باب البيت وبابٌ في حرف الباء
72 - باب البيت أتوني فلم أرض ما بيتوا = وكانوا أتوني بشيء نكر والبيوت: الأمر يبيت عليه صاحبه، مهتما به، قال الهذلي: - وأجعل قفرتها عدة = إذا خفت بيوت أمر عضال وذكر بعض المفسرين أن بيت في القرآن على تسعة أوجه: - أحدها: المنزل المبني، ومنه قوله تعالى في النور: {لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم}، وفي الأحزاب: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم}، وفي التحريم: {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة}. والثاني: المسجد، ومنه قوله تعالى في يونس: {أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة}. والثالث: السفينة، ومنه قوله تعالى [في نوح]: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا} وللمؤمنين والمؤمنات (أي: سفينتي، وقيل ديني). والرابع: الكعبة، ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}، وفيها: {أن طهرا بيتي للطائفين}. والخامس: الخيمة، ومنه قوله تعالى في النحل: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها}. والسادس: السجن، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {فأمسكوهن في البيوت}. والسابع: العش، ومنه قوله تعالى في النحل: {أن اتخذي من الجبال بيوتا}، ومثله: {كمثل العنكبوت اتخذت بيتا}. والثامن: الكهف، ومنه قوله تعالى في الحجر: {ينحتون من الجبال بيوتا آمنين}، وفي الشعراء: {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين}. والتاسع: الخانات، ومنه قوله تعالى في النور: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم} ". 73 - باب الباء وتكون: للقسم. كقولك: بالله. وتكون بمعنى: في، كقولك: زيد بالبصرة وتكون: زائدة. كقولك: ليس زيد بمنطلق. وقال ابن قتيبة: تكون الباء بمعنى (من)، تقول العرب: شربت بماء كذا، أي من ماء كذا. قال عنترة: - شربت بماء الدحرضين فأصبحت = زوراء تنفر عن حياض الديلم وتكون الباء بمعنى: عن. قال علقمة بن عبدة: - فإن تسألوني بالنساء فإنني = بصير بأدواء النساء طبيب وقال ابن أحمر: - تساءل يا ابن أحمر من رآه = أعارت عينه أم لم تعارا وذكر بعض المفسرين أن الباء في القرآن على اثني عشر وجها: - أحدها: صلة في الكلام: ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {فامسحوا بوجوهكم}، وفي المائدة: {وامسحوا برؤوسكم}، وفي المؤمنين: {تنبت بالدهن}. والثاني: بمعنى " من "، ومنه قوله تعالى في هل أتى: {عينا يشرب بها عباد الله}، وفي المطففين: {عينا يشرب بها المقربون}. والثالث: بمعنى " اللام "، ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإذ فرقنا بكم البحر}، وفي الدخان: {ما خلقناهما إلا بالحق}. والرابع: بمعنى " مع "، ومنه قوله تعالى في الذاريات: {فتولى بركنه}، أي مع جنده. والخامس: بمعنى " في "، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {بيدك الخير}. والسادس: بمعنى " عن "، ومنه قوله تعالى في البقرة: {وتقطعت بهم الأسباب}، وفي الفرقان: {فسئل به خبيرا}. والسابع: (بمعنى " بعد ")، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {فأثابكم غما بغم}. والثامن: بمعنى " عند "، ومنه قوله تعالى في آل عمران: {والمستغفرين بالأسحار}. والتاسع: بمعنى " إلى "، ومنه قوله تعالى في الأعراف: {ما سبقكم بها من أحد من العالمين}. والعاشر: بمعنى على، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {لو تسوى بهم الأرض}. والحادي عشر: بمعنى المصاحبة، ومنه قوله تعالى في المائدة: {وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به}. والثاني عشر: (بمعنى السبب، ومنه قوله تعالى في البقرة: {وتقطعت بهم الأسباب}، ومنه قوله تعالى: {والذين هم به مشركون}، أي: من أجله. آخر كتاب الباء |
الساعة الآن 01:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir