معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   البحوث التفسيرية (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=816)
-   -   بحث في تفسير قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} إلى قوله تعالى {ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22986)

ريم الحربي 7 شعبان 1435هـ/5-06-2014م 05:52 AM

بحث في تفسير قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} إلى قوله تعالى {ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث في تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) }


ريم الحربي 8 رمضان 1435هـ/5-07-2014م 02:47 PM

المرحلة الأولى: تصنيف أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}

1- المسائل التفسيرية
في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اختلف أهل التّأويل في تأويل هذه الآية، فروي عن سلمان الفارسيّ أنّه كان يقول: «لم يجئ هؤلاء بعد »
وقال آخرون بما حدّثني به، موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: « {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} هم المنافقون، أمّا {لا تفسدوا في الأرض} فإنّ الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية».
- وحدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع: «{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} يقول: لا تعصوا في الأرض. قال: فكان فسادهم على أنفسهم ذلك معصية اللّه جلّ ثناؤه، لأنّ من عصى اللّه في الأرض أو أمر بمعصيته فقد أفسد في الأرض، لأنّ إصلاح الأرض والسّماء بالطّاعة».
وأولى التّأويلين بالآية تأويل من قال: إنّ قول اللّه تبارك اسمه: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} نزلت في المنافقين الّذين كانوا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وإن كان معنيًّا بها كلّ من كان بمثل صفتهم من المنافقين بعدهم إلى يوم القيامة. وقد يحتمل قول سلمان عند تلاوة هذه الآية: «ما جاء هؤلاء بعد»، أن يكون قاله بعد فناء الّذين كانوا بهذه الصّفة على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خبرًا منه عمّن هو جاء منهم بعدهم ولمّا يجئ بعد، لا أنّه عنى أنّه لم يمض ممّن ذلك صفته أحدٌ.
وإنّما قلنا أولى التّأويلين بالآية ما ذكرنا، لإجماع الحجّة من أهل التّأويل على أنّ ذلك صفة من كان بين ظهراني أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من المنافقين، وأنّ هذه الآيات فيهم نزلت، والتّأويل المجمع عليه أولى بتأويل القرآن من قولٍ لا دلالة على صحّته من أصلٍ ولا نظيرٍ.
[جامع البيان: 1/ 296 - 299]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ( {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون (11) }
قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض}
[الوجه الأول]
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «يعني لا تعصوا في الأرض، وكان فسادهم ذلك معصية اللّه لأنّه من عصى اللّه في الأرض أو أمر بمعصية اللّه فقد أفسد في الأرض لأنّ صلاح الأرض والسّماء بالطّاعة».
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أمّا لا تفسدوا في الأرض، فإنّ الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية. وروي عن قتادة والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك من قول أبي العالية.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ وعيسى بن يونس- والسّياق لوكيعٍ- قالا: ثنا الأعمش، عن المنهال، عن عبّاد بن عبد اللّه الأسديّ، عن سلمان: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} قال سلمان: «لم يجئ أهل هذه الآية بعد». ). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 44 - 45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}.
أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية».
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} قال: «إذا ركبوا معصية فقيل لهم لا تفعلوا كذا قالوا إنما نحن على الهدى»
[الدر المنثور: 1/ 162 - 163]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون (11)}
معناه: لا تصدوا عن دين اللّه)
[معاني القرآن: 1/ 87]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( {ولا تفسدوا في الأرض}: معناه بالكفر وموالاة الكفرة)[المحرر الوجيز: 1/ 121-122]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون (11) ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12) }
قال السّدّيّ في تفسيره: عن أبي مالكٍ وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الطّيّب الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أمّا لا تفسدوا في الأرض، قال: «الفساد هو الكفر، والعمل بالمعصية».
وقال أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، في قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «يعني: لا تعصوا في الأرض، وكان فسادهم ذلك معصية اللّه؛ لأنّه من عصى اللّه في الأرض أو أمر بمعصية اللّه، فقد أفسد في الأرض؛ لأنّ صلاح الأرض والسّماء بالطّاعة».
وهكذا قال الرّبيع بن أنسٍ، وقتادة.
وقال ابن جريج، عن مجاهدٍ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «إذا ركبوا معصية اللّه، فقيل لهم: لا تفعلوا كذا وكذا، قالوا: إنّما نحن على الهدى، مصلحون».
وقد قال وكيع، وعيسى بن يونس، وعثّام بن عليٍّ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن عبّاد بن عبد اللّه الأسديّ، عن سلمان الفارسيّ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} قال سلمان: «لم يجئ أهل هذه الآية بعد».
وقال ابن جريرٍ: حدّثني أحمد بن عثمان بن حكيم، حدّثنا عبد الرّحمن بن شريك، حدّثني أبي، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ وغيره، عن سلمان، في هذه الآية، قال: «ما جاء هؤلاء بعد».
قال ابن جريرٍ: يحتمل أنّ سلمان أراد بهذا أنّ الّذين يأتون بهذه الصّفة أعظم فسادًا من الّذين كانوا في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، لا أنّه عنى أنّه لم يمض ممّن تلك صفته أحدٌ.
قال ابن جريرٍ: فأهل النّفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم فيها ربّهم، وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه، وتضييعهم فرائضه، وشكّهم في دينه الّذي لا يقبل من أحدٍ عملٌ إلّا بالتّصديق به والإيقان بحقيقته، وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشّكّ والرّيب، ومظاهرتهم أهل التّكذيب باللّه وكتبه ورسله على أولياء اللّه، إذا وجدوا إلى ذلك سبيلًا. فذلك إفساد المنافقين في الأرض، وهم يحسبون أنّهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها.
وهذا الّذي قاله حسنٌ، فإنّ من الفساد في الأرض اتّخاذ المؤمنين الكافرين أولياء، كما قال تعالى: {والّذين كفروا بعضهم أولياء بعضٍ إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ} [الأنفال: 73] فقطع اللّه الموالاة بين المؤمنين والكافرين كما قال: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا للّه عليكم سلطانًا مبينًا} [النّساء: 144] ثمّ قال: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار ولن تجد لهم نصيرًا} [النّساء: 145] فالمنافق لمّا كان ظاهره الإيمان اشتبه أمره على المؤمنين، فكأنّ الفساد من جهة المنافق حاصلٌ؛ لأنّه هو الّذي غرّ المؤمنين بقوله الّذي لا حقيقة له، ووالى الكافرين على المؤمنين، ولو أنّه استمرّ على حالته الأولى لكان شرّه أخفّ، ولو أخلص العمل للّه وتطابق قوله وعمله لأفلح وأنجح)
[تفسير ابن كثير: 1/ 180-181]

تأويل قوله تعالى: {قالوا إنّما نحن مصلحون}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا إنّما نحن مصلحون}.
- وتأويل ذلك كالّذي قاله ابن عبّاسٍ، الّذي حدّثنا به، محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: «{إنّما نحن مصلحون} أي قالوا: إنّما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب».
وخالفه في ذلك غيره.
- حدّثنا القاسم بن الحسن، قال: حدّثنا الحسين بن داود، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «إذا ركبوا معصية اللّه، فقيل لهم: لا تفعلوا كذا وكذا، قالوا: إنّما نحن على الهدى».
قال أبو جعفرٍ: وأيّ الأمرين كان منهم في ذلك، أعني في دعواهم أنّهم مصلحون، فهم لا شكّ أنّهم كانوا يحسبون أنّهم فيما أتوا من ذلك مصلحون، فسواءٌ بين اليهود والمسلمين كانت دعواهم الإصلاح أو في أديانهم، وفيما ركبوا من معصية اللّه، وكذبهم المؤمنين فيما أظهروا لهم من القول وهم لغير ما أظهروا مستبطنون، لأنّهم كانوا في جميع ذلك من أمرهم عند أنفسهم محسنين، وهم عند اللّه مسيئون، ولأمر اللّه مخالفون؛ لأنّ اللّه جلّ ثناؤه قد كان فرض عليهم عداوة اليهود وحربهم مع المسلمين، وألزمهم التّصديق برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وبما جاء به من عند اللّه كالّذي ألزم من ذلك المؤمنين، فكان لقاؤهم اليهود على وجه الولاية منهم لهم، وشكّهم في نبوّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفيما جاء به أنّه من عند اللّه أعظم الفساد، وإن كان ذلك كان عندهم إصلاحًا وهدًى في أديانهم، أو فيما بين المؤمنين واليهود، فقال جلّ ثناؤه فيهم: {ألا إنّهم هم المفسدون} دون الّذين ينهونهم من المؤمنين عن الإفساد في الأرض {ولكن لا يشعرون} ). [جامع البيان: 1/ 299 - 300]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {قالوا إنّما نحن مصلحون}
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة، عن محمّد ابن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: «{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أي إنّما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب، يقول اللّه: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}». ). [تفسير القرآن العظيم: 1/45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :(أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} قال: «إذا ركبوا معصية فقيل لهم لا تفعلوا كذا قالوا إنما نحن على الهدى».
وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: «{إنما نحن مصلحون} أي إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب».
وأخرج وكيع، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: قرأ سلمان هذه الآية {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} قال: «لم يجيء أهل هذه الآية بعد». ). [الدر المنثور: 1/ 162 - 163]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( .. يحتمل {إنّما نحن مصلحون} ضربين من الجواب:
أحدهما: أنهم يظنون أنهم مصلحون.
والثاني: أن يريدوا أن هذا الذي يسمونه إفساداً هو عندنا إصلاح.
[معاني القرآن: 1/ 87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}
فيه قولان:
أحدهما: أنهم قالوا: نحن مصلحون، فليس من عادتنا الإفساد.
والآخر: أنهم قالوا هذا الذي تسمونه فسادا ًهو عندنا صلاح). [معاني القرآن: 1/ 92]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولقول المنافقين: {إنّما نحن مصلحون} ثلاث تأويلات:
أحدها: جحد أنهم مفسدون وهذا استمرار منهم على النفاق.
والثاني: أن يقروا بموالاة الكفار ويدعون أنها صلاح من حيث هم قرابة توصل.
والثالث: أنهم مصلحون بين الكفار والمؤمنين، فلذلك يداخلون الكفار
)[المحرر الوجيز: 1/ 121-122]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (.. قال تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أي: نريد أن نداري الفريقين من المؤمنين والكافرين، ونصطلح مع هؤلاء وهؤلاء، كما قال محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أي: «إنّما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب».). [تفسير ابن كثير: 1/ 180-181]

القول في تأويل قوله تعالى: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}.
وهذا القول من اللّه جلّ ثناؤه تكذيبٌ للمنافقين في دعواهم إذا أمروا بطاعة اللّه فيما أمرهم اللّه به، ونهوا عن معصية اللّه فيما نهاهم اللّه عنه. قالوا: إنّما نحن مصلحون لا مفسدون، ونحن على رشدٍ وهدًى فيما أنكرتموه علينا دونكم لا ضالّون. فكذّبهم اللّه عزّ وجلّ في ذلك من قيلهم، فقال: {ألا إنّهم هم المفسدون} المخالفون أمر اللّه عزّ وجلّ، المتعدّون حدوده الرّاكبون معصيته، التّاركون فروضه وهم لا يشعرون ولا يدرون أنّهم كذلك، لا الّذين يأمرونهم بالقسط من المؤمنين وينهونهم عن معاصي اللّه في أرضه من المسلمين). [جامع البيان: 1/301]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ( {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن النّاس قالوا أنؤمن كما آمن السّفهاء ألا إنّهم هم السّفهاء ولكن لا يعلمون (13) }
قوله تعالى: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الربيع ابن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} قال: « هم المنافقون». ). [تفسير القرآن العظيم: 1/45]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله تعالى: {ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}
معنى ذلك:
"ألا" التنبيه، كما قال الشاعر:


ألا إن الــــدهـــــر يـــــــــوم ولـــيـــلــــة وليس على شيء قويم بمستمر


وقوله تعالى: {ولكن لا يشعرون}
قال ابن كيسان: يقال: ما على من لم يعلم أنه مفسد من الذم، إنما يذم إذا علم أنه مفسد ثم أفسد على علم.
قال: ففيه جوابان:
أحدهما: أنهم كانوا يعملون الفساد ويظهرون الصلاح، وهم لا يشعرون أن أمرهم يظهر عند النبي صلى الله عليه وسلم.
والوجه الثاني: أن يكون فسادهم عندهم صلاحاً وهم لا يشعرون أن ذلك فساد، وقد عصوا الله ورسوله في تركهم تبيين الحق واتباعه). [معاني القرآن: 1/ 93]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول اللّه: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} يقول: ألا إنّ هذا الّذي يعتمدونه ويزعمون أنّه إصلاحٌ هو عين الفساد، ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادًا). [تفسير ابن كثير: 1/ 181]

معنى الإفساد في الأرض
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (.. والإفساد في الأرض: العمل فيها بما نهى اللّه جلّ ثناؤه عنه، وتضييع ما أمر اللّه بحفظه، فذلك جملة الإفساد، كما قال جلّ ثناؤه في كتابه مخبرًا عن قيل ملائكته: {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء} يعنون بذلك: أتجعل في الأرض من يعصيك ويخالف أمرك؟ فكذلك صفة أهل النّفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم فيها ربّهم، وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه، وتضييعهم فرائضه وشكّهم في دين اللّه الّذي لا يقبل من أحدٍ عملاً إلاّ بالتّصديق به والإيقان بحقّيّته، وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشّكّ والرّيب وبمظاهرتهم أهل التّكذيب باللّه وكتبه ورسله على أولياء اللّه إذا وجدوا إلى ذلك سبيلاً فذلك إفساد المنافقين في أرض اللّه، وهم يحسبون أنّهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها. فلم يسقط اللّه جلّ ثناؤه عنهم عقوبته، ولا خفّف عنهم أليم ما أعدّ من عقابه لأهل معصيته بحسبانهم أنّهم فيما أتوا من معاصي اللّه مصلحون، بل أوجب لهم الدّرك الأسفل من ناره والأليم من عذابه والعار العاجل بسبّ اللّه إيّاهم وشتمه لهم، فقال تعالى: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} وذلك من حكم اللّه جلّ ثناؤه فيهم أدلّ الدّليل على تكذيبه تعالى قول القائلين: إنّ عقوبات اللّه لا يستحقّها إلاّ المعاند ربّه فيما لزمه من حقوقه وفروضه بعد علمه وثبوت الحجّة عليه بمعرفته بلزوم ذلك إيّاه). [جامع البيان: 1/ 296 - 299]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن جريرٍ: فأهل النّفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم فيها ربّهم، وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه، وتضييعهم فرائضه، وشكّهم في دينه الّذي لا يقبل من أحدٍ عملٌ إلّا بالتّصديق به والإيقان بحقيقته، وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشّكّ والرّيب، ومظاهرتهم أهل التّكذيب باللّه وكتبه ورسله على أولياء اللّه، إذا وجدوا إلى ذلك سبيلًا. فذلك إفساد المنافقين في الأرض)[تفسير ابن كثير: 1/ 180-181]

المسائل اللغوية
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}
أما قوله: {وإذا قيل لهم} فمنهم من يضم أوله؛ لأنه في معنى "فعل" فيريد أن يترك أوله مضموماً ليدل على معناه.
ومنهم من يكسره؛ لأن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم، والكسر القياس.
ومنهم من يقول في الكلام: "قد قُولَ لَهُ" و"قد بوع المتاع" إذا أراد "قد بيع" و"قيل"، جعلها واواً حين ضم ما قبلها، لأن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم.
ومنهم من يروم الضم في "قيل" مثل رومهم الكسر في "ردّ"، لغةٌ لبعض العرب أن يقولوا "ردّ" فيكسرون الراء ويجعلون عليها حركة الدال التي في موضع العين.
وبعضهم لا يكسر الراء ولكنه يشمها الكسر كما يروم في "قيل" الضم، وقال الفرزدق:


وما حلّ من جهل حبا حلمائنا ولا قائـل المعـروف فينـا يعنّـف


سمعناه ممن ينشده من العرب هكذا). [معاني القرآن: 1/ 30-31]


الإعراب
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (.. فأما إعراب {قيل}: فآخره مبني على الفتح، وكذلك كل فعل ماضٍ مبني على الفتح، والأصل في قيل: "قول" ولكن الكسرة نقلت إلى القاف؛ لأن العين من الفعل في قولك: "قال" نقلت من حركة إلى سكون، فيجب أن تلزم هذا السكون في سائر تصرف الفعل.
وبعضهم يروم الضمة في "قيل"، وقد يجوز في غير القرآن: "قد قول ذاك "، وأفصح اللغات "قيل" و"غيض".
{وسيق الّذين اتقوا ربّهم}: إن شئت قلت: "قيل"، و"غيض"، و"سيق" تروم في سائر أوائل ما لم يسم فاعله الضم في هذا الباب). [معاني القرآن: 1/ 87]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( {ولا تفسدوا في الأرض}: معناه بالكفر وموالاة الكفرة، ونحن اسم من ضمائر المرفوع مبني على الضم، إذ كان اسما قويا يقع للواحد المعظم والاثنين والجماعة، فأعطي أسنى الحركات.
وأيضا فلما كان في الأغلب ضمير جماعة، وضمير الجماعة في الأسماء الظاهرة الواو أعطي الضمة إذ هي أخت الواو)
...
وألا استفتاح كلام، و «إن» بكسر الألف استئناف، وهم الثاني رفع بالابتداء، والمفسدون خبره والجملة خبر «إن»، ويحتمل أن يكون فصلا ويسميه الكوفيون: «العماد» ويكون المفسدون خبر «إن»، فعلى هذا لا موضع ل هم من الإعراب، ويحتمل أن يكون تأكيدا للضمير في أنهم فموضعه نصب، ودخلت الألف واللام في قوله: المفسدون لما تقدم ذكر اللفظة في قوله: لا تفسدوا فكأنه ضرب من العهد، ولو جاء الخبر عنهم ولم يتقدم من اللفظة ذكر لكان ألا إنهم مفسدون. قاله الجرجاني.

قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذه الألف واللام تتضمن المبالغة كما تقول زيد هو الرجل أي حق الرجل، فقد تستغني عن مقدمة تقتضي عهدا، ولكن بجملته حرف استدراك، ويحتمل أن يراد هنا لا يشعرون أنهم مفسدون، ويحتمل أن يراد لا يشعرون أن الله يفضحهم، وهذا مع أن يكون قولهم إنّما نحن مصلحون جحدا محضا للإفساد. والاحتمال الأول هو بأن يكون قولهم: إنّما نحن مصلحون اعتقادا منهم أنه صلاح في صلة القرابة، أو إصلاح بين المؤمنين والكافرين). [المحرر الوجيز: 1/ 121-122]

ريم الحربي 8 رمضان 1435هـ/5-07-2014م 02:48 PM

الأحاديث والآثار الواردة في تفسير قول الله تعالى{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}

- أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثّام بن عليٍّ، قال: حدّثنا الأعمش، قال: سمعت المنهال بن عمرٍو، يحدّث عن عبّاد بن عبد اللّه، عن سلمان، قال: «ما جاء هؤلاء بعد الّذين {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون}».
- أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن شريكٍ، قال: حدّثني أبي، قال حدّثني الأعمش، عن زيد بن وهبٍ وغيره، عن سلمان أنّه قال في هذه الآية: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} قال: «ما جاء هؤلاء بعد».
- موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: « {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} هم المنافقون، أمّا {لا تفسدوا في الأرض} فإنّ الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية».
- عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع: «{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} يقول: لا تعصوا في الأرض. قال: فكان فسادهم على أنفسهم ذلك معصية اللّه جلّ ثناؤه، لأنّ من عصى اللّه في الأرض أو أمر بمعصيته فقد أفسد في الأرض، لأنّ إصلاح الأرض والسّماء بالطّاعة»
- قال ابن عبّاسٍ، الّذي حدّثنا به، محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: «{إنّما نحن مصلحون} أي قالوا: إنّما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب».
وخالفه في ذلك غيره.
- القاسم بن الحسن، قال: حدّثنا الحسين بن داود، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «إذا ركبوا معصية اللّه، فقيل لهم: لا تفعلوا كذا وكذا، قالوا: إنّما نحن على الهدى».
- عصام بن روّادٍ العسقلانيّ ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «يعني لا تعصوا في الأرض، وكان فسادهم ذلك معصية اللّه لأنّه من عصى اللّه في الأرض أو أمر بمعصية اللّه فقد أفسد في الأرض لأنّ صلاح الأرض والسّماء بالطّاعة».
- أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أمّا لا تفسدوا في الأرض، فإنّ الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية. وروي عن قتادة والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك من قول أبي العالية.
الوجه الثّاني:
- أبو سعيدٍ الأشجّ وعيسى بن يونس- والسّياق لوكيعٍ- قالا: ثنا الأعمش، عن المنهال، عن عبّاد بن عبد اللّه الأسديّ، عن سلمان: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} قال سلمان: «لم يجئ أهل هذه الآية بعد».
- محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة، عن محمّد ابن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: «{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أي إنّما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب، يقول اللّه: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}»
- أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية».
- أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} قال: «إذا ركبوا معصية فقيل لهم لا تفعلوا كذا قالوا إنما نحن على الهدى».
- أخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: «{إنما نحن مصلحون} أي إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب».
- أخرج وكيع، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: قرأ سلمان هذه الآية {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} قال: «لم يجيء أهل هذه الآية بعد». )
- عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الربيع ابن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} قال: « هم المنافقون»
- قال السّدّيّ في تفسيره: عن أبي مالكٍ وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الطّيّب الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أمّا لا تفسدوا في الأرض، قال: «الفساد هو الكفر، والعمل بالمعصية».
- قال أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، في قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «يعني: لا تعصوا في الأرض، وكان فسادهم ذلك معصية اللّه؛ لأنّه من عصى اللّه في الأرض أو أمر بمعصية اللّه، فقد أفسد في الأرض؛ لأنّ صلاح الأرض والسّماء بالطّاعة».
وهكذا قال الرّبيع بن أنسٍ، وقتادة.
- قال ابن جريج، عن مجاهدٍ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: «إذا ركبوا معصية اللّه، فقيل لهم: لا تفعلوا كذا وكذا، قالوا: إنّما نحن على الهدى، مصلحون».
- قال وكيع، وعيسى بن يونس، وعثّام بن عليٍّ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن عبّاد بن عبد اللّه الأسديّ، عن سلمان الفارسيّ: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} قال سلمان: «لم يجئ أهل هذه الآية بعد».
- قال ابن جريرٍ: حدّثني أحمد بن عثمان بن حكيم، حدّثنا عبد الرّحمن بن شريك، حدّثني أبي، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ وغيره، عن سلمان، في هذه الآية، قال: «ما جاء هؤلاء بعد»

ريم الحربي 9 رمضان 1435هـ/6-07-2014م 04:56 AM

المسائل التفسيرية في قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}

تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون}
ورد في الآية تأويلان
1- أن من نزلت بهم الآية لم يجيئوا بعد
2- أنها نزلت في المنافقين وهو الراجح،
وهي تشمل كلّ من كان بمثل صفتهم من المنافقين بعدهم إلى يوم القيامة.

تأويل قوله تعالى:
{قالوا إنّما نحن مصلحون}
حال المنافقين إذا نهوا عن الإفساد في الأرض قالوا إنما نحن على الهدى وما أردنا إلا الإصلاح بين المؤمنين واليهود فلذلك يداخلون الكفار.

في تأويل قوله تعالى:
{ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}
كذب الله دعوى المنافقين وأبطل دعواهم بأنهم مصلحون، وقال سبحانه (ألا إنهم هم المفسدون) المخالفون أمر الله المتعدون حدودة، وهم لا يشعرون ولا يدرون أنهم كذلك.

معنى الإفساد في الأرض:
الإفساد ركوب معاصي الله ومايغضبه وتضييع ما أمر الله بحفظه، ومظاهرة أهل التكذيب بالله ورسله على أولياء الله إذا وجدوا إلى ذلك سبيلا.


الساعة الآن 02:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir