سؤال: ما المراد بطبقة الضعفاء من أصحاب مجاهد؟
طبقة الضعفاء من أصحاب مجاهد، ومنهم: ليث بن أبي سليم، وأبي سعد روح بن جناج المدني، وثوير بن أبي فاختة، وجابر بن يزيد الجعفي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، والمثنّى بن الصباح اليماني، وغالب بن عبيد الله الجزري.
أما أبو سعد المدني فيروي عنه عبد العزيز بن أبان القرشي، وهو متّهم بالكذب؛ فنسخة عبد العزيز بن أبان عن أبي سعد المدني عن مجاهد نسخة واهية الإسناد، وقد أخرج ابن جرير من هذا الطريق جملة من المرويات انتقاها. وأما الباقون فيروي عنهم ثقات وضعفاء، ورواية الثقات عنهم كشعبة بن الحجاج ومنصور بن المعتمر أمثل من غيرها، ويخرج لهم أصحاب التفاسير المسندة كعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم. ورد في سير أعلام المفسرين (سيرة الإمام مجاهد بن جبر) رحمه الله وفيه الطبقة الخامسة من الرواة عنه والسؤال بارك الله فيكم وأحسن إليكم ،ما المراد بطبقة الضعفاء من أصحابه ولماذا سموا بالضعفاء وما معنى أن يروى عنهم الثقات والضعفاء ؟ أرجو التوضيح أثابكم الله |
اقتباس:
ومما يفيد طلاب العلم تقسيم الرواة عن مجاهد إلى طبقات؛ بحيث نجعل الثقات المكثرون في صنف، والثقات المقلون في صنف، والمختلف فيهم في صنف، ومن روايتهم عنه منقطعة في صنف، والضعفاء في صنف. وجعلهم على طبقات هو نظير جعلهم على مراتب أو أصناف. ووصفهم بالضعفاء المعتمد فيه على ما ذكره الأئمة العارفون بالرجال وأحوال الرواة من نقّاد أهل الحديث؛ ولو رجعت إلى ترجمة كل واحد من هؤلاء في كتب الجرح والتعديل وأحوال الرجال لوجدت الكلام في تضعيفهم ظاهراً؛ فهم رواة يجمعهم وصف الضعف، وليسوا جماعة اسمهم الضعفاء. ومعنى أنهم يروي عنهم ثقات وضعفاء؛ أي أن هؤلاء الرواة الضعفاء من أصحاب مجاهد لهم روايات عنه تلقاها ضعفاء مثلهم فرووها، وتلقاها ثقات لهم تمييز بين الروايات الصحيحة والضعيفة ومعرفة بعلل المرويات؛ فما يرويه الثقات عن أحد هؤلاء الضعفاء أحسن حالاً مما يرويه ضعيف عن ضعيف، وإن كان لا يحتجّ بهما ، لكن ما ينتقيه الثقة الناقد من مرويات الضعيف لا شكّ أنه أحسن حالاً، وقد يصل إلى درجة الاعتبار. وللتوضيح بالمثال نقول: إن جابراً الجعفي ضعيف الحديث مدلس، وقد اتّهمه بعض أهل العلم بالكذب، واتّهم في عقيدته برأي سوء وأنه كان يقول بالرجعة، ومن أهل العلم من لا يتّهمه بالكذب لكنه يحذّر من تدليسه في الرواية فإذا صرّح بالتحديث فيكتب حديثه ليعتبر به. ووجدنا شعبة بن الحجاج - وهو إمام ناقد في الحديث عارف بطرق الروايات وأحوال المدلسين - وجدناه يروي عن جابر بعض المسائل التي رواها عن مجاهد، ومنها ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريق محمد بن جعفر المعروف بغندر قال: حدثنا شعبة، عن جابر، قال: سمعت مجاهدا يقول في هذه الآية " {إن الله لا يحب الفرحين} قال: (الأشرين البطرين البذخين). فهذا الخبر لو رواه عن جابر أحد الضعفاء لم نلتفت إليه، لكن لما رواه شعبة وانتفت عنه تهمة التدليس لأن شعبة روى عنه خبراً صرّح فيه بالسماع، وكان شعبة يوثّقه إذا صرّح بالسماع، ثم رُوي عن شعبة أنه كان ينهى عن الرواية عن جابر، ثم استقرّ كلام الأئمة النقّاد على تضعيف جابر الجعفي، لكن هذا الخبر الذي انتقاه شعبة من مرويات جابر الجعفي عن مجاهد أحسن حالاً، من المرويات الأخرى لجابر الجعفي عن مجاهد، مع قرينة صحة القول من جهة المعنى، وأنه ليس فيه ما يستنكر؛ فلذلك نحمله على عهدة راويه، ونعتبر به في دراسة الأقوال المأثورة عن السلف في هذه الآية. والمقصود أن الرواة الضعفاء في التفسير ننظر إلى تلاميذهم الذين رووا عنهم فإن كانوا من الأئمة النقاد ، ودلّت القرينة على أنّهم انتقوا من رواياتهم ولم يرووها على سبيل التعجب والإنكار فإنا نرفعها درجة عن المرويات التي يرويها الضعفاء عن الضعفاء. |
الساعة الآن 09:17 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir