معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المسار الثاني (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=991)
-   -   مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=45365)

هيئة الإشراف 10 شعبان 1443هـ/13-03-2022م 08:25 PM

مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة
 
مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة.
س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك.
س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟
س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا
س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟
س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.
س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟
س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}
س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟
س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها.
س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة الخامسة:
س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟
س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟
س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟
س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟
س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟
س7: متى يقول المأموم "آمين"؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

المجموعة السادسة:
س1: ما معنى الاستعاذة؟ وما صيغها؟
س2: ما المراد بالبسملة؟ وما معناها باختصار؟
س3: ما معنى اللام في قول الله تعالى: {الحمد لله }
س4: ما معنى قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين}
س5: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}
س6: بين معنى {لا} في قوله تعالى: {ولا الضالين}
س7: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب و إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

ريم الحمدان 17 شعبان 1443هـ/20-03-2022م 12:10 PM

مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.
س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟
س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

ج1/ لسورة الفاتحة عدة أسماء وذلك دال على عظم شأنها وجليل معانيها ، من هذه الأسماء:
1-فاتحة الكتاب: وهو أكثر أسمائها وروداً في الأحاديث ، والفاتحة أي التي يفتتح بها أي يبدأ بها ،وقد وردت أحاديث كثيرة صحيحة بهذا الاسم ،منها حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .
2-فاتحة القرآن : فهي أول ما يقرأ من القرآن ، وأول ما يقرأ في الصلاة ، ولهذا الاسم شواهد من بعض أقوال الصحابة والتابعين .
3-الفاتحةk : وهو أشهر أسمائها وأكثرها شيوعاً لاختصاره ودلالته على المقصود .
4-الحمد لله رب العالمين : وهو أول آية في السورة ، وكثيراً ما تسمى سور القرآن بالآية الأولى فيها مثل( قد أفلح المؤمنون )و( عم يتسائلون ) ، ورد هذا الاسم في الحديث الذي رواه أبو سعيد بن المعلى وفيه :(( قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )).
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). رواه البخاري.
5- الحمد لله : هو اختصار للاسم السابق ، ودليله الحديث الذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :(قال: (( الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.


ج2/ حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن اختلف فيه العلماء :
1-القول الأول وهو قول الجمهور أنه سنة في الصلاة وغيرها .
2-القول الثاني وهو قول الإمام مالك في المشهور عنه أن الاستعاذة يقولها القاريءإن شاء في النافلة وفي غيرهاولا تقرأ في الفريضة.
3- القول الثالث: قول منسوب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري بلا إسناد وهو أن الاستعاذة واجبة لقراءة القرآن .
والراجح هو القول الأول والله أعلم .


ج3/ لعلماء اللغة عدة أقوال في معنى الباء في ( بسم الله الرحمن الرحيم) أصحها أربعة أقوال :
1-القول الأول :أن الباء للاستعانة ، والقول منسوب لأبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي وقال به جمع من المفسرين .
2-القول الثاني : أن الباء للابتداء ،وهذا قول الفراء ،وابن قتيبة ، وثعلب ،وغيرهم.
3-القول الثالث: أن الباء للمصاحبة ،وهو اختيار ابن عاشور.
4-القول الرابع : أن الباء للتبرك ، ومعناه أبدأ قرائتي متبركاً باسم الله ،وقد ورد عن بعض السلف أن البسملة كتبت في المصاحف للتبرك ، وذكره بعض المفسرين.
والأقوال كلها صحيحة ،ولا بأس أن يقرأ القاريء وهو ينوي هذه المعاني.



ج4/ معنى ( عالَم )
معنى عالم هو اسم جمع لا واحد له ،ويقصد به أنواع المخلوقات ،ففي الأرض الجن عالم ،والإنس عالم،وكل نوع من أنواع الحيوانات عالم ،وكل نوع من أنواع النبات عالم، وفي البحار كل نوع من أنواع الأسماك وغيرها مما يعيش في البحر عالم.
وفي السماء عوالم لا يعلمها إلاالله ،كالملائكة ،والكواكب،والنجوم ، والسحاب
وغيرها.كل هذه عوالم وأمم خلقها الله عز وجل ،قال تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}.
قال ابن كثير: (والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات في السّماوات والأرض في البرّ والبحر، وكلّ قرنٍ منها وجيلٍ يسمّى عالمًا أيضًا)
ومعنى (العالمين ) في أشهر أقوال المفسرين وأصحها :
القول الأول: ماذكرناه من معنى العالم وهو أصناف مخلوقات الله ،وهو قول أبي العالية الرياحي،وقتادة،وجمهور المفسرين .
القول الثاني : الإنس والجن ،وهو قول مشهور لابن عباس رضي الله عنهما ،ومجموعة من أصحابه كسعيد بن جبير ،ومجاهد بن جبر ،وعكرمة،وهو قول لابن جريج .واستدلوا بقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } قال بعض المفسرين العالمين هنا هم الإنس والجن ، وهم المكلفون بالعبادة قال تعالى :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ،لذا ذهب بعض العلماء أن المقصود بالعالم هم الجن والإنس .
والقول الأول هو قول الجمهور وهو لفظ أعم ،ومما يرجح القول الأول ماذكره الشيخ محمد الأمين الشنقيطي(ت:1393هـ) في تفسير سورة الفاتحة (قوله تعالى: {رب العالمين} لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما).



ج5/ ذكر العلماء ثلاث فوائد لتقديم(إياك)على(نعبد) ،وهي :
1-للحصر ، أي نعبدك ولانعبد غيرك،
2-لتقديم لفظ الجلالة .
3-لبيان الحرص على التقرب ،ذلك أن الجملة المثبتة ( إياك نعبد )أبلغ من الجملة المنفية (لا نعبد إلا إياك).
فسبحان من نزل هذا القرآن ،فلا ريب أن ( إياك نعبد ) أبلغ وأجمل وأبين ،
ويدل على هذا المعنى قولالله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين . بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}.


ج6/من أوجه تفاضل السائلين للهداية عدة أوجه ،منها :
1-أن يدعو الداعي بقلب حي مستشعراً مقام الوقوف بين يدي خالقه .
2-أن يكون الداعي محسناً في دعائه ،فيدعو ربه بتضرع مستشعراً حاجته لربه وضعفه وقلة حيلته،موقناً بقرب الله عز وجل ممن يدعوه ،محسناً الظن في ربه تبارك وتعالى .
3-أن تكون الداعي صادقاً في طلب الهداية ، فيكون قصده هو طلب هداية الذين أنعم الله عليهم ،هداية تتر قى بصاحبها إلى أعلى درجات التقوى والطاعةوالخضوع والعبودية لله عز وجل ، والناس يتفاضلون في ذلك ، فمنهم من يكون قصده من الهداية أقل درجات العبودية ، ومنهم من يطلب الهداية التامة الموصلة إلى درجة الإحسان ،والله أعلم بنية كل داع.



ج7/ كلمة ( آمين ) اسم فعل بمعنى (اللهم استجب )،وقد أجمع أهل العلم أنها ليست من القرآن، فلم يكتبها الصحابة رضي اللله عنهم في المصاحف ،وقد وردت فيها لغتان مشهورتان :
1- ( أَمين ) على وزن (فَعيل)، وهي لغة مشهورة صحيحة .قال جبير بن الأضبط:
تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا
2- ( آمين ) بمد الألف على وزن فاعيل ، وهي الصيغة الأشهر ،وهو اختيار جمهور المفسرين وعلماء اللغة .
3-( آمّين ) بمد الألف وتشديد الميم ،وهي لغةلا تصح لأنها تكون بمعنى (قاصدين )وليست بمعنى الدعاء ،كما قال تعالى :( ولا آمين البيت الحرام )هكذا حكاه الهروي في إسفار الفصيح .



ج8/ من الأمور المستفادة من دراسة سورة الفاتحة :
1- تجديد الإيمان باستشعار معنى كل حرف فيها.
2-جعلتني أشعر بمدى الإعجاز اللغوي في السورة ،وذلك لقصر آياتها وغزارة معانيها .
3- تعلمت علومها وما ذكره اهل العلم في معانيها ، مما يعينني في تدبرها وتعليم الآخرين ما تعلمته .
4- تزيد الخشوع في الصلاة ،فإذا فقه المسلم المعاني الدقيقة للسورة التي يقرأها كل يوم ويرددها كثيراً كان ذلك أدعى لأن يستحضر أنه يخاطب ربه فيثني عليه ثم يمجده ثم يسأله فيقبل على ربه بقلب حاضر خاشع، نسأل الله الخشوع في الصلاة.
5- الحذر من اليهود والنصارى ، فالسورة بينت بعدهما عن الصراط ،فازداد في النفس باعث البعد عنهم وعن صفاتهم .
6- الآيات تشعر المرء أنه ضعيف محتاج إلى ربه في كل أمره ، وأن يستعين بربه في شؤونه كلها.
7- الاستعاذة تجعل العبد يستشعر خطورة الشيطان ،وأن يلجأ إلى الله لينجو من تسلطه .
8- في قول آمين أشعر بقوة المسلمين ،فيزداد اعتزازي بهذا الدين العظيم الذي وحد ملايين البشر في أن ينطقوا بنفس الكلمة في نفس الوقت ،فسبحان الله العظيم .

هيئة التصحيح 2 17 شعبان 1443هـ/20-03-2022م 09:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان (المشاركة 409680)
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.
س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟
س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

ج1/ لسورة الفاتحة عدة أسماء وذلك دال على عظم شأنها وجليل معانيها ، من هذه الأسماء:
1-فاتحة الكتاب: وهو أكثر أسمائها وروداً في الأحاديث ، والفاتحة أي التي يفتتح بها أي يبدأ بها ،وقد وردت أحاديث كثيرة صحيحة بهذا الاسم ،منها حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .
2-فاتحة القرآن : فهي أول ما يقرأ من القرآن ، وأول ما يقرأ في الصلاة ، ولهذا الاسم شواهد من بعض أقوال الصحابة والتابعين .
3-الفاتحةk : وهو أشهر أسمائها وأكثرها شيوعاً لاختصاره ودلالته على المقصود .
4-الحمد لله رب العالمين : وهو أول آية في السورة ، وكثيراً ما تسمى سور القرآن بالآية الأولى فيها مثل( قد أفلح المؤمنون )و( عم يتسائلون ) ، ورد هذا الاسم في الحديث الذي رواه أبو سعيد بن المعلى وفيه :(( قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )).
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). رواه البخاري.
5- الحمد لله : هو اختصار للاسم السابق ، ودليله الحديث الذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :(قال: (( الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.


ج2/ حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن اختلف فيه العلماء :
1-القول الأول وهو قول الجمهور أنه سنة في الصلاة وغيرها .
2-القول الثاني وهو قول الإمام مالك في المشهور عنه أن الاستعاذة يقولها القاريءإن شاء في النافلة وفي غيرهاولا تقرأ في الفريضة.
3- القول الثالث: قول منسوب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري بلا إسناد وهو أن الاستعاذة واجبة لقراءة القرآن .
والراجح هو القول الأول والله أعلم .


ج3/ لعلماء اللغة عدة أقوال في معنى الباء في ( بسم الله الرحمن الرحيم) أصحها أربعة أقوال :
1-القول الأول :أن الباء للاستعانة ، والقول منسوب لأبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي وقال به جمع من المفسرين .
2-القول الثاني : أن الباء للابتداء ،وهذا قول الفراء ،وابن قتيبة ، وثعلب ،وغيرهم.
3-القول الثالث: أن الباء للمصاحبة ،وهو اختيار ابن عاشور.
4-القول الرابع : أن الباء للتبرك ، ومعناه أبدأ قرائتي متبركاً باسم الله ،وقد ورد عن بعض السلف أن البسملة كتبت في المصاحف للتبرك ، وذكره بعض المفسرين.
والأقوال كلها صحيحة ،ولا بأس أن يقرأ القاريء وهو ينوي هذه المعاني.



ج4/ معنى ( عالَم )
معنى عالم هو اسم جمع لا واحد له ،ويقصد به أنواع المخلوقات ،ففي الأرض الجن عالم ،والإنس عالم،وكل نوع من أنواع الحيوانات عالم ،وكل نوع من أنواع النبات عالم، وفي البحار كل نوع من أنواع الأسماك وغيرها مما يعيش في البحر عالم.
وفي السماء عوالم لا يعلمها إلاالله ،كالملائكة ،والكواكب،والنجوم ، والسحاب
وغيرها.كل هذه عوالم وأمم خلقها الله عز وجل ،قال تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}.
قال ابن كثير: (والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات في السّماوات والأرض في البرّ والبحر، وكلّ قرنٍ منها وجيلٍ يسمّى عالمًا أيضًا)
ومعنى (العالمين ) في أشهر أقوال المفسرين وأصحها : ما ذكرتِ هنا هو في بيان المراد بلفظة (العالمين) في الآية؛ وليس المعنى
القول الأول: ماذكرناه من معنى العالم وهو أصناف مخلوقات الله ،وهو قول أبي العالية الرياحي،وقتادة،وجمهور المفسرين .
القول الثاني : الإنس والجن ،وهو قول مشهور لابن عباس رضي الله عنهما ،ومجموعة من أصحابه كسعيد بن جبير ،ومجاهد بن جبر ،وعكرمة،وهو قول لابن جريج .واستدلوا بقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } قال بعض المفسرين العالمين هنا هم الإنس والجن ، وهم المكلفون بالعبادة قال تعالى :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ،لذا ذهب بعض العلماء أن المقصود بالعالم هم الجن والإنس .
والقول الأول هو قول الجمهور وهو لفظ أعم ،ومما يرجح القول الأول ماذكره الشيخ محمد الأمين الشنقيطي(ت:1393هـ) في تفسير سورة الفاتحة (قوله تعالى: {رب العالمين} لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما).



ج5/ ذكر العلماء ثلاث فوائد لتقديم(إياك)على(نعبد) ،وهي :
1-للحصر ، أي نعبدك ولانعبد غيرك،
2-لتقديم لفظ الجلالة .
3-لبيان الحرص على التقرب ،ذلك أن الجملة المثبتة ( إياك نعبد )أبلغ من الجملة المنفية (لا نعبد إلا إياك).
فسبحان من نزل هذا القرآن ،فلا ريب أن ( إياك نعبد ) أبلغ وأجمل وأبين ،
ويدل على هذا المعنى قولالله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين . بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}.


ج6/من أوجه تفاضل السائلين للهداية عدة أوجه ،منها :
1-أن يدعو الداعي بقلب حي مستشعراً مقام الوقوف بين يدي خالقه .
2-أن يكون الداعي محسناً في دعائه ،فيدعو ربه بتضرع مستشعراً حاجته لربه وضعفه وقلة حيلته،موقناً بقرب الله عز وجل ممن يدعوه ،محسناً الظن في ربه تبارك وتعالى .
3-أن تكون الداعي صادقاً في طلب الهداية ، فيكون قصده هو طلب هداية الذين أنعم الله عليهم ،هداية تتر قى بصاحبها إلى أعلى درجات التقوى والطاعةوالخضوع والعبودية لله عز وجل ، والناس يتفاضلون في ذلك ، فمنهم من يكون قصده من الهداية أقل درجات العبودية ، ومنهم من يطلب الهداية التامة الموصلة إلى درجة الإحسان ،والله أعلم بنية كل داع.



ج7/ كلمة ( آمين ) اسم فعل بمعنى (اللهم استجب )،وقد أجمع أهل العلم أنها ليست من القرآن، فلم يكتبها الصحابة رضي اللله عنهم في المصاحف ،وقد وردت فيها لغتان مشهورتان :
1- ( أَمين ) على وزن (فَعيل)، وهي لغة مشهورة صحيحة .قال جبير بن الأضبط:
تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا
2- ( آمين ) بمد الألف على وزن فاعيل ، وهي الصيغة الأشهر ،وهو اختيار جمهور المفسرين وعلماء اللغة .
3-( آمّين ) بمد الألف وتشديد الميم ،وهي لغةلا تصح لأنها تكون بمعنى (قاصدين )وليست بمعنى الدعاء ،كما قال تعالى :( ولا آمين البيت الحرام )هكذا حكاه الهروي في إسفار الفصيح .



ج8/ من الأمور المستفادة من دراسة سورة الفاتحة :
1- تجديد الإيمان باستشعار معنى كل حرف فيها.
2-جعلتني أشعر بمدى الإعجاز اللغوي في السورة ،وذلك لقصر آياتها وغزارة معانيها .
3- تعلمت علومها وما ذكره اهل العلم في معانيها ، مما يعينني في تدبرها وتعليم الآخرين ما تعلمته .
4- تزيد الخشوع في الصلاة ،فإذا فقه المسلم المعاني الدقيقة للسورة التي يقرأها كل يوم ويرددها كثيراً كان ذلك أدعى لأن يستحضر أنه يخاطب ربه فيثني عليه ثم يمجده ثم يسأله فيقبل على ربه بقلب حاضر خاشع، نسأل الله الخشوع في الصلاة.
5- الحذر من اليهود والنصارى ، فالسورة بينت بعدهما عن الصراط ،فازداد في النفس باعث البعد عنهم وعن صفاتهم .
6- الآيات تشعر المرء أنه ضعيف محتاج إلى ربه في كل أمره ، وأن يستعين بربه في شؤونه كلها.
7- الاستعاذة تجعل العبد يستشعر خطورة الشيطان ،وأن يلجأ إلى الله لينجو من تسلطه .
8- في قول آمين أشعر بقوة المسلمين ،فيزداد اعتزازي بهذا الدين العظيم الذي وحد ملايين البشر في أن ينطقوا بنفس الكلمة في نفس الوقت ،فسبحان الله العظيم .

أحسنتِ في إجابتك؛سددكِ الله وبارك فيك.
الدرجة:أ+

نورة الأمير 2 رمضان 1443هـ/3-04-2022م 06:05 PM


المجموعة السادسة:
س1: ما معنى الاستعاذة؟ وما صيغها؟

هي الالتجاء إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه.
وصيغها:
1-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
2- اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه.
3- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه.
ومن صيغها ما يسبقه تسبيح وحمد وتكبير ثلاث مرات.


س2: ما المراد بالبسملة؟ وما معناها باختصار؟

البسملة: هي قول "بسم الله الرحمن الرحيم".
معناها: الباء: للاستعانة والمصاحبة والتبرك. واسم: قيل: مأخوذ من السمو، وقيل: من السمة (العلامة)، والله: الاسم الجامع لأسماء الله وهو أخص أسمائه، ويعني: الإله المعبود ذو الجلال والكمال، المستحق للعبودية. الرحمن: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء. الرحيم: عظيم الرحمة كثيرها.
فيكون المعنى باختصار: أبدأ مستعينا مستصحبا بركة اسم هذا الإله الجامع لصفات الجلال والكمال المعبود الذي يتصف بالرحمة العامة والخاصة.


س3: ما معنى اللام في قول الله تعالى: {الحمد لله }

اللام للاختصاص، أي: لاختصاص الحمد لله.

س4: ما معنى قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين}

أي: نخلص لك العبادة، فنطيع أوامرك محبة وخوفا ورجاء خاضعين لك، لا شريك لك، ونستعينك وحدك على إخلاص العبادة لك وعلى جميع أمورنا.

س5: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}

ذكر في الحكمة عدة تأملات، نذكر منها:
-أن ذلك من باب تقديم الغايات على الوسائل.
-أن ذلك من باب تقديم الألوهية "حيث متعلق إياك نعبد" على الربوبية "حيث متعلق إياك نستعين".
-أنه من باب تقديم قسم الرب الذي هو ثناء عليه على قسم العبد.
-لأن العبادة المطلقة تتضمن الاستعانة، فقدمت لعمومها وتمامها.
-ولأن الاستعانة طلب منه، والعبادة طلب له.
-ولأن العبادة لا تكون إلا من مخلص، والاستعانة قد تكون من غير مخلص.
-ولأن العبادة حقه، وطلب الاستعانة صدقته، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته.
-ولأن العبادة شكر، والله يحب أن يشكر، أما الاستعانة فتوفيقه لك.


س6: بين معنى {لا} في قوله تعالى: {ولا الضالين}

لا هنا: مزيلة للتوهم الذي قد يتوهمه من يظن أن المغضوب عليهم هم الضالين، فكانت وظيفته رفع الإيهام، وتأكيد الاختلاف.

س7: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب و إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟

الحكمة من إسناد الإنعام في قوله "أنعمت" إلى ضمير الخطاب:
-توحيد الرب جل وعلا، وذلك بنسب النعمة إليه سبحانه والإشارة إلى تفضله.
-أن ذلك أبلغ في التوسل إلى الله، فيتوسل بسابق إنعامه سبحانه.
-أنه الأنسب للمناجاة والدعاء.
-أن مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعم ونسب النعمة إليه.
بالمقابل فإنه أبهم ذكر الغاضب؛ ليفيد عظم غضب الله عليهم، والإشارة إلى عموم الغاضبين وكثرتهم، والتعبير بالاسم دون الفعل يدل على تمكن الوصف منهم، كما أن هذا من معهود القرآن في نسب الجود والإحسان لله، وإبهام الغضب والعقوبة تأدبا معه، أو نسبا للمتسبب فيها، وتنزيها لله من أن تنسب الأفعال إليه؛ فيفهم إرادته الشرعية لها، كما أن ذلك أبلغ في التبكيت والإعراض.


س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

-لطف ربنا ورحمته، حيث يعلمنا ويهدينا لآداب سؤاله، ويوجهنا ويرشدنا لما فيه صلاحنا.
-أن الفاتحة بكل ما في آياتها من ترتيب هي في الحقيقة إرشاد روحي للفرد، يجب أن يسير على وفقه، ومن ذلك:
-الاستعانة بالله أولا وأخيرا واستصحاب معونته هي من المعاني التي لا يجب أن يغفل عنها مسلم.
-استحضار معاني ربوبيته من الرحمة واللطف يجب أن تصاحب المرء، ويستدر بها رحمة مولاه.
-الحمد والشكر أسلوب حياة، كيف لا والمرء غارق في نعم ربه؟
-أن المرء ما بين ترهيب وترغيب، فهذي سورة الفاتحة لا تكاد ترغبك بآية حتى ترهبك بأخرى، وكذا حال المسلم.
-أن مدار الحياة على هاتين "إياك نعبد وإياك نستعين"، ولو أمضى العبد عمره يطلب تحصيلهما لما كان كثيرا في حقهما.
-أن الهداية فضل إلهي عجيب، لا يكتفي المرء منه بدرجة، فتحصيله درجة، والثبات عليه درجة، والترقي فيه درجة، وهكذا المرء في طلب للهداية مستمر.
-أن الدرب يعرف ويستأنس به بمعرفه سالكيه "صراط الذين أنعمت عليهم".
-أهمية معرفة الشر وأهله لاتقاء طرقهم "غير المغضوب عليهم ولا الضالين".
-مرتبة العلم في الدين الإسلامي والنظرة إليه مختلفة عن الرؤية العصرية للعلم وأهله، فلم يكن يوما مدار المدح والحمد، بل جاء مربوطا بالعمل، ملزوما به، فلا خير فيمن علموا ولم يعملوا، بل لم يزدهم العلم إلا ضلالا وضياعا.
-أهمية العلم والعمل، ومحورية الإخلاص والاتباع، وكيف صاغت سورة الفاتحة منهما قاعدة أساسية للاهتداء للصراط المستقيم.
-انخراط المسلم الفرد مع جماعته المسلمة واستشعاره اليومي بأنه جزء منهم، وتعويد الدين له وتذكيره بأنه جزء من هذا المجتمع المسلم لا ينساه في دعائه وصلواته بشكل دائم "نعبد-نستعين-اهدنا".
-الدعاء مخ العبادة، ولعل مجيء سورة الفاتحة التي هي من أعظم السور على شكل دعاء فيه اختصار لحقيقة العبادات، التي ما هي إلا بمثابة عمل مقدم يرجو به المرء تحقق أعظم مطالبه ومباغيه "رضا الله".

إنشاد راجح 6 رمضان 1443هـ/7-04-2022م 06:17 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
( اهدنا الصراط المستقيم )

مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة

المجموعة الخامسة:
س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟
- عدد آيات سورة الفاتحة سبع آيات، كما دل على ذلك النص، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: (ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) أن المراد بالسبع المثاني أنها سورة الفاتحة.
- والبسملة آية من القرآن الكريم، لكن اختلف في كونها آية من الفاتحة أم لا، فهى عند أهل العد المكي والعد الكوفي آية من الفاتحة وهو قول مروي عن علي وابن عباس، ولا تعد آية من الفاتحة عند باقي أهل العد،
كما اختاره أبو حنيفة والشافعي وأحمد في رواية عنه.
- وهذا الاختلاف كالاختلاف في اختيار القراءات، فكما أن كل قارئ اختار قراءة يقرأ بها، وصحت أدلته، فلا إنكار على من اختار كونها آية من الفاتحة أم لا، مع الاتفاق على كونها آية من كلام الله عز وجل.

س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟
- الاستعاذة هى الالتجاء إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ به، وقد أمر الله عز وجل بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، ذاكرا عداوته البينة في غير آية، قال الله تعالى: ( ولا تتعبوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)،
وتتأكد الاستعاذة عند قراءة القرآن الكريم، والحكمة من ذلك هو تطهير الفم من لغو الكلام استعدادا لقراءة كلام الله عز وجل، وطلب الحماية من الله لئلا يلبس الشيطان على القارئ قراءته أو يشغله عنها، فإن الشيطان
أحرص ما يكون على صرف القارئ عن قرائته، لأن التدبر في كلام الله يحصل به الهدى.
- والاستعاذة أيضا تتأكد في حالات كوقوع الغضب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟
- هذه المسألة من مسائل الخلاف بين الفقهاء، وهى منفصلة عن مسلة عد البسملة آية من الفاتحة التي مبناها على النقل الصحيح.
- والمسألة الفقهية فيها أربعة أقوال:
- الأول: قراءة البسملة سرا، وهو قول سفيان الثوري، والحكم بن عتيبة، وأبي حنيفة، وأحمد ورواية عن الأوزاعي، وعن أحمد استحباب الجهر بها أحيانا، وهو مروي عن عمر وابن عباس.
- الثاني: عدم قرائتها لا سرا ولا جهرا، وهو قول مالك، وإحدى الروايتين عن الأوزاعي.
- الثالث: استحباب الجهر بها، وهو قول الشافعي.
- الرابع: التخيير بين الجهر والإسرار، وهو قول إسحاق بن راهويه، ورواية ع الحكم بن عتيبة.

والأول أرجح، لورود أحاديث تفيد ذلك، ومنها حديث أنس بن مالك أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فاستفتحوا بـ (الحمد لله رب العالمين). متفق عليه.

- وأما ما روي عن أبي هريرة أنه كان يجهر بها، فلو فرض صحته فيحمل على أحد أمرين، أنه قرأ بها جهرا في مقام تعليم، أو أنها صفة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، كالتنويع بين أدعية الاستفتاح.

س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
- يوم الدين هو يوم القيامة، قال الله تعالى: (وما أدراك ما يوم الدين* ثم ما أدراك ما يوم الدين* يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)، وسمي بيوم الدين لأن الناس يحاسبون فيه ويجاوزن على أعمالهم.
- أما الإضافة فهى على معنيين:
- الأول: على معنى (في)، أي أن الله هو المالك في هذا اليوم ولا مالك فيه سواه.
- الثاني: على معنى (اللام)، أي أن الله هو المالك ليوم الدين.
وكلا الإضافتين تفيدان الحصر، فالله هو المالك وحده في هذا اليوم، وهو المالك ليوم الدين وما فيه من عباد وجزاء، والجمع بين المعنيين يعطى كمالا.

س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟
- الاستعانة طلب العون، والاعتماد على المستعان به في جلب المصالح ودفع المضار، والاستعانة عبادة قلبية تشمل عبادات أخرى كالتوكل والاستعاذة والاستغاثة وغيرهم.
ويكون تحقيق الاستعانة بأمرين:
- الأول: اعتماد القلب على الله بصدق في تحقيق المطلوب، وتفويض الأمر إليه.
- الثاني: اتباع هدى الله، ببذل الممكن من الأسباب التي أرشد الله إليها.
وقدجاء في الحديث: (احرص على ما ينفعك واستع بالل ولا تعجز)، والعجز هو ترك السبب الممكن، وبذلك يتبين لنا عدم نفع استعانة بعض الناس ممن أهمل أحد الأمرين أو كليهما أو أتى بهما على نقص.

س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟
- المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى، كما جاء في حديث عدي بن حاتم الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أحاديث أخر حسن إسنادها.
- أما الحكمة من تمييز الفريقين بوصفين متلازمين، فمن وجوه:
- الأول: أن الله تعالى وصف كل فريق بما يعرف بهحتى صار ذلك بمثابة العلامة التي يعرف بها. وهو خلاصة قول ابن جرير.
- الثاني: أن طباع اليهود وأخلاقهم وأفاعلهم التي كانت منهم نحو رسل الله استوجبت لهم غضبا خاصا، وأن النصارى فكانوا مع بداية كفرهم ضلالا فاستوجب ذلك وصفهم بذلك. وهو خلاصة قول ابن عطية.
- الثالث: اختصاص اليهود بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل. وهو ما ذكره ابن القيم وابن كثير.
- الرابع: التنبيه على سببي سلب نعمة الهداية وهو التعنت والعناد والمشاقة، والإعراض عن العلم والابتداع في الدين.

س7: متى يقول المأموم "آمين"؟
- التأمين هو قول (آمين) أي اللهم استجب، وهو سنة مؤكدة، عند ختم الفاتحة للقارئ والمستمتع في الصلاة وخارجها.
- وقول المأموم لها يدرك من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمن الإمام فأمنوا) وقوله: ( وإذا قال- أي: الإمام- : (ولا الضالين)، فقولوا: (آمين).
ومعنى: إذا أمن الإمام فأمنوا أي: إذا شرع في التأمين، ولا يفهم من الحديث تأخير تأمين المأموم عن تأمين الإمام كما حمله البعض على الظاهر وهو قول مرجوح ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب أحمد.
- ويكون تأمين المأموم موافق لتأمين الإمام، وقد جاء في الحديث: (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، فيكون تأمين المأموم مع الإمام حرصا على موافقة تأمين الملائكة.
- وقال ابن رجب أن هذ هو الموضع الوحيد في الصلاة الذي شُرع فيه للمأموم مقارنة الإمام.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
- أهمية التفكر في معاني الفاتحة واستحضار تلك المعاني في الصلاة، فإنها مما يوجب خشوع القلب.
- أهمية العبادات القلبية كالاستعانة والاستعاذة، وأنها أساس العبادات.
- سورة الفاتحة من السور التي جاء في فضلها آثار صحيحة، وهذا يقتضي مزيد اهتمام بمدارستها.
- الحرص على الوقوف على الآيات واستخراج هدايتها وفوائدها.
* وهو مستفاد من كل آيات السورة.
- التعرف على الله باسمه الرحيم، فمن مظاهر رحمته بعباده أن بين لهم أعداءهم، وعرفهم ما يغضبه من أفعال وصفات ليجتنبوها.
* وهو مستفاد من الاستعاذة، ومن ذكر صفات اليهود والنصارى.
- اتباع أسلوب القرآن في الترغيب والترهيب، فالله عز وجل عرف نفسه الكريمة لعباده بأنه (الرحمن الرحيم) ليعظم رجاءهم ومحبتهم، وأنه (مالك يوم الدين) ليعظم خوفهم.

الحمد لله رب العالمين


منى حامد 13 رمضان 1443هـ/14-04-2022م 06:10 PM

الإجابة:
المجموعة الخامسة:
س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟
الإجابة:
سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القراء والمفسرين منهم الطبري والبغوي والشاطبي، والدليل قوله تعالى: " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ".
اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول علي بن أبي طالب وابن عباس، وهو المعتمد في العدّ المكي والعدّ الكوفي، واختاره الشافعي وأحمد في رواية عنه.
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، ويعدون أنعمت عليهم رأس آية، وهو قول باقي أصحاب العدد، واختاره أبو حنيفة والأوزاعي ومالك وأحمد في رواية عنه.
وموقفنا من اختلاف الرأي في جعل البسملة آية، ما قاله الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: "والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات ا.هـ."
والله أعلم

س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟
الإجابة:
قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}، وقال تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}، وقال تعالى: {قل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}، وهذا أمر من الله بالاستعاذة من الشيطان مطلقا وعند قراءة القرآن خاصة، والحكمة من ذلك أن الشيطان عدو مبين واضح للإنسان، يريد الضلال للإنسان ويريد به الشر، فلا يريد له الانتفاع بالقرآن وشروره متنوعة في كل أمور الإنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه)).، ولا سبيل للعصمة من كيد الشيطان إلا بالاستعاذة بالله والإيمان به والتوكّل عليه.
والله أعلم

س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟
الإجابة:
لا يرتبط أمر الجهر بالبسملة أو لا في الصلاة بكونها تعد آية من الفاتحة أم لا، قال النووي في المجموع: (واعلم أن مسألة الجهر ليست مبنية على مسألة إثبات البسملة لأن جماعة ممن يرى الإسرار بها لا يعتقدونه قرآناً، بل يرونها من سنته كالتعوذ والتأمين، وجماعة ممن يرى الإسرار بها يعتقدونها قرآنا، وإنما أسروا بها وجهر أولئك لما ترجح عند كل فريق من الأخبار والآثار)ا.هـ.
وقد اختلف الفقهاء في الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية على أربعة أقوال:
1) يقرأ بها سراً ولا يجهر بها، وهو قول سفيان الثوري والحكم بن عتيبة وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل ورواية عن الأوزاعي.
2) لا يقرأ بها سراً ولا جهراً ، وهو قول مالك وإحدى الروايتين عن الأوزاعي.
وعن مالك أنه إن شاء قرأ بها في قيام الليل أما في الفرض فلا.
3) يُستحب له أن يجهر بها، وهو قول الشافعي.
4) إن شاء جهر وإن شاء أسرّ، وهو قول إسحاق بن راهويه ورواية عن الحكم بن عتيبة.
والقول الأول أرجح الأقوال وهو قول الجمهور، جاء في الحديث قال أنس بن مالك رضي الله عنه: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكانوا يستفتحون القراءة بـ { الحمد لله رب العالمين } لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول القراءة ولا في آخرها) متفق عليه).
ورُوي الجهر بالبسملة في الصلاة عن أبي هريرة وابن عباس وابن الزبير وجماعة من التابعين، وهو محمول على التعليم أو التنصيص على أن البسملة من الفاتحة.
والله أعلم

س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
الإجابة:
المراد بيوم الدين هو يوم القيامة من غير خلاف بين المسفرين، لأن الله وصفه بــ " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله"،
ومعنى الإضافة في قوله تعالى: "مالك يوم الدين"، إما إضافة على معنى في أي هو المالك في يوم الدين، وإما إضافة على معنى اللام أي هو المالك ليوم الدين، وكلاهما يفيد الحصر، وكلا المعنيان صحيح ويمكن الجمع بينهما.
والله أعلم

س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟
الإجابة:
تحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
- أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه، وتفويض الأمر إليه، والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء.
- والآخر: اتّباع هدى الله تعالى ببذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها، فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فيكون تحقيق الاستعانة بالتبرؤ من الحول والقوة وحسن التوكل على الله في جلب المنافع ودفع الضرر، مع الأخذ بالأسباب.
فنستعين بالله وحده لا شريك له في جميع أمورنا، أولها حق الله وهو العبادة ثم باقي الحقوق والمرادات من جلب منفعة أو دفع ضرر، فالاستعانة أوسع معاني الطلب وهي الاستعاذة والاستغاثة معا فالاستعاذة طلب العون على دفع الضرر والاستغاثة طلب العون على تفريج الكربات وجلب المنافع.
والله أعلم

س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟
الإجابة:
المراد بالمغضوب عليهم اليهود ومن شابه فعلهم أنهم لم يعملوا بما علموا، والمراد بالضالين هم النصارى ومن شابه فعلهم لأنّهم عبدوا الله على جهل، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)).
وقال تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} وهذا بيان أن اليهود مغضوب عليهم، وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق،

الحكمة من تخصيص اليهود بوصف الغضب عليهم، والنصارى بوصف الضلال مع تلازم الوصفين، هناك عدة حكم:
منها وصف كل طائفة بما عرفت به فكانت علامة عليها وهذا قول بن جرير.
ومنها أن أفعال اليهود الشنيعة مثل قتل الأنبياء فلهم غضب خاص بهم، وأن النصارى ضلوا من أول ما كفروا ولم يقع منهم أفعال مثل أفعال اليهود وهذا قول بن عطية.
ومنها أن اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل وهذا قول بن القيم وبن كثير.
ومنها التنبيه على سبب حرمانهم من نعمة الهداية، فمن ترك العمل بما علم استحق حرمانه الهداية غضبا من الله عليه، وأما من أعرض عن العلم الذي شرعه الله حرم وضل من الوصول إليه فابتدع من عنده ما لم يشرع الله.
والله أعلم

س7: متى يقول المأموم "آمين"؟
الإجابة:
التأمين سنة مؤكدة في الصلاة وخارج الصلاة
قال ابن رجب: (روى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: ((إذا أمّن القارئ فأمنوا)) فهذا أمر منه، والأمر أوكد من الفعل)ا.هـ.
يقول المأموم آمين بعد تأمين الإمام، أي إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين، أي قال ولا الضالين وهم بالتأمين وهذا قول جمهور أهل العلم وهنا يتوافق تأمين الإمام والمأموم.
وفي رواية في صحيح البخاري « إذا أمَّن القارئ فأمنوا؛ فإنَّ الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه »، وفي رواية: « إذا قال:{ولا الضالين}فقولوا: آمين »
وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ المأموم يؤمّن بعد تأمين الإمام تمسّكاً بظاهر لفظ "إذا أمّن الإمام فأمّنوا" ، وهو قول مرجوح، ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب الإمام أحمد.
والله أعلم

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
الإجابة:
الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستي لسورة الفاتحة:
- البدء بالبسملة في كل الأمور واستشعار رحمة الله.
- الثناء على الله تعالى بالحمد، فهو سبحانه تعالى أهل الثناء والمجد.
- شكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
- اللجوء لله في كل الأمور، فهو رب العالمين.
- الله الرحمن الرحيم رحمته وسعت كل شيء فلا نيأس في أي شأن قد يبدوا بعيد المنال.
- العمل بالصالحات استعدادا ليوم الدين، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله.
- توحيد العبادة لله تعالى والتبرؤ من الشرك.
- الاستعانة بالله عز وجل في كل أمورنا وأولهم العبادة، والأخذ بالأسباب مع تمام الاعتراف أن لا يكون سبب إلا بأمر الله.
- طلب الهداية من الله تعالى أن يجعلنا نسير على الصراط المستقيم.
- الخوف من أن نكون ممن غضب الله عليهم لعلمهم الحق وعدم اتباعه، أو نكون من الضالين الذين ضلوا عن الهدى وعملوا بما لم يعلموا.
والله أعلم
جزاكم الله خير

صفاء السيد محمد 15 رمضان 1443هـ/16-04-2022م 04:19 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة مختصر تفسير سورة الفاتحة
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة.
ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة صحيحة تدل على أنها أفضل سورة في القرآن، وأنها خير القرآن ،وأنها أم القرآن ،وأنها رقية نافعة ،وأن الصلاة لا تتم إلا بها .
ومن هذه الأحاديث الصحيحة :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم).
حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال:فتلا عليه (الحمدلله رب العالمين).
حديث أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه،فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي،فقال ألم يقل الله تعالى:(استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد،ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت :ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ،قال:(الحمدلله ربر العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟

تحقيق الإستعاذة يكون بأمرين من جمع بينهما كان مستعيذا بالله حقا وهما:
1-التجاء القلب إلى الله وطلب إعاذته بصدق وإخلاص ،واعتقد أن الضر والنفع بيد الله وحده ،وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
2-اتباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه،وذلك ببذل الأسباب التي أمر الله بها ،والإنتهاء عما نهى الله عنه.
س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك.

لا تعد البسملة آية من أول سورة الأحزاب ،وذلك لأن أهل العدد لم يختلفوا في عدم عدها من آيات السور،وإن كانوا يقرأون بها أول كل سورة غير براءة.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية.
س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟

لفظ الرب :هو الجامع لجميع معاني الربوبية ،من الخلق والرزق والإصلاح والرعاية، وهذا له دلائل كثيرة في معاجم اللغة.
والربوبية نوعان:
الأول: ربوبية عامة بالخلق والملك والتدبير وهي لكل المخلوقات.
الثاني:ربوبية خاصة لأولياء الله تعالى بالتوفيق والتسديد والهداية والإصلاح.


س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا
العبادة في اللغة: قال ابن جرير: أصلها الذلة،وتقول العرب طريق معبد أي مذلل وطئته الأقدام ،وقال أبو منصور الأزهري:هي من الطاعة والخضوع.
العبادة في الشرع:لها معاني متعددة وأحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة العبودية إذ قال:العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟

معنى اهدنا:أي وفقنا وأرشدنا لاتباع هداك،وسؤال الهداية يتضمن هداية الإرشاد وهداية التوفيق،فيستطيع تمييز الحق من الباطل ،والطيب من الخبيث،وما يقرب من الله وما يباعد عنه.
مراتب الهداية التي ينبغي للداعي استحضارها:هداية الدلالة والإرشاد، وثمرتها العلم بالحق والبصيرة في الدين، وهداية التوفيق والإلهام وثمرتها إرادة الحق والعمل به.

كل داع له مقصد من دعائه،فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها،ولا يستوي سؤال أهل الإحسان في دعائهم وسؤال المقصرين فيه؛ فما يقوم بقلب العبد عند الدعاء من شهود الاضطرار إلى هداية الله، والإنابة إليه ، وما يصحب ذلك من الخوف والرجاء، والصدق والإخلاص، والتوكل على الله،ذلك من الأعمال القلبية العظيمة التي إذا صاحبت الدعاء كان الداعي أسعد بالإجابة والإثابة.
س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟

التأمين بعد الفاتحة سنة مؤكدة ،حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وقال:(إذا أمن القارئ فأمنوا).
وورد في فضل التأمين احاديث منها:
1- حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ).

2- وحديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: (ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين).

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
1-سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن، وهي أم القرآن، وهي نور لم يؤته نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
2-أفضل الناس هم اللذين أخلصوا العبادة والإستعانة بالله.
الهداية للحق منة من الله تعالى،فكل الناس ضالون إلا من هداهم الله تعالى قال تعالى:(ومن يضلل الله فما له من هاد، ومن يهد الله فما له من مضل).




هيئة التصحيح 4 17 رمضان 1443هـ/18-04-2022م 03:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورة الأمير (المشاركة 410875)

المجموعة السادسة:
س1: ما معنى الاستعاذة؟ وما صيغها؟
هي الالتجاء إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه.
وصيغها:
1-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
2- اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه.
3- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه.
ومن صيغها ما يسبقه تسبيح وحمد وتكبير ثلاث مرات.


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورة الأمير (المشاركة 410875)
[يحسن الاستدلال لكل صيغة]


س2: ما المراد بالبسملة؟ وما معناها باختصار؟
البسملة: هي قول "بسم الله الرحمن الرحيم".
معناها: الباء: للاستعانة والمصاحبة والتبرك. واسم: قيل: مأخوذ من السمو، وقيل: من السمة (العلامة)، والله: الاسم الجامع لأسماء الله وهو أخص أسمائه، ويعني: الإله المعبود ذو الجلال والكمال، المستحق للعبودية. الرحمن: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء. الرحيم: عظيم الرحمة كثيرها.
فيكون المعنى باختصار: أبدأ مستعينا مستصحبا بركة اسم هذا الإله الجامع لصفات الجلال والكمال المعبود الذي يتصف بالرحمة العامة والخاصة.

[ونذكر تقدير متعلق الجار والمجرور]


س3: ما معنى اللام في قول الله تعالى: {الحمد لله }
اللام للاختصاص[نبين أنه على الراجح]، أي: لاختصاص الحمد لله.[ويحسن ذكر معنى الاختصاص]

س4: ما معنى قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين}

أي: نخلص لك العبادة، فنطيع أوامرك محبة وخوفا ورجاء خاضعين لك، لا شريك لك، ونستعينك وحدك على إخلاص العبادة لك وعلى جميع أمورنا.

س5: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}

ذكر في الحكمة عدة تأملات، نذكر منها:
-أن ذلك من باب تقديم الغايات على الوسائل.
-أن ذلك من باب تقديم الألوهية "حيث متعلق إياك نعبد" على الربوبية "حيث متعلق إياك نستعين".
-أنه من باب تقديم قسم الرب الذي هو ثناء عليه على قسم العبد.
-لأن العبادة المطلقة تتضمن الاستعانة، فقدمت لعمومها وتمامها.
-ولأن الاستعانة طلب منه، والعبادة طلب له.
-ولأن العبادة لا تكون إلا من مخلص، والاستعانة قد تكون من غير مخلص.
-ولأن العبادة حقه، وطلب الاستعانة صدقته، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته.
-ولأن العبادة شكر، والله يحب أن يشكر، أما الاستعانة فتوفيقه لك.


س6: بين معنى {لا} في قوله تعالى: {ولا الضالين}

لا هنا: مزيلة للتوهم الذي قد يتوهمه من يظن أن المغضوب عليهم هم الضالين، فكانت وظيفته رفع الإيهام، وتأكيد الاختلاف.

س7: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب و إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟

الحكمة من إسناد الإنعام في قوله "أنعمت" إلى ضمير الخطاب:
-توحيد الرب جل وعلا، وذلك بنسب النعمة إليه سبحانه والإشارة إلى تفضله.
-أن ذلك أبلغ في التوسل إلى الله، فيتوسل بسابق إنعامه سبحانه.
-أنه الأنسب للمناجاة والدعاء.
-أن مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعم ونسب النعمة إليه.
بالمقابل فإنه أبهم ذكر الغاضب؛ ليفيد عظم غضب الله عليهم، والإشارة إلى عموم الغاضبين وكثرتهم، والتعبير بالاسم دون الفعل يدل على تمكن الوصف منهم، كما أن هذا من معهود القرآن في نسب الجود والإحسان لله، وإبهام الغضب والعقوبة تأدبا معه، أو نسبا للمتسبب فيها، وتنزيها لله من أن تنسب الأفعال إليه؛ فيفهم إرادته الشرعية لها، كما أن ذلك أبلغ في التبكيت والإعراض.


س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟

- لطف ربنا ورحمته، حيث يعلمنا ويهدينا لآداب سؤاله، ويوجهنا ويرشدنا لما فيه صلاحنا.
- أن الفاتحة بكل ما في آياتها من ترتيب هي في الحقيقة إرشاد روحي للفرد، يجب أن يسير على وفقه، ومن ذلك:
- الاستعانة بالله أولا وأخيرا واستصحاب معونته هي من المعاني التي لا يجب أن يغفل عنها مسلم.
- استحضار معاني ربوبيته من الرحمة واللطف يجب أن تصاحب المرء، ويستدر بها رحمة مولاه.
- الحمد والشكر أسلوب حياة، كيف لا والمرء غارق في نعم ربه؟
- أن المرء ما بين ترهيب وترغيب، فهذي سورة الفاتحة لا تكاد ترغبك بآية حتى ترهبك بأخرى، وكذا حال المسلم.
- أن مدار الحياة على هاتين "إياك نعبد وإياك نستعين"، ولو أمضى العبد عمره يطلب تحصيلهما لما كان كثيرا في حقهما.
- أن الهداية فضل إلهي عجيب، لا يكتفي المرء منه بدرجة، فتحصيله درجة، والثبات عليه درجة، والترقي فيه درجة، وهكذا المرء في طلب للهداية مستمر.
-أن الدرب يعرف ويستأنس به بمعرفه سالكيه "صراط الذين أنعمت عليهم".
-أهمية معرفة الشر وأهله لاتقاء طرقهم "غير المغضوب عليهم ولا الضالين".
-مرتبة العلم في الدين الإسلامي والنظرة إليه مختلفة عن الرؤية العصرية للعلم وأهله، فلم يكن يوما مدار المدح والحمد، بل جاء مربوطا بالعمل، ملزوما به، فلا خير فيمن علموا ولم يعملوا، بل لم يزدهم العلم إلا ضلالا وضياعا.
-أهمية العلم والعمل، ومحورية الإخلاص والاتباع، وكيف صاغت سورة الفاتحة منهما قاعدة أساسية للاهتداء للصراط المستقيم.
-انخراط المسلم الفرد مع جماعته المسلمة واستشعاره اليومي بأنه جزء منهم، وتعويد الدين له وتذكيره بأنه جزء من هذا المجتمع المسلم لا ينساه في دعائه وصلواته بشكل دائم "نعبد-نستعين-اهدنا".
-الدعاء مخ[هو] العبادة، ولعل مجيء سورة الفاتحة التي هي من أعظم السور على شكل دعاء فيه اختصار لحقيقة العبادات، التي ما هي إلا بمثابة عمل مقدم يرجو به المرء تحقق أعظم مطالبه ومباغيه "رضا الله".




أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
التقدير: (أ+).

هيئة التصحيح 4 17 رمضان 1443هـ/18-04-2022م 05:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح (المشاركة 411073)
بسم الله الرحمن الرحيم
( اهدنا الصراط المستقيم )

مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة

المجموعة الخامسة:
س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟
- عدد آيات سورة الفاتحة سبع آيات، كما دل على ذلك النص، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: (ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) أن المراد بالسبع المثاني أنها سورة الفاتحة.
- والبسملة آية من القرآن الكريم، لكن اختلف في كونها آية من الفاتحة أم لا، فهى عند أهل العد المكي والعد الكوفي آية من الفاتحة وهو قول مروي عن علي وابن عباس، ولا تعد آية من الفاتحة عند باقي أهل العد،
كما اختاره أبو حنيفة والشافعي وأحمد في رواية عنه.
- وهذا الاختلاف كالاختلاف في اختيار القراءات، فكما أن كل قارئ اختار قراءة يقرأ بها، وصحت أدلته، فلا إنكار على من اختار كونها آية من الفاتحة أم لا، مع الاتفاق على كونها آية من كلام الله عز وجل.

س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟
- الاستعاذة هى الالتجاء إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ به، وقد أمر الله عز وجل بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، ذاكرا عداوته البينة في غير آية، قال الله تعالى: ( ولا تتعبوا [ولا تتبعوا]خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)،
وتتأكد الاستعاذة عند قراءة القرآن الكريم، والحكمة من ذلك هو تطهير الفم من لغو الكلام استعدادا لقراءة كلام الله عز وجل، وطلب الحماية من الله لئلا يلبس الشيطان على القارئ قراءته أو يشغله عنها، فإن الشيطان
أحرص ما يكون على صرف القارئ عن قرائته، لأن التدبر في كلام الله يحصل به الهدى.
- والاستعاذة أيضا تتأكد في حالات كوقوع الغضب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟
- هذه المسألة من مسائل الخلاف بين الفقهاء، وهى منفصلة عن مسلة عد البسملة آية من الفاتحة التي مبناها على النقل الصحيح.
- والمسألة الفقهية فيها أربعة أقوال[في الجهر بها في الصلاة الجهرية]:
- الأول: قراءة البسملة سرا، وهو قول سفيان الثوري، والحكم بن عتيبة، وأبي حنيفة، وأحمد ورواية عن الأوزاعي، وعن أحمد استحباب الجهر بها أحيانا، وهو مروي عن عمر وابن عباس.
- الثاني: عدم قرائتها لا سرا ولا جهرا، وهو قول مالك، وإحدى الروايتين عن الأوزاعي.
- الثالث: استحباب الجهر بها، وهو قول الشافعي.
- الرابع: التخيير بين الجهر والإسرار، وهو قول إسحاق بن راهويه، ورواية ع الحكم بن عتيبة.
والأول أرجح، لورود أحاديث تفيد ذلك، ومنها حديث أنس بن مالك أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فاستفتحوا بـ (الحمد لله رب العالمين). متفق عليه.
- وأما ما روي عن أبي هريرة أنه كان يجهر بها، فلو فرض صحته فيحمل على أحد أمرين، أنه قرأ بها جهرا في مقام تعليم، أو أنها صفة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، كالتنويع بين أدعية الاستفتاح.

س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
- يوم الدين هو يوم القيامة، قال الله تعالى: (وما أدراك ما يوم الدين* ثم ما أدراك ما يوم الدين* يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)، وسمي بيوم الدين لأن الناس يحاسبون فيه ويجاوزن على أعمالهم.
- أما الإضافة فهى على معنيين:
- الأول: على معنى (في)، أي أن الله هو المالك في هذا اليوم ولا مالك فيه سواه.
- الثاني: على معنى (اللام)، أي أن الله هو المالك ليوم الدين.
وكلا الإضافتين تفيدان الحصر، فالله هو المالك وحده في هذا اليوم، وهو المالك ليوم الدين وما فيه من عباد وجزاء، والجمع بين المعنيين يعطى كمالا.

س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟
- الاستعانة طلب العون، والاعتماد على المستعان به في جلب المصالح ودفع المضار، والاستعانة عبادة قلبية تشمل عبادات أخرى كالتوكل والاستعاذة والاستغاثة وغيرهم.
ويكون تحقيق الاستعانة بأمرين:
- الأول: اعتماد القلب على الله بصدق في تحقيق المطلوب، وتفويض الأمر إليه.
- الثاني: اتباع هدى الله، ببذل الممكن من الأسباب التي أرشد الله إليها.
وقدجاء في الحديث: (احرص على ما ينفعك واستع بالل ولا تعجز)، والعجز هو ترك السبب الممكن، وبذلك يتبين لنا عدم نفع استعانة بعض الناس ممن أهمل أحد الأمرين أو كليهما أو أتى بهما على نقص.

س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟
- المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى، كما جاء في حديث عدي بن حاتم الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أحاديث أخر حسن إسنادها.
- أما الحكمة من تمييز الفريقين بوصفين متلازمين، فمن وجوه:
- الأول: أن الله تعالى وصف كل فريق بما يعرف بهحتى صار ذلك بمثابة العلامة التي يعرف بها. وهو خلاصة قول ابن جرير.
- الثاني: أن طباع اليهود وأخلاقهم وأفاعلهم التي كانت منهم نحو رسل الله استوجبت لهم غضبا خاصا، وأن النصارى فكانوا مع بداية كفرهم ضلالا فاستوجب ذلك وصفهم بذلك. وهو خلاصة قول ابن عطية.
- الثالث: اختصاص اليهود بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل. وهو ما ذكره ابن القيم وابن كثير.
- الرابع: التنبيه على سببي سلب نعمة الهداية وهو التعنت والعناد والمشاقة، والإعراض عن العلم والابتداع في الدين.

س7: متى يقول المأموم "آمين"؟
- التأمين هو قول (آمين) أي اللهم استجب، وهو سنة مؤكدة، عند ختم الفاتحة للقارئ والمستمتع في الصلاة وخارجها.
- وقول المأموم لها يدرك من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمن الإمام فأمنوا) وقوله: ( وإذا قال- أي: الإمام- : (ولا الضالين)، فقولوا: (آمين).
ومعنى: إذا أمن الإمام فأمنوا أي: إذا شرع في التأمين، ولا يفهم من الحديث تأخير تأمين المأموم عن تأمين الإمام كما حمله البعض على الظاهر وهو قول مرجوح ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب أحمد.
- ويكون تأمين المأموم موافق لتأمين الإمام، وقد جاء في الحديث: (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، فيكون تأمين المأموم مع الإمام حرصا على موافقة تأمين الملائكة.
- وقال ابن رجب أن هذ هو الموضع الوحيد في الصلاة الذي شُرع فيه للمأموم مقارنة الإمام.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
- أهمية التفكر في معاني الفاتحة واستحضار تلك المعاني في الصلاة، فإنها مما يوجب خشوع القلب.
- أهمية العبادات القلبية كالاستعانة والاستعاذة، وأنها أساس العبادات.
- سورة الفاتحة من السور التي جاء في فضلها آثار صحيحة، وهذا يقتضي مزيد اهتمام بمدارستها.
- الحرص على الوقوف على الآيات واستخراج هدايتها وفوائدها.
* وهو مستفاد من كل آيات السورة.
- التعرف على الله باسمه الرحيم، فمن مظاهر رحمته بعباده أن بين لهم أعداءهم، وعرفهم ما يغضبه من أفعال وصفات ليجتنبوها.
* وهو مستفاد من الاستعاذة، ومن ذكر صفات اليهود والنصارى.
- اتباع أسلوب القرآن في الترغيب والترهيب، فالله عز وجل عرف نفسه الكريمة لعباده بأنه (الرحمن الرحيم) ليعظم رجاءهم ومحبتهم، وأنه (مالك يوم الدين) ليعظم خوفهم.

الحمد لله رب العالمين





أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
التقدير: (أ+).

هيئة التصحيح 4 17 رمضان 1443هـ/18-04-2022م 06:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد (المشاركة 411522)
الإجابة:
المجموعة الخامسة:
س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟
الإجابة:
سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القراء والمفسرين منهم الطبري والبغوي والشاطبي، والدليل قوله تعالى: " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ".
اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول علي بن أبي طالب وابن عباس، وهو المعتمد في العدّ المكي والعدّ الكوفي، واختاره الشافعي وأحمد في رواية عنه.
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، ويعدون أنعمت عليهم رأس آية، وهو قول باقي أصحاب العدد، واختاره أبو حنيفة والأوزاعي ومالك وأحمد في رواية عنه.
وموقفنا من اختلاف الرأي في جعل البسملة آية، ما قاله الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: "والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات ا.هـ."
والله أعلم

س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟
الإجابة:
قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}، وقال تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}، وقال تعالى: {قل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}، وهذا أمر من الله بالاستعاذة من الشيطان مطلقا وعند قراءة القرآن خاصة، والحكمة من ذلك أن الشيطان عدو مبين واضح للإنسان، يريد الضلال للإنسان ويريد به الشر، فلا يريد له الانتفاع بالقرآن وشروره متنوعة في كل أمور الإنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه)).، ولا سبيل للعصمة من كيد الشيطان إلا بالاستعاذة بالله والإيمان به والتوكّل عليه.
والله أعلم

س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟
الإجابة:
لا يرتبط أمر الجهر بالبسملة أو لا في الصلاة بكونها تعد آية من الفاتحة أم لا، قال النووي في المجموع: (واعلم أن مسألة الجهر ليست مبنية على مسألة إثبات البسملة لأن جماعة ممن يرى الإسرار بها لا يعتقدونه قرآناً، بل يرونها من سنته كالتعوذ والتأمين، وجماعة ممن يرى الإسرار بها يعتقدونها قرآنا، وإنما أسروا بها وجهر أولئك لما ترجح عند كل فريق من الأخبار والآثار)ا.هـ.
وقد اختلف الفقهاء في الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية على أربعة أقوال:
1) يقرأ بها سراً ولا يجهر بها، وهو قول سفيان الثوري والحكم بن عتيبة وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل ورواية عن الأوزاعي.
2) لا يقرأ بها سراً ولا جهراً ، وهو قول مالك وإحدى الروايتين عن الأوزاعي.
وعن مالك أنه إن شاء قرأ بها في قيام الليل أما في الفرض فلا.
3) يُستحب له أن يجهر بها، وهو قول الشافعي.
4) إن شاء جهر وإن شاء أسرّ، وهو قول إسحاق بن راهويه ورواية عن الحكم بن عتيبة.
والقول الأول أرجح الأقوال وهو قول الجمهور، جاء في الحديث قال أنس بن مالك رضي الله عنه: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكانوا يستفتحون القراءة بـ { الحمد لله رب العالمين } لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول القراءة ولا في آخرها) متفق عليه).
ورُوي الجهر بالبسملة في الصلاة عن أبي هريرة وابن عباس وابن الزبير وجماعة من التابعين، وهو محمول على التعليم أو التنصيص على أن البسملة من الفاتحة.
والله أعلم

س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
الإجابة:
المراد بيوم الدين هو يوم القيامة من غير خلاف بين المسفرين، لأن الله وصفه بــ " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله"،
ومعنى الإضافة في قوله تعالى: "مالك يوم الدين"، إما إضافة على معنى في أي هو المالك في يوم الدين، وإما إضافة على معنى اللام أي هو المالك ليوم الدين، وكلاهما يفيد الحصر، وكلا المعنيان صحيح ويمكن الجمع بينهما.
والله أعلم

س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟
الإجابة:
تحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
- أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه، وتفويض الأمر إليه، والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء.
- والآخر: اتّباع هدى الله تعالى ببذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها، فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فيكون تحقيق الاستعانة بالتبرؤ من الحول والقوة وحسن التوكل على الله في جلب المنافع ودفع الضرر، مع الأخذ بالأسباب.
فنستعين بالله وحده لا شريك له في جميع أمورنا، أولها حق الله وهو العبادة ثم باقي الحقوق والمرادات من جلب منفعة أو دفع ضرر، فالاستعانة أوسع معاني الطلب وهي الاستعاذة والاستغاثة معا فالاستعاذة طلب العون على دفع الضرر والاستغاثة طلب العون على تفريج الكربات وجلب المنافع.
والله أعلم

س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟
الإجابة:
المراد بالمغضوب عليهم اليهود ومن شابه فعلهم أنهم لم يعملوا بما علموا، والمراد بالضالين هم النصارى ومن شابه فعلهم لأنّهم عبدوا الله على جهل، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)).
وقال تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} وهذا بيان أن اليهود مغضوب عليهم، وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق،

الحكمة من تخصيص اليهود بوصف الغضب عليهم، والنصارى بوصف الضلال مع تلازم الوصفين، هناك عدة حكم:
منها وصف كل طائفة بما عرفت به فكانت علامة عليها وهذا قول بن جرير.
ومنها أن أفعال اليهود الشنيعة مثل قتل الأنبياء فلهم غضب خاص بهم، وأن النصارى ضلوا من أول ما كفروا ولم يقع منهم أفعال مثل أفعال اليهود وهذا قول بن عطية.
ومنها أن اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل وهذا قول بن القيم وبن كثير.
ومنها التنبيه على سبب حرمانهم من نعمة الهداية، فمن ترك العمل بما علم استحق حرمانه الهداية غضبا من الله عليه، وأما من أعرض عن العلم الذي شرعه الله حرم وضل من الوصول إليه فابتدع من عنده ما لم يشرع الله.
والله أعلم

س7: متى يقول المأموم "آمين"؟
الإجابة:
التأمين سنة مؤكدة في الصلاة وخارج الصلاة
قال ابن رجب: (روى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: ((إذا أمّن القارئ فأمنوا)) فهذا أمر منه، والأمر أوكد من الفعل)ا.هـ.
يقول المأموم آمين بعد تأمين الإمام، أي إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين، أي قال ولا الضالين وهم بالتأمين وهذا قول جمهور أهل العلم وهنا يتوافق تأمين الإمام والمأموم.
وفي رواية في صحيح البخاري « إذا أمَّن القارئ فأمنوا؛ فإنَّ الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه »، وفي رواية: « إذا قال:{ولا الضالين}فقولوا: آمين »
وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ المأموم يؤمّن بعد تأمين الإمام تمسّكاً بظاهر لفظ "إذا أمّن الإمام فأمّنوا" ، وهو قول مرجوح، ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب الإمام أحمد.
والله أعلم

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
الإجابة:
الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستي لسورة الفاتحة:
- البدء بالبسملة في كل الأمور واستشعار رحمة الله.
- الثناء على الله تعالى بالحمد، فهو سبحانه تعالى أهل الثناء والمجد.
- شكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
- اللجوء لله في كل الأمور، فهو رب العالمين.
- الله الرحمن الرحيم رحمته وسعت كل شيء فلا نيأس في أي شأن قد يبدوا بعيد المنال.
- العمل بالصالحات استعدادا ليوم الدين، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله.
- توحيد العبادة لله تعالى والتبرؤ من الشرك.
- الاستعانة بالله عز وجل في كل أمورنا وأولهم العبادة، والأخذ بالأسباب مع تمام الاعتراف أن لا يكون سبب إلا بأمر الله.
- طلب الهداية من الله تعالى أن يجعلنا نسير على الصراط المستقيم.
- الخوف من أن نكون ممن غضب الله عليهم لعلمهم الحق وعدم اتباعه، أو نكون من الضالين الذين ضلوا عن الهدى وعملوا بما لم يعلموا.
والله أعلم
جزاكم الله خير


أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
التقدير: (أ+).

هيئة التصحيح 4 22 رمضان 1443هـ/23-04-2022م 05:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء السيد محمد (المشاركة 411632)
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة مختصر تفسير سورة الفاتحة
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة.
ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة صحيحة تدل على أنها أفضل سورة في القرآن، وأنها خير القرآن ،وأنها أم القرآن ،وأنها رقية نافعة ،وأن الصلاة لا تتم إلا بها .
ومن هذه الأحاديث الصحيحة :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم).
حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال:فتلا عليه (الحمدلله رب العالمين).
حديث أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه،فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي،فقال ألم يقل الله تعالى:(استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد،ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت :ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ،قال:(الحمدلله ربر العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تحقيق الإستعاذة يكون بأمرين من جمع بينهما كان مستعيذا بالله حقا وهما:
1-التجاء القلب إلى الله وطلب إعاذته بصدق وإخلاص ،واعتقد أن الضر والنفع بيد الله وحده ،وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
2-اتباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه،وذلك ببذل الأسباب التي أمر الله بها ،والإنتهاء عما نهى الله عنه.
س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك.

لا تعد البسملة آية من أول سورة الأحزاب ،وذلك لأن أهل العدد لم يختلفوا في عدم عدها من آيات السور،وإن كانوا يقرأون بها أول كل سورة غير براءة.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية.
[ونذكر الدليل على ذلك، ونبين سبب الخلاف]

س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟

لفظ الرب :هو الجامع لجميع معاني الربوبية ،من الخلق والرزق والإصلاح والرعاية، وهذا له دلائل كثيرة في معاجم اللغة.
والربوبية نوعان:
الأول: ربوبية عامة بالخلق والملك والتدبير وهي لكل المخلوقات.
الثاني:ربوبية خاصة لأولياء الله تعالى بالتوفيق والتسديد والهداية والإصلاح.


س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا
العبادة في اللغة: قال ابن جرير: أصلها الذلة،وتقول العرب طريق معبد أي مذلل وطئته الأقدام ،وقال أبو منصور الأزهري:هي من الطاعة والخضوع.
العبادة في الشرع:لها معاني متعددة وأحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة العبودية إذ قال:العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟

معنى اهدنا:أي وفقنا وأرشدنا لاتباع هداك،وسؤال الهداية يتضمن هداية الإرشاد وهداية التوفيق،فيستطيع تمييز الحق من الباطل ،والطيب من الخبيث،وما يقرب من الله وما يباعد عنه.
مراتب الهداية التي ينبغي للداعي استحضارها:هداية الدلالة والإرشاد، وثمرتها العلم بالحق والبصيرة في الدين، وهداية التوفيق والإلهام وثمرتها إرادة الحق والعمل به.

كل داع له مقصد من دعائه،فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها،ولا يستوي سؤال أهل الإحسان في دعائهم وسؤال المقصرين فيه؛ فما يقوم بقلب العبد عند الدعاء من شهود الاضطرار إلى هداية الله، والإنابة إليه ، وما يصحب ذلك من الخوف والرجاء، والصدق والإخلاص، والتوكل على الله،ذلك من الأعمال القلبية العظيمة التي إذا صاحبت الدعاء كان الداعي أسعد بالإجابة والإثابة.
س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟

التأمين بعد الفاتحة سنة مؤكدة [داخل الصلاة وخارجها] ،حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وقال:(إذا أمن القارئ فأمنوا).
وورد في فضل التأمين احاديث منها: [تدل على أنه من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء]
1- حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ).

2- وحديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: (ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين).

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
1-سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن، وهي أم القرآن، وهي نور لم يؤته نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
2-أفضل الناس هم اللذين أخلصوا العبادة والإستعانة بالله.
الهداية للحق منة من الله تعالى،فكل الناس ضالون إلا من هداهم الله تعالى قال تعالى:(ومن يضلل الله فما له من هاد، ومن يهد الله فما له من مضل).
[سورة الفاتحة تضمنت الكثير من الفوائد السلوكية التي يحسن ذكرها ولعلك تنظرين في إجابات الطالبات والاستفادة منها]

أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
التقدير: (أ).

شيرين العديلي 22 رمضان 1443هـ/23-04-2022م 03:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة


المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
اختلف العلماء في معنى تسميتها بالمثاني على عدة أقوال:
القول الأول: لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة، وبه قال عمر بن الخطاب والبصري وقتادة وابن عباس، وهو قول جمهور العلماء.
القول الثاني: أنها كانت استثناء للنبي صلى الله عليه وسلَّم ولم يؤتها أحداً قبله، وبه قال ابن جرير وجماعة من المفسّرين.
القول الثالث: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين
القول الرابع: بمعنى ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ من المُثنّى الدالّ على اثنين، كالمعاني المتقابلة ( الجنة والنار، الهدى والضلال، الثواب والعقاب...الخ)
وهو مأخوذ من معنى وصف القرآن كله في قوله تعالى: ( كتاباً متشابهاً مثاني)

**************************************

س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
لغة: مشتق من شَطَنَ وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر، يقال (نوىً شطون) أي بعيدة شاقّة.
وقال الفراهيدي: (الشيطان فَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ).
معنى وصف الشيطان بأنه "رجيم"
الرجم في اللغة يعني الرمي بالشرّ وبكل ما هو ضار ومؤذٍ، ويكون حسيا أو معنوياً.
فالرجم (الحسي): مثل الرجم بالحجارة، ورجم الشياطين بالشهب.
وأما الرجم ( المعنوي): مثل الرجم بالسبّ والشتم والقذف والتخرّص.

وفي معنى الرجيم قولان:
أحدهما: أنه بمعنى مرجوم، كما يقال: لَعِين بمعنى ملعون، وقتيل بمعنى مقتول.
والقول الآخر: أنه بمعنى راجم، أي يرجم الناس بالوساوس والربائث.
قال ابن كثير: (وقيل: رجيم بمعنى راجم؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث والأول أشهر).
والربائث جمع ربيثة وهي ما يحبس المرء عن حاجته ويثنيه عن القيام بمصالحه.
والقولان صحيحان في المعنى إذ أن الشيطان هو رجيم مذموم وهي صفة ملازمة له، وهذا أقصى ما يكون في التحقير والذل والمهانة.
وهو كذلك راجم لأتباعه وأعوانه عن طريق فتنتهم وتزيين الباطل لهم وأغوائهم عن طريق الحق.

**************************************

س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى، وله تضاف الأسماء الحسنى فنقول الرحمن الرحيم من أسماء الله ولا نقول الله من أسماء الرحمن مثلا، ودليله قول الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى)
قال أبو سليمان الخطابي: (وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، قد قبض الله عنه الألسن؛ فلم يُدْعَ به شيء سواه)ا.هـ.
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ قال ابن القيّم رحمه لله: اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى
ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّن واللزوم دلالة ظاهرة؛ فإنّ هذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، ويستلزم كمال ملكه وتدبيره.
والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه لا في السماء ولا في الأرض، كما قال تعالى(وهو الله في السموات وفي الأرض)
والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المحبة العظيمة، ولا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، حتى لا يقع في الشرك. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).
الأمر الثاني: التعظيم والإجلال لخالقه
الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد لله الخالق.

**************************************

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
عندما ذكر (الرحمن الرحيم) في البسملة، كان المقصد منها هو التبرك باسم الله تعالى والاستعانة به لفهم الايات وتدبرها، إذ أن ذلك لا يتحقق إلا برحمة من الله ورجاؤه به لتحقيق هذا الهدف.
أما ذكر (الرحمن الرحيم) في أول السورة بعد (الحمدلله رب العالمين)، فكان مقصدها أن الله هو رب العالمين جميعا وأن رحمته وسعتهم ووسعت كل شيء، أي أن الله عظيم الرحمة، فكانت هذه الآيات بمثابة الثناء على رب العزة ومقدمة لما سيأس عنه في السورة.

**************************************

س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}
لنتعرف أولا على معنى متعلق الاستعانة: أي ما يُستعان الله تعالى عليه، إذن هنا لدينا 3 عناصر:
الاستعانة وهي الفعل
المستعان به: وهو الله تعالى
والمستعان عليه لم يذكر في الايات.
وللعلماء في متعلق المستعان عليه قولان:
الأول: نستعينك على عبادتك؛ لتقدّم ذكرها.
الثاني: نستعينك على قضاء حوائجنا، وجميع شؤوننا؛ فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك.
والصواب الجمع بين المعنيين؛ فكان حذا المتعلق هو ليشمل كل ما يستعان بالله عليه سواء عبادات أو حاجات العباد في دينه ودنياه،
روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها). أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم.

**************************************

س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟
الصراط لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
وأصل الصاد فيها سيناً، حيث نَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم.
ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.
واختلفت العرب في نظقها فبعضهم قرأها سراط (قراءة ابن كثير المكي) وبعضهم أشم الصاد صوت الزاي فقرأها كقراءة حمزة وأما قراءة أبي عمرو فقرأها بالزاي خالصة وقد رُسمت في المصحف صاداً على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها.
وإنما اختير لفظ "الصراط" على غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها لحِكَمٌ ودلائل.

المراد بالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته، ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛
وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم ودخل النار والعياذ بالله.
ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عن حدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط.
وبهذا يتبيّن أنَّ السالكين للصراط المستقيم يتفاضلون في سلوكهم تفاضلاً كبيراً من أوجه متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفي الاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم.
وقد اختلف السلف في المراد بالسراط المستقيم على عدة أقوال أذكرها مختصرة:
القول الأول: دين الإسلام، وبه قال جابر والضحاك عن ابن عباس، وهو قول جمهور المفسّرين.
والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وبه قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وبه قال ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر، رواه ابن أبي حاتم.
فهذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم.
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

**************************************

س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه » يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ».
وهذا يوضح الرأي الراجح للعلماء في معنى التأمين أن المراد به هو موافقة تأمين الملائكة (وهم فئة مختصة بهذا العمل) أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأن يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذا قال الإمام: {ولا الضالّين}.
لكن هناك قول آخر للعلماء -وهو ليس مقدم لأن فيه تفسير للنص على غير ظاهره- وهو مستند إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :: « إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام».وقوله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: « أكثروا الصلاة علي، فإن الله وكل بي ملكا عند قبري، فإذا صلّى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة».
فهؤلاء ملائكة موكّلون بأمر السلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثلهم ملائكة مختصون لطلب الذكر...
لكن الأقرب لدلالة النصوص أنّهم ملائكة موكلون بالتأمين، وقد دلّ نصّ الحديث على أنّ ملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فنُجْري الخبرَ على ظاهره ، ونعتقد صحّته، ولا نجاوز في تفسيره ما دلّ عليه ظاهر النصّ.

**************************************

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
• توحيد الله عز وجلّ بأنواعه الثلاثة: توحيد الألوهية (الحمد لله) و (إياك نعبد) وتوحيد الربوبية (رب العالمين) و (إياك نستعين) وتوحيد الأسماء والصفات (الرحمن الرحيم) (مالك يوم الدين).
• الإيمان باليوم الآخر: وأكثر ما يقترن مع الإيمان بالله وتوحيده هو الإيمان باليوم الآخر في قوله (مالك يوم الدين) فالدين هو الجزاء والحساب وهو يوم القيامة.
• حمد الله وشكره والثناء عليه وهذا هو أعظم ما تقرب به العباد إلى ربهم سبحانه وتعالى
• تُفرّق سورة الفاتحة بين لفظي الله والإله؛ فاسم الله مخصوص به وحده سبحانه، فهو اسم للذات القدسية العليا، ولا يتصف بها إلا المستحق للعبادة بحق، أما الإله فلفظ يُطلق على من يُعبد على حق أو على باطل.
• نستخلص من سورة الفاتحة أن الدين ملخّص في قول الله عز وجلّ (إياك نعبد وإياك نستعين) كل الدين، الصلاة من إياك نعبد والزكاة من إياك نعبد والصوم من إياك نعبد والحج من إياك نعبد والذكر من إياك نعبد. والبيع والشراء والجهاد في سبيل الله والنكاح والقضاء والحدود وغيرها من (إياك نستعين) كلنا بحاجة أن نستعين بالله عز وجلّ في بيعنا وشرائنا وسعينا
• ان تكرار لفظ الرحمن الرحيم يقتضي النظر إلى سياق الايات ومناسبة كل منها في موضعها.
• أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: { رب العالمين } تبعها بقوله تعالى: { الرحمن الرحيم }.
• إسناد النعمة إلى الله تعالى وحده في هداية الذين أنعم عليهم؛ لأنها فضل محض من الله



والله الموفق؛؛؛

هيئة التصحيح 2 8 شوال 1443هـ/9-05-2022م 04:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرين العديلي (المشاركة 411990)
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة


المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
اختلف العلماء في معنى تسميتها بالمثاني على عدة أقوال:
القول الأول: لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة، وبه قال عمر بن الخطاب والبصري وقتادة وابن عباس، وهو قول جمهور العلماء.
القول الثاني: أنها كانت استثناء للنبي صلى الله عليه وسلَّم ولم يؤتها أحداً قبله، وبه قال ابن جرير وجماعة من المفسّرين.
القول الثالث: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين
القول الرابع: بمعنى ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ من المُثنّى الدالّ على اثنين، كالمعاني المتقابلة ( الجنة والنار، الهدى والضلال، الثواب والعقاب...الخ)
وهو مأخوذ من معنى وصف القرآن كله في قوله تعالى: ( كتاباً متشابهاً مثاني)
السبع المثاني لقب مركب من جزأين يحسن البدء ببيان المراد من الجزء الأول منه وهو تسميتها بالسبع؛ ويعود ذلك لعدد آياتها، ثم نكمل بيان المراد بالجزء الثاني كما فعلتِ سددكِ الله.
**************************************

س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
لغة: مشتق من شَطَنَ وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر، يقال (نوىً شطون) أي بعيدة شاقّة.
وقال الفراهيدي: (الشيطان فَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ).
معنى وصف الشيطان بأنه "رجيم"
الرجم في اللغة يعني الرمي بالشرّ وبكل ما هو ضار ومؤذٍ، ويكون حسيا أو معنوياً.
فالرجم (الحسي): مثل الرجم بالحجارة، ورجم الشياطين بالشهب.
وأما الرجم ( المعنوي): مثل الرجم بالسبّ والشتم والقذف والتخرّص.

وفي معنى الرجيم قولان:
أحدهما: أنه بمعنى مرجوم، كما يقال: لَعِين بمعنى ملعون، وقتيل بمعنى مقتول.
والقول الآخر: أنه بمعنى راجم، أي يرجم الناس بالوساوس والربائث.
قال ابن كثير: (وقيل: رجيم بمعنى راجم؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث والأول أشهر).
والربائث جمع ربيثة وهي ما يحبس المرء عن حاجته ويثنيه عن القيام بمصالحه.
والقولان صحيحان في المعنى إذ أن الشيطان هو رجيم مذموم وهي صفة ملازمة له، وهذا أقصى ما يكون في التحقير والذل والمهانة.
وهو كذلك راجم لأتباعه وأعوانه عن طريق فتنتهم وتزيين الباطل لهم وأغوائهم عن طريق الحق.

**************************************

س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى، وله تضاف الأسماء الحسنى فنقول الرحمن الرحيم من أسماء الله ولا نقول الله من أسماء الرحمن مثلا، ودليله قول الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى)
قال أبو سليمان الخطابي: (وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، قد قبض الله عنه الألسن؛ فلم يُدْعَ به شيء سواه)ا.هـ.
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ قال ابن القيّم رحمه لله: اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى
ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّن واللزوم دلالة ظاهرة؛ فإنّ هذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، ويستلزم كمال ملكه وتدبيره.
والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه لا في السماء ولا في الأرض، كما قال تعالى(وهو الله في السموات وفي الأرض)
والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المحبة العظيمة، ولا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، حتى لا يقع في الشرك. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).
الأمر الثاني: التعظيم والإجلال لخالقه
الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد لله الخالق.

**************************************

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟
عندما ذكر (الرحمن الرحيم) في البسملة، كان المقصد منها هو التبرك باسم الله تعالى والاستعانة به لفهم الايات وتدبرها، إذ أن ذلك لا يتحقق إلا برحمة من الله ورجاؤه به لتحقيق هذا الهدف.
أما ذكر (الرحمن الرحيم) في أول السورة بعد (الحمدلله رب العالمين)، فكان مقصدها أن الله هو رب العالمين جميعا وأن رحمته وسعتهم ووسعت كل شيء، أي أن الله عظيم الرحمة، فكانت هذه الآيات بمثابة الثناء على رب العزة ومقدمة لما سيأتي عنه في السورة.

**************************************

س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}
لنتعرف أولا على معنى متعلق الاستعانة: أي ما يُستعان الله تعالى عليه، إذن هنا لدينا 3 عناصر:
الاستعانة وهي الفعل
المستعان به: وهو الله تعالى
والمستعان عليه لم يذكر في الايات.
وللعلماء في متعلق المستعان عليه قولان:
الأول: نستعينك على عبادتك؛ لتقدّم ذكرها.
الثاني: نستعينك على قضاء حوائجنا، وجميع شؤوننا؛ فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك.
والصواب الجمع بين المعنيين؛ فكان حذا المتعلق هو ليشمل كل ما يستعان بالله عليه سواء عبادات أو حاجات العباد في دينه ودنياه،
روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها). أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم.

**************************************

س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟
الصراط لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
وأصل الصاد فيها سيناً، حيث نَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم.
ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.
واختلفت العرب في نظقها فبعضهم قرأها سراط (قراءة ابن كثير المكي) وبعضهم أشم الصاد صوت الزاي فقرأها كقراءة حمزة وأما قراءة أبي عمرو فقرأها بالزاي خالصة وقد رُسمت في المصحف صاداً على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها.
وإنما اختير لفظ "الصراط" على غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها لحِكَمٌ ودلائل.

المراد بالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته، ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛
وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم ودخل النار والعياذ بالله.
ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عن حدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط.
وبهذا يتبيّن أنَّ السالكين للصراط المستقيم يتفاضلون في سلوكهم تفاضلاً كبيراً من أوجه متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفي الاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم.
وقد اختلف السلف في المراد بالسراط المستقيم على عدة أقوال أذكرها مختصرة:
القول الأول: دين الإسلام، وبه قال جابر والضحاك عن ابن عباس، وهو قول جمهور المفسّرين.
والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وبه قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وبه قال ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر، رواه ابن أبي حاتم.
فهذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم.
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.

**************************************

س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه » يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ».
وهذا يوضح الرأي الراجح للعلماء في معنى التأمين أن المراد به هو موافقة تأمين الملائكة (وهم فئة مختصة بهذا العمل) أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأن يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذا قال الإمام: {ولا الضالّين}.
لكن هناك قول آخر للعلماء -وهو ليس مقدم لأن فيه تفسير للنص على غير ظاهره- وهو مستند إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :: « إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام».وقوله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: « أكثروا الصلاة علي، فإن الله وكل بي ملكا عند قبري، فإذا صلّى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة».
فهؤلاء ملائكة موكّلون بأمر السلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثلهم ملائكة مختصون لطلب الذكر...
لكن الأقرب لدلالة النصوص أنّهم ملائكة موكلون بالتأمين، وقد دلّ نصّ الحديث على أنّ ملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فنُجْري الخبرَ على ظاهره ، ونعتقد صحّته، ولا نجاوز في تفسيره ما دلّ عليه ظاهر النصّ.

**************************************

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
• توحيد الله عز وجلّ بأنواعه الثلاثة: توحيد الألوهية (الحمد لله) و (إياك نعبد) وتوحيد الربوبية (رب العالمين) و (إياك نستعين) وتوحيد الأسماء والصفات (الرحمن الرحيم) (مالك يوم الدين).
• الإيمان باليوم الآخر: وأكثر ما يقترن مع الإيمان بالله وتوحيده هو الإيمان باليوم الآخر في قوله (مالك يوم الدين) فالدين هو الجزاء والحساب وهو يوم القيامة.
• حمد الله وشكره والثناء عليه وهذا هو أعظم ما تقرب به العباد إلى ربهم سبحانه وتعالى
• تُفرّق سورة الفاتحة بين لفظي الله والإله؛ فاسم الله مخصوص به وحده سبحانه، فهو اسم للذات القدسية العليا، ولا يتصف بها إلا المستحق للعبادة بحق، أما الإله فلفظ يُطلق على من يُعبد على حق أو على باطل.
• نستخلص من سورة الفاتحة أن الدين ملخّص في قول الله عز وجلّ (إياك نعبد وإياك نستعين) كل الدين، الصلاة من إياك نعبد والزكاة من إياك نعبد والصوم من إياك نعبد والحج من إياك نعبد والذكر من إياك نعبد. والبيع والشراء والجهاد في سبيل الله والنكاح والقضاء والحدود وغيرها من (إياك نستعين) كلنا بحاجة أن نستعين بالله عز وجلّ في بيعنا وشرائنا وسعينا
• ان تكرار لفظ الرحمن الرحيم يقتضي النظر إلى سياق الايات ومناسبة كل منها في موضعها.
• أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: { رب العالمين } تبعها بقوله تعالى: { الرحمن الرحيم }.
• إسناد النعمة إلى الله تعالى وحده في هداية الذين أنعم عليهم؛ لأنها فضل محض من الله



والله الموفق؛؛؛

أحسنتِ أحسن الله إليكِ وزادكِ علما.
الدرجة:أ+

هيثم محمد 21 شوال 1443هـ/22-05-2022م 02:23 PM

المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.

1. فاتحة الكتاب: سميت بهذا الاسم لأنها أول ما يستفتح ويبدأ به الكتاب، وهو أكثر الأسماء ورودا في الأحاديث والآثار الصحيحة
2. فاتحة القرآن: لأنها أول ما يقرأ من القرآن في الصلاة، وأول ما يقرأ من القرآن لمن أراد القراءة من أوله.
3. أم القرآن: لاحتوائها على مقاصد القرآن وأصول معانيه، وسائر السور بيان لهذه المعاني، وقيل: لتقدمها في الكتاب والصلاة، لكون العرب تسمي المقدم أما، لأن ما خلفه يؤمه.
4. الحمد لله رب العالمين: من تسمية السورة بأولها، كـ عم يتساءلون، وقد أفلح المؤمنون.
5. القرآن العظيم: كما في الحديث (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) وهذا يرجع إلى أن العظيم صفة مقيدة، وإطلاق لفظ القرآن على بعض آياته من باب لإطلاق الكل على الجزء.

س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟

اختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال:
الأول: سنة في الصلاة وخارجها، وهو قول جمهور أهل العلم، وهو الراجح
الثاني: لا استعاذة في صلاة الفريضة، وجائزة في النافلة وفي غير الصلاة، وهو المشهور عن الإمام مالك.
الثالث: أنها واجبة، ويُنسب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري.

وتكون الاستعاذة قبل القراءة كما هو قول جمهور العلماء، وهو ترجيح ابن جرير واختيار ابن تيمية، وقال ابن الجزري: (هو قبل القراءة إجماعاً ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله)
لأن العرب تطلق الفعل على مقاربته، كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن ابن أم مكتوم كان لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
ولا يصح ما نُسب إلى الإمام مالك وحمزة الزيات بأن الاستعاذة بعد القراءة، استدلالا بظاهر قول الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}

س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
اختلف اللغويون في معنى الباء في {بسم الله الرحمن الرحيم} على أقوال أصحها أربعة:
الأول: للاستعانة، وهو قول أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وجماعة من المفسّرين.
الثاني: لابتداء، وهو قول الفراء وابن قتيبة وثعلب وجماعة.
الثالث: للمصاحبة والملابسة، وهو اختيار ابن عاشور.
الرابع: للتبرك، وهو مستخرج من قول بعض السلف وذكره بعض المفسرين
والأقوال الأربعة معانيها صحيحة، ولا تعارض بينها.

س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
العالم: اسم جمع لا واحد له من لفظه، يشمل أفرادا كثيرة يجمعها صنف واحد، فالعوالم أصناف المخلوقات في السماوات والأرض في البر والبحر من الإنس والجن، كما ذكر ابن كثير، فكل صنف من الحيوانات والنباتات والأفلاك والملائكة والجبال والرياح والسحاب والمياه وغيرها عالم.

وقد اختلف المفسّرون في المراد بالعالمين على قولين:
الأول: المراد جميع العالمين، وهو قول أبي العالية الرياحي وقتادة وهو قول جمهور المفسرين.
الثاني: الإنس والجن، وهو مشهور عن ابن عباس وأصحابه سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وعكرمة، وروي عن ابن جريج، وهو قول صحيح المعنى كما قال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}، فهم المكلفون بالعبادة.
وممن رجح القول الأول لعمومه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي واستدل بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما}

س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
ذكر العلماء في ذلك ثلاث فوائد:
الأولى: إفادة الحصر، فأفادت معنى: نعبدك ولا نعبد غيرك، ومعنى: لا نعبد إلا إياك
الثانية: تقديم ذكر المعبود جل جلاله.
الثالثة: إفادة الحرص على التقرب

س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
ذكر الشيخ حفظه الله لذلك ثلاثة أوجه:
الأول: حضور القلب عند الدعاء، فلا يستوي دعاء الغافل اللاهي ودعاء المدرك الواعي.
الثاني: الإحسان في الدعاء، فلكل نصيب من الإجابة بقدر إحسانه في الدعاء، لذلك كان دعاء المتضرع المضطر ليس كغيره.
الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فالأكمل للعبد أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحق ويتبع بها الهدى.

س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
ورد فيها لغتان مشتهرتان:
الأولى: قصر الألف (أمين) على وزن فعيل، كما قال جبير بن الأضبط:
تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا
الثانية: مد الألف (آمين) على وزن فاعيل

وذكر لغة ثالثة وهي آمّين، بتشديد الميم، ولا تصح كما قال ثعلب والهروي.

وهي ليست من القرآن بإجماع العلماء، لهذا لم يكتبها الصحابة في المصاحف

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
- الترغيب في دعاء الله والتضرع إليه، وأن من آداب الدعاء أن يقدم السائل بين يدي دعائه: حمد الله والثناء عليه وتمجيده {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين}
- أن الحاجة إلى الهدى أعظم من أي شيء آخر {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
- لن تعبد الله حق عبادته حتى يعينك الله على ذلك {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
- الترغيب في سلوك سبيل الصالحين ومصاحبة أهل الخير وطلب حسن القدوة، والاعتراف بالنعمة {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}
-الترهيب من سلوك سبيل الغاوين، والحذر من اتباع منهج اليهود ومنهج النصارى (العبادة بالبدعة والجهل) {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}
- في نون نعبد إشعار أن الصلاة بنيت على الاجتماع {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

هيئة التصحيح 6 22 شوال 1443هـ/23-05-2022م 12:53 PM

تقويم مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة

المجموعة الثانية:
الطالب هيثم محمد: أ+
أحسنت، أحسن الله إليك وزادك من فضله.



صفية الشقيفي 26 ذو القعدة 1443هـ/25-06-2022م 11:22 PM

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
- أما تسميته بالسبع فهو إشارة لعدد آياتها لهذا خالف العدد (سبع) المعدود (آيات) في التذكير والتأنيث.
- وأما المثاني فاختُلف في معناه على أقوال:
الأول: أن المثاني من (ثنّى) بمعنى (أعاد)؛ فسميت بالسبع المثاني لأنها تعاد في كل ركعة من الصلاة، وهو مروي عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، ورواية عن ابن عباس.
الثاني: المثاني بمعنى الاستثناء، لأن الله عز وجل استثناها لنبيه صلى الله عليه وسلم، رواه ابن جرير عن ابن عباس.
الثالث: المثاني من الثناء، لأنها مما يثنى به على الله عز وجل، ذكره الزجاج احتمالا.
الرابع: المثاني مشتقة من المُثنى أو جمع مثنى، الدال على اثنين، لوجود المعاني المتقابلة في سورة الفاتحة مثل الثواب والعقاب، وحق الله وحق العبد ونحو ذلك.
القول الأول قول جمهور العلماء.

س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
الشيطان مشتق من (شطن) وهو فعل يجمع معاني البعد والمشقة والالتواء والعسر، ويقصد به أن الشيطان بعيد عن كل خير، قال الخليل بن أحمد: (الشيطان فَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ).
والرجم في اللغة بمعنى الرمي بالشر وما يؤذي ويضر وهو مستعمل في الأمور المعنوية والحسية.
ووصف الشيطان بأنه رجيم على معنيين:
الأول: رجيم على وزن فعيل بمعنى المفعول، أي أنه مرجوم؛ والشيطان وصفه اللازم أنه ملعون مطرود من رحمة الله عز وجل مذموم مقذوف بما يسوءه.
الثاني: رجيم بمعنى (راجم) لأنه يرمي الناس بالوساوس والشر.
وكلا المعنيين صحيح.

س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله

يشتمل اسم الله عز وجل على معنيين عظيمين متلازمين:
الأول: أنه الإله الجامع لجميع صفات الجمال والجلال والكمال؛ ويدل بدلالة التضمن على أن له كمال الألوهية وهو معنى جامع لكل ما يؤله الله عز وجل لأجله، ويدل بدلالة الالتزام على أن له كمال صفات الربوبية سبحانه.
الثاني: الله هو المألوه أي المعبود، المستحق للعبادة، والعبادة تجمع ثلاثة معاني متلازمة وهي المحبة والتعظيم والانقياد لله عز وجل وبقدر تحقيق العبد لهذه المعاني بقدر تحقيقه للتوحيد والإخلاص.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟

تتبين الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} من تأمل سياق الآيات في الموضعين ومقصد الآيات:
الموضع الأول: جاء ذكر {الرحمن الرحيم} في البسملة وفيها من معاني الاستعانة بالله عز وجل والتبرك باسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبره وفهمه ما يناسبه ذكر اسمي الرحمن الرحيم وما يتضمنانه من معاني سعة رحمة الله عز وجل وحصولها بخلقه، فمن آثار رحمة الله عز وجل أن يوفقه لحسن تلاوة القرآن وتدبره وفهمه والعمل به، فيمتلئ قلب العبد توكلا على الله عز وجل في حصول مراده.
الموضع الثاني: {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم}
مناسبة ذكر هذين الاسمين في هذا الموضع هو الثناء على الله عز وجل بسعة وعظمة وكثرة رحمته سبحانه بعد بيان عموم ربوبيته للعالمين، وناسب حصول هذا الثناء بين يدي سؤال العبد الله عز وجل الهداية في قوله {اهدنا الصراط المستقيم}

س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}

حذف متعلق الاستعانة يفيد العموم فيشمل جميع ما يحتاج إليه العبد أن يستعين بربه عليه في أمور دينه ودنياه وفي جلب المنفعة ودفع المضرة
روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين}: (على طاعتك وعلى أمورنا كلّها).

س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟

لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
المراد بالصراط المستقيم:
تنوعت عبارات السلف في بيان المراد بالصراط المستقيم، ويجمع عباراتهم خمسة أقوال:
الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله رضي الله عنه، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول جمهور المفسّرين.
ودليله حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد.
الشاهد: قوله صلى الله عليه وسلم: (والصراط: الإسلام)
الثاني: كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال فيها: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله) رواه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك.
وروي من حديث الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم). رواه ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي وغيرهم.
والحارث الأعور متروك الحديث.
ومن اتبع القرآن فقد اتبع دين الإسلام، واتبع الصراط المستقيم.
الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أيضاً: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
وسبب هذا القول ما حصل من الفتن ونشأة الفرق بعد مقتل عثمان رضي الله عنه فأراد ابن عباس رضي الله عنهما وأبو العالية بيان أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأن اتباعهم من لازم اتباع الصراط المستقيم.
الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر، رواه ابن أبي حاتم.
وهو وصف للصراط المستقيم، فكل ما عداه فهو باطل.
ولا شك أن تفسير الصراط المستقيم جاء من تفسير القرآن بالقرآن في الآية التالية: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
وكل هذه الأقوال ينطبق عليها هذا المعنى وهي متلازمة؛ فمن اتبع دين الإسلام يلزمه اتباع القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين من بعده، وطريقهم طريق الحق، طريق من أنعم الله عليهم، جعلنا الله جميعًا منهم.

س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟

أي وافق وقت تأمين المأموم تأمين الملائكة، فيؤمن تأمين صحيحًا إذا قال الإمام: (ولا الضآلِّين).
قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه » يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه »)
ولا نعرف حقيقة كيفية هذا الأمر، وظاهره أن هناك ملائكة مخصصون لهذا العمل، والله أعلم.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
الفوائد التي استفدتها والحمد لله من دراسة هذا التفسير ومراجعة مختصره كثيرة ولله الحمد، من أهمها:
1. الحاجة إلى الاستعاذة دائمًا من الشيطان الرجيم، فإذا كان في كل حال له يرجم الإنسان بوساوسه ولا ييأس من كيده وإضعافه للمؤمنين؛ فلا ينبغي أن نكف عن الاستعاذة بالله عز وجل ليدفع عنا شره، فنستعيذ به عند قراءة القرآن وغيرها من كل الأمور التي تهمنا، وكم من أعمال حصل للمرء له فيها تثبيط ولما استعاذ بالله من الشيطان الرجيم نشط وأعانه الله على إتمامها.
2. الاستفادة من معاني الباء في البسملة؛ واستصحاب هذه المعاني من التبرك والاستعانة عند كل أمر نبدأه بالبسملة.
3. الحمد لله رب العالمين لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، فالحمد لله الذي علمنا كيف نحمده والحمد لله أنه ربنا ورب العالمين والحمد لله الذي هو الله الأحد ولا معبود بحق سواه.
4. الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم فلا ييأس من رحمته أحد، بل لابد من استشعار رحمته في أمر الإنسان وفي أمور من حوله فهو مما يعينه على حمده وشكره وحسن عبادته.
5. استفدت من قوله تعالى: {مالك يوم الدين} تفويض الأمر لله عز وجل والاكتفاء به عما سواه فحقيقة المُلك والمِلك له، وإن كان هذا يظهر جليًا يوم القيامة لكل أحد، لكن على المؤمن أن يستشعر هذا المعنى في دنياه ويؤدي حقه من حسن التوكل عليه والاكتفاء به.
6. تحقيق الإخلاص على مراتب كثيرة يتفاوت فيها الناس، ولابد من المجاهدة لتنقيته من كل شائبة والدخول فيمن حققوا تمام قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}
7. الاستعانة بالله على إخلاص عبادته، ومن وُكل إلى نفسه هلك. {وإياك نستعين}
8. اعتقاد الحاجة الدائمة للهداية فلا يصيب القلب العجب والغرور، بل هو دائمًا متقلب إلا أن يثبته الله عز وجل، وتُعرض عليه الفتن كالحصير عودًا عودًا فإذا لم يستعن بالله عز وجل على الهداية في هذه الفتن هلك، لهذا لابد من استحضار الحاجة دائما للهداية عند ترديد هذا الدعاء في الصلاة (اهدنا الصراط المستقيم)
9. يستفاد من التعبير بضمير الجمع في قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم)
الذل والخضوع لله عز وجل فأنت واحد من بين عباد كثر لله عز وجل، ويستفاد منه عظمة الله عز وجل، ويستفاد به الرحمة للمؤمنين والدعاء لهم والتواضع لهم.
10. الأنس بسير الصالحين ومن سبقوا على الصراط المستقيم وإن لم نعلمهم، أنسًا بجزائهم الذي وعدهم الله عز وجل به وعرّف به صراطه المستقيم: (صراط الذين أنعمت عليهم) فلا يعتقد السالك انفراده على هذا الطريق ولا يستوحش من قلة من يراهم من السالكين.
11. الحذر من العمل بلا علم كالنصارى ومن شابههم، والعلم بلا عمل كاليهود ومن شبههم، حذرا من جزائهم الذي توعدهم الله عز وجل به وهو الغضب والضلال: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
ولم يبق إلا سبيلا واحد وهو الحرص على العلم والعمل
بلغنا الله وإياكم وأعاننا وإياكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

هيئة التصحيح 4 14 ذو الحجة 1443هـ/13-07-2022م 02:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي (المشاركة 413748)
المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟
- أما تسميته بالسبع فهو إشارة لعدد آياتها لهذا خالف العدد (سبع) المعدود (آيات) في التذكير والتأنيث.
- وأما المثاني فاختُلف في معناه على أقوال:
الأول: أن المثاني من (ثنّى) بمعنى (أعاد)؛ فسميت بالسبع المثاني لأنها تعاد في كل ركعة من الصلاة، وهو مروي عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، ورواية عن ابن عباس.
الثاني: المثاني بمعنى الاستثناء، لأن الله عز وجل استثناها لنبيه صلى الله عليه وسلم، رواه ابن جرير عن ابن عباس.
الثالث: المثاني من الثناء، لأنها مما يثنى به على الله عز وجل، ذكره الزجاج احتمالا.
الرابع: المثاني مشتقة من المُثنى أو جمع مثنى، الدال على اثنين، لوجود المعاني المتقابلة في سورة الفاتحة مثل الثواب والعقاب، وحق الله وحق العبد ونحو ذلك.
القول الأول قول جمهور العلماء.

س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟
الشيطان مشتق من (شطن) وهو فعل يجمع معاني البعد والمشقة والالتواء والعسر، ويقصد به أن الشيطان بعيد عن كل خير، قال الخليل بن أحمد: (الشيطان فَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ).
والرجم في اللغة بمعنى الرمي بالشر وما يؤذي ويضر وهو مستعمل في الأمور المعنوية والحسية.
ووصف الشيطان بأنه رجيم على معنيين:
الأول: رجيم على وزن فعيل بمعنى المفعول، أي أنه مرجوم؛ والشيطان وصفه اللازم أنه ملعون مطرود من رحمة الله عز وجل مذموم مقذوف بما يسوءه.
الثاني: رجيم بمعنى (راجم) لأنه يرمي الناس بالوساوس والشر.
وكلا المعنيين صحيح.

س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله

يشتمل اسم الله عز وجل على معنيين عظيمين متلازمين:
الأول: أنه الإله الجامع لجميع صفات الجمال والجلال والكمال؛ ويدل بدلالة التضمن على أن له كمال الألوهية وهو معنى جامع لكل ما يؤله الله عز وجل لأجله، ويدل بدلالة الالتزام على أن له كمال صفات الربوبية سبحانه.
الثاني: الله هو المألوه أي المعبود، المستحق للعبادة، والعبادة تجمع ثلاثة معاني متلازمة وهي المحبة والتعظيم والانقياد لله عز وجل وبقدر تحقيق العبد لهذه المعاني بقدر تحقيقه للتوحيد والإخلاص.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟

تتبين الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} من تأمل سياق الآيات في الموضعين ومقصد الآيات:
الموضع الأول: جاء ذكر {الرحمن الرحيم} في البسملة وفيها من معاني الاستعانة بالله عز وجل والتبرك باسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبره وفهمه ما يناسبه ذكر اسمي الرحمن الرحيم وما يتضمنانه من معاني سعة رحمة الله عز وجل وحصولها بخلقه، فمن آثار رحمة الله عز وجل أن يوفقه لحسن تلاوة القرآن وتدبره وفهمه والعمل به، فيمتلئ قلب العبد توكلا على الله عز وجل في حصول مراده.
الموضع الثاني: {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم}
مناسبة ذكر هذين الاسمين في هذا الموضع هو الثناء على الله عز وجل بسعة وعظمة وكثرة رحمته سبحانه بعد بيان عموم ربوبيته للعالمين، وناسب حصول هذا الثناء بين يدي سؤال العبد الله عز وجل الهداية في قوله {اهدنا الصراط المستقيم}

س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين}
حذف متعلق الاستعانة يفيد العموم فيشمل جميع ما يحتاج إليه العبد أن يستعين بربه عليه في أمور دينه ودنياه وفي جلب المنفعة ودفع المضرة
روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين}: (على طاعتك وعلى أمورنا كلّها).

س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟
لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
المراد بالصراط المستقيم:
تنوعت عبارات السلف في بيان المراد بالصراط المستقيم، ويجمع عباراتهم خمسة أقوال:
الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله رضي الله عنه، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول جمهور المفسّرين.
ودليله حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد.
الشاهد: قوله صلى الله عليه وسلم: (والصراط: الإسلام)
الثاني: كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال فيها: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله) رواه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك.
وروي من حديث الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم). رواه ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي وغيرهم.
والحارث الأعور متروك الحديث.
ومن اتبع القرآن فقد اتبع دين الإسلام، واتبع الصراط المستقيم.
الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أيضاً: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
وسبب هذا القول ما حصل من الفتن ونشأة الفرق بعد مقتل عثمان رضي الله عنه فأراد ابن عباس رضي الله عنهما وأبو العالية بيان أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأن اتباعهم من لازم اتباع الصراط المستقيم.
الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر، رواه ابن أبي حاتم.
وهو وصف للصراط المستقيم، فكل ما عداه فهو باطل.
ولا شك أن تفسير الصراط المستقيم جاء من تفسير القرآن بالقرآن في الآية التالية: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
وكل هذه الأقوال ينطبق عليها هذا المعنى وهي متلازمة؛ فمن اتبع دين الإسلام يلزمه اتباع القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين من بعده، وطريقهم طريق الحق، طريق من أنعم الله عليهم، جعلنا الله جميعًا منهم.

س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟
أي وافق وقت تأمين المأموم تأمين الملائكة، فيؤمن تأمين صحيحًا إذا قال الإمام: (ولا الضآلِّين).
قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه » يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه »)
ولا نعرف حقيقة كيفية هذا الأمر، وظاهره أن هناك ملائكة مخصصون لهذا العمل، والله أعلم.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
الفوائد التي استفدتها والحمد لله من دراسة هذا التفسير ومراجعة مختصره كثيرة ولله الحمد، من أهمها:
1. الحاجة إلى الاستعاذة دائمًا من الشيطان الرجيم، فإذا كان في كل حال له يرجم الإنسان بوساوسه ولا ييأس من كيده وإضعافه للمؤمنين؛ فلا ينبغي أن نكف عن الاستعاذة بالله عز وجل ليدفع عنا شره، فنستعيذ به عند قراءة القرآن وغيرها من كل الأمور التي تهمنا، وكم من أعمال حصل للمرء له فيها تثبيط ولما استعاذ بالله من الشيطان الرجيم نشط وأعانه الله على إتمامها.
2. الاستفادة من معاني الباء في البسملة؛ واستصحاب هذه المعاني من التبرك والاستعانة عند كل أمر نبدأه بالبسملة.
3. الحمد لله رب العالمين لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، فالحمد لله الذي علمنا كيف نحمده والحمد لله أنه ربنا ورب العالمين والحمد لله الذي هو الله الأحد ولا معبود بحق سواه.
4. الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم فلا ييأس من رحمته أحد، بل لابد من استشعار رحمته في أمر الإنسان وفي أمور من حوله فهو مما يعينه على حمده وشكره وحسن عبادته.
5. استفدت من قوله تعالى: {مالك يوم الدين} تفويض الأمر لله عز وجل والاكتفاء به عما سواه فحقيقة المُلك والمِلك له، وإن كان هذا يظهر جليًا يوم القيامة لكل أحد، لكن على المؤمن أن يستشعر هذا المعنى في دنياه ويؤدي حقه من حسن التوكل عليه والاكتفاء به.
6. تحقيق الإخلاص على مراتب كثيرة يتفاوت فيها الناس، ولابد من المجاهدة لتنقيته من كل شائبة والدخول فيمن حققوا تمام قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}
7. الاستعانة بالله على إخلاص عبادته، ومن وُكل إلى نفسه هلك. {وإياك نستعين}
8. اعتقاد الحاجة الدائمة للهداية فلا يصيب القلب العجب والغرور، بل هو دائمًا متقلب إلا أن يثبته الله عز وجل، وتُعرض عليه الفتن كالحصير عودًا عودًا فإذا لم يستعن بالله عز وجل على الهداية في هذه الفتن هلك، لهذا لابد من استحضار الحاجة دائما للهداية عند ترديد هذا الدعاء في الصلاة (اهدنا الصراط المستقيم)
9. يستفاد من التعبير بضمير الجمع في قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم)
الذل والخضوع لله عز وجل فأنت واحد من بين عباد كثر لله عز وجل، ويستفاد منه عظمة الله عز وجل، ويستفاد به الرحمة للمؤمنين والدعاء لهم والتواضع لهم.
10. الأنس بسير الصالحين ومن سبقوا على الصراط المستقيم وإن لم نعلمهم، أنسًا بجزائهم الذي وعدهم الله عز وجل به وعرّف به صراطه المستقيم: (صراط الذين أنعمت عليهم) فلا يعتقد السالك انفراده على هذا الطريق ولا يستوحش من قلة من يراهم من السالكين.
11. الحذر من العمل بلا علم كالنصارى ومن شابههم، والعلم بلا عمل كاليهود ومن شبههم، حذرا من جزائهم الذي توعدهم الله عز وجل به وهو الغضب والضلال: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
ولم يبق إلا سبيلا واحد وهو الحرص على العلم والعمل
بلغنا الله وإياكم وأعاننا وإياكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.



التقدير: (أ+).
أحسنتِ، بارك الله فيكِ وسددكِ.

رشا عطية الله اللبدي 1 ربيع الأول 1444هـ/26-09-2022م 01:36 PM

المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
سورة الفاتحة مكية ، لأن سورة الحجر مكية باتفاق العلماء وفيها نزلت قول الله تعالى :(( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم )) ،
عن أبي سعيد بن المعلى قال ، كنت أصلي فالمسجد ، فناداني رسول الله صلى الله عليم وسلم فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله : ((استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) ، ثم أخذ بيدي وقال : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، فلما أراد أن يخرج قلت : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ، قال : "الحمد لله رب العالمين " ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم "
..............................................................................................
س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
الأستعاذة ليست بقرآن وإنما هي ذكر ودعاء ، وقد جرت عادة القراء على ترتيلها ،عند من رأى الجهر بها ، كما رتلوا التكبير والتهليل ، ومنهم من رأى عدم ترتيلها لانها ليست بقرآن ، والصحيح الأخذ بما عليه أئمة القراء ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اقرأوا كما علمتم " .
.................................................................................................
س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
الرحمن ، ذو الرحمة الواسعة التي وسعت رحمته كل شيء ، والاسم على وزن فعلان الذي يدل على السعة والامتلاء وبلوغ الغاية ، كقولك غضبان لمن امتلئ غضبا وعطشان وجوعان ، والرحيم ذو الرحمة الواصلة الذي يرحم عباده برحمته ، وهي فعيل بمعنى فاعل ، أي راحم ، وهي من أوزان المبالغة ، والمبالغة تكون للكثرة وتكون للعظمة ، فالله سبحانه يرحم عبده برحمات عظيمة يعجز عن شكرها ، ويرحم عباده على كثرتهم .
والرحمة نوعان :
رحمة عامة : لجميع خلقه ، يرزقهم وينعم عليهم ويغدق عليهم من خيراته
رحمه خاصة : لعباده وأوليائة ، يسبب لهم أسبابا تزيد لهم في إيمانهم ويحفظه لهم ويثبتهم عليه ، وينصرهم ويوفقهم ويستجيب دعائهم ويفرج كرباتهم .
والحكمة من اقترانهما : الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه ، ورحيم دالة على فعله ، من إيصال تلك الرحمة العظيمة التي بلغت الكمال إلى عباده .فهو عظيم الرحمة لعبده في أقداره وتدبيره لأنه الرحمن .
..................................................................................

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
في قوله تعالى : ((مالك يوم الدين )) قراءاتان صحيحة ثابتة
القراءة الأولى : ((مالك يوم الدين )) ، وهي قراءة عاصم والكسائي ، ويظهر في ذلك اليوم عظمة أملاكه ، ويظهر كمال غناه وكمال فقر عباده (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )) ، وقال تعالى (( إنا نحن نرث الأرض ومن عليها )) ، وقال تعالى : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )) .
والقراءة الثانية : ((ملك يوم الدين )) ، وهي قراءة نافع ، وابن كثير وحمزة وابن عامر ، قال تعالى : ((لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )) فيظهر في ذلك اليوم قوة نفوذه وقهره على خلقه وكمال تصرفه فيهم ، ويتساوى فيه الخلق كلهم عبيد بين يدي ملك الملوك ، والجمع بين القرائتين يفيد معنى آخر ، يستلزم التمجيد لله والتفويض إليه ، فهو المالك الحقيقي الذي سيسأل العبيد عن أملاكهم وأماناتهم التي ملكهم إياها في الدنيا اختبارا وابتلاءاء وهو الملك المتصرف بكمال قهره ونفوذ سلطانه ، فقد زال الملوك وزالت أملاكهم . .....................................................................................
س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها.
الاستعانة : طلب العون والاعتماد على المستعان به في جلب النفع ودفع الضر
والمستعيذ بالله مستعين به في دفع مكروه وشر ، والمستغيث به : مستعين بالله في تفريج الكربة ، فالداعي مستعين بالله والمتوكل مستعين به وكذا المستهدي ، فالاستعانة أوسع معاني الطلب .
وكل سبب يبذله العبد لجلب ننفع أو دفع ضر لا بد فيه من عون الله ، لأنه لا يوجد سبب يستقل بالطلب ، إذ لا بد فيه من أسباب معينة يسببها الله ، وعوائق يصرفها ، ثم الثمرة والنتيجة لا تكون إلا منه سبحانه .
والاستعانة قسمان :
استعانة العبادة : وهي ما يصاحبها في قلب المستعين معان تعبدية من الخوف والرجاء والتعلق والمحبة ، وهذه الاستعانة لا يجوز ان تكون إلا بالله ، ومن صرفها لغيره أشرك شركا أكبر مخرج من الملة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : " وإذا استعنت فاستعن بالله ".
استعانة التسبب : وهو بذل السبب رجاء نفعه مع تعلق القلب بالله والعلم أن النفع والضر بيد الله وحده وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
وحكمها بحسب حكم السبب وغرضه ، فإن كان السبب مشروعا والغرض مشروعا كانت الاستعانة مشروعة ،وإن كان الغرض غير مشروع أو السبب غير مشروع كانت الاستعانة غير مشروعة ، قال تعالى : ((واستعينوا بالصبر والصلاة )) .
....................................................................................
س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
ليشمل كل مراتب الهداية من البيان والإرشاد للطريق المستقيم والإلهام والتوفيق ، فيبصره الله سبحانه بالحق ويجعله مريدا له ويعينه على اتباعه والعمل به ، مع تثبيته على الحق وزيادته الإيمان واليقين والعلم .
.................................................................................
س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
نعم على القول الراجح ، يؤمن المأموم مع الإمام في الصلاة الجهرية ، وفي الحديث : " وإذا قال ولا الضالين : قولوا آمين "
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر آمين ، ويمد بها صوته والظاهر أنهم يؤمنوا مثل تأمينه ، روى إسحاق بن راهويه عن عطاء : " أدركت مائتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام ولا الضالين سمعت لهم ضجة بآمين " .
.................................................................................

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
• العلم بشدة عداوة الشيطان للإنسان وطلب العوذ منه بالله وحده لأنه هو من بيده العصمة منه .
• العلم ببعد الشيطان عن كل خير ، وأن معصية الله تبعد الإنسان من كل خير
• مجاهدة الإنسان نفسه والشيطان في وساوسه ومثبطاته عن مصالحه وأهدافه .
• التبرك والاستعانة باسم الله واستصحابه عند تلاوة القرآن راجيا رحمة الله وفتحه بهداياته وأنواره وتبصرته وزيادة الإيمان والعلم واليقين .
• استشعار كمال الله والثناء عليه في صفاته وأفعاله وجميل إنعامه
• استشعار أن ربوبية الله قائمة على الرحمة وأن رحمته وسعت العالمين ، فيعينه ذلك على الاستسلام له سبحانه في أقداره الشرعية والكونية .
• الاستعداد ليوم الدين والعلم بأنه أعظم يوم لكل عبد فيه يتحدد مصيره الأبدي لذا يطلب من الله الهداية ليكون ذلك اليوم راضيا مرضيا .
• معرفة فضل الاستعانة ، وأنه لا خير يصيبه العبد إلا بعون الله سبحانه وتوفيقه .
• معرفة فضل دعاء طلب الهداية وأن الله يعامل العبد بحسب ما قام من قلبه من حضور قلب وصدق نية وعزيمة وافتقار وتبروء من الحول والقوة وحسن ظن بالله .
• معرفة أن الدين ميسر سهل لا حرج فيه وأنه لا طريق لرضا الله وجنته إلا من خلال ما شرعه لنا .
• الاعتزاز بالدين وطلب الثبات عليه لما يعلم العبد أن الله اصفاه ومن عليه مع من أنعم الله عليهم ، فلا يغتر من كثرة الهالكين ولا يستوحش من قلة السالكين .
• الحرص على عدم متابعة اليهود والنصارى ومخالفة سننهم .

هيئة التصحيح 11 10 ربيع الأول 1444هـ/5-10-2022م 08:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي (المشاركة 414227)
المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
سورة الفاتحة مكية ، لأن سورة الحجر مكية باتفاق العلماء وفيها نزلت قول الله تعالى :(( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم )) ،
عن أبي سعيد بن المعلى قال ، كنت أصلي فالمسجد ، فناداني رسول الله صلى الله عليم وسلم فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله : ((استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) ، ثم أخذ بيدي وقال : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، فلما أراد أن يخرج قلت : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ، قال : "الحمد لله رب العالمين " ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم "
..............................................................................................
س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
الأستعاذة ليست بقرآن وإنما هي ذكر ودعاء ، وقد جرت عادة القراء على ترتيلها ،عند من رأى الجهر بها ، كما رتلوا التكبير والتهليل ، ومنهم من رأى عدم ترتيلها لانها ليست بقرآن ، والصحيح الأخذ بما عليه أئمة القراء ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اقرأوا كما علمتم " .
.................................................................................................
س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
الرحمن ، ذو الرحمة الواسعة التي وسعت رحمته كل شيء ، والاسم على وزن فعلان الذي يدل على السعة والامتلاء وبلوغ الغاية ، كقولك غضبان لمن امتلئ غضبا وعطشان وجوعان ، والرحيم ذو الرحمة الواصلة الذي يرحم عباده برحمته ، وهي فعيل بمعنى فاعل ، أي راحم ، وهي من أوزان المبالغة ، والمبالغة تكون للكثرة وتكون للعظمة ، فالله سبحانه يرحم عبده برحمات عظيمة يعجز عن شكرها ، ويرحم عباده على كثرتهم .
والرحمة نوعان :
رحمة عامة : لجميع خلقه ، يرزقهم وينعم عليهم ويغدق عليهم من خيراته
رحمه خاصة : لعباده وأوليائة ، يسبب لهم أسبابا تزيد لهم في إيمانهم ويحفظه لهم ويثبتهم عليه ، وينصرهم ويوفقهم ويستجيب دعائهم ويفرج كرباتهم .
والحكمة من اقترانهما : الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه ، ورحيم دالة على فعله ، من إيصال تلك الرحمة العظيمة التي بلغت الكمال إلى عباده .فهو عظيم الرحمة لعبده في أقداره وتدبيره لأنه الرحمن .
..................................................................................

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
في قوله تعالى : ((مالك يوم الدين )) قراءاتان صحيحة ثابتة
القراءة الأولى : ((مالك يوم الدين )) ، وهي قراءة عاصم والكسائي ، ويظهر في ذلك اليوم عظمة أملاكه ، ويظهر كمال غناه وكمال فقر عباده (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )) ، وقال تعالى (( إنا نحن نرث الأرض ومن عليها )) ، وقال تعالى : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )) .
والقراءة الثانية : ((ملك يوم الدين )) ، وهي قراءة نافع ، وابن كثير وحمزة وابن عامر ، قال تعالى : ((لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )) فيظهر في ذلك اليوم قوة نفوذه وقهره على خلقه وكمال تصرفه فيهم ، ويتساوى فيه الخلق كلهم عبيد بين يدي ملك الملوك ، والجمع بين القرائتين يفيد معنى آخر ، يستلزم التمجيد لله والتفويض إليه ، فهو المالك الحقيقي الذي سيسأل العبيد عن أملاكهم وأماناتهم التي ملكهم إياها في الدنيا اختبارا وابتلاءاء وهو الملك المتصرف بكمال قهره ونفوذ سلطانه ، فقد زال الملوك وزالت أملاكهم . .....................................................................................
س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها.
الاستعانة : طلب العون والاعتماد على المستعان به في جلب النفع ودفع الضر
والمستعيذ بالله مستعين به في دفع مكروه وشر ، والمستغيث به : مستعين بالله في تفريج الكربة ، فالداعي مستعين بالله والمتوكل مستعين به وكذا المستهدي ، فالاستعانة أوسع معاني الطلب .
وكل سبب يبذله العبد لجلب ننفع أو دفع ضر لا بد فيه من عون الله ، لأنه لا يوجد سبب يستقل بالطلب ، إذ لا بد فيه من أسباب معينة يسببها الله ، وعوائق يصرفها ، ثم الثمرة والنتيجة لا تكون إلا منه سبحانه .
والاستعانة قسمان :
استعانة العبادة : وهي ما يصاحبها في قلب المستعين معان تعبدية من الخوف والرجاء والتعلق والمحبة ، وهذه الاستعانة لا يجوز ان تكون إلا بالله ، ومن صرفها لغيره أشرك شركا أكبر مخرج من الملة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : " وإذا استعنت فاستعن بالله ".
استعانة التسبب : وهو بذل السبب رجاء نفعه مع تعلق القلب بالله والعلم أن النفع والضر بيد الله وحده وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
وحكمها بحسب حكم السبب وغرضه ، فإن كان السبب مشروعا والغرض مشروعا كانت الاستعانة مشروعة ،وإن كان الغرض غير مشروع أو السبب غير مشروع كانت الاستعانة غير مشروعة ، قال تعالى : ((واستعينوا بالصبر والصلاة )) .
....................................................................................
س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
ليشمل كل مراتب الهداية من البيان والإرشاد للطريق المستقيم والإلهام والتوفيق ، فيبصره الله سبحانه بالحق ويجعله مريدا له ويعينه على اتباعه والعمل به ، مع تثبيته على الحق وزيادته الإيمان واليقين والعلم .
.................................................................................
س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
نعم على القول الراجح ، يؤمن المأموم مع الإمام في الصلاة الجهرية ، وفي الحديث : " وإذا قال ولا الضالين : قولوا آمين "
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر آمين ، ويمد بها صوته والظاهر أنهم يؤمنوا مثل تأمينه ، روى إسحاق بن راهويه عن عطاء : " أدركت مائتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام ولا الضالين سمعت لهم ضجة بآمين " .
.................................................................................

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
• العلم بشدة عداوة الشيطان للإنسان وطلب العوذ منه بالله وحده لأنه هو من بيده العصمة منه .
• العلم ببعد الشيطان عن كل خير ، وأن معصية الله تبعد الإنسان من كل خير
• مجاهدة الإنسان نفسه والشيطان في وساوسه ومثبطاته عن مصالحه وأهدافه .
• التبرك والاستعانة باسم الله واستصحابه عند تلاوة القرآن راجيا رحمة الله وفتحه بهداياته وأنواره وتبصرته وزيادة الإيمان والعلم واليقين .
• استشعار كمال الله والثناء عليه في صفاته وأفعاله وجميل إنعامه
• استشعار أن ربوبية الله قائمة على الرحمة وأن رحمته وسعت العالمين ، فيعينه ذلك على الاستسلام له سبحانه في أقداره الشرعية والكونية .
• الاستعداد ليوم الدين والعلم بأنه أعظم يوم لكل عبد فيه يتحدد مصيره الأبدي لذا يطلب من الله الهداية ليكون ذلك اليوم راضيا مرضيا .
• معرفة فضل الاستعانة ، وأنه لا خير يصيبه العبد إلا بعون الله سبحانه وتوفيقه .
• معرفة فضل دعاء طلب الهداية وأن الله يعامل العبد بحسب ما قام من قلبه من حضور قلب وصدق نية وعزيمة وافتقار وتبروء من الحول والقوة وحسن ظن بالله .
• معرفة أن الدين ميسر سهل لا حرج فيه وأنه لا طريق لرضا الله وجنته إلا من خلال ما شرعه لنا .
• الاعتزاز بالدين وطلب الثبات عليه لما يعلم العبد أن الله اصفاه ومن عليه مع من أنعم الله عليهم ، فلا يغتر من كثرة الهالكين ولا يستوحش من قلة السالكين .
• الحرص على عدم متابعة اليهود والنصارى ومخالفة سننهم .
[أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفعكِ بها، وحاولي أن تدربي نفسك في أسئلة الفوائد - أيا كان نوعها - أن تذكري وجه الدلالة عليها من الآيات، والمصحح يصحح لكِ فهمك -بإذن الله-، فتنمو لديكِ ملكة الاستنباط]



التقويم: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ

عبدالكريم الشملان 18 جمادى الأولى 1444هـ/11-12-2022م 05:45 PM

مجلس مذاكرة
مختصر تفسير سورة الفاتحة
المجموعة الثالثة :
ج1- معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني ،هناك ثلاثة أقوال لأهل العلم في ذلك :
1- لأنها تثنى، أي تعاد في كل ركعة ،بل هي أكثر مايعاد ويكرر في القرآن ،وهو يروى عن عمر والحسن وقتادة ،وهو قول الجمهور .
2- لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم ،فلم يؤتها أحد قبله ،وهو يحكى عن ابن عباس.
3- لأنها مما يثنى بها على الله تعالى ،وذكره الزجاج احتمالا.
4- مادل على اثنين اثنين ،كأنه جمع مثنى، أو مشتق من المثنى الدال على اثنين، كالمعاني المتقابلة الحق والباطل وحق الله وحق العباد وعلى علوم مثناه ،من الوعد والوعيد والأمر والنهي.

ج2: معنى الشيطان ومعنى وصفه بالرجيم
،الشيطان :
مشتق من " شطن "، على الراجح وهو لفظ جامع للبعد والمشقة والالتواء والعسر ،وتقول بئر شطون : فيقال من شطن ،أي : بعد،
معنى وصفة بالرجيم :
الرجم لغة : الرمي بالشر ، وبما يؤذي والضر ،ويكون في الأمور الحسية والمعنوية،
من الأول :
الرجم بالحجارة ، ورجم الشياطين بالشهب
من الثاني :
الرجيم بالقول السيء ،من السب والشتم والقذف والتحريض،
والرجيم بمعنى مرجوم
،أو معنى راجم : أي يرجم الناس بالوساوس وكلاهما صحيح ،
لأنه رجيم مذموم ومقذوف بما يسوءه، حقير جداً ،ذليل مهان
،وهو راجم لاتباعه بسهام الفتن.

ج3: معنى اسم الله جل جلاله :
هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى ،وهو أخص أسماء الله، وأعرف المعارف ،
وتضاف الأسماء الحسنى إليه كلها ،وهو اسم لم يسمَ به أحد،
ويشمل معنيين عظيمين متلازمين.
1- هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجمال والجلال ،وهو جامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى، ودلالته على سائر الأسماء بالتضمن واللزوم ،وهو تضمن كامل الألوهية لله ، وجامع لكل ما يؤله الله تعالى لأجله ،ويستلزم كمال ربوبيته وملكه وتدبيره .
2- أو هو المألوه ، أي : المعبود الذي لا يستحق العباده سواه ، في الأرضين والسموات،

ج4/ الحكمة من تكرار ذكر الرحمن الرحيم مرتين في سورة الفاتحة :
تبين بتأمل سياق الآيات في الموضعين ومقاصد تلك الآيات :
الموضع الاول : البسملة وغرضها الاستعانة بالله والتبرك بذكر اسمه ،واستصحابه عند تلاوة القرآن الكريم وتدبره وتفهمه وأن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد يكون برحمة الله والتعبد لله بذكر هذين الاسمين ،مما يفيض على قلب القارئ من الإيمان والتوكل ما يعظم به رجاؤه لرحمة ربه وإعانته على تحقيق مقاصده من التلاوة .
الموضع الثاني : الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم ،
ذكر الله الحمدلله بربوبيته للعالمين، فيكون لما يناسب رحمة العالمين في جميع معانيها وسعتها لجميع العالمين، ورحمته وسعت كل شئ ،وهو سبحانه عظيم الرحمة كثير الرحمة ،ويكون ذكر الاسمين من باب الثناء على الله تقدمة بين يدي مسألته

‏فائدة حذف متعلق الاستعانة في قوله "وإياك نستعين"
‏المراد متعلق الاستعانة ما استعان الله تعالى عليه فهنا استعانة ومستعان به ومستعان عليه.
الاستعانة : فعل العبد
والمستعان به : هو الله
ومتعلق الاستعانة يرجع إلى معنيين 1- نستعينك على عبادتك لتقديم ذكرها.
2- نستعينك على قضاء حوائجنا وجميع شؤوننا ، فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك ،والصواب الجمع بين المعنيين ،فكلاهما حق فالأول طلب الإعانة على أداء حق الخالق ،والآخر طلب الإعانة على ما يحتاجه المخلوق .
ج6/ معنى الصراط في اللغة
معناه : الطريق الواضح الواسع المستقيم الموصل للمطلوب ،والصاد منقلبة على السين
سمي كذلك لأنه يسترط المارة ، أي : يسعهم،

المراد بالصراط المستقيم :
هو ما فسره الله في الآية التي تليها " صراط الذين أنعمت عليهم "
وهو وصف جامع مانع لما يوصل لرضوان الله وجنته ،وينجي من سخطه وعقوبته،
والله قد يسر الدين ووسع على عباده ،فلم يجعل عليهم فيه حرج وجعله شريعة سمحاء مستقيمة لا تناقض فيها ،وكلما زاد المرء عملا صالحا ازداد استقامة على الصراط وهذا الصراط " له : سواء هذا أوسطه وأعدله ،
وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون ،وله حدود وللسالكين فيه تفاضل في سلوكهم تفاضلا كبيرا من أوجه متعددة سواء في مراتب السلوك أو الاستباق فيه ،وفي الاحتراز من العوارض فيه

ج7: معنى موافقة الملائكة بالتأمين :
قال رسول الله " فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه " وأقرب الأقوال في ذلك :
أن الملائكة في السماء تؤمن إذا أمن الإمام، فمن وافق تأمينهم غفر له ماتقدم من ذنبه ،
ففيه توقيت بين تأمين المأموم وأنه وقت تأمين الملائكة
وهو يصدق على صنف من الملائكة موكلون بهذا العمل
وخلاصة الأمر : أي أن يوافق الملائكة وقت تأمينهم بأن يؤمن تأميناً صحيحاً مع تأمين الملائكة وذلك إذا قال الأمام ولا الضالين .
ج8: الفوائد السلوكية المستفادة من دراسة تفسير سورة الفاتحة : منها
1- أن لها فضل في استجابة الدعاء، وأعظم دعاء المسلم بها بطلب الهداية.
2- أن يسير المسلم على آداب الدعاء الواردة بها بالحمد أولا ثم الثناء ثم التمجيد

إفراد العبودية لله والاستعانة به .
3- أن يتوجه المسلم لحمد الله وشكره كل وقت على جميع نعمه.
4- أن يقرأها المسلم باستحضار أنها سبب للشفاء وقضاء الحوائج .
5- أنها رقية للمريض من مرضه وسبب لذهاب وزوال المرض والاستطباب.
6- استحضار عظمة صفات الله سبحانة ودلالاتها على المعاني العظيمة .
7- أن فيها تحقيق الصلة بين العبد وربه وزيادة العلاقة والعبودية والتوحيد.
8- أنها تشعر المسلم بالعقيدة والتوحيد الخالص من خلال اشتمالها على أنواع التوحيد الثلاثة، الربوبية و الألوهية والأسماء والصفات ،فيكون أقرب إلى الإخلاص في العمل .
9- أنها الطريق المستقيم والقيام بأوامر الله .
10- أن يعتني المسلم بأمر جماعة المسلمين ممن حوله ،من خلال استخدام ضمير الجمع في مواضعها.

11- مفتاح كل خير وتحقيق لكل سعادة مرتجاة، عامة وشاملة.
12- دوام حمد الله والثناء عليه بكل أنواع المحامد اللائقة به سبحانه.
13- دوام الشكر لله على كل نعمه الظاهرة والباطنة ،كل وقت وكل حين وفي كل مكان وعلى أي حال.
14- أن يلتزم المسلم بالاستقامة الدائمة على أمر الله ومنهجه وشرعه دون حيدة أو انحراف.

هيئة التصحيح 4 24 جمادى الأولى 1444هـ/17-12-2022م 12:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان (المشاركة 414783)
مجلس مذاكرة
مختصر تفسير سورة الفاتحة
المجموعة الثالثة :
ج1- معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني ،هناك ثلاثة أقوال لأهل العلم في ذلك :
1- لأنها تثنى، أي تعاد في كل ركعة ،بل هي أكثر مايعاد ويكرر في القرآن ،وهو يروى عن عمر والحسن وقتادة ،وهو قول الجمهور .
2- لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم ،فلم يؤتها أحد قبله ،وهو يحكى عن ابن عباس.
3- لأنها مما يثنى بها على الله تعالى ،وذكره الزجاج احتمالا.
4- مادل على اثنين اثنين ،كأنه جمع مثنى، أو مشتق من المثنى الدال على اثنين، كالمعاني المتقابلة الحق والباطل وحق الله وحق العباد وعلى علوم مثناه ،من الوعد والوعيد والأمر والنهي. [نبين أولا سبب تسميتها بالسبع]

ج2: معنى الشيطان ومعنى وصفه بالرجيم
،الشيطان :
مشتق من " شطن "، على الراجح وهو لفظ جامع للبعد والمشقة والالتواء والعسر ،وتقول بئر شطون : فيقال من شطن ،أي : بعد،
معنى وصفة بالرجيم :
الرجم لغة : الرمي بالشر ، وبما يؤذي والضر ،ويكون في الأمور الحسية والمعنوية،
من الأول :
الرجم بالحجارة ، ورجم الشياطين بالشهب
من الثاني :

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان (المشاركة 414783)
الرجيم بالقول السيء ،من السب والشتم والقذف والتحريض،

[وفي معنى الرجيم قولان:..

والرجيم بمعنى مرجوم
،أو معنى راجم : أي يرجم الناس بالوساوس وكلاهما صحيح ،
لأنه رجيم مذموم ومقذوف بما يسوءه، حقير جداً ،ذليل مهان
،وهو راجم لاتباعه بسهام الفتن.

ج3: معنى اسم الله جل جلاله :
هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى ،وهو أخص أسماء الله، وأعرف المعارف ،
وتضاف الأسماء الحسنى إليه كلها ،وهو اسم لم يسمَ به أحد،
ويشمل معنيين عظيمين متلازمين.
1- هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجمال والجلال ،وهو جامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى، ودلالته على سائر الأسماء بالتضمن واللزوم ،وهو تضمن كامل الألوهية لله ، وجامع لكل ما يؤله الله تعالى لأجله ،ويستلزم كمال ربوبيته وملكه وتدبيره .
2- أو هو المألوه ، أي : المعبود الذي لا يستحق العباده سواه ، في الأرضين والسموات،

ج4/ الحكمة من تكرار ذكر الرحمن الرحيم مرتين في سورة الفاتحة :
تبين بتأمل سياق الآيات في الموضعين ومقاصد تلك الآيات :
الموضع الاول : البسملة وغرضها الاستعانة بالله والتبرك بذكر اسمه ،واستصحابه عند تلاوة القرآن الكريم وتدبره وتفهمه وأن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد يكون برحمة الله والتعبد لله بذكر هذين الاسمين ،مما يفيض على قلب القارئ من الإيمان والتوكل ما يعظم به رجاؤه لرحمة ربه وإعانته على تحقيق مقاصده من التلاوة .
الموضع الثاني : الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم ،
ذكر الله الحمدلله بربوبيته للعالمين، فيكون لما يناسب رحمة العالمين في جميع معانيها وسعتها لجميع العالمين، ورحمته وسعت كل شئ ،وهو سبحانه عظيم الرحمة كثير الرحمة ،ويكون ذكر الاسمين من باب الثناء على الله تقدمة بين يدي مسألته

‏فائدة حذف متعلق الاستعانة في قوله "وإياك نستعين"
‏المراد متعلق الاستعانة ما استعان الله تعالى عليه فهنا استعانة ومستعان به ومستعان عليه.
الاستعانة : فعل العبد
والمستعان به : هو الله
ومتعلق الاستعانة يرجع إلى معنيين 1- نستعينك على عبادتك لتقديم ذكرها.
2- نستعينك على قضاء حوائجنا وجميع شؤوننا ، فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك ،والصواب الجمع بين المعنيين ،فكلاهما حق فالأول طلب الإعانة على أداء حق الخالق ،والآخر طلب الإعانة على ما يحتاجه المخلوق .
ج6/ معنى الصراط في اللغة
معناه : الطريق الواضح الواسع المستقيم الموصل للمطلوب ،والصاد منقلبة على السين
سمي كذلك لأنه يسترط المارة ، أي : يسعهم،

المراد بالصراط المستقيم :
هو ما فسره الله في الآية التي تليها " صراط الذين أنعمت عليهم "
وهو وصف جامع مانع لما يوصل لرضوان الله وجنته ،وينجي من سخطه وعقوبته،
والله قد يسر الدين ووسع على عباده ،فلم يجعل عليهم فيه حرج وجعله شريعة سمحاء مستقيمة لا تناقض فيها ،وكلما زاد المرء عملا صالحا ازداد استقامة على الصراط وهذا الصراط " له : سواء هذا أوسطه وأعدله ،
وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون ،وله حدود وللسالكين فيه تفاضل في سلوكهم تفاضلا كبيرا من أوجه متعددة سواء في مراتب السلوك أو الاستباق فيه ،وفي الاحتراز من العوارض فيه
[بارك الله فيك لم تذكر المراد بالصراط المستقيم؛ دين الإسلام،...]
ج7: معنى موافقة الملائكة بالتأمين :
قال رسول الله " فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه " وأقرب الأقوال في ذلك :
أن الملائكة في السماء تؤمن إذا أمن الإمام، فمن وافق تأمينهم غفر له ماتقدم من ذنبه ،
ففيه توقيت بين تأمين المأموم وأنه وقت تأمين الملائكة
وهو يصدق على صنف من الملائكة موكلون بهذا العمل
وخلاصة الأمر : أي أن يوافق الملائكة وقت تأمينهم بأن يؤمن تأميناً صحيحاً مع تأمين الملائكة وذلك إذا قال الأمام ولا الضالين .
ج8: الفوائد السلوكية المستفادة من دراسة تفسير سورة الفاتحة : منها
1- أن لها فضل في استجابة الدعاء، وأعظم دعاء المسلم بها بطلب الهداية.
2- أن يسير المسلم على آداب الدعاء الواردة بها بالحمد أولا ثم الثناء ثم التمجيد

إفراد العبودية لله والاستعانة به .
3- أن يتوجه المسلم لحمد الله وشكره كل وقت على جميع نعمه.
4- أن يقرأها المسلم باستحضار أنها سبب للشفاء وقضاء الحوائج .
5- أنها رقية للمريض من مرضه وسبب لذهاب وزوال المرض والاستطباب.
6- استحضار عظمة صفات الله سبحانة ودلالاتها على المعاني العظيمة .
7- أن فيها تحقيق الصلة بين العبد وربه وزيادة العلاقة والعبودية والتوحيد.
8- أنها تشعر المسلم بالعقيدة والتوحيد الخالص من خلال اشتمالها على أنواع التوحيد الثلاثة، الربوبية و الألوهية والأسماء والصفات ،فيكون أقرب إلى الإخلاص في العمل .
9- أنها الطريق المستقيم والقيام بأوامر الله .
10- أن يعتني المسلم بأمر جماعة المسلمين ممن حوله ،من خلال استخدام ضمير الجمع في مواضعها.

11- مفتاح كل خير وتحقيق لكل سعادة مرتجاة، عامة وشاملة.
12- دوام حمد الله والثناء عليه بكل أنواع المحامد اللائقة به سبحانه.
13- دوام الشكر لله على كل نعمه الظاهرة والباطنة ،كل وقت وكل حين وفي كل مكان وعلى أي حال.
14- أن يلتزم المسلم بالاستقامة الدائمة على أمر الله ومنهجه وشرعه دون حيدة أو انحراف.

[ونذكر وجه الدلالة على هذه الفوائد من الآيات]


التقدير: (أ).
أحسنت، بارك الله فيك وسددك.


الساعة الآن 12:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir