![]() |
سؤال عن شرح مراتب الإدراك الست، مع التمثيل لكل مرتبة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه لثلاثة الأصول مراتب الإدراك وهي ست: اقتباس:
أرجو من فضيلتكم شرح هذه المراتب الست، وإن أمكن وضع مثال على كل مرتبة منها لأني لم أفهمها، وبارك الله فيكم. |
اقتباس:
ولكن تلبية لطلبك أشرحه شرحاً مختصراً بالتمثيل. فالإدراك يراد به التمكن من معرفة الشيء، ويعبر عنه بعض العلماء بعبارات أخرى . والإدراك قد يُجزم بصوابه، وقد يجزم بخطئه، وقد يكون الأمر فيه بين ذلك، فهو على مراتب، وبالمثال يتضح المقال: فلو قلنا: زيد قائم ، وكان في حقيقة أمره كذلك. وسألنا سعداً، وعمرواً، وسالماً، وخالداً ، وناصراً، وسليمان عن حال زيد: فقال سعد: زيد قائم وقال سالم: لا أدري. وقال عمرو: زيد قاعد. وقال خالد: يغلب على ظني أنه قائم. وقال سليمان: أشك في أمره. وقال ناصر: يغلب على ظني أنه قاعد. فهؤلاء ليسوا على مرتبة واحدة في إدراك حال زيد، أي التمكن من معرفة حاله في القيام والقعود. فسعد قد أدرك الأمر على ما هو عليه، فيسمى إدراكه علما. وسالم أخبر بأنه لا يدري فليس لديه إدراك عن حاله ، فيسمى جاهلاً جهلاً بسيطاً، والمقصود بالجهل البسيط ليس الهين واليسير ، وإنما المراد بالبسيط غير المركب من جهلين، فهو جهل واحد. وأما عمرو فكان إدراكه خاطئاً على خلاف حال زيد ومع ذلك جزم به، فهو جاهل جهلاً مركباً من جهلين: الجهل الأول: عدم معرفته بحال زيد. والجهل الثاني: حكمه بأن زيد قاعد. ولو أنه قال لا أدري لكان جهله بسيطاً. وأما خالد فإدراكه يسمى ظناً لأنه لم يصل إلى درجة الجزم بحال زيد أنه قائم فلا زال لديه احتمال بأنه غير قائم، وهذا الاحتمال يسمى مرجوحاً لأنه لم يغلب على ظنه. بخلاف حال ناصر الذي غلب على ظنه خلاف الصحيح ، فيسمى واهماً، ولو أنه جزم بأنه قاعد لكان جاهلاً جهلاً مركباً. وأما سليمان فقد تساوى الاحتمالان عنده ولم يترجح عنده شيء ، فلذلك يسمى إدراكه شكاً، بخلاف حال سالم فإنه لا توجد لديه احتمالات. |
الساعة الآن 09:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir