سؤال عن معنى: «لم يجمع القرآن من الصحابة إلا فلان وفلان»
 

جمعه أي حفظه في صدره كاملاً، وكان حفظ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيعه كلّ أحد، وإنّما يختص بذلك أفراد من الصحابة لهم مزيد عناية بالقراءة وبصيرة بها وطول ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الوحي كان يتواتر على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل في أوقات مختلفة فيفوت بعض الصحابة بعض ما نزل، وكان يُقرأ على الأحرف السبعة فيفوت بعضهم بعض الأحرف، وكان يُنسخ منه آيات كثيرة حتى روي عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة، وأنّ آية الرجم كانت فيها.
وصحّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه).
ومراده بالقرآن كلّه أي كلّ ما أنزل الله على رسوله من القرآن ما نسخ منه وما بقي.
وقد اتّفق المسلمون على أنّ المصحف المحفوظ بين الدفّتين حاوٍ لكلّ ما لم تنسخ تلاوته من القرآن من الفاتحة إلى الناس.