معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى السادس (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1038)
-   -   تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الثالث عشر (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=44760)

هيئة الإشراف 26 صفر 1443هـ/3-10-2021م 12:22 AM

تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الثالث عشر
 
تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في
(الأسبوع الثالث عشر)

*نأمل من جميع الطلاب الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد.

منى حامد 3 ربيع الأول 1443هـ/9-10-2021م 07:06 PM

وصايا لطالب العلم قبل الانطلاق في جرد المطولات:
مَن سَمَت همّتُه لجرد المطولات فليعلم أنّه إذا لم يأت هذا الأمر من وجهه الصحيح فقد عرّض نفسه لمخاطر ومزالق، وربما اغترّ بشيء من الفوائد واللطائف وهو مضيّع لأصول العلم في حقيقة الأمر.
ذلك أنّ جرد المطولات كالغوص في البحور، من تقحّمه على غير معرفة وتأهّل كان على خطر من الهلاك، ولذلك أوصي من يريد جرد المطولات بوصايا مهمة:

الوصية الأولى: العناية بضبط المختصرات قبل الاشتغال بجرد المطولات
وذلك لأجل أن يكون للطالب في العلم الذي يريد جرد كتبه أصلٌ علمي يمكنه البناء عليه، يحقق له هذا الأصل ثلاث معارف مهمة:
أولاها: معرفة أبواب ذلك العلم وفصوله ومسائله.
وثانيها: معرفة مسائل الإجماع والخلاف في ذلك العلم بضبط يناسب مستواه العلمي.
وثالثها: معرفة أئمة ذلك العلم وأهمّ الكتب المؤلفة فيها ومناهج مؤلفيها.

منى حامد 3 ربيع الأول 1443هـ/9-10-2021م 07:08 PM

والنفس لها تطلّعٌ غالب فهي تنازع صاحبها بكثرة تطلّعها، وهذا التطلّع إذا لم يوجّهه المرء إلى وجهته الصحيحة انحرف إلى الاشتغال بالقواطع والشواغل وأدنى ما يثير الانتباه.
ومن أخذ نفسه على القراءة بإقبالٍ وجمع همّة على الكتاب أفضى به الحال إلى أن يصل إلى مرتبة يقرأ فيها أضعاف ما كان يقرأ في ذلك المقدار من الوقت في أوّل الأمر؛ لأنّ النفس ترتاض لما يروّضها عليه صاحبها، وتكون لها مهارة فيه بكثرة المران، وطول المراس.
ومن كان كثير التوقف والتردد ذهب عليه وقته الذي جعله للقراءة ولم ينجز أكثر ما كان يريد إنجازه، بل ربما كان ما أنجزه أنجزه على ضعف ونقص، فأثّر عليه هذا السلوك في القَدرِ والكيفية.
ثمّ إن النفس إذا اعتادت كثرةَ الانقطاع شقّ عليها أن تواصل القراءة ساعة واحدة من غير انقطاع، بل ربما أقلّ من ذلك.
ومن تأمّل أخبار العلماء وجدهم يواصلون الساعات الطوال وهم في انهماك شديد في القراءة حتى إن منهم من يذهل عن طعامه وشرابه وكثير من شؤونه!!.
وأين تحصيل مَن هذا حاله من تحصيل كثير التوقف والتردد والاشتغال بأدنى عارض؟!!

منى حامد 3 ربيع الأول 1443هـ/9-10-2021م 07:17 PM

وبقي أمر سرعة القراءة في ذهني أتأمّل أسبابه وأتعرّف طرقه؛ حتى أيقنت أنّ لأهل العلم أسباباً تساعدهم على تسريع القراءة:
أولها: الاستعداد الفطري؛ فإن الموصوفين بالسرعة العالية في القراءة مع جودة الفهم كانوا أفذاذاً منهم.
وثانيها: المخزون المعرفي الكبير؛ وقد تبيّن لي فرط جهلي إذ كنت أحاول محاكاتهم وليس لي مثل سعة علمهم، ولا طول تمرّنهم.
وثالثها: كثرة ممارسة القراءة، وترويض النفس على نمط جادّ في القراءة.
ورابعها: خبرتهم بمسالك المسائل العلمية ومناهج مؤلفيها وموارد استمدادهم وأدواتهم العلمية في معالجة تلك المسائل وأساليبهم في العرض؛ وهذه المعارف لها أثر كبير في تسريع القراءة، ومن أهل العلم من يرمز لها برموز أو يسمي بعضها بمصطلحات يدركها أهل العلم في ثوان معدودة، ويحتاج المبتدئون إلى شرح كثير وجهد كبير لمحاولة فهمها.
ولذلك لا يستغرب إذا قرأ أحد أولئك القراء الكبار أوّل كلام عالم من العلماء في مسألة من المسائل فيتصور مجمل كلامه في تلك المسألة وهو لم يقرأها من قبل، وسبب ذلك: أنه بهذه المعارف المتقدم ذكرها، وخبرته بطريقة المؤلف فيها سهل عليه تحصيل هذا التصور الذهني السريع؛ بل ربما استدرك عليه، ونقده في بعضها، فحصلت له القراءة السريعة من غير كدّ ذهنيّ ولا تكلّف.
وهذا أمر لا يختصّ بالقراءة؛ بل كلّ من كان له خبرة في أمر من الأمور فإنه قد يعرف من مباديها ما يبصّره بنهايتها.
والمقصود التنبيه إلى أنّ القراءة السريعة مطلب مهمّ لكن من الخطأ أن تُطلب من غير طريقها الصحيح.

منى حامد 3 ربيع الأول 1443هـ/9-10-2021م 07:18 PM

فأوصي نفسي وإخواني من طلاب العلم بمعرفة قدر ما أنعم الله علينا من نعمة الأبصار والأفئدة والقراءة والكتابة وأن نجتهد في شكر تلك النعم بصرفها فيما يقرّب إلى الله تعالى، وأن نحذر كلّ الحذر من اتّباع خطوات الشيطان والقراءة فيما يضرّ ولا ينفع، فأدنى ما يصيب العبد منها ذهاب الوقت في غير نفع، وشتات القلب، وتشويش الذهن، ومزاحمة الأعمال الفاضلة وإضعاف ثمرتها.

منى حامد 3 ربيع الأول 1443هـ/9-10-2021م 07:23 PM

وهذا جلال الدين السيوطي حفظ في صغره كتباً كثيرة في مبادئ العلوم حتى كانت له بها معرفة حسنة؛ وكان شيخه جلال الدين المحلي يكتب مختصراً في التفسير بدأ فيه من سورة الكهف إلى سورة الناس ثم عاد إلى أوّل المصحف فكتب تفسير سورة الفاتحة ثمّ مات سنة 864هـ قبل أن يتمّه، وجلال الدين السيوطي في الخامسة عشرة من عمره، وكان جلال الدين المحلّي أصولياً معروفاً بجودة التلخيص وحسن الاختصار بعبارات جامعة؛ فلما كان عام 870هـ عزم جلال الدين السيوطي على إكمال تفسير شيخه؛ فأكمله من أول تفسير سورة البقرة إلى نهاية سورة الإسراء في أربعين يوماً على طريقته ومنهجه، وهو في الحادية والعشرين من عمره، ثمّ فرغ من تبييضه في صفر من السنة التالية، وعُرف تفسيرهما بتفسير الجلالين، وهو من التفاسير المباركة التي عني بها العلماء، وله اليوم طبعات كثيرة جداً، وقرر في عدد من الجامعات والمدارس، وشرحه جماعة من العلماء، وله حواشٍ مطبوعة في مجلدات، وهو قد كتبه في سنّ مبكرة، وهذا لا يتأتّى إلا لمن كانت له معرفة حسنة بعلوم الآلة.
وكان من أوّل تصانيفه كتاب في تفسير الاستعاذة ألّفه وهو دون العشرين؛ أطال فيه وتوسّع، وذكر مباحث حسنة نافعة.
ولما بلغ الثالثة والعشرين من عمره كتب كتابه المعروف بالتحبير في علم التفسير، وهو من أجلّ كتب علوم القرآن وأشهرها، ولا يزال أهل العلم ينهلون منه إلى يومنا هذا، وهو أصل كتابه الكبي "الإتقان في علوم القرآن".
وهذا يدلّ دلالة واضحة أنّه لم يمكث في مرحلة المبتدئين إلا مدّة يسيرة حتى تأهّل للكتابة والتأليف.
والمقصود التنبيه إلى أنّ طالب العلم إذا عزم على دراسة مختصرٍ من المختصرات فليجتهد في ضبطه وإتقانه في أقلّ مدة ممكنة، وليحذر من تطويل أمد الدراسة؛ فكم من طالب أمضى في مرحلة المبتدئين ما كان يكفيه لأن يكون من العلماء.


الساعة الآن 05:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir