مذهب السلف وسط بين التعطيل والتمثيل
وَمَذْهَبُ السَّلَفِ بَيْنَ التَّعْطِيلِ وَبَيْنَ التَّمْثِيلِ، فَلا يُمَثِّلُونَ صِفَاتِ اللَّهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ، كَمَا لاَ يُمَثِّلُونَ ذَاتَهُ بِذَاتِ خَلْقِهِ، وَلا يَنْفُونَ عَنْهُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُعَطِّلُونَ أَسْمَاءَهُ الحُسْنَى وَصَفَاتِهِ العُلَيا، وَيُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَيُلْحِدُونَ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ وَآيَاتِهِ (1).
|
شرح سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز
(1) أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ليسوا معَ أهلِ التعطيلِ، ولا معَ أهلِ التمثيلِ، بل هم بينَ هؤلاء وهؤلاء، فلا معَ المُعَطِّلَةِ، ولا معَ المُمَثِّلَةِ، ولكنَّهم يُثْبِتُونَ صفاتِ اللَّهِ وأسماءَه كما جاءَتْ في كتابِ اللَّهِ وسنَّةِ رسولِه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ إثباتاً بلا تَمْثِيلٍ، وتَنْزِيهاً بلا تَعْطِيلٍ، فكما أنَّهم يُثْبِتُونَ ذاتَه على وجهٍ لا تُشْبِهُ الذواتِ، فهكذا يُثْبِتُونَ صفاتِه على وجهٍ لا تُشْبِهُ الصفاتِ، هكذا أهلُ السنَّةِ والجماعةِ مِن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومَن أتَى بعدَهم، فقَبِلُوا النصوصَ وأَثْبَتُوا ما دَلَّتْ عليه، وأنَّه حقٌّ، ونَفَوْا عنه التشبيهَ والتمثيلَ؛ عَمَلاً بقولِه سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
أمَّا أهلُ التعطيلِ، وأهلُ التمثيلِ فكلُّهمُ انْحَرَفُوا عن الطريقِ، وحَادُوا عن سَوَاءِ السبيلِ، فلَيْسُوا معَ أهلِ السنَّةِ والجماعةِ في إثباتٍ، ولا في تَنْزِيهٍ، بل عَطَّلُوا آياتِ اللَّهِ، وعَطَّلُوا أسماءَه وصفاتِه، وشَبَّهُوا اللَّهَ بخلقِه، وحَادُوا عن سَوَاءِ السبيلِ، فصاروا بذلكَ مَلاحِدَةً ضَالِّينَ عن الحقِّ فضَلُّوا السبيلَ، وخَالَفُوا ما جاءَتْ به النصوصُ، ولهذا عَابَهُم أهلُ السنَّةِ ونَفَرُوا منهم، وصاحوا بهم مِن كلِّ مكانٍ، وحَذَّرُوا النَّاسَ مِن سبيلِهم الرَّدِيءِ. |
شرح الفتوى الحموية الكبرى للشيخ يوسف الغفيص
[ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل، فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه، ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه أو وصف به رسوله؛ فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العلى، ويحرفوا الكلم عن مواضعه، ويلحدوا في أسماء الله وآياته].
ويلحدوا في أسماء الله وآياته أي: يميلوا بها عن الحق الذي قصد بها. |
الساعة الآن 12:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir