معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى) (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1039)
-   -   التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=41419)

هيئة الإشراف 11 صفر 1441هـ/10-10-2019م 04:40 AM

التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير
 


مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير

عبدالكريم الشملان 20 صفر 1441هـ/19-10-2019م 02:53 PM

تخريج أقوال المفسرين و توجيهها :- ١- قول ابن عباس في قوله تعالى " وله المثل الأعلى " قال : يقول "ليس كمثله شيء" الروم :٢٧
اولاً :- التخريج :- رواه الطبري في تفسيره من طريق علي عن أبي صالح عن ابن عباس ، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس ، وذكره عن ابن عباس :- الثعلبي في تفسيره ، ومكي في الهداية ، والبغوي عن ابن حيّان عن الكلبي، والقرطبي في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، ونقله السيوطي في تفسيره وعزاه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم

ثانياً :- التوجية :- توجيه هذا القول مبناه على سياق الآية ، حيث كان يدور حول مناقشة ومجادلة الكافرين حول إنكارهم للبعث ، فأراد الله سبحانه أن يضرب لهم مثلاً قريباً من أفهامهم لأجل أن يقتنعوا بالمثال ،مع إدراك الفارق بين الخالق والمخلوق ،
ويمكن توجيه قول ابن عباس على إرادة ما يلي :
١- أن الله سبحانه " له المثل الأعلى " فإنه تبارك وتعالى رب واحد لا شريك له وهو العزيز في ملكه ، " ليس كمثله شيء ".

٢- الرد على المشركين فيما قالوه ، بأن الله ليس له ند ولا شبيه .
٣- أن الله سبحانه " له الصفة العليا في السماوات والأرض " وهي " أنه ليس كمثله شيء".
٤- أن لله سبحانه الوصف الأرفع الأعلى الذي ليس لغيره مثله ، وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة .
٥- أن لله الوصف الأعلى بالوحدانية ، والوصف الأعلى العجيب الشأن من القدرة العامة ، والحكمة التامه وسائر صفات الكمال التي ليس لغيره ما يداينها فضلا عما يساويها .

٦-أن الله سبحانه خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل وأهون من الابتداء ، والإنشاء ، وجعله مثلا لهم فقال " وله المثل الأعلى " أي: قوله " وهو أهون عليه " قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل .
٧ - الإعادة أهون من البداءة وأيسر ، مثل ضربه الله ، أي : إعاده الشيء على الخلق أهون من ابتدائه ، فالبعث أهون عليه عندكم من الإنشاء ، أو أهون على الخلق يصاح به فيقومون ، يقال : كونوا فيكونون أهون عليهم من أن يكونوا نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً إلى أن يصيروا رجالاً ونساء ".
٨- المعنى :- أن إعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه ، وكل شيء عليه هين ، وجاز ذلك في صفات الله ،كما قال تعالى " وكان ذلك على الله يسيرا" ،النساء :٣٠ .
وحسن ذلك كله لأن الله خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل من الابتداء ، فجعله مثلا لهم ، لأنهم كذلك يعرفون في عادتهم : أن إعادة الشيء مع تقدم مثال أسهل من اختراع الشيء بغير مثال تقدم ، فهو مثل لهم على ما يفهمون ، ألا ترى أن بعده " وله المثل الأعلى "

٩- لما جاء بلفظ فيه استعارة واستشهاد بالمخلوق على الخالق و تشبيه بما يعهده الناس من أنفسهم خلص جانب العظمة بأنه جعل له المثل الأعلى الذي لا يتصل به تكييف ولا تماثل مع شيء ، والعزة والحكمة : موافقتان لمعنى الآية .."
١٠- في الآية ابتداء توجيه الكلام إلى المشركين من باب التسليم الجدلي في المناظرة ، فلما أنكروا الإعادة بعد الموت واستدل عليهم بقياس المساواه ، ولما كان إنكارهم الإعادة بعد الموت متضمنا تحديد مفعول القدرة الإلهية جاء التنازل في الاستدلال إلى أن تحديد مفعول القدرة لو سلم لهم لكان يقتضي إمكان البعث بقياس الأحرى ، فإن إعادة المصنوع أهون من صنعته الأولى ، وأدخل تحت تأثير قدرته فيما تعارفه الناس في مقدوراتهم ، وأهون مستعمل في معنى المفاضلة على طريقة إرخاء العنان والتسليم الجدلي ، فتحمل صيغة
التفضيل على معنى قوة الفعل المصوغة له وللإشارة إلى أن قوله " وهو أهون عليه" مجرد تقريب لأفهامهم عقب بقوله " وله المثل الأعلى في السموات والأرض " أي ثبت له واستحق الشأن الأتم الذي لا يقاس بشؤون الناس المتعارفة ،وإنما لقصد التقريب لأفهامكم".

التطبيق التاسع ٢/
قول ابن عباس في قوله تعالى " وادكر بعد أمة " قال :بعد نسيان :-
أولاً تخريج القول:- رواه الطبري في تفسيره من طريق الحسن بن محمد عن عفان عن همام ،. ومن طريق : ابن حميد عن بهز بن أسد ..، ورواه ابن أبي حاتم من طريق أبي حاتم عن نصر عن أبيه عن همام ..،
وذكره الزجاج والثعلبي ومكي وابن عطية والقرطبي ،ونقله السيوطي في الدر المنثور عن ابن جرير وابن المنذر روا بن ابي حاتم ، " كلهم في قراءة لابن عباس " وادكر بعد أمه " ، ذكره من دون نسبه : ابن المنذر في تفسيره ، وابن كثير .

ثانياً :- التوجية :
وهذا القول يبتنى من ثلاثة أوجه :-
الوجه الأول :- قراءة ابن عباس وجماعة ، أنه قرأ الآية " وادَّكر بعد أمهٍ " بفتح الهمزه والميم مع الهاء، ومعناه :- النسيان في كلام العرب ،كما قرر ذلك الطبري في تفسيره قال " أن العرب تقول : أمِهَ الرجل يأمَهُ أَمْهاً : إذا نسى ، والأمَهُ : النسيان ، يقال أَمِهَ يأمَهُ أَمَهاً ، هذا الصحيح بفتح الميم ، لأن المصدر أنه : يأمَهُ أَمَهٌ لا غير ، ورجل مَاهٍ : ذاهب العقل ، وأنشد أبو عبيدة :- أَمِهْتُ وكنت لا أنسى حديثاً ... كذلك الدهر يودي بالعقول

الوجه الثاني :- أصل الاستعمال اللغوي لكلمة " أَمِهَ " حيث أنها في استعمال العرب تعني " النسيان " قال ابن فارس : وأما الهمزة والميم والهاء ، فقد ذكروا في قول الله " وادكر بعد أَمَه " أنه : النسيان ،يقال : أَمِهت: إذا نسيت ، وَذَا حرف واحد لا يقاس عليه ."
وذكر الراغب بعدما ساق قراءة ابن عباس " أي بعد النسيان ، وحقيقة ذلك : بعد انقضاء أهل عصر أو أهل دين ".
الوجه الثالث :- أن الله سبحانه وتعالى قال" وادكر بعد أمة " وادّكر أصله :- واذتكر ، ولكن التاء أبدل منها الذال وأدغمت الذال في الدال ،ويجوز واذَّكر بالذال ، والأجود بالدال " قاله الزجاج ،
والتذكر لا يأتي إلا بعد نسيان ، قال مكي: تذكر بعد حين وصية يوسف وأمره .

3 -قول سالم الأفطس في قوله تعالى "إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه"
أولا :التخريج:
رواه الطبري في تفسيره من طريق يونس عن علي بن معبد عن عتاب بن بشير عن سالم الأفطس .
ثانيا :التوجيه:
هذا القول مبناه من ثلاثة أوجه :
الوجه 1 أن هذا المعنى بني على قراء ة أبي بن كعب "يخوفكم بأوليائه"فيما رواه الثعلبي في تفسيره عن محمد بن مسلم ،
وقال :يخوف المؤمنين بالكافرين .
الوجه الثاني :- سبب النزول :-(السبب)
١- ذكر مقاتل في تفسير أنها نزلت في ذي القعدة بذي الحليفة بعد قتال أحد ، كما طلب الرسول من المسلمين قتال المشركين فخوفهم المنافقون ، فأوقع الشيطان قول المنافقين في قلوب المؤمنين فأنزل الله " إنما ذلكم.." يعنى :- يخوفهم بكثرة أوليائه من المشركين فلا تخافوهم وَخَافُون في ترك أمري إن كُنتُم مؤمنين".
أي ذلك التخويف الذي كان فعل الشيطان لأولئك الرهط وما ألقى الشيطان على أفواههم،وكما ذكر مكي في الهداية أنهم أبو سفيان وأصحابه.
فيكون التخويف :أي يرهبكم بأوليائه ،أو يخوفكم الفقر ،أو من أوليائه،ونسبها الزجاج لأهل العربية ،أي أولياء إبليس ،حتى يخوف المؤمنين بالكافرين.
-الوجه 3:
(الإعراب):
وذلكم في الإعراب ابتداء، والشيطان مبتدأ آخر ويخوف أولياءه خبر عن الشيطان ، والجملة خبر الابتداء الأول ، وهذا الإعراب خير في تناسق المعنى من أن يكون الشيطان خبر "ذلكم" لأنه يجئ في المعنى استعارة بعيدة ، ويخوف فعل يتعدى إلى مفعولين ، لكن يجوز الاقتصار على أحدهما إذ الآخر مفهوم من بنية هذا الفعل ، لأنك إذا قلت خوفت زيدا فمعلوم ضرورة أنك خوفته شيئاً حقه أن يخاف ..وفسرت قراءة الجماعة " يخوف أولياءه"قراءة أبي بن كعب " يخوفكم بأوليائه.

(الاعراب)
2- قرأ أبي والنخعي " يخوفكم بأوليائه" فيجوز أن تكون زائدة مثلها في يقرآن بالسور ، ويكون المفعول الثاني هو بأوليائه ، أي : أولياءهُ، كقراءة الجمهور ، ويجوز أن تكون الباء للسبب ، ويكون مفعول يخوف الثاني محذوفا ،أي يخوفكم السر بأوليائه ، فيكونون آلة للتخويف ،وقد حمل بعض المعربين قراءة الجمهور "يخوف أولياءه "على أن التقدير : بأوليائه ، فيكون إذ ذاك قد حذف مفعولا يخوف لدلالة المعنى على الحذف ، والتقدير :يخوفكم الشر بأوليائه ،وهذا بعيد ، والأحسن في الاعراب : أن يكون "ذلكم " مبتدأ والشيطان خبره ،ويخوف جملة حالية يدل على أن هذه الجملة حال مجئ المفرد منصوبا على الحال مكانها".
3- المفعول الأول محذوف ، والياء محذوفة كما قال الشاعر :- أمرتك الخير فا فعل ما أمرت ..فقد تركتك ذا مال وَذَا نشب.

4- ومن أوجه الإعراب المبتناة على المعنى التفسيري :أن المفعولين محذوفان و" أولياؤه" نصب على إسقاط حرف الجر ، والتقدير :يخوفكم الشر بأوليائه ، والباء للسبب ، أي: بسبب أوليائه ، فيكونون هم آلة التخويف ، وكأن هذا القائل رأى قراءة أبي والنخعي " يخوف بأوليائه ،فظن أن قراءة الجمهور مثلها في الأصل ثم حذفت الباء وليس كذلك"
5- "ويجوز أن تكون الإشارة إلى قوله على تقدير مضاف " أي : إنما ذلكم قول الشيطان ،أي : إبليس ، والمستكن في يخوف إما المقدار وإما الشيطان ،بحذف الراجع إلى المقدر ، أي : يخوف به ، والمراد بأوليائه إما أبو سفيان وأصحابه ،فالمفعول الأول محذوف أي :"يخوفكم أولياءه..."

6- وقوله " يخوف أولياءه" تقديره : يخوفكم أولياءه ، فحذف المفعول الأول لفعل "يخوف" بقرينه قوله بعده : فلا تخافوهم ، فإن خوَّف يتعدى إلى مفعولين إذ هو مضاعف خاف المجرد ، وخاف يتعدى إلى مفعول واحد ،فصار بالتضعيف متعديا إلى مفعولين".

القول الرابع
قول سعيد بن جبير في قوله تعالى "يحفظونه من أمر الله":الملائكة :الحفظة ،وحفظهم إياه من أمر الله .
أولا :تخريج القول :
رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن حميد عن جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير ،
ونقله السيوطي في الدر المنثور وعزاه إلى ابن جرير.
ثانيا :توجيه القول :
هذا القول مبتناه على تحديد معنى "من"في الآية ،حيث تكون من على بابها ،أي من أمر الله ،أي من الجن والإنس ،فتكون من على بابها ،يعني أن يراد بأمر الله نفس ما يحفظ منه ،كمردة الإنس والجن ،فتكون من لابتداء الغاية .
ويكون الإعراب :
١- من جعل المعقبات" ملائكة :كان قوله من أمر الله على وجهين :- الثاني أن يكون المعنى : له معقبات من أمر الله ، من بين يديه ومن خلفه ،أي : المعقبات من أمر الله " هي " يديه " .. فتكون من متعلقة بمعقبات ، وهي لبيان الجنس"
٢- " ومن أمر الله " يحتمل أن يكون صفة لمعقبات ، ويحتمل أن يكون المعنى : يحفظونه من كل ما جرى القلم باندفاعه ، فإذا جاء المقدور أسلم المرء إليه .
ويكون مبنى القول أن يحفظونه : بمعنى : يحرسونه ويذبون عنه ، فالضمير محمول ليحفظ ، أو المعنى : حفظ الأقوال و تحصيلها ،ففي اللفظة حذف مضاف تقديره : يحفظون أعماله ، " ومن أمر الله " من جعل يحفظونه بمعنى يحرسونه كان معنى قوله "من أمر الله" يراد به المعقبات ، فيكون في الآية تقديم وتأخير ، أي : له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ".

٣- أو يكون من أمر الله في موضع رفع لأنه صفة لمرفوع ، ويتعلق إذ ذاك بمحذوف ، أي : كائنة من أمر الله تعالى ، ولا يحتاج في هذا المعنى إلى تقدير تقديم و تأخير ، بل وصفت المعقبات بثلاث صفات في الظاهر : أحدها : من بين يديه ومن خلفه ،أي :كائنة من بين يديه و الثانية : يحفظونه ، أي : حافظات له . والثالثة : كونها من أمر الله .
٤- يكون المعنى : حفظهم إياه من أمر الله ، أي مما أمرهم الله تعالى به ، لا أنهم يقدرون أن يدفعوا أمر الله ، كما تقول : يحفظونه عن أمر الله ".

٥- أو : يحفظونه من أمر الله أي : مما أمر الله به من الحفظ عنه ".
٦-أو من بأسه حين أذنب بالاستمهال و الاستغفار له ، أو يحفظونه من المضار أو يراقبون أحوال ،من أجل أمر الله تعالى " .
٧-أو يعنى بأمر الله من الإنس والجن مما لم يقدر أن يصيبه حتى تسلمه المقادير ، فإذا أراد الله أن يغير ما به لم تغن عنه المعقبات شيئاً".

٨- أو :أي هم من أمر الله ، وهم ملائكة الله ، هم حفظة من الله لبني آدم ولأعمالهم، يتعاقبون فيهم بالليل والنهار ، ملائكة بالليل و ملائكة في النهار ، فيجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة العصر ، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم :كيف تركتم عبادي ، فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون ، يحفظون العباد مما لم يقدر لهم ، و يحفظون عليهم أعمالهم ".

٩- أو قوله " من أمر الله " صفه لمعقبات ، أي : جماعات من جند الله وأمره ، أو يكون الحفظ مرادا به الوقاية والصيانة ، أي : يحفظونه من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ، أي : يقونه أضرار الليل من اللصوص وذوات السموم ..فيكون من أمر الله جاراً و مجرورا متعلقا بيحفظونه ، أي : يقونه من مخلوقات الله ..."

القول الخامس :
قوله تعالى "إنا أعطيناك الكوثر"،قال ابن عباس في الكوثر : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.
أولا :تخريج القول ؛
أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس ،
ورواه الطبري في تفسيره ومجاهد والبغوي.
ثانيا:توجيه القول :
قول مبني على أن كوثر :فوعل من الكثرة ،صيغة مبالغة من الكثرة ،فالعرب تسمي كل شي كثير في العدد أو كثير في المقدار الخطر :كوثرا.
والكوثر :المفرط في الكثرة،كما أن الكوثر اسم في اللغة للخير الكثير ،صيغ على وزن فوعل ،وهي من صيغ الأسماء الجامدة غالبا،نحو الكوكب والجورب ..،ولما وقع هنا مادة الكثر كانت صيغته مفيدة شدة ما اشتقت منه بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى،ويوصف الرجل صاحب الخير الكثير بكوثر من باب الوصف،

١- قال الكميت :
وأنت كثير يابن مروان طيب
وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
والكوثر : العدد الكثير من الأصحاب والأشياع ، والكوثر من الغبار الكثير ، وقد تكوثر، إذا كثر ، قال الشاعر :-
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا ، وقال :- ويسمى به (أي الحوض ) لما فيه من الخير الكثير والماء الكثير "
٢- ولا مجال أن الذي أعطى الله محمداً عليه السلام من النبوة والحكمة والعلم بربه والفوز برضوانه والشرف على عبادة هو أكثر الأشياء وأعظمها ، كأنه يقول " إِنَّا أعطيناك الحظ الأعظم".

٣- فقد أعطى الإسلام والنبوه وإظهار الدين ، والنصر على عدوه والشفاعة .
٤-والكوثر :أي الخير المفرط الكثير من شرف النبوة الجامعة لخيري الدارين والرياسة العامة المستتبعة لسعادة الدنيا والدين ، فوعل من الكثرة ".

تخريج أقوال المفسرين و توجيهها :- ١- قول ابن عباس في قوله تعالى " وله المثل الأعلى " قال : يقول "ليس كمثله شيء" الروم :٢٧
اولاً :- التخريج :- رواه الطبري في تفسيره من طريق علي عن أبي صالح عن ابن عباس ، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس ، وذكره عن ابن عباس :- الثعلبي في تفسيره ، ومكي في الهداية ، والبغوي عن ابن حيّان عن الكلبي، والقرطبي في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، ونقله السيوطي في تفسيره وعزاه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم

ثانياً :- التوجية :- توجيه هذا القول مبناه على سياق الآية ، حيث كان يدور حول مناقشة ومجادلة الكافرين حول إنكارهم للبعث ، فأراد الله سبحانه أن يضرب لهم مثلاً قريباً من أفهامهم لأجل أن يقتنعوا بالمثال ،مع إدراك الفارق بين الخالق والمخلوق ،
ويمكن توجيه قول ابن عباس على إرادة ما يلي :
١- أن الله سبحانه " له المثل الأعلى " فإنه تبارك وتعالى رب واحد لا شريك له وهو العزيز في ملكه ، " ليس كمثله شيء ".

٢- الرد على المشركين فيما قالوه ، بأن الله ليس له ند ولا شبيه .
٣- أن الله سبحانه " له الصفة العليا في السماوات والأرض " وهي " أنه ليس كمثله شيء".
٤- أن لله سبحانه الوصف الأرفع الأعلى الذي ليس لغيره مثله ، وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة .
٥- أن لله الوصف الأعلى بالوحدانية ، والوصف الأعلى العجيب الشأن من القدرة العامة ، والحكمة التامه وسائر صفات الكمال التي ليس لغيره ما يداينها فضلا عما يساويها .

هيئة التصحيح 11 13 ربيع الثاني 1441هـ/10-12-2019م 04:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان (المشاركة 373663)
تخريج أقوال المفسرين و توجيهها :- ١- قول ابن عباس في قوله تعالى " وله المثل الأعلى " قال : يقول "ليس كمثله شيء" الروم :٢٧
اولاً :- التخريج :- رواه الطبري في تفسيره من طريق علي عن أبي صالح عن ابن عباس ، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس ، وذكره عن ابن عباس :- الثعلبي في تفسيره ، ومكي في الهداية ، والبغوي عن ابن حيّان عن الكلبي، والقرطبي في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، ونقله السيوطي في تفسيره وعزاه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم

ثانياً :- التوجية :- توجيه هذا القول مبناه على سياق الآية ، حيث كان يدور حول مناقشة ومجادلة الكافرين حول إنكارهم للبعث ، فأراد الله سبحانه أن يضرب لهم مثلاً قريباً من أفهامهم لأجل أن يقتنعوا بالمثال ،مع إدراك الفارق بين الخالق والمخلوق ،
ويمكن توجيه قول ابن عباس على إرادة ما يلي :
١- أن الله سبحانه " له المثل الأعلى " فإنه تبارك وتعالى رب واحد لا شريك له وهو العزيز في ملكه ، " ليس كمثله شيء ".

٢- الرد على المشركين فيما قالوه ، بأن الله ليس له ند ولا شبيه .
٣- أن الله سبحانه " له الصفة العليا في السماوات والأرض " وهي " أنه ليس كمثله شيء".
٤- أن لله سبحانه الوصف الأرفع الأعلى الذي ليس لغيره مثله ، وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة .
٥- أن لله الوصف الأعلى بالوحدانية ، والوصف الأعلى العجيب الشأن من القدرة العامة ، والحكمة التامه وسائر صفات الكمال التي ليس لغيره ما يداينها فضلا عما يساويها .

٦-أن الله سبحانه خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل وأهون من الابتداء ، والإنشاء ، وجعله مثلا لهم فقال " وله المثل الأعلى " أي: قوله " وهو أهون عليه " قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل .
٧ - الإعادة أهون من البداءة وأيسر ، مثل ضربه الله ، أي : إعاده الشيء على الخلق أهون من ابتدائه ، فالبعث أهون عليه عندكم من الإنشاء ، أو أهون على الخلق يصاح به فيقومون ، يقال : كونوا فيكونون أهون عليهم من أن يكونوا نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً إلى أن يصيروا رجالاً ونساء ".
٨- المعنى :- أن إعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه ، وكل شيء عليه هين ، وجاز ذلك في صفات الله ،كما قال تعالى " وكان ذلك على الله يسيرا" ،النساء :٣٠ .
وحسن ذلك كله لأن الله خاطب العباد بما يعقلون ، فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل من الابتداء ، فجعله مثلا لهم ، لأنهم كذلك يعرفون في عادتهم : أن إعادة الشيء مع تقدم مثال أسهل من اختراع الشيء بغير مثال تقدم ، فهو مثل لهم على ما يفهمون ، ألا ترى أن بعده " وله المثل الأعلى "

٩- لما جاء بلفظ فيه استعارة واستشهاد بالمخلوق على الخالق و تشبيه بما يعهده الناس من أنفسهم خلص جانب العظمة بأنه جعل له المثل الأعلى الذي لا يتصل به تكييف ولا تماثل مع شيء ، والعزة والحكمة : موافقتان لمعنى الآية .."
١٠- في الآية ابتداء توجيه الكلام إلى المشركين من باب التسليم الجدلي في المناظرة ، فلما أنكروا الإعادة بعد الموت واستدل عليهم بقياس المساواه ، ولما كان إنكارهم الإعادة بعد الموت متضمنا تحديد مفعول القدرة الإلهية جاء التنازل في الاستدلال إلى أن تحديد مفعول القدرة لو سلم لهم لكان يقتضي إمكان البعث بقياس الأحرى ، فإن إعادة المصنوع أهون من صنعته الأولى ، وأدخل تحت تأثير قدرته فيما تعارفه الناس في مقدوراتهم ، وأهون مستعمل في معنى المفاضلة على طريقة إرخاء العنان والتسليم الجدلي ، فتحمل صيغة
التفضيل على معنى قوة الفعل المصوغة له وللإشارة إلى أن قوله " وهو أهون عليه" مجرد تقريب لأفهامهم عقب بقوله " وله المثل الأعلى في السموات والأرض " أي ثبت له واستحق الشأن الأتم الذي لا يقاس بشؤون الناس المتعارفة ،وإنما لقصد التقريب لأفهامكم".

التطبيق التاسع ٢/
قول ابن عباس في قوله تعالى " وادكر بعد أمة " قال :بعد نسيان :-
أولاً تخريج القول:- رواه الطبري في تفسيره من طريق الحسن بن محمد عن عفان عن همام ،. ومن طريق : ابن حميد عن بهز بن أسد ..، ورواه ابن أبي حاتم من طريق أبي حاتم عن نصر عن أبيه عن همام ..،
وذكره الزجاج والثعلبي ومكي وابن عطية والقرطبي ،ونقله السيوطي في الدر المنثور عن ابن جرير وابن المنذر روا بن ابي حاتم ، " كلهم في قراءة لابن عباس " وادكر بعد أمه " ، ذكره من دون نسبه : ابن المنذر في تفسيره ، وابن كثير .

ثانياً :- التوجية :
وهذا القول يبتنى من ثلاثة أوجه :-
الوجه الأول :- قراءة ابن عباس وجماعة ، أنه قرأ الآية " وادَّكر بعد أمهٍ " بفتح الهمزه والميم مع الهاء، ومعناه :- النسيان في كلام العرب ،كما قرر ذلك الطبري في تفسيره قال " أن العرب تقول : أمِهَ الرجل يأمَهُ أَمْهاً : إذا نسى ، والأمَهُ : النسيان ، يقال أَمِهَ يأمَهُ أَمَهاً ، هذا الصحيح بفتح الميم ، لأن المصدر أنه : يأمَهُ أَمَهٌ لا غير ، ورجل مَاهٍ : ذاهب العقل ، وأنشد أبو عبيدة :- أَمِهْتُ وكنت لا أنسى حديثاً ... كذلك الدهر يودي بالعقول

الوجه الثاني :- أصل الاستعمال اللغوي لكلمة " أَمِهَ " حيث أنها في استعمال العرب تعني " النسيان " قال ابن فارس : وأما الهمزة والميم والهاء ، فقد ذكروا في قول الله " وادكر بعد أَمَه " أنه : النسيان ،يقال : أَمِهت: إذا نسيت ، وَذَا حرف واحد لا يقاس عليه ."
وذكر الراغب بعدما ساق قراءة ابن عباس " أي بعد النسيان ، وحقيقة ذلك : بعد انقضاء أهل عصر أو أهل دين ".
الوجه الثالث :- أن الله سبحانه وتعالى قال" وادكر بعد أمة " وادّكر أصله :- واذتكر ، ولكن التاء أبدل منها الذال وأدغمت الذال في الدال ،ويجوز واذَّكر بالذال ، والأجود بالدال " قاله الزجاج ،
والتذكر لا يأتي إلا بعد نسيان ، قال مكي: تذكر بعد حين وصية يوسف وأمره .

3 -قول سالم الأفطس في قوله تعالى "إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه"
أولا :التخريج:
رواه الطبري في تفسيره من طريق يونس عن علي بن معبد عن عتاب بن بشير عن سالم الأفطس .
ثانيا :التوجيه:
هذا القول مبناه من ثلاثة أوجه :
الوجه 1 أن هذا المعنى بني على قراء ة أبي بن كعب "يخوفكم بأوليائه"فيما رواه الثعلبي في تفسيره عن محمد بن مسلم ،
وقال :يخوف المؤمنين بالكافرين .
الوجه الثاني :- سبب النزول :-(السبب)
١- ذكر مقاتل في تفسير أنها نزلت في ذي القعدة بذي الحليفة بعد قتال أحد ، كما طلب الرسول من المسلمين قتال المشركين فخوفهم المنافقون ، فأوقع الشيطان قول المنافقين في قلوب المؤمنين فأنزل الله " إنما ذلكم.." يعنى :- يخوفهم بكثرة أوليائه من المشركين فلا تخافوهم وَخَافُون في ترك أمري إن كُنتُم مؤمنين".
أي ذلك التخويف الذي كان فعل الشيطان لأولئك الرهط وما ألقى الشيطان على أفواههم،وكما ذكر مكي في الهداية أنهم أبو سفيان وأصحابه.
فيكون التخويف :أي يرهبكم بأوليائه ،أو يخوفكم الفقر ،أو من أوليائه،ونسبها الزجاج لأهل العربية ،أي أولياء إبليس ،حتى يخوف المؤمنين بالكافرين.
-الوجه 3:
(الإعراب):
وذلكم في الإعراب ابتداء، والشيطان مبتدأ آخر ويخوف أولياءه خبر عن الشيطان ، والجملة خبر الابتداء الأول ، وهذا الإعراب خير في تناسق المعنى من أن يكون الشيطان خبر "ذلكم" لأنه يجئ في المعنى استعارة بعيدة ، ويخوف فعل يتعدى إلى مفعولين ، لكن يجوز الاقتصار على أحدهما إذ الآخر مفهوم من بنية هذا الفعل ، لأنك إذا قلت خوفت زيدا فمعلوم ضرورة أنك خوفته شيئاً حقه أن يخاف ..وفسرت قراءة الجماعة " يخوف أولياءه"قراءة أبي بن كعب " يخوفكم بأوليائه.

(الاعراب)
2- قرأ أبي والنخعي " يخوفكم بأوليائه" فيجوز أن تكون زائدة مثلها في يقرآن بالسور ، ويكون المفعول الثاني هو بأوليائه ، أي : أولياءهُ، كقراءة الجمهور ، ويجوز أن تكون الباء للسبب ، ويكون مفعول يخوف الثاني محذوفا ،أي يخوفكم السر بأوليائه ، فيكونون آلة للتخويف ،وقد حمل بعض المعربين قراءة الجمهور "يخوف أولياءه "على أن التقدير : بأوليائه ، فيكون إذ ذاك قد حذف مفعولا يخوف لدلالة المعنى على الحذف ، والتقدير :يخوفكم الشر بأوليائه ،وهذا بعيد ، والأحسن في الاعراب : أن يكون "ذلكم " مبتدأ والشيطان خبره ،ويخوف جملة حالية يدل على أن هذه الجملة حال مجئ المفرد منصوبا على الحال مكانها".
3- المفعول الأول محذوف ، والياء محذوفة كما قال الشاعر :- أمرتك الخير فا فعل ما أمرت ..فقد تركتك ذا مال وَذَا نشب.

4- ومن أوجه الإعراب المبتناة على المعنى التفسيري :أن المفعولين محذوفان و" أولياؤه" نصب على إسقاط حرف الجر ، والتقدير :يخوفكم الشر بأوليائه ، والباء للسبب ، أي: بسبب أوليائه ، فيكونون هم آلة التخويف ، وكأن هذا القائل رأى قراءة أبي والنخعي " يخوف بأوليائه ،فظن أن قراءة الجمهور مثلها في الأصل ثم حذفت الباء وليس كذلك"
5- "ويجوز أن تكون الإشارة إلى قوله على تقدير مضاف " أي : إنما ذلكم قول الشيطان ،أي : إبليس ، والمستكن في يخوف إما المقدار وإما الشيطان ،بحذف الراجع إلى المقدر ، أي : يخوف به ، والمراد بأوليائه إما أبو سفيان وأصحابه ،فالمفعول الأول محذوف أي :"يخوفكم أولياءه..."

6- وقوله " يخوف أولياءه" تقديره : يخوفكم أولياءه ، فحذف المفعول الأول لفعل "يخوف" بقرينه قوله بعده : فلا تخافوهم ، فإن خوَّف يتعدى إلى مفعولين إذ هو مضاعف خاف المجرد ، وخاف يتعدى إلى مفعول واحد ،فصار بالتضعيف متعديا إلى مفعولين".

القول الرابع
قول سعيد بن جبير في قوله تعالى "يحفظونه من أمر الله":الملائكة :الحفظة ،وحفظهم إياه من أمر الله .
أولا :تخريج القول :
رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن حميد عن جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير ،
ونقله السيوطي في الدر المنثور وعزاه إلى ابن جرير.
ثانيا :توجيه القول :
هذا القول مبتناه على تحديد معنى "من"في الآية ،حيث تكون من على بابها ،أي من أمر الله ،أي من الجن والإنس ،فتكون من على بابها ،يعني أن يراد بأمر الله نفس ما يحفظ منه ،كمردة الإنس والجن ،فتكون من لابتداء الغاية .
ويكون الإعراب :
١- من جعل المعقبات" ملائكة :كان قوله من أمر الله على وجهين :- الثاني أن يكون المعنى : له معقبات من أمر الله ، من بين يديه ومن خلفه ،أي : المعقبات من أمر الله " هي " يديه " .. فتكون من متعلقة بمعقبات ، وهي لبيان الجنس"
٢- " ومن أمر الله " يحتمل أن يكون صفة لمعقبات ، ويحتمل أن يكون المعنى : يحفظونه من كل ما جرى القلم باندفاعه ، فإذا جاء المقدور أسلم المرء إليه .
ويكون مبنى القول أن يحفظونه : بمعنى : يحرسونه ويذبون عنه ، فالضمير محمول ليحفظ ، أو المعنى : حفظ الأقوال و تحصيلها ،ففي اللفظة حذف مضاف تقديره : يحفظون أعماله ، " ومن أمر الله " من جعل يحفظونه بمعنى يحرسونه كان معنى قوله "من أمر الله" يراد به المعقبات ، فيكون في الآية تقديم وتأخير ، أي : له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ".

٣- أو يكون من أمر الله في موضع رفع لأنه صفة لمرفوع ، ويتعلق إذ ذاك بمحذوف ، أي : كائنة من أمر الله تعالى ، ولا يحتاج في هذا المعنى إلى تقدير تقديم و تأخير ، بل وصفت المعقبات بثلاث صفات في الظاهر : أحدها : من بين يديه ومن خلفه ،أي :كائنة من بين يديه و الثانية : يحفظونه ، أي : حافظات له . والثالثة : كونها من أمر الله .
٤- يكون المعنى : حفظهم إياه من أمر الله ، أي مما أمرهم الله تعالى به ، لا أنهم يقدرون أن يدفعوا أمر الله ، كما تقول : يحفظونه عن أمر الله ".

٥- أو : يحفظونه من أمر الله أي : مما أمر الله به من الحفظ عنه ".
٦-أو من بأسه حين أذنب بالاستمهال و الاستغفار له ، أو يحفظونه من المضار أو يراقبون أحوال ،من أجل أمر الله تعالى " .
٧-أو يعنى بأمر الله من الإنس والجن مما لم يقدر أن يصيبه حتى تسلمه المقادير ، فإذا أراد الله أن يغير ما به لم تغن عنه المعقبات شيئاً".

٨- أو :أي هم من أمر الله ، وهم ملائكة الله ، هم حفظة من الله لبني آدم ولأعمالهم، يتعاقبون فيهم بالليل والنهار ، ملائكة بالليل و ملائكة في النهار ، فيجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة العصر ، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم :كيف تركتم عبادي ، فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون ، يحفظون العباد مما لم يقدر لهم ، و يحفظون عليهم أعمالهم ".

٩- أو قوله " من أمر الله " صفه لمعقبات ، أي : جماعات من جند الله وأمره ، أو يكون الحفظ مرادا به الوقاية والصيانة ، أي : يحفظونه من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ، أي : يقونه أضرار الليل من اللصوص وذوات السموم ..فيكون من أمر الله جاراً و مجرورا متعلقا بيحفظونه ، أي : يقونه من مخلوقات الله ..."

القول الخامس :
قوله تعالى "إنا أعطيناك الكوثر"،قال ابن عباس في الكوثر : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.
أولا :تخريج القول ؛
أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس ،
ورواه الطبري في تفسيره ومجاهد والبغوي.
ثانيا:توجيه القول :
قول مبني على أن كوثر :فوعل من الكثرة ،صيغة مبالغة من الكثرة ،فالعرب تسمي كل شي كثير في العدد أو كثير في المقدار الخطر :كوثرا.
والكوثر :المفرط في الكثرة،كما أن الكوثر اسم في اللغة للخير الكثير ،صيغ على وزن فوعل ،وهي من صيغ الأسماء الجامدة غالبا،نحو الكوكب والجورب ..،ولما وقع هنا مادة الكثر كانت صيغته مفيدة شدة ما اشتقت منه بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى،ويوصف الرجل صاحب الخير الكثير بكوثر من باب الوصف،

١- قال الكميت :
وأنت كثير يابن مروان طيب
وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
والكوثر : العدد الكثير من الأصحاب والأشياع ، والكوثر من الغبار الكثير ، وقد تكوثر، إذا كثر ، قال الشاعر :-
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا ، وقال :- ويسمى به (أي الحوض ) لما فيه من الخير الكثير والماء الكثير "
٢- ولا مجال أن الذي أعطى الله محمداً عليه السلام من النبوة والحكمة والعلم بربه والفوز برضوانه والشرف على عبادة هو أكثر الأشياء وأعظمها ، كأنه يقول " إِنَّا أعطيناك الحظ الأعظم".

٣- فقد أعطى الإسلام والنبوه وإظهار الدين ، والنصر على عدوه والشفاعة .
٤-والكوثر :أي الخير المفرط الكثير من شرف النبوة الجامعة لخيري الدارين والرياسة العامة المستتبعة لسعادة الدنيا والدين ، فوعل من الكثرة ".

تخريج أقوال المفسرين و توجيهها :- ١- قول ابن عباس في قوله تعالى " وله المثل الأعلى " قال : يقول "ليس كمثله شيء" الروم :٢٧
اولاً :- التخريج :- رواه الطبري في تفسيره من طريق علي عن أبي صالح عن ابن عباس ، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس ، وذكره عن ابن عباس :- الثعلبي في تفسيره ، ومكي في الهداية ، والبغوي عن ابن حيّان عن الكلبي، والقرطبي في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، ونقله السيوطي في تفسيره وعزاه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم

ثانياً :- التوجية :- توجيه هذا القول مبناه على سياق الآية ، حيث كان يدور حول مناقشة ومجادلة الكافرين حول إنكارهم للبعث ، فأراد الله سبحانه أن يضرب لهم مثلاً قريباً من أفهامهم لأجل أن يقتنعوا بالمثال ،مع إدراك الفارق بين الخالق والمخلوق ،
ويمكن توجيه قول ابن عباس على إرادة ما يلي :
١- أن الله سبحانه " له المثل الأعلى " فإنه تبارك وتعالى رب واحد لا شريك له وهو العزيز في ملكه ، " ليس كمثله شيء ".

٢- الرد على المشركين فيما قالوه ، بأن الله ليس له ند ولا شبيه .
٣- أن الله سبحانه " له الصفة العليا في السماوات والأرض " وهي " أنه ليس كمثله شيء".
٤- أن لله سبحانه الوصف الأرفع الأعلى الذي ليس لغيره مثله ، وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة .
٥- أن لله الوصف الأعلى بالوحدانية ، والوصف الأعلى العجيب الشأن من القدرة العامة ، والحكمة التامه وسائر صفات الكمال التي ليس لغيره ما يداينها فضلا عما يساويها .

بارك الله فيك ونفع بك.
سبق تصحيح هذا التطبيق هنا:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...68&postcount=3
وكان التقويم " ج "

ولم تستدرك الملحوظات عليه ليعاد تصحيحه، وأغلب الملحوظات ملونة باللون الأحمر أثناء الاقتباس في الرابط أعلاه.
وفقك الله وسددك.


الساعة الآن 02:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir