في القرآن وليس في النصف الأول منها شيء. وحكى ابن الأنباري عن ثعلب: أن " كلا " لا يوقف عليها في جميع القرآن.
252 - باب الكتب
الأصل في الكتب: الجمع. فكأن الكاتب هو جامع الحروف.
يقال: كتبت البغلة، إذا جمعت بين شفريها بحلقة. والكتبة: الخرزة. والكتب: الخرز. والمكاتب: العبد يكاتب على نفسه بشيء يؤديه، فإذا أداه عتق.
وذكر أهل التفسير أن الكتب في القرآن على خمسة أوجه: -
أحدها: الأمر. ومنه قوله تعالى في المائدة: {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}، أي: أمركم بدخولها.
والثاني: الجعل. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {فاكتبنا مع الشاهدين}، وفي المجادلة: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}.
والثالث: القضاء. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}، وفي براءة: {لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، وفي الحج: {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله}، وفي المجادلة: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}.
والرابع: الفرض. ومنه قوله تعالى في البقرة: {كتب عليكم الصيام} وفيها {كتب عليكم القصاص} وفيها {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت} وفيها {كتب عليكم القتال} وفيها {هل عسيتم إن كتب عليكم القتال}، وفيها: {فلما كتب عليهم القتال تولوا}. وفي سورة النساء: {ربنا لم كتبت علينا القتال}.
والخامس: الحفظ. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {والله يكتب ما يبيتون}.
253 - باب الكفر
الكفر: التغطية والستر. وأنشدوا: -
في ليلة كفر النجوم غمامها.
قال ابن فارس: والكفر - بفتح الكاف ما بعد من الأرض عن الناس لا يكاد ينزله ولا يمر به أحد. ومن حل بتلك المواضع فهم أهل الكفور. ويقال: الكفور: القرى.
وذكر أهل التفسير أن الكفر في القرآن على خمسة أوجه: -
أحدها: الكفر بالتوحيد. ومنه قوله تعالى في البقرة: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}، وفي الحج: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله}. وهو الأعم في القرآن.
والثاني: كفران النعمة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {واشكروا لي ولا تكفرون}، وفي الشعراء: {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين}، وفي النمل: {أأشكر أم أكفر}.
والثالث: التبري. ومنه قوله تعالى في العنكبوت: {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض}، أي: يتبرأ بعضكم من بعض. وفي الممتحنة: {كفرنا بكم}.
والرابع: الجحود. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}.
والخامس: التغطية. ومنه قوله تعالى في الحديد: - {أعجب الكفار نباته}، يريد الزراع الذين يغطون الحب.


الساعة الآن 06:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir