سؤال: هل يكفي تعليم العلم وتطبيقه والكتابة فيه لتثبيته بدلا عن الحفظ؟
 

السلام عليكم شيخنا الفاضل
أحسن الله إليكم
أسمع كثيرًا عن أهمية حفظ المتون لتثبيت العلم ولكن قد يعاني البعض من ضعف أو صعوبة في الحفظ، فهل يكفي تعليم العلم وتطبيقه والكتابة فيه لتثبيته بدل الحفظ؟
وأيها أقوى في تثبيت العلم؟ نشر العلم وتطبيقه والكتابة فيه أم الحفظ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

تعاهد العلم بأي طريقة ممكنة هو من أهم أسباب رسوخه، فمن كانت له ملكة جيدة في الحفظ فإنه بحاجة إلى تعاهد محفوظاته ومراجعتها، ومن كان يجد في الحفظ صعوبة فإن تكرار النظر في الكتب والمراجعة سبب معين لرسوخ العلم، وليعلم طالب العلم أن رسوخ العلم يتطلب زمناً طويلاً من المراجعة والتعاهد، فإذا رأى طالب العلم سرعة نسيانه فلا يحمله ذلك على اليأس والانقطاع ، فالنسيان أمر طبيعي، ومعالجته تكون بالمراجعة والتعاهد، ولا شك أن العمل بالعلم وتعليمه من أعظم أسباب ثباته ونمائه ورسوخه، وكذلك الكتابة فيه نافعة جداً، وهي من وسائل تعاهد العلم.
فبعض الطلاب يسهل عليه التعاهد بتكرار المحفوظ، وبعضهم يشق عليه ذلك، ويسهل عليه إعداد البحوث والتلخيصات ومراجعتها، فليعمل كلٌّ بما فتح الله له فيه ويسَّره له، والقليل بالقليل يكثر، والتزود على مر الليالي والأيام ينمِّي المخزون المعرفي للطالب ويعين على رسوخ مسائل العلم.
المهم ألا ينقطع الطالب عن تعاهد العلم ومذاكرته.
وكان بعض العلماء يستعين على رسوخ العلم بالإفتاء وإجابة السائلين لأنهم يعينونه على المذاكرة والمراجعة فيما ينساه ويشكل عليه ويحتاج فيه إلى مزيد اطلاع ودراسة، حتى إن بعضهم إذا مضى عليه زمن طويل عن مسالة لم يسأل فيها احتاج إلى مراجعتها.