معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=957)
-   -   صفحة الطالبة: لطيفة المنصوري لدراسة التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22891)

لطيفة المنصوري 13 رجب 1435هـ/12-05-2014م 04:14 PM

صفحة الطالبة: لطيفة المنصوري لدراسة التفسير
 
بسم الله الرحمن الرحيم

لطيفة المنصوري 13 رجب 1435هـ/12-05-2014م 04:16 PM

ملخص تفسير الآيات: (60) - (64) من سورة البقرة، من تفسير بن كثير، بن عطية، و معاني القرآن للزجاج.
 
ملخص تفسير سورة البقرة
[من الآية (60) إلى الآية (64)]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}
يقول تعالى: واذكروا نعمتي عليكم في إجابتي لنبيّكم موسى، عليه السّلام، حين استسقاني لكم، وتيسيري لكم الماء، وإخراجه لكم من حجر يحمل معكم، وتفجيري الماء لكم منه من ثنتي عشرة عينًا لكلّ سبطٍ من أسباطكم عينٌ قد عرفوها، فكلوا من المنّ والسّلوى، واشربوا من هذا الماء الّذي أنبعته لكم بلا سعيٍ منكم ولا كدٍّ، واعبدوا الّذي سخّر لكم ذلك. {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} ولا تقابلوا النّعم بالعصيان فتسلبوها.

{اسْتَسْقَى}: طلب السقيا.
و{أناسٍ}: اسم جمع لا واحد له من لفظه، ومعناه هنا كل سبط.
والمشرب: موضع الشرب
العثو: أشد الفساد
.

كان هذا الاستسقاء في فحص التيه، فأمره الله تعالى بضرب الحجر آية منه.

أقوال السلف في الحجر:
- ابن عبّاسٍ: جعل بين ظهرانيهم حجرٌ مربّع وأمر موسى، عليه السّلام، فضربه بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، في كلّ ناحيةٍ منه ثلاث عيونٍ، وأعلم كلّ سبطٍ عينهم، يشربون منها لا يرتحلون من منقلة إلّا وجدوا ذلك معهم بالمكان الّذي كان منهم بالمنزل الأوّل.
- عطيّة العوفيّ: حجرٌ مثل رأس الثّور يحمل على ثورٍ، فإذا نزلوا منزلًا وضعوه فضربه موسى بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، فإذا ساروا حملوه على ثور، فاستمسك الماء.
-
قتادة: كان حجرًا طوريًّا، من الطّور، يحملونه معهم حتّى إذا نزلوا ضربه موسى بعصاه.
- وقيل: كان من رخامٍ وكان ذراعًا في ذراعٍ، وقيل: مثل رأس الإنسان، وقيل: كان من أسس الجنّة، وقيل: أهبطه آدم من الجنّة فتوارثوه، وقيل: هو الحجر الّذي وضع عليه ثوبه حين اغتسل.

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ
}
يقول تعالى: واذكروا نعمتي عليكم في إنزالي عليكم المنّ والسّلوى، طعامًا طيّبًا نافعًا هنيئًا سهلًا واذكروا دبركم وضجركم ممّا رزقتكم وسؤالكم موسى استبدال ذلك بالأطعمة الدّنيّة من البقول ونحوها ممّا سألتم.


كان هذا القول منهم في التيه حين ملوا المن والسلوى، وتذكروا عيشهم الأول بمصر.

طَعَامٍ وَاحِدٍ: ( المن والسلوى)، لأنّه لا يتبدّل ولا يتغيّر كلّ يومٍ فهو كأكلٍ واحدٍ.
بَقْلِهَا: البقل كل ما تنبته الأرض من النجم. [البقول والقثّاء والعدس والبصل كلّها معروفةٌ]

اختلف
في "الفوم":
- ابن عباس وأكثر المفسرين: الفوم الحنطة.
- مجاهد: الفوم الخبز.
- عطاء وقتادة: الفوم جميع الحبوب التي يمكن أن تختبز كالحنطة والفول والعدس ونحوه.
- الضحاك: الفوم الثوم.

{قال أتستبدلون الّذي هو أدنى بالّذي هو خيرٌ} فيه تقريعٌ لهم وتوبيخٌ على ما سألوا من هذه الأطعمة الدّنيّة مع ما هم فيه من العيش الرّغيد، والطّعام الهنيء الطّيّب النّافع [الاستبدال طلب وضع الشيء موضع الآخر]
أدنى: من الدنو أي القرب في القيمة/أو من الدنيء بمعنى الأخس/أو من الدون أي الأحط.

يحتمل تفاضلها في: القيمة/أو لأنه الطعام الذي من الله به وأمرهم بأكله، وفي استدامة أمر الله تعالى وشكر نعمته أجر وذخر في الآخرة/ ويحتمل في الطيب واللذة/ويحتمل في حسن الغذاء ونفعه/ويحتمل من جهة أنه لا كلفة فيه ولا تعب/ويحتمل في أنه لا مرية في حله وخلوصه لنزوله من عند الله.

قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويترتب الفضل للمن والسلوى بهذه الوجوه كلها.

اهْبِطُوا مِصْرًا: مصرا من الأمصار غير معين/ أو: مصر فرعون.
الحقّ أنّ المراد مصرٌ من الأمصار كما روي عن ابن عباس وغيره، والمعنى على ذلك لأنّ موسى، عليه السّلام يقول لهم: هذا الّذي سألتم ليس بأمرٍ عزيزٍ، بل هو كثيرٌ في أيّ بلدٍ دخلتموه وجدتموه، فليس يساوي مع دناءته وكثرته في الأمصار أن أسأل اللّه فيه. ولمّا كان سؤالهم هذا من باب البطر والأشر ولا ضرورة فيه، لم يجابوا إليه، واللّه أعلم.

وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ: أي: وضعت عليهم وألزموا بها شرعًا وقدرًا، أي: لا يزالون مستذلّين، من وجدهم استذلّهم وأهانهم، وضرب عليهم الصّغار، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلّاء متمسكنون.
الذِّلَّةُ: من الذل (الصغار).
الْمَسْكَنَةُ: الفاقة والحاجة/وقيل: الخراج/ وقيل: الجزية. [الزجاج: المسكنة: الخضوع]
وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ: رجعوا منصرفين متحمّلين غضب اللّه، قد صار عليهم من اللّه غضبٌ، ووجب عليهم من اللّه سخطٌ.
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ: يقول تعالى: هذا الّذي جازيناهم من الذّلّة والمسكنة، وإحلال الغضب بهم بسبب استكبارهم عن اتّباع الحقّ، وكفرهم بآيات اللّه، وإهانتهم حملة الشّرع وهم الأنبياء وأتباعهم، فانتقصوهم إلى أن أفضى بهم الحال إلى أن قتلوهم، فلا كبر أعظم من هذا، إنّهم كفروا بآيات اللّه وقتلوا أنبياء اللّه بغير الحقّ؛ "الكبر بطر الحقّ، وغمط النّاس" [والآيات هنا تحتمل أن يراد بها التسع وغيرها مما يخرق العادة، ويحتمل أن يراد آيات التوراة التي هي كآيات القرآن.]
بغَيْرِ الْحَقِّ: تعظيم للذنب الذي أتوه، ومعلوم أنه لا يقتل نبي بحق، ولكن من حيث قد يتخيل متخيل لذلك وجها. (للتشنيع عليهم)
ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ: هذه علّةٌ أخرى في مجازاتهم بما جوزوا به، أنّهم كانوا يعصون ويعتدون، (فالعصيان فعل المناهي)، (والاعتداء المجاوزة في حدّ المأذون فيه أو المأمور به).

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
لمّا بيّن اللّه تعالى حال من خالف أوامره وارتكب زواجره، وتعدّى في فعل ما لا إذن فيه وانتهك المحارم، وما أحلّ بهم من النّكال، نبّه تعالى على أنّ من أحسن من الأمم السّالفة وأطاع، فإنّ له جزاء الحسنى، وكذلك الأمر إلى قيام السّاعة؛ كلّ من اتّبع الرّسول النّبيّ الأمّيّ فله السّعادة الأبديّة، ولا خوفٌ عليهم فيما يستقبلونه، ولا هم يحزنون على ما يتركونه ويخلّفونه، كما قال تعالى: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.

سبب نزول الآية:

قال سلمان: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن أهل دينٍ كنت معهم، فذكرت من صلاتهم وعبادتهم، فنزلت: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر} إلى آخر الآية.

ابن عبّاسٍ: إخبارٌ عن أنّه لا يقبل من أحدٍ طريقةً ولا عملًا إلّا ما كان موافقًا لشريعة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد أن بعثه [اللّه] بما بعثه به، فأمّا قبل ذلك فكلّ من اتّبع الرّسول في زمانه فهو على هدًى وسبيلٍ ونجاةٍ.

اختلف المتأولون في المراد بالّذين آمنوا في هذه الآية:
قيل: هم المنافقون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم (الّذين آمنوا في ظاهر أمرهم)، فمعنى من آمن: من حقق وأخلص، وفي سائر الفرق المذكورة: من دخل في الإيمان. وقيل : الّذين آمنوا هم المؤمنون حقا بمحمد صلى الله عليه وسلم، بمعنى من ثبت ودام، وفي سائر الفرق بمعنى من دخل فيه.
وقيل: هم أهل الحنيفية ممن لم يلحق محمدا صلى الله عليه وسلم، كزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة، وورقة بن نوفل.


وَالَّذِينَ هَادُوا: ممن لم يلحق محمدا صلى الله عليه وسلم، إلا من كفر بعيسى عليه السلام، والنّصارى كذلك ممن لم يلحق محمدا صلى الله عليه وسلم، والصّابئين كذلك.
[واليهود من الهوادة وهي المودّة/ أو التّهوّد وهي التّوبة/ وقيل: لنسبتهم إلى يهوذا أكبر أولاد يعقوب عليه السّلام/ وقيل: لأنّهم يتهوّدون، أي: يتحرّكون عند قراءة التّوراة].
[والنّصارى لفظة مشتقة من النصر، إما لأن قريتهم تسمى ناصرة/ وإما لأنهم تناصروا/ وإما لقول عيسى عليه السلام من أنصاري إلى الله]

الصابىء لغة: من خرج من دين إلى دين. الصّابئون:
- قيل: فرقةٌ من أهل الكتاب يقرؤون الزّبور.

- قيل: قوم بين المجوس واليهود والنصارى ليس لهم دين.
-
قيل: قوم تركب دينهم بين اليهودية والمجوسية، لا تؤكل ذبائحهم.
-
قيل: قوم يقولون لا إله إلا الله وليس لهم عمل ولا كتاب.
-
قيل: قوم يعبدون الملائكة ويقرؤون الزبور ويصلون إلى القبلة.

وأظهر الأقوال، واللّه أعلم، قول مجاهدٍ ومتابعيه، ووهب بن منبّهٍ: أنّهم قومٌ ليسوا على دين اليهود ولا النّصارى ولا المجوس ولا المشركين، وإنّما هم قومٌ باقون على فطرتهم ولا دينٌ مقرّرٌ لهم يتبعونه ويقتفونه؛ ولهذا كان المشركون ينبزون من أسلم بالصّابئيّ، أي: أنّه قد خرج عن سائر أديان أهل الأرض إذ ذاك.

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}
يقول تعالى مذكّرًا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له واتّباع رسله، وأخبر تعالى أنّه لمّا أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل على رؤوسهم ليقرّوا بما عوهدوا عليه، ويأخذوه بقوّةٍ وحزمٍ وهمّةٍ وامتثالٍ.

الطُّورَ: الجبل/ قال ابن عباس أيضا: الطّور كل جبل ينبت / وقال: اسم الجبل الذي نوجي موسى عليه.
وفي حديث الفتون: عن ابن عبّاسٍ: أنّهم لمّا امتنعوا عن الطّاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا فسجدوا.
وقال السّدّيّ: فلمّا أبوا أن يسجدوا أمر اللّه الجبل أن يقع عليهم، فنظروا إليه وقد غشيهم، فسقطوا سجّدًا على شقٍّ، ونظروا بالشّقّ الآخر، فرحمهم اللّه فكشفه عنهم.

خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ: يعني التوراة بِقُوَّةٍ: بطاعةٍ الله/ وقيل: بعملٍ بما فيه/ وقيل: بجدّ واجتهاد/ وقيل: بكثرة درس.
وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ: اقرؤوا ما في التّوراة واعملوا به.

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}
يقول تعالى: ثمّ بعد هذا الميثاق المؤكّد العظيم تولّيتم عنه وانثنيتم ونقضتموه {فلولا فضل اللّه عليكم ورحمته} أي: توبته عليكم وإرساله النّبيّين والمرسلين إليكم {لكنتم من الخاسرين} بنقضكم ذلك الميثاق في الدّنيا والآخرة.

قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا على أن المخاطب بقوله: عليكم لفظا ومعنى من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم، والجمهور على أن المراد بالمعنى من سلف،.. وتوليهم من بعد ذلك: إما بالمعاصي، فكان فضل الله بالتوبة والإمهال إليها، وإما أن يكون توليهم بالكفر فكان فضل الله بأن لم يعاجلهم بالإهلاك ليكون من ذريتهم من يؤمن، أو يكون المراد من لحق محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد قال ذلك قوم، وعليه يتجه قول قتادة: إن الفضل الإسلام، والرحمة القرآن، ويتجه أيضا أن يراد بالفضل والرحمة إدراكهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم.

لطيفة المنصوري 11 رمضان 1435هـ/8-07-2014م 08:45 PM

ملخص تفسير الآيات: (159) - (162) من سورة البقرة، من تفسير ابن كثير، ابن عطية، و معاني القرآن للزجاج
 

ملخص تفسير سورة البقرة
[من الآية (159) إلى الآية (162)]


{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}

التفسير:
سبب النزول
نزلت في أهل الكتاب الذين كتموا ما علموا من صحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذكره ابن عطية، وابن كثير - عن أبي العالية -، والزجاج.
قال الطبري: «وقد روي أن معينين منهم سألهم قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عما في كتبهم من أمره فكتموا فنزلت»


المراد بالبينات والهدى
أمر محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يعم بعد كل ما يكتم من خيرمن المقاصد الصحيحة والهدى النافع للقلوب؛ وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.


المراد بالكتاب

- القرآن؛ ذكره الزجاج
- التوراة والإنجيل بحكم سبب الآية ثم يدخل القرآن مع تعميم الآية؛ ذكره ابن عطية
.
- الكتب التي أنزلت على الرسل؛ ذكره ابن كثير.

من هم اللاعنون؟
فيه أقوال:
- قيل: الملائكة والمؤمنون ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير عن قتادة والربيع بن أنس وأبي العالية، ورجحه ابن عطية.
- وقيل: الحشرات والبهائم يصيبهم الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين فيلعنونهم ذكره ابن عطية وابن كثير عن مجاهد وعكرمة.
- وقيل: المخلوقات ما عدا الثقلين؛ ذكره ابن عطية والزجاج.
- قال ابن مسعود: المراد بها ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كل متلاعنين إن استحقا اللعنة وإلا انصرفت على اليهود؛ ذكره ابن عطية. [ وهذه الأقوال الثلاثة الأخيرة ذكر ابن عطية أن اللفظ لا يقتضيها ولا تثبت إلا بسند].
- وقيل: كل دابة والجن والإنس؛ ذكره ابن كثير عن عطاء بن أبي رباح.
- وقيل: كل فصيح وأعجمي إما بلسان المقال أو الحال أو لو كان له عقل أو يوم القيامة ذكره ابن كثير

معنى الآية:
فيه وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة والهدى النافع للقلوب، - ومن ذلك أمر محمد صلى الله عليه وسلم وصفته -، من بعد ما بينه الله لعباده في كتبه التي أنزلها على رسله، وبيان أنهم استحقوا بذلك لعنة الله ولعنة اللاعنون من الملائكة والمؤمنين، وقيل: والجن والإنس والدواب.


المسائل العقدية:
ثبوت عذاب القبر
قال البراء بن عازب اللّاعنون كل المخلوقات ما عدا الثقلين الجن والإنس، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الكافر إذا ضرب في قبره فصاح سمعه الكل إلا الثقلين فلعنه كل سامع». ذكره ابن عطية.
عن البراء بن عازبٍ، قال: كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في جنازةٍ، فقال: "إنّ الكافر يضرب ضربةً بين عينيه، فيسمع كلّ دابّةٍ غير الثّقلين، فتلعنه كلّ دابّةٍ سمعت صوته، فذلك قول اللّه تعالى: {أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللاعنون} يعني: دوابّ الأرض". ذكره ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم.


تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}
التفسير:
ثمّ استثنى اللّه تعالى من هؤلاء، التائبين الذين رجعوا عمّا كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وأحوالهم وبيّنوا للنّاس ما كانوا كتموه - ومن ذلك أمر محمد صلى الله عليه وسلم وصفته كحال من
أسلم من اليهود والنصارى، - وقيل بينوا توبتهم بمبرز العمل والبروع فيه - فذكر سبحانه أنه يتوب عليهم؛ وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير والزجاج.

وفي هذا دلالةٌ على أنّ الدّاعية إلى كفرٍ، أو بدعةٍ إذا تاب إلى اللّه تاب اللّه عليه. ولم تكن توبة مثل هؤلاء تقبل في الأمم السابقة،
ولكنّ هذا من شريعة نبيّ التّوبة ونبيّ الرّحمة صلوات اللّه وسلامه عليه. (ابن كثير)

الإعراب:
إ
عراب {الذين}
قال الزجاج: {الذين} في موضع نصب على الاستثناء.


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)}
القراءات:
القراءات في قوله تعالى: {والملائكة والناس أجمعين}
قال الزجاج: قرأ الحسن: {أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين}: وهو جيد في العربية إلا أني أكرهه لمخالفته المصحف، والقراءة، إنما ينبغي أن يلزم فيها السنة، ولزوم السنة فيها أيضًا أقوى عند أهل العربية؛ لأن الإجماع في القراءة إنما يقع على الشيء الجيّد البالغ , ورفع الملائكة في قراءة الحسن على تأويل: أولئك جزاؤهم أن لعنهم اللّه , والملائكة، فعطف الملائكة على موضع إعراب لله في التأويل.
ويجوز على هذا: عجبت من ضرب زيد وعمرو , ومن قيامك وأخوك, المعنى: عجبت من أن ضرب زيد وعمرو , ومن أن قمت أنت وأخوك.

قال ابن عطية: وقرأ الحسن بن أبي الحسن: «والملائكة والناس أجمعون» بالرفع على تقدير أولئك يلعنهم الله.

التفسير:
ثمّ أخبر تعالى عمّن كفروا به واستمرّ بهم الحال إلى مماتهم ولم يتوبوا بأنّ {عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين * خالدين فيها}

معنى لعنة الله: إبعاد اللّه، وإبعاده عذابه؛ ذكره الزجاج وابن عطية.

هل المراد بقوله: {والناس أجمعين} أن يلعن الكفرة أنفسهم؟
فيه أقوال:
قتادة والربيع: المراد بالنّاس المؤمنون خاصة.
أبو العالية: معنى ذلك في الآخرة، وذلك أن الكفرة يلعنون أنفسهم يوم القيامة.
وقالت فرقة: معنى ذلك أن الكفرة يقولون في الدنيا: لعن الله الكافرين، فيلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون.
وهذه الأقوال ذكرها ابن عطية.

المسائل الفقهية:
حكم لعن الكافر
قال ابن كثير:
لا خلاف في جواز لعن الكفّار، وقد كان عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، وعمن بعده من الأئمّة، يلعنون الكفرة في القنوت وغيره؛ فأمّا الكافر المعيّن، فقد ذهب جماعةٌ من العلماء إلى أنّه لا يلعن لأنّا لا ندري بما يختم له، واستدلّ بعضهم بهذه الآية: {إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّارٌ أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين} وقالت طائفةٌ أخرى: بل يجوز لعن الكافر المعيّن. واختار ذلك الفقيه أبو بكر بن العربيّ المالكيّ، ولكنّه احتجّ بحديثٍ فيه ضعفٌ، واستدلّ غيره بقوله، عليه السّلام، في صحيح البخاريّ في قصّة الذي كان يؤتى به سكران فيحدّه، فقال رجلٌ: لعنه اللّه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا تلعنه فإنّه يحبّ اللّه ورسوله" قالوا: فعلّة المنع من لعنه؛ بأنّه يحبّ اللّه ورسوله فدلّ على أنّ من لا يحبّ اللّه ورسوله يلعن، واللّه أعلم)


تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}

التفسير:
معنى قوله :{لا يخفّف عنهم العذاب}
أي: لا ينقص عمّا هم فيه،
وهذا إعلام برفع وجوه الرفق عنهم لأن العذاب إذا لم يخفف ولم يؤخر فهو النهاية؛ وهذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

معنى قوله: {وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}
فيه قولان
:
قيل:
يؤخرون عن العذاب، بمعنى لا يفترعنهم ساعة واحدة بل هو متواصلٌ دائمٌ؛ هذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
وقيل: يحتمل أن يكون من النظر، نحو قوله تعالى: {ولا ينظر إليهم يوم القيامة} ذكره ابن عطية.
والأول أظهر، لأن النظر بالعين إنما يعدى بإلى إلا شاذا في الشعر.

مرجع الضمير في قوله :{خالدين فيها}
قيل: اللّعنة المصاحبة لهم إلى يوم القيامة وفي نار جهنّم؛ ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وقيل: النار؛ ذكره ابن عطية.


لطيفة المنصوري 5 ذو القعدة 1435هـ/30-08-2014م 09:10 PM

ملخص تفسير سورة البقرة
[من الآية (211) إلى الآية (212)]

{سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211) زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)}


قوله تعالى: (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211))

القراءات:
· القراءات في قوله :{ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ط

التفسير:
· معنى الآية إجمالا ك ط

· لمن الخطاب في الآية؟ ط ج
· المراد بالآية البينة ك ط ج
· معنى قوله: {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ط ج
· المراد بالنعمة ك ط ج

المسائل الصرفية:
· أصل كلمة (العقاب) ط

الإعراب:
· إعراب {كم} ط
· إعراب {من آية} ط



القراءات:
· القراءات في قوله :{ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ط
- قرأ أبو عمرو في رواية عباس عنه «اسأل» على الأصل.
- قرأ قوم «أسل» على نقل الحركة إلى السين وترك الاعتداد بذلك في إبقاء ألف الوصل على لغة من قال الحمر، ومن قرأ «سل» فإنه أزال ألف الوصل حين نقل واستغنى عنها.

التفسير:
· معنى الآية إجمالا ك ط
قال ابن كثير: يقول تعالى مخبرًا عن بني إسرائيل: كم قد شاهدوا مع موسى {من آيةٍ بيّنةٍ} أي: حجّةٌ قاطعةٌ على صدقه فيما جاءهم به، كيده وعصاه وفلقه البحر وضربه الحجر، وما كان من تظليل الغمام عليهم في شدّة الحرّ، ومن إنزال المنّ والسّلوى وغير ذلك من الآيات الدّالّات على وجود الفاعل المختار، وصدق من جرت هذه الخوارق على يديه، ومع هذا أعرض كثيرٌ منهم عنها، واستبدلوا بالإيمان بها الكفر بها، والإعراض عنها.
وذكر الزجاج وابن عطية أن المعنى: كم جاءهم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم من آية معرفة به دالة عليه فجحدوا، وهم عالمون بحقيقته.

· لمن الخطاب في الآية؟ ط ج
الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، وفيه إباحة السؤال لمن شاء من أمته؛ ذكره الزجاج وابن عطية.

· المراد بالآية البينة ك ط ج

- الحجّةٌ القاطعةٌ على صدق موسى عليه السلام فيما جاءهم به، كيده وعصاه وفلقه البحر وضربه الحجر، وما كان من تظليل الغمام عليهم في شدّة الحرّ، ومن إنزال المنّ والسّلوى وغير ذلك من الآيات الدّالّات على وجود الفاعل المختار. (ابن كثير)

-الآيات الدالة على صحة أمر محمد صلى الله عليه وسلم. (ذكره ابن عطية والزجاج)


· معنى قوله: {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ط ج

أي: ومن يبدل من بني إسرائيل صفة نعمة الله، وحجج اللّه الدالة على أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - فإن الله شديد العقاب (أي شديد التعذيب)، ذكره الزجاج وابن عطية، وزاد ابن عطية: ثم جاء اللفظ منسحبا على كل مبدل نعمة لله تعالى،
قال: ويدخل في اللفظ أيضا كفار قريش الذين بعث محمد منهم نعمة عليهم، فبدلوا قبولها والشكر عليها كفرا.
فسر الطبري الآية بنحو ما سبق.

· المراد بالنعمة ك ط ج
قيل: الإسلام والإيمان (ذكره ابن كثير والطبري)
وقيل: التوراة وما فيها من حجج اللّه الدالة على أمر نبيه صلى الله عليه وسلم كما ذكر الزجاج وابن عطية.
وذكر ابن عطية أن المعنيين متقاربان وأن نعمة اللّه لفظ عام يدخل فيها جميع نعمه.


المسائل الصرفية:
· أصل كلمة (العقاب) ط
العقاب مأخوذ من العقب، كأن المعاقب يمشي بالمجازاة له في آثار عقبه، ومنه عقبة الراكب وعقبة القدر.

الإعراب:
· إعراب {كم} ط
كم في موضع نصب إما بفعل مضمر بعدها لأن لها صدر الكلام، تقديره كم آتينا آتيناهم، وإما بآتيناهم.
ويصح أن تكون كم في موضع رفع بالابتداء والخبر في آتيناهم. ويصير فيه عائد على كم تقديره كم آتيناهموه.


· إعراب {من آية} ط
من آيةٍ هو على التقدير الأول مفعول ثان ل آتيناهم، وعلى الثاني في موضع التمييز.



قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)}

القراء ات:
· القراءات في قوله :{زُيِّنَ} ط


التفسير:
· معنى الآية إجمالا ك ط ج

· من الذي زين الحياة الدنيا؟ ك ط ج
· وجه تخصيص الذين كفروا بالذكر رغم أن الدنيا قد زينت لجميع العباد ط
· ما ورد في معنى قوله: {وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا} ط ج
· ما المراد بقوله: {
فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟ ك ط ج

· قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، هل المراد به في الدنيا أم في الآخرة؟ ط ج
· معنى قوله تعالى:{بِغَيْرِ حِسَابٍ} ط ج

المسائل النحوية:
· تذكير الفعل مع الفاعل المؤنث ج
· التفضيل ط


القراء ات:
· القراءات في قوله :{زُيِّنَ} ط

- قرأ مجاهد وحميد بن قيس وأبو حيوة «زين» على بناء الفعل للفاعل ونصب «الحياة»،
- قرأ ابن أبي عبلة «زينت» بإظهار العلامة.


التفسير:
· معنى الآية إجمالا ك ط ج
قال ابن كثير: أخبر تعالى عن تزيينه الحياة الدّنيا للكافرين الّذين رضوا بها واطمأنّوا إليها، وجمعوا الأموال ومنعوها عن مصارفها التي أمروا بها ممّا يرضي اللّه عنهم، وسخروا من الّذين آمنوا الّذين أعرضوا عنها، وأنفقوا ما حصل لهم منها في طاعة ربّهم، وبذلوا ابتغاء وجه اللّه؛ فلهذا فازوا بالمقام الأسعد والحظّ الأوفر يوم معادهم، فكانوا فوق أولئك في محشرهم ومنشرهم، ومسيرهم ومأواهم، وذكر نحو ذلك الزجاج وابن عطية وذكروا أنه قد يكون الذي زين هو الشيطان.

· من الذي زين الحياة الدنيا؟ ك ط ج
فيه قولان:
قيل: الله عز وجل؛ ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وقيل: الشيطان. (ذكرهما الزجاج على التخيير، وجمع بينهما ابن عطية)

· وجه تخصيص الذين كفروا بالذكر رغم أن الدنيا قد زينت لجميع العباد ط
لقبولهم التزيين جملة وإقبالهم على الدنيا وإعراضهم عن الآخرة بسببها، وقد تملكتهم لأنهم لا يعتقدون غيرها.

· ما ورد في معنى قوله: {
وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا} ط ج
ويسخرون إشارة إلى كفار قريش لأنهم كانوا يعظمون حالهم من الدنيا ويغتبطون بها ويسخرون من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم كبلال وصهيب وابن مسعود وغيرهم، لأن حالهم في ذات اليد كانت قليلة، فذكر الله قبيح فعلهم.

· ما المراد بقوله: {
فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟ ك ط ج
قال ابن كثير: فوق أولئك في محشرهم ومنشرهم، ومسيرهم ومأواهم، فاستقرّوا في الدّرجات في أعلى علّيّين، وخلّد أولئك في الدّركات في أسفل السّافلين. وذكر نحو ذلك الزجاج وابن عطية.

قال ابن عطية:
ويحتمل:
معنى الفوق هنا في الدرجة والقدر وإن لم يكن للكفار من القدر نصيب.
ويحتمل: أن المتقين هم في الآخرة في التنعم والفوز بالرحمة فوق ما هم هؤلاء فيه في دنياهم، وكذلك خير مستقرا من هؤلاء في نعمة الدنيا.
وتحتمل الآيتان أن يكون التفضيل على ما يتضمنه زعم الكفار، فإنهم كانوا يقولون: وإن كان معاد فلنا فيه الحظ أكثر مما لكم.
وهذا كله من التحميلات

· قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، هل المراد به في الدنيا أم في الآخرة؟ ط ج
يحتمل أن يكون المعنى:
والله يرزق هؤلاء الكفرة في الدنيا فلا تستعظموا ذلك ولا تقيسوا عليه الآخرة، فإن الرزق ليس على قدر الكفر والإيمان بأن يحسب لهذا عمله ولهذا عمله فيرزقان بحساب ذلك، بل الرزق بغير حساب الأعمال؛ ذكره ابن عطية وذكر الزجاج نحوه.
ويحتمل: أن الله يرزق هؤلاء المستضعفين علو المنزلة بكونهم فوق، وما في ضمن ذلك من النعيم بغير حساب، فالآية تنبيه على عظم النعمة عليهم. كما ذكر ابن عطية.

· معنى قوله تعالى:{
بِغَيْرِ حِسَابٍ} ط ج
ذكر فيها ابن عطية ثلاثة معان محتملة:
- هو دائم لا يتناهى ولا ينفد.
- أن يكون بغير حسابٍ صفة لرزق الله تعالى كيف تصرف، إذ هو جلت قدرته لا ينفق بعدّ، ففضله كله بغير حساب.
- أن يكون المعنى في الآية من حيث لا يحتسب، كأنه قال بغير احتساب من المرزوقين.
قال الزجاج: أي: ليس يحاسبه بالرزق في الدنيا على قدر العمل، ولكن الرزق في الآخرة على قدر العمل وما يتفضل اللّه به جلّ وعزّ.


المسائل النحوية:
· تذكير الفعل مع الفاعل المؤنث ج

(زيّن) جاز فيه لفظ التذكير، ولو كانت زيّنت لكان صوابا. وزين صواب حسن؛ لأن تأنيث الحياة ليس بحقيقي، لأن معنى الحياة ومعنى العيش واحد، وقد فصل أيضا بين الفعل وبين الاسم المؤنث.

· التفضيل ط
حفظ لمذهب سيبويه والخليل في أن التفضيل إنما يجيء فيما فيه شركة، والكوفيون يجيزونه حيث لا اشتراك.


لطيفة المنصوري 13 صفر 1436هـ/5-12-2014م 11:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
...
إجابة أسئلة اللقاء العلمي الخاص بتفسير ابن كثير


س1: بيّن خصائص تفسير ابن كثير.
- تفسير ابن كثير هو من أشهر ما دوّن في التفسير بالمأثور، بعد تفسير الطبري، ومن أصح التفاسير بالمأثور، إن لّم يكن أصحها.
- يجمع أصح الآثار الواردة في تفسير الآية، والكلام على رتبتها غالبا، وينبّه على الإسرائيليّات في كثير من الأحاديث، كما يمتاز بحسن البيان وعدم التعقيد، وعدم التشعب في المسائل.
- يذكر الآية ثم يفسّرها بعبارة سهلة موجزة، ثم يقوم بتوضيح الآية بآية أخرى إن أمكنه ذلك، ويعارض ما بين الآيتين، ثم يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالآية، ويبيّن ما يُحتجّ به وما لا يُحتجّ به منها، بعد تفسير القرآن بالقرآن، والقرآن بالسنة، يتبع ذلك بأقوال الصحابة، والتابعين ومن يليهم من علماء السلف، ويقوم بترجيح بعض الأقوال على بعض، وعندما يشرح آية من آيات الأحكام فإنه يدخل في المناقشات الفقهية من دون إطالة
.
فخصائص هذا التفسير باختصار هي:
1:
التنبيه على الإسرائيليّات.
2:
المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال.
3:
شدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن.

س2: بيّن باختصار أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنّة ومن كتب التفسير ومن كتب اللغة.
مصادر ابن كثير من دواوين السنة:
- الأمهات الست، وكأنه استظهر مسند الإمام أحمد، فكثيرا ما يذكره ويقدّمه في الذكر قبل الصحيحين.
- ويأخذ من كتاب (الإشراف على معرفة الأطراف) لابن عساكر، و (التمهيد) لابن عبد البر، ودواوين السنة المتعددة.


مصادره من كتب التفسير:
نقل ابن كثير رحمه الله عمّن سبقه من المفسرين:

- نقل عن إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري، وأكثر عنه، لكنه نقل البصير.
- ونقل عن ابن أبي حاتم.
- نقل عن تفاسير كل من: وكيع، والقرطبي، وابن عطية، والماوردي، ومكي بن أبي طالب، مع التوجيه.
- أخذ شيئا من تفسير الرازي، وأحيانا من الكشاف للزمخشري، مع التوجيه أو النقد أو للاستشهاد.
- نقل عن تفاسير غير موجودة في الوقت الحاضر مثل تفسير ابن مردويه، وهذا من مآثره.
- يهتم عموما بالتفاسير التي تعني بالأثر، وما سوى ذلك يذكره على سبيل النقد أو التوجيه.

مصادر ابن كثير في اللغة:
- (إعراب القرآن) للنحّاس، و (الزّاهر) لابن الأنباري، و (الصحاح) لأبي نصر الجوهري، ويكثر من الأخذ عنه، و (معاني القرآن) لابن الزجاج.
- وعموما لا يذكر في التفسير فيما يتعلق باللغة؛ إلا ما يتوقف عليه في بيان المعنى.

س3: بيّن منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات.
تعامل الحافظ ابن كثير مع الإسرائيليات على شكلين:
أولا: الإعراض عنها؛ فيترك من الإسرائيليات ما أورده غيره إعراضا عنها دون إشارة إليها، مثل الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة.

ثانيا: الإيراد، وما أورده، له منه ثلاثة مواقف:
-النقد العام الإجمالي. مثاله: عند قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض}قال: ذُكر ها هنا إسرائيليات غريبة، أضربنا عنها صفحا.
-
النقد الخاص التفصيلي
. مثاله: ما ذكره عن قصة هاروت وماروت.
-السكوت وعدم النقد. مثل الإسرائيليات الواردة في طول آدم عليه السلام، وعصا موسى عليه السلام، بين الشيخ محمد الفالح سبب ذكره لهذا النوع فقال: فلعلّه رأى أن ذكرها لا يؤدّي إلى خلل في العقائد، وقال: ولكن مع ذلك كان الأولى به ترك مثل هذه الأخبار؛ لأن الاشتغال بمثل هذا من قبيل تضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه، كما قرّر هو ذلك أكثر من مرة في تفسيره.



لطيفة المنصوري 9 رجب 1436هـ/27-04-2015م 08:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
...

إجابة أسئلة اللقاء العلمي:
"مدخل لقراءة كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج

تقديم الشيخ: أبو مالك العوضي


السؤال الأول: بيّن عناية علماء اللغة العربية بمعاني القرآن، واذكر أهمّ المؤلفات في ذلك.
اعتنى علماء اللغة العربية بمعاني القرآن عناية بالغة، فكثرت مؤلفاتهم في هذا الجانب لغايات مهمة منها:
- فهم معانيه؛ إذ أن العمل بالقرآن هو المقصود الأعظم من إنزاله، ولا يمكن أن يتحقق العمل به إلا بفهم معانيه، ومن المعلوم أن علوم العربية تعطي الاحتمالات الممكنة في فهم النصوص.
- إثبات أن القرآن عربي من خلال الاستدلال على كل ما في القرآن بكلام العرب.
- الإجابة بإجابات مفصلة عن بعض الطعون في عربية القرآن، مما جاء على لسان بعض الملاحدة الذين استدلوا على باطلهم بوجود ألفاظ أعجمية لا تعرفها العرب.

من أهم مؤلفات علماء اللغة في معاني القرآن:
- كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة؛ معمر بن المثنى.
- كتاب (معاني القرآن) للأخفش الأوسط؛ سعيد بن مسعدة.
- كتاب (معاني القرآن) للفراء؛ يحيى بن زياد.
- كتاب (معاني القرآن وإعرابه) لأبي إسحاق الزجاج.
- كتاب (معاني القرآن) لأبي جعفر النحاس.

السؤال الثاني: ترجم بإيجاز لأبي إسحاق الزجاج.

اسمه: إبراهيم بن السريّ.
كنيته: أبو إسحاق.
لقبه: الزَجّاج. [لأنه كان يخرط الزجاج]
مولده: في بغداد، قيل: سنة241 هـ، وهي السنة التي توفي فيها الإمام أحمد رحمه الله. [وهذا فيه نظر لأنه ذُكر عنه أنه عاش فوق الثمانين]

نشأته باختصار:
- كان يعمل في خرط الزجاج ثم اشتهى تعلم النحو.
- لزم المبرّد وتعلم منه وكان يعطيه ثلثي دخله يوميا أجرا على تعليمه، مع خدمته له.
- استقل عن معلمه، وعمل على تعليم أولاد بعض الناس ومنهم ولد وزير المعتضد، بعد أن ذكره لهم معلمه المبرد، مما كان له أثر في غناه.

من شيوخه:
- أبو العباس؛ ثعلب. [تعلم منه كثيرا]
- الإمام إسماعيل بن إسحاق المالكي القاضي؛ صاحب كتاب أحكام القرآن.
- المبرّد؛ محمد بن يزيد؛ أبو العباس. [وهو صاحب الأثر الأكبر عليه]

أشهر تلاميذه:
- ابن دَرَسْتَوَيْه، صاحب كتاب (تصحيح الفصيح).
- أبو جعفر النحاس، صاحب كتاب (معاني القرآن).
- أبو القاسم الزجاجي، صاحب كتاب (الجُمل).
- أبو علي الفارسي، صاحب كتاب (الإغفال).
- أبو منصور الأزهري، صاحب كتاب (تهذيب اللغة).
- واستفاد منه عدد من المفسرين في كتابة تفاسيرهم منهم: الثعلبي، والواحدي، والبغوي، والزمخشري.

مذهبه الفقهي:
المشهور في ترجمته أنه في آخر حياته، كان يدعو الله أن يحشره على مذهب أحمد.
[ولكن ذكر الشيخ أبو مالك العوضي أنه لم يقف على كتاب ذكره في تراجم الحنابلة أو طبقاتهم، وأن الزجاج يذكر في كتابه أحيانا مذهب الإمام أبي حنيفة، أو مذهب الشافعي، أو مذهب الإمام مالك، ولم يظهر أنه ذكر مذهب الإمام أحمد، وذكر أن انتسابه للإمام أحمد لا يجعله حنبليا]
* قال عنه أبو حيان أنه معتزلي المذهب، وذكر الشيخ أبو مالك أنه لا يظهر أنه معتزلي، بل كثيرا ما يقول: "وهذا قول أهل السنة والجماعة" ويرجحه.
مذهبه النحوي:
- نشأ أولا نشأة كوفية دارسا على شيخه ثعلب، ثم انتقل إلى المدرسة البصرية دارسا على يد شيخه المبرّد.
- نسبه بعض المعاصرين إلى المدرسة البغدادية التي تُعد خليطا من المدرستين، والصواب أنه ينتمي إلى المدرسة البصرية، وإن خالفها في بعض المسائل.

ثقافته وعلمه:
- كان متنوع المعارف، واسع الاطلاع.
- كان عالما بالنحو والصرف، واللغة، والبلاغة، والقراءات، والتفسير بالمأثور.
- لم يظهر كثيرا في كتابه علمه بالفقه إلا أنه له إشارات جيدة إلى بعض المسائل.
- لم يظهر واضحا علمه بالحديث، ولكن له نصوص قليلة تدل على عنايته به.
- يظهر مقدار عقله وفهمه واضحا من خلال ردوده على العلماء السابقين، ومن خلال عرضه للاحتمالات الممكنة في تفسير الآية، وتقديم بعضها على بعض.

مؤلفاته:
- له مؤلفات كثيرة، أشهرها كتاب (معاني القرآن وإعرابه).
- له كتاب بعنوان: (فعلتُ وأفعلت).
- له كتاب في تفسير أسماء الله تعالى، وكتاب في العروض، وغير ذلك من الكتب.
- كثير من كتبه لم يصلنا.

وفاته: المشهور أنه كان في سنة 311 هـ، وقيل: 316 هـ.

السؤال الثالث: بيّن مكانة كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج، وما سبب عناية العلماء به؟
يعد كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج أحد أهم وأشهر الكتب في معاني القرآن، لعدة أسباب منها:
تعدد مصادر الزجاج في هذا الكتاب:
- استفاد من كتب من سبقه في التأليف في معاني القرآن وأخذ زبدتها؛ مثل كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة، وكتاب (معاني القرآن) للأخفش الأوسط، وكتاب (معاني القرآن) للفراء وغيرها.
- نقل عن كتاب (العَين) للخليل.
- استفاد من كتاب قطرب في التفسير، وهو مفقود.
- استفاد من كتاب أبي عبيد في القراءات. وغير ذلك.

مزايا الكتاب:
- أكثر ما في الكتاب يتعلق بالنحو واللغة والصرف، مع الاستفادة مما ورد عن السلف في التفسير في ترجيح الأقوال.
- أضاف الزجاج على من سبقه من استنباطاته الكثير، ورد على ما رآه خطأ منها.
- تميز الكتاب بحسن بيانه، الذي يشبه طريقة الإمام الطبري، ويشبه طريقة المبرّد.
- تميز بشرح المسائل العلمية شرحا يثلج الصدور ويقرب البعيد.
- اجتهد الزجاج في التعبير عن الألفاظ اللغوية بطريقة حسنة السبك، دون الاعتماد على المنقول المروي فقط، وساعده على ذلك توسعه في علم الاشتقاق.

يتبين مما سبق أن هذا الكتاب يمثل قمة للنضج في علم معاني القرآن، لذلك اعتنى به العلماء عناية فائقة.



لطيفة المنصوري 10 ذو القعدة 1436هـ/24-08-2015م 05:11 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
...

إجابة أسئلة محاضرة: "فضل علم التفسير"



1: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير؟
- من فضائل تعلم التفسير أنه يعين المؤمن على فهم القرآن الذي هو رسالة الله إلينا، وعلى معرفة مراده تعالى، ومعرفة ما بينه من الهدى فيتبعه، وما حذر منه من سبل الضلالة فيحذر منها، فيهتدي بذلك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى رضوان الله وإلى جنات النعيم.
قال الله تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} .
- ومن فضائل تعلم التفسير، أنه باب وطريق لتعلم أنواع كثيرة من العلوم النافعة التي تضمنها كتاب الله؛ فيعرف المفسر أصول الإيمان والاعتقاد الصحيح، ويعرف أسماء الله تعالى، وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه، وأصول الأحكام الفقهية، وأصول المواعظ والتزكية، ويعرف الآداب والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة، وغيرها من العلوم النافعة. قال الله تعالى: {ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنين}.
كما أنه يدفع المفسر أيضا إلى التمكن من علوم كثيرة متنوعة؛ كمعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق، وقواعد الترجيح، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، وأحوال النزول، وفضائل الآيات والسور، وأمثال القرآن، والمبهمات، وغيرها من العلوم المتنوعة التي يكتسبها المفسر شيئاً فشيئاً بتدرج تعلمه للتفسير.
- ومن فضائل تعلم التفسير أنه يجعل متعلمه كثير الاشتغال بأشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا، وأنه يُدخله في زمرة خير هذه الأمة.
كما في صحيح البخاري من حديث سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ». وتعلم القرآن يشمل تعلم ألفاظه ومعانيه واتباع هداه كما هو هدي الصحابة رضي الله عنهم. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: « كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن ». رواه ابن جرير.

2: بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟
حاجة الأمة إلى فهم القرآن حاجة ماسة؛ لأن ذلك هو سبيلها لمعرفة هدى الله جل وعلا الذي بيّنه في كتابه ومن ثم اتباعه فيكون بذلك صلاحها ونجاتها من الفتن. قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}
فهي بحاجة إلى معرفة ما بينه الله تعالى من:
  • طريقة معاملة أعداء هذه الأمة على اختلاف أنواعهم، ومعرفة سبيل مجاهدتهم بالقرآن لدفع شرور كثيرة عن الأمة. قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
  • ومعرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم للنجاة من ضلالاتهم وشرورهم، وقد جاء التحذير منهم في مواضع كثيرة قال تعالى: {هم العدو فاحذرهم}
  • ومعرفة ما ضل فيه أصحاب الملل الأخرى، وكيف تكون معاملتهم، ودعوتهم إلى الحق.
  • معرفة ما تنجو به الأمة من الفتن والشدائد التي قد تحل بها.
وبذلك يُعلم أن مخالفة الأمة لما جاء في كتاب الله سبب لتعريضها للفتن ولعذاب الله تعالى. قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}

3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى
يستفيد طالب العلم من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى من وجوه كثيرة، منها:

أولا: دعوة المسلمين:
- قد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله تعالى ما يدعو به من حوله لعلهم يهتدون.

- وكذلك المرأة تعظ النساء اللاتي وقعن في أنواع من المنكرات والفتن مما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدرها، فتدعوهن بالقرآن، وبه تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض.

- ويُحذر المسلمون من الوقوع في شيء من أفعال المنافقين التي بينها الله في كتابه، ويُبين لهم سوء عاقبتهم.
- وفي القرآن بيان أصول الدعوة وأنواعها ومراتبها وصفات الدعاة إلى الحق، وطرق كشف شبهات المضلين، وأصول الاحتجاج للحق، ومعاملة المخالفين على اختلاف مراتبهم.

ثانيا: دعوة الكافرين:
- فيدعوهم إلى الدين الحق بما جاء في كتاب الله تعالى من البينات والبراهين، ويعرّفهم بربهم وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه، ويبيّن لهم ما ضلوا فيه، وكيف كانت عاقبة الأمم الكافرة. قال الله تعالى:
{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}. والشاهد على هذا ما ذكره ابن كثير في تفسيره أن عليا رضي الله عنه استخلف عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا).



لطيفة المنصوري 23 ذو القعدة 1436هـ/6-09-2015م 02:29 PM

ملخص تفسير سورة البقرة [من الآية (256) إلى الآية (257)]
 
ملخص تفسير سورة البقرة [من الآية (256) إلى الآية (257)]

قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}

ـــــــــــــــــــــــــ


قال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)

المسائل
القراءات
· القراءات في قوله تعالى: {الرُّشْدُ} ط

مسائل علوم الآية
· نزول الآية ط
· القول بنسخ هذه الآية ج ط ك
· سبب نزول الآية ط ك

المسائل التفسيرية
· معنى الآية إجمالا ك
· معنى (لا) في قوله: {لا إكراه} ط
· المراد بالإكراه في الآية ط ك
· الأقوال في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} ج ط
· كيف تبين الرشد؟ ط
· معنى الغيّ ط
· المراد بالطاغوت ج ط ك
· الحكمة من تقديم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله ط
· معنى {استمسك} ط ك
· معنى العروة لغة ط
· ما الذي شُبه بالعروة في الآية؟ ط ك
· معنى (لا) في قوله {لا انفصام لها} ط
· معنى الانفصام لغة ج ط
· فائدة نفي الانفصام ط
· مناسبة ختم الآية بقوله تعالى: {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ج ط

الصرف
· أصل كلمة الرّشد ط
· أصل كلمة الغيّ ط
· أصل كلمة {الطاغوت} ط
· الطاغوت يوصف به الفرد والجمع ط
· {الوُثقى} على وزن فُعلى ط

الإعراب
· إعراب {إكراه} ج

المسائل البلاغية
· تشبيه من آمن بالله وكفر بالطاغوت بمن استمسك بعروة محكمة. ط ك

أحكام الآية
· لا قتال بعد دفع الجزية ج ط

تلخيص أقوال المفسرين

القراءات
· القراءات في قوله تعالى: {الرُّشْدُ} ط
قرأ أبو عبد الرحمن السلمي «الرشاد» بالألف.
وقرأ الحسن والشعبي ومجاهد «الرَّشَد» بفتح الراء والشين.
وروي عن الحسن «الرُّشُد» بضم الراء والشين.

مسائل علوم الآية
· نزول الآية ط
مكية. هو لازم قول من قال بأن الآية هي من آيات الموادعة التي نسختها آية السيف كما أشار إلى ذلك ابن عطية.
مدنية. [هو الأظهر] وهو لازم الأقوال الأخرى - كما سيأتي بيانها - في سبب نزول الآية.

· القول بنسخ هذه الآية ج ط ك
في نسخ هذه الآية قولان:
الأول: الآية نسخها أمر الحرب في قوله جلّ وعزّ: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم}، وهو قول بعض العلماء كما ذكر الزجاج وذكر نحوه ابن عطية وابن كثير، وأورد ابن عطية قولا للسدي بأن النسخ كان بالأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة. وأورد ابن كثير بعض آيات الأمر بالقتال.
الثاني:«هذه الآية محكمة خاصة في أهل الكتاب الذين يبذلون الجزية ويؤدونها عن يد صاغرة، ذكره ابن عطية عن قتادة والضحاك بن مزاحم، وذكر نحوه ابن كثير، وبين أنه قول طائفة كثيرة من العلماء.

· سبب نزول الآية ج ط ك
في سبب نزولها أقوال:
قيل: إن هذه الآية نزلت بسبب أهل الكتاب في أن لا يكرهوا بعد أن يؤدوا الجزية، فأما مشركو العرب فلا يقبل منهم جزية وليس في أمرهم إلا القتل أو الإسلام. ذكره الزجاج دون نسبة، وذكر نحوه ابن عطية ونسب القول إلى قتادة والضحاك، وذكر نحوه ابن كثير كما سبق، وبيّن أنه قبل أن يطال دينهم النسخ والتبديل.

وقيل: إنما نزلت هذه الآية في قوم من الأوس والخزرج كانت المرأة تكون مقلاة لا يعيش لها ولد، فكانت تجعل على نفسها إن جاءت بولد أن تهوده، فكان في بني النضير جماعة على هذا النحو، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير قالت الأنصار كيف نصنع بأبنائنا، إنما فعلنا ما فعلنا ونحن نرى أن دينهم أفضل مما نحن عليه، وأما إذ جاء الله بالإسلام فنكرههم عليه، فنزلت {لا إكراه في الدّين} الآية». قاله ابن عباس وسعيد بن جبير وأورده ابن عطية في تفسيره، وأورده ابن كثير بلفظ مختصر عن ابن عباس، قال ابن كثير: وهكذا ذكر مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ والشّعبيّ والحسن البصريّ وغيرهم. قال ابن عطية: وقال بهذا القول عامر الشعبي ومجاهد، إلا أنه قال:«كان سبب كونهم في بني النضير الاسترضاع»

وروى ابن جرير من طريق محمد بن إسحاق عن زيد بن ثابتٍ عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ قوله: {لا إكراه في الدّين} قال: «نزلت في رجلٍ من الأنصار من بني سالم بن عوفٍ يقال له: الحصينيّ كان له ابنان نصرانيّان، وكان هو رجلًا مسلمًا فقال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألا أستكرههما فإنّهما قد أبيا إلّا النّصرانيّة؟ فأنزل اللّه فيه ذلك».
وروى السّدّيّ نحو ذلك وزاد: «وكانا قد تنصّرا على يدي تجّارٍ قدموا من الشّام يحملون زيتًا فلمّا عزما على الذّهاب معهم أراد أبوهما أن يستكرههما، وطلب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ يبعث في آثارهما، فنزلت هذه الآية». ذكره ابن كثير، وأورد ابن عطية رواية السدي فقط بلفظ آخر.

المسائل التفسيرية
· معنى الآية إجمالا ك
لا تكرهوا أحدًا على الدّخول في دين الإسلام؛ فإنّه بيّنٌ واضحٌ جليٌّ دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحدٌ على الدّخول فيه، بل من هداه اللّه للإسلام وشرح صدره ونوّر بصيرته دخل فيه على بيّنةٍ، ومن أعمى اللّه قلبه وختم على سمعه وبصره فإنّه لا يفيده الدّخول في الدّين مكرهًا مقسورًا.
ومن خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشّيطان من عبادة كلّ ما يعبد من دون اللّه، ووحّد اللّه فعبده وحده وشهد أن لا إله إلّا هو فقد استمسك من الدين بأقوى سبب، وثبت في أمره واستقام على الطّريقة المثلى والصّراط المستقيم، هذا حاصل ما ذكره ابن كثير، وبين أن حكمها عامًّا، وإن قيل إنها نزلت في بعض الأنصار.

· معنى (لا) في قوله {لا إكراه} ط
لا هنا نافية كما أشار ابن عطية، والجملة تحمل معنى النهي في بعض الأقوال التي ذكرها المفسرون كما سيأتي.

· المراد بالإكراه في الآية
ط ك
المراد الإكراه في المعتقد والملة، بقرينة قوله قد تبيّن الرّشد من الغيّ، والإكراه الذي في الأحكام من الأيمان والبيوع والهبات وغير ذلك ليس هذا موضعه، وإنما يجيء في تفسير قوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} ذكره ابن عطية، ومعنى كلام ابن كثير.

· الأقوال في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}
ج ط ك
- [يُنظر في سبب نزول الآية].
- وقيل معنى {لا إكراه في الدّين}أي: لا تقولوا فيه لمن دخل بعد حرب أنه دخل مكرها، لأنه إذا رضي بعد الحرب وصح إسلامه فليس بمكره. ذكره الزجاج.

· كيف تبين الرشد؟ ط
قال ابن عطية: بنصب الأدلة، ووجود الرسول الداعي إلى الله والآيات المنيرة.

· معنى الغيّ لغة ط
الضلال - وليس ذلك على الإطلاق- والمراد في الآية الضلال في معتقد أو رأي كما أشار ابن عطية.

· المراد بالطاغوت ج ط ك
فيه أقوال:
قيل: مردة أهل الكتاب، ذكره الزجاج دون نسبة.
وقيل: الشيطان، ذكره الزجاج ونسبه ابن عطية إلى عمر بن الخطاب ومجاهد والشعبي والضحاك وقتادة والسدي، وذكره ابن كثير عن عمر من رواية ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ، وقال: ومعنى قوله في الطّاغوت: قويٌّ جدًّا فإنّه يشمل كلّ شرٍّ كان عليه أهل الجاهليّة، من عبادة الأوثان والتّحاكم إليها والاستنصار بها.
وقيل: « الساحر»، قاله ابن سيرين وأبو العالية، وذكره ابن عطية.
وقيل: «الكاهن» قاله سعيد بن جبير ورفيع وجابر بن عبد الله وابن جريج، وذكره ابن عطية.
وقال قوم: الأصنام، ذكره ابن عطية
وقال بعض العلماء: كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت. ذكره ابن عطية، وابن كثير، قال ابن عطية: وهذه تسمية صحيحة في كل معبود يرضى ذلك كفرعون ونمرود ونحوه، وأما من لا يرضى ذلك كعزير وعيسى عليهما السلام ومن لا يعقل كالأوثان فسميت طاغوتا في حق العبدة، وذلك مجاز، إذ هي بسبب الطاغوت الذي يأمر بذلك ويحسنه وهو الشيطان»

والراجح أن ما سبق أمثلة في الطاغوت؛ لأن كل واحد منها له طغيان، والشيطان أصل ذلك كله». أشار إلى ذلك ابن عطية، ويُفهم من كلام ابن كثير.

· الحكمة من تقديم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله ط
قال ابن عطية: قدم تعالى ذكر الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله ليظهر الاهتمام بوجوب الكفر بالطاغوت.

· معنى {استمسك} ط
قبض وشد يديه.

· معنى العروة لغة ط
قال ابن عطية: «العروة» في الأجرام هي موضع الإمساك وشد الأيدي.

· معنى الوثقى ك
محكمةٌ مبرمةٌ قويّةٌ وربطها قويٌّ شديدٌ.

· ما الذي شُبه بالعروة في الآية؟ ط ك
اختلفت عبارة المفسرين في هذا:
قال مجاهد: «الإيمان».
وقال السدي: «الإسلام».
وقال سعيد بن جبير والضحّاك: «لا إله إلا الله».
قال أنس بن مالكٍ: «القرآن».
قال سالم بن أبي الجعد: «هو الحبّ في اللّه والبغض في اللّه»
ذكر الثلاثة الأولى ابن عطية وقال: هذه عبارات ترجع إلى معنى واحد، وذكر ابن كثير جميع الأقوال السابقة وقال كلها صحيحةٌ ولا تنافي بينها.

· معنى (لا) في قوله {لا انفصام لها} ط
لا هنا نافية كما أشار ابن عطية.

· معنى الانفصام لغة ج ط ك
معناه الانقطاع. ذكره الزجاج، وبنحو ذلك أشار ابن عطية، قال: الانفصام: الانكسار من غير بينونة. [أي من غير فصل]، وذكره ابن كثير.

· فائدة نفي الانفصام ط
إذا نفي الانفصام فذلك يعني أن لا بينونة بوجه، كما ذكر ابن عطية.

· مناسبة ختم الآية بقوله تعالى: {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ج ط
ولما كان الكفر بالطاغوت والإيمان بالله مما ينطق به اللسان ويعتقده القلب؛ حسن في الصفات سميعٌ من أجل النطق وعليمٌ من أجل المعتقد. ذكره ابن عطية وذكر نحوه الزجاج.

الصرف

· أصل كلمة الرشد ط
الرّشد مصدر من قولك رشد بكسر الشين وضمها يرشد رشدا ورشدا ورشادا. ذكره ابن عطية

· أصل كلمة الغيّ ط
الغيّ مصدر من غوى يغوي إذا ضل في معتقد أو رأي. ذكره ابن عطية

· أصل كلمة {الطاغوت} ط
«الطاغوت» بناء مبالغة من طغى يطغى، وحكى الطبري «يطغو» إذا جاوز الحد بزيادة عليه، وزنه فعلوت.
ومذهب سيبويه أنه اسم مفرد كأنه اسم جنس يقع للكثير والقليل.
ومذهب أبي علي أنه مصدر كرهبوت وجبروت، وقلبت لامه إلى موضع العين، وعينه موضع اللام فقيل: طاغوت.

· الطاغوت يوصف به الفرد والجمع ط
مذهب سيبويه أنه اسم مفرد كأنه اسم جنس يقع للكثير والقليل.
ومذهب أبي علي أنه مصدر ويوصف به الواحد والجمع.
وقال المبرد: هو جمع. قال ابن عطية: ذلك مردود.

· {الوُثقى} على وزن فُعلى ط
قال ابن عطية: الوثقى فُعلى من الوثاقة.

الإعراب

· إعراب {إكراه} ج
(إكراه) نصب بغير تنوين، ويجوز الرفع.

المسائل البلاغية
· تشبيه من آمن بالله وكفر بالطاغوت بمن استمسك بعروة محكمة. ج ط ك
شبه الله تعالى من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشّيطان من عبادة كلّ ما يعبد من دون اللّه، ووحّد اللّه فعبده وحده وشهد أن لا إله إلّا هو، شبهه بمن قبض وشد يديه وتمسك بعروة محكمةٌ مبرمةٌ قويّةٌ. وفي هذا دلالة على ثباته في أمره واستقامته على الطّريقة المثلى والصّراط المستقيم. هذا حاصل معنى ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

أحكام الآية

· لا قتال بعد دفع الجزية ج ط
في الآية دلالة على عدم جواز قتال أهل الكتاب بعد دفعهم الجزية، هذا معنى ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير في أحد الأقوال في تفسير الآية، وقال ابن عطية: «وعلى مذهب مالك في أن الجزية تقبل من كل كافر سوى قريش أي نوع كان، فتجيء الآية خاصة فيمن أعطى الجزية من الناس كلهم لا يقف ذلك على أهل الكتاب كما قال قتادة والضحاك».



قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}

المسائل

القراءات
· القراءات في قوله تعالى: {أولياؤهم الطّاغوت} ط

المسائل التفسيرية
· معنى الولي لغة ط
· بعض مظاهر ولاية الله للذين آمنوا ج ك
· المراد بالظلمات والنور في الآية ج ط ك
· الحكمة من تشبيه الهدى بالنّور والضلالة بالظلمات ج
· الحكمة من توحيد لفظ النّور وجمع الظّلمات ك
· بعض مظاهر ولاية الطاغوت للذين كفروا ج ك
· المراد بالذين كفروا في الآية ط
· سبب الحكم عليهم بالخلود في النار ط

الصرف
· الطاغوت في الآية اسم جنس ط

المسائل البلاغية
· تشبيه الإيمان بالنور والكفر بالظلمات وبيان وجه الشبه.


تلخيص أقوال المفسرين

القراءات
· القراءات في قوله تعالى: {أولياؤهم الطّاغوت} ط
قرأ الحسن بن أبي الحسن، أولياؤهم الطواغيت.

المسائل التفسيرية
· معنى الولي لغة ط
قال ابن عطية: الوليّ فعيل من ولي الشيء إذا جاوره ولزمه، فإذا لازم أحد أحدا بنصره ووده واهتباله فهو وليه، هذا عرفه في اللغة.

· بعض مظاهر ولاية الله للذين آمنوا ج ك
يتولى الله المؤمنين في حجاجهم وهدايتهم، وإقامة البرهان لهم لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية، كما قال عزّ وجلّ: {والّذين اهتدوا زادهم هدى}. ذكره الزجاج وذكر نحوه ابن كثير.
ووليهم أيضا في نصرهم، وإظهار دينهم على دين مخالفيهم، ووليهم أيضا بتولي قولهم ومجازاتهم بحسن أعمالهم. ذكره الزجاج.

· المراد بالظلمات والنور في الآية ج ط ك
يُراد بالظلمات: الجهالة والضلالة والكفر والريب.
ويُراد بالنور: الهدى والحق الواضح المنير.
هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
عن قتادة: «الظّلمات الضلالة، والنّور الهدى». وبمعناه قال الضحاك والربيع كما ذكر ابن عطية.

· الحكمة من تشبيه الهدى بالنّور والضلالة بالظلمات ج
لأن أمر الضلالة مظلم غير بين، وأمر الهدى واضح كبيان النور. ذكره الزجاج.

· الحكمة من توحيد لفظ النّور وجمع الظّلمات ك
قال ابن كثير: لأنّ الحقّ واحدٌ والكفر أجناسٌ كثيرةٌ وكلّها باطلةٌ كما قال تعالى:
{وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}، {وجعل الظّلمات والنّور}، {عن اليمين والشّمائل} إلى غير ذلك من الآيات الّتي في لفظها إشعارٌ بتفرّد الحقّ، وانتشار الباطل وتفرّده وتشعّبه.

· بعض مظاهر ولاية الطاغوت للذين كفروا ج ك
تكون ولايتهم لهم بتولي أمرهم، وتزيين ما هم فيه من الجهالات والضّلالات لهم، فيخرجونهم عن طريق الحقّ إلى الكفر والإفك، هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن كثير.

· المراد بالذين كفروا في الآية ط
وقال مجاهد وعبدة بن أبي لبابة: «إن قوله:{اللّه وليّ الّذين آمنوا}الآية نزلت في قوم آمنوا بعيسى فلما جاء محمد عليه السلام كفروا به فذلك إخراجهم من النور إلى الظلمات». ذكره ابن عطية، وقال: لفظ الآية مستغن عن هذا التخصيص. بل هو مترتب في كل أمة كافرة آمن بعضها كالعرب، ومترتب في الناس جميعا، وذلك أن من آمن منهم فالله وليه أخرجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن كفر بعد وجود الداعي النبي المرسل فشيطانه ومغويه كأنه أخرجه من الإيمان، إذ هو معد وأهل للدخول فيه.

· سبب الحكم عليهم بالخلود في النار ط
وحكم عليهم بالخلود في النار لكفرهم كما قال ابن عطية.

الصرف
· الطاغوت في الآية اسم جنس ط
قال ابن عطية: لفظة الطّاغوت في هذه الآية تقتضي أنه اسم جنس، ولذلك قال أولياؤهم بالجمع، إذ هي أنواع.

المسائل البلاغية

·
تشبيه الإيمان بالنور و
الكفر بالظلمات وبيان وجه الشبه.
شبه الله تعالى الإيمان والهدى والحق بالنور وشبه الكفر والجهالة والضلالة بالظلمات كما أشار المفسرون. قال الزجاج: لأن أمر الضلالة مظلم غير بين، وأمر الهدى واضح كبيان النور.

لطيفة المنصوري 16 ذو الحجة 1436هـ/29-09-2015م 07:11 PM


ملخص تفسير سورة البقرة
[من الآية (265) إلى الآية (266)]



قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)}

المسائل
القراءات
· القراءات في قوله تعالى: {بربوة} ط ك
· القراءات في قوله تعالى: {أكلها} ج ط
· القراءات في قوله تعالى: {والله بما تعملون بصير} ط
· القراءات في قوله تعالى: {جنة من نخيل} ط

المسائل التفسيرية للآية (265):
· مناسبة الآية لما قبلها ط
· تقدير المضاف المحذوف في قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ} ط
· معنى {ابتغاء}ط
· معنى قوله تعالى: {وتثبيتا من أنفسهم} ج ط ك
· معنى الجنة ج ط ك
· معنى الربوة ج ط ك
· سبب تخصيص الربوة بالذكر ج ط
·
الحكمة من تخصيص نوع الربا التي لا يجري فيها ماء بالذكر
ط
· معنى وابل ج ك
· معنى {آتت} ط
· معنى {أكلها} ج طك
· مرجع الضمير في قوله: {أكلها} ط
· معنى الإضافة في قوله: {أكلها} ط
· معنى قوله: {ضعفين} ج ط ك
· تقدير المحذوف في قوله:{فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ} ج ط
· دلالة قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ} على طيب منبت الجنة المذكورة ج ط ك
· معنى الطل ج ط ك
· الحكمة من تشبيه نفقة المؤمنين المخلصين بالجنة الموصوفة في الآية ج ط ك
· معنى قوله: {والله بما تعملون بصير} ج ط ك
المسائل التفسيرية للآية (266):
· المقصود بالمثل المضروب في الآية؟ ج ط ك
· الحكمة من ضرب هذا المثل ج ط ك
· سبب تخصيص النخيل والأعناب بالذكر ط
· مرجع الضمير في قوله: {من تحتها}ط
· معنى الواو في قوله: {وأصابه}، وفي قوله: {وله} ط
· مرجع الضمير في: {فأصابها}، {فاحترقت} ج ط ك
· معنى الإعصار ج ط ك
· سبب إطلاق لفظ الإعصار على الريح ط
· المراد بالنار ط
· مرجع الضمير في قوله: {فاحترقت} ط ك
· مرجع اسم الإشارة في قوله: {كذلك} ج ط
· معنى {الآيات} ج
· معنى قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} ط ك

الصرف
· مرضات مصدر ط
· ضعفاء جمع ضعيف ط

الاشتقاق
· اشتقاق كلمة (الجنة) ط
· اشتقاق كلمة (ربوة) ط

الإعراب
· إعراب {ابتغاء} ط
· إعراب {تثبيتا} ط

البلاغة
· تشبيه نفقات المؤمنين المخلصين بنمو نبات الجنة بالربوة الموصوفة ط
· حذف المضاف للإيجاز ط

تلخيص أقوال المفسرين

القراءات
· القراءات في قوله تعالى: {بربوة} ط ك
(رُبوة) بضم الراء. قرأ بها ابن كثير وحمزة والكسائي ونافع وأبو عمرو. ذكره ابن عطية وقال ابن جرير: قرأ بها عامة أهل المدينة والحجاز والعراق.
(رَبوة) بفتح الراء وبها قرأ عاصم وابن عامر. ذكره ابن عطية، وقال ابن جرير: هي قراءة بعض أهل الشام والكوفة، ويُقال إنها لغة تميم.
(رِبوة) بكسر الراء وبها قرأ ابن عباس فيما حكي عنه. كما ذكر ابن جرير وابن عطية.
(رِباوة) بكسر الراء وبها قرأ الأشهب العقيلي. ذكره ابن عطية.[وذكر الزجاج جميع ما سبق دون نسبة]
(رَباوة) بفتح الراء والباء وألف بعدها، وبها قرأ أبو جعفر وأبو عبد الرحمن. ذكره ابن عطية.

· القراءات في قوله تعالى: {أكلها} ج ط
ويقرأ (أُكْلَهَا)، وهما بمعنى واحد. ذكره الزجاج وابن عطية.
قال ابن عطية: وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو «أُكْلها» بضم الهمزة وسكون الكاف، وكذلك كل مضاف إلى مؤنث وفارقهما أبو عمرو فيما أضيف إلى مذكر مثل (أُكُله) أو كان غير مضاف إلى مكنى مثل (أُكُل خمط) فثقل أبو عمرو ذلك، وخففاه، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي في جميع ما ذكرناه بالتثقيل.

· القراءات في قوله تعالى: {والله بما تعملون بصير} ط
قرأ الزهري (يعملون).

·
القراءات في قوله تعالى: {جنة من نخيل}
ط
قرأ الحسن «جنات» بالجمع.

المسائل التفسيرية للآية (265):
· مناسبة الآية لما قبلها
ط
لما ذكر الله صدقات القوم الذين لا تقبل منهم صدقاتهم، والذين نهى الله المؤمنين عن مواقعة ما يشبه فعلهم بوجه، عقب في هذه الآية بذكر نفقات القوم الذين جاءت صدقاتهم على الوجه الشرعي الذي يرضي الله تعالى فضرب لها مثلا. وهذا من أساليب فصاحة القرآن، وهو أن يأتي ذكر نقيض ما تقدم ذكره، لتستبين حال التضاد بعرضها على الذهن. هذا معنى ما ذكره ابن عطية.

· تقدير المضاف المحذوف في قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ} ط
ذكر له ابن عطية تقديرين محتملين:
الأول: مَثَلُ [نفقة] الَّذِينَ يُنْفِقُونَ ... كَمَثَلِ [غراس] جَنَّةٍ.
الثاني: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ ... كَمَثَلِ [غارس] جَنَّةٍ. [تقدير في آخر الكلام فقط]

· معنى {ابتغاء} ط
معناه: طلب.

·
معنى قوله تعالى: {وتثبيتا من أنفسهم}
ج ط ك
فيه أقوال:
القول الأول: تَصْدِيقًا وَيَقِينًا، قَالَه الشَّعْبِيُّ، وقَالَ بنحوه قَتَادَةُ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَابْنُ زَيْدٍ، والمعنى أن نفوسهم لها بصائر متأكدة أن الله سيجزيهم على ذلك أوفر الجزاء، فهي تثبتهم على الإنفاق في طاعة الله تثبيتا، هذا حاصل ما ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير. وأورد ابن كثير نظيره في المعنى من السنة، وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا. . . "

القول الثاني: يتثبتون أين يضعون صدقاتهم. قاله مجاهد والحسن. قال الحسن: كان الرجل إذا هم بصدقة تثبت، فإن كان ذلك لله أمضاه وإن خالطه شك أمسك. ذكره ابن عطية، وابن كثير.
اختار ابن جرير القول الأول، وقال عنه ابن عطية: هو أصوب؛ لأن المعنى الذي ذهب إليه مجاهد والحسن إنما عبارته و(تثبتا). فإن قال محتج: إن هذا من المصادر التي خرجت على غير المصدر كقوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}، فالجواب: لا يسوغ إلا مع ذكر المصدر والإفصاح بالفعل المتقدم للمصدر، وأما إذا لم يقع إفصاح بفعل فليس لك أن تأتي بمصدر في غير معناه ثم تقول أحمله على فعل كذا وكذا لفعل لم يتقدم له ذكر.

·
معنى الجنة
ج ط ك
الجنة: البستان. وهي قطعة أرض نبتت فيها الأشجار حتى سترت الأرض، وكل ما نبت وكثف وكثر، وستر بعضه بعضاً فهو جنة. هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

·
معنى الربوة
ج ط ك
هُوَ عِنْدُ الْجُمْهُورِ: المكان المستوي المرتفع من الأرض ارتفاعا يسيرا. وزاد ابن عباس: الذي لا تجري فيه الأنهار. هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وبين ابن عطية أن ابن عباس إنما أراد الربوة المذكورة في الآية، ولم يرد جنس الربا؛ لأن الله تعالى قد ذكر ربوة ذات قرار ومعين، ولأن المعروف في كلام العرب أن الربوة ما ارتفع عما جاوره سواء جرى فيها ماء أو لم يجر.
وما زاد به ابن عباس ذكره ابن كثير عن الضحاك أيضا. [جاء في تفسيره: تجري فيه الأنهار، ولعل فيه تصحيف]
وقال السدي: بِرَبْوَةٍ أي برباوة وهو ما انخفض من الأرض. قال ابن عطية: وهذه عبارة قلقة ولفظ الربوة هو مأخوذ من ربا يربو إذا زاد.

· سبب تخصيص الربوة بالذكر ج ط
خصت الربوة بالذكر لأنه في الأغلب يكون معها كثافة التراب وطيبه وتعمقه، وما كان كذلك فنباته أحسن، إذا كان لها ما يرويه من الماء، هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.

·
الحكمة من تخصيص نوع الربا التي لا يجري فيها ماء بالذكر
ط
قوله تعالى: أَصابَها وابِلٌ إلى آخر الآية يدل على أنها ليس فيها ماء جار، وقد
خص الله هذا النوع من الربا بالذكر من حيث هي العرف في بلاد العرب، فمثّل لهم بما يحسونه كثيرا. (ملخص ما ذكره ابن عطية)

· معنى وابل ج ك
الْمَطَرُ الشَّدِيدُ العظيمُ القَطْر. هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن كثير.

·معنى {آتت} ط
أعطت.

·
معنى {أكلها}
ج ط ك
أي: ثمرها. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال ابن عطية: الشيء المأكول من كل شيء يقال له أُكل.

· مرجع الضمير في قوله: {أكلها} ط
مرجعه إلى الجنة كما ذكر ابن عطية.

· معنى الإضافة في قوله: {أكلها} ط
إضافة الأكل إلى الجنة إضافة اختصاص كسرج الدابة وباب الدار، وإلا فليس الثمر مما تأكله الجنة. ذكره ابن عطية.

·
معنى قوله: {ضعفين}
ج ط ك
أي مثلين، بالنسبة إلى غيرها من الجنان، هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

· تقدير المحذوف في قوله:
{فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ} ج ط
فيه قولان:
القول الأول: تقديره: فَطَلٌّ يكفيها. قاله المبرد، واختاره ابن عطية في تفسيره.
القول الثاني: تقديره: فالذي يصيبها طل. قاله الزجاج، وذكره ابن عطية.

· دلالة قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ} على طيب منبت الجنة المذكورة ج ط ك
أكد تعالى مدح هذه الربوة بأنها إن لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فإن الذي يصيبها الطل، وهو يكفيها وينوب مناب الوابل، وذلك لكرم الأرض، فلا تمحل أبدا. هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

· معنى الطل
ج ط ك
الطل: المستدق من القطر الخفيف، قاله ابن عباس وغيره، وهو مشهور اللغة. ذكره ابن عطية، وذكر نحوه الزجاج وزاد: (الدائم)
قال ابن عطية: قال قوم: الطل الندى، وهذا تجوز وتشبيه. وقد روي ذلك عن ابن عباس.
عن الضَّحَّاكُ: هُوَ الرَّذَاذ، وَهُوَ اللَّيِّنُ مِنَ الْمَطَرِ. ذكره ابن كثير

·
الحكمة من تشبيه نفقة المؤمنين المخلصين بالجنة الموصوفة في الآية
ج ط ك
لأنه كما أن الجنة بهذه الربوة لا تجدب أبدا، ولا ينقطع ثمرها، فكذلك نفقات هؤلاء المخلصين، يتقبلها الله ويكثرها وينميها، كل عامل بحسبه. هذا حاصل ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

· معنى قوله: {والله بما تعملون بصير}
ج ط ك
أي عليم بأعمال عباده، لا يخفى عليه منها شيء، وهذا فيه وعد ووعيد. هذا حاصل ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال ابن عطية: وقرأ الزهري يعملون بالياء كأنه يريد به الناس أجمع. أو يريد المنفقين فقط فهو وعد محض.

المسائل التفسيرية للآية (266):
· المقصود بالمثل المضروب في الآية؟ ج ط ك
قيل: هو مثل آخر لنفقة الرياء، حكاه الطبري عن السدي ورجحه.
وقيل: هو مثل لمن يبطل صدقته بالمن والأذى. هذا معنى ما حكاه الطبري عن ابن زيد.
رجح ابن عطية القول الثاني، وذكر أنه أبين من القول الأول، وأنه مقتضى سياق الكلام.
وقيل: هو مثل لكل منافق وكافر عمل وهو يحسب أنه يحسن صنعا، فلما جاء إلى وقت الحاجة لم يجد شيئا، جاء عن ابن عباس نحو هذا، كما ذكر ابن كثير، وذكره ابن عطية على أنه المعنى في غير سياق الآيات.
وقيل: هو مثل لمن يعمل عمره بعمل أهل الخير، فإذا فني عمره، عمل عمل السوء، فأبطل بعمله الثاني ما أسلفه من العمل الصالح، واحتاج إلى شيء من الأول في أضيق الأحوال، فلم يحصل منه شيء وخانه أحوج ما كان إليه. هذا معنى ما ذهب إليه عمر وابن عباس رضي الله عنهما كما جاء في الحديث الصحيح. ذكره ابن عطية وابن كثير. وقال ابن عطية عن هذا القول إنه يحمل الآية على كل ما يدخل تحت ألفاظها، وأن مجاهد، وقتادة، والربيع، وغيرهم قالوا بنحوه.
[الزجاج: مثل لمن لم يكن له في الآخرة عمل يوصله إلى الجنة]

· الحكمة من ضرب هذا المثل ج ط ك
ليعلم من سبق ذكرهم أن حالهم إذا ردوا إلى الله عز وجل، سيكون كحال من كان له بستان من نخيل وأعناب له فيها من كل الثمرات، وكان ولده وذريته ضعاف، وكان في آخر عمره، فجاء بستانه إعصار فيه نار فأحرقه، فلم يكن عنده قوة أن يغرس مثله، ولم يكن عند نسله خير يعودون به عليه، فكذلك من تقدم ذكره، لن يجد خيرا يعود عليه يوم القيامة، وسيحرم أجره عند أحوج ما يكون إليه، كما حرم هذا جنته عند أفقر ما كان إليها عند كبره وضعف ذريته.
هذا معنى ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

· سبب تخصيص النخيل والأعناب بالذكر ط
لشرفهما وفضلهما على سائر الشجر.

· مرجع الضمير في قوله: {من تحتها} ط
مرجعه إلى الأشجار.

· معنى الواو في قوله: {وأصابه}، وفي قوله: {وله} ط
هي واو الحال.

· مرجع الضمير في: {فأصابها}، {فاحترقت} ج ط ك
مرجعه إلى الجنة كما أشار المفسرون.

·
معنى الإعصار
ج ط ك
الريح الشديدة. وهذا مروي عن ابن عباس والسدي والحسن وغيرهم، كما جاء في تفسير ابن عطية. وقاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
زاد الزجاج: التي تهب من الأرض كالْعَمُود إِلى نَحْو السماءِ وهي التي تسميها الناس الزَوْبَعةَ.

· سبب إطلاق لفظ الإعصار على الريح
ط
قال عبيد الله بن الحسن العنبري: لأنها تعصر السحاب.
قال المهدوي: لأنها تلتف كالثوب إذا عصر. قال ابن عطية: وهذا ضعيف.
[والسحاب معصرات إما لأنها حوامل فتكون كالمعصر من النساء، وهي التي تكون عرضة للحمل، وإما لأنها تنعصر بالرياح]

· المراد بالنار ط
فيه قولان:
قيل: السموم الشديدة. قاله ابن عباس والسدي.
[السَّمُومُ: ريح حار شديدة تكون في النهار وقد تكون في الليل على عكس الحرور فإنها في الليل وقد تكون في النهار. (حاشية تفسير ابن عطية)]
عن ابن مسعود: السموم التي خلق الله منها الجان جزء من سبعين جزءا من النار. [ابن عطية: يريد نار الآخرة]

وقيل: البرد. قاله الحسن بن أبي الحسن، والضحاك.
وجمع ابن عطية بين القولين في تفسيره فقال: والإِعْصارٌ الريح الشديدة العاصف التي فيها إحراق لكل ما مرت عليه، يكون ذلك في شدة الحر ويكون في شدة البرد وكل ذلك من فيح جهنم ونفسها.

· مرجع اسم الإشارة في قوله: {كذلك} ج ط
ذهب الزجاج إلى أن مرجعه إلى البيان الذي قد تبين: الصَّدَقَة، والجهاد، وقصة إِبراهيم عليه السلام، والذي مرَّ على قرية، وجميع ما سلَف من الآيات. أي كَمثل بيان هذه الأقاصيص.
وقال ابن عطية: إلى هذه الأمثال المبينة.

· معنى {الآيات} ج
أي العَلاَمَات والدّلالات التي تَحتَاجُون إِليها في أمْر توحيده، وإثْبَات رسالات رسله وثوابه وعقابه.

·
معنى قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}
ط ك
لَعَلَّكُمْ ترجّ في حق البشر، والمعنى: إذا تأمل من يبين له هذا البيان رجي له التفكر والاعتبار وتفهم الأمثال والمعاني، وإنزالها على المراد منها. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ}
وقال ابن عباس تَتَفَكَّرُونَ في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها.
هذا حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

الصرف
· مرضات مصدر ط
مَرْضاتِ مصدر من رضي يرضى.

·
ضعفاء جمع ضعيف
ط
وكذلك: ضعاف

الاشتقاق
· اشتقاق كلمة (الجنة) ط
هي من لفظ الجن والجنن والجنة وجن الليل.

·
اشتقاق كلمة (ربوة)
ط
مأخوذ من ربا يربو إذا زاد.

الإعراب
· إعراب {ابتغاء} ط
قال ابن عطية: إعرابه النصب على المصدر في موضع الحال. وكان يتوجه فيه النصب على المفعول من أجله. لكن النصب على المصدر هو الصواب من جهة عطف المصدر الذي هو وَتَثْبِيتاً عليه.

·
إعراب {تثبيتا}
ط
قال ابن عطية: ولا يصح في تَثْبِيتاً أنه مفعول من أجله، لأن الإنفاق ليس من أجل التثبيت. وقال مكي في المشكل: كلاهما [ابتغاء، وتثبيتا] مفعول من أجله وهو مردود بما بيناه.

البلاغة
· تشبيه نفقات المؤمنين المخلصين بنمو نبات الجنة بالربوة الموصوفة ط
شبه نمو نفقات هؤلاء المخلصين الذين يربي الله صدقاتهم بنمو نبات هذه الجنة بالربوة الموصوفة، ذكره ابن عطية، وذكر نحوه الزجاج وابن كثير.

· حذف المضاف للإيجاز ط
قال ابن عطية: وتقدير الكلام ومثل نفقة الذين ينفقون كمثل غراس جنة، لأن المراد بذكر الجنة غراسها أو تقدر الإضمار في آخر الكلام دون إضمار نفقة في أوله، كأنه قال: كمثل غارس جنة.


عبد العزيز الداخل 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م 02:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري (المشاركة 214951)
بسم الله الرحمن الرحيم
...

إجابة أسئلة محاضرة: "فضل علم التفسير"



1: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير؟
- من فضائل تعلم التفسير أنه يعين المؤمن على فهم القرآن الذي هو رسالة الله إلينا، وعلى معرفة مراده تعالى، ومعرفة ما بينه من الهدى فيتبعه، وما حذر منه من سبل الضلالة فيحذر منها، فيهتدي بذلك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى رضوان الله وإلى جنات النعيم.
قال الله تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} .
- ومن فضائل تعلم التفسير، أنه باب وطريق لتعلم أنواع كثيرة من العلوم النافعة التي تضمنها كتاب الله؛ فيعرف المفسر أصول الإيمان والاعتقاد الصحيح، ويعرف أسماء الله تعالى، وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه، وأصول الأحكام الفقهية، وأصول المواعظ والتزكية، ويعرف الآداب والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة، وغيرها من العلوم النافعة. قال الله تعالى: {ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنين}.
كما أنه يدفع المفسر أيضا إلى التمكن من علوم كثيرة متنوعة؛ كمعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق، وقواعد الترجيح، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، وأحوال النزول، وفضائل الآيات والسور، وأمثال القرآن، والمبهمات، وغيرها من العلوم المتنوعة التي يكتسبها المفسر شيئاً فشيئاً بتدرج تعلمه للتفسير.
- ومن فضائل تعلم التفسير أنه يجعل متعلمه كثير الاشتغال بأشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا، وأنه يُدخله في زمرة خير هذه الأمة.
كما في صحيح البخاري من حديث سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ». وتعلم القرآن يشمل تعلم ألفاظه ومعانيه واتباع هداه كما هو هدي الصحابة رضي الله عنهم. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: « كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن ». رواه ابن جرير.

2: بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟
حاجة الأمة إلى فهم القرآن حاجة ماسة؛ لأن ذلك هو سبيلها لمعرفة هدى الله جل وعلا الذي بيّنه في كتابه ومن ثم اتباعه فيكون بذلك صلاحها ونجاتها من الفتن. قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}
فهي بحاجة إلى معرفة ما بينه الله تعالى من:
  • طريقة معاملة أعداء هذه الأمة على اختلاف أنواعهم، ومعرفة سبيل مجاهدتهم بالقرآن لدفع شرور كثيرة عن الأمة. قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
  • ومعرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم للنجاة من ضلالاتهم وشرورهم، وقد جاء التحذير منهم في مواضع كثيرة قال تعالى: {هم العدو فاحذرهم}
  • ومعرفة ما ضل فيه أصحاب الملل الأخرى، وكيف تكون معاملتهم، ودعوتهم إلى الحق.
  • معرفة ما تنجو به الأمة من الفتن والشدائد التي قد تحل بها.
وبذلك يُعلم أن مخالفة الأمة لما جاء في كتاب الله سبب لتعريضها للفتن ولعذاب الله تعالى. قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}

3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى
يستفيد طالب العلم من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى من وجوه كثيرة، منها:

أولا: دعوة المسلمين:
- قد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله تعالى ما يدعو به من حوله لعلهم يهتدون.

- وكذلك المرأة تعظ النساء اللاتي وقعن في أنواع من المنكرات والفتن مما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدرها، فتدعوهن بالقرآن، وبه تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض.

- ويُحذر المسلمون من الوقوع في شيء من أفعال المنافقين التي بينها الله في كتابه، ويُبين لهم سوء عاقبتهم.
- وفي القرآن بيان أصول الدعوة وأنواعها ومراتبها وصفات الدعاة إلى الحق، وطرق كشف شبهات المضلين، وأصول الاحتجاج للحق، ومعاملة المخالفين على اختلاف مراتبهم.

ثانيا: دعوة الكافرين:
- فيدعوهم إلى الدين الحق بما جاء في كتاب الله تعالى من البينات والبراهين، ويعرّفهم بربهم وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه، ويبيّن لهم ما ضلوا فيه، وكيف كانت عاقبة الأمم الكافرة. قال الله تعالى:
{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}. والشاهد على هذا ما ذكره ابن كثير في تفسيره أن عليا رضي الله عنه استخلف عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا).



أحسنت بارك الله فيك، ونفع بك.

أ+

عبد العزيز الداخل 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م 02:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري (المشاركة 197736)
بسم الله الرحمن الرحيم
...

إجابة أسئلة اللقاء العلمي:
"مدخل لقراءة كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج

تقديم الشيخ: أبو مالك العوضي


السؤال الأول: بيّن عناية علماء اللغة العربية بمعاني القرآن، واذكر أهمّ المؤلفات في ذلك.
اعتنى علماء اللغة العربية بمعاني القرآن عناية بالغة، فكثرت مؤلفاتهم في هذا الجانب لغايات مهمة منها:
- فهم معانيه؛ إذ أن العمل بالقرآن هو المقصود الأعظم من إنزاله، ولا يمكن أن يتحقق العمل به إلا بفهم معانيه، ومن المعلوم أن علوم العربية تعطي الاحتمالات الممكنة في فهم النصوص.
- إثبات أن القرآن عربي من خلال الاستدلال على كل ما في القرآن بكلام العرب.
- الإجابة بإجابات مفصلة عن بعض الطعون في عربية القرآن، مما جاء على لسان بعض الملاحدة الذين استدلوا على باطلهم بوجود ألفاظ أعجمية لا تعرفها العرب.

من أهم مؤلفات علماء اللغة في معاني القرآن:
- كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة؛ معمر بن المثنى.
- كتاب (معاني القرآن) للأخفش الأوسط؛ سعيد بن مسعدة.
- كتاب (معاني القرآن) للفراء؛ يحيى بن زياد.
- كتاب (معاني القرآن وإعرابه) لأبي إسحاق الزجاج.
- كتاب (معاني القرآن) لأبي جعفر النحاس.

السؤال الثاني: ترجم بإيجاز لأبي إسحاق الزجاج.

اسمه: إبراهيم بن السريّ.
كنيته: أبو إسحاق.
لقبه: الزَجّاج. [لأنه كان يخرط الزجاج]
مولده: في بغداد، قيل: سنة241 هـ، وهي السنة التي توفي فيها الإمام أحمد رحمه الله. [وهذا فيه نظر لأنه ذُكر عنه أنه عاش فوق الثمانين]

نشأته باختصار:
- كان يعمل في خرط الزجاج ثم اشتهى تعلم النحو.
- لزم المبرّد وتعلم منه وكان يعطيه ثلثي دخله يوميا أجرا على تعليمه، مع خدمته له.
- استقل عن معلمه، وعمل على تعليم أولاد بعض الناس ومنهم ولد وزير المعتضد، بعد أن ذكره لهم معلمه المبرد، مما كان له أثر في غناه.

من شيوخه:
- أبو العباس؛ ثعلب. [تعلم منه كثيرا]
- الإمام إسماعيل بن إسحاق المالكي القاضي؛ صاحب كتاب أحكام القرآن.
- المبرّد؛ محمد بن يزيد؛ أبو العباس. [وهو صاحب الأثر الأكبر عليه]

أشهر تلاميذه:
- ابن دَرَسْتَوَيْه، صاحب كتاب (تصحيح الفصيح).
- أبو جعفر النحاس، صاحب كتاب (معاني القرآن).
- أبو القاسم الزجاجي، صاحب كتاب (الجُمل).
- أبو علي الفارسي، صاحب كتاب (الإغفال).
- أبو منصور الأزهري، صاحب كتاب (تهذيب اللغة).
- واستفاد منه عدد من المفسرين في كتابة تفاسيرهم منهم: الثعلبي، والواحدي، والبغوي، والزمخشري.

مذهبه الفقهي:
المشهور في ترجمته أنه في آخر حياته، كان يدعو الله أن يحشره على مذهب أحمد. [هذا الدعاء محتمل الدلالة لأن المشهور منه أنه يراد مذهبه في الاعتقاد]
[ولكن ذكر الشيخ أبو مالك العوضي أنه لم يقف على كتاب ذكره في تراجم الحنابلة أو طبقاتهم، وأن الزجاج يذكر في كتابه أحيانا مذهب الإمام أبي حنيفة، أو مذهب الشافعي، أو مذهب الإمام مالك، ولم يظهر أنه ذكر مذهب الإمام أحمد، وذكر أن انتسابه للإمام أحمد لا يجعله حنبليا]
* قال عنه أبو حيان أنه معتزلي المذهب، وذكر الشيخ أبو مالك أنه لا يظهر أنه معتزلي، بل كثيرا ما يقول: "وهذا قول أهل السنة والجماعة" ويرجحه.
مذهبه النحوي:
- نشأ أولا نشأة كوفية دارسا على شيخه ثعلب، ثم انتقل إلى المدرسة البصرية دارسا على يد شيخه المبرّد.
- نسبه بعض المعاصرين إلى المدرسة البغدادية التي تُعد خليطا من المدرستين، والصواب أنه ينتمي إلى المدرسة البصرية، وإن خالفها في بعض المسائل.

ثقافته وعلمه:
- كان متنوع المعارف، واسع الاطلاع.
- كان عالما بالنحو والصرف، واللغة، والبلاغة، والقراءات، والتفسير بالمأثور.
- لم يظهر كثيرا في كتابه علمه بالفقه إلا أنه له إشارات جيدة إلى بعض المسائل.
- لم يظهر واضحا علمه بالحديث، ولكن له نصوص قليلة تدل على عنايته به.
- يظهر مقدار عقله وفهمه واضحا من خلال ردوده على العلماء السابقين، ومن خلال عرضه للاحتمالات الممكنة في تفسير الآية، وتقديم بعضها على بعض.

مؤلفاته:
- له مؤلفات كثيرة، أشهرها كتاب (معاني القرآن وإعرابه).
- له كتاب بعنوان: (فعلتُ وأفعلت).
- له كتاب في تفسير أسماء الله تعالى، وكتاب في العروض، وغير ذلك من الكتب.
- كثير من كتبه لم يصلنا.

وفاته: المشهور أنه كان في سنة 311 هـ، وقيل: 316 هـ.

السؤال الثالث: بيّن مكانة كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج، وما سبب عناية العلماء به؟
يعد كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج أحد أهم وأشهر الكتب في معاني القرآن، لعدة أسباب منها:
تعدد مصادر الزجاج في هذا الكتاب:
- استفاد من كتب من سبقه في التأليف في معاني القرآن وأخذ زبدتها؛ مثل كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة، وكتاب (معاني القرآن) للأخفش الأوسط، وكتاب (معاني القرآن) للفراء وغيرها.
- نقل عن كتاب (العَين) للخليل.
- استفاد من كتاب قطرب في التفسير، وهو مفقود.
- استفاد من كتاب أبي عبيد في القراءات. وغير ذلك.

مزايا الكتاب:
- أكثر ما في الكتاب يتعلق بالنحو واللغة والصرف، مع الاستفادة مما ورد عن السلف في التفسير في ترجيح الأقوال.
- أضاف الزجاج على من سبقه من استنباطاته الكثير، ورد على ما رآه خطأ منها.
- تميز الكتاب بحسن بيانه، الذي يشبه طريقة الإمام الطبري، ويشبه طريقة المبرّد.
- تميز بشرح المسائل العلمية شرحا يثلج الصدور ويقرب البعيد.
- اجتهد الزجاج في التعبير عن الألفاظ اللغوية بطريقة حسنة السبك، دون الاعتماد على المنقول المروي فقط، وساعده على ذلك توسعه في علم الاشتقاق.

يتبين مما سبق أن هذا الكتاب يمثل قمة للنضج في علم معاني القرآن، لذلك اعتنى به العلماء عناية فائقة.




أحسنت نفع الله بك، وزادك علماً وهدى.
أ+

عبد العزيز الداخل 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م 02:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري (المشاركة 153501)
بسم الله الرحمن الرحيم
...
إجابة أسئلة اللقاء العلمي الخاص بتفسير ابن كثير


س1: بيّن خصائص تفسير ابن كثير.
- تفسير ابن كثير هو من أشهر ما دوّن في التفسير بالمأثور، بعد تفسير الطبري، ومن أصح التفاسير بالمأثور، إن لّم يكن أصحها.
- يجمع أصح الآثار الواردة في تفسير الآية، والكلام على رتبتها غالبا، وينبّه على الإسرائيليّات في كثير من الأحاديث، كما يمتاز بحسن البيان وعدم التعقيد، وعدم التشعب في المسائل.
- يذكر الآية ثم يفسّرها بعبارة سهلة موجزة، ثم يقوم بتوضيح الآية بآية أخرى إن أمكنه ذلك، ويعارض ما بين الآيتين، ثم يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالآية، ويبيّن ما يُحتجّ به وما لا يُحتجّ به منها، بعد تفسير القرآن بالقرآن، والقرآن بالسنة، يتبع ذلك بأقوال الصحابة، والتابعين ومن يليهم من علماء السلف، ويقوم بترجيح بعض الأقوال على بعض، وعندما يشرح آية من آيات الأحكام فإنه يدخل في المناقشات الفقهية من دون إطالة
.
فخصائص هذا التفسير باختصار هي:
1:
التنبيه على الإسرائيليّات.
2:
المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال.
3:
شدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن.

س2: بيّن باختصار أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنّة ومن كتب التفسير ومن كتب اللغة.
مصادر ابن كثير من دواوين السنة:
- الأمهات الست، وكأنه استظهر مسند الإمام أحمد، فكثيرا ما يذكره ويقدّمه في الذكر قبل الصحيحين.
- ويأخذ من كتاب (الإشراف على معرفة الأطراف) لابن عساكر، و (التمهيد) لابن عبد البر، ودواوين السنة المتعددة.


مصادره من كتب التفسير:
نقل ابن كثير رحمه الله عمّن سبقه من المفسرين:

- نقل عن إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري، وأكثر عنه، لكنه نقل البصير.
- ونقل عن ابن أبي حاتم.
- نقل عن تفاسير كل من: وكيع، والقرطبي، وابن عطية، والماوردي، ومكي بن أبي طالب، مع التوجيه.
- أخذ شيئا من تفسير الرازي، وأحيانا من الكشاف للزمخشري، مع التوجيه أو النقد أو للاستشهاد.
- نقل عن تفاسير غير موجودة في الوقت الحاضر مثل تفسير ابن مردويه، وهذا من مآثره.
- يهتم عموما بالتفاسير التي تعني بالأثر، وما سوى ذلك يذكره على سبيل النقد أو التوجيه.

مصادر ابن كثير في اللغة:
- (إعراب القرآن) للنحّاس، و (الزّاهر) لابن الأنباري، و (الصحاح) لأبي نصر الجوهري، ويكثر من الأخذ عنه، و (معاني القرآن) لابن الزجاج.
- وعموما لا يذكر في التفسير فيما يتعلق باللغة؛ إلا ما يتوقف عليه في بيان المعنى.

س3: بيّن منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات.
تعامل الحافظ ابن كثير مع الإسرائيليات على شكلين:
أولا: الإعراض عنها؛ فيترك من الإسرائيليات ما أورده غيره إعراضا عنها دون إشارة إليها، مثل الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة.

ثانيا: الإيراد، وما أورده، له منه ثلاثة مواقف:
-النقد العام الإجمالي. مثاله: عند قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض}قال: ذُكر ها هنا إسرائيليات غريبة، أضربنا عنها صفحا.
-
النقد الخاص التفصيلي
. مثاله: ما ذكره عن قصة هاروت وماروت.
-السكوت وعدم النقد. مثل الإسرائيليات الواردة في طول آدم عليه السلام، وعصا موسى عليه السلام، بين الشيخ محمد الفالح سبب ذكره لهذا النوع فقال: فلعلّه رأى أن ذكرها لا يؤدّي إلى خلل في العقائد، وقال: ولكن مع ذلك كان الأولى به ترك مثل هذه الأخبار؛ لأن الاشتغال بمثل هذا من قبيل تضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه، كما قرّر هو ذلك أكثر من مرة في تفسيره.



أحسنت نفع الله بك.
أ+


الساعة الآن 02:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir