معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد - 35: قصيدة أبو مهدية: قد كاد يقتلُني أصمُّ مُرَقّشٌ = من جُبِّ كلثمَ والخُطوبُ كثيرْ

وقال أبو سعيد: أنشدني أبو مهدية يصف حية *

1 قد كاد يقتلني أصم مرقش = من جب كلثم والخطوب كثير
2 حتى أصد الله عني رأسه = والله بالمرء المضاف بصير
3 خلقت لهازمه عزين ورأسه = كالقرص فلطح من طحين شعير
4 وكأن شدقيه إذا ما أقبلا = شدقا عجوز مضمضت لطهور
5 ويدير عينًا للوقاع كأنها = سمراء طاحت من نفيض برير
ـــــــــــــ
(*) ترجمته: أبو مهدية الكلابي، ويقال أبو مهدي كما في مواضع كثيرة من إصلاح المنطق. وجاء في المطبوعة «ابن مهدي» وهو خطأ. وهو أحد فصحاء الأعراب الذين روى عنهم البصريون، وقد روى عنه الأصمعي في كتاب الإبل. قال ابن النديم: كان يهيج به المرة في كل سنة مديدة. وجاء في الحيوان 3: 434 وصفه بالفصاحة، وانظر الفهرست لابن النديم 69 وشرح ذيل الأمالي للراجكوتي 21 والحيوان 5: 309.
جو القصيدة: سعى إلى صاحبته يسوقه قلبه، ولكنه لقى في مسعاه ما يكره، لقى حية شعناء، ولكن الله لطف به في لقائها، إذ صرفها عنه فلم تره. ولكنه لم ينس هول منظرها وبشاعته، فجعل يصفها في نعت طريف.
تخريجها: هي في الأوربية برقم 28. والبيتان 1، 2 في الفصول والغايات 732 و1، 3، 5 وبيت آخر، 4 في المؤتلف 37 – 38 منسوبًا لابن أحمر البجلي و3 في اللسان 3: 383 منسوبًا لرجل من بلحرث بن كعب. وفيه 19: 282 منسوبًا لابن أحمر البجلي. وهو أيضًا في الجمهرة 2: 171 مع نسبته لأبي مهدية. و3، 4 في ديوان المعاني 2: 145 بدون نسبة. و3، 5، 4 في الحيوان 2: 214 – 215 بغير نسبة. وهي أيضًا في اللسان 3: 376 منسوبة لرجل من بلحرث بن كعب، وهو ابن أحمر البجلي ليس الباهلي.
(1) الأصم من الحيات: ما لا يقبل الرقية كأنه قد صم عن سماعها. المرقش: الذي فيه نقط سواد وبياض. جب كلثهم: الظاهر أنه بئر بعينه، والجب البئر، ولم نجده فيما لدينا من المصادر. ويروى: «من حب كلثم».
(2) أصد: يقال «صده عنه وأصده»: صرفه. المضاف: الملجأ المحرج المثقل بالشر.
(3) اللهازم: أصول الحنكين. عزين: متفرقات، واحدها «عزة» وأصلها العصبة من الناس. فلطح: فلطح القرص وفرطحه: إذا بسطه، وروى بهما في اللسان.
(4) الطهور بضم الطاء: التطهر.
(5) الوقاع: المواقعة في الحرب. سمراء: أراد ثمرة سمراء. النفيض: المنفوض، يريد ما وقع من الثمر بعد تحريكه. البرير: ثمر الأراك.

[شرح الأصمعيات: 123]