معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال: هل معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "كان منافقا خالصا" أي وقع في النفاق الأكبر؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=33737)

إيمان نبيل 1 ذو الحجة 1436هـ/14-09-2015م 10:32 PM

سؤال: هل معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "كان منافقا خالصا" أي وقع في النفاق الأكبر؟
 
السلام عليكم
يا شيخ أنت ذكرت بارك الله فيك أن هناك أعمال ذميمة مثل الكذب في الحديث والخلف في الوعد والخيانة إذا اجتمعت كان منافقا خالصا.
هل منافق خالص معناه أنه وقع في النفاق الأكبر وخرج عن الملة؟

عبد العزيز الداخل 21 ذو الحجة 1436هـ/4-10-2015م 11:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان نبيل (المشاركة 272539)
السلام عليكم
يا شيخ أنت ذكرت بارك الله فيك أن هناك أعمال ذميمة مثل الكذب في الحديث والخلف في الوعد والخيانة إذا اجتمعت كان منافقا خالصا.
هل منافق خالص معناه أنه وقع في النفاق الأكبر وخرج عن الملة؟

في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربعٌ من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يَدَعَها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهد غَدَر، وإذا خاصم فَجَر)).
وهذا الحديث يدلّ ظاهره على أنّ هذه الخصال الذميمة لا تجتمع إلا في المنافق الخالص، وأمّا المسلم الذي يكون في قلبه إيمان ونفاق فإنّها لا تجتمع فيه هذه الخصال فقد يخلف الوعد لكن لا يفجر في الخصومة، وقد تكون فيه خصلتين أو ثلاث منهما فيشتدّ شبهه بالمنافقين؛ فإذا اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع فهو منافق خالص.
وقد اختلف في معنى المنافق الخالص في هذا الحديث على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه النفاق الأكبر؛ لأن النفاق الخالص هو الذي لا إيمان معه، وهذا لا يكون إلا في النفاق الأكبر.
القول الثاني: أنه منافق خالص أي طابقت علاماته علامات المنافقين في ظاهر الأمر، وما يعرف من أخلاقه وتعامله، ولا يقتضي ذلك أن يكون كافراً في الباطن؛ فقد يكون في قلبه شيء من الإيمان، وقد يحافظ على الصلوات والوضوء ويجتنب نواقض الإسلام لكنّه جريء على هذه الخصال الذميمة وكبائر الذنوب فيكون حكمه حكم الفاسق الملي من أصحاب الكبائر.
والقول الثالث: أن هذا الإطلاق يفيد المقاربة لا التحقيق؛ ومن المستعمل في لغة العرب أن يطلقوا الفعل على معنى المقاربة دون التحقيق؛ كما في قول القائل ولمّا يطلع الفجر: أصبحنا، أي قاربنا الصباح.
والقول الأول أرجح هذه الأقوال وأقربها إلى دلالة منطوق الحديث لكن مما ينبغي أن يعلم أن (إذا) تفيد التكرار؛ فيمن وقع في هذه الخصال وتكررت منه حتى عرف بها فهو من أصحابها، وأما من وقع منه شيء منها على سبيل الندرة فلا يعدّ من أهلها؛ فمن وقعت منه كذبة أو كذبتان في أمور ليست من الأمور العظيمة فلا يعدّ كذاباً، وإنما يعدّ كذاباً إذا كثر منه الكذب أو كانت كذبته في أمر عظيمة؛ فتكون المبالغة على معنى الكثرة أو معنى الشدة، وهكذا في سائر الخصال.
ومن تأمّل ذلك عرف أنّه لا يستمرئ هذه الخصال وتعرف منه شدة أو كثرة إلا منافق خالص النفاق والعياذ بالله، إلا أن يتوب من تلك الخصال أو بعضها، ومن كان في قلبه إيمان فإنّه يردعه عن جمع هذه الخصال الذميمة.


الساعة الآن 01:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir