سؤال عن صحة أثر روي عن ابن عباس في أنواع نوم النهار
 

هذا الأثر واهٍ لا يصح، رواه ابن مراون الدينوري في المجالسة عن ابن الأعرابي عن ابن عباس وبينهما نحو قرنين من الزمان.
لكن صح في الأدب المفرد للبخاري ومصنف ابن أبي شيبة وشعب الإيمان للبيهقي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن خوات بن جبير رضي الله عنه موقوفاً عليه أنه قال: (نوم أول النهار خرق وأوسطه خلق وآخره حمق).
الخرق: الجهل، ويريد به نوم الضحى، وكانت العرب تعيب به الرجال وتمدح به النساء؛ وكان أكثر تكسّب العرب وسعيهم في طلب الرزق في أوّل النهار، فمن نام في هذا الوقت فهو جاهل.
والخلق: اللائق، ويريد به نوم القائلة ووقتها يمتد من بعد صلاة الظهر إلى أن تحن صلاة العصر.
والحمق: السفه وضعف الرأي؛ ويريد به أن نوم العصر من السفه لأنه يسبق به وقت الراحة وهو الليل؛ وربما فوّت من ينام العصر فريضة المغرب والعشاء مع الجماعة، ومن أهل العلم وقدماء الأطباء وسمعته من بعض الأطباء المعاصرين في علم النفس الإكلينيكي يذكرون أن نوم العصر يفسد المزاج ويؤثر في اضطراب الدورة الدموية وتوازن التفاعلات الكيميائية في الجسم.
ومن الأطباء من ينكر ذلك، ولا يصحّ فيه حديث، والقاعدة أن المرء متى كان جسمه محتاجاً إلى النوم ويخشى على نفسه من الإرهاق فإنه ينبغي له أن يبادر إلى النوم، بل ذكر الفقهاء أن من يغالب النوم ينبغي أن ينام ولو فاتته صلاة الجماعة، ويجعلون هذا العذر من الأعذار التي يباح ترك صلاة الجماعة لأجلها، وهذا يكون في أحوال عارضة للإنسان، وأما استدامتها فإن كانت لمرض يعذر به المريض وإلا فهي تفريط مذموم.