سؤال: ما حكم الصيام بقصد الحمية وصحة البدن مع قصد ابتغاء الثواب من الله؟ وما حكم التصدق رغبة في الشفاء؟
- قال الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -:
اقتباس:
جزاكم الله خيرا. |
اقتباس:
وأما الصدقة لرفع البلاء وحصول الشفاء فهو مما ورد الحث عليه في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أوصى الله المخلّطين بالتوبة والصدقة؛ فقال تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم . خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم . ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم . وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون }. فهذه خمسة وصايا نافعة لمن خلط عمل صالحاً وآخر سيئاً: الأولى: الصدقة؛ فإن الصدقة تكفر الخطيئة وتطفئ غضب الرب، وفيها إحسان يمحو الله به السيئات. والثانية: التوبة؛ فإن التوبة تجب ما قبلها. والثالثة: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا، وبكثرة صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم تحصل لهم السكينة؛ فإن للذنوب أثراً يزعج الروح ويقلقها فلا تسكن إلا بما جعله الله من أسباب السكينة. والرابعة: إصلاح العمل، وهو لازم قول الله تعالى: {وقل اعلموا فسيرى الله عملكم ..}. والخامسة: تذكر الحساب والجزاء، وهو لازم قول الله تعالى: {وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}. فمن أخذ من المخلّطين بهذه الوصايا رجي له أن يتوب الله عليه ويغفر له ويرحمه. فالصدقة تطهر العبد من تخليطه ويرفع الله بها ما يرفع من أسباب العقوبات، وقد نبّه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه العلة؛ كما في سنن الترمذي والنسائي من حديث قيس بن غرزة رضي الله عنه قال: كنا نسمى السماسرة فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نبيع؛ فسمّانا باسم هو أحسن لنا من اسمنا فقال: ((( يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره الحلف والكذب فشوبوا بيعكم بصدقة )). وفي رواية الترمذي: (يا معشر التجار ! إن الشيطان و الإثم يحضران البيع فشوبوا بيعكم بالصدقة). فبذل أسباب رفع البلاء من التوبة والاستغفار والصدقة والدعاء كلّ ذلك من الأعمال المشروعة. |
الساعة الآن 08:09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir