كتاب الحاء - أبواب الأربعة
أبواب الأربعة 94 - باب الحبل فلو حبلا تناول من سليمي = لمد بحبلها حبلا متينا ويقال للأمان: حبل لأن الأمن منبسط بالأمان فهو حبل له إلى كل موضع يريده قال الأعشى: - وإذا تجوزها حبال قبيلة = أخذت من الأخرى إليك حبالها وذكر أهل التفسير أن الحبل في القرآن على أربعة أوجه: أحدها: الحبل المتعارف، ومنه قوله تعالى في الشعراء: {فألقوا حبالهم وعصيهم}، وفي تبت: {في جيدها حبل من مسد}. والثاني: العهد، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}، أي: بعهد. والثالث: عرق في العنق، ومنه قوله تعالى في قاف: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}. والرابع: القرآن، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {واعتصموا بحبل الله جميعا}. 95 - باب " حتى " أحدها: أن تكون حرفا جارا " كإلى "، كقوله: {حتى مطلع الفجر}، وإذا كانت جارة قيل لها غاية. والثاني: أن تكون عاطفة بمنزلة " الواو "، تعطف ما بعدها على ما قبلها، وتشركه في إعرابه كقولك: قدم الحاج حتى المشاة. فتأتي " حتى " لأحد معنيين: إما التعظيم. أو التحقير. فالتعظيم: مات الناس حتى الأنبياء. والتحقير: اجترأ عليه الناس حتى الصبيان. ولا بد أن تكون ما بعدها من جنس ما قبلها. وأقل منه في المقدار تقول: قام القوم حتى زيد. والثالث: أن تكون حرفا يقطع بها الكلام عما قبلها ويستأنف، ويقع بعدها الجملتان المبتدأ والخبر، والفعل والفاعل، فمثال وقوع المبتدأ والخبر قولك: خرج القوم حتى زيد غضبان. قال الفرزدق: - فواعجبا حتى كليب تسبني = كأن أباها نهشل أو مجاشع كأنه قال: يا عجبا تسبني الناس حتى كليب تسبني. وقال امرؤ القيس: - سريت بهم حتى تكل مطيهم = وحتى الجياد ما يقدن بأرسان فهذه حروف استئناف. والرابع: أن تدخل على الفعل والفاعل ودخولها على ضربين: (عاملة، وغير عاملة، فالعاملة: على ضربين: ضرب يكون: الفعل الأول سببا للثاني، فتكون بمنزلة " كي " تقول: صليت حتى أدخل الجنة. وكلمته حتى يأمرني بشيء. (فالصلاة والكلام سيان لدخول الجنة والأمر بالشيء). والثاني: أن لا يكون الأول، سببا للثاني، فيكون التقدير إلى أن وذلك كقولك لا تنظرنه حتى تطلع الشمس. والمعنى: إلى أن تطلع الشمس. أو حتى أن تطلع الشمس فليس الفعل الأول سببا للفعل الثاني في هذا لأن طلوع الشمس ليس سببه انتظارك، وإنما قدرت في الأول " كي " وفي الثاني " أن "، لتفرق بين المسبب وغير المسبب. وذكر بعض المفسرين أن حتى في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: بمعنى " إلى " ومنه قوله تعالى في الذاريات: {إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين}، وفي سأل سائل: {حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون}، وفي القدر: {حتى مطلع الفجر}. والثاني: بمعنى " فلما "، ومنه قوله تعالى في هود: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور}، وفي يوسف: {حتى إذا استيأس الرسل}، وفي الأنبياء: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج}، وفي المؤمنين: {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب}. والثالث: بمعنى " كي ". ومنه قوله تعالى في البقرة: {حتى يبلغ الكتاب أجله}. والرابع: بمعنى " الواو ". ومنه قوله تعالى في سورة محمد (صلى الله عليه وسلم): {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين}. 96 - باب الحجاب وذكر أهل التفسير أن الحجاب في القرآن على أربعة أوجه - أحدها: السور، ومنه قوله تعالى في الأعراف: {وبينهما حجاب}. والثاني: الستر، ومنه قوله تعالى في مريم: {فاتخذت من دونهم حجابا}، وفي الأحزاب: {فسألوهن من وراء حجاب}. والثالث: الجبل، ومنه قوله تعالى [في ص]: {حتى توارت بالحجاب}. والرابع: المنع، ومنه قوله تعالى في المطففين: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}. 97 - باب الحجر وذكر بعض المفسرين أن الحجر في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: العقل، ومنه قوله تعالى في الفجر: {هل في ذلك قسم لذي حجر}. والثاني: قرية ثمود، ومنه قوله تعالى في الحجر: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين}. والثالث: الحاجز، ومنه قوله تعالى في الفرقان: {وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا}. والرابع: الحرام، ومنه قوله تعالى في الأنعام: {وقالوا هذه أنعام وحرث حجر}، وفي الفرقان: {ويقولون حجرا محجورا}. قيل في التفسير: تقول الملائكة للكفار: حرام محرم عليكم أن تدخلوا الجنة فعلى هذا هو من قول الملائكة. وقال ابن فارس: كان الرجل إذا لقي من يخافه في الشهر الحرام قال حجرا، أي: حرام عليك أذاي فإذا كان يوم القيامة ورأى المشركون الملائكة قالوا: {حجرا محجورا} يظنون أن ذلك ينفعهم كما كان ينفعهم في الدنيا. فعلى هذا هو من قول المشركين. 98 - باب الحديث وهو حدث نساء بكسر الحاء: إذا كان يتحدث إليهن. وذكر بعض المفسرين أن الحديث في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: القرآن ومنه قوله تعالى في الطور: {فليأتوا بحديث مثله}، وفي المرسلات: {فبأي حديث بعده يؤمنون}. والثاني: القصص، ومنه قوله تعالى في الزمر: {الله نزل أحسن الحديث كتابا}. والثالث: العبرة، ومنه قوله تعالى في المؤمنين: {وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون}، وفي سبأ]، {فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق}. والرابع: الخبر، ومنه قوله تعالى في البقرة: {أتحدثونهم بما فتح الله عليكم}. |
الساعة الآن 11:54 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir