مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة
مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية: المجموعة الأولى: س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة. س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟ س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك. س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟ س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟ س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟ س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ المجموعة الثانية: س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة. س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟ س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم} س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟ س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد} س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟ س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟ س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ المجموعة الثالثة: س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟ س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟ س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟ س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين} س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟ س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟ س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ المجموعة الرابعة: س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل. س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟ س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟ س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟ س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها. س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟ س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ المجموعة الخامسة: س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟ س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟ س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟ س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟ س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟ س7: متى يقول المأموم "آمين"؟ س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ المجموعة السادسة: س1: ما معنى الاستعاذة؟ وما صيغها؟ س2: ما المراد بالبسملة؟ وما معناها باختصار؟ س3: ما معنى اللام في قول الله تعالى: {الحمد لله } س4: ما معنى قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} س5: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} س6: بين معنى {لا} في قوله تعالى: {ولا الضالين} س7: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب و إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟ س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية: س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة. س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟ س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم} س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟ س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد} س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟ س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟ س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ ج1/ لسورة الفاتحة عدة أسماء وذلك دال على عظم شأنها وجليل معانيها ، من هذه الأسماء: 1-فاتحة الكتاب: وهو أكثر أسمائها وروداً في الأحاديث ، والفاتحة أي التي يفتتح بها أي يبدأ بها ،وقد وردت أحاديث كثيرة صحيحة بهذا الاسم ،منها حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) . 2-فاتحة القرآن : فهي أول ما يقرأ من القرآن ، وأول ما يقرأ في الصلاة ، ولهذا الاسم شواهد من بعض أقوال الصحابة والتابعين . 3-الفاتحةk : وهو أشهر أسمائها وأكثرها شيوعاً لاختصاره ودلالته على المقصود . 4-الحمد لله رب العالمين : وهو أول آية في السورة ، وكثيراً ما تسمى سور القرآن بالآية الأولى فيها مثل( قد أفلح المؤمنون )و( عم يتسائلون ) ، ورد هذا الاسم في الحديث الذي رواه أبو سعيد بن المعلى وفيه :(( قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )). فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). رواه البخاري. 5- الحمد لله : هو اختصار للاسم السابق ، ودليله الحديث الذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :(قال: (( الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح. ج2/ حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن اختلف فيه العلماء : 1-القول الأول وهو قول الجمهور أنه سنة في الصلاة وغيرها . 2-القول الثاني وهو قول الإمام مالك في المشهور عنه أن الاستعاذة يقولها القاريءإن شاء في النافلة وفي غيرهاولا تقرأ في الفريضة. 3- القول الثالث: قول منسوب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري بلا إسناد وهو أن الاستعاذة واجبة لقراءة القرآن . والراجح هو القول الأول والله أعلم . ج3/ لعلماء اللغة عدة أقوال في معنى الباء في ( بسم الله الرحمن الرحيم) أصحها أربعة أقوال : 1-القول الأول :أن الباء للاستعانة ، والقول منسوب لأبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي وقال به جمع من المفسرين . 2-القول الثاني : أن الباء للابتداء ،وهذا قول الفراء ،وابن قتيبة ، وثعلب ،وغيرهم. 3-القول الثالث: أن الباء للمصاحبة ،وهو اختيار ابن عاشور. 4-القول الرابع : أن الباء للتبرك ، ومعناه أبدأ قرائتي متبركاً باسم الله ،وقد ورد عن بعض السلف أن البسملة كتبت في المصاحف للتبرك ، وذكره بعض المفسرين. والأقوال كلها صحيحة ،ولا بأس أن يقرأ القاريء وهو ينوي هذه المعاني. ج4/ معنى ( عالَم ) معنى عالم هو اسم جمع لا واحد له ،ويقصد به أنواع المخلوقات ،ففي الأرض الجن عالم ،والإنس عالم،وكل نوع من أنواع الحيوانات عالم ،وكل نوع من أنواع النبات عالم، وفي البحار كل نوع من أنواع الأسماك وغيرها مما يعيش في البحر عالم. وفي السماء عوالم لا يعلمها إلاالله ،كالملائكة ،والكواكب،والنجوم ، والسحاب وغيرها.كل هذه عوالم وأمم خلقها الله عز وجل ،قال تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}. قال ابن كثير: (والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات في السّماوات والأرض في البرّ والبحر، وكلّ قرنٍ منها وجيلٍ يسمّى عالمًا أيضًا) ومعنى (العالمين ) في أشهر أقوال المفسرين وأصحها : القول الأول: ماذكرناه من معنى العالم وهو أصناف مخلوقات الله ،وهو قول أبي العالية الرياحي،وقتادة،وجمهور المفسرين . القول الثاني : الإنس والجن ،وهو قول مشهور لابن عباس رضي الله عنهما ،ومجموعة من أصحابه كسعيد بن جبير ،ومجاهد بن جبر ،وعكرمة،وهو قول لابن جريج .واستدلوا بقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } قال بعض المفسرين العالمين هنا هم الإنس والجن ، وهم المكلفون بالعبادة قال تعالى :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ،لذا ذهب بعض العلماء أن المقصود بالعالم هم الجن والإنس . والقول الأول هو قول الجمهور وهو لفظ أعم ،ومما يرجح القول الأول ماذكره الشيخ محمد الأمين الشنقيطي(ت:1393هـ) في تفسير سورة الفاتحة (قوله تعالى: {رب العالمين} لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما). ج5/ ذكر العلماء ثلاث فوائد لتقديم(إياك)على(نعبد) ،وهي : 1-للحصر ، أي نعبدك ولانعبد غيرك، 2-لتقديم لفظ الجلالة . 3-لبيان الحرص على التقرب ،ذلك أن الجملة المثبتة ( إياك نعبد )أبلغ من الجملة المنفية (لا نعبد إلا إياك). فسبحان من نزل هذا القرآن ،فلا ريب أن ( إياك نعبد ) أبلغ وأجمل وأبين ، ويدل على هذا المعنى قولالله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين . بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}. ج6/من أوجه تفاضل السائلين للهداية عدة أوجه ،منها : 1-أن يدعو الداعي بقلب حي مستشعراً مقام الوقوف بين يدي خالقه . 2-أن يكون الداعي محسناً في دعائه ،فيدعو ربه بتضرع مستشعراً حاجته لربه وضعفه وقلة حيلته،موقناً بقرب الله عز وجل ممن يدعوه ،محسناً الظن في ربه تبارك وتعالى . 3-أن تكون الداعي صادقاً في طلب الهداية ، فيكون قصده هو طلب هداية الذين أنعم الله عليهم ،هداية تتر قى بصاحبها إلى أعلى درجات التقوى والطاعةوالخضوع والعبودية لله عز وجل ، والناس يتفاضلون في ذلك ، فمنهم من يكون قصده من الهداية أقل درجات العبودية ، ومنهم من يطلب الهداية التامة الموصلة إلى درجة الإحسان ،والله أعلم بنية كل داع. ج7/ كلمة ( آمين ) اسم فعل بمعنى (اللهم استجب )،وقد أجمع أهل العلم أنها ليست من القرآن، فلم يكتبها الصحابة رضي اللله عنهم في المصاحف ،وقد وردت فيها لغتان مشهورتان : 1- ( أَمين ) على وزن (فَعيل)، وهي لغة مشهورة صحيحة .قال جبير بن الأضبط: تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا 2- ( آمين ) بمد الألف على وزن فاعيل ، وهي الصيغة الأشهر ،وهو اختيار جمهور المفسرين وعلماء اللغة . 3-( آمّين ) بمد الألف وتشديد الميم ،وهي لغةلا تصح لأنها تكون بمعنى (قاصدين )وليست بمعنى الدعاء ،كما قال تعالى :( ولا آمين البيت الحرام )هكذا حكاه الهروي في إسفار الفصيح . ج8/ من الأمور المستفادة من دراسة سورة الفاتحة : 1- تجديد الإيمان باستشعار معنى كل حرف فيها. 2-جعلتني أشعر بمدى الإعجاز اللغوي في السورة ،وذلك لقصر آياتها وغزارة معانيها . 3- تعلمت علومها وما ذكره اهل العلم في معانيها ، مما يعينني في تدبرها وتعليم الآخرين ما تعلمته . 4- تزيد الخشوع في الصلاة ،فإذا فقه المسلم المعاني الدقيقة للسورة التي يقرأها كل يوم ويرددها كثيراً كان ذلك أدعى لأن يستحضر أنه يخاطب ربه فيثني عليه ثم يمجده ثم يسأله فيقبل على ربه بقلب حاضر خاشع، نسأل الله الخشوع في الصلاة. 5- الحذر من اليهود والنصارى ، فالسورة بينت بعدهما عن الصراط ،فازداد في النفس باعث البعد عنهم وعن صفاتهم . 6- الآيات تشعر المرء أنه ضعيف محتاج إلى ربه في كل أمره ، وأن يستعين بربه في شؤونه كلها. 7- الاستعاذة تجعل العبد يستشعر خطورة الشيطان ،وأن يلجأ إلى الله لينجو من تسلطه . 8- في قول آمين أشعر بقوة المسلمين ،فيزداد اعتزازي بهذا الدين العظيم الذي وحد ملايين البشر في أن ينطقوا بنفس الكلمة في نفس الوقت ،فسبحان الله العظيم . |
اقتباس:
الدرجة:أ+ |
المجموعة السادسة: س1: ما معنى الاستعاذة؟ وما صيغها؟ هي الالتجاء إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه. وصيغها: 1-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. 2- اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه. 3- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه. ومن صيغها ما يسبقه تسبيح وحمد وتكبير ثلاث مرات. س2: ما المراد بالبسملة؟ وما معناها باختصار؟ البسملة: هي قول "بسم الله الرحمن الرحيم". معناها: الباء: للاستعانة والمصاحبة والتبرك. واسم: قيل: مأخوذ من السمو، وقيل: من السمة (العلامة)، والله: الاسم الجامع لأسماء الله وهو أخص أسمائه، ويعني: الإله المعبود ذو الجلال والكمال، المستحق للعبودية. الرحمن: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء. الرحيم: عظيم الرحمة كثيرها. فيكون المعنى باختصار: أبدأ مستعينا مستصحبا بركة اسم هذا الإله الجامع لصفات الجلال والكمال المعبود الذي يتصف بالرحمة العامة والخاصة. س3: ما معنى اللام في قول الله تعالى: {الحمد لله } اللام للاختصاص، أي: لاختصاص الحمد لله. س4: ما معنى قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} أي: نخلص لك العبادة، فنطيع أوامرك محبة وخوفا ورجاء خاضعين لك، لا شريك لك، ونستعينك وحدك على إخلاص العبادة لك وعلى جميع أمورنا. س5: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} ذكر في الحكمة عدة تأملات، نذكر منها: -أن ذلك من باب تقديم الغايات على الوسائل. -أن ذلك من باب تقديم الألوهية "حيث متعلق إياك نعبد" على الربوبية "حيث متعلق إياك نستعين". -أنه من باب تقديم قسم الرب الذي هو ثناء عليه على قسم العبد. -لأن العبادة المطلقة تتضمن الاستعانة، فقدمت لعمومها وتمامها. -ولأن الاستعانة طلب منه، والعبادة طلب له. -ولأن العبادة لا تكون إلا من مخلص، والاستعانة قد تكون من غير مخلص. -ولأن العبادة حقه، وطلب الاستعانة صدقته، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته. -ولأن العبادة شكر، والله يحب أن يشكر، أما الاستعانة فتوفيقه لك. س6: بين معنى {لا} في قوله تعالى: {ولا الضالين} لا هنا: مزيلة للتوهم الذي قد يتوهمه من يظن أن المغضوب عليهم هم الضالين، فكانت وظيفته رفع الإيهام، وتأكيد الاختلاف. س7: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب و إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟ الحكمة من إسناد الإنعام في قوله "أنعمت" إلى ضمير الخطاب: -توحيد الرب جل وعلا، وذلك بنسب النعمة إليه سبحانه والإشارة إلى تفضله. -أن ذلك أبلغ في التوسل إلى الله، فيتوسل بسابق إنعامه سبحانه. -أنه الأنسب للمناجاة والدعاء. -أن مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعم ونسب النعمة إليه. بالمقابل فإنه أبهم ذكر الغاضب؛ ليفيد عظم غضب الله عليهم، والإشارة إلى عموم الغاضبين وكثرتهم، والتعبير بالاسم دون الفعل يدل على تمكن الوصف منهم، كما أن هذا من معهود القرآن في نسب الجود والإحسان لله، وإبهام الغضب والعقوبة تأدبا معه، أو نسبا للمتسبب فيها، وتنزيها لله من أن تنسب الأفعال إليه؛ فيفهم إرادته الشرعية لها، كما أن ذلك أبلغ في التبكيت والإعراض. س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ -لطف ربنا ورحمته، حيث يعلمنا ويهدينا لآداب سؤاله، ويوجهنا ويرشدنا لما فيه صلاحنا. -أن الفاتحة بكل ما في آياتها من ترتيب هي في الحقيقة إرشاد روحي للفرد، يجب أن يسير على وفقه، ومن ذلك: -الاستعانة بالله أولا وأخيرا واستصحاب معونته هي من المعاني التي لا يجب أن يغفل عنها مسلم. -استحضار معاني ربوبيته من الرحمة واللطف يجب أن تصاحب المرء، ويستدر بها رحمة مولاه. -الحمد والشكر أسلوب حياة، كيف لا والمرء غارق في نعم ربه؟ -أن المرء ما بين ترهيب وترغيب، فهذي سورة الفاتحة لا تكاد ترغبك بآية حتى ترهبك بأخرى، وكذا حال المسلم. -أن مدار الحياة على هاتين "إياك نعبد وإياك نستعين"، ولو أمضى العبد عمره يطلب تحصيلهما لما كان كثيرا في حقهما. -أن الهداية فضل إلهي عجيب، لا يكتفي المرء منه بدرجة، فتحصيله درجة، والثبات عليه درجة، والترقي فيه درجة، وهكذا المرء في طلب للهداية مستمر. -أن الدرب يعرف ويستأنس به بمعرفه سالكيه "صراط الذين أنعمت عليهم". -أهمية معرفة الشر وأهله لاتقاء طرقهم "غير المغضوب عليهم ولا الضالين". -مرتبة العلم في الدين الإسلامي والنظرة إليه مختلفة عن الرؤية العصرية للعلم وأهله، فلم يكن يوما مدار المدح والحمد، بل جاء مربوطا بالعمل، ملزوما به، فلا خير فيمن علموا ولم يعملوا، بل لم يزدهم العلم إلا ضلالا وضياعا. -أهمية العلم والعمل، ومحورية الإخلاص والاتباع، وكيف صاغت سورة الفاتحة منهما قاعدة أساسية للاهتداء للصراط المستقيم. -انخراط المسلم الفرد مع جماعته المسلمة واستشعاره اليومي بأنه جزء منهم، وتعويد الدين له وتذكيره بأنه جزء من هذا المجتمع المسلم لا ينساه في دعائه وصلواته بشكل دائم "نعبد-نستعين-اهدنا". -الدعاء مخ العبادة، ولعل مجيء سورة الفاتحة التي هي من أعظم السور على شكل دعاء فيه اختصار لحقيقة العبادات، التي ما هي إلا بمثابة عمل مقدم يرجو به المرء تحقق أعظم مطالبه ومباغيه "رضا الله". |
بسم الله الرحمن الرحيم المجموعة الخامسة: ( اهدنا الصراط المستقيم ) مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟ - عدد آيات سورة الفاتحة سبع آيات، كما دل على ذلك النص، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: (ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) أن المراد بالسبع المثاني أنها سورة الفاتحة. - والبسملة آية من القرآن الكريم، لكن اختلف في كونها آية من الفاتحة أم لا، فهى عند أهل العد المكي والعد الكوفي آية من الفاتحة وهو قول مروي عن علي وابن عباس، ولا تعد آية من الفاتحة عند باقي أهل العد، كما اختاره أبو حنيفة والشافعي وأحمد في رواية عنه. - وهذا الاختلاف كالاختلاف في اختيار القراءات، فكما أن كل قارئ اختار قراءة يقرأ بها، وصحت أدلته، فلا إنكار على من اختار كونها آية من الفاتحة أم لا، مع الاتفاق على كونها آية من كلام الله عز وجل. س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟ - الاستعاذة هى الالتجاء إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ به، وقد أمر الله عز وجل بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، ذاكرا عداوته البينة في غير آية، قال الله تعالى: ( ولا تتعبوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)، وتتأكد الاستعاذة عند قراءة القرآن الكريم، والحكمة من ذلك هو تطهير الفم من لغو الكلام استعدادا لقراءة كلام الله عز وجل، وطلب الحماية من الله لئلا يلبس الشيطان على القارئ قراءته أو يشغله عنها، فإن الشيطان أحرص ما يكون على صرف القارئ عن قرائته، لأن التدبر في كلام الله يحصل به الهدى. - والاستعاذة أيضا تتأكد في حالات كوقوع الغضب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟ - هذه المسألة من مسائل الخلاف بين الفقهاء، وهى منفصلة عن مسلة عد البسملة آية من الفاتحة التي مبناها على النقل الصحيح. - والمسألة الفقهية فيها أربعة أقوال: - الأول: قراءة البسملة سرا، وهو قول سفيان الثوري، والحكم بن عتيبة، وأبي حنيفة، وأحمد ورواية عن الأوزاعي، وعن أحمد استحباب الجهر بها أحيانا، وهو مروي عن عمر وابن عباس. - الثاني: عدم قرائتها لا سرا ولا جهرا، وهو قول مالك، وإحدى الروايتين عن الأوزاعي. - الثالث: استحباب الجهر بها، وهو قول الشافعي. - الرابع: التخيير بين الجهر والإسرار، وهو قول إسحاق بن راهويه، ورواية ع الحكم بن عتيبة. والأول أرجح، لورود أحاديث تفيد ذلك، ومنها حديث أنس بن مالك أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فاستفتحوا بـ (الحمد لله رب العالمين). متفق عليه. - وأما ما روي عن أبي هريرة أنه كان يجهر بها، فلو فرض صحته فيحمل على أحد أمرين، أنه قرأ بها جهرا في مقام تعليم، أو أنها صفة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، كالتنويع بين أدعية الاستفتاح. س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} - يوم الدين هو يوم القيامة، قال الله تعالى: (وما أدراك ما يوم الدين* ثم ما أدراك ما يوم الدين* يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)، وسمي بيوم الدين لأن الناس يحاسبون فيه ويجاوزن على أعمالهم. - أما الإضافة فهى على معنيين: - الأول: على معنى (في)، أي أن الله هو المالك في هذا اليوم ولا مالك فيه سواه. - الثاني: على معنى (اللام)، أي أن الله هو المالك ليوم الدين. وكلا الإضافتين تفيدان الحصر، فالله هو المالك وحده في هذا اليوم، وهو المالك ليوم الدين وما فيه من عباد وجزاء، والجمع بين المعنيين يعطى كمالا. س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟ - الاستعانة طلب العون، والاعتماد على المستعان به في جلب المصالح ودفع المضار، والاستعانة عبادة قلبية تشمل عبادات أخرى كالتوكل والاستعاذة والاستغاثة وغيرهم. ويكون تحقيق الاستعانة بأمرين: - الأول: اعتماد القلب على الله بصدق في تحقيق المطلوب، وتفويض الأمر إليه. - الثاني: اتباع هدى الله، ببذل الممكن من الأسباب التي أرشد الله إليها. وقدجاء في الحديث: (احرص على ما ينفعك واستع بالل ولا تعجز)، والعجز هو ترك السبب الممكن، وبذلك يتبين لنا عدم نفع استعانة بعض الناس ممن أهمل أحد الأمرين أو كليهما أو أتى بهما على نقص. س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟ - المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى، كما جاء في حديث عدي بن حاتم الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أحاديث أخر حسن إسنادها. - أما الحكمة من تمييز الفريقين بوصفين متلازمين، فمن وجوه: - الأول: أن الله تعالى وصف كل فريق بما يعرف بهحتى صار ذلك بمثابة العلامة التي يعرف بها. وهو خلاصة قول ابن جرير. - الثاني: أن طباع اليهود وأخلاقهم وأفاعلهم التي كانت منهم نحو رسل الله استوجبت لهم غضبا خاصا، وأن النصارى فكانوا مع بداية كفرهم ضلالا فاستوجب ذلك وصفهم بذلك. وهو خلاصة قول ابن عطية. - الثالث: اختصاص اليهود بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل. وهو ما ذكره ابن القيم وابن كثير. - الرابع: التنبيه على سببي سلب نعمة الهداية وهو التعنت والعناد والمشاقة، والإعراض عن العلم والابتداع في الدين. س7: متى يقول المأموم "آمين"؟ - التأمين هو قول (آمين) أي اللهم استجب، وهو سنة مؤكدة، عند ختم الفاتحة للقارئ والمستمتع في الصلاة وخارجها. - وقول المأموم لها يدرك من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمن الإمام فأمنوا) وقوله: ( وإذا قال- أي: الإمام- : (ولا الضالين)، فقولوا: (آمين). ومعنى: إذا أمن الإمام فأمنوا أي: إذا شرع في التأمين، ولا يفهم من الحديث تأخير تأمين المأموم عن تأمين الإمام كما حمله البعض على الظاهر وهو قول مرجوح ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب أحمد. - ويكون تأمين المأموم موافق لتأمين الإمام، وقد جاء في الحديث: (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، فيكون تأمين المأموم مع الإمام حرصا على موافقة تأمين الملائكة. - وقال ابن رجب أن هذ هو الموضع الوحيد في الصلاة الذي شُرع فيه للمأموم مقارنة الإمام. س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ - أهمية التفكر في معاني الفاتحة واستحضار تلك المعاني في الصلاة، فإنها مما يوجب خشوع القلب. - أهمية العبادات القلبية كالاستعانة والاستعاذة، وأنها أساس العبادات. - سورة الفاتحة من السور التي جاء في فضلها آثار صحيحة، وهذا يقتضي مزيد اهتمام بمدارستها. - الحرص على الوقوف على الآيات واستخراج هدايتها وفوائدها. * وهو مستفاد من كل آيات السورة. - التعرف على الله باسمه الرحيم، فمن مظاهر رحمته بعباده أن بين لهم أعداءهم، وعرفهم ما يغضبه من أفعال وصفات ليجتنبوها. * وهو مستفاد من الاستعاذة، ومن ذكر صفات اليهود والنصارى. - اتباع أسلوب القرآن في الترغيب والترهيب، فالله عز وجل عرف نفسه الكريمة لعباده بأنه (الرحمن الرحيم) ليعظم رجاءهم ومحبتهم، وأنه (مالك يوم الدين) ليعظم خوفهم. الحمد لله رب العالمين |
الإجابة: المجموعة الخامسة: س1: كم عدد آيات سورة الفاتحة؟ وهل تعدّ البسملة آية منها؟ وما موقفنا من اختلاف القرّاء في العدد؟ الإجابة: سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القراء والمفسرين منهم الطبري والبغوي والشاطبي، والدليل قوله تعالى: " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ". اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين: القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول علي بن أبي طالب وابن عباس، وهو المعتمد في العدّ المكي والعدّ الكوفي، واختاره الشافعي وأحمد في رواية عنه. والقول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، ويعدون أنعمت عليهم رأس آية، وهو قول باقي أصحاب العدد، واختاره أبو حنيفة والأوزاعي ومالك وأحمد في رواية عنه. وموقفنا من اختلاف الرأي في جعل البسملة آية، ما قاله الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: "والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات ا.هـ." والله أعلم س2: بيّن حِكمة الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؟ الإجابة: قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}، وقال تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}، وقال تعالى: {قل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}، وهذا أمر من الله بالاستعاذة من الشيطان مطلقا وعند قراءة القرآن خاصة، والحكمة من ذلك أن الشيطان عدو مبين واضح للإنسان، يريد الضلال للإنسان ويريد به الشر، فلا يريد له الانتفاع بالقرآن وشروره متنوعة في كل أمور الإنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه)).، ولا سبيل للعصمة من كيد الشيطان إلا بالاستعاذة بالله والإيمان به والتوكّل عليه. والله أعلم س3: هل يٌجهر بالبسملة في الصلاة؟ الإجابة: لا يرتبط أمر الجهر بالبسملة أو لا في الصلاة بكونها تعد آية من الفاتحة أم لا، قال النووي في المجموع: (واعلم أن مسألة الجهر ليست مبنية على مسألة إثبات البسملة لأن جماعة ممن يرى الإسرار بها لا يعتقدونه قرآناً، بل يرونها من سنته كالتعوذ والتأمين، وجماعة ممن يرى الإسرار بها يعتقدونها قرآنا، وإنما أسروا بها وجهر أولئك لما ترجح عند كل فريق من الأخبار والآثار)ا.هـ. وقد اختلف الفقهاء في الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية على أربعة أقوال: 1) يقرأ بها سراً ولا يجهر بها، وهو قول سفيان الثوري والحكم بن عتيبة وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل ورواية عن الأوزاعي. 2) لا يقرأ بها سراً ولا جهراً ، وهو قول مالك وإحدى الروايتين عن الأوزاعي. وعن مالك أنه إن شاء قرأ بها في قيام الليل أما في الفرض فلا. 3) يُستحب له أن يجهر بها، وهو قول الشافعي. 4) إن شاء جهر وإن شاء أسرّ، وهو قول إسحاق بن راهويه ورواية عن الحكم بن عتيبة. والقول الأول أرجح الأقوال وهو قول الجمهور، جاء في الحديث قال أنس بن مالك رضي الله عنه: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكانوا يستفتحون القراءة بـ { الحمد لله رب العالمين } لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول القراءة ولا في آخرها) متفق عليه). ورُوي الجهر بالبسملة في الصلاة عن أبي هريرة وابن عباس وابن الزبير وجماعة من التابعين، وهو محمول على التعليم أو التنصيص على أن البسملة من الفاتحة. والله أعلم س4: ما المراد بيوم الدين؟ وما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} الإجابة: المراد بيوم الدين هو يوم القيامة من غير خلاف بين المسفرين، لأن الله وصفه بــ " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله"، ومعنى الإضافة في قوله تعالى: "مالك يوم الدين"، إما إضافة على معنى في أي هو المالك في يوم الدين، وإما إضافة على معنى اللام أي هو المالك ليوم الدين، وكلاهما يفيد الحصر، وكلا المعنيان صحيح ويمكن الجمع بينهما. والله أعلم س5: كيف يكون تحقيق الاستعانة؟ الإجابة: تحقيق الاستعانة يكون بأمرين: - أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه، وتفويض الأمر إليه، والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء. - والآخر: اتّباع هدى الله تعالى ببذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها، فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب. وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. فيكون تحقيق الاستعانة بالتبرؤ من الحول والقوة وحسن التوكل على الله في جلب المنافع ودفع الضرر، مع الأخذ بالأسباب.فنستعين بالله وحده لا شريك له في جميع أمورنا، أولها حق الله وهو العبادة ثم باقي الحقوق والمرادات من جلب منفعة أو دفع ضرر، فالاستعانة أوسع معاني الطلب وهي الاستعاذة والاستغاثة معا فالاستعاذة طلب العون على دفع الضرر والاستغاثة طلب العون على تفريج الكربات وجلب المنافع. والله أعلم س6: ما المراد بالمغضوب عيهم والضالين؟ وما الحكمة من تمييزهما بوصفين متلازمين؟ الإجابة: المراد بالمغضوب عليهم اليهود ومن شابه فعلهم أنهم لم يعملوا بما علموا، والمراد بالضالين هم النصارى ومن شابه فعلهم لأنّهم عبدوا الله على جهل، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)). وقال تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} وهذا بيان أن اليهود مغضوب عليهم، وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، الحكمة من تخصيص اليهود بوصف الغضب عليهم، والنصارى بوصف الضلال مع تلازم الوصفين، هناك عدة حكم: منها وصف كل طائفة بما عرفت به فكانت علامة عليها وهذا قول بن جرير. ومنها أن أفعال اليهود الشنيعة مثل قتل الأنبياء فلهم غضب خاص بهم، وأن النصارى ضلوا من أول ما كفروا ولم يقع منهم أفعال مثل أفعال اليهود وهذا قول بن عطية. ومنها أن اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل وهذا قول بن القيم وبن كثير. ومنها التنبيه على سبب حرمانهم من نعمة الهداية، فمن ترك العمل بما علم استحق حرمانه الهداية غضبا من الله عليه، وأما من أعرض عن العلم الذي شرعه الله حرم وضل من الوصول إليه فابتدع من عنده ما لم يشرع الله. والله أعلم س7: متى يقول المأموم "آمين"؟ الإجابة: التأمين سنة مؤكدة في الصلاة وخارج الصلاة قال ابن رجب: (روى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: ((إذا أمّن القارئ فأمنوا)) فهذا أمر منه، والأمر أوكد من الفعل)ا.هـ. يقول المأموم آمين بعد تأمين الإمام، أي إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين، أي قال ولا الضالين وهم بالتأمين وهذا قول جمهور أهل العلم وهنا يتوافق تأمين الإمام والمأموم. وفي رواية في صحيح البخاري « إذا أمَّن القارئ فأمنوا؛ فإنَّ الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه »، وفي رواية: « إذا قال:{ولا الضالين}فقولوا: آمين » وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ المأموم يؤمّن بعد تأمين الإمام تمسّكاً بظاهر لفظ "إذا أمّن الإمام فأمّنوا" ، وهو قول مرجوح، ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب الإمام أحمد. والله أعلم س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ الإجابة: الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستي لسورة الفاتحة: - البدء بالبسملة في كل الأمور واستشعار رحمة الله. - الثناء على الله تعالى بالحمد، فهو سبحانه تعالى أهل الثناء والمجد. - شكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. - اللجوء لله في كل الأمور، فهو رب العالمين. - الله الرحمن الرحيم رحمته وسعت كل شيء فلا نيأس في أي شأن قد يبدوا بعيد المنال. - العمل بالصالحات استعدادا ليوم الدين، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله. - توحيد العبادة لله تعالى والتبرؤ من الشرك. - الاستعانة بالله عز وجل في كل أمورنا وأولهم العبادة، والأخذ بالأسباب مع تمام الاعتراف أن لا يكون سبب إلا بأمر الله. - طلب الهداية من الله تعالى أن يجعلنا نسير على الصراط المستقيم. - الخوف من أن نكون ممن غضب الله عليهم لعلمهم الحق وعدم اتباعه، أو نكون من الضالين الذين ضلوا عن الهدى وعملوا بما لم يعلموا. والله أعلم جزاكم الله خير |
بسم الله الرحمن الرحيم المجموعة الأولى: مجلس مذاكرة مختصر تفسير سورة الفاتحة س1: بيّن فضائل سورة الفاتحة. ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة صحيحة تدل على أنها أفضل سورة في القرآن، وأنها خير القرآن ،وأنها أم القرآن ،وأنها رقية نافعة ،وأن الصلاة لا تتم إلا بها . ومن هذه الأحاديث الصحيحة : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم). حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال:فتلا عليه (الحمدلله رب العالمين). حديث أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه،فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي،فقال ألم يقل الله تعالى:(استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم). ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد،ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت :ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ،قال:(الحمدلله ربر العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. س2: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟ تحقيق الإستعاذة يكون بأمرين من جمع بينهما كان مستعيذا بالله حقا وهما: 1-التجاء القلب إلى الله وطلب إعاذته بصدق وإخلاص ،واعتقد أن الضر والنفع بيد الله وحده ،وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. 2-اتباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه،وذلك ببذل الأسباب التي أمر الله بها ،والإنتهاء عما نهى الله عنه. س3: هل تعدّ البسملة آية في أوّل سورة الأحزاب؟ وضّح إجابتك. لا تعد البسملة آية من أول سورة الأحزاب ،وذلك لأن أهل العدد لم يختلفوا في عدم عدها من آيات السور،وإن كانوا يقرأون بها أول كل سورة غير براءة. واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية. س4: اشرح معنى اسم "الرب" وبيّن أنواع الربوبية؟ لفظ الرب :هو الجامع لجميع معاني الربوبية ،من الخلق والرزق والإصلاح والرعاية، وهذا له دلائل كثيرة في معاجم اللغة. والربوبية نوعان: الأول: ربوبية عامة بالخلق والملك والتدبير وهي لكل المخلوقات. الثاني:ربوبية خاصة لأولياء الله تعالى بالتوفيق والتسديد والهداية والإصلاح. س5: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا العبادة في اللغة: قال ابن جرير: أصلها الذلة،وتقول العرب طريق معبد أي مذلل وطئته الأقدام ،وقال أبو منصور الأزهري:هي من الطاعة والخضوع. العبادة في الشرع:لها معاني متعددة وأحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة العبودية إذ قال:العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. س6: بيّن معنى قوله تعالى: {اهدنا} وما هي مراتب الهداية التي ينبغي للداعي أن يستحضرها في دعائه؟ معنى اهدنا:أي وفقنا وأرشدنا لاتباع هداك،وسؤال الهداية يتضمن هداية الإرشاد وهداية التوفيق،فيستطيع تمييز الحق من الباطل ،والطيب من الخبيث،وما يقرب من الله وما يباعد عنه. مراتب الهداية التي ينبغي للداعي استحضارها:هداية الدلالة والإرشاد، وثمرتها العلم بالحق والبصيرة في الدين، وهداية التوفيق والإلهام وثمرتها إرادة الحق والعمل به. كل داع له مقصد من دعائه،فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها،ولا يستوي سؤال أهل الإحسان في دعائهم وسؤال المقصرين فيه؛ فما يقوم بقلب العبد عند الدعاء من شهود الاضطرار إلى هداية الله، والإنابة إليه ، وما يصحب ذلك من الخوف والرجاء، والصدق والإخلاص، والتوكل على الله،ذلك من الأعمال القلبية العظيمة التي إذا صاحبت الدعاء كان الداعي أسعد بالإجابة والإثابة. س7: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟ وما فضله؟ التأمين بعد الفاتحة سنة مؤكدة ،حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وقال:(إذا أمن القارئ فأمنوا). وورد في فضل التأمين احاديث منها: 1- حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ). 2- وحديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: (ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين). س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ 1-سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن، وهي أم القرآن، وهي نور لم يؤته نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. 2-أفضل الناس هم اللذين أخلصوا العبادة والإستعانة بالله. الهداية للحق منة من الله تعالى،فكل الناس ضالون إلا من هداهم الله تعالى قال تعالى:(ومن يضلل الله فما له من هاد، ومن يهد الله فما له من مضل). |
اقتباس:
اقتباس:
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ. التقدير: (أ+). |
اقتباس:
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ. التقدير: (أ+). |
اقتباس:
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ. التقدير: (أ+). |
اقتباس:
التقدير: (أ). |
بسم الله الرحمن الرحيم مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة المجموعة الثالثة: س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟ اختلف العلماء في معنى تسميتها بالمثاني على عدة أقوال: القول الأول: لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة، وبه قال عمر بن الخطاب والبصري وقتادة وابن عباس، وهو قول جمهور العلماء. القول الثاني: أنها كانت استثناء للنبي صلى الله عليه وسلَّم ولم يؤتها أحداً قبله، وبه قال ابن جرير وجماعة من المفسّرين. القول الثالث: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين القول الرابع: بمعنى ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ من المُثنّى الدالّ على اثنين، كالمعاني المتقابلة ( الجنة والنار، الهدى والضلال، الثواب والعقاب...الخ) وهو مأخوذ من معنى وصف القرآن كله في قوله تعالى: ( كتاباً متشابهاً مثاني) ************************************** س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟ لغة: مشتق من شَطَنَ وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر، يقال (نوىً شطون) أي بعيدة شاقّة. وقال الفراهيدي: (الشيطان فَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ). معنى وصف الشيطان بأنه "رجيم" الرجم في اللغة يعني الرمي بالشرّ وبكل ما هو ضار ومؤذٍ، ويكون حسيا أو معنوياً. فالرجم (الحسي): مثل الرجم بالحجارة، ورجم الشياطين بالشهب. وأما الرجم ( المعنوي): مثل الرجم بالسبّ والشتم والقذف والتخرّص. وفي معنى الرجيم قولان: أحدهما: أنه بمعنى مرجوم، كما يقال: لَعِين بمعنى ملعون، وقتيل بمعنى مقتول. والقول الآخر: أنه بمعنى راجم، أي يرجم الناس بالوساوس والربائث. قال ابن كثير: (وقيل: رجيم بمعنى راجم؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث والأول أشهر). والربائث جمع ربيثة وهي ما يحبس المرء عن حاجته ويثنيه عن القيام بمصالحه. والقولان صحيحان في المعنى إذ أن الشيطان هو رجيم مذموم وهي صفة ملازمة له، وهذا أقصى ما يكون في التحقير والذل والمهانة. وهو كذلك راجم لأتباعه وأعوانه عن طريق فتنتهم وتزيين الباطل لهم وأغوائهم عن طريق الحق. ************************************** س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى، وله تضاف الأسماء الحسنى فنقول الرحمن الرحيم من أسماء الله ولا نقول الله من أسماء الرحمن مثلا، ودليله قول الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى) قال أبو سليمان الخطابي: (وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، قد قبض الله عنه الألسن؛ فلم يُدْعَ به شيء سواه)ا.هـ. ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين: المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ قال ابن القيّم رحمه لله: اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّن واللزوم دلالة ظاهرة؛ فإنّ هذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، ويستلزم كمال ملكه وتدبيره. والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه لا في السماء ولا في الأرض، كما قال تعالى(وهو الله في السموات وفي الأرض) والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور: الأمر الأول: المحبة العظيمة، ولا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، حتى لا يقع في الشرك. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ). الأمر الثاني: التعظيم والإجلال لخالقه الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد لله الخالق. ************************************** س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟ عندما ذكر (الرحمن الرحيم) في البسملة، كان المقصد منها هو التبرك باسم الله تعالى والاستعانة به لفهم الايات وتدبرها، إذ أن ذلك لا يتحقق إلا برحمة من الله ورجاؤه به لتحقيق هذا الهدف. أما ذكر (الرحمن الرحيم) في أول السورة بعد (الحمدلله رب العالمين)، فكان مقصدها أن الله هو رب العالمين جميعا وأن رحمته وسعتهم ووسعت كل شيء، أي أن الله عظيم الرحمة، فكانت هذه الآيات بمثابة الثناء على رب العزة ومقدمة لما سيأس عنه في السورة. ************************************** س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين} لنتعرف أولا على معنى متعلق الاستعانة: أي ما يُستعان الله تعالى عليه، إذن هنا لدينا 3 عناصر: الاستعانة وهي الفعل المستعان به: وهو الله تعالى والمستعان عليه لم يذكر في الايات. وللعلماء في متعلق المستعان عليه قولان: الأول: نستعينك على عبادتك؛ لتقدّم ذكرها. الثاني: نستعينك على قضاء حوائجنا، وجميع شؤوننا؛ فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك. والصواب الجمع بين المعنيين؛ فكان حذا المتعلق هو ليشمل كل ما يستعان بالله عليه سواء عبادات أو حاجات العباد في دينه ودنياه، روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها). أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم. ************************************** س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟ الصراط لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب. وأصل الصاد فيها سيناً، حيث نَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم. ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع. واختلفت العرب في نظقها فبعضهم قرأها سراط (قراءة ابن كثير المكي) وبعضهم أشم الصاد صوت الزاي فقرأها كقراءة حمزة وأما قراءة أبي عمرو فقرأها بالزاي خالصة وقد رُسمت في المصحف صاداً على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها. وإنما اختير لفظ "الصراط" على غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها لحِكَمٌ ودلائل. المراد بالصراط المستقيم: لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته، ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛ وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم ودخل النار والعياذ بالله. ومن كان انحرافه بقدْرٍ لا يخرجه عن حدود هذا الصراط، وإنما يصرفه عن مراتبه العليا فهو في المرتبة التي ارتضاها لنفسه في سلوك هذا الصراط. وبهذا يتبيّن أنَّ السالكين للصراط المستقيم يتفاضلون في سلوكهم تفاضلاً كبيراً من أوجه متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفي الاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم. وقد اختلف السلف في المراد بالسراط المستقيم على عدة أقوال أذكرها مختصرة: القول الأول: دين الإسلام، وبه قال جابر والضحاك عن ابن عباس، وهو قول جمهور المفسّرين. والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وبه قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود. والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وبه قال ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري. القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر، رواه ابن أبي حاتم. فهذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم. قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ. ************************************** س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه » يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ». وهذا يوضح الرأي الراجح للعلماء في معنى التأمين أن المراد به هو موافقة تأمين الملائكة (وهم فئة مختصة بهذا العمل) أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأن يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذا قال الإمام: {ولا الضالّين}. لكن هناك قول آخر للعلماء -وهو ليس مقدم لأن فيه تفسير للنص على غير ظاهره- وهو مستند إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :: « إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام».وقوله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: « أكثروا الصلاة علي، فإن الله وكل بي ملكا عند قبري، فإذا صلّى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة». فهؤلاء ملائكة موكّلون بأمر السلام على النبي صلى الله عليه وسلم. ومثلهم ملائكة مختصون لطلب الذكر... لكن الأقرب لدلالة النصوص أنّهم ملائكة موكلون بالتأمين، وقد دلّ نصّ الحديث على أنّ ملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فنُجْري الخبرَ على ظاهره ، ونعتقد صحّته، ولا نجاوز في تفسيره ما دلّ عليه ظاهر النصّ. ************************************** س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ • توحيد الله عز وجلّ بأنواعه الثلاثة: توحيد الألوهية (الحمد لله) و (إياك نعبد) وتوحيد الربوبية (رب العالمين) و (إياك نستعين) وتوحيد الأسماء والصفات (الرحمن الرحيم) (مالك يوم الدين). • الإيمان باليوم الآخر: وأكثر ما يقترن مع الإيمان بالله وتوحيده هو الإيمان باليوم الآخر في قوله (مالك يوم الدين) فالدين هو الجزاء والحساب وهو يوم القيامة. • حمد الله وشكره والثناء عليه وهذا هو أعظم ما تقرب به العباد إلى ربهم سبحانه وتعالى • تُفرّق سورة الفاتحة بين لفظي الله والإله؛ فاسم الله مخصوص به وحده سبحانه، فهو اسم للذات القدسية العليا، ولا يتصف بها إلا المستحق للعبادة بحق، أما الإله فلفظ يُطلق على من يُعبد على حق أو على باطل. • نستخلص من سورة الفاتحة أن الدين ملخّص في قول الله عز وجلّ (إياك نعبد وإياك نستعين) كل الدين، الصلاة من إياك نعبد والزكاة من إياك نعبد والصوم من إياك نعبد والحج من إياك نعبد والذكر من إياك نعبد. والبيع والشراء والجهاد في سبيل الله والنكاح والقضاء والحدود وغيرها من (إياك نستعين) كلنا بحاجة أن نستعين بالله عز وجلّ في بيعنا وشرائنا وسعينا • ان تكرار لفظ الرحمن الرحيم يقتضي النظر إلى سياق الايات ومناسبة كل منها في موضعها. • أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: { رب العالمين } تبعها بقوله تعالى: { الرحمن الرحيم }. • إسناد النعمة إلى الله تعالى وحده في هداية الذين أنعم عليهم؛ لأنها فضل محض من الله والله الموفق؛؛؛ |
اقتباس:
الدرجة:أ+ |
المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة. 1. فاتحة الكتاب: سميت بهذا الاسم لأنها أول ما يستفتح ويبدأ به الكتاب، وهو أكثر الأسماء ورودا في الأحاديث والآثار الصحيحة 2. فاتحة القرآن: لأنها أول ما يقرأ من القرآن في الصلاة، وأول ما يقرأ من القرآن لمن أراد القراءة من أوله. 3. أم القرآن: لاحتوائها على مقاصد القرآن وأصول معانيه، وسائر السور بيان لهذه المعاني، وقيل: لتقدمها في الكتاب والصلاة، لكون العرب تسمي المقدم أما، لأن ما خلفه يؤمه. 4. الحمد لله رب العالمين: من تسمية السورة بأولها، كـ عم يتساءلون، وقد أفلح المؤمنون. 5. القرآن العظيم: كما في الحديث (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) وهذا يرجع إلى أن العظيم صفة مقيدة، وإطلاق لفظ القرآن على بعض آياته من باب لإطلاق الكل على الجزء. س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟ اختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال: الأول: سنة في الصلاة وخارجها، وهو قول جمهور أهل العلم، وهو الراجح الثاني: لا استعاذة في صلاة الفريضة، وجائزة في النافلة وفي غير الصلاة، وهو المشهور عن الإمام مالك. الثالث: أنها واجبة، ويُنسب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري. وتكون الاستعاذة قبل القراءة كما هو قول جمهور العلماء، وهو ترجيح ابن جرير واختيار ابن تيمية، وقال ابن الجزري: (هو قبل القراءة إجماعاً ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله) لأن العرب تطلق الفعل على مقاربته، كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن ابن أم مكتوم كان لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)). ولا يصح ما نُسب إلى الإمام مالك وحمزة الزيات بأن الاستعاذة بعد القراءة، استدلالا بظاهر قول الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم} اختلف اللغويون في معنى الباء في {بسم الله الرحمن الرحيم} على أقوال أصحها أربعة: الأول: للاستعانة، وهو قول أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وجماعة من المفسّرين. الثاني: لابتداء، وهو قول الفراء وابن قتيبة وثعلب وجماعة. الثالث: للمصاحبة والملابسة، وهو اختيار ابن عاشور. الرابع: للتبرك، وهو مستخرج من قول بعض السلف وذكره بعض المفسرين والأقوال الأربعة معانيها صحيحة، ولا تعارض بينها. س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟ العالم: اسم جمع لا واحد له من لفظه، يشمل أفرادا كثيرة يجمعها صنف واحد، فالعوالم أصناف المخلوقات في السماوات والأرض في البر والبحر من الإنس والجن، كما ذكر ابن كثير، فكل صنف من الحيوانات والنباتات والأفلاك والملائكة والجبال والرياح والسحاب والمياه وغيرها عالم. وقد اختلف المفسّرون في المراد بالعالمين على قولين: الأول: المراد جميع العالمين، وهو قول أبي العالية الرياحي وقتادة وهو قول جمهور المفسرين. الثاني: الإنس والجن، وهو مشهور عن ابن عباس وأصحابه سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وعكرمة، وروي عن ابن جريج، وهو قول صحيح المعنى كما قال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}، فهم المكلفون بالعبادة. وممن رجح القول الأول لعمومه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي واستدل بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما} س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد} ذكر العلماء في ذلك ثلاث فوائد: الأولى: إفادة الحصر، فأفادت معنى: نعبدك ولا نعبد غيرك، ومعنى: لا نعبد إلا إياك الثانية: تقديم ذكر المعبود جل جلاله. الثالثة: إفادة الحرص على التقرب س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟ ذكر الشيخ حفظه الله لذلك ثلاثة أوجه: الأول: حضور القلب عند الدعاء، فلا يستوي دعاء الغافل اللاهي ودعاء المدرك الواعي. الثاني: الإحسان في الدعاء، فلكل نصيب من الإجابة بقدر إحسانه في الدعاء، لذلك كان دعاء المتضرع المضطر ليس كغيره. الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فالأكمل للعبد أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحق ويتبع بها الهدى. س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟ ورد فيها لغتان مشتهرتان: الأولى: قصر الألف (أمين) على وزن فعيل، كما قال جبير بن الأضبط: تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا الثانية: مد الألف (آمين) على وزن فاعيل وذكر لغة ثالثة وهي آمّين، بتشديد الميم، ولا تصح كما قال ثعلب والهروي. وهي ليست من القرآن بإجماع العلماء، لهذا لم يكتبها الصحابة في المصاحف س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ - الترغيب في دعاء الله والتضرع إليه، وأن من آداب الدعاء أن يقدم السائل بين يدي دعائه: حمد الله والثناء عليه وتمجيده {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} - أن الحاجة إلى الهدى أعظم من أي شيء آخر {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} - لن تعبد الله حق عبادته حتى يعينك الله على ذلك {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} - الترغيب في سلوك سبيل الصالحين ومصاحبة أهل الخير وطلب حسن القدوة، والاعتراف بالنعمة {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} -الترهيب من سلوك سبيل الغاوين، والحذر من اتباع منهج اليهود ومنهج النصارى (العبادة بالبدعة والجهل) {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} - في نون نعبد إشعار أن الصلاة بنيت على الاجتماع {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} |
تقويم مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة المجموعة الثانية: الطالب هيثم محمد: أ+ أحسنت، أحسن الله إليك وزادك من فضله. |
المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني؟ - أما تسميته بالسبع فهو إشارة لعدد آياتها لهذا خالف العدد (سبع) المعدود (آيات) في التذكير والتأنيث. - وأما المثاني فاختُلف في معناه على أقوال: الأول: أن المثاني من (ثنّى) بمعنى (أعاد)؛ فسميت بالسبع المثاني لأنها تعاد في كل ركعة من الصلاة، وهو مروي عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، ورواية عن ابن عباس. الثاني: المثاني بمعنى الاستثناء، لأن الله عز وجل استثناها لنبيه صلى الله عليه وسلم، رواه ابن جرير عن ابن عباس. الثالث: المثاني من الثناء، لأنها مما يثنى به على الله عز وجل، ذكره الزجاج احتمالا. الرابع: المثاني مشتقة من المُثنى أو جمع مثنى، الدال على اثنين، لوجود المعاني المتقابلة في سورة الفاتحة مثل الثواب والعقاب، وحق الله وحق العبد ونحو ذلك. القول الأول قول جمهور العلماء. س2: ما معنى الشيطان؟ وما معنى وصفه بأنه رجيم؟ الشيطان مشتق من (شطن) وهو فعل يجمع معاني البعد والمشقة والالتواء والعسر، ويقصد به أن الشيطان بعيد عن كل خير، قال الخليل بن أحمد: (الشيطان فَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ). والرجم في اللغة بمعنى الرمي بالشر وما يؤذي ويضر وهو مستعمل في الأمور المعنوية والحسية. ووصف الشيطان بأنه رجيم على معنيين: الأول: رجيم على وزن فعيل بمعنى المفعول، أي أنه مرجوم؛ والشيطان وصفه اللازم أنه ملعون مطرود من رحمة الله عز وجل مذموم مقذوف بما يسوءه. الثاني: رجيم بمعنى (راجم) لأنه يرمي الناس بالوساوس والشر. وكلا المعنيين صحيح. س3: بيّن معنى اسم (الله) جلّ جلاله يشتمل اسم الله عز وجل على معنيين عظيمين متلازمين: الأول: أنه الإله الجامع لجميع صفات الجمال والجلال والكمال؛ ويدل بدلالة التضمن على أن له كمال الألوهية وهو معنى جامع لكل ما يؤله الله عز وجل لأجله، ويدل بدلالة الالتزام على أن له كمال صفات الربوبية سبحانه. الثاني: الله هو المألوه أي المعبود، المستحق للعبادة، والعبادة تجمع ثلاثة معاني متلازمة وهي المحبة والتعظيم والانقياد لله عز وجل وبقدر تحقيق العبد لهذه المعاني بقدر تحقيقه للتوحيد والإخلاص. س4: ما الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} مرتين في سورة الفاتحة ؟ تتبين الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} من تأمل سياق الآيات في الموضعين ومقصد الآيات: الموضع الأول: جاء ذكر {الرحمن الرحيم} في البسملة وفيها من معاني الاستعانة بالله عز وجل والتبرك باسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبره وفهمه ما يناسبه ذكر اسمي الرحمن الرحيم وما يتضمنانه من معاني سعة رحمة الله عز وجل وحصولها بخلقه، فمن آثار رحمة الله عز وجل أن يوفقه لحسن تلاوة القرآن وتدبره وفهمه والعمل به، فيمتلئ قلب العبد توكلا على الله عز وجل في حصول مراده. الموضع الثاني: {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم} مناسبة ذكر هذين الاسمين في هذا الموضع هو الثناء على الله عز وجل بسعة وعظمة وكثرة رحمته سبحانه بعد بيان عموم ربوبيته للعالمين، وناسب حصول هذا الثناء بين يدي سؤال العبد الله عز وجل الهداية في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} س5: ما فائدة حذف متعلَّق الاستعانة في قوله تعالى: {وإياك نستعين} حذف متعلق الاستعانة يفيد العموم فيشمل جميع ما يحتاج إليه العبد أن يستعين بربه عليه في أمور دينه ودنياه وفي جلب المنفعة ودفع المضرة روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين}: (على طاعتك وعلى أمورنا كلّها). س6: ما معنى الصراط في اللغة؟ وما المراد بالصراط المستقيم؟ لغة: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب. المراد بالصراط المستقيم: تنوعت عبارات السلف في بيان المراد بالصراط المستقيم، ويجمع عباراتهم خمسة أقوال: الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله رضي الله عنه، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول جمهور المفسّرين. ودليله حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد. الشاهد: قوله صلى الله عليه وسلم: (والصراط: الإسلام) الثاني: كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال فيها: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله) رواه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك. وروي من حديث الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم). رواه ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي وغيرهم. والحارث الأعور متروك الحديث. ومن اتبع القرآن فقد اتبع دين الإسلام، واتبع الصراط المستقيم. الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أيضاً: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان. الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري. وسبب هذا القول ما حصل من الفتن ونشأة الفرق بعد مقتل عثمان رضي الله عنه فأراد ابن عباس رضي الله عنهما وأبو العالية بيان أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأن اتباعهم من لازم اتباع الصراط المستقيم. الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر، رواه ابن أبي حاتم. وهو وصف للصراط المستقيم، فكل ما عداه فهو باطل. ولا شك أن تفسير الصراط المستقيم جاء من تفسير القرآن بالقرآن في الآية التالية: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وكل هذه الأقوال ينطبق عليها هذا المعنى وهي متلازمة؛ فمن اتبع دين الإسلام يلزمه اتباع القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين من بعده، وطريقهم طريق الحق، طريق من أنعم الله عليهم، جعلنا الله جميعًا منهم. س7: ما معنى موافقة الملائكة بالتأمين؟ أي وافق وقت تأمين المأموم تأمين الملائكة، فيؤمن تأمين صحيحًا إذا قال الإمام: (ولا الضآلِّين). قال الشيخ عبد العزيز الداخل: (قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه » يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ») ولا نعرف حقيقة كيفية هذا الأمر، وظاهره أن هناك ملائكة مخصصون لهذا العمل، والله أعلم. س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ الفوائد التي استفدتها والحمد لله من دراسة هذا التفسير ومراجعة مختصره كثيرة ولله الحمد، من أهمها: 1. الحاجة إلى الاستعاذة دائمًا من الشيطان الرجيم، فإذا كان في كل حال له يرجم الإنسان بوساوسه ولا ييأس من كيده وإضعافه للمؤمنين؛ فلا ينبغي أن نكف عن الاستعاذة بالله عز وجل ليدفع عنا شره، فنستعيذ به عند قراءة القرآن وغيرها من كل الأمور التي تهمنا، وكم من أعمال حصل للمرء له فيها تثبيط ولما استعاذ بالله من الشيطان الرجيم نشط وأعانه الله على إتمامها. 2. الاستفادة من معاني الباء في البسملة؛ واستصحاب هذه المعاني من التبرك والاستعانة عند كل أمر نبدأه بالبسملة. 3. الحمد لله رب العالمين لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، فالحمد لله الذي علمنا كيف نحمده والحمد لله أنه ربنا ورب العالمين والحمد لله الذي هو الله الأحد ولا معبود بحق سواه. 4. الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم فلا ييأس من رحمته أحد، بل لابد من استشعار رحمته في أمر الإنسان وفي أمور من حوله فهو مما يعينه على حمده وشكره وحسن عبادته. 5. استفدت من قوله تعالى: {مالك يوم الدين} تفويض الأمر لله عز وجل والاكتفاء به عما سواه فحقيقة المُلك والمِلك له، وإن كان هذا يظهر جليًا يوم القيامة لكل أحد، لكن على المؤمن أن يستشعر هذا المعنى في دنياه ويؤدي حقه من حسن التوكل عليه والاكتفاء به. 6. تحقيق الإخلاص على مراتب كثيرة يتفاوت فيها الناس، ولابد من المجاهدة لتنقيته من كل شائبة والدخول فيمن حققوا تمام قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} 7. الاستعانة بالله على إخلاص عبادته، ومن وُكل إلى نفسه هلك. {وإياك نستعين} 8. اعتقاد الحاجة الدائمة للهداية فلا يصيب القلب العجب والغرور، بل هو دائمًا متقلب إلا أن يثبته الله عز وجل، وتُعرض عليه الفتن كالحصير عودًا عودًا فإذا لم يستعن بالله عز وجل على الهداية في هذه الفتن هلك، لهذا لابد من استحضار الحاجة دائما للهداية عند ترديد هذا الدعاء في الصلاة (اهدنا الصراط المستقيم) 9. يستفاد من التعبير بضمير الجمع في قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم) الذل والخضوع لله عز وجل فأنت واحد من بين عباد كثر لله عز وجل، ويستفاد منه عظمة الله عز وجل، ويستفاد به الرحمة للمؤمنين والدعاء لهم والتواضع لهم. 10. الأنس بسير الصالحين ومن سبقوا على الصراط المستقيم وإن لم نعلمهم، أنسًا بجزائهم الذي وعدهم الله عز وجل به وعرّف به صراطه المستقيم: (صراط الذين أنعمت عليهم) فلا يعتقد السالك انفراده على هذا الطريق ولا يستوحش من قلة من يراهم من السالكين. 11. الحذر من العمل بلا علم كالنصارى ومن شابههم، والعلم بلا عمل كاليهود ومن شبههم، حذرا من جزائهم الذي توعدهم الله عز وجل به وهو الغضب والضلال: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ولم يبق إلا سبيلا واحد وهو الحرص على العلم والعمل بلغنا الله وإياكم وأعاننا وإياكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى. |
اقتباس:
التقدير: (أ+). أحسنتِ، بارك الله فيكِ وسددكِ. |
المجموعة الرابعة:
س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل. سورة الفاتحة مكية ، لأن سورة الحجر مكية باتفاق العلماء وفيها نزلت قول الله تعالى :(( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم )) ، عن أبي سعيد بن المعلى قال ، كنت أصلي فالمسجد ، فناداني رسول الله صلى الله عليم وسلم فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله : ((استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) ، ثم أخذ بيدي وقال : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، فلما أراد أن يخرج قلت : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ، قال : "الحمد لله رب العالمين " ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم " .............................................................................................. س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟ الأستعاذة ليست بقرآن وإنما هي ذكر ودعاء ، وقد جرت عادة القراء على ترتيلها ،عند من رأى الجهر بها ، كما رتلوا التكبير والتهليل ، ومنهم من رأى عدم ترتيلها لانها ليست بقرآن ، والصحيح الأخذ بما عليه أئمة القراء ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اقرأوا كما علمتم " . ................................................................................................. س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟ الرحمن ، ذو الرحمة الواسعة التي وسعت رحمته كل شيء ، والاسم على وزن فعلان الذي يدل على السعة والامتلاء وبلوغ الغاية ، كقولك غضبان لمن امتلئ غضبا وعطشان وجوعان ، والرحيم ذو الرحمة الواصلة الذي يرحم عباده برحمته ، وهي فعيل بمعنى فاعل ، أي راحم ، وهي من أوزان المبالغة ، والمبالغة تكون للكثرة وتكون للعظمة ، فالله سبحانه يرحم عبده برحمات عظيمة يعجز عن شكرها ، ويرحم عباده على كثرتهم . والرحمة نوعان : رحمة عامة : لجميع خلقه ، يرزقهم وينعم عليهم ويغدق عليهم من خيراته رحمه خاصة : لعباده وأوليائة ، يسبب لهم أسبابا تزيد لهم في إيمانهم ويحفظه لهم ويثبتهم عليه ، وينصرهم ويوفقهم ويستجيب دعائهم ويفرج كرباتهم . والحكمة من اقترانهما : الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه ، ورحيم دالة على فعله ، من إيصال تلك الرحمة العظيمة التي بلغت الكمال إلى عباده .فهو عظيم الرحمة لعبده في أقداره وتدبيره لأنه الرحمن . .................................................................................. س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟ في قوله تعالى : ((مالك يوم الدين )) قراءاتان صحيحة ثابتة القراءة الأولى : ((مالك يوم الدين )) ، وهي قراءة عاصم والكسائي ، ويظهر في ذلك اليوم عظمة أملاكه ، ويظهر كمال غناه وكمال فقر عباده (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )) ، وقال تعالى (( إنا نحن نرث الأرض ومن عليها )) ، وقال تعالى : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )) . والقراءة الثانية : ((ملك يوم الدين )) ، وهي قراءة نافع ، وابن كثير وحمزة وابن عامر ، قال تعالى : ((لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )) فيظهر في ذلك اليوم قوة نفوذه وقهره على خلقه وكمال تصرفه فيهم ، ويتساوى فيه الخلق كلهم عبيد بين يدي ملك الملوك ، والجمع بين القرائتين يفيد معنى آخر ، يستلزم التمجيد لله والتفويض إليه ، فهو المالك الحقيقي الذي سيسأل العبيد عن أملاكهم وأماناتهم التي ملكهم إياها في الدنيا اختبارا وابتلاءاء وهو الملك المتصرف بكمال قهره ونفوذ سلطانه ، فقد زال الملوك وزالت أملاكهم . ..................................................................................... س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها. الاستعانة : طلب العون والاعتماد على المستعان به في جلب النفع ودفع الضر والمستعيذ بالله مستعين به في دفع مكروه وشر ، والمستغيث به : مستعين بالله في تفريج الكربة ، فالداعي مستعين بالله والمتوكل مستعين به وكذا المستهدي ، فالاستعانة أوسع معاني الطلب . وكل سبب يبذله العبد لجلب ننفع أو دفع ضر لا بد فيه من عون الله ، لأنه لا يوجد سبب يستقل بالطلب ، إذ لا بد فيه من أسباب معينة يسببها الله ، وعوائق يصرفها ، ثم الثمرة والنتيجة لا تكون إلا منه سبحانه . والاستعانة قسمان : استعانة العبادة : وهي ما يصاحبها في قلب المستعين معان تعبدية من الخوف والرجاء والتعلق والمحبة ، وهذه الاستعانة لا يجوز ان تكون إلا بالله ، ومن صرفها لغيره أشرك شركا أكبر مخرج من الملة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : " وإذا استعنت فاستعن بالله ". استعانة التسبب : وهو بذل السبب رجاء نفعه مع تعلق القلب بالله والعلم أن النفع والضر بيد الله وحده وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن . وحكمها بحسب حكم السبب وغرضه ، فإن كان السبب مشروعا والغرض مشروعا كانت الاستعانة مشروعة ،وإن كان الغرض غير مشروع أو السبب غير مشروع كانت الاستعانة غير مشروعة ، قال تعالى : ((واستعينوا بالصبر والصلاة )) . .................................................................................... س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} ليشمل كل مراتب الهداية من البيان والإرشاد للطريق المستقيم والإلهام والتوفيق ، فيبصره الله سبحانه بالحق ويجعله مريدا له ويعينه على اتباعه والعمل به ، مع تثبيته على الحق وزيادته الإيمان واليقين والعلم . ................................................................................. س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟ نعم على القول الراجح ، يؤمن المأموم مع الإمام في الصلاة الجهرية ، وفي الحديث : " وإذا قال ولا الضالين : قولوا آمين " وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر آمين ، ويمد بها صوته والظاهر أنهم يؤمنوا مثل تأمينه ، روى إسحاق بن راهويه عن عطاء : " أدركت مائتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام ولا الضالين سمعت لهم ضجة بآمين " . ................................................................................. س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ • العلم بشدة عداوة الشيطان للإنسان وطلب العوذ منه بالله وحده لأنه هو من بيده العصمة منه . • العلم ببعد الشيطان عن كل خير ، وأن معصية الله تبعد الإنسان من كل خير • مجاهدة الإنسان نفسه والشيطان في وساوسه ومثبطاته عن مصالحه وأهدافه . • التبرك والاستعانة باسم الله واستصحابه عند تلاوة القرآن راجيا رحمة الله وفتحه بهداياته وأنواره وتبصرته وزيادة الإيمان والعلم واليقين . • استشعار كمال الله والثناء عليه في صفاته وأفعاله وجميل إنعامه • استشعار أن ربوبية الله قائمة على الرحمة وأن رحمته وسعت العالمين ، فيعينه ذلك على الاستسلام له سبحانه في أقداره الشرعية والكونية . • الاستعداد ليوم الدين والعلم بأنه أعظم يوم لكل عبد فيه يتحدد مصيره الأبدي لذا يطلب من الله الهداية ليكون ذلك اليوم راضيا مرضيا . • معرفة فضل الاستعانة ، وأنه لا خير يصيبه العبد إلا بعون الله سبحانه وتوفيقه . • معرفة فضل دعاء طلب الهداية وأن الله يعامل العبد بحسب ما قام من قلبه من حضور قلب وصدق نية وعزيمة وافتقار وتبروء من الحول والقوة وحسن ظن بالله . • معرفة أن الدين ميسر سهل لا حرج فيه وأنه لا طريق لرضا الله وجنته إلا من خلال ما شرعه لنا . • الاعتزاز بالدين وطلب الثبات عليه لما يعلم العبد أن الله اصفاه ومن عليه مع من أنعم الله عليهم ، فلا يغتر من كثرة الهالكين ولا يستوحش من قلة السالكين . • الحرص على عدم متابعة اليهود والنصارى ومخالفة سننهم . |
اقتباس:
التقويم: أ+ أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ |
مجلس مذاكرة
مختصر تفسير سورة الفاتحة المجموعة الثالثة : ج1- معنى تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني ،هناك ثلاثة أقوال لأهل العلم في ذلك : 1- لأنها تثنى، أي تعاد في كل ركعة ،بل هي أكثر مايعاد ويكرر في القرآن ،وهو يروى عن عمر والحسن وقتادة ،وهو قول الجمهور . 2- لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم ،فلم يؤتها أحد قبله ،وهو يحكى عن ابن عباس. 3- لأنها مما يثنى بها على الله تعالى ،وذكره الزجاج احتمالا. 4- مادل على اثنين اثنين ،كأنه جمع مثنى، أو مشتق من المثنى الدال على اثنين، كالمعاني المتقابلة الحق والباطل وحق الله وحق العباد وعلى علوم مثناه ،من الوعد والوعيد والأمر والنهي. ج2: معنى الشيطان ومعنى وصفه بالرجيم ،الشيطان : مشتق من " شطن "، على الراجح وهو لفظ جامع للبعد والمشقة والالتواء والعسر ،وتقول بئر شطون : فيقال من شطن ،أي : بعد، معنى وصفة بالرجيم : الرجم لغة : الرمي بالشر ، وبما يؤذي والضر ،ويكون في الأمور الحسية والمعنوية، من الأول : الرجم بالحجارة ، ورجم الشياطين بالشهب من الثاني : الرجيم بالقول السيء ،من السب والشتم والقذف والتحريض، والرجيم بمعنى مرجوم ،أو معنى راجم : أي يرجم الناس بالوساوس وكلاهما صحيح ، لأنه رجيم مذموم ومقذوف بما يسوءه، حقير جداً ،ذليل مهان ،وهو راجم لاتباعه بسهام الفتن. ج3: معنى اسم الله جل جلاله : هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى ،وهو أخص أسماء الله، وأعرف المعارف ، وتضاف الأسماء الحسنى إليه كلها ،وهو اسم لم يسمَ به أحد، ويشمل معنيين عظيمين متلازمين. 1- هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجمال والجلال ،وهو جامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى، ودلالته على سائر الأسماء بالتضمن واللزوم ،وهو تضمن كامل الألوهية لله ، وجامع لكل ما يؤله الله تعالى لأجله ،ويستلزم كمال ربوبيته وملكه وتدبيره . 2- أو هو المألوه ، أي : المعبود الذي لا يستحق العباده سواه ، في الأرضين والسموات، ج4/ الحكمة من تكرار ذكر الرحمن الرحيم مرتين في سورة الفاتحة : تبين بتأمل سياق الآيات في الموضعين ومقاصد تلك الآيات : الموضع الاول : البسملة وغرضها الاستعانة بالله والتبرك بذكر اسمه ،واستصحابه عند تلاوة القرآن الكريم وتدبره وتفهمه وأن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد يكون برحمة الله والتعبد لله بذكر هذين الاسمين ،مما يفيض على قلب القارئ من الإيمان والتوكل ما يعظم به رجاؤه لرحمة ربه وإعانته على تحقيق مقاصده من التلاوة . الموضع الثاني : الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم ، ذكر الله الحمدلله بربوبيته للعالمين، فيكون لما يناسب رحمة العالمين في جميع معانيها وسعتها لجميع العالمين، ورحمته وسعت كل شئ ،وهو سبحانه عظيم الرحمة كثير الرحمة ،ويكون ذكر الاسمين من باب الثناء على الله تقدمة بين يدي مسألته فائدة حذف متعلق الاستعانة في قوله "وإياك نستعين" المراد متعلق الاستعانة ما استعان الله تعالى عليه فهنا استعانة ومستعان به ومستعان عليه. الاستعانة : فعل العبد والمستعان به : هو الله ومتعلق الاستعانة يرجع إلى معنيين 1- نستعينك على عبادتك لتقديم ذكرها. 2- نستعينك على قضاء حوائجنا وجميع شؤوننا ، فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك ،والصواب الجمع بين المعنيين ،فكلاهما حق فالأول طلب الإعانة على أداء حق الخالق ،والآخر طلب الإعانة على ما يحتاجه المخلوق . ج6/ معنى الصراط في اللغة معناه : الطريق الواضح الواسع المستقيم الموصل للمطلوب ،والصاد منقلبة على السين سمي كذلك لأنه يسترط المارة ، أي : يسعهم، المراد بالصراط المستقيم : هو ما فسره الله في الآية التي تليها " صراط الذين أنعمت عليهم " وهو وصف جامع مانع لما يوصل لرضوان الله وجنته ،وينجي من سخطه وعقوبته، والله قد يسر الدين ووسع على عباده ،فلم يجعل عليهم فيه حرج وجعله شريعة سمحاء مستقيمة لا تناقض فيها ،وكلما زاد المرء عملا صالحا ازداد استقامة على الصراط وهذا الصراط " له : سواء هذا أوسطه وأعدله ، وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون ،وله حدود وللسالكين فيه تفاضل في سلوكهم تفاضلا كبيرا من أوجه متعددة سواء في مراتب السلوك أو الاستباق فيه ،وفي الاحتراز من العوارض فيه ج7: معنى موافقة الملائكة بالتأمين : قال رسول الله " فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه " وأقرب الأقوال في ذلك : أن الملائكة في السماء تؤمن إذا أمن الإمام، فمن وافق تأمينهم غفر له ماتقدم من ذنبه ، ففيه توقيت بين تأمين المأموم وأنه وقت تأمين الملائكة وهو يصدق على صنف من الملائكة موكلون بهذا العمل وخلاصة الأمر : أي أن يوافق الملائكة وقت تأمينهم بأن يؤمن تأميناً صحيحاً مع تأمين الملائكة وذلك إذا قال الأمام ولا الضالين . ج8: الفوائد السلوكية المستفادة من دراسة تفسير سورة الفاتحة : منها 1- أن لها فضل في استجابة الدعاء، وأعظم دعاء المسلم بها بطلب الهداية. 2- أن يسير المسلم على آداب الدعاء الواردة بها بالحمد أولا ثم الثناء ثم التمجيد إفراد العبودية لله والاستعانة به . 3- أن يتوجه المسلم لحمد الله وشكره كل وقت على جميع نعمه. 4- أن يقرأها المسلم باستحضار أنها سبب للشفاء وقضاء الحوائج . 5- أنها رقية للمريض من مرضه وسبب لذهاب وزوال المرض والاستطباب. 6- استحضار عظمة صفات الله سبحانة ودلالاتها على المعاني العظيمة . 7- أن فيها تحقيق الصلة بين العبد وربه وزيادة العلاقة والعبودية والتوحيد. 8- أنها تشعر المسلم بالعقيدة والتوحيد الخالص من خلال اشتمالها على أنواع التوحيد الثلاثة، الربوبية و الألوهية والأسماء والصفات ،فيكون أقرب إلى الإخلاص في العمل . 9- أنها الطريق المستقيم والقيام بأوامر الله . 10- أن يعتني المسلم بأمر جماعة المسلمين ممن حوله ،من خلال استخدام ضمير الجمع في مواضعها. 11- مفتاح كل خير وتحقيق لكل سعادة مرتجاة، عامة وشاملة. 12- دوام حمد الله والثناء عليه بكل أنواع المحامد اللائقة به سبحانه. 13- دوام الشكر لله على كل نعمه الظاهرة والباطنة ،كل وقت وكل حين وفي كل مكان وعلى أي حال. 14- أن يلتزم المسلم بالاستقامة الدائمة على أمر الله ومنهجه وشرعه دون حيدة أو انحراف. |
اقتباس:
اقتباس:
التقدير: (أ). أحسنت، بارك الله فيك وسددك. |
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة: س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل. مكية؛ وذلك لأن الله قال في سورة الحجر: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}؛ ولقد ورد أن معنى (سبعا من المثاني والقرآن العظيم) أنها الفاتحة على القول الراجح وهو قول الجمهور؛ وذلك لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للآية كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في البخاري حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم" ، وكما في حديث أبي سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- في البخاري الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: "الحمدلله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"؛ وسورة الحجر مكية باتفاق المفسرين. وورد هذا التفسير عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟ اختلف العلماء في ذلك على قولين: 1. تقرأ بالتجويد لأن ذلك عمل كثير من القراء؛ والتلاوة مما يؤخذ بالتلفي، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا كما علمتم" ، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ آمين في الصلاة مادا بها صوته، وهي ليست من القرآن إجماعا. وهذا هو قول الجمهور. 2. لا تجود؛ وذلك لأنها ليست قرآنا. الراجح هو قول الجمهور. س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟ الرحمن على وزن فعلان الدال على الامتلاء وبلوغ الغاية، فكما يقال شبعان أي: امتلاء شبعا، وغضبان أي: بلغ الغاية في الغضب. وعلى هذا فهو يدل على عظيم سعة رحمة الله كما قال تعالى {ورحمتي وسعت كل شيء} فهي شملت كل شيء؛ حتى من رحمته أنه يرزق الفاجر والكافر، ويرحم الكافر ويكشف عته السوء لو دعاه مضطرا كما في تفسير بعض العلماء لقوله تعالى: {أ فمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}. وعلى هذا فهي صفة ذاتية لله تعالى. أما الرحيم فهي على وزن فعيل بمعنى فاعل، فيكون معنى رحيم راحم، وهي صفة مبالغة تدل على الكثرة والعظمة، وهي صفة فعلية لله تعالى، فبهذه الصفة يوصل الله رحمته لعبادة، كما قال تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيما}. وسبب اقترانهما ليدل اسم الرحمن على صفة الله الذاتية الواسعة ويدل اسم الرحيم على صفته الفعلية التي يوصل بها رحمته لعباده متى شاء وكيفما شاء ولمن شاء منهم، فالرحمن صفة تتعلق بذات الله ، والرحيم صفة تتعلق بالمرحوم، كما جاء عن ابن القيم معناه. س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟ وردت قراءتان: 1. مالك يوم الدين، بألف، وهي قراءة عاصم والكيسائي. 2. ملِك يوم الدين، بدون ألف، وهي قراءة البقية. أثرها: على معنى قراءة الجمهور، في يوم القيامة-لأن الدين بمعنى الجزاء من قول العرب دنته إذا جازيته، كما قال تعالى: {وإن الدين لواقع}- تتجلى مظاهر المُلك لله وحده؛ فكل ملوك الدنيا يضمحل مُلكهم ويزول سلطانهم ولا تكون لهم عزة ومنعة ولا آمر ولا ناهي إلا الله، ويأتون ربهم كغيرهم من الخلق؛ عبيد مذلولون مقهورون لربهم، حفاة عراة غرلا، فتتجلى مظاهر العظمة والسلطان والقدرة والعزة والمنعة والغنى لله برؤية عظيم ملكه وسلطانه، وشدة بطشه بأعدائه وكريم رحمته بخلقه الطائعين وعظيم عدله بالعاصين، وسرعة حسابه وقهره لخلقه؛ أن قدر عليهم وجازاهم بغير ظلم ووفى كل عامل بعمله فلم تخف عليه خافية ولم يعجزه أحدا منهم ولا يمكن لأحد منهم أن يتكلم إلا بإذنه، كما قال تعالى: {وألقوا الى الله يومئذ السلم} أي استسلموا وخضعوا. وهذه صفة كمال لله تجمع التمجيد والتفويض لله. وعلى معنى قراءة عاصم والكيسائي، أي أنه في يوم القيامة الكل يأتيه بلا ممتلكات، فلا يملِك أحد منهم شيئا، بل يأتونه حفاة عراة غرلا، ولايملك أحدهم لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يملك بعضهم لبعض شيئا، كما قال تعالى {وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا}، فيتجلى عظيم مِلكه في ذاك اليوم لكل شيء، فإن كانت جهنم تأتي يوم القيامة ومعها سبعون ألف زمام ويجر كل زمام سبعون ألف ملك، غير الملائكة المتواجدين، فجهنم والجنة والملائكة والناس والحيوانات وغيرها مما يراه الناس واقع في ملك الله. وهذه صفة كمال لله تجمع التمجيد والتفويض لله. وفي الدنيا من الناس من هو مالك يملك -بكسر اللام- كثيرا أو قليلا، وليس بملك، ومنهم من هو ملك يملك -بضم اللام- ولايملك، وفي يوم القيامة تتجلى مظاهر المِلك والمُلك لله وحده؛ فيكون الله هو الملك المالك فتجتمع فيه الصفتان وهذه صفة كمال أخرى. واجبنا أن نصدق بالقراءات ونقبلها مادامت صحيحة ونعمل بها، فالجمع بينها يزيد الآية اثراءا لمعناها، بخلاف الأحاديث؛ فقد تختلف المعاني ووتضاد، فيعمل بأحدها ويرد الاخر ولو كان صحيحا في نفسه كالحديث الشاذ. س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها الاستعانة قسمان: 1. استعانة تعبدية وهذه لا تكون إلا لله، كما قال تعالى: {إياك نعبد} أي لا نعبد إلا إياك؛ لأن تقديم ما حقه التاخير يفيد الحصر والاختصاص، فالاستعانة كعبادة قلبية لا تكون إلا بالله، لأننا نعلم أن النفع والضر لا يكون إلا من الله، وغيره أسباب قد تنفع وتضر من بعد إذنه، كما قال تعالى عن السحرة: {وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله}. 2. استعانة تسبب: أي يجوز لنا الاستعانة بشيء أو بأحد، من باب الاستعانة بالسبب لا الاعتقاد بأنه النافع الضار لوحده من دون الله، وذلك كاستعانتنا بالقلم للكتابة وبالعلماء للفتوى. والنوع الاول يحرم صرفها لغير الله والثاني تجوز من دون التعلق بها لئلا تدخل في الاستعانة الشركية. 6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} فعل الهداية عادة يعدى باللام أو بإلى، فمن الأول: قوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا} ومعنى الهداية هنا هداية الإلهام والتوفيق، ومن الثاني: قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} ومعنى الهداية هنا هداية الإرشاد والدلالة. وقد يأتي معدى بنفسه كما في سورة الفاتحة، والحكمة ليشمل جميع هذه المعاني، فيكون المقصود به سؤال الله الهدايتين. س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟ لا خلاف في سنية قول آمين للمأموم، لكن اختلفوا في الجهر بها على قولين: 1. يجهر في الصلوات الجهرية نفلا أو فرضا، ويسر في السرية، وهو قول الجمهور. 2. يخفي التأمين في الصلوات جميعها سرية كانت أو جهريا، نفلا وفرضا. والراجح قول الجمهور وذلك: • للحديث الذي بوب له البخاري باب جهر المأموم بالتأمين، وفيه وإذا قال الإمام: {ولا الضالين} فقولوا {آمين}. فهو أمر منه صلى الله عليه وسلم؛ والأمر أوكد من الفعل. • لفعل الصحابة رضي الله عنهم حيث روي عن عدد من التابعين أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بآمين حتى تسمع للمسجد رجة، قال عطاء: أدركت مائتين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا قال الإمام {ولا الضالين} سمعت لهم ضجة بآمين. س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ 1. أن علينا اعتقاد أن الفاتحة دعاء، فيجب أن نستحضر قلوبنا في قراءتها داخل الصلاة أو خارجها حتى يرحمنا الله ويتقبل دعاءنا بهدايتنا وإعانتنا على ذلك، كما في حديث (لا يقبل الله من عبد دعاه بقلب غافل). 2. يستحسن قول آمين بعد ختم السورة زيادة في التوسل بقبول دعائنا. 3. علينا المواظبة على قول آمين في الصلوات وخارجها بعد انتهاءنا من قراءة الفاتحة كي نكسب مزيدا من الحسنات لأن قولها سنة. 4. علينا أن نتأسى بالقرآن في سائر دعائنا بأن نقدم بين دعائنا وطلبنا صدقة نتقرب بها إلى الله سواء كانت مادية أو لفظية ، فكما استبق الله سؤاله الهداية والإعانة بقول {الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مللك يوم الدين} بما فيها من الحمد والثناء لله والتفويض والتمجيد له، فيجب علينا أن نثني على الله بما هو أهله ونصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل ذكر مطلوبنا وإن تصدقنا بالمال كذلك قربة لله حتى يكون أقرب لقبول الدعاء يكون أحسن كما يدل عليها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} وهي وإن كانت آية منسوخة الحكم وبخصوص النبي صلى الله عليه وسلم فهي بحق الله عز وجل من باب أولى. 5. يجب علينا أن نحرص بأن نوحد قلوبنا لله في استعانتنا به، ونعلم بأن النافع الضار هو الله على وجه الحقيقه، وأنه بيده مقاليد كل شيء، ونواصي الخلق وقلوبهم بيده، فهو المسخر بالأسباب ابتداء، والنافع بها تاليا، ولو شاء الله لعدمناها، ولو شاء لما انتفعنا بها وإن وجدت، فكل ما يأتينا من خير فمنه سبحانه وكل ما يصيبنا من شر فمن أنفسنا بقدر من الله. 6. علينا أن نحرص على طلب الهداية من الله في كل شؤوننا، بأن يرشدنا ويدلنا لما فيه خير دنيانا وأخرانا، وبأن يوفقنا ويلهم قلوبنا العمل بما علمنا إياه، وبأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه. 7. علينا أن نعود أنفسنا على طلب العون من الله في كل أمورنا حتى نوفق، وأن نستحضر ذلك دوما، وألا نتكل على أنفسنا أو غيرنا من الأسباب حتى لا نخذل ولا ننتفع بالأسباب. 8. علينا ألا نقنط من رحمة الله حال كثرت ذنوبنا وقنطنا الشيطان بأن لا رجوع وأن الران قد غطى على قلوبنا وقيدتنا الذنوب وتسلسنا بها، بل لابد من أن نستعين بالله على شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وعلى شياطين الإنس والجن الذين يزينون لنا المعاصي ويقنطوننا في رحمة الله من أن تتداركنا، ونعلم أن الله هو الهادي للصراط المستقيم وحده فنستغيث به ونلوذ به بقولنا من قلوبنا بتذلل وتضرع وافتفار وعجز {وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم}. 9. علينا أن نتوسل لله بصالح أعمالنا قبل سؤالنا مطلوبنا، كما قال تعالى: {إياك نعبد} قبل سؤاله الإعانة والهداية، تضرعا له وتذللا بسابق طاعتنا له، لا منة منا عليه، وكما في حديث الثلاثة نفر الذين دخاوا كهفا فسدته صخرة فتوسلوا لربهم بصالح أعمالهم حتى فرجها الله عليهم فخرجوا يسيرون. 10. علينا أن نعلم أن الصراط واحد، فمن رام الحق فعليه بالسنة ولا يتشعب في طرق أهل الزيغ والضلال من المبتدعة وغيرهم من أهل الفسق والمعاصي. 11. علينا بالاستتان بالذين أنعم الله عليهم وليكونوا قدوتنا، ولا يكن أهل الكفر والمعاصي قدوتنا كعلماء الضلال والفنانين ولاعبي الكرة وغيرهم كافرا كان أو مسلما. 12. علينا بالاستعاذة بالله قبل قراءة القرآن مستحضرين معنى الاستعاذة وأهميتها، حتى ينفعنا الله بها. 13. علينا استحضار أن قول (بسم الله الرحمن الرحيم) آية نتعبد الله بها ونفرح بأجر قراءتها. 14. علينا قول (بسم الله) عند ابتدائنا بكل أمر ذي شأن، مستحضرين كل معاني حرف الجر الباء من المصاحبة والاستعانة والبركة لما هو بين أيدينا سواء كان عملا بدنيا أو قوليا من أعمال الدنيا كطبخ وكنس وأعمال مكتبية، أو أعمال الآخرة من باب أولى كقراءة قرآن وصلاة وحفظ متون. 15. علينا استحضار أن كل النعم التى تترى علينا فهي برحمة الله لنا ولم نستجلبها بحولنا ولا بقوتنا، وهذا يدفع عنا الكبر، ومن ناحية أخرى يجعلنا نستحي من الله في أن نحازيه بمعصيته، وهذا يزرع في أنفسنا عظيم محبة الله الذي يسترنا ويصبر علينا حتى نتوب فاذا تبنا تقبل توبتتا برحمته، هذا الرحمن الذي من مظاهر رحمته أنها وسعت الكافر المبارزة بالمعاصي، فسبحانك ربي ما أكرمك، ومن ثمرات طرد الكبر أن لا نقع في مذمة واحتقار العصاة وإن كنا نبغض المعصية، وأن نتخلص من الغيبة التي قد تصيب أحدنا أو الشماتة بأحدهم، ومن ثمرات الحياء يدفعنا لترك المعاصي حياءا منا أن يرانا الله في مواطن غضبه ومن ثمرات المحبة أن نطيعه فيما يحبه حتى لا يفقدنا في مواطن مرضاته. 16. كما علينا أن نستشعر عظمة (مالك يوم الدين) الملك المالك الذي يزول كل ملك في يوم القيامة إلا ملكه ولا يبقى ملك غيره فجميع العباد يأتونه سواسيه بلا حذاء ولاكساء، عبيد مربوبون عاجزون، وهذا يزرع في قلوبنا الخوف منه واتقاء غضبه بطاعته. 17. علمنا بأن الشيطان مطرود من رحمة الله؛ رجمه بكل صفة ذميمة وتوعده بعذابه، وعلمنا أن الشيطان راجم لمتبعيه وأوليائه وضعاف المؤمنين بالوساوس والربائث وبتزيينه الباطل لهم، يجعلنا نتيقين عظيم خطره فنفر منه فرارنا من الأسد أو المجدوم، وذلك بمعاندته، فنأتي بكل ما ينهانا عنه ونذر كل ما يأمرنا به. 18. علمنا بأن الاستعاذة هي الداوء الناجع في رد الشيطان وشره يزيدنا قوة ونعلم أننا في منعة مادمنا في جناب الله نعمل بطاعته فلا نخشى إلا الله، فتقرب له بالطاعات ليحبنا فتتغمدنا رحمته الخاصنة وتصيبنا معيته الخاصة، كما قال في الحديث القدسي: "لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أكون سمعه الذي يسمع به..."، وكما قال: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"، أي أعلمته. 19. الهداية أعظم نعمة يمتن بها الله على عباده {أنعمت عليهم}؛ فمن أنعم عليه بها فليستشعر بنعمة الله عليه وليشكره عليها ليزيده ويثبته {ولئن شكرتم لأزيدنكم}، ومن لم ينعم عليه بها فليسألها من موليها بأن يتفضل عليه ويرحمه بها. 20. من ضل عن الحق فقد شابه التصارى ومن علمه ولم يتبعه فقد شابه اليهود، و(من شابه قوم فهو منهم) كما في الحديث، فعلينا الابتعاد عن مشابهة النصارى بتعلم ديننا لنعبد الله على علم، وعلينا الابتعاد عن مشابهة اليهود بالعمل بما علمناه الله. 21. كل نعم الله تستوجب منا حمدا بقلوبنا وألسنتنا بألا ننسبها لغيره، وشكرا بالعمل بطاعته، فكل نعمة تصيبنا فهي من الله وبالله. 22. كل نقمة تصيبنا كذلك نحمد الله عليها لأن فيها رفعة وكفارة وفي ذلك يتجلى اسم الله الحكيم الرب القيوم، الذي بحكمته يقربنا لبابه، فكم من مصيبة دفعتنا لبابه، فكما نحمد الله على نعمه، نحمده على ما له من صفات كمال استحق بها أن يكون لنا ربا. سورة الفاتحة لو ظللنا أياما نستخرج من كنوزها ما أكملناها، نسأل الله أن ينفعنا بها. |
المجموعة السادسة:
س1: ما معنى الاستعاذة؟ وما صيغها؟ معنى الاستعاذة :هو الاعتصام بالله والالتجاء اليه بطلب الحماية من كل ما يؤذي الانسان من شرور وعلى رأسها الشيطان . قال الله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}، وقال: {ما لهم من الله من عاصم}. وقد أمرنا الله بالاستعاذة من الشيطان بصيغ كثيرة كما في الأحوال التالية: 1.عند قراءة القرآن: الله سبحانه وتعالى أمر بالاستعاذة عند الشروع في قراءة القرآن الكريم. قال تعالى: “فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” (سورة النحل، آية 98). 2.عند الشعور بوسوسة الشيطان: إذا شعر المؤمن بوسوسة من الشيطان أو تأثيره عليه، أمره الله بالاستعاذة. قال تعالى: “وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”(سورة فصلت، آية 36). وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داوود. 3-عند افتتاح الصلاة: كما في أثر الأسود بن يزيد النخعي قال: افتتح عمر الصلاة، ثم كبر، ثم قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك , وتعالى جدك، ولا إله غيرك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، الحمد لله رب العالمين» رواه ابن أبي شيبة. وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي. وحديث نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه». ومن آثار التابعين:ما رواه أيوب السختياني عن محمد بن سيرين أنه كان يتعوذ قبل قراءة فاتحة الكتاب وبعدها، ويقول في تعوذه: «أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون» رواه ابن أبي شيبة. 4-عند الغضب: حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) رواه البخاري ومسلم. 5-عند دخول الخلاء كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)). 5- من وجد شيئاً من أذى الشياطين وكيدهم . ومن هذا الإيذاء ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن كما في مسند الإمام أحمد ومصنف ابن أبي شيبة وغيرهما من حديث أبي التيَّاح قال: سأل رجلٌ عبدَ الرحمن بن خَنْبَش رضي الله عنه وكان شيخاً كبيراً قد أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كادته الشياطين؟ قال: (جاءت الشياطين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية، وتحدَّرت عليه من الجبال، وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم). قال: (فرعب؛ جعل يتأخر). قال: (وجاء جبريل عليه السلام؛ فقال: يا محمد قل). قال: ((ما أقول؟)). قال: (قل: ((أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن))؛ فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله عزَّ وجل). وبذلك تتبين السعة في اختيار صيغة الاستعاذةوقد اختلفت اختيارات أئمة الفتوى والقراءات في ذلك: فقد اختار أبي حنيفة والشافعي ورواية عن أحمد، التعوذ بقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وهو المختار عند القراء. قال ابن الجزري: (المختار لجميع القراء من حيث الرواية {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم}). - ومنهم من اختار: {أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم} وهو رواية عن أحمد. - ورواية ثالثة عنه: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم). قال النووي: (قال الشّافعيّ في الأمّ وأصحابنا يحصل التّعوّذ بكلّ ما اشتمل على الاستعاذة باللّه من الشّيطان لكنّ أفضله أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم). وقال ابن قدامة: (وهذا كلّه واسع، وكيفما استعاذ فهو حسن). لذلك لابد من اختيار احد هذه الصيّغ المأثورة فالأصل في القراءة الاتّباع. س2: ما المراد بالبسملة؟ وما معناها باختصار؟ البسملة هي لفظة نحت لقول “بسم الله الرحمن الرحيم”.وهي اختصار قول: (بسم الله). وهي قرآناً منزّلاًقالَ أبو بكرٍ البيهقيُّ (ت:458هـ): (لم يختلف أهل العلم في نزول {بسم الله الرحمن الرحيم} قرآنا، وإنما اختلفوا في عدد النزول البسملة تُقرأ في بداية كل سورة باستثناء التوبة، لكنها لا تُعتبر آية من السورة نفسها إلا في الفاتحة عند بعض العلماء. -المعنى الإجمالي للبسملة:لابتداء والتبرك باسم الله عز وجل، الذي هو الإله المستحق للعبادة وحده. وهو “الرحمن” الذي وسعت رحمته كل شيء، و”الرحيم” الذي يخص برحمته المؤمنين. فالإنسان يستعين باسم الله عند بداية كل أمر، متوجهًا إليه بطلب العون والبركة، معترفًا بصفاته العظيمة التي تشمل الرحمة الواسعة. -المعنى التفصيلي : معنى باسم: الجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخَّر لأسباب وهي :تقديم اسم الله تعالى فلا يُقدّم عليه شيء. والتخفيف لكثرة الاستعمال. وحتى يصلح تقدير المتعلّق المحذوف في كلّ موضع بحسبه. فالقارئ يقدّره بما يدلّ على القراءة من اسم أو فعل، والكاتب كذلك، وكلّ من سمّى لغرض من الأغراض كالأكل والشرب والنوم وغيرها يصحّ أن يقدّر اسماً أو فعلا من ذلك الغرض يكون متعلّقاً بالجار والمجرور. ويقدّر المحذوف بحسب أقوال اللغويين في معنى الباء؛ القول الأول :للاستعانة، أي مستعيناً بالله معتمداً عليه ،وهو قول أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين. القول الثاني :للابتداءوهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وجماعة. أي :باسم الله أبدأ، أو باسم الله ابتدائي. قال الله تعالى: {وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها} ومثال تعلّقه بالفعل قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربك}. والقول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة، أي أستحضر معية الله في كل عمل بحيث لاينفصل عن ذكر الله واستعانته. واختاره ابن عاشور. والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً، وهذا القول أحد المعاني لكتابة البسملة في المصاحف وأنها كتبت للتبرّك. وقد رجح عبد العزيز الداخل صحة هذه المعاني الأربعة وأنها لا تعارض بينها. معنى الاسم الاسم في اللغة: القول الاول:مشتقّ من السمو، والسموّ الرفعة، قال به البصريون. والقول الثاني: مشتقّ من السِّمَة، وهي العلامة، كأنه علامة على المسمّى، وهو قول الكوفيين. رجح الزجاج في كتابه "معاني القرآن" القول الأول، وتخطئة القول الثاني بعلل صرفية . هل الاسم يدل على المسمى: رجح عبد العزيز الداخل أن الاسم يدل على المسمى ولكنه ليس هو عينه، بمعنى أن الاسم يعبر عن المسمى بشكل غير مباشر، لكنه يظل منفصلًا عنه كلفظ.فالقول بأنّ الاسم هو المسمّى مطلقاً خطأ. وكذلك القول بأنَّ الاسم غير المسمَّى مطلقاً خطأ.واستدل بقوله تعالى: {سبّح اسم ربّك الأعلى} فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (سبحان ربي الأعلى) ولم يقل: (سبحان اسم ربي..). معنى اسم (الله) جلَّ جلاله : المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته. من ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من الأسماء والصفات.الحسنى؛ فهو الخالق البارئ المصوّر، وهكذا في سائر الأسماء الحسنى والصفات العلى. قال ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى)ا.هـ. وهو يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى وهو معنى جامع لكلّ ما يُؤلَّه الله تعالى لأجله، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته. والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه، كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} .وتستلزم هذه العبادة إخلاص المحبة والتعظيم والانقياد لله عز وجل. معنى (الرحمن) مشتق من وَزن "فَعْلان" يدلّ على معنى السعة وبلوغ الغاية، أي ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء. قال أبو إسحاق الزجاج: (ولا يجوز أن يقال " الرحمن " إلّا للّه، وإنما كان ذلك لأن بناء (فعلان) من أبنية ما يبالغ في وصفه، ألا ترى أنك إذا قلت (غضبان)، فمعناه: الممتلئ غضباً، فـ"رحمن" الّذي وسعت رحمته كل شىء، فلا يجوز أن يقال لغير الله: "رحمن")ا.هـ. معنى (الرحيم) مشتق من فعيل بمعنى فاعل، أي: راحم، ووزن فعيل من أوزان المبالغة؛ والمبالغة تكون لمعنى العظمة ومعنى الكثرة. فالله تعالى عظيم الرحمة، وكثيرها . الرحمة أنواع :رحمة عامة تعم جميع الخلائق ورحمة خاصة للمؤمنين بما يخصهم به من الهداية واستجابة الدعاء وجلب الخير ودفع الضر ومن خلال كلام ابن القيم يتبين سبب اقتران هذين الاسمين الجليلين: قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل. فالأول دال على أن الرحمة صفته. والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته. وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} ، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يجئ قط رحمن بهم، فعلم أن "رحمن" هو الموصوف بالرحمة، و"رحيم" هو الراحم برحمته)ا.هـ. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: (الرّحمن} مجازه: ذو الرحمة، و{الرّحيم} مجازه : الراحم)ا.هـ. وعقب الداخل على هذا المعنى بقوله:(فالرحمن وصف ذات، والرحيم وصف فعل.) س3: ما معنى اللام في قول الله تعالى: {الحمد لله } اللام في الحمد تأتي لمعنى استغراق الجنس، أي كلّ حمد فالله هو المستحقّ له، فكلّ ما في الكون مما يستحقّ الحمد؛ فإنما الحمد فيه لله تعالى حقيقة لأنه إنما كان منه وبه. والمعنى الثاني: التمام والكمال، أي الحمد التامّ الكامل من كلّ وجه وبكلّ اعتبار لله تعالى وحده؛ فهو المختصّ به؛ فالله تعالى لا يكون إلا محموداً على كلّ حال، وفي كلّ وقت، ومن كلّ وجه، وبكلّ اعتبار. معنى اللام في لفظ الجلالة لله : تأتي للاختصاص والاختصاص يقع على معنيين: الأول :بمعنى الحصر، كما تقول: "الجنة للمؤمنين" أي لا يدخلها غيرهم.فيكون المعنى :أن الحمد كله يستحقه الله وحده. والآخر: معنى الأولوية والأحقية، كما يقال: الفضل للمتقدّم، أي هو أولى به وأحقّ. “الحمد لله"بمعنى الأسبقية والأحقية لله في أن يُحمد س4: ما معنى قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} المعنى الإجمالي لقوله تعالى:(إياك نعبد وإياك نستعين):ن نوحدك ونتوجه إليك وحدك بالعبادة والطاعة، ولا نعبد سواك. وكذلك نستعين بك وحدك في جميع أمورنا، ولا نطلب العون من غيرك. هذه الآية تُظهر التوحيد في العبادة والاستعانة بالله، والإخلاص التام لله في القول والفعل. المعنى التفصيلي: معنى "إياك":تقدم المفعول {إيَّاك} على الفعل {نعبد} يفيدثلاثة أمور : 1-الحصر؛ أي «نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ»، ومعنى: «لا نعبد إلا إيَّاك» 2-تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله. 3-إفادة الحرص على التقرّب؛ فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك). معنى "نعبد": معنى العبادة في اللغة قال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، وأنها تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة (معبَّدًا) ). وقال أبو منصور الأزهري: (ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع، ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء)ا.هـ. معنى العبادة شرعاً: بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية)؛ قال: (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)ا.هـ. فالعِبادةُ هي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ لله مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ. والعبادةُ تكونُ بالقلبِ واللسانِ والجوارحِ، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بإخلاصِ العبادةِ له وَحْدَه لا شَريكَ له؛ قال اللهُ تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)﴾ الفوائد البلاغية في معنى نون الجمع في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}مع أنّ القارئ قد يكون فرداًهي : 1-إقرار القارئ بأنه عبد من جُملة العباد الذين يعبدون الله وحده ويستعينون به ولا يشركون به. 2-"اياك نعبد"جملة خبرية والإتيان بضمير الجمع في مقام الإخبار أبلغ في التعظيم والتمجيد، من (إيَّاك أعبد). "إياك نستعين"جملة طلبية والإتيان بضمير الجمع في مقام الطلب أبلغ في التوسل بإعانة الله للمؤمنين ، والمعنى يارب أعني كما أعنتهم معنى قوله تعالى:(اياك نستعين): "إياك":تقدم المفعول على الفعل يفيد الحصر،وتقديم ذكر الله ،والحرص على التقرب . والمعنى: نطلب العون منك وحدك، يا الله، ونتوكل عليك في جميع شؤوننا. معنى "نستعين":الاستعانة هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ.فهي تتضمن الاستعاذة والاستغاثة إذا أطلقت . ولاتتحقق الاستعانة الا بالإخلاص بالتجاء القلب لله وحده بأنه الذي ينفع ويضر فيطلب العون منه وحده سبحانه . ويبذل الأسباب المشروعة . وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله: (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وتقسم الاستعانة الى:استعانة العبادة القلبية من محبة وخوف ورجاء . واستعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة. الحكمة من تكرّر (إيّاك) في الآية مرتين: - قال ابن عطية: (وتكررت {إيّاك} بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام)ا.هـ. - وقال ابن القيم: (وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه، فإذا قلت لملك مثلا: إياك أحب، وإياك أخاف، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره، ما ليس في قولك: إياك أحب وأخاف)ا.هـ. - وقال ابن كثير: (وكرّر للاهتمام والحصر). س5: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد}على {إياك نستعين}؟ الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}.أجاب ابن القيّم رحمه الله تعالى في كتابه "مدارج السالكين" على هذا السؤال فقال؛(تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها. - ولأن {إياك نعبد} متعلق بألوهيته واسمه "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته واسمه "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" في أول السورة. - ولأن {إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطر الذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة. - ولأن "العبادة" المطلقة تتضمن "الاستعانة" من غير عكس، فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به ولا ينعكس، لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته، فكانت العبادة أكمل وأتم، ولهذا كانت قسم الرب. - ولأن "الاستعانة" جزء من "العبادة" من غير عكس. - ولأن "الاستعانة" طلب منه، و"العبادة" طلب له. - ولأن "العبادة" لا تكون إلا من مخلص، و"الاستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص. - ولأن "العبادة" حقّه الذي أوجبه عليك، و"الاستعانة" طلب العون على "العبادة"، وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته. - ولأن "العبادة" شكر نعمته عليك، والله يحب أن يُشكر، والإعانة فعله بك وتوفيقه لك، فإذا التزمت عبوديته، ودخلت تحت رقها أعانك عليها، فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل الإعانة، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم، والعبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه. - ولأن {إياك نعبد} له، و{إياك نستعين} به، وما له مقدم على ما به، لأن ما له متعلق بمحبت ورضاه، وما به متعلق بمشيئته، وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمجرد مشيئته، فإن الكون كله متعلق بمشيئته، والملائكة والشياطين والمؤمنون والكفار، والطاعات والمعاصي، والمتعلق بمحبته: طاعتهم وإيمانهم، فالكفار أهل مشيئته، والمؤمنون أهل محبته، ولهذا لا يستقر في النار شيء لله أبدا، وكل ما فيها فإنه به تعالى وبمشيئته. فهذه الأسرار يتبين بها حكمة تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين})ا.هـ. وذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وجهاً حسناً فقال: (وإتيانه بقوله: {وإياك نستعين} بع قوله: {إياك نعبد} فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر، وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبيناً واضحاً في آيات أخر كقوله: {فاعبده وتوكل عليه}). س6-بين معنى (لا)في قوله تعالى :(ولا الضالين)؟ أجاب عن هذا السؤال قال ابن فارس : (قيل فيه: إن "لا" إنما دخلت ها هنا مُزِيلةً لتوهُم متوهم أن الضّالين هم المغضوب عليهم، والعرب تنعت بالواو، يقولون: مررت بالظريف والعاقل فدخلت "لا" مُزِيلةً لهذا التوهّم ومُعلِمَةً أنَّ الضّالين هم غير المغضوب عليه)ا.هـ. “ولا” في اللغة العربية هي أداة عطف تأتي قبل المعطوف، وتستخدم لنفي ما بعدها كما تم نفي ما قبلها. وفي الآية، أي أن المؤمنين يسألون الله أن يهديهم الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، وليس طريق المغضوب عليهم ولا طريق الضالين. س7: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله: {أنعمتَ} إلى ضمير الخطاب و إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}؟ ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله:(أنعمت )إلى ضمير الخطاب وإبهام ذكر الغاضب في قوله :(عير المغضوب عليهم)؟ إسناد الإنعام إلى الله مباشرة يعكس نهج القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه .وهو تذكير دائم للمؤمنين بأن النعمة والهداية إلى الصراط المستقيم هي من فضل الله وحده، وأن الله هو المعطي والمكرم. وقال هنا: {غير المغضوب عليهم) وذلك لبيان شدة غضب الله عليهم، وأنه اذا غضب سبحانه عليهم غضبت معه ملائكته وجميع خلائقه في السماوات والأرض ؛فيلازمه ذلك الغضب في كل أحواله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض). ايضاً يفيد استمرارية الوصف لهم من خلال استخدام الاسم (المغضوب)أما الفعل (غضبت عليهم) قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة. فائدتان ذكرهما ابن القيم رحمه الله : الأولى: تأدباً مع الله تعالى بعدم نسبة الغضب له سبحانه.حتى لا يقع بالنفوس سوء الظن بالله وقدره؛فلم يقل (الذين أضللتهم) . والثانية: إسناد الإنعام إلى الله مباشرة يعكس تكريماً عظيماًوإقبالاً وتشريفاً للمنعم عليهم . وعدم نسبة الغضب الى الله زيادة توبيخ وتقريع للمغضوب عليهم والإعراض عنهم س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟ الفوائد السلوكية: -استشعار عظمة الله وحمده على أنه ربنا له الأسماء الحسنى - حضور القلب عند قراءتها للإنتفاع من بركة الدعاء فيها.واستشعار أن الله جلّ جلاله يخاطبنا من خلالها . -انها منهج حياة تؤكد على الاجتهاد بالعبادة والاستعانة على ذلك وعلى كل شؤون حياتنا بالله سبحانه وتعالى واستمرارية طلب الهداية والسير على الطريق المستقيم. -الخطاب القرآني يعلمنا التأدب مع الله قلبياً ولفظياً . الايمان بالقضاء والقدر لأن الله هو رب العالمين لايخرج شيء عن قضاءه وقدره وان الله هو مالك يوم الدين فتستقر النفوس وتهدأ . الحرص على اتباع المنعم عليهم وجعلهم قدوتنا والبعد عن طريق المغضوب عليهم. |
اقتباس:
ب |
اقتباس:
أ+ |
الساعة الآن 02:48 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir