كتاب الشين - أبواب الأربعة وما فوقها
أبواب الأربعة وما فوقها
173 - باب الشيطان قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: كل غالب متمرد من الجن والإنس والدواب فهو شيطان. واختلف العلماء هل نون الشيطان أصلية أم زائدة على قولين: - أحدهما: أن النون فيه أصلية كأنه من شطن، أي: بعد. يقال من ذلك: شطنت داره [أي: بعدت]. وقذفته نوى شطون. قال أمية بن أبي الصلت في صفة سليمان عليه السلام: - أيما شاطن عصاه عكاه = ثم يلقى في السجن والأغلال ومعنى عكاه: أوثقه. فهذا يدل على أن النون أصلية فتكون على " فيعال " فعلى هذا القول فإنه مأخوذ من شطن وفي تسميته بذلك قولان: - أحدهما: أنه سمي شيطانا لبعده عن الخير. والثاني: لبعد غوره في الشر. والقول الثاني: أن النون فيه زائدة فيكون من شاط يشيط إذا ذهب وهلك. وأنشدوا من ذلك: - وقد يشيط على أرماحنا البطل وذكر بعض المفسرين أن الشيطان في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: الكاهن. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإذا خلوا إلى شياطينهم}، وقيل: هم رؤساؤهم في الكفر. والثاني: الطاغي من الجن والإنس. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {شياطين الإنس والجن}، وفيها: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم}. والثالث: الحية. ومنه قوله تعالى في الصافات: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين}. والرابع: أمية بن خلف. ومنه قوله تعالى في الفرقان: {وكان الشيطان للإنسان خذولا}، وقيل: أريد بالشيطان ها هنا أبو جهل. وبالإنسان عقبة بن أبي معيط. 174 - باب الشيع قال ابن فارس: الشيعة الأعوان والأحزاب ويقال: آتيك غدا أو شيعه، أي: ما بعده. قال الشاعر: - قال الخليط غدا تصدعنا = أو شيعه أفلا تودعنا وذكر أهل التفسير أن الشيع في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: الفرق. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا}، وفي الحجر: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين}، وفي القصص: {وجعل أهلها شيعا}، وفي الروم: {من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا}. والثاني: الأهل والنسب. ومنه قوله تعالى في القصص: {هذا من شيعته وهذا من عدوه}، أراد (من أهله) في النسب إلى بني إسرائيل. والثالث: أهل الملة. ومنه قوله تعالى في مريم: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد}، وفي القمر: {ولقد أهلكنا أشياعكم}، وفي سبأ: {كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا}، وفي الصافات: {وإن من شيعته لإبراهيم}. والرابع: الأهواء المختلفة. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {أو يلبسكم شيعا}. 175 - باب الشهيد قال ابن فارس: ويقال (سمي شهيدا لسقوطه على الأرض بالشهادة. وذكر أهل التفسير) أن الشهيد في القرآن على سبعة أوجه: - أحدها: النبي المبلغ. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد}، وفي هود: {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم}. والثاني: الملك الحافظ. ومنه قوله تعالى [في ق]: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد}، وفي الزمر: {وجيء بالنبيين والشهداء}. والثالث: أمة محمد عليه السلام. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {فاكتبنا مع الشاهدين} والرابع: الشاهد بالحق على المشهود عليه. ومنه قوله تعالى في البقرة: {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}، وفيها: {ولا يضار كاتب ولا شهيد}، وفيها: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم}. والخامس: القتيل في سبيل الله. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}، وفي الحديد: {والشهداء عند ربهم لهم أجرهم}. والسادس: الحاضر. ومنه قوله تعالى في البقرة: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت}، وفي سورة النساء: {قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا}، وفي الفرقان: {والذين لا يشهدون الزور}. والسابع: الشريك وهو الصنم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وادعوا شهداءكم من دون الله}. 176 - باب الشجر وشجر بين القوم: إذا اختلف الأمر بينهم. وذكر أهل التفسير أن الشجر في القرآن على أحد عشر وجها: - أحدها: الشجر الذي له ساق. ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن: {والنجم والشجر يسجدان}. والثاني: الكرم. ومنه قوله تعالى: [في سورة البقرة]: {ولا تقربا هذه الشجرة} [قيل نبات أو ساق]. وقيل: هي الحنطة. والثالث: الزيتون. ومنه قوله تعالى في المؤمنين: {وشجرة تخرج من طور سناء}. والرابع: الزقوم. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {والشجرة الملعونة في القرآن}، وفي الصافات: {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم}. والخامس: النخلة. ومنه قوله تعالى في إبراهيم: {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة}. والسادس: شجرة الحنظل. ومنه قوله تعالى في إبراهيم: " {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة}. والسابع: شجرة العوسج (ومنه قوله تعالى في سورة القصص: {نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة}، وكانت شجرة العوسج). والثامن: شجرة القرع. ومنه قوله تعالى في الصافات: {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}. والتاسع: شجر المرخ والعفار. ومنه قوله تعالى في سورة يس: {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا}، قال ابن قتيبة: أراد بها الزنود التي توري بها الأعراب من شجر المرخ والعفار. وهو شجر معروف. والعاشر: السمرة. ومنه قوله تعالى في سورة الفتح: {إذ يبايعونك تحت الشجرة}، وكانت هذه الشجرة سمرة. وقال ابن فارس: والسمرة واحدة السمر وهو شجر الطلح. والحادي عشر: إبراهيم الخليل عليه السلام. ومنه قوله تعالى (في النور: {يوقد من شجرة مباركة} وهذا مثل ضربه الله تعالى لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في قوله: {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} إلى قوله: {يوقد من شجرة مباركة}، أي: هو من ذرية إبراهيم عليه السلام |
الساعة الآن 03:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir