مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة الآيات (159 - 176) أجب على إحدى المجموعات التالية: المجموعة الأولى: 1: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}. 2: حرّر القول في كل من: أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية. ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية. 3: بيّن ما يلي: أ: حكم لعن الكافر. ب: المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه في قوله تعالى: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}. المجموعة الثانية: 1: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}. 2: حرّر القول في كل من: أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}. ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}. 3: بيّن ما يلي: أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما. ب: المراد بخطوات الشيطان. المجموعة الثالثة: 1: فسّر قول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}. 2: حرّر القول في كل من: أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}. ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}. 3: بيّن ما يلي: أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}. ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}. لما امتن الله على عباده برزقه، وأرشدهم إلى الأكل من طيبه، وبيّن لهم أنه تعالى لم يحرم عليهم من ذلك إلا القليل الذي تأنفه النفوس السوية، ويؤذي صحة أبدانهم القويمة. صار هذا من محاسن هذا الدين القويم الحق المبين، الذي إن تأملها العبد وأراد الحق وصدق في اعتناقه، خلص إلى صحته وأنه تنزيل من رب العالمين، فامتثل هذا الشرع القويم واتبع خير المرسلين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمين. ولكن بعض الناس ممن انتكست فطرهم كاليهود وعلمائهم وأحبارهم، أبوا إلا أن يكفروا بهذا الشرع حين جاءهم به النبي صلى الله عليه وسلم، وهم على يقين بأنه نبي مرسل من ربه، وعلمهم ذلك مبني على ما جاء في كتبهم، ولكنهم كتموه، وأخفوا أمره، فتوعدهم الله بأليم عذابه فقال جل من قال: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ" في التوراة والإنجيل حيث ذكر أمر نبينا فيهما، "وَيَشْتَرُونَ بِهِ" بكتمانهم هذا، واستبدالهم هذا الهدى واتباع الحق وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان بما جاء عن الله ب"ثَمَنًا قَلِيلًا"، فكل ما اعتاضوا به هو من النزر القليل، وإن كانت الدنيا جميعها بمكاسبها، فكلها لا تعدو إلا أن تكون "قليلا"، فقد كانوا يأخذون الرشى على كتمانهم، ويحرفون ما جاء بها من الحق لئلا تذهب رياستهم، وخشوا إن أظهروا للناس أن النبي حق أن يتبعوه ويتركونهم، فجاء وصف الله تعالى لحطام الدنيا الذي استبدلوه بالحق بالقليل لانقضائه ونفاده وسرعة زواله. خابوا وخسروا، لذلك توعدهم تعالى على فعلهم بقوله: "أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ" وأنهم سيعذبون بما أكلوه من الرشى بالنار يوم القيامة، فصوّرت الآية عذابهم وكأنهم إنما أكلوا النار، وأنه سيؤول بهم إلى النار، ويا لبؤس حالهم حين باعوا آخرتهم بحظهم من مطعم بطونهم. وليس هذا فحسب هو عقابهم الذي ينتظرهم، بل أيضا "وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" فلا يسمعون كلامه، ولا يكلمهم بما يحبون، وما ذلك إلا لغضب الله عليهم، فيمنع ملائكته من تحيتهم بل ومن السلام عليهم "وَلَا يُزَكِّيهِمْ" فيخسرون ثناء الله عليهم، "وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" مبالغ في الوجع جزاء وفاقا، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. 2: حرّر القول في كل من: أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية. يمكن الإجابة على سؤال جواب "لو" وذلك بعد سرد القراءات التي للآية، والتي على كل قراءة يكون ل "لو" جوابا مختلفا، وهي: • القراءات في "ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب" وجواب "لو" القراءة الأولى: "ولو يرى الذين ظلموا"، "أنّ القوة لله"، "وأنّ الله". ففتح "أن" قال الزجاج: وهذه أجود وأكثر في القراءة. وهي قراءة حمزة والكسائي وأبو عمرو وعاصم وابن كثير. وقال ابن عطية: أن الفعل الظاهر يعمل في "أن" وهو أرجح من أن يكون العامل فيها مقدرا. وتكون "أنّ" متعلقة بجواب "لو" المحذوف، والعامل في "أن" الجواب متروكا وتقديره على ما جاء في التفسير، والثانية معطوفة على الأولى. - والمعنى كما ذكره الزجاج: ولو يرى الذين ظلموا شدّة عذاب اللّه وقوته، لعلموا مضرة اتخاذهم الأنداد. والمعنى كما ذكره ابن عطية وابن كثير: أنه لو رأى الذين كانوا يشركون في الدنيا عذاب الآخرة، لعلموا حين يرونه أن القوة لله جميعا، أي أن الحكم لله وحده لا شريك له، وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه. فلو علموا ما يعاينونه هنالك، وما يحلّ بهم من الأمر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم، لانتهوا عمّا هم فيه من الضّلال قال أبو علي: بأن الرؤية هنا بالبصر. وجاء الفعل "يرى" في الماضي ويراد به المستقبل. كقوله تعالى: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه". ذكره ابن عطية. وكقوله تعالى: "ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة". ذكره ابن عطية. - وهناك معنى آخر في هذه القراءة "يرى" بمعنى (يعلم): ولو يعلم الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا، لاستعظموا ما حل بهم. روي عن المبرد والأخفش. القراءة الثانية: "ولو ترى الذين ظلموا"، "أنّ القوة لله"، وأنّ الله". قراءة نافع وابن عامر. ذكره ابن عطية. - فيكون المعنى: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب وفزعهم منه واستعظامهم له، لأقروا أن القوة لله جميعا. فيكون جواب "لو" محذوفا تقديره: لأقروا أن القوة لله جميعا. ذكره ابن عطية. - والمعنى الثاني: "ولو ترى" كون المخاطب هو النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد أمته، إذ فيهم من يحتاج إلى تقوية علمه بمثل هذا. ذكره الزجاج وابن عطية. فتكون "ولو ترى الذين ظلموا" بمنزلة (ولو ترون). الأدلة والشواهد: قال تعالى: ": {ألم تعلم أنّ اللّه له ملك السّماوات والأرض وما لكم من دون اللّه من وليّ ولا نصير". ف "ألم تعلم" هي بمنزلة: ألم تعلموا. ذكره الزجاج. وتكون "أن القوة لله" مستأنفة، والجواب: لرأيتم أمرا عظيما، كقول: لو رأيت فلان، والسياط تأخذه، فيستغنى عن الجواب لأن المعنى معلوم. ذكرها الزجاج. والمعنى: ولو تروا يا أمة محمد الذين ظلموا حال رؤيتهم للعذاب، وفزعهم منه، واستعظامهم له، لعلمتم أن القوة لله جميعا، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ولكن من المؤمنين فيهم من يحتاج إلى تقوية علمه بمشاهدة مثل هذا. فيكون جواب "لو" تقديره: ألم تعلموا يا أمة النبي صلى الله عليه وسلم أن القوة لله جميعا، أو لرأيتم أن الأنداد لم تنفع، وإنما بلغت الغاية في الضرر، لأن القوة لله جميعا، فحذف الجواب لأن عظيم قدرة الله معلومة عند المؤمنين. ذكره الزجاج وابن عطية. - وهناك معنى ثالثا لهذه القراءة على تقدير جواب "لو" وهو: لعلمت مبلغهم من النكال ولاستعظمت ما حل بهم. فيكون جواب "لو" محذوف للمبالغة وتعظيم عذابهم. والمعنى هو: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب، لأن القوة لله، لعلمت مبلغهم من النكال، ولاستعظمت ما حل بهم. ذكره ابن عطية. فحذف الجواب وتقديره بعد ذلك يدع السامع يسمو به تخيله، ولو شرحت له لوطنت نفسه إلى ما شرحت. ذكره ابن عطية. القراءة الثالثة: "ولو ترى الذين ظلموا"، "إنّ القوة لله"، "وإنّ الله". وهي قراءة الحسن وقتادة وشيبة وأبو جعفر. ذكره الزجاج وابن عطية. - والمعنى: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا حين يرون العذاب لاستعظمت ما حل بهم. ذكره ابن عطية. وتكون جملة "إن القوة لله جميعا" جملة غير مستأنفة، بل خبر عن قوة الله وشدة عذابه لمن عصاه. - وهناك معنى آخر: ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب يقولون إن القوة لله جميعا لاستعظمت حالهم، فعند معاينتهم للعذاب أخبروا عن قوة الله. ذكره ابن عطية. القراءة الرابعة: "ولو يرى الذين ظلموا"، إن القوة لله جميعا". ذكره ابن عطية. وهو إما على: - حذف الجواب وابتداء الخبر. - وإما على تقدير لقالوا إن القوة لله جميعا". وتتمة لسرد القراءات القراءة الخامسة: "لو يرون الذين ظلموا"، أن القوة" وأن الله". قراءة ابن عامر، ذكرها ابن عطية. ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية. جاء في المراد ب "الذين اتُّبعوا" أقوالا يمكن اختصارها إلى أربعة أقوال، هي: القول الأول: السادة والأشراف. قاله الربيع وعطاء، وذكره الزجاج وابن عطية. القول الثاني: هم الشياطين المضلون. قاله قتادة وذكره ابن عطية وابن كثير. الأدلة والشواهد: - وقال تعالى: "وقال الشّيطان لمّا قضي الأمر إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرت بما أشركتمون من قبل إنّ الظّالمين لهم عذابٌ أليمٌ". ذكره ابن كثير. القول الثالث: الملائكة: تتبرأ ممن عبدوهم في دار الدنيا. ذكره ابن كثير. الأدلة والشواهد: قال الله تعالى: "تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون". ويقولون: "سبحانك أنت وليّنا من دونهم". ذكره ابن كثير. القول الرابع: الجن: تتبرأ ممن عبدهم في الدنيا، ويتنصلون من عبادتهم لهم. ذكره ابن كثير. الأدلة والشواهد: - قال تعالى على لسان الملائكة: بل كانوا يعبدون الجنّ أكثرهم بهم مؤمنون". ذكره ابن كثير. وقد ذكر ابن عطية قولا جامعا لكل الأقوال السابقة، وهو أن لفظ "الذين اتبعوا" يشمل كل ما عبد من دون الله. وهذا ما تشير إليه الأدلة التالية التي سردها ابن كثير: الأدلة والشواهد: - قال تعالى: "ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين". - قال تعالى: "واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدًّا". - وقال الخليل لقومه: "إنّما اتّخذتم من دون اللّه أوثانًا مودّة بينكم في الحياة الدّنيا ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضٍ ويلعن بعضكم بعضًا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين". [COLOR="blue"]3: بيّن ما يلي: أ: حكم لعن الكافر. أما بالنسبة للعن الكفار جميعا بشكل عام: فإنه جائز ولا خلاف في ذلك، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده من الأئمة يلعنون الكفار في القنوت وفي غيره. وأما بالنسبة للعن الكافر المعين، ففيه خلاف بين العلماء على قولين: القول الأول: لا يلعن الكافر المعين، لأننا لا ندري بم يختم له. الأدلة والشواهد: قال تعالى: " إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّارٌ أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين". القول الثاني: يجوز لعن الكافر المعين. اختاره الفقيه أبو بكر بن العربيّ المالكيّ. الأدلة والشواهد: احتجّ الفقيه ابن العربي المالكي بحديثٍ فيه ضعفٌ، واستدلّ غيره ب: في قصة الذي كان يؤتى به سكران فيحدّه، فقال رجلٌ: لعنه اللّه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تلعنه فإنّه يحبّ اللّه ورسوله» قالوا: فعلّة المنع من لعنه؛ بأنّه يحبّ اللّه ورسوله فدلّ على أنّ من لا يحبّ اللّه ورسوله يلعن" في صحيح البخاري. ذكره ابن كثير. ب: المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه في قوله تعالى: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}. جاء للمفسرين عدة أقوال في المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه، يمكن اختصارها إلى قولين: القول الأول: القرآن الذي نزله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية. فعلى هذا القول يكون الذين اختلفوا فيه هم كفار العرب الذين "هم فيه مختلفون"، فقد قال بعضهم هو سحر، وبعضهم هو أساطير، وبعضهم هو مفرى، إلى غير ذلك. وقال ابن عطية: وهذا بعيد هنا معناها من الحق والاستقامة. القول الثاني: هو كل الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه من القرآن وباقي الكتب. ذكره ابن كثير. فيكون الذين اختلفوا فيه هم اليهود والنصارى الذين اختلفوا في كتبهم فتباعدوا وتشاقوا، فصار أهل كل فرقة في شق، فاتخذوا آيات الله هزوا بمخالفتهم لها، وتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم وجحده وكتمان خبره في كتبهم. ولا شك أن القول الثاني أعم ويشمل القرآن وكل الكتب. |
تتمة للسؤال الأول في التفسير:
وليحذر أهل الإيمان من كتمان العلم الذي جاء في الكتاب والسنة أو غيره من العلوم النافعة أن يكتمونها، فيشبهون بذلك اليهود وعلماءهم وأحبارهم، فيستحقون عقابهم، فالآية وإن كانت قد نزلت بهم، إلا أنه يدخل تحت معناها كل من اتصف بصفتهم. |
تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة المجموعة الأولى:إيمان جلال أ+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. |
بسم الله الرحمن الرحم
المجموعة الثانية: 1: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}. امتن الله على عباده فيما سبق من الايات بإنه رزقهم فأمر ابتداء كل الناس أن يأكلوا حلالا ثم أعاد الأمر للمؤمنين لأنهم أحرى الأمم بتحري الحلال والطيب من الرزق فهو علامة الايمان وسبب لتقبل العبادة وفي هذه الاية الكريمة يفصل لهم ما حرمه عليهم من المأكولات الخبيثة ؛ ويبين أسلوب الحصر (إنما حرم) أن ما حرمه الله بالنسبة لما أحله قليل جدا وهذا من فضل الله علينا وبيان هذه المحرمات كالتالي: اولا (الميتة) وهي كل ما مات دون ذكاة حتف أنفه كالمتردية والنطيحة والموقوذة والنطيحة أو قد عدا عليها السبع. وقد أحل الله لنا ميتتان للاثر المروي عن ابن عمر مرفوعا: أحل لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال) . ثانيا: (والدم) وهو الدم المسفوح أما الدم المخالط للحم فهو غير محرم بالإجماع والكبد والطحال للأثر السابق.. ثالثا: (ولحم الخنزير) حرم الله علينا لحم الخنزير سواء ذكي إو مات حتف أنفه ويدخل شحمه في حكم لحمه إما تغليبا أو أن اللحم يشمل ذلك أو بطريق القياس على الرأي. رابعا(وما أهل به لغير الله) أي ما ذبح على غير اسم الله من الأنصاب والأنداد والأزلام ما كانوا في الجاهلية يذبحون له وقد كان من عادة العرب أن يصيحوا باسم المقصود بالذبيحة ومنه أيضا استهلال المولود ولذلك عبر عن نية الذبح بأهل .وقد سئلت عائشة عما يذبحه الأعاجم في أعيادهم فيهدون منها للمسلمين فقالت ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوه وكلوا من أشجارهم. (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه) ثم تجلت رحمة الله ولطفه مرة أخرى بأنه أحل هذه المأكولات في حالة الضرورة وانعدام الأكل الحلال والخوف من الهلاك وهذا الذي عليه الجمهور وقال مجاهد : الاضطرار أن يكره على ذلك بغير اختيار. (غير باغ ولا عاد) والبغي هو قصد الفساد او الفجور وقد تعددت الأقوال في معنى البغي هنا على ثلاثة أقوال: قيل: لا يأكل الميتة تلذذا يبتغ فيها شهوته فلا يطبخ الميتة أو يشويها .. وقيل لا يبغي بقطع الطريق او مفارقا للامة وقيل غير مجاوز قدر حاجته منها حتى تسد رمقه(ولا عاد) فلا يتزود وقيل أنه لا يزاد على ثلاث لقم. (فلا إثم عليه) فمن أكل من هذه المحرمات اضطرارا فلا إثم عليه ولا ذنب (إن الله غفور رحيم) غفور لما أكل من الحرام رحيم إذ أحل الحلال في الاضطرار.قال مسروق : من اضطر فلم يأكل أو يشرب ثم مات دخل النار فأكل الميتة حال الاضطرار عزيمة لا رخصة . 2: حرّر القول في كل من: أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}. في تأويل هذه الآية وجهان: الوجه الأول أن مثل محمد صلى الله عليه وسلم ومثل الكفار كالناعق والمنعوق به بما لا يسمع لأن سمعهمما كان ينفعهم فكانوا في شركهم وعدم قبول ما يسمعون بمنزلة من لم يسمع فمحمد صلى الله عليه وسلم مثله كاراعي الذي ينعق بالغنم أو الإبل (الكافرين) فلا تسمع إلا دعاءه ونداءه ولا تفقه ما يقول وهذا القول عن ابن عباس وعكرمة والسدي وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير. وذكر الطبري وجها آخر أن مثل الكافرين في عبادتهم آلهتهم كمثل الذي ينعق بشيء بعيد منه فهو لا يسمع من أجل البعد فليس للناعق من ذلك إلا النداء الذي يتعبه. ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}. السبب في اللغة الحبل الرابط الموصل: أما المراد بالأسباب في الآية : قال ابن عباس: الأرحام وقال مجاهد : العهود وقيل هي المودات وقيل هي المنازل التي كانت لهم في الدنيا. قال ابن زيد والسدي: الأعمال إذ أن أعمال المؤمنين كالسبب في تنعمهم فتقطعت بالظالمين أعمالهم وقيل عاينوا عذاب الله وتقطعت بهم الحيل وأسباب الخلاص ولم يجدوا عن النار مخلصا 3: بيّن ما يلي: أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما. جاءت في القرآن الرياح مجموعة مع الرحمة ومفردة مع العذاب إلا في موضع يونس (وجرين بهم بريح طيبة) وهذا أغلب وقوعها في الكلام ..وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا. قال ابن عطية: لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وأفردت مع الفلك لأن ريج اجراء الفلك إنما هي واحدة متصلة ثم وصفت بالطيبة فزال الاشتراك بينها وبين ريح العذاب. ب: المراد بخطوات الشيطان. ابن عباس: أعماله ، مجاهد: خطاياه ، أبو مجلز : النذور والمعاصي وكذلك قال قتادة: كل معصية هي من خطوات الشيطان وقيل : كل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي. ذكر الحسن: أنها نزلت فيما سنوه من البحيرة والسائبة وكذلك ذكر ابن كثير أن خطوات الشيطان هي طرائقه فيما أضل أتباعه من تحريم السوائب والبحائر. فالمعنى : ألا تسلكوا الطريق الذي يدعوكم إليه الشيطان. |
تابع التقويم
هنادي الفحماوي أ+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج2 أ: راجعي ما قيل في القول الثاني بالتفصيل، ففيه قولان. |
القسم الثاني عشر:
المجموعة الثالثة: 1: فسّر قول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}. يصف الله حال المشركين به يوم القيامة بعد معاينتهم لتبرؤ من كانوا يعبدونهم في الدنيا من دون الله و يحبونهم كحب الله،( من سادة و أشراف أو ملائكة، أو شياطين)، تبرءوا منهم تبرؤ العبد الذي يعرف قدر نفسه، حال النادمين على فعلهم،الحسرة قامت في قلوبهم جعلتهم يقولون بألسنتهم( لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا) لو يتاح لنا العودة للحياة الدنيا لنعلن تبرؤنا منهم، و عودتنا للحق و توحيد الله المعبود بحق، كما فعلت هذه الآلهة و تبرأت منا، و الفرق بينهم كبير، فهم إن عادوا كانوا على ديدنهم من الشرك، قلوبهم مغلقة على الكفر بالله، ليس لهم عهد و لا ذمة، لو عادوا لردوا لما نهوا عنه، ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ) و مشاهدتهم للعذاب مشاهدة العين و القلب تملأ قلوبهم حسرة و ندامة على أعمالهم السيئة التي عملوها و وجبت لهم النار بسببها، و حسرة على ما فوتوا على أنفسهم من أعمال صالحة كانت تنجيهم من هذا العذاب، أعمال صالحة أمروا بها فلم يعملوها و أعرضوا بكبرهم و عنادهم و حبهم للدنيا عن الحق، و اتباعه، فنهجهم كان عليهم لا لهم، استحقوا به العذاب الأليم و الوعيد (وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.بأنهم لن يخرجوا من النار، يدخلوها، و يثبتوا بها، يقيموا بها إقامة دائمة، خالدين فيها ابدًا، يقاسون حرها و يذوقون عذابها، لا منجى و لا ملجأ لهم منها. 2: حرّر القول في كل من: أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}. اختلفت الأقوال في الآية على حسب زمن هذا القول: 1- يكون ذلك يوم القيامة، و تكون اللعنة من الناس أجمعين: قاله أبو العالية، ذكر ذلك عنه ابن عطية و ابن كير، و قاله قتادة كما ذكر ابن كثير، و قاله الزجاج. و استدل الزجاج على سؤال كيف يلعن الكافرين بعضهم بالآية : قال عزّ وجلّ ( ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً) و استدل بن كثير بالاثر عن أبو العالية وقتادة: «إنّ الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه اللّه، ثمّ تلعنه الملائكة، ثمّ يلعنه النّاس أجمعون 2- يكون ذلك في الدنيا، و قيل في الناس قولين: 1- الناس تعود على المؤمنون خاصة، قاله قتادة و الربيع، ذكر ذلك عنهم ابن عطية. 2- الناس تعود على المؤمنين و الكافرين، ذكره ابن عطية، و نقل بن عطية عن فرقة: معنى ذلك أن الكفرة يقولون في الدنيا: لعن الله الكافرين، فيلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون، و بالنظر للأقوال يجوز الجمع بينها و الله أعلم، فالمؤمنون يلعنون الكافرين في الدنيا و الآخرة، و الكافرون يلعنون أنفسهم في الدنيا جهلأً منهم، و في الآخرة يلعنهم الجميع، و يلعنوا أنفسهم. ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}. اختلفت الأقوال في معنى الأية إلى: 1- القول الأأول: ما تعجب؛ أظهر التعجب من صبرهم على النار لما عملوا عمل من وطن نفسه عليها، وتقديره: ما أجرأهم على النار إذ يعملون عملا يودي إليها، ذكره أبو علي، وقاله كلًأ من قتادة والحسن وابن جبير والربيع ذكر ذلك عنهم ابن عطية، و نسبه لجمهور المفسرين، و ذكره الزجاج، و هو ما ذكره ابن كثير فقط. قال الزجاج تعقيب على سبب التعجب: لأن هؤلاء كانوا علماء بأن من عاند النبي صلى الله عليه وسلم صار إلى النار. قال ابن عطية: قال جمهور المفسرين: «ما» تعجب، وهو في حيز المخاطبين، أي هم أهل أن تعجبوا منهم، ومما يطول مكثهم في النار، وفي التنزيل: {قتل الإنسان ما أكفره}[عبس: 17]،{وأسمع بهم وأبصر}[مريم: 38]، 2- القول الثاني: «ما» استفهام معناه أي شيء أصبرهم على النار، قاله معمر بن المثنى ذكر ذلك عن ابن عطية، و ذكره الزجاج و نسبه إلى بعضهم. قال ابن عطية: ومعنى أصبرهم في اللغة أمرهم بالصبر، ومعناه أيضا جعلهم ذوي صبر، وكلا المعنيين متجه في الآية على القول بالاستفهام و ذكر ابن عطية أن المبرد قال أن هذه الآية تقرير واستفهام لا تعجب، وأن لفظة «أصبر» بمعنى اضطر وحبس، كما تقول أصبرت زيدا على القتل، ومنه نهي النبي عليه السلام أن يصبر الروح. و الرأي الأول أظهر كما قال ابن عطية، و هو ما اختاره ابن كثير، و ذلك لمناسبة سياق لآية. 3: بيّن ما يلي: أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}. (وبيّنوا)، متعلقها مربط بتفسيرها: 1- من فسر الآية على العموم: معناه بينوا توبتهم بإظهار العمل واتقانه فيه. 2- ومن فسرها على أنها فيمن كتم أمر محمد؛ كان المعنى بينوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم( فالحديث في الآية عمن أسلم من اليهود والنصارى). ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية. نزلت هذه الآية بعد نزول قوله تعالى﴿وَإلَهُكم إلَهٌ واحِدٌ لا إلَهٌ إلا هُوَ﴾، اثباتًا لوحدانية الله و عظمته الظاهرة في عظيم خلقه، و ذكرت قصتين بروايات متعددة في ذلك : 1- نزلت في طلب المشركين آية دليلًا على وحدانية الله الدليل: ما قاله عطاء: «لما نزلت هذه الآية بالمدينة قال كفار قريش بمكة: ما الدليل على هذا؟ وما آيته وعلامته؟» وقال سعيد بن المسيب: «قالوا: إن كان هذا يا محمد فائتنا بآية من عنده تكون علامة الصدق، حتى قالوا: اجعل لنا الصفا ذهبا، فقيل لهم: ذلك لكم، ولكن إن كفرتم بعد ذلك عذبتم، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «دعني أدعهم يوما بيوم»، فنزل عند ذلك قوله تعالى: {إنّ في خلق السّماوات والأرض}الآية » و ذكر ابن كثير رواية بألفاظ مقاربة لابن مردويه عن ابن عبّاسٍ ، و ذكر أن ابن أبي حاتم رواه من وجهٍ آخر، عن جعفر بن أبي المغيرة، به. وزاد في آخره: «وكيف يسألونك عن الصّفا وهم يرون من الآيات ما هو أعظم من الصّفا». 2- نزلت بسبب تعجب المشركين، كيف يسعهم إله واحد. ذكر ابن كثير ما رواه ابن أبي حاتمٍ عن عطاءٍ، قال: «نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالمدينة: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم} فقال كفّار قريشٍ بمكّة: «كيف يسع النّاس إلهٌ واحدٌ؟ فأنزل اللّه تعالى: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس}إلى قوله: {لآياتٍ لقومٍ يعقلون}» فبهذا يعلمون أنّه إلهٌ واحدٌ، وأنّه إله كلّ شيءٍ وخالق كلّ شيءٍ. و روى آدم بن أبي إياسٍ عن أبي الضّحى قال: «لمّا نزلت:{وإلهكم إلهٌ واحدٌ}إلى آخر الآية، قال المشركون: «إن كان هكذا فليأتنا بآيةٍ». فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار}إلى قوله: {يعقلون}» عقب ابن جرير على ما ذكر من أسباب ؛ قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك, أنّ الله تعالى ذكره نَبَّه عباده على الدلالة على وَحدانيته وتفرده بالألوهية، دون كل ما سواه من الأشياء بهذه الآية. و أنه لا يوجد ما يرجح قول على قول، فأي القولين كان صحيحًا فالمراد من الآية واحد. |
تابع التقويم
رولا بدوي أ+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. |
الساعة الآن 02:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir