معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   قسم تنسيق النصوص (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=254)
-   -   صفحة أم الأئمة وفقها الله (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22293)

ساجدة فاروق 18 صفر 1435هـ/21-12-2013م 10:56 PM

صفحة أم الأئمة وفقها الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إشراف هيئة التنسيق 19 صفر 1435هـ/22-12-2013م 12:49 PM

السلام عليكم ورحمة الله
حياكِ الله أختنا الفاضلة / أم الأئمة وبارك في عملكِ

يرجى تنسيق هذا النص وإرساله في مشاركة في هذه الصفحة لمراجعته :
طريقة تنسيق المتون :
الآيات القرآنية بالأخضر
الأحاديث النبوية بالفيروزي
أقوال الصحابة والتابعين باللون الباذنجاني
المــتن (سواء في أول مشاركة أو وسط الشرح في المشاركات الباقية) بالكحـلي
العناوين الرئيسية بالعنابي
العناوين الفرعية والأرقام بالسماوي

- اسم السورة ورقم الآية يكون بين معكوفين [ ] ويصغر إلى حجم 3

بابُ اللِّبَاسِ
مُقَدِّمَةٌ
لَبِسَ الثوْبَ؛ مِنْ بابِ: تَعِبَ، لُبْساً، بضَمِّ اللامِ، وأمَّا اللِّبْسُ؛ بكسْرِ اللامِ، واللِّباسُ، فهوَ ما يُلْبَسُ، وجَمْعُ اللِّباسِ: لُبُسٌ؛ مثلُ: كتابٍ وكُتُبٍ. وذَكَرَ اللِّباسَ بعدَ الصلاةِ؛ لأنَّ سَتْرَ العورةِ أحَدُ شُروطِ الصلاةِ؛ ولِذَا قالَ تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا} [الأعراف: 31].
قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: ولهذهِ الآيَةِ، وما وَرَدَ في مَعْنَاهَا مِن السُّنَّةِ، يُسْتَحَبُّ التجَمُّلُ عندَ الصلاةِ، ولا سِيَّمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ويومَ العيدِ، والطِّيبُ؛ لأنَّهُ مِن الزِّينةِ، والسُّوَاكُ؛ لأنَّهُ مِنْ تمامِ ذلكَ، ومِنْ أفْضَلِ الثيابِ البَيَاضُ.
والأصْلُ في اللِّباسِ الْحِلُّ كغيرِهِ مِنْ أنواعِ الْمُباحاتِ؛ كالمآكِلِ، والْمَشارِبِ، والْمَراكِبِ، والمساكِنِ، وغيرِها.
قالَ تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} [البقرة: 29]. وقالَ تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]. وَرَوَى البيهقيُّ عنْ عِمرانَ بنِ حُصينٍ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدِهِ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ)).
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: الأصْلُ في المعامَلاتِ والعاداتِ الإباحةُ، فلا يَحْرُمُ منها إلاَّ ما حَرَّمَهُ اللَّهُ ورسولُهُ.
وبهذا، فالشريعةُ الإسلاميَّةُ السَّمْحَةُ تُعْطِي المجالَ الواسِعَ في الاستمتاعِ بما أَبَاحَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ زِينةِ الحياةِ الدُّنيا، بلا حَرَجٍ ولا ضِيقٍ، أمَّا المُحَرَّماتُ فهيَ أشياءُ محدودةٌ معدودةٌ تَرْجِعُ إلى ضوابطَ تَحْصُرُها وتَحُدُّها، وذلكَ مِثْلُ:
أوَّلاً: الذهَبُ والفِضَّةُ والحريرُ للرِّجَالِ، ورَدَ في تَحْرِيمِها النصوصُ، وظَهَرَت الحكْمَةُ مِنْ مَنْعِهم منها.
ثانياً: التَّشَبُّهُ؛ إمَّا بالكُفَّارِ فيما اخْتُصُّوا بهِ، وصارَ سِيمَا لَهُمْ، فالتشَبُّهُ بهم محرَّمٌ، فمَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم، وإمَّا تَشَبُّهُ الرجالِ بالنساءِ أو العكْسِ؛ فإنَّ لكلِّ جنْسٍ مِن الذكورِ والإناثِ لِبَاساً خاصًّا، وهيئةً خاصَّةً، يَحْرُمُ على الجنْسِ الآخَرِ التشَبُّهُ بها، وقدْ وَرَدَت النصوصُ في هذا، وظَهَرَتْ آثارُ حِكمةِ اللَّهِ تعالى في ذلكَ.
ثالثاً: الإسرافُ والتبذيرُ وإضاعةُ المالِ في ذلكَ، فهوَ مُحَرَّمٌ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى ذَمَّ أولئكَ، فقالَ: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 27].
فهذهِ الضوابطُ وأَمْثَالُها هيَ التي تُخْرِجُ العاداتِ عنْ أصْلِها مِن الْحِلِّ إلى الْحُرمةِ، ونُصوصُ ما أشَرْنا إليهِ مَوجودةٌ مَشهورةٌ، وما علينا إلاَّ الامتثالُ والوقوفُ عندَ حُدُودِ ما أَباحَ اللَّهُ تعالى.

دعاء بنت كامل 19 صفر 1435هـ/22-12-2013م 10:16 PM

عمل المطلوب
 

بابُ اللِّبَاسِ

مُقَدِّمَةٌ

لَبِسَ الثوْبَ؛ مِنْ بابِ: تَعِبَ، لُبْساً، بضَمِّ اللامِ، وأمَّا اللِّبْسُ؛ بكسْرِ اللامِ، واللِّباسُ، فهوَ ما يُلْبَسُ، وجَمْعُ اللِّباسِ: لُبُسٌ؛ مثلُ: كتابٍ وكُتُبٍ. وذَكَرَ اللِّباسَ بعدَ الصلاةِ؛ لأنَّ سَتْرَ العورةِ أحَدُ شُروطِ الصلاةِ؛ ولِذَا قالَ تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا} [الأعراف: 31].

قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: ولهذهِ الآيَةِ، وما وَرَدَ في مَعْنَاهَا مِن السُّنَّةِ، يُسْتَحَبُّ التجَمُّلُ عندَ الصلاةِ، ولا سِيَّمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ويومَ العيدِ، والطِّيبُ؛ لأنَّهُ مِن الزِّينةِ، والسُّوَاكُ؛ لأنَّهُ مِنْ تمامِ ذلكَ، ومِنْ أفْضَلِ الثيابِ البَيَاضُ.

والأصْلُ في اللِّباسِ الْحِلُّ كغيرِهِ مِنْ أنواعِ الْمُباحاتِ؛ كالمآكِلِ، والْمَشارِبِ، والْمَراكِبِ، والمساكِنِ، وغيرِها.

قالَ تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} [البقرة: 29]. وقالَ تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]. وَرَوَى البيهقيُّ عنْ عِمرانَ بنِ حُصينٍ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدِهِ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ)).

قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: الأصْلُ في المعامَلاتِ والعاداتِ الإباحةُ، فلا يَحْرُمُ منها إلاَّ ما حَرَّمَهُ اللَّهُ ورسولُهُ.

وبهذا، فالشريعةُ الإسلاميَّةُ السَّمْحَةُ تُعْطِي المجالَ الواسِعَ في الاستمتاعِ بما أَبَاحَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ زِينةِ الحياةِ الدُّنيا، بلا حَرَجٍ ولا ضِيقٍ، أمَّا المُحَرَّماتُ فهيَ أشياءُ محدودةٌ معدودةٌ تَرْجِعُ إلى ضوابطَ تَحْصُرُها وتَحُدُّها، وذلكَ مِثْلُ:

أوَّلاً: الذهَبُ والفِضَّةُ والحريرُ للرِّجَالِ، ورَدَ في تَحْرِيمِها النصوصُ، وظَهَرَت الحكْمَةُ مِنْ مَنْعِهم منها.

ثانياً: التَّشَبُّهُ؛ إمَّا بالكُفَّارِ فيما اخْتُصُّوا بهِ، وصارَ سِيمَا لَهُمْ، فالتشَبُّهُ بهم محرَّمٌ، فمَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم، وإمَّا تَشَبُّهُ الرجالِ بالنساءِ أو العكْسِ؛ فإنَّ لكلِّ جنْسٍ مِن الذكورِ والإناثِ لِبَاساً خاصًّا، وهيئةً خاصَّةً، يَحْرُمُ على الجنْسِ الآخَرِ التشَبُّهُ بها، وقدْ وَرَدَت النصوصُ في هذا، وظَهَرَتْ آثارُ حِكمةِ اللَّهِ تعالى في ذلكَ.

ثالثاً: الإسرافُ والتبذيرُ وإضاعةُ المالِ في ذلكَ، فهوَ مُحَرَّمٌ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى ذَمَّ أولئكَ، فقالَ: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 27].

فهذهِ الضوابطُ وأَمْثَالُها هيَ التي تُخْرِجُ العاداتِ عنْ أصْلِها مِن الْحِلِّ إلى الْحُرمةِ، ونُصوصُ ما أشَرْنا إليهِ مَوجودةٌ مَشهورةٌ، وما علينا إلاَّ الامتثالُ والوقوفُ عندَ حُدُودِ ما أَباحَ اللَّهُ تعالى.

إشراف هيئة التنسيق 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م 11:25 AM

بارك الله فيكِ ،،
هذه ملحوظات يسيرة:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الائمه السلفيه (المشاركة 117180)


بابُ اللِّبَاسِ --> عنوان فيلوّن بالعنابي

مُقَدِّمَةٌ

كل هذا الكلام يُترك بالأسود لأنه ليس من المتن
لَبِسَ الثوْبَ؛ مِنْ بابِ: تَعِبَ، لُبْساً، بضَمِّ اللامِ، وأمَّا اللِّبْسُ؛ بكسْرِ اللامِ، واللِّباسُ، فهوَ ما يُلْبَسُ، وجَمْعُ اللِّباسِ: لُبُسٌ؛ مثلُ: كتابٍ وكُتُبٍ. وذَكَرَ اللِّباسَ بعدَ الصلاةِ؛ لأنَّ سَتْرَ العورةِ أحَدُ شُروطِ الصلاةِ؛ ولِذَا قالَ تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا} [الأعراف: 31].
ما يلون هو كلام الصحابي أو التابعي وليس (قال ابن كثير رحمه الله:)
قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: ولهذهِ الآيَةِ، وما وَرَدَ في مَعْنَاهَا مِن السُّنَّةِ، يُسْتَحَبُّ التجَمُّلُ عندَ الصلاةِ، ولا سِيَّمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ويومَ العيدِ، والطِّيبُ؛ لأنَّهُ مِن الزِّينةِ، والسُّوَاكُ؛ لأنَّهُ مِنْ تمامِ ذلكَ، ومِنْ أفْضَلِ الثيابِ البَيَاضُ.

والأصْلُ في اللِّباسِ الْحِلُّ كغيرِهِ مِنْ أنواعِ الْمُباحاتِ؛ كالمآكِلِ، والْمَشارِبِ، والْمَراكِبِ، والمساكِنِ، وغيرِها.

قالَ تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} [البقرة: 29]. وقالَ تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]. وَرَوَى البيهقيُّ عنْ عِمرانَ بنِ حُصينٍ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدِهِ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ)).

قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: الأصْلُ في المعامَلاتِ والعاداتِ الإباحةُ، فلا يَحْرُمُ منها إلاَّ ما حَرَّمَهُ اللَّهُ ورسولُهُ.

وبهذا، فالشريعةُ الإسلاميَّةُ السَّمْحَةُ تُعْطِي المجالَ الواسِعَ في الاستمتاعِ بما أَبَاحَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ زِينةِ الحياةِ الدُّنيا، بلا حَرَجٍ ولا ضِيقٍ، أمَّا المُحَرَّماتُ فهيَ أشياءُ محدودةٌ معدودةٌ تَرْجِعُ إلى ضوابطَ تَحْصُرُها وتَحُدُّها، وذلكَ مِثْلُ: --> من الممكن أن تلوّن بالعنابي إذ يندرج تحتها الثلاث ضوابط التالية

أوَّلاً: الذهَبُ والفِضَّةُ والحريرُ للرِّجَالِ، ورَدَ في تَحْرِيمِها النصوصُ، وظَهَرَت الحكْمَةُ مِنْ مَنْعِهم منها.

ثانياً: التَّشَبُّهُ؛ إمَّا بالكُفَّارِ فيما اخْتُصُّوا بهِ، وصارَ سِيمَا لَهُمْ، فالتشَبُّهُ بهم محرَّمٌ، فمَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم، وإمَّا تَشَبُّهُ الرجالِ بالنساءِ أو العكْسِ؛ فإنَّ لكلِّ جنْسٍ مِن الذكورِ والإناثِ لِبَاساً خاصًّا، وهيئةً خاصَّةً، يَحْرُمُ على الجنْسِ الآخَرِ التشَبُّهُ بها، وقدْ وَرَدَت النصوصُ في هذا، وظَهَرَتْ آثارُ حِكمةِ اللَّهِ تعالى في ذلكَ.

ثالثاً: الإسرافُ والتبذيرُ وإضاعةُ المالِ في ذلكَ، فهوَ مُحَرَّمٌ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى ذَمَّ أولئكَ، فقالَ: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 27].

فهذهِ الضوابطُ وأَمْثَالُها هيَ التي تُخْرِجُ العاداتِ عنْ أصْلِها مِن الْحِلِّ إلى الْحُرمةِ، ونُصوصُ ما أشَرْنا إليهِ مَوجودةٌ مَشهورةٌ، وما علينا إلاَّ الامتثالُ والوقوفُ عندَ حُدُودِ ما أَباحَ اللَّهُ تعالى.

بشكل عام الكلام كله يكون نوعه Traditional Arabic وحجمه 5 والمحاذاة يمينا
يمكنكِ الاطلاع على هذا الموضوع: شرح خطوات التنسيق بالصور

ولي سؤال: هل هذه المسافات بين السطور متعمدة أم هي من المتصفح؟

إشراف هيئة التنسيق 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م 11:29 AM

هذه صورة النص بعد التنسيق:
بابُ اللِّبَاسِ

مُقَدِّمَةٌ
لَبِسَ الثوْبَ؛ مِنْ بابِ: تَعِبَ، لُبْساً، بضَمِّ اللامِ، وأمَّا اللِّبْسُ؛ بكسْرِ اللامِ، واللِّباسُ، فهوَ ما يُلْبَسُ، وجَمْعُ اللِّباسِ: لُبُسٌ؛ مثلُ: كتابٍ وكُتُبٍ. وذَكَرَ اللِّباسَ بعدَ الصلاةِ؛ لأنَّ سَتْرَ العورةِ أحَدُ شُروطِ الصلاةِ؛ ولِذَا قالَ تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا} [الأعراف: 31].
قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: (ولهذهِ الآيَةِ، وما وَرَدَ في مَعْنَاهَا مِن السُّنَّةِ، يُسْتَحَبُّ التجَمُّلُ عندَ الصلاةِ، ولا سِيَّمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ويومَ العيدِ، والطِّيبُ؛ لأنَّهُ مِن الزِّينةِ، والسُّوَاكُ؛ لأنَّهُ مِنْ تمامِ ذلكَ، ومِنْ أفْضَلِ الثيابِ البَيَاضُ).
والأصْلُ في اللِّباسِ الْحِلُّ كغيرِهِ مِنْ أنواعِ الْمُباحاتِ؛ كالمآكِلِ، والْمَشارِبِ، والْمَراكِبِ، والمساكِنِ، وغيرِها.
قالَ تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} [البقرة: 29]. وقالَ تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]. وَرَوَى البيهقيُّ عنْ عِمرانَ بنِ حُصينٍ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدِهِ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ)).
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: (الأصْلُ في المعامَلاتِ والعاداتِ الإباحةُ، فلا يَحْرُمُ منها إلاَّ ما حَرَّمَهُ اللَّهُ ورسولُهُ).
وبهذا، فالشريعةُ الإسلاميَّةُ السَّمْحَةُ تُعْطِي المجالَ الواسِعَ في الاستمتاعِ بما أَبَاحَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ زِينةِ الحياةِ الدُّنيا، بلا حَرَجٍ ولا ضِيقٍ، أمَّا المُحَرَّماتُ فهيَ أشياءُ محدودةٌ معدودةٌ تَرْجِعُ إلى ضوابطَ تَحْصُرُها وتَحُدُّها، وذلكَ مِثْلُ:
أوَّلاً: الذهَبُ والفِضَّةُ والحريرُ للرِّجَالِ، ورَدَ في تَحْرِيمِها النصوصُ، وظَهَرَت الحكْمَةُ مِنْ مَنْعِهم منها.
ثانياً: التَّشَبُّهُ؛ إمَّا بالكُفَّارِ فيما اخْتُصُّوا بهِ، وصارَ سِيمَا لَهُمْ، فالتشَبُّهُ بهم محرَّمٌ، فمَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم، وإمَّا تَشَبُّهُ الرجالِ بالنساءِ أو العكْسِ؛ فإنَّ لكلِّ جنْسٍ مِن الذكورِ والإناثِ لِبَاساً خاصًّا، وهيئةً خاصَّةً، يَحْرُمُ على الجنْسِ الآخَرِ التشَبُّهُ بها، وقدْ وَرَدَت النصوصُ في هذا، وظَهَرَتْ آثارُ حِكمةِ اللَّهِ تعالى في ذلكَ.
ثالثاً: الإسرافُ والتبذيرُ وإضاعةُ المالِ في ذلكَ، فهوَ مُحَرَّمٌ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى ذَمَّ أولئكَ، فقالَ: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 27].
فهذهِ الضوابطُ وأَمْثَالُها هيَ التي تُخْرِجُ العاداتِ عنْ أصْلِها مِن الْحِلِّ إلى الْحُرمةِ، ونُصوصُ ما أشَرْنا إليهِ مَوجودةٌ مَشهورةٌ، وما علينا إلاَّ الامتثالُ والوقوفُ عندَ حُدُودِ ما أَباحَ اللَّهُ تعالى.

إشراف هيئة التنسيق 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م 11:48 AM

يرجى تنسيق هذا النص :
مع ملاحظة أن ما تحته خط هذا هو المتن من (كتاب بلوغ المرام)
فمثلا: هذا الدرس باب اللباس (1/5) [تحريم الحرير للرجال وذكر أنه سيأتي من يستحله]
المشاركة الأولى هي المتن فيكون نص الكلام باللون الكحلي وليس الأسود
والمشاركات التي تليها كلها شروح للمتن فيكون نص الكلام باللون الأسود كالمعتاد
مع تلوين الآيات والأحاديث في كل منهما.
وعند تكرر كلمات أو جمل من المتن أثناء الشرح ، كأن يقول الشارح: قوله: (...كذا وكذا..) فيلون نص المتن بالكحلي .

عنْ أبي عامِرٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)). رواهُ أبو دَاوُدَ، وأَصْلُهُ في البخاريِّ.
* درجةُ الحديثِ:
الحديثُ صحيحٌ، أخرَجَهُ البخاريُّ تَعليقاً، قالَ ابنُ الصلاحِ في علومِ الحديثِ: التعليقُ في أحاديثِ البخاريِّ قَطْعُ إِسْنَادِها، فصورَتُهُ صُورةُ الانقطاعِ، وليسَ حُكْمُهُ حُكْمَهُ، فما وُجِدَ مِنْ ذلكَ فهوَ مِنْ قَبيلِ الصحيحِ، لا مِنْ قَبيلِ الضعيفِ، فما أخْرَجَهُ مِنْ حديثِ أبي عامِرٍ الأشعريِّ، عنْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)) صحيحٌ، معروفُ الاتِّصالِ بشرْطِ الصحيحِ، والبخاريُّ قدْ يَفعلُ مثلَ ذلكَ لغَيْرِ الأسبابِ التي يَصْحَبُها خلَلُ الانقطاعِ.
لِذَا فقدْ صَحَّحَ هذا الحديثَ البخاريُّ؛ حيثُ أوْرَدَهُ في صحيحِهِ مَجزوماً بهِ، كما صحَّحَهُ ابنُ القَيِّمِ، وابنُ الصلاحِ، والعراقيُّ، وابنُ حَجَرٍ، وابنُ عبدِ الهادي، والشوكانيُّ.
* مفرداتُ الحديثِ:
- ليَكُونَنَّ: مَبْنِيٌّ على الفتْحِ؛ لاتِّصالِهِ بنونِ التوكيدِ.
- أقوامٌ: جَمْعُ قومٍ؛ وهم الجماعةُ مِن الرجالِ، قالَ تعالى: {لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} [الحجرات: 11].
وقالَ زُهَيْرٌ:
وما أَدْرِي ولَسْتُ إِخالُ أَدْرِي = أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟
قالَ في الْمِصباحِ: القومُ جماعةُ الرجالِ، ليسَ فيهم امرأةٌ، والجمْعُ: أقوامٌ، سُمُّوا بذلكَ لقيامِهم بالعَظائِمِ والْمُهِمَّاتِ.
- يَسْتَحِلُّونَ: مُسْتَحِلِّينَ لِباسَ الحريرِ والْخَزِّ.
- الْحِرُّ: على الروايَةِ الأُخْرَى، وَهِيَ الصحيحةُ، هوَ قُبُلُ المرأةِ.
قالَ في الْمِصباحِ: بالكسْرِ وتشديدِ الراءِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ في النهايَةِ نَقْلاً عنْ أبي موسى: إنَّهُ بالتخَفُّفِ، قالَ: ومنهم مَنْ يُشَدِّدُ الراءَ، وليسَ بجَيِّدٍ، والأصْلُ حِرْحٌ، فحُذِفَت الحاءُ التي هيَ لامُ الكَلِمَةِ، ثمَّ عُوِّضَ عنها راءٌ، وأُدْغِمَتْ في عينِ الكلمةِ، وإنَّما قيلَ ذلكَ؛ لأنَّهُ يُصَغَّرُ على: حُرَيْحٍ، ويُجْمَعُ على: أَحْرَاحٍ، والتصغيرُ وجَمْعُ التكسيرِ يَرُدَّانِ الكلمةَ إلى أصْلِها، وقدْ يُسْتَعْمَلُ استعمالاً يَدُومُ مِنْ غيرِ تعويضٍ، وإنَّما حُذِفَتْ لامُهُ اعتباطاً؛ أيْ: بدُونِ إعلالٍ، ولا تعويضٍ.
قالَ الشيخُ أَحْمَد مُحَمَّد شاكِر: هذهِ الروايَةُ الصحيحةُ في جميعِ نُسَخِ البُخاريِّ وغيرِهِ، ورواهُ بعضُ الناقلينَ: ((الْخَزَّ))؛ بالخاءِ والزايِ الْمُعْجَمَتَيْنِ: نوعٌ مِن الإبْرِيسَمِ، وهوَ تَصحيفٌ، كما قالَ الحافِظُ أبو بكرِ بنُ العربيِّ. انظُرْ: فتْحَ البارِي.
- الْحَرِيرَ: أي الأصلِيَّ، وهوَ خَيْطٌ دقيقٌ تُفْرِزُهُ دُودةُ الْقَزِّ، أمَّا الحريرُ الصناعيُّ فهوَ أَليافٌ تُتَّخَذُ مِنْ عَجينَةِ الْخَشبِ، أوْ نُسَالَةِ القُطْنِ.



* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ:
1) يُخْبِرُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ سيكونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَأتونَ فاحِشَةَ الزِّنَا مُسْتَحِلِّيهَا.
2) يُخْبِرُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ سيكونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَلْبَسُ الحريرَ مِن الرجالِ مسْتَحِلِّينَ لُبْسَهُ، ويُبيحُ الزِّنَا. وقدْ وَقَعَ ما أَخْبَرَ عنهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، فَهَا هيَ أَنْظِمَةُ الدُّوَلِ التي تَدَّعِي الإسلامَ تُبيحُ الزِّنَا، وتَجْعَلُ لهُ أسواقاً ومَحَالاَّتٍ خاصَّةً، تأخُذُ عليهِ الْمُومِسَاتُ الضرائبَ، وتُقَرِّرُ لَهُنَّ الأطباءَ، وتَشْمَلُهُنَّ بعِنايَتِها الصِّحِّيَّةِ والاجتماعيَّةِ، وها هُم الرجالُ مِمَّنْ يَدَّعُونَ الإسلامَ يَلْبَسُونَ الذهَبَ، ويأكلونَ ويَشربونَ في أَوَانِي الفِضَّةِ في الفنادِقِ الراقيَةِ والحفلاتِ الكبيرةِ، ويَلْبَسُونَ الحريرَ مسْتَحِلِّينَ كلَّ ذلكَ.
3) أنَّ استحلالَ شيءٍ مِنْ هذهِ الأمورِ التي عُلِمَ تحريمُها مِن الدِّينِ بالضرورةِ، هوَ تكذيبٌ للنصوصِ الواردةِ في كتابِ اللَّهِ تعالى، والثابتةِ عنْ رسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، ومَنْ كَذَّبَ تلكَ النصوصَ فهوَ كافِرٌ خارِجٌ عن الْمِلَّةِ الإسلاميَّةِ.
وقولُهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((مِنْ أُمَّتِي)) يَحْتَمِلُ أحَدَ أمرَيْنِ:
(أ) إِمَّا أنَّهُ سُمِّيَ مِن الأُمَّةِ باعتبارِ ما يَسْبِقُ قَبْلَ استحلالِهِ لهذهِ الأشياءِ، وهذا جائزٌ لُغةً باعتبارِ ما كانَ، كقولِهِ تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 2].
(ب) وإمَّا أنَّهُ مِنْ أُمَّةِ الدعوةِ فَقَطْ، وليسَ مِنْ أُمَّةِ الإجابةِ.
4) الحديثُ فيهِ بيانُ مُعجِزَةٍ مِنْ مُعْجِزَاتِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ فإنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِي))، ولم يُوجَدْ إلاَّ في الأَزْمِنَةِ الأخيرةِ التي طَغَتْ فيها أخلاقُ الفِرِنْجِ على أخلاقِ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ، فوُجِدَتْ هذهِ الأمورُ في البلادِ التي يَدَّعِي قادَتُها الإسلامَ، فإنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ.
* فائدةٌ:
حُكْمُ اللِّبَاسِ يكونُ على أربعةِ أنواعٍ:
أحدُها: التحريمُ العامُّ، وذلكَ اللِّباسُ الْمُصَوَّرُ والمغصوبُ ونحْوُهُ، فهذا تَحْرِيمُهُ عامٌّ على الذُّكُورِ والإناثِ.
الثاني: التحريمُ الخاصُّ، وذلكَ الحريرُ على الرجالِ.
الثالثُ: التحريمُ الطارئُ، وهوَ الْمَخِيطُ على الرجُلِ الْمُحْرِمِ.
الرابعُ: الْحِلُّ، وهوَ الأصْلُ في اللِّباسِ وغيرِهِ مِن العاداتِ، وهذا هوَ الكثيرُ، ولهذا صارَ المُحَرَّمُ معدوداً، والمباحُ لا حَدَّ لهُ، ولا عَدَّ.
5) الْخَزُّ: دُودَةٌ تُفْرِزُ خُيُوطاً تَنْسُجُها على بَدَنِها، فإذا غَطَّتْ نفْسَها بهذا النَّسيجِ ماتَتْ، ونَسْجُها هوَ حريرُ الْخَزِّ، وهوَ المحرَّمُ على الذكورِ.
وفي زمانِنا هذا وُجِدَ خَزٌّ صناعيٌّ يُشَابِهُ الْخَزَّ الطبيعيَّ مِنْ كلِّ وَجْهٍ، فهذا لا يَدْخُلُ في التحريمِ؛ لأنَّ مَرَدَّهُ إلى اللَّهِ تعالى ورسولِهِ، فما لم يُحَرِّمَاهُ ليسَ حَرَاماً، والأصْلُ الإباحةُ، إلاَّ أنَّهُ يَنبغِي اجتنابُهُ لِمَحاذِيرَ أُخَرَ:
أ) أنَّهُ مُشَابِهٌ للحريرِ الأصليِّ، فالجاهِلُ باللِّباسِ يَظُنُّهُ حريراً، فيَقْتَدِي بهِ، فيَفْتَحُ بابَ شَرٍّ.
ب) أنَّ مَنْ رَعَى حولَ الْحِمَى وقَعَ فيهِ، فقدْ يُسْتَدْرَجُ مِن التقليدِ إلى الأصليِّ.
ج) أنَّهُ يُسَبِّبُ لُيونةً ومُيوعةً في الرجالِ، والمطلوبُ في الرجُلِ الصلابةُ والرجولةُ.
د) أنَّهُ يُسَبِّبُ غِيبَتَهُ وتجريحَهُ مِمَّنْ يَظُنُّ أنَّ ما عليهِ حريراً طبيعيًّا، فالابتعادُ عنهُ أَوْلَى، وأبْعَدُ عن الشرِّ.
6) ما يُسَمَّى ذَهَباً، وليسَ بذَهَبٍ أحمرَ؛ مثلُ: البِلاتِينِ والماسِ، لا يَأْخُذُ حكْمَ الذهَبِ في التحريمِ.

دعاء بنت كامل 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م 09:38 PM

بالنسبه للسؤال:ـ انا عملت تعديل فى الصفحه فأصبحت السطور بينها مسافات

دعاء بنت كامل 20 صفر 1435هـ/23-12-2013م 10:54 PM

عنْ أبي عامِرٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)). رواهُ أبو دَاوُدَ، وأَصْلُهُ في البخاريِّ.
* درجةُ الحديثِ:
الحديثُ صحيحٌ، أخرَجَهُ البخاريُّ تَعليقاً، قالَ ابنُ الصلاحِ في علومِ الحديثِ: التعليقُ في أحاديثِ البخاريِّ قَطْعُ إِسْنَادِها، فصورَتُهُ صُورةُ الانقطاعِ، وليسَ حُكْمُهُ حُكْمَهُ، فما وُجِدَ مِنْ ذلكَ فهوَ مِنْ قَبيلِ الصحيحِ، لا مِنْ قَبيلِ الضعيفِ، فما أخْرَجَهُ مِنْ حديثِ أبي عامِرٍ الأشعريِّ، عنْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)) صحيحٌ، معروفُ الاتِّصالِ بشرْطِ الصحيحِ، والبخاريُّ قدْ يَفعلُ مثلَ ذلكَ لغَيْرِ الأسبابِ التي يَصْحَبُها خلَلُ الانقطاعِ.
لِذَا فقدْ صَحَّحَ هذا الحديثَ البخاريُّ؛ حيثُ أوْرَدَهُ في صحيحِهِ مَجزوماً بهِ، كما صحَّحَهُ ابنُ القَيِّمِ، وابنُ الصلاحِ، والعراقيُّ، وابنُ حَجَرٍ، وابنُ عبدِ الهادي، والشوكانيُّ.
* مفرداتُ الحديثِ:
- ليَكُونَنَّ: مَبْنِيٌّ على الفتْحِ؛ لاتِّصالِهِ بنونِ التوكيدِ.
- أقوامٌ: جَمْعُ قومٍ؛ وهم الجماعةُ مِن الرجالِ، قالَ تعالى: {لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} [الحجرات: 11].
وقالَ زُهَيْرٌ:
وما أَدْرِي ولَسْتُ إِخالُ أَدْرِي = أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟
قالَ في الْمِصباحِ: القومُ جماعةُ الرجالِ، ليسَ فيهم امرأةٌ، والجمْعُ: أقوامٌ، سُمُّوا بذلكَ لقيامِهم بالعَظائِمِ والْمُهِمَّاتِ.
- يَسْتَحِلُّونَ: مُسْتَحِلِّينَ لِباسَ الحريرِ والْخَزِّ.
- الْحِرُّ: على الروايَةِ الأُخْرَى، وَهِيَ الصحيحةُ، هوَ قُبُلُ المرأةِ.
قالَ في الْمِصباحِ: بالكسْرِ وتشديدِ الراءِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ في النهايَةِ نَقْلاً عنْ أبي موسى: إنَّهُ بالتخَفُّفِ، قالَ: ومنهم مَنْ يُشَدِّدُ الراءَ، وليسَ بجَيِّدٍ، والأصْلُ حِرْحٌ، فحُذِفَت الحاءُ التي هيَ لامُ الكَلِمَةِ، ثمَّ عُوِّضَ عنها راءٌ، وأُدْغِمَتْ في عينِ الكلمةِ، وإنَّما قيلَ ذلكَ؛ لأنَّهُ يُصَغَّرُ على: حُرَيْحٍ، ويُجْمَعُ على: أَحْرَاحٍ، والتصغيرُ وجَمْعُ التكسيرِ يَرُدَّانِ الكلمةَ إلى أصْلِها، وقدْ يُسْتَعْمَلُ استعمالاً يَدُومُ مِنْ غيرِ تعويضٍ، وإنَّما حُذِفَتْ لامُهُ اعتباطاً؛ أيْ: بدُونِ إعلالٍ، ولا تعويضٍ.
قالَ الشيخُ أَحْمَد مُحَمَّد شاكِر: هذهِ الروايَةُ الصحيحةُ في جميعِ نُسَخِ البُخاريِّ وغيرِهِ، ورواهُ بعضُ الناقلينَ: ((الْخَزَّ))؛ بالخاءِ والزايِ الْمُعْجَمَتَيْنِ: نوعٌ مِن الإبْرِيسَمِ، وهوَ تَصحيفٌ، كما قالَ الحافِظُ أبو بكرِ بنُ العربيِّ. انظُرْ: فتْحَ البارِي.
- الْحَرِيرَ: أي الأصلِيَّ، وهوَ خَيْطٌ دقيقٌ تُفْرِزُهُ دُودةُ الْقَزِّ، أمَّا الحريرُ الصناعيُّ فهوَ أَليافٌ تُتَّخَذُ مِنْ عَجينَةِ الْخَشبِ، أوْ نُسَالَةِ القُطْنِ.

* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ:
1) يُخْبِرُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ سيكونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَأتونَ فاحِشَةَ الزِّنَا مُسْتَحِلِّيهَا.
2) يُخْبِرُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ سيكونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَلْبَسُ الحريرَ مِن الرجالِ مسْتَحِلِّينَ لُبْسَهُ، ويُبيحُ الزِّنَا. وقدْ وَقَعَ ما أَخْبَرَ عنهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، فَهَا هيَ أَنْظِمَةُ الدُّوَلِ التي تَدَّعِي الإسلامَ تُبيحُ الزِّنَا، وتَجْعَلُ لهُ أسواقاً ومَحَالاَّتٍ خاصَّةً، تأخُذُ عليهِ الْمُومِسَاتُ الضرائبَ، وتُقَرِّرُ لَهُنَّ الأطباءَ، وتَشْمَلُهُنَّ بعِنايَتِها الصِّحِّيَّةِ والاجتماعيَّةِ، وها هُم الرجالُ مِمَّنْ يَدَّعُونَ الإسلامَ يَلْبَسُونَ الذهَبَ، ويأكلونَ ويَشربونَ في أَوَانِي الفِضَّةِ في الفنادِقِ الراقيَةِ والحفلاتِ الكبيرةِ، ويَلْبَسُونَ الحريرَ مسْتَحِلِّينَ كلَّ ذلكَ.
3) أنَّ استحلالَ شيءٍ مِنْ هذهِ الأمورِ التي عُلِمَ تحريمُها مِن الدِّينِ بالضرورةِ، هوَ تكذيبٌ للنصوصِ الواردةِ في كتابِ اللَّهِ تعالى، والثابتةِ عنْ رسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، ومَنْ كَذَّبَ تلكَ النصوصَ فهوَ كافِرٌ خارِجٌ عن الْمِلَّةِ الإسلاميَّةِ.
وقولُهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((مِنْ أُمَّتِي)) يَحْتَمِلُ أحَدَ أمرَيْنِ:
(أ) إِمَّا أنَّهُ سُمِّيَ مِن الأُمَّةِ باعتبارِ ما يَسْبِقُ قَبْلَ استحلالِهِ لهذهِ الأشياءِ، وهذا جائزٌ لُغةً باعتبارِ ما كانَ، كقولِهِ تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 2].
(ب) وإمَّا أنَّهُ مِنْ أُمَّةِ الدعوةِ فَقَطْ، وليسَ مِنْ أُمَّةِ الإجابةِ.
4) الحديثُ فيهِ بيانُ مُعجِزَةٍ مِنْ مُعْجِزَاتِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ فإنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِي))، ولم يُوجَدْ إلاَّ في الأَزْمِنَةِ الأخيرةِ التي طَغَتْ فيها أخلاقُ الفِرِنْجِ على أخلاقِ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ، فوُجِدَتْ هذهِ الأمورُ في البلادِ التي يَدَّعِي قادَتُها الإسلامَ، فإنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ.
* فائدةٌ:
حُكْمُ اللِّبَاسِ يكونُ على أربعةِ أنواعٍ:
أحدُها: التحريمُ العامُّ، وذلكَ اللِّباسُ الْمُصَوَّرُ والمغصوبُ ونحْوُهُ، فهذا تَحْرِيمُهُ عامٌّ على الذُّكُورِ والإناثِ.
الثاني: التحريمُ الخاصُّ، وذلكَ الحريرُ على الرجالِ.
الثالثُ: التحريمُ الطارئُ، وهوَ الْمَخِيطُ على الرجُلِ الْمُحْرِمِ.
الرابعُ: الْحِلُّ، وهوَ الأصْلُ في اللِّباسِ وغيرِهِ مِن العاداتِ، وهذا هوَ الكثيرُ، ولهذا صارَ المُحَرَّمُ معدوداً، والمباحُ لا حَدَّ لهُ، ولا عَدَّ.
5) الْخَزُّ: دُودَةٌ تُفْرِزُ خُيُوطاً تَنْسُجُها على بَدَنِها، فإذا غَطَّتْ نفْسَها بهذا النَّسيجِ ماتَتْ، ونَسْجُها هوَ حريرُ الْخَزِّ، وهوَ المحرَّمُ على الذكورِ.
وفي زمانِنا هذا وُجِدَ خَزٌّ صناعيٌّ يُشَابِهُ الْخَزَّ الطبيعيَّ مِنْ كلِّ وَجْهٍ، فهذا لا يَدْخُلُ في التحريمِ؛ لأنَّ مَرَدَّهُ إلى اللَّهِ تعالى ورسولِهِ، فما لم يُحَرِّمَاهُ ليسَ حَرَاماً، والأصْلُ الإباحةُ، إلاَّ أنَّهُ يَنبغِي اجتنابُهُ لِمَحاذِيرَ أُخَرَ:

أ) أنَّهُ مُشَابِهٌ للحريرِ الأصليِّ، فالجاهِلُ باللِّباسِ يَظُنُّهُ حريراً، فيَقْتَدِي بهِ، فيَفْتَحُ بابَ شَرٍّ.

ب) أنَّ مَنْ رَعَى حولَ الْحِمَى وقَعَ فيهِ، فقدْ يُسْتَدْرَجُ مِن التقليدِ إلى الأصليِّ.
ج) أنَّهُ يُسَبِّبُ لُيونةً ومُيوعةً في الرجالِ، والمطلوبُ في الرجُلِ الصلابةُ والرجولةُ.
د) أنَّهُ يُسَبِّبُ غِيبَتَهُ وتجريحَهُ مِمَّنْ يَظُنُّ أنَّ ما عليهِ حريراً طبيعيًّا، فالابتعادُ عنهُ أَوْلَى، وأبْعَدُ عن الشرِّ.
6) ما يُسَمَّى ذَهَباً، وليسَ بذَهَبٍ أحمرَ؛ مثلُ: البِلاتِينِ والماسِ، لا يَأْخُذُ حكْمَ الذهَبِ في التحريمِ.

إشراف هيئة التنسيق 21 صفر 1435هـ/24-12-2013م 12:33 PM

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ
(مع ملاحظة أن المتن لن يظل تحته خط ، فقط فعلت هذا للتوضيح)
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الائمه السلفيه (المشاركة 117257)
عنْ أبي عامِرٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)). رواهُ أبو دَاوُدَ، وأَصْلُهُ في البخاريِّ. --> الآيات أو الأحاديث تلون بألوانها حتى لو كانت جزءا من المتن، ينظر هنا
* درجةُ الحديثِ:
الحديثُ صحيحٌ، أخرَجَهُ البخاريُّ تَعليقاً، قالَ ابنُ الصلاحِ في علومِ الحديثِ: التعليقُ في أحاديثِ البخاريِّ قَطْعُ إِسْنَادِها، فصورَتُهُ صُورةُ الانقطاعِ، وليسَ حُكْمُهُ حُكْمَهُ، فما وُجِدَ مِنْ ذلكَ فهوَ مِنْ قَبيلِ الصحيحِ، لا مِنْ قَبيلِ الضعيفِ، فما أخْرَجَهُ مِنْ حديثِ أبي عامِرٍ الأشعريِّ، عنْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)) صحيحٌ، معروفُ الاتِّصالِ بشرْطِ الصحيحِ، والبخاريُّ قدْ يَفعلُ مثلَ ذلكَ لغَيْرِ الأسبابِ التي يَصْحَبُها خلَلُ الانقطاعِ.
لِذَا فقدْ صَحَّحَ هذا الحديثَ البخاريُّ؛ حيثُ أوْرَدَهُ في صحيحِهِ مَجزوماً بهِ، كما صحَّحَهُ ابنُ القَيِّمِ، وابنُ الصلاحِ، والعراقيُّ، وابنُ حَجَرٍ، وابنُ عبدِ الهادي، والشوكانيُّ.
* مفرداتُ الحديثِ: --> تلوّن بالعنابي، مع تلوين الشُرَط بعدها بالسماوي
- ليَكُونَنَّ: مَبْنِيٌّ على الفتْحِ؛ لاتِّصالِهِ بنونِ التوكيدِ. --> ((ليكونن)) كونها إحدى مفردات الحديث
- أقوامٌ: جَمْعُ قومٍ؛ وهم الجماعةُ مِن الرجالِ، قالَ تعالى: {لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} [الحجرات: 11]. --> ((أقوام))
وقالَ زُهَيْرٌ:
وما أَدْرِي ولَسْتُ إِخالُ أَدْرِي = أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟
قالَ في الْمِصباحِ: القومُ جماعةُ الرجالِ، ليسَ فيهم امرأةٌ، والجمْعُ: أقوامٌ، سُمُّوا بذلكَ لقيامِهم بالعَظائِمِ والْمُهِمَّاتِ.
- يَسْتَحِلُّونَ: مُسْتَحِلِّينَ لِباسَ الحريرِ والْخَزِّ. --> ((يستحلون))
- الْحِرُّ: على الروايَةِ الأُخْرَى، وَهِيَ الصحيحةُ، هوَ قُبُلُ المرأةِ.
قالَ في الْمِصباحِ: بالكسْرِ وتشديدِ الراءِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ في النهايَةِ نَقْلاً عنْ أبي موسى: إنَّهُ بالتخَفُّفِ، قالَ: ومنهم مَنْ يُشَدِّدُ الراءَ، وليسَ بجَيِّدٍ، والأصْلُ حِرْحٌ، فحُذِفَت الحاءُ التي هيَ لامُ الكَلِمَةِ، ثمَّ عُوِّضَ عنها راءٌ، وأُدْغِمَتْ في عينِ الكلمةِ، وإنَّما قيلَ ذلكَ؛ لأنَّهُ يُصَغَّرُ على: حُرَيْحٍ، ويُجْمَعُ على: أَحْرَاحٍ، والتصغيرُ وجَمْعُ التكسيرِ يَرُدَّانِ الكلمةَ إلى أصْلِها، وقدْ يُسْتَعْمَلُ استعمالاً يَدُومُ مِنْ غيرِ تعويضٍ، وإنَّما حُذِفَتْ لامُهُ اعتباطاً؛ أيْ: بدُونِ إعلالٍ، ولا تعويضٍ.
قالَ الشيخُ أَحْمَد مُحَمَّد شاكِر: هذهِ الروايَةُ الصحيحةُ في جميعِ نُسَخِ البُخاريِّ وغيرِهِ، ورواهُ بعضُ الناقلينَ: ((الْخَزَّ))؛ بالخاءِ والزايِ الْمُعْجَمَتَيْنِ: نوعٌ مِن الإبْرِيسَمِ، وهوَ تَصحيفٌ، كما قالَ الحافِظُ أبو بكرِ بنُ العربيِّ. انظُرْ: فتْحَ البارِي.
- الْحَرِيرَ: أي الأصلِيَّ، وهوَ خَيْطٌ دقيقٌ تُفْرِزُهُ دُودةُ الْقَزِّ، أمَّا الحريرُ الصناعيُّ فهوَ أَليافٌ تُتَّخَذُ مِنْ عَجينَةِ الْخَشبِ، أوْ نُسَالَةِ القُطْنِ.

* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ: --> بالعنابي
1) يُخْبِرُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ سيكونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَأتونَ فاحِشَةَ الزِّنَا مُسْتَحِلِّيهَا.
2) يُخْبِرُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ سيكونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَلْبَسُ الحريرَ مِن الرجالِ مسْتَحِلِّينَ لُبْسَهُ، ويُبيحُ الزِّنَا. وقدْ وَقَعَ ما أَخْبَرَ عنهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، فَهَا هيَ أَنْظِمَةُ الدُّوَلِ التي تَدَّعِي الإسلامَ تُبيحُ الزِّنَا، وتَجْعَلُ لهُ أسواقاً ومَحَالاَّتٍ خاصَّةً، تأخُذُ عليهِ الْمُومِسَاتُ الضرائبَ، وتُقَرِّرُ لَهُنَّ الأطباءَ، وتَشْمَلُهُنَّ بعِنايَتِها الصِّحِّيَّةِ والاجتماعيَّةِ، وها هُم الرجالُ مِمَّنْ يَدَّعُونَ الإسلامَ يَلْبَسُونَ الذهَبَ، ويأكلونَ ويَشربونَ في أَوَانِي الفِضَّةِ في الفنادِقِ الراقيَةِ والحفلاتِ الكبيرةِ، ويَلْبَسُونَ الحريرَ مسْتَحِلِّينَ كلَّ ذلكَ.
3) أنَّ استحلالَ شيءٍ مِنْ هذهِ الأمورِ التي عُلِمَ تحريمُها مِن الدِّينِ بالضرورةِ، هوَ تكذيبٌ للنصوصِ الواردةِ في كتابِ اللَّهِ تعالى، والثابتةِ عنْ رسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، ومَنْ كَذَّبَ تلكَ النصوصَ فهوَ كافِرٌ خارِجٌ عن الْمِلَّةِ الإسلاميَّةِ.
وقولُهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((مِنْ أُمَّتِي)) يَحْتَمِلُ أحَدَ أمرَيْنِ: --> بالعنابي، مع تلوين (أ) ، (ب) بالسماوي
(أ) إِمَّا أنَّهُ سُمِّيَ مِن الأُمَّةِ باعتبارِ ما يَسْبِقُ قَبْلَ استحلالِهِ لهذهِ الأشياءِ، وهذا جائزٌ لُغةً باعتبارِ ما كانَ، كقولِهِ تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 2].
(ب) وإمَّا أنَّهُ مِنْ أُمَّةِ الدعوةِ فَقَطْ، وليسَ مِنْ أُمَّةِ الإجابةِ.
4) الحديثُ فيهِ بيانُ مُعجِزَةٍ مِنْ مُعْجِزَاتِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ فإنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِي))، ولم يُوجَدْ إلاَّ في الأَزْمِنَةِ الأخيرةِ التي طَغَتْ فيها أخلاقُ الفِرِنْجِ على أخلاقِ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ، فوُجِدَتْ هذهِ الأمورُ في البلادِ التي يَدَّعِي قادَتُها الإسلامَ، فإنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ.
* فائدةٌ:
حُكْمُ اللِّبَاسِ يكونُ على أربعةِ أنواعٍ:
أحدُها: التحريمُ العامُّ، وذلكَ اللِّباسُ الْمُصَوَّرُ والمغصوبُ ونحْوُهُ، فهذا تَحْرِيمُهُ عامٌّ على الذُّكُورِ والإناثِ.
الثاني: التحريمُ الخاصُّ، وذلكَ الحريرُ على الرجالِ.
الثالثُ: التحريمُ الطارئُ، وهوَ الْمَخِيطُ على الرجُلِ الْمُحْرِمِ.
الرابعُ: الْحِلُّ، وهوَ الأصْلُ في اللِّباسِ وغيرِهِ مِن العاداتِ، وهذا هوَ الكثيرُ، ولهذا صارَ المُحَرَّمُ معدوداً، والمباحُ لا حَدَّ لهُ، ولا عَدَّ.
5) الْخَزُّ: دُودَةٌ تُفْرِزُ خُيُوطاً تَنْسُجُها على بَدَنِها، فإذا غَطَّتْ نفْسَها بهذا النَّسيجِ ماتَتْ، ونَسْجُها هوَ حريرُ الْخَزِّ، وهوَ المحرَّمُ على الذكورِ.
وفي زمانِنا هذا وُجِدَ خَزٌّ صناعيٌّ يُشَابِهُ الْخَزَّ الطبيعيَّ مِنْ كلِّ وَجْهٍ، فهذا لا يَدْخُلُ في التحريمِ؛ لأنَّ مَرَدَّهُ إلى اللَّهِ تعالى ورسولِهِ، فما لم يُحَرِّمَاهُ ليسَ حَرَاماً، والأصْلُ الإباحةُ، إلاَّ أنَّهُ يَنبغِي اجتنابُهُ لِمَحاذِيرَ أُخَرَ: --> بالعنابي، مع تلوين النقاط التي تندرج تحته بالسماوي

أ) أنَّهُ مُشَابِهٌ للحريرِ الأصليِّ، فالجاهِلُ باللِّباسِ يَظُنُّهُ حريراً، فيَقْتَدِي بهِ، فيَفْتَحُ بابَ شَرٍّ.

ب) أنَّ مَنْ رَعَى حولَ الْحِمَى وقَعَ فيهِ، فقدْ يُسْتَدْرَجُ مِن التقليدِ إلى الأصليِّ.
ج) أنَّهُ يُسَبِّبُ لُيونةً ومُيوعةً في الرجالِ، والمطلوبُ في الرجُلِ الصلابةُ والرجولةُ.
د) أنَّهُ يُسَبِّبُ غِيبَتَهُ وتجريحَهُ مِمَّنْ يَظُنُّ أنَّ ما عليهِ حريراً طبيعيًّا، فالابتعادُ عنهُ أَوْلَى، وأبْعَدُ عن الشرِّ.
6) ما يُسَمَّى ذَهَباً، وليسَ بذَهَبٍ أحمرَ؛ مثلُ: البِلاتِينِ والماسِ، لا يَأْخُذُ حكْمَ الذهَبِ في التحريمِ.

لاحظت أنكِ لم تلوني هذين العنوانين (الأخيرين) بالعنابي لأنهما داخل الكلام أو لأنهما ليسا الرئيسيين
ولأنكِ لو لوّنتِ النقاط التي بعدهما بالسماوي لاختلطوا بالنقاط الأساسية
إن كان فهمي صحيحا فالجواب: أن هذا لا بأس به ،، فالمراد هو إبراز العنوان بالنقاط التي تندرج تحته

- حبّذا لو لوّنتِ الأقواس بنفس اللون هكذا:
((لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)) --> ((لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ))
{لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} --> {لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ}

يرجى تنفيذ الملحوظات على هذا النص وإرساله مجددا

إشراف هيئة التنسيق 22 صفر 1435هـ/25-12-2013م 11:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الائمه السلفيه (المشاركة 117245)
بالنسبه للسؤال:ـ انا عملت تعديل فى الصفحه فأصبحت السطور بينها مسافات

أي متصفح تستخدمين؟ بارك الله فيكِ

دعاء بنت كامل 24 صفر 1435هـ/27-12-2013م 03:23 PM

عنْ أبي عامِرٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)). رواهُ أبو دَاوُدَ، وأَصْلُهُ في البخاريِّ.
* درجةُ الحديثِ:
الحديثُ صحيحٌ، أخرَجَهُ البخاريُّ تَعليقاً، قالَ ابنُ الصلاحِ في علومِ الحديثِ: التعليقُ في أحاديثِ البخاريِّ قَطْعُ إِسْنَادِها، فصورَتُهُ صُورةُ الانقطاعِ، وليسَ حُكْمُهُ حُكْمَهُ، فما وُجِدَ مِنْ ذلكَ فهوَ مِنْ قَبيلِ الصحيحِ، لا مِنْ قَبيلِ الضعيفِ، فما أخْرَجَهُ مِنْ حديثِ أبي عامِرٍ الأشعريِّ، عنْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالْحَرِيرَ)) صحيحٌ، معروفُ الاتِّصالِ بشرْطِ الصحيحِ، والبخاريُّ قدْ يَفعلُ مثلَ ذلكَ لغَيْرِ الأسبابِ التي يَصْحَبُها خلَلُ الانقطاعِ.
لِذَا فقدْ صَحَّحَ هذا الحديثَ البخاريُّ؛ حيثُ أوْرَدَهُ في صحيحِهِ مَجزوماً بهِ، كما صحَّحَهُ ابنُ القَيِّمِ، وابنُ الصلاحِ، والعراقيُّ، وابنُ حَجَرٍ، وابنُ عبدِ الهادي، والشوكانيُّ.
* مفرداتُ الحديثِ:
- ليَكُونَنَّ: مَبْنِيٌّ على الفتْحِ؛ لاتِّصالِهِ بنونِ التوكيدِ.
- أقوامٌ: جَمْعُ قومٍ؛ وهم الجماعةُ مِن الرجالِ، قالَ تعالى: {لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} [الحجرات: 11].
وقالَ زُهَيْرٌ:
وما أَدْرِي ولَسْتُ إِخالُ أَدْرِي = أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِساءُ؟
قالَ في الْمِصباحِ: القومُ جماعةُ الرجالِ، ليسَ فيهم امرأةٌ، والجمْعُ: أقوامٌ، سُمُّوا بذلكَ لقيامِهم بالعَظائِمِ والْمُهِمَّاتِ.
- يَسْتَحِلُّونَ: مُسْتَحِلِّينَ لِباسَ الحريرِ والْخَزِّ.
- الْحِرُّ: على الروايَةِ الأُخْرَى، وَهِيَ الصحيحةُ، هوَ قُبُلُ المرأةِ.
قالَ في الْمِصباحِ: بالكسْرِ وتشديدِ الراءِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ في النهايَةِ نَقْلاً عنْ أبي موسى: إنَّهُ بالتخَفُّفِ، قالَ: ومنهم مَنْ يُشَدِّدُ الراءَ، وليسَ بجَيِّدٍ، والأصْلُ حِرْحٌ، فحُذِفَت الحاءُ التي هيَ لامُ الكَلِمَةِ، ثمَّ عُوِّضَ عنها راءٌ، وأُدْغِمَتْ في عينِ الكلمةِ، وإنَّما قيلَ ذلكَ؛ لأنَّهُ يُصَغَّرُ على: حُرَيْحٍ، ويُجْمَعُ على: أَحْرَاحٍ، والتصغيرُ وجَمْعُ التكسيرِ يَرُدَّانِ الكلمةَ إلى أصْلِها، وقدْ يُسْتَعْمَلُ استعمالاً يَدُومُ مِنْ غيرِ تعويضٍ، وإنَّما حُذِفَتْ لامُهُ اعتباطاً؛ أيْ: بدُونِ إعلالٍ، ولا تعويضٍ.
قالَ الشيخُ أَحْمَد مُحَمَّد شاكِر: هذهِ الروايَةُ الصحيحةُ في جميعِ نُسَخِ البُخاريِّ وغيرِهِ، ورواهُ بعضُ الناقلينَ: ((الْخَزَّ))؛ بالخاءِ والزايِ الْمُعْجَمَتَيْنِ: نوعٌ مِن الإبْرِيسَمِ، وهوَ تَصحيفٌ، كما قالَ الحافِظُ أبو بكرِ بنُ العربيِّ. انظُرْ: فتْحَ البارِي.
- الْحَرِيرَ: أي الأصلِيَّ، وهوَ خَيْطٌ دقيقٌ تُفْرِزُهُ دُودةُ الْقَزِّ، أمَّا الحريرُ الصناعيُّ فهوَ أَليافٌ تُتَّخَذُ مِنْ عَجينَةِ الْخَشبِ، أوْ نُسَالَةِ القُطْنِ.
* ما يُؤْخَذُ مِن الحديثِ:
1) يُخْبِرُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ سيكونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَأتونَ فاحِشَةَ الزِّنَا مُسْتَحِلِّيهَا.
2) يُخْبِرُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ سيكونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَلْبَسُ الحريرَ مِن الرجالِ مسْتَحِلِّينَ لُبْسَهُ، ويُبيحُ الزِّنَا. وقدْ وَقَعَ ما أَخْبَرَ عنهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، فَهَا هيَ أَنْظِمَةُ الدُّوَلِ التي تَدَّعِي الإسلامَ تُبيحُ الزِّنَا، وتَجْعَلُ لهُ أسواقاً ومَحَالاَّتٍ خاصَّةً، تأخُذُ عليهِ الْمُومِسَاتُ الضرائبَ، وتُقَرِّرُ لَهُنَّ الأطباءَ، وتَشْمَلُهُنَّ بعِنايَتِها الصِّحِّيَّةِ والاجتماعيَّةِ، وها هُم الرجالُ مِمَّنْ يَدَّعُونَ الإسلامَ يَلْبَسُونَ الذهَبَ، ويأكلونَ ويَشربونَ في أَوَانِي الفِضَّةِ في الفنادِقِ الراقيَةِ والحفلاتِ الكبيرةِ، ويَلْبَسُونَ الحريرَ مسْتَحِلِّينَ كلَّ ذلكَ.
3) أنَّ استحلالَ شيءٍ مِنْ هذهِ الأمورِ التي عُلِمَ تحريمُها مِن الدِّينِ بالضرورةِ، هوَ تكذيبٌ للنصوصِ الواردةِ في كتابِ اللَّهِ تعالى، والثابتةِ عنْ رسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، ومَنْ كَذَّبَ تلكَ النصوصَ فهوَ كافِرٌ خارِجٌ عن الْمِلَّةِ الإسلاميَّةِ.
وقولُهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((مِنْ أُمَّتِي)) يَحْتَمِلُ أحَدَ أمرَيْنِ:
(أ) إِمَّا أنَّهُ سُمِّيَ مِن الأُمَّةِ باعتبارِ ما يَسْبِقُ قَبْلَ استحلالِهِ لهذهِ الأشياءِ، وهذا جائزٌ لُغةً باعتبارِ ما كانَ، كقولِهِ تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 2].
(ب) وإمَّا أنَّهُ مِنْ أُمَّةِ الدعوةِ فَقَطْ، وليسَ مِنْ أُمَّةِ الإجابةِ.
4) الحديثُ فيهِ بيانُ مُعجِزَةٍ مِنْ مُعْجِزَاتِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ فإنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِي))، ولم يُوجَدْ إلاَّ في الأَزْمِنَةِ الأخيرةِ التي طَغَتْ فيها أخلاقُ الفِرِنْجِ على أخلاقِ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ، فوُجِدَتْ هذهِ الأمورُ في البلادِ التي يَدَّعِي قادَتُها الإسلامَ، فإنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ.
* فائدةٌ:
حُكْمُ اللِّبَاسِ يكونُ على أربعةِ أنواعٍ:
أحدُها: التحريمُ العامُّ، وذلكَ اللِّباسُ الْمُصَوَّرُ والمغصوبُ ونحْوُهُ، فهذا تَحْرِيمُهُ عامٌّ على الذُّكُورِ والإناثِ.
الثاني: التحريمُ الخاصُّ، وذلكَ الحريرُ على الرجالِ.
الثالثُ: التحريمُ الطارئُ، وهوَ الْمَخِيطُ على الرجُلِ الْمُحْرِمِ.
الرابعُ: الْحِلُّ، وهوَ الأصْلُ في اللِّباسِ وغيرِهِ مِن العاداتِ، وهذا هوَ الكثيرُ، ولهذا صارَ المُحَرَّمُ معدوداً، والمباحُ لا حَدَّ لهُ، ولا عَدَّ.
5) الْخَزُّ: دُودَةٌ تُفْرِزُ خُيُوطاً تَنْسُجُها على بَدَنِها، فإذا غَطَّتْ نفْسَها بهذا النَّسيجِ ماتَتْ، ونَسْجُها هوَ حريرُ الْخَزِّ، وهوَ المحرَّمُ على الذكورِ.
وفي زمانِنا هذا وُجِدَ خَزٌّ صناعيٌّ يُشَابِهُ الْخَزَّ الطبيعيَّ مِنْ كلِّ وَجْهٍ، فهذا لا يَدْخُلُ في التحريمِ؛ لأنَّ مَرَدَّهُ إلى اللَّهِ تعالى ورسولِهِ، فما لم يُحَرِّمَاهُ ليسَ حَرَاماً، والأصْلُ الإباحةُ، إلاَّ أنَّهُ يَنبغِي اجتنابُهُ لِمَحاذِيرَ أُخَرَ:
أ) أنَّهُ مُشَابِهٌ للحريرِ الأصليِّ، فالجاهِلُ باللِّباسِ يَظُنُّهُ حريراً، فيَقْتَدِي بهِ، فيَفْتَحُ بابَ شَرٍّ.
ب) أنَّ مَنْ رَعَى حولَ الْحِمَى وقَعَ فيهِ، فقدْ يُسْتَدْرَجُ مِن التقليدِ إلى الأصليِّ.
ج) أنَّهُ يُسَبِّبُ لُيونةً ومُيوعةً في الرجالِ، والمطلوبُ في الرجُلِ الصلابةُ والرجولةُ.
د) أنَّهُ يُسَبِّبُ غِيبَتَهُ وتجريحَهُ مِمَّنْ يَظُنُّ أنَّ ما عليهِ حريراً طبيعيًّا، فالابتعادُ عنهُ أَوْلَى، وأبْعَدُ عن الشرِّ.
6) ما يُسَمَّى ذَهَباً، وليسَ بذَهَبٍ أحمرَ؛ مثلُ: البِلاتِينِ والماسِ، لا يَأْخُذُ حكْمَ الذهَبِ في التحريمِ.

دعاء بنت كامل 24 صفر 1435هـ/27-12-2013م 03:25 PM

استخدم متصفح فيرفوكوس

إشراف هيئة التنسيق 25 صفر 1435هـ/28-12-2013م 09:11 PM

أختي الكريمة،،
تمت إتاحة الصلاحيات لكِ في قسم باب اللباس
ابدئي مستعينة بالله من الموضوع الثاني
وكلما انتهيتِ من مشاركة أو موضوع ضعي الرابط هنا لتتم مراجعته
وفقكِ الله وبارك عملكِ

دعاء بنت كامل 28 صفر 1435هـ/31-12-2013م 04:27 PM


إشراف هيئة التنسيق 28 صفر 1435هـ/31-12-2013م 09:58 PM

بارك الله فيكِ وفي عملكِ،،
ملحوظات يسيرة
#1
وعن حُذيفةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: نَهَى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أن نَشْرَبَ في آنِيَةِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، وأنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وعن لُبْسِ الحريرِ والدِّيباجِ، وأن نَجْلِسَ عَلَيْهِ. رواهُ البخاريُّ.
المشاركة الأولى بها المتن فتكون باللون الكحلي، وهذا الأثر يلون بالباذنجاني لأنه من كلام الصحابي حذيفة رضي الله عنه ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
#2
نفس الملحوظة بالنسبة للون الآثار والأحاديث ، فما يلون هو كلام النبي نفسه وليس حكاية الصحابة عن أمره ونهيه -عليه السلام- لهم -رضوان الله عليهم-.
2/491- وَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. --> بالباذنجاني
(وَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا). --> بالباذنجاني

فَقَوْلُهُ هُنَا نَهْيُ إخْبَارٍ عَنْ ذَلِكَ اللَّفْظِ الَّذِي تَقَدَّمَ، وَتَقَدَّمَ الْكَلامُ فِيهِ، (وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ)؛ أَيْ: وَنَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالنَّهْيُ ظَاهِرٌ فِي التَّحْرِيمِ.
وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: أَتَتْ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ مَطَارِفُ خَزٍّ، فَكَسَاهَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. --> بالباذنجاني
قَالَ: وَالأَصَحُّ فِي تَفْسِيرِ الْخَزِّ أَنَّهُ ثِيَابٌ سُدَاهَا مِنْ حَرِيرٍ وَلُحْمَتُهَا مِنْ غَيْرِهِ، وَقِيلَ: تُنْسَجُ مَخْلُوطَةً مِنْ حَرِيرٍ وَصُوفٍ أَوْ نَحْوِهِ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ اسْمُ دَابَّةٍ يُقَالُ لَهَا الْخَزُّ، فَسُمِّيَ الثَّوْبُ الْمُتَّخَذُ مِنْ وَبَرِهِ خَزًّا؛ لِنُعُومَتِهِ، ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى مَا خُلِطَ بِحَرِيرٍ؛ لِنُعُومَةِ الْحَرِيرِ.
وَالْقَوْلُ بِحِلِّهِ وَحِلِّ الْحَرِيرِ لِلنِّسَاءِ قَوْلُ الْجَمَاهِيرِ، إلاَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ؛ فَإِنَّهُ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْهُ، أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: لا تُلْبِسُوا نِسَاءَكُم الْحَرِيرَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ))، فَأَخَذَ بِالْعُمُومِ، إلاَّ أَنَّهُ انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى حِلِّ الْحَرِيرِ لِلنِّسَاءِ.
ما تحته خط يُترك بالأسود ، ويلون كلام النبي فقط بالفيروزي -كما فعلتِ- وهو قوله: ((لا تلبسوا الحرير))
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: يَجُوزُ لِبَاسُهُمْ. وَقَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ: يَجُوزُ لِبَاسُهُم الْحُلِيَّ وَالْحَرِيرَ فِي يَوْمِ الْعِيدِ؛ لأَنَّهُ لا تَكْلِيفَ عَلَيْهِمْ، وَلَهُمْ فِي غَيْرِ يَوْمِ الْعِيدِ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ؛ أَصَحُّهَا جَوَازُهُ.
وَأَمَّا الدِّيبَاجُ، فَهُوَ مَا غَلُظَ مِنْ ثِيَابِ الْحَرِيرِ، وَعَطْفُهُ عَلَيْهِ مِنْ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ.
ما تحته خط يُترك بالأسود
وَقَالَ بَعْضُ الْحَنَفِيَّةِ فِي الدَّلِيلِ عَلَى عَدَمِ تَحْرِيمِ الْجُلُوسِ عَلَى الْحَرِيرِ: إنَّ قَوْلَهُ: " نَهَى" --> بالباذنجاني
لَيْسَ صَرِيحاً فِي التَّحْرِيمِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَنْعُ وَرَدَ عَنْ مَجْمُوعِ اللُّبْسِ وَالْجُلُوسِ، لا الْجُلُوسِ وَحْدَهُ. قُلْتُ: وَلا يَخْفَى تَكَلُّفُ هَذَا الْقَائِلِ، وَالإِخْرَاجِ عَن الظَّاهِرِ بِلا حَاجَةٍ.

دعاء بنت كامل 15 ربيع الأول 1435هـ/16-01-2014م 10:45 PM

قمت بتنسيق هذه المشاركه
#1

دعاء بنت كامل 15 ربيع الأول 1435هـ/16-01-2014م 11:55 PM

باب اللباس (2/5) [تحريم لبس الحرير والجلوس عليه وتحريم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة]
قمت بتعديل المطلوب

دعاء بنت كامل 16 ربيع الأول 1435هـ/17-01-2014م 12:23 AM

باب اللباس (3/5) [تحريم الذهب والحرير على الرجال والترخيص في لبس الحرير للحاجة]
قمت بتعديل المطلوب

دعاء بنت كامل 16 ربيع الأول 1435هـ/17-01-2014م 12:49 AM

باب اللباس (4/5) [استحباب أن يظهر العبد أثر نعمة الله عليه]
قمت بتعديل المطلوب

إشراف هيئة التنسيق 16 ربيع الأول 1435هـ/17-01-2014م 03:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الائمه السلفيه (المشاركة 118070)

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الائمه السلفيه (المشاركة 118071)

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الائمه السلفيه (المشاركة 118072)

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الائمه السلفيه (المشاركة 118068)
قمت بتنسيق هذه المشاركه
#1

أحسنتِ .. أحسن الله إليكِ

دعاء بنت كامل 17 ربيع الأول 1435هـ/18-01-2014م 03:28 AM

#2
قمت بتنسيق هذه المشاركه

دعاء بنت كامل 17 ربيع الأول 1435هـ/18-01-2014م 03:30 AM

#3
قمت بتنسيق هذه المشاركه

إشراف هيئة التنسيق 17 ربيع الأول 1435هـ/18-01-2014م 10:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الائمه السلفيه (المشاركة 118095)
#2
قمت بتنسيق هذه المشاركه

أحسنتِ، ولكن انتبهي لأن اللون الكحلي للمتن فقط ، فمثلا:
- وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ.
هذا الأثر ليس من المتن، فيكون هكذا:
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ.

- وَفِي رِوَايَةٍ: ((إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ، فَلا تَلْبَسْهُمَا))، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
الصواب:
وَفِي رِوَايَةٍ: ((إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ، فَلا تَلْبَسْهُمَا))، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.


- 9/498 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: رَأَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: ((أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا؟)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، قَالَ: أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا؟ رَوَاهُ مُسْلِمٌ)،

عندما يكون كلام الصحابي مع كلام النبي ، لا يلون كلام الصحابي بالباذنجاني، وهذا ما فعلتيه في الثاني ولم تفعليه في الأول !

دعاء بنت كامل 17 ربيع الأول 1435هـ/18-01-2014م 08:41 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قمت بتصيح أخطائى
وجزاكِ الله خيرا على حلمك علىً


دعاء بنت كامل 17 ربيع الأول 1435هـ/18-01-2014م 11:38 PM

قمت بتنسيق المطلوب


الساعة الآن 01:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir