معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى الرابع (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=990)
-   -   المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السابع من كتاب التوحيد (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=43460)

هيئة الإشراف 9 جمادى الأولى 1442هـ/23-12-2020م 01:40 AM

المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السابع من كتاب التوحيد
 
مجلس مذاكرة القسم السابع من كتاب التوحيد

اختر إحدى المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته.
س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟
س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة.
س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟
س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد.



المجموعة الثانية:
س1: ما معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
س2: ما هي المحبة الشركية؟
س3: بيّن خطر إرضاء الناس بسخط الله.
س4: ما حكم التوكل على غير الله تعالى؟
س5: بيّن خطر الأمن من مكر الله تعالى، وأثره السيء على العبد، وكيف يعالج نفسه من يجد فيها شيئاً من ذلك.
س6: بيّن معنى الرياء، ودرجاته.
س7: اكتب رسالة قصيرة في بيان أثر التوحيد في الإعانة على الصبر.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

إنشاد راجح 7 جمادى الآخرة 1442هـ/20-01-2021م 07:38 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم السابع من كتاب التوحيد

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).

المراد بالإيمان هنا هو الإيمان الواجب، ونفيه هو انتفاء ما تبرأ به الذمة، ويستحق به العذاب.
وذلك الإيمان الواجب لا يحصل إلا بتحقيق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من الولد والوالد والناس جميعا، بل حتى من محبة العبد لنفسه، وقد جاء في البخاري من حديث عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي)، فقال النبي صلى الله علي وسلم: ( والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك) قوله: ( فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي)، فقال صلى الله عليه وسلم: (الآن يا عمر)، أي الآن تحقق الإيمان الواجب منك.

س2: ما هي المحبة الشركية؟

أصل التوحيد وأساسه إخلاص المحبة لله عز وجل، فعلم أن من أحب مع الله شيئا بقدر محبته لله عز وجل فقد وقع في المحبة الشركية، وهذه المحبة على قلتها أو كثرتها فإنها محبة شركية، وهى محبة المشركين للأنداد الذين اتخذوهم آلهة مع الله عز وجل فجعلوا يصرفون لهم ما وجب صرفه لله وحده، وصاروا يتقربون من أندادهم رغبا ورهبا اعتقادا النفع والضر منه، ولا أوضح من حال من قصد قبرا لولي وصرف له المحبة والتعظيم وطمع في أن ينجيه ويخلصه وينصره، حتى أنه صار عنده بمنزلة الإلهة المعبود، نسأل الله العافية.

س3: بيّن خطر إرضاء الناس بسخط الله.
قال الله تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فالغاية الأسمى التي خلق العبد من أجلها، عبادة الله وحده، ومن لوازم عبوديته إرضاء الله وتجنب سخطه، أما من استبدل رضا الله برضا الناس نال سخط الله، ومن كانت هذه حاله فإنه استجلب أسباب الهلكة، ومنشأ السعي لرضا الناس هو اتباع المرء لهواه، وحرصه على إشباع ما في نفسه من حب منصب أو رياسة أو غير ذلك من شهوات زينت له، ومن كانت هذه حاله فإنه يفقد الإخلاص الذي هو أساس التوحيد، وعماده، ويصير عبدا لشهوته وهواه، كما جاء في الحديث، هو عبد للدرهم وعبد للقطيفة وعبد للخميصة.

س4: ما حكم التوكل على غير الله تعالى؟

التوكل عمل قلبي، وهو عبادة عظيمة لا تُصرف إلا لله عز وجل، وهو أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان ولجميع أعمال الإسلام، وحكم التوكل على الله أنه فريضة يجب إخلاصه إلى الله عز وجل، قال الله تعالى: ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) فجعل التوكل من الإيمان.
أما التوكل على غير الله ففيه تفصيل:
-إما أن يكون التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله ، مثل التوكل على الأموات والطواغيت ، فيتوكلون عليهم في طلب الرزق، والنصر، والحفظ، والشفاعة، وهذا شرك أكبر.
- إما أن يكون التوكل في الأمور التي يقدر عليها المخلوق، كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما أقدره الله عليه، ويحصل مع التوكل تعلق القلب بذلك السبب تعلقا كبيرا، وهذا شرك أصغر.
- أما تفويض أمر ما لشخص ليقضيه، مع كمال التوكل على الله، وصدق اللجوء إليه، وعدم التعلق بالسبب فهذا جائز ولا إشكال فيه.

س5: بيّن خطر الأمن من مكر الله تعالى، وأثره السيء على العبد، وكيف يعالج نفسه من يجد فيها شيئاً من ذلك.

الأمن من مكر الله هو من أكبر الذنوب، وينافي كمال التوحيد، والأمن من مكر الله له صور منها: الإقامة على الذنب والتمني على الله المغفرة، أو أن يوسع الله على العبد ويعطيه ويكون هذا استدراجا لا إكراما.
وأثره على العبد أنه يجعله يترك العبادات أو يتراخى في أدائها، ويجرؤوه على المعاصي وهذا من تغرير الشيطان للعبد، ويكون علاج هذا الأمر بإقبال العبد على ربه ومعرفته بأسمائه وصفاته، وتعلم الدين حيث تكون الإفاقة من الغفلة، ومعرفة ما عليه من حقوق، والتعرف على ركائز العبودية الثلاث وهى الخوف والمحبة والرجاء، وتقوية ركيزة الخوف، فإن غيابها منشأ الأمن من مكر الله، وبهذه المعرفة تصلح النفس فتنبذ ما قبح من صفات وأخلاق مثل العجب والغرور والكبر فإن العبد يغتر بنفسه وحاله حتى يتكبر حتى عن أداء العبادات وما عليه من واجبات.

س6: بيّن معنى الرياء، ودرجاته.

الرياء: مشتق من الرؤية، والمراد به: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدون صاحبها.
والرياء من أنواع الشرك، وتارة يكون شرك أكبر، وتارة يكون شرك أصغر، ويدخل في الرياء تحدث العبد بما عمل قاصدا مدح الناس.

وهو على درجتين :
الدرجة الأولى: رياء المنافقين، فيظهر المرء الإسلام ويبطن الكفر، يريد بذلك الخلق.
وهذا العمل مناف للتوحيد وهو كفر أكبر بالله.

وهم الذين وصفهم الله في قوله تعالى: (يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)يُراءون الناس، يعني: الرياء الأكبر الذي هو إظهار أصل الإسلام وشعب الإسلام؛ وإبطان الكفر، وشُعَب الكفر.
الدرجة الثانية: رياء يقع من بعض المسلمين في العمل أو بعض العمل، فهذا شرك خفي، مناف لكمال التوحيد.
وفي هذه الدرجة تفصيل:
1. فإما أن يكون العمل ابتداءً يراد به الرياء، ويستمر المرء عليه، فعمله حابط وهو شرك أصغر يخشى أن يتذرع به إلى الشرك الأكبر.
2. وإما أن يكون عمله فيه خلط بين هذا وذاك يقصد به وجه الله ومراءاة الناس، فعمله باطل.
3.وإما أن يكون العمل ابتداءً لوجه الله ثم طرأ على المرء خاطر الرياء فإن دافعه لم يبطل عمله وصح إخلاصه، وإن ركن إليه نقص أجره بحسب ما كان يرائي، وهذا يؤدي إلى نقص الإيمان في قلبه.


س7: اكتب رسالة قصيرة في بيان أثر التوحيد في الإعانة على الصبر
.

بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
الحمد لله الذي خلق العباد وأحسن صورهم، وامتن عليهم بالنعم والعطايا، وقدر عليهم من الهموم والبلايا، وفي كل حكمة ولطف ورحمة، وقد أخبر المولى عز وجل بالغاية من خلق العباد وهى توحيده وإفراده بالعبادة، وجعل فوزهم في الدنيا والآخرة متوقف على اجتيازهم ما قدره عليهم من الأوامر والنواهي والأقدار التي يصيب بها من يشاء من عباده.
ولن ينجح العبد في اجتياز اختبارات الدنيا إلا بالصبر، الصبر على طاعة الله وما أمر به، والصبر عن معصيته وما نهى عنه، والصبر على ما قُدر من مصائب.
وقد دلت نصوص كثيرة على منزلة الصبر، ومنها ما قُرن فيها بين الإيمان والصبر كقول الله تعالى: (مَاۤ أَصَابَ مِن مُّصِیبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن یُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ یَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ) ، والمعنى أن من أصابته مصيبة فعلم أنها بقدر الله ومشيئته وحكمته، وهذا ينشأ من الإيمان بالله ومعرفته سبحانه، فصبر واحتسب فجزاه الله هداية ملأت قلبه فأطمان وسكن، والهداية أصل سعادة الدارين.
فانظر كيف جعل الإيمان بالله ومشيئته النافذة وحكمته البالغة سبب في الصبر وحبس النفس عما يقابله.
واسمع لقول ابن أبي طالب رضي الله عنه، إذ قال: (إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ألا إنه لا إيمان لم لا صبر له)، فنفى الإيمان عن فاقد الصبر، فالصبر ملاك الأمر، فلا ترى صاحب الإيمان إلا صابرا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ثنتان من الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت)، رواه مسلم في صحيحه.

فقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بوجود من خصال الكفر في من أتى بأمرين: الطعن في النسب، والنياحة على الميت، وقد علم أن الموت من المصائب والبلايا كما قال الله تعالى: ( ..فأصابتكم مصيبة الموت..) وقد لا يتحملها الشديد إذا فقد غالٍ أو عزيزٍ، والنياحة على الميت من التسخط على القدر المنافي للصبر، ولو كان الفاقد يملك إيمانا لصبر.

فاعلم أنه بقدر ما مع المرء من إيمان بقدر ما يكمل صبره ويحسن، والواجب على العبد أن يسعى في تكميل إيمانه، ويتجنب ما يناقضه، فيهديه الله للصبر والرضا في وقت الشدائد والملمات.

الحمد لله رب العالمين

إدارة برنامج الإعداد العلمي 4 رمضان 1442هـ/15-04-2021م 07:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح (المشاركة 395369)

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم السابع من كتاب التوحيد

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).

المراد بالإيمان هنا هو الإيمان الواجب، ونفيه هو انتفاء ما تبرأ به الذمة، ويستحق به العذاب.
وذلك الإيمان الواجب لا يحصل إلا بتحقيق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من الولد والوالد والناس جميعا، بل حتى من محبة العبد لنفسه، وقد جاء في البخاري من حديث عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي)، فقال النبي صلى الله علي وسلم: ( والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك) قوله: ( فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي)، فقال صلى الله عليه وسلم: (الآن يا عمر)، أي الآن تحقق الإيمان الواجب منك.

س2: ما هي المحبة الشركية؟

أصل التوحيد وأساسه إخلاص المحبة لله عز وجل، فعلم أن من أحب مع الله شيئا بقدر محبته لله عز وجل فقد وقع في المحبة الشركية، وهذه المحبة على قلتها أو كثرتها فإنها محبة شركية، وهى محبة المشركين للأنداد الذين اتخذوهم آلهة مع الله عز وجل فجعلوا يصرفون لهم ما وجب صرفه لله وحده، وصاروا يتقربون من أندادهم رغبا ورهبا اعتقادا النفع والضر منه، ولا أوضح من حال من قصد قبرا لولي وصرف له المحبة والتعظيم وطمع في أن ينجيه ويخلصه وينصره، حتى أنه صار عنده بمنزلة الإلهة المعبود، نسأل الله العافية.

س3: بيّن خطر إرضاء الناس بسخط الله.
قال الله تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فالغاية الأسمى التي خلق العبد من أجلها، عبادة الله وحده، ومن لوازم عبوديته إرضاء الله وتجنب سخطه، أما من استبدل رضا الله برضا الناس نال سخط الله، ومن كانت هذه حاله فإنه استجلب أسباب الهلكة، ومنشأ السعي لرضا الناس هو اتباع المرء لهواه، وحرصه على إشباع ما في نفسه من حب منصب أو رياسة أو غير ذلك من شهوات زينت له، ومن كانت هذه حاله فإنه يفقد الإخلاص الذي هو أساس التوحيد، وعماده، ويصير عبدا لشهوته وهواه، كما جاء في الحديث، هو عبد للدرهم وعبد للقطيفة وعبد للخميصة.
يحسن ذكر قوله عليه الصلاة والسلام:
"من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس". وذكر العقوبات المذكورة فيه



س4: ما حكم التوكل على غير الله تعالى؟
التوكل عمل قلبي، وهو عبادة عظيمة لا تُصرف إلا لله عز وجل، وهو أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان ولجميع أعمال الإسلام، وحكم التوكل على الله أنه فريضة يجب إخلاصه إلى الله عز وجل، قال الله تعالى: ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) فجعل التوكل من الإيمان.
أما التوكل على غير الله ففيه تفصيل:
-إما أن يكون التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله ، مثل التوكل على الأموات والطواغيت ، فيتوكلون عليهم في طلب الرزق، والنصر، والحفظ، والشفاعة، وهذا شرك أكبر.
- إما أن يكون التوكل في الأمور التي يقدر عليها المخلوق، كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما أقدره الله عليه، ويحصل مع التوكل تعلق القلب بذلك السبب تعلقا كبيرا، وهذا شرك أصغر.
- أما تفويض أمر ما لشخص ليقضيه، مع كمال التوكل على الله، وصدق اللجوء إليه، وعدم التعلق بالسبب فهذا جائز ولا إشكال فيه.

س5: بيّن خطر الأمن من مكر الله تعالى، وأثره السيء على العبد، وكيف يعالج نفسه من يجد فيها شيئاً من ذلك.

الأمن من مكر الله هو من أكبر الذنوب، وينافي كمال التوحيد، والأمن من مكر الله له صور منها: الإقامة على الذنب والتمني على الله المغفرة، أو أن يوسع الله على العبد ويعطيه ويكون هذا استدراجا لا إكراما.
وأثره على العبد أنه يجعله يترك العبادات أو يتراخى في أدائها، ويجرؤوه على المعاصي وهذا من تغرير الشيطان للعبد، ويكون علاج هذا الأمر بإقبال العبد على ربه ومعرفته بأسمائه وصفاته، وتعلم الدين حيث تكون الإفاقة من الغفلة، ومعرفة ما عليه من حقوق، والتعرف على ركائز العبودية الثلاث وهى الخوف والمحبة والرجاء، وتقوية ركيزة الخوف، فإن غيابها منشأ الأمن من مكر الله، وبهذه المعرفة تصلح النفس فتنبذ ما قبح من صفات وأخلاق مثل العجب والغرور والكبر فإن العبد يغتر بنفسه وحاله حتى يتكبر حتى عن أداء العبادات وما عليه من واجبات.

س6: بيّن معنى الرياء، ودرجاته.

الرياء: مشتق من الرؤية، والمراد به: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدون صاحبها.
والرياء من أنواع الشرك، وتارة يكون شرك أكبر، وتارة يكون شرك أصغر، ويدخل في الرياء تحدث العبد بما عمل قاصدا مدح الناس.

وهو على درجتين :
الدرجة الأولى: رياء المنافقين، فيظهر المرء الإسلام ويبطن الكفر، يريد بذلك الخلق.
وهذا العمل مناف للتوحيد وهو كفر أكبر بالله.

وهم الذين وصفهم الله في قوله تعالى: (يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)يُراءون الناس، يعني: الرياء الأكبر الذي هو إظهار أصل الإسلام وشعب الإسلام؛ وإبطان الكفر، وشُعَب الكفر.
الدرجة الثانية: رياء يقع من بعض المسلمين في العمل أو بعض العمل، فهذا شرك خفي، مناف لكمال التوحيد.
وفي هذه الدرجة تفصيل:
1. فإما أن يكون العمل ابتداءً يراد به الرياء، ويستمر المرء عليه، فعمله حابط وهو شرك أصغر يخشى أن يتذرع به إلى الشرك الأكبر.
2. وإما أن يكون عمله فيه خلط بين هذا وذاك يقصد به وجه الله ومراءاة الناس، فعمله باطل.
3.وإما أن يكون العمل ابتداءً لوجه الله ثم طرأ على المرء خاطر الرياء فإن دافعه لم يبطل عمله وصح إخلاصه، وإن ركن إليه نقص أجره بحسب ما كان يرائي، وهذا يؤدي إلى نقص الإيمان في قلبه.


س7: اكتب رسالة قصيرة في بيان أثر التوحيد في الإعانة على الصبر
.

بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
الحمد لله الذي خلق العباد وأحسن صورهم، وامتن عليهم بالنعم والعطايا، وقدر عليهم من الهموم والبلايا، وفي كل حكمة ولطف ورحمة، وقد أخبر المولى عز وجل بالغاية من خلق العباد وهى توحيده وإفراده بالعبادة، وجعل فوزهم في الدنيا والآخرة متوقف على اجتيازهم ما قدره عليهم من الأوامر والنواهي والأقدار التي يصيب بها من يشاء من عباده.
ولن ينجح العبد في اجتياز اختبارات الدنيا إلا بالصبر، الصبر على طاعة الله وما أمر به، والصبر عن معصيته وما نهى عنه، والصبر على ما قُدر من مصائب.
وقد دلت نصوص كثيرة على منزلة الصبر، ومنها ما قُرن فيها بين الإيمان والصبر كقول الله تعالى: (مَاۤ أَصَابَ مِن مُّصِیبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن یُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ یَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ) ، والمعنى أن من أصابته مصيبة فعلم أنها بقدر الله ومشيئته وحكمته، وهذا ينشأ من الإيمان بالله ومعرفته سبحانه، فصبر واحتسب فجزاه الله هداية ملأت قلبه فأطمان وسكن، والهداية أصل سعادة الدارين.
فانظر كيف جعل الإيمان بالله ومشيئته النافذة وحكمته البالغة سبب في الصبر وحبس النفس عما يقابله.
واسمع لقول ابن أبي طالب رضي الله عنه، إذ قال: (إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ألا إنه لا إيمان لم لا صبر له)، فنفى الإيمان عن فاقد الصبر، فالصبر ملاك الأمر، فلا ترى صاحب الإيمان إلا صابرا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ثنتان من الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت)، رواه مسلم في صحيحه.

فقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بوجود من خصال الكفر في من أتى بأمرين: الطعن في النسب، والنياحة على الميت، وقد علم أن الموت من المصائب والبلايا كما قال الله تعالى: ( ..فأصابتكم مصيبة الموت..) وقد لا يتحملها الشديد إذا فقد غالٍ أو عزيزٍ، والنياحة على الميت من التسخط على القدر المنافي للصبر، ولو كان الفاقد يملك إيمانا لصبر.

فاعلم أنه بقدر ما مع المرء من إيمان بقدر ما يكمل صبره ويحسن، والواجب على العبد أن يسعى في تكميل إيمانه، ويتجنب ما يناقضه، فيهديه الله للصبر والرضا في وقت الشدائد والملمات.

الحمد لله رب العالمين

أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ
تم الخصم للتأخير

عبدالرحمن محمد عبدالرحمن 15 صفر 1443هـ/22-09-2021م 11:10 PM

المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم.

محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبه وهى تابعه لمحبة الله تعالي ومكملة لها، قال تعالي: " قل إن أباؤكم وأبنائكم وإخوانكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره"
فتوعد الله من قدم محبته ورسوله على غيرها من المحاب، فدل ذلك على وجوب محبة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم وتقديمها على غيرها، لما يترتب على غيابها من الوعيد.
س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
تفسير الآيه:
يبين الله تعالي فى الآيه الكريمه: أن من كيد عدو الله أن يخوف عباده المؤمنين من جنده وأولياؤه، لئلا يجاهدوهم أو يامروهم بمعروف ولا ينهوهم عن منكر، وأمر تعالي بعدم الخوف منهم والخوف منه وحده، وبين أن من الخوف من الله تعالي وحده وعدم الخوف من غيره شرط من شروط الإيمان.
ومناسبة الآيه لكتاب التوحيد:
أن الله تعالي نهي عن الخوف من غيره، وأمر بالخوف منه وحده وجعل ذلك من شروط الإيمان، فدل بذلك على أن الخوف عباده يجب إفراد الله عز وجل بها وتكميلها من كمال التوحيد ، والنقص فيها نقص فى كمال التوحيد.
س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته.
التوكل:
هو اعتماد القلب على الله وتفويض الأمر إليه فى حصول المطلوب ودفع المكروه، مع الثقة التامة في الله، والآخذ بالأسباب النافعه.
حكم التوكل:
التوكل عباده قلبيه يجب إفراد الله تعالي بها وصرفها لغير الله تعالي لها صور:
الأولي: التوكل على المخلوق فيما لايقدر عليه إلا الله؛ كمن يتوكل على غير الله في مغفرة الذنوب؛ فهذا شرك أكبر منافى لأصل التوحيد.
الثاني: الإعتماد على المخلوق فيما أقدره الله عليه؛ وهذا شرك أصغر مناف لكمال التوحيد؛ لأن التوكل تعلق القلب بالمتوكل عليه وتفويض الأمر له وهذا لايصح صرفه لغير الله تعالي.
أما ثمرة التوكل:
فالمتوكلين على الله هم الفائزون فى الدنيا والآخرة الذي فازوا بنصر الله وتأييده وكفايته فى الدنيا، وأما فى الآخره فهم فى درجات عاليه بكمال توحيدهم.
وقد جاءت النصوص فى جزاء المتوكلين كثيرة ومنها:
قال تعالي: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه".
" يأيها النبي حسبك الله ومن تبعك من المؤمنين".
س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟
أن الأمن من مكر الله عز وجل من كبائر الذنوب التي تنافي كمال التوحيد، وما يجب أن يكون عليه العبد الموحد من اجتماع الخوف والرجاء فى قلبه أثناء سيره إلى الله.
س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة.
للقنوط من رحمة الله تعالي أثر سئ على العبد، إذ القنوط من رحمة الله من أخطر مايرد على القلب وتفسد به النفوس ويتبعه العمل، إذ أن القنوط دافع للزيادة فى ارتكاب الآثام والغفله التي توحش القلوب والصدور ويضيق بها العيش؛ قال تعالي: " فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا".
وكذلك لأن القنوط من رحمة من كبائر الذنوب التي توجب مقت الله تعالي فى الدنيا والهلاك فى الأخره.
وكذلك فالقنوط من رحمة الله من صفات الخاسرين والضالين؛ قال تعالي: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}، وقوله: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضَّالون}.
ويجب على العبد الذي أسرف على نفسه بالمعاصي مهما عظمت ذنوبه ألا يقنط من رحمة ربه، لأن رحمة الله أوسع ما يكون، وجاءت الأدلة والنصوص كثيرة لعلاج ما قد يصيب الناس من اليأس والقنوط:
قال تعالي: "ورحمتي وسعت كل شئ ...".
وقال أيضاً: "قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً"
وفى الحديث: " إن رحمتي سبقت غضبي".
وجاء فى الحديث: "لا يمت أحدكم إلا وهو يحسن الن بربه".
س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟
- الصبر على المصائب: واجب من الواجبات؛ لأن فيه ترك التسخط على قضاء الله وقدره.
- أما الرضا فهو قسمين:
o الرضا بفعل الله -جل وعلا- فيرضى بقدر الله الذي هو فعله: وهذا واجب من الواجبات؛ وتركه محرم، ومنافٍ لكمال التوحيد.
o والرضا بالمقضي (الرضا بالمصيبة في نفسها): هذا مستحب، ليس واجباً على العباد أن يرضوا بالمرض، أن يرضوا بفقد الولد، أن يرضوا بفقد المال؛ لكن هذا مستحب، وهو رتبه الخاصة من عباد الله.
س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم، أما بعد: فالرياء من أشد الأمور خطراً على الناس، ومعني الرياء: أن يفعل العبد العمل يرائي به الناس ليحمدوه عليه.
والرياء من أشد ما يجب على العبد الخوف والحذر منه، وذلك لعدة امور منها:
أن الإنسان جبل على حب المدح، فالرياء يشبع له هذه الرغبة.
وكذلك فإن ثمرة الرياء عاجله حاضره بخلاف الإخلاص فثمرته آجله.
ومنها: أن الرياء محبط للعمل؛ فالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه؛ كما جاء فى الحديث: عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالي: " أنا أغني الشركاء عن الشرك، من عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه".
ومنها: تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الرياء بقوله: " ألا أخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قلنا: بلي، قال: الشرك الخفي –يقوم الرجل فيصلي صلاته لما رأي من نظر رجل".
ومما قد يساعد العبد على النجاة من الرياء: مراقبة العبد لربه واستشعار نظر الله إليه، وقدرته عليه.
وكذلك أن يعلم العبد ثواب الدنيا والأخره لا يملكه إلا الله تبارك وتعالي؛ قال تعالي: " من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والأخرة" فمن أخلص لله العمل أحبه الله تعالي، وجعل له القبول والمودة فى قلوب الناس، فنال بإخلاصه ثواب الدنيا والأخرة؛ قال تعالي: " إن الذين ىمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا".

إدارة برنامج الإعداد العلمي 27 صفر 1443هـ/4-10-2021م 10:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن محمد عبدالرحمن (المشاركة 402988)
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم.

محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبه وهى تابعه لمحبة الله تعالي ومكملة لها، قال تعالي: " قل إن أباؤكم وأبنائكم وإخوانكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره"
فتوعد الله من قدم محبته ورسوله على غيرها من المحاب، فدل ذلك على وجوب محبة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم وتقديمها على غيرها، لما يترتب على غيابها من الوعيد.
س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
تفسير الآيه:
يبين الله تعالي فى الآيه الكريمه: أن من كيد عدو الله أن يخوف عباده المؤمنين من جنده وأولياؤه، لئلا يجاهدوهم أو يامروهم بمعروف ولا ينهوهم عن منكر، وأمر تعالي بعدم الخوف منهم والخوف منه وحده، وبين أن من الخوف من الله تعالي وحده وعدم الخوف من غيره شرط من شروط الإيمان.
ومناسبة الآيه لكتاب التوحيد:
أن الله تعالي نهي عن الخوف من غيره، وأمر بالخوف منه وحده وجعل ذلك من شروط الإيمان، فدل بذلك على أن الخوف عباده يجب إفراد الله عز وجل بها وتكميلها من كمال التوحيد ، والنقص فيها نقص فى كمال التوحيد.
س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته.
التوكل:
هو اعتماد القلب على الله وتفويض الأمر إليه فى حصول المطلوب ودفع المكروه، مع الثقة التامة في الله، والآخذ بالأسباب النافعه.
حكم التوكل:
التوكل عباده قلبيه يجب إفراد الله تعالي بها وصرفها لغير الله تعالي لها صور:
الأولي: التوكل على المخلوق فيما لايقدر عليه إلا الله؛ كمن يتوكل على غير الله في مغفرة الذنوب؛ فهذا شرك أكبر منافى لأصل التوحيد.
الثاني: الإعتماد على المخلوق فيما أقدره الله عليه؛ وهذا شرك أصغر مناف لكمال التوحيد؛ لأن التوكل تعلق القلب بالمتوكل عليه وتفويض الأمر له وهذا لايصح صرفه لغير الله تعالي.
أما ثمرة التوكل:
فالمتوكلين على الله هم الفائزون فى الدنيا والآخرة الذي فازوا بنصر الله وتأييده وكفايته فى الدنيا، وأما فى الآخره فهم فى درجات عاليه بكمال توحيدهم.
وقد جاءت النصوص فى جزاء المتوكلين كثيرة ومنها:
قال تعالي: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه".
" يأيها النبي حسبك الله ومن تبعك من المؤمنين".
س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟
أن الأمن من مكر الله عز وجل من كبائر الذنوب التي تنافي كمال التوحيد، وما يجب أن يكون عليه العبد الموحد من اجتماع الخوف والرجاء فى قلبه أثناء سيره إلى الله.
س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة.
للقنوط من رحمة الله تعالي أثر سئ على العبد، إذ القنوط من رحمة الله من أخطر مايرد على القلب وتفسد به النفوس ويتبعه العمل، إذ أن القنوط دافع للزيادة فى ارتكاب الآثام والغفله التي توحش القلوب والصدور ويضيق بها العيش؛ قال تعالي: " فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا".
وكذلك لأن القنوط من رحمة من كبائر الذنوب التي توجب مقت الله تعالي فى الدنيا والهلاك فى الأخره.
وكذلك فالقنوط من رحمة الله من صفات الخاسرين والضالين؛ قال تعالي: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}، وقوله: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضَّالون}.
ويجب على العبد الذي أسرف على نفسه بالمعاصي مهما عظمت ذنوبه ألا يقنط من رحمة ربه، لأن رحمة الله أوسع ما يكون، وجاءت الأدلة والنصوص كثيرة لعلاج ما قد يصيب الناس من اليأس والقنوط:
قال تعالي: "ورحمتي وسعت كل شئ ...".
وقال أيضاً: "قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً"
وفى الحديث: " إن رحمتي سبقت غضبي".
وجاء فى الحديث: "لا يمت أحدكم إلا وهو يحسن الن بربه".
س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟
- الصبر على المصائب: واجب من الواجبات؛ لأن فيه ترك التسخط على قضاء الله وقدره.
- أما الرضا فهو قسمين:
O الرضا بفعل الله -جل وعلا- فيرضى بقدر الله الذي هو فعله: وهذا واجب من الواجبات؛ وتركه محرم، ومنافٍ لكمال التوحيد.
O والرضا بالمقضي (الرضا بالمصيبة في نفسها): هذا مستحب، ليس واجباً على العباد أن يرضوا بالمرض، أن يرضوا بفقد الولد، أن يرضوا بفقد المال؛ لكن هذا مستحب، وهو رتبه الخاصة من عباد الله.
س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم، أما بعد: فالرياء من أشد الأمور خطراً على الناس، ومعني الرياء: أن يفعل العبد العمل يرائي به الناس ليحمدوه عليه.
والرياء من أشد ما يجب على العبد الخوف والحذر منه، وذلك لعدة امور منها:
أن الإنسان جبل على حب المدح، فالرياء يشبع له هذه الرغبة.
وكذلك فإن ثمرة الرياء عاجله حاضره بخلاف الإخلاص فثمرته آجله.
ومنها: أن الرياء محبط للعمل؛ فالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه؛ كما جاء فى الحديث: عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالي: " أنا أغني الشركاء عن الشرك، من عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه".
ومنها: تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الرياء بقوله: " ألا أخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قلنا: بلي، قال: الشرك الخفي –يقوم الرجل فيصلي صلاته لما رأي من نظر رجل".
ومما قد يساعد العبد على النجاة من الرياء: مراقبة العبد لربه واستشعار نظر الله إليه، وقدرته عليه.
وكذلك أن يعلم العبد ثواب الدنيا والأخره لا يملكه إلا الله تبارك وتعالي؛ قال تعالي: " من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والأخرة" فمن أخلص لله العمل أحبه الله تعالي، وجعل له القبول والمودة فى قلوب الناس، فنال بإخلاصه ثواب الدنيا والأخرة؛ قال تعالي: " إن الذين ىمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا".

أ
أحسنت بارك الله فيك
تم الخصم للتأخير


الساعة الآن 10:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir