معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى الثامن (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1018)
-   -   المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=42050)

هيئة الإشراف 27 جمادى الأولى 1441هـ/22-01-2020م 04:28 AM

المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران
 
مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 10-22)



حرّر القول في واحدة من المسائل التالية:
1:
معنى "المسوّمة" في قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}.
2
: القراءات المرويّة في قوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} ومعنى الآية على كل قراءة.


تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

فاطمة احمد صابر 1 جمادى الآخرة 1441هـ/26-01-2020م 10:42 AM

حرّر القول في واحدة من المسائل التالية:
1: معنى "المسوّمة" في قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}.
في معنى المسومة أقوال:
الأول: المعلمة .. مروي عن قتادة وابن عباس على اختلاف في وجه العلامة فيها أنها الصوف للحسن والغرة والتحجيل عن مكحول وابن المسيب
الثاني: المطهمة الحسان مروي عن مجاهد وابن عباس والحسن والسدي
الثالث: الراعية مروي عن سعيد بن جبير وعبدالرحمن بن أبزى وابن عباس والحسن والربيع
الرابع: المعدة الجهاد مروي عن ابن زيد

تخريج الأقوال فيها
القول الأول: شية الخيل في وجوهها رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبدالرزاق عن معمر عن قتادة
ويشبهه المعلمة رواه ابن جرير ثنا عليّ بن داود ثنا أبو صالحٍ ثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ
ورواه ابن أبي حاتم حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن في قوله: والخيل المسوّمة قال: تسوّم المسلمون سيمًا والمشركون سيماهم وكان سيماهم الصّوف وقلّ ما التقت فئتان إلّا تسوموا أخيلهم
ومنه قول الغرة والتحجيل رواه ابن أبي حاتم ثنا أبيه ثنا محمود بن خالدٍ، ثنا الوليد، ثنا بعض شيوخنا عن مكحول وذكره البخاري وابن حجر
ورواه ابن أبي حاتم ثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعثمان: ثنا يونس بن محمّدٍ، عن عمران بن محمّد بن سعيدٍ وهو ابن المسيّب، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب
ويمكن أن يتبعه قول منطقة بحمرة رواه ابن أبي حاتم نا أبى يحيى بن عثمان بن كثير بن دينارٍ، ثنا ضمرة عن ابن شوذبٍ، عن مطرٍ
القول الثاني : المطهمة الحسان رواه عبدالرزاق والقسطلاني وابن جرير من عدة طرق عن الثوري عن حبيب عن أبي ثابت عن مجاهد وذكره البخاري والعينيل ومسلم بن خالد الزنجي ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم والهمداني من طرق أيضا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
ورواه ابن أبي حاتم حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا الوليد يعني ابن صالحٍ، ثنا شريكٌ، عن خصيفٍ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ
وقال السدي: الرائعة رواه ابن جريرعن موسى بن هارون،ّثنا عمرٌو، ثنا أسباطٌ (وفيه اضطراب هل الرائعة أوالراعية أو الراتعة.)
ويتبعه تسويمها للحسن رواه ابن جرير وأخرجه عبدالله بن وهب عن سعيد عن بشير بن أبي عمرو الخولاني عن عكرمة وذكره ابن أبي حاتم
القول الثالث: الراعية
رواه عبدالرزاق وابن جريروابن أب حاتم من طرق عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ
رواه ابن جرير ثنا ابن وكيعٍ ثنا أبي عن طلحة القنّاد عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى وذكره ابن أبي حاتم
رواه ابن جرير ثنا محمّد بن سعدٍ، ثنا أبي ثنا عمّي ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ ورواه ابن أبي حاتم- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا الوليد يعني ابن صالحٍ، ثنا شريكٌ، عن خصيفٍ عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ
ورواه ابن جريرثنا بشرٌ،ثنا يزيد ثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن
ورواه ابن جريرعن عمّار بن الحسن ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع
ورواه ابن جرير عن عمّارٍثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ.
القول الرابع: المعدة للجهاد رواه ابن جرير عن عبدالله بن وهب عن ابن زيد
توجيه الأقوال
القول الأول: المعلمة
المسوّم: الّذي له سيماءٌ بعلامةٍ، أو بصوفةٍ أو بما كان وكل ما ذكر فيها من الغرة والتحجيل وشية الخيل في وجوهها من نفس المعنى
القول الثاني: المطهمة الحسان
والقول بتسويمها للحسن يجمع القولين كما قال ابن جرير:لأنّ التّسويم في كلام العرب هو الإعلام فالخيل الحسان معلّمةٌ بإعلام إيّاها بالحسن من ألوانها وشياتها وهيئاتها، وهي المطهّمة أيضًا، ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان في صفة الخيل:وضمرٍ كالقداح مسوّماتٍ = عليها معشرٌ أشباه جنٍّ.. يعني بالمسوّمات المعلّمات؛ وقول لبيدٍ: وغداة قاع القرنتين أتينهم = زجلا يلوح خلالها التّسويم
فمعنى تأويل من تأوّل ذلك: المطهّمة والمعلّمة، والرّائعة واحدٌ.

القول الثالث: الراعية
من السوم «معناه الراعية في المروج والمسارح تقول: سامت الدابة أو الشاة إذا سرحت وأخذت سومها من الرعي أي غاية جهدها ولم تقصر عن حال دون حال»، وأسمتها أنا إذا تركتها لذلك، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «في سائمة الغنم الزكاة» ومنه قوله عز وجل: {فيه تسيمون}[النحل: 10]
القول الرابع: المعدة للجهاد
وقد فسر الناس قوله تعالى: {مسوّمةً عند ربّك} [هود: 83] بمعنى معدة، وقال ابن زيد في قوله تعالى: {والخيل المسوّمة} معناه: «المعدة للجهاد».قال القاضي أبو محمد عبد الحق:«قوله: للجهاد ليس من تفسير اللفظة»
فهو تفسير بلازم المعني فالمرسلة وعليها ركبانها كأنها داخلة في طلب الشيء من معنى السوم

الترجيح
ابن عباس وقتادة والحسن لهم أقوال متعددة
ابن عباس: المعلمة والراعية والمطهمة الحسان
ولقتادة: شية الخيل في وجوهها والراعية
وللحسن السيما الصوف في الخيل وتسويمها للحسن والراعية
ويظهر من ذلك أن المطهمة الحسان داخل في معنى تسويمها
وأن الراعية من السوم
والسوم السين والواو والميم أصل يدل على طلب الشيء، ومما شذ عن الباب السومة، وهي العلامة تجعل في الشيء.
وإلى هذا الأصل ترجع الأقوال الأربعة
وإن كان يترجح التي تسام للحسن فإن الآية في تزيين الدنيا فناسب فيها زينة الخيل والله أعلم

هيثم محمد 4 جمادى الآخرة 1441هـ/29-01-2020م 04:08 PM

حرّر القول في واحدة من المسائل التالية:
1: معنى "المسوّمة" في قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}.


الأقوال:
القول الأول: الرّاعية، وهو قول سعيد بن جبير وعبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى وابن عبّاس في أحد قوليه والحسن في أحد قوليه والرّبيع ومجاهد في أحد قوليه، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبي داود في الزهد، وقال ابن عطية: "ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «في سائمة الغنم الزكاة» ومنه قوله عز وجل: {فيه تسيمون} [النحل: 10]".

وهو ظاهر اختيار ابن قتيبة بقوله: "الرّاعية، يقال: سامت الخيل، فهي سائمة إذا رعت، وأسمتها فهي مسامه، وسوّمتها فهي مسوّمة: إذا رعيتها".

أما من ذكره احتمالا فهم: أبو عبيدة بقوله: "ويجوز أن تكون {مسوّمة}: مرعاةً، من أسمتها؛ تكون هي سائمة، والسّائمة: الراعية، وربّها يسيمها"، وابن المبارك بقوله: "وقالوا الراعية مأخوذة من السائمة". والزجاج بقوله: "ويجوز وهو حسن أن يكون المسومة: السائمة، وأسيمت: أرعيت"، والنحاس بقوله: "وقول سعيد بن جبير: لا يمتنع من قولهم: سامت تسوم، وأسمتها، وسومتها، أي: رعيتها".

وقد ضعفه ابن جرير بقوله: "وأمّا قول من تأوّله بمعنى الرّاعية فإنّه ذهب إلى قول القائل: أسمت الماشية فأنا أسيمها إسامةً: إذا رعيتها الكلأ والعشب، كما قال اللّه عزّ وجلّ: {ومنه شجرٌ فيه تسيمون} [النحل] بمعنى ترعون، ومنه قول الأخطل:
مثل ابن بزعة أو كآخر مثله = أولى لك ابن مسيمة الأجمال
يعني بذلك راعية الأجمال
فإذا أريد أنّ الماشية هي الّتي رعت، قيل: سامت الماشية تسوم سومًا، ولذلك قيل: إبلٌ سائمةٌ، بمعنى راعيةٍ، غير أنّه غير مستفيضٌ في كلامهم سوّمت الماشية، بمعنى أرعيتها، وإنّما يقال إذا أريد ذلك: أسمتها".

القول الثاني: الحسان، وهو قول مجاهد في أحد قوليه وعكرمة والسدي، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن وهب وعبد الرزاق وسفيان الثوري في تفسيره وابن نصر الرملي في جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي وابن المنذر في تفسيره، ونسبه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد.

ووجهه ابن قتيبة بقوله: "قال مجاهد: {الخيل المسومة} المطهّمة الحسان، وأحسبه أراد: أنها ذات سيماء، كما يقال: رجل له سيماء، وله شارة حسنة".

القول الثالث: المعلّمة بالشّيات، وهو قول ابن عبّاس في أحد قوليه وقتادة والحسن في أحد قوليه، رواه ابن جرير وعبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن المنذر، وذكره البخاري في صحيحه، ويدخل فيه ما رواه ابن أبي حاتم عن مكحول أنها: الغرّة والتّحجيل، وهو ظاهر اختيار أبو عبيدة وابن المبارك والزجاج أن المراد بالسيما هي العلامة، ولم يذكر الأنباري غيره.

واستشهد له أبو عبيدة بقول الشاعر: اه سما برجال تغلب من بعيد = يقودون المسومة العرابا.

كما استشهد له المبرد في الكامل بقول الله عز وجل: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}، وقوله عز وجل: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} وقوله عز وجل: {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ} وقول الشاعر: غلام رماه الله بالحسن يافعًا... له سيمياء لا تشق على البصر.

القول الرابع: المعدّة للجهاد، وهو قول ابن زيد، رواه ابن جرير.

وقد ضعفه ابن جرير بقوله: "وأمّا الّذي قاله ابن زيدٍ من أنّها المعدّة في سبيل اللّه، فتأويلٌ من معنى المسوّمة بمعزل".
وتعقبه ابن عطية بقوله: "قوله: للجهاد ليس من تفسير اللفظة".

التخريج:
القول الأول:
قول سعيد بن جبير: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كلهم من طريق سفيان –واللفظ لابن جرير- عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: "الخيل المسوّمة، قال: الرّاعية الّتي ترعى".
وذكره البخاري عنه تعليقا، وصحح ابن حجر في فتح الباري إسناده من طريق أبي حذيفة.

وقول عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى: رواه ابن جرير بقوله: "حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن طلحة القنّاد، قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، يقول: الرّاعية".
وإسناده ضعيف من أجل ابن وكيع، واسمه سفيان، كان أبوه إماما حجة، وكان هو رجلا صالحا، ولكن ورّاقه أفسد عليه حديثه، وأدخل عليه ما ليس من روايته، ونصحه العلماء أن يدعه فلم يفعل، فمن أجل ذلك تركوه. (المجروحين)
وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، الخزاعي مولاهم الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، روى عنه الأجلج الكندي وأسلم المنقري وسلمة بن كهيل ومنصور بن المعتمر وطلحة بن عمرو القناد وغيرهم. وقال ابن حجر: مقبول علق له البخاري - في هذا الموضع - وأخرج له أبو داود والنسائي. (الثقات، والتهذيب، والتقريب)

وقول ابن عبّاس: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبي داود في الزهد كلهم عن ابن عبّاس قال: "{والخيل المسوّمة} قال: الرّاعية".
ورواية ابن جرير من طريق العوفي وهو ضعيف.

وقول الحسن: رواه ابن جرير بقوله: "حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن: {والخيل المسوّمة} المسرّحة في الرّعي".

وقول الرّبيع بن أنس: رواه ابن جرير بقوله: "حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: {والخيل المسوّمة} قال: الخيل الرّاعية".

وقول مجاهد: رواه ابن جرير بقوله: "حدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، أنّه كان يقول: الخيل الرّاعية".

القول الثاني:
قول مجاهد: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد الرزاق وسفيان الثوري وابن نصر الرملي في جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي وابن المنذر في تفسيره من طرق كلهم عن مجاهدٍ، في قوله: {والخيل المسوّمة} قال: المطهمة الحسان.
وذكره البخاري تعليقا، وصحح ابن حجر في فتح الباري إسناده من طريق الثوري.

وقول عكرمة: رواه ابن جرير وابن وهب كلاهما من طريق سعيد بن أبي أيّوب، عن بشير بن أبي عمرٍو الخولانيّ، قال: سمعت عكرمة، يقول: {الخيل المسوّمة} قال: تسويمها الحسن.

وقول السدي: رواه ابن جرير بقوله: "حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {والخيل المسوّمة والأنعام} الرّائعة".

القول الثالث:
قول ابن عبّاس: رواه ابن جرير بقوله: "حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: {والخيل المسوّمة} يعني المعلّمة".

وقول قتادة: رواه ابن جرير وعبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن المنذر في تفسيره كلهم من طريق معمرٌ، عن قتادة في قوله: {والخيل المسوّمة} قال: شية الخيل في وجوهها.

وقول الحسن: رواه ابن أبي حاتم بقوله: "حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن في قوله: والخيل المسوّمة قال: تسوّم المسلمون سيمًا والمشركون سيماهم وكان سيماهم الصّوف وقلّ ما التقت فئتان إلّا تسوموا أخيلهم".

القول الرابع:
قول ابن زيد: رواه ابن جرير بقوله: "حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {والخيل المسوّمة} قال: المعدّة للجهاد".

الترجيح:
جمع النحاس بين الأقوال الثلاثة الأول بقوله: "وقد تكون راعية حساناً معلم؛ لتعرف من غيرها".

وذكر المبرد القول الأول والثالث ثم رجع القول الثالث بقوله: "وقوله: "مسومة" تكون على ضربين: أحدهما أن تكون معلمة، والثاني أن تكون قد أسميت في المرعى، وهي ههنا معلمة".

أما ابْن جَرِير فقد رجح الجمع بين القول الثاني والثالث بقوله: "أولى هذه الأقوال بالصّواب في تأويل قوله: {والخيل المسوّمة} المعلّمة بالشّيات الحسان الرّائعة حسنًا من رآها؛ لأنّ التّسويم في كلام العرب هو الإعلام فالخيل الحسان معلّمةٌ بإعلام إيّاها بالحسن من ألوانها وشياتها وهيئاتها، وهي المطهّمة أيضًا، ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان في صفة الخيل: وضمرٍ كالقداح مسوّماتٍ = عليها معشرٌ أشباه جنٍّ
يعني بالمسوّمات المعلّمات؛
وقول لبيدٍ: وغداة قاع القرنتين أتينهم = زجلا يلوح خلالها التّسويم
فمعنى تأويل من تأوّل ذلك: المطهّمة والمعلّمة، والرّائعة واحدٌ".

وفيما يظهر أن القول الثالث هو ترجيح أهل اللغة كما قال النحَّاس: "وقال أبو زيد: أصل ذلك أن تجعل عليها صوفة، أو علامة تخالف سائر جسدها لتبين من غيرها في المرعى".

مع احتمال القول الثاني للسياق كما رجح ابن جرير، أما القول الرابع فلم يرجحه أحد من أهل التفسير.

نورة الأمير 6 شعبان 1441هـ/30-03-2020م 02:02 PM

التقويم:
فاطمة أحمد (أ):
ممتازة, أحسنت جدا.
عرض جيد للمسألة, وترتيب منطقي سلس مختصر واضح في عرض الأقوال, بارك الله فيك.
فقط ملحوظتين:
- الأولى: يفضل اتباع المنهج الذي تم تدارسه في طريقة التخريج, وهو إتباع كل قول بتخريجه مباشرة.
- الثانية: أحسنت في الترجيح, ولو بينت بشكل أوضح أسباب الخلاف وأقسام تنوعه في هذا المثال, وأن الجمع بين الأقوال ممكن, وما ذكر من أقوال السلف اختلفت أوجه إطلاقه, ولا يوصل إلى التناقض أو التضاد بينها, بل يمكن الجمع بينها, لكان أفضل.

هيثم محمد (أ+):
ممتاز.. أحسنت في العرض, وحسن التنظيم, والوضوح, والتقسيم الملون المريح في القراءة, المنظم لها.
كذلك أحسنت في استخلاص الأقوال, وتخريجها, وحسن تحريرها بذكر تعقيبات علماء اللغة والمفسرين عليها, وعرض ذلك كله بشكل سلس.
أحسنت كذلك بذكرك لترجيات العلماء في الآية متبوعا بترجيحك, لكن من باب الإفادة, فإن أقوال السلف لا تكاد تتضاد أو تكون من قبيل الأقوال التي لا وجه لها, إلا ما كان منها شاذا و ضعيفا, وقد يطلق أحدهم القول من باب التفسير بالمعنى لا باللفظ, فلا يصح تعاملنا مع تفسيره كما نتعامل مع قواميس اللغة في تفسير الألفاظ, واعلم أن الغالب هو عدم تعرفنا على زاوية النظر التي منها أطلق هذا القائل قوله, ولذا فقول ابن زيد قد يكون له وجه بتتبعك لكتب التفسير المهتمة بأقوال السلف (كتفسير الطبري وابن عطية ونحوهما) قد يتبين لك, وقد تكون الخيل المعدة للجهاد هي خيل جيدة معروف باتسامها بالأوصاف التي ذكرت في بقية الأقوال, ومن هنا جاء إطلاق ابن زيد لهذا القول. فالأصل محاولة الجمع بين الأقوال ولا يصار إلى الترجيح إلا إن ثبت التعارض, أو دل دليل على تقديم أحدها على البقة لتفسير نبوي, أو للسياق, أو نحوه.
للاستزادة والاستفادة فيما يخص مسألة اختلاف السلف في التفسير وأقسامه وأنواعه وأسبابه يرجع لكتاب (اختلاف السلف في التفسير) لمحمد صالح سليمان, وهو كتاب جيد في بابه.


الساعة الآن 02:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir