سؤال عن الالتفات، وهل يعد تحويل الضمائر من الالتفات؟
جزاكم الله خيراً
في أثناء دراستي لأصول التفسير للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، جاء في تعريف الالتفات: اقتباس:
فهل يعد تحويل أسلوب الكلام من الجمع إلى المفرد من الالتفات أيضاً؟ كقول الله تعالى في كتابه: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} ألا يكون في قول الله تعالى: {فأنبتنا} التفاتاً؟ وإن كانت الإجابة بالموافقة، فهل من الممكن حصر صور الالتفات شيخنا؟ |
اقتباس:
والبلاغيون يعتنون بباب "الالتفات" ويعدونه من أخص أبواب علم البلاغة، حتى قال فيه ابن الأثير في المثل السائر"وهذا النوع وما يليه هو خلاصة علم البيان التي حولها يدندن، وإليها تستند البلاغة، وعنها يعنعن" يريد بالباب الذي يليه توكيد الضميرين. وأكثر ما يكون الالتفات في كلام البلاغيين في أحوال الكلام المعروفة من الخطاب والغيبة والتكلّم؛ ويقتصر كثير منهم عليه، وقد ذكر بعض البلاغيين صوراً أخرى للالتفات: منها: الالتفات من خطاب الواحد إلى خطاب الجمع، ومن خطاب الإثنين إلى خطاب الجمع، ومن خطاب الاثنين إلى خطاب الواحد، وغيرها، وقد ذكر هذا النوع السيوطي في الإتقان، ومنه قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى} بلفظ الواحد ثم قال: {الذي باركنا} بلفظ الجمع). ومنها: الانتقال من الفعل الماضي إلى الأمر كقوله تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد}، أو من المضارع إلى الأمر نحو : {إني أشهد الله واشهدوا}، وفي قوله تعالى: {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه} التفات من الماضي إلى المضارع ثم إلى الماضي. ومنها أنواع أخرى يصعب حصرها، وقد حاول أبو هلال العسكري أن يحصر الالتفات في ضربين: أحدهما: أن يفرغ المتكلم من المعنى، فإذا ظننت أنه يريد أن يجاوزه يلتفت إليه فيذكره بغير ما تقدم ذكره به، وهذا يصدق على بعض الأنواع المتقدّمة، ولا يصدق على بعضها. والضرب الآخر: أن يكون الشاعر آخذا فى معنى وكأنه يعترضه شكّ أو ظن أن رادا يردّ قوله، أو سائلا يسأله عن سببه، فيعود راجعا إلى ما قدمه؛ فإما أن يؤكده، أو يذكر سببه، أو يزيل الشك عنه؛ ومثاله قول المعطّل الهذلى: «5» تبين صلاة الحرب منّا ومنهم .. إذا ما التقينا والمسالم بادن قال: (قوله: «والمسالم بادن» رجوع من المعنى الذى قدّمه؛ حتى بيّن أن علامة صلاة الحرب من غيرهم أن المسالم بادن، والمحارب ضامر). وعلى كلّ حال فما ذكره ليس بحاصر لأنواع الالتفات، لأن من الالتفات الالتفات في الأساليب كأن يلتفت من الخبر إلى الاستفهام كما قال الشاعر: حتى إذا جنّ الظلام واختلط .. جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط. والالتفات في باب الأساليب والمعاني يصعب حصره. وهذا الباب يدرس النحاة جانباً كبيراً منه في باب "الحمل على اللفظ والحمل على المعنى" وانظري ( هنا ) للاستزادة. |
الساعة الآن 10:36 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir