معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=912)
-   -   صفحة مذاكرة وملخصات الطالبة ساعية للمعالي/ مقرر التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=22654)

أم عبد الله آل عثمان 2 جمادى الآخرة 1435هـ/2-04-2014م 11:38 PM

صفحة مذاكرة وملخصات الطالبة ساعية للمعالي/ مقرر التفسير
 
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الفاتحة
سبب التسمية:
سميت سورة الفاتحة لأنه افتتح بها الكتاب العزيز فهي أول ما يستفتح به التالي والكاتب لكتاب الله.
عدد آياتها:
عدد آياتها 7 بالاتفاق بين القراء
من عد بسم الله الرحمن الرحيم آية عد "صراط الذين نعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين"
ومن لم يعدها آية عد " صراط الذين أنعمت عليهم" آية و" غير المغضوب عليهم " آية
أسماء السورة:
المثاني, أم الكتاب,...
فضل السورة:
كما في حديث أبي سعيد " هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته "
بسم الله الرحمن الرحيم :
بعضهم من عدها آية من أي سورة من سور القرآن وبعضهم عدها بعض آية من السور وبعضهم خص ذلك بسورة الفاتحة وبعضهم قال ليست آية وإنما جيء بها للفصل بين السور, وأجمعوا أنها بعض آية من سورة النمل
بسم الله: أي أبدأ تلاوتي مستعينا باسم الله
الله: اسم علم على الذات الإلهية , مشتق من الإله وكانت تصرف لكل معبود بحق أو بباطل ولما حذفت الهمزة صرات تصرف للمعبود بحق فقط ولا يجوز صرفه لغير الله ولا التسمي به
الرحمن : صفة لله تعلى مشتق من الرحمة دال على كثرتها فيه ولا يسمى به غير الله
الرحيم: اسم من اسماء الله تعالى مشتق من الرحمة وعناها ذو الرحمة بعباده المفيضها عليهم في الدنيا والآخرة
الحمد لله رب العالمين:
الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري
والفرق بين الحمد والشكر أن الحمد يكون لكمال المحمود ويكون في مقابل النعمة وفي غير مقابل النعمة , والشكر يكون في مقابل النعمة فقط
والشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح أما الحمد فيكون باللسان فقط.
رب : الرب هو السيد المصلح المالك المدبر ولا يجوز أن يطلق على غير الله إلا مضافا
والربوبية نوعان عامة وخاصة
العالمين:العالمين كل ما سوى الله
الرحمن الرحيم
لما ذكر مالك يوم الدين وكان فيها ترهيب أتبعها بالرحمن الرحيم ليكون فيها ترغيب
مالك يوم الدين :

وقرئت ملك يوم الدين والفرق بين ملك ومالك أن الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله
يوم الدين : يوم الجزاء وهو يوم يدان الناس بأعمالهم

إياك نعبد وإياك نستعين:
نخصك بالعبادة وحدك ونستعين بك وحدك
والعبادة لا تصح إلا بالإخلاص والمتابعة
- تقديم إياك نعبد على إياك نستعين ,قيل :لتقديم حق الرب على حق العبد تأدبا و قيل : لكون العبادة وسيلة إلى الاستعانة
اهدنا الصراط المستقيم
اهدنا: طلب الهداية من المهتدي هو طلب الزيادة من الهداية
الصراط المستقيم: الذي لا اعوجاج فيه وهو طريق الاسلام
صراط الذين أنعمت عليهم:
أي صراط من انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
غير المغضوب عليهم :
هم اليهود لأنهم حادوا عن الحق بعد ان علموه فاستحقوا الغضب
وفي الآية إثبات لصفة الغضب لله تعالى
ولا الضالين:
هم النصارى لأنهم حادوا عن الطريق جهلا وضلالا


أم عبد الله آل عثمان 15 جمادى الآخرة 1435هـ/15-04-2014م 08:07 AM

تلخيص تفسير سورة الفاتحة من تفسير ابن كثير:
أسماء السورة:
- الفاتحة : لأنه يفتتح بها الكتاب خطا ويفتتح بقراءتها في الصلاة
- السبع المثاني: لأنها تثنى في كل ركعة
- أم الكتاب : لأن كل معاني الكتاب ترجع إليها ولأنه يفتتح بها الكتاب العزيز . ذكره البخاري
- الصلاة: سميت بذلك لأنها شرط في الصلاة
- القرءان العظيم
- أم القرءان
- الحمد
- الشفاء
- الرقية
وقد وردت بذلك الأحاديث
بعض التسميات الورادة عن السلف
- سماها ابن عباس : أساس القرءان
- سماها ابن عيينة الشافية
سماها يحيى ابن أبي كثير الكافية: لأنها تكفي عما عداها
هل هي مكية أم مدنية
- ذهب ابن عباس وأبو العالية إلى أنها مكية وهو الراجح بدليل آية الحجر: " ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرءان العظيم ".
- ذهب أبو هريرة وابن مجاهد وغيرهم إلى أنها مدنية.
- ذهب بعضهم إلى انها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة.
- ذهب بعضهم إلى أنه نزل نصفها بمكة ونصفها بالمدينة.
عدد آياتها:
سبع آيات بالإجماع واختلفوا في البسملة هل هي آية مستقلة من أولها أم لا؟
عدد حروفها وكلماتها:
خمس وعشرون كلمة
مائة وثلاث عشر حرفا
فضلها:
- حديث سعيد بن المعلى : قلت يارسول الله إنك قلت "لأعلمنك أعظم سورة في القرءان " قال "نعم الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرءان العظيم الذي أوتيته
- حديث أبي سعيد الخدري في قصة اللديغ : " وما يدريك أنها رقية"
- حديث ابن عباس: " ابشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ولن تقرا حرفًا منهما إلا أوتيته"
أحكام تختص بها السورة:
أولا: هل يتعين قراءتها في الصلاة؟
- ذهب أبو حنيفة أنه لا يتعين قراءتها فبأي سورة قرا أجزاه واستدل بحديث المسيء صلاته " ثم اقرا ما تيسر معك من القرءان"
- ذهب الجمهور أنه يتعين قرءاتها واستدلوا بحديث " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"
ثانيًا: هل يتعين قراءتها في كل ركعة؟
- ذهب ابو حنيفة انه لا يتعين قراءتها من الأصل
- ذهب الشافعي إلى انه يتعين قراءتها في كل ركعة
- ذهب الحسن الى انه لو قراها في ركعة واحدة أجزأ
- ذهب بعضهم إلى أنه يجب أن يقراها في معظم الركعات
ثالثا: هل تجب قراءتها على المأموم؟
- ذهب الشافعي في القديم ورواية عن الإمام أحمد انه يتعين عليه قراءتها في السرية دون الجهرية لحديث: " إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا"
- ذهب بعضهم إلى أنه يتعين عليه القراءة في السرية والجهرية واستدلوا بحديث: "لا صلاة لمن لم يقرا بفاتحة الكتاب"
- ذهب بعضهم أنه لا يتعين عليه قراءة لا في سرية ولا جهرية
الاستعاذة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أي أعوذ بالله وألتجئ والتصق بجنابه من شر كل ذي شر
الشيطان: من شطن أي بعد، فهو بعيد بطبعه عن طبع البشر، بعيد عن كل خير
الرجيم: فعيل بمعنى مفعول اي مرجوم مطرود من الخير كله
البسملة
اختلفوا في كونها آية من كل سورة أم لا على أقوال:
- ذهب ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وعطاء والزهري وابن حنبل والشافعي وغيرهم إلى أنها آية من كل سورة إلا براءة
- ذهب الشافعي في بعض أقواله إلى أنها آية من الفاتحة دون غيرها من السور وفي بعض أقواله أنها بعض آية من أول كل سورة
- ذهب مالك وأبو حنيفة وأصحابهما إلى أنها ليست آية لا من الفاتحة ولا من غيرها
- ذهب داود إلى أنها آية في بداية كل سورة لا منها وهذه رواية عن الإمام أحمد
هل يجهر بها في الصلاة؟
- ذهب الشافعي إلى أنه يجهر بها لأنها بعض السورة واستدل بحديث أنس في البخاري أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت قراءته مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم
- ذهب أبو حنيفة وأحمد بن حنبل إلى أنه لا يجهر بها وهو الثابت عن الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مغفل
- ذهب مالك إلى أنه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهرا ولا سرا واستدل بحديث عائشة :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين "
وأجمعوا على صحة صلاة من أسر بها ومن جهر
ما هو تقدير المتعلق بالباء في قولنا : "باسم الله "؟
اختلفوا فمنهم من قال اسم " باسم الله ابتدائي " ومنهم من قال فعل " ابتدأ باسم الله أو ابتدأت باسم الله"
الاسم هل هو المسمى أم غيره؟
- ذهب سيبويه ان الاسم هو المسمى
- ذهب الكرامية والحشوية والاشاعرة أن الاسم هو نفس المسمى وغير التسمسة ،وذهبت المعتزلة أن الاسن غير المسمى ونفس التسمية
- ذهب بعضهم إلى ان الاسم غير المسمى بدليل قوله تعالى " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها" فأضافها والإضافة تقتضي المغايرة
معنى الله وهل هو اسم جامد أم مشتق؟
الله : علم على ذات الرب تبارك وتعالى ، لا يُسمى به غيره
وأصل ذلك الإله فحذفت الهمزة وأدغمت اللام الأولى في الثانية ثم شددت، وفخمت تعظيما
- ذهب بعض النحاة أنه اسم جامد لا اشتقاق ، و نقل القرطبي عن الخطابي والشافعي ذهب سيبويه وغيره ، وقالوا أن الألف واللام فيه لازمة وقال الخطابي : هي لازمة الا ترى أنك تقول يا الله فلو لم تكن لازمة لما جاز إدخال ياء النداء عليها
- وذهب غيرهم أنه مشتق :
- قيل مشتق من وله : لأن القلوب والعقول تتحير في حقائق صفاته وعلى هذا يكون أصله " ولاه" وأبدلت الواو همزة
- وقيل مشتاق من ألهت إلى فلان أي سكنت إليه فالعقول لا تسكن إلا إلى ذكره
- وقيل مشتق من أله الفصيل غذا ولع بأمه فإن العباد مولوعون بالتضرع إليه
- وقيل مشتق من أله الرجل يأله إذا فزع من أمر نزل به فألهه أي اجاره فالعباد يلجؤون إليه في دفع المضار
- وقيل مشتق من لاه إذا احتجب
الرحمن الرحيم
اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة ورحمن أشد مبالغة من رحيم، دليل اشتقاق اسم الرحمن الحديث: " أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي"
والرحمن لجميع الخلق ، الرحيم للمؤمنين
والرحمن اسم خاص بالله تعالى لا يسمى به غيره
- لما ذكر الرحيم مع الرحمن ولم يقتصر على الرحمن لأنه أشد مبالغة؟
لما تسمى غيره بالرحمن - كما تسمى مسيلمة - أعقبه بذكر الرحمن ليقطع التوهم بذلك فلا يتسمى بالرحمن الرحيم إلا الله سبحانه
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله:
ثناء أثنى به الله على نفسه وفي ضمنه أمر لعباده أن يثنوا عليه
وروي عن علي - رضي الله عنه- : الحمد لله كلمة رضيها الله لنفسه
والألف واللام في كلمة الحمد لاستغراق جميع أجناس المحامد وصنوفه لله تعالى
الفرق بين الحمد والشكر:
من جهة آلة الوقوع:
الحمد يكون باللسان فقط
الشكر يكون بالقلب واللسان والقلب
من جهة ما يقعان عليه:
الحمد يكون على الصفات اللازمة والمتعدية
الشكر يكون على الصفات المتعدية فقط
رب العالمين:
الرب: هو السيد المالك المصلح المدبر
ولا تطلق على غير الله إلا بالإضافة نحو رب الدار
العالمين: جمع عالم وهو كل ما سوى الله تعالى
مالك يوم الدين:
قرئت مالك ، وقرئت ملك
وخصص الملك بيوم الدين - مع أنه المالك لكل الايام على الحقيقة- لأنه لا يملك أحد في ذلك اليوم حكما سواه سبحانه
الدين:: الحساب والجزاء
أي أنه يوم يحاسبهم ويجازيهم بأعمالهم
إياك نعبد وإياك نستعين :
العبادة لغة هي الذلة
وفي الشرع: هي كمال الحب والخضوع والخوف
قدم العبادة على الاستعانة لكون العبادة هي الغاية والاستعانة وسبلة لها فقدم الأهم فالمهم
وقدم المفعول " إياك " وكرر للاهتمام والحصر فيكون المعنى: لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك
إياك نعبد وإيك نستعين :
قال ابن عباس : إياك نوحد ونخاف ونرجو يا ربنا لا غيرك ، وإياك نستعين: على عبادتنا وعلى أمورنا كلها
وقال قتادة: يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أموركم
إيك نعبد : تبرؤ من الشرك ، وإياك نستعين: تبرؤ من الحول والقوة
- تحول الكلام من الغيبة للخطاب : لأنه لما أثنى على الله كأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى منه فناسب ان يقول إياك نعبد
ما معنى النون في قوله : نعبد ونستعين؟
إخبار عن نفسه وإخوانه
وقيل فيه تعظيم أي :أنه لما كان في العبادة قيل له أنت شريف فقل : إياك نعبد
وقيل أبغ في التواضع من إياك أعبد لما في الثانية من تعظيمه لنفسه من جعله نفسه وحده أهلا لعبادة الله الذي لا يستطيع أحد أن يقوم بحق عبادته
اهدنا الصراط المستقيم:
الصراط المستقيم : هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه وقد نقل الإجماع على ذلك
واختلفوا في المقصود بالصراط على أقوال وحاصلها يرجع إلى المتابعة لله ورسوله:
- قال ابن عباس أنه الإسلام
- أنه الحق
- أنه كتاب الله
- قال أبو العالية أنه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه
* لما تقدم الثناء على الله ناسب أن يعقبه بالسؤال ، ومن آداب الدعاء ومظنة إجابته أن يبدأه بالثناء على الله
اهدنا الصراط المستقيم: أي استمر بنا عليه ولا تعدل بنا إلى غيره
الذين أنعمت عليهم
هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون
غير المغضوب عليهم ولا الضالين :
أي غير صراط المغضوب عليهم - فحذف الموصوف وجاء بالصفة - وهم اليهود وصفوا بالضلال لأنهم علموا ثم جحدوا ولم يعملوا بما عملوا ، وغير صراط الضالين وهم النصارى لأنهم عبدوا عن جهل
وطريقة أهل العلم مشتملة على العلم بالحق والعمل به
- كرر الكلام بلا ليدل على أن هناك طريقين فاسدين وهما طريقتا اليهود والنصارى وجيء بها لتأكيد النفي لئلا يتوهم انه معطوف على "الذين أنعمت عليهم"
آمين:
معناها اللهم استجب
ويستحب لمن قرأ الفاتحة أن يقول آمين وقرئت بالمد :آمين وبالقصر: أمين
أيهما يؤمن الإمام أم المأموم؟
- ويؤمن الإمام والماموم لحديث: " إذا أمن الإمام فأمنوا"
- وقال أصحاب مالك لا يؤمن الإمام ويؤمن المأموم لحديث : وإذا قال- أي الإمام- ولا الضالين فقولوا: آمين
هل يجهر المأموم بالتأمين في الجهرية؟
الإمام إذا نسي أمن المأموم قولا واحد
- إذا أمّن الإمام جهرا فللشافعي في الجديد أن الماموم لا يجهر وكذا مذهب أبي حنيفة ورواية عن الإمام مالك لأنه ذكر كباقي الأذكار فلا يجهر به
- وفي القديم أنه يجهر وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن مالك لدليل: " حتى يرتج المسجد"
- القول الثالث أنه إذا كان المسجد صغيرا فلا يجهر وإن كان كبيرا يجهر المأموم ليسمع من في أرجاء المسجد
هدايات السورة:
- الأدب في الدعاء حيث قدم الثناء على الله ثم طلب حاجته
- الإيمان بالقدر " صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم"
- التأدب مع الله حيث لم ينسب الغضب على أنه فاعله بل وردت بصيغة المفعول به " المغضوب" وأما النعمة فنسبت له " أنعمت"
- من ثبت على الصراط المستقيم (المعنوي) في الدنيا جاوز الصراط الحسي يوم القيامة

أم عبد الله آل عثمان 15 جمادى الآخرة 1435هـ/15-04-2014م 02:30 PM

تفسير سورة النبأ
سورة مكية
عم يتساءلون: عن أي شيء يتساءلون
[color="rgb(65, 105, 225)"]عن النبأ العظيم :[/color] النبا العظيم هو الخبر الهائل
واختلف فيه :
فقيل هو البعث بعد الموت وهو الراجح للآية بعده : "الذي هم فيه مختلفون "
وقيل هو القرءان
[color="rgb(65, 105, 225)"][color="rgb(65, 105, 225)"][/color][/color]الذي هم فيه مختلفون: أن الناس فيه على قولين مؤمن وكافر
[color="rgb(65, 105, 225)"]كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون:[/color] زجر وتهديد ووعيد شديد
[color="rgb(65, 105, 225)"]ألم نجعل الأرض مهادًا:[/color] ممهدة للخلق يقضون فيها حوائجهم وقارة ثابتة ساكنة
[color="rgb(65, 105, 225)"]والجبال أوتادًا[/color]: جعلها لها أوتادًا تثبتها لكي لا تضطرب
[color="rgb(65, 105, 225)"]وخلقناكم أزواجا:[/color] ذكرًا وأنثى
[color="rgb(65, 105, 225)"]وجعلنا نومكم سباتا[/color]: قطعا لأعمالكم وحركتكم لترتاحوا
[color="rgb(65, 105, 225)"]وجعلنا الليل لباسا: [/color]أي يغشاكم بظلمته، وقيل :سكنًا
[color="rgb(65, 105, 225)"]وجعلنا النهار معاشًا:[/color] أي مضيئا منيرا ليتمكن الناس من التصرف فيه والمجيء والذهاب لمعايشهم
[color="rgb(65, 105, 225)"][color="rgb(65, 105, 225)"]وبنينا فوقكم سبعا شدادًا:[/color][/color] هي السماوات السبع محكمة البناء
[color="rgb(65, 105, 225)"]وجعلنا سراجًا وهاجًا:[/color] الشمس تضيء العالم كله
[color="rgb(65, 105, 225)"]وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجًا:[/color]
المعصرات: قيل هي السحاب وهو الراجح، وقيل هي الرياح وتوجيه هذا القول أنها تثير السحاب بالمطر
ثجاجًا: قال قتادة و الربيع بن انس ومجاهد: منصبًا ، وقال ابن زيد: كثيرًا، وقال الثوري: متتابعًا
[color="rgb(65, 105, 225)"]لنخرج به حبًا ونباتًا:[/color]
الحب : ما يقتات به الناس والأنعام
النبات:خضرا يؤكل رطبا
[color="rgb(65, 105, 225)"]وجناتٍ ألفافًا:[/color]
الجنات هي البساتين
ألفافا: مجتمعة
[color="rgb(65, 105, 225)"]إن يوم الفصل كان ميقاتًا:[/color] ميقاتًا مؤقت بأجل معلوم لا يتعداه ولا يسبقه
[color="rgb(65, 105, 225)"]يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجًا: [/color]أفواجًا أي زمرا
[color="rgb(65, 105, 225)"]وفتحت السماء فكانت أبوابًا:[/color] أبوابًا ومسارات لنزول الملائكة
[color="rgb(65, 105, 225)"][color="rgb(65, 105, 225)"]وسيِّرت الجبال فكانت سرابًا: [/color][/color]يخيل إلى الناظر أنها شيء وليست بشيء ثم تذهب بعد ذلك بالكلية
[color="rgb(65, 105, 225)"]إن جهنم كانت مرصادًا:[/color] مرصدة معدة
[color="rgb(65, 105, 225)"]للطاغين مآبًا:
[/color]الطاغين: الكفار المعاندين
مآبًا: مرجعًا
[color="rgb(65, 105, 225)"]لابثين[/color][color="rgb(65, 105, 225)"] فيها أحقابًا[/color]: ماكثين فيه أحقابًا ، والحقب هي المدة من الزمان واختلفوا فيها فقالوا : أربعون سنة وقيل سبعون سنة وقيل ثمانون سنة وقيل ثلاثمائة سنة ، كل يوم كألف سنة مما تعدون وقيل لا انقضاء لها كلما مر حقب جاء حقب بعده
[color="rgb(65, 105, 225)"]لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا: [/color]لا يذوقون فيها بردا لقلوبهم ولا شرابًا يرويهم
[color="rgb(65, 105, 225)"]إلا حميمًا وغسّاقًا:[/color]
الحميم: هو ما انتهى حره من الماء
الغسّاق: صديد أهل النار وعرقهم
[color="rgb(65, 105, 225)"]جزاء وفاقًا:[/color] موافقًا لأعمالهم
[color="rgb(65, 105, 225)"]إنهم كانوا لا يرجون حسابًا:[/color] لا يؤمنون بالبعث ولا يعتقدون أن هناك دارًا أخرى يحايبون فيها ويجازون
[color="rgb(65, 105, 225)"]وكذبوا بآياتنا كذّابًا:[/color]كانوا يكذبون بآيات الله ودلائله التي أنزلها على رسله
كذابًا: مصدر من غير الفعل أي تكذيبًا
[color="rgb(65, 105, 225)"]وكل شيء أحصيناه كتابًا:[/color]كتبناها عليهم وسنجازيهم بها
[color="rgb(65, 105, 225)"]فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا:ذوقوا[/color] ما انتم فيه فلن نزيدكم إلا عذابًا من جنسه
[color="rgb(65, 105, 225)"][color="rgb(65, 105, 225)"]إن للمتقين مفازًا: [/color][/color]
قال ابن عباس وضحاك: متنزها وهو الأرجح لانه ذكر بعده " جنات"
وقال قتادة ومجاهد: فازوا فنجوا من النار
[color="rgb(65, 105, 225)"]حدائق[/color] : بساتين من النخيل ونحوه
[color="rgb(65, 105, 225)"]وكواعب[/color]: جمع كاعب وهي الناهد
[color="rgb(65, 105, 225)"]وكأسًا دهاقًا:[/color] ملأى متتابعة
[color="rgb(65, 105, 225)"]لا يسمعون فيها لغوًا[/color] [color="rgb(65, 105, 225)"]ولا كذابًا:[/color]أي لا يسمعون فيها كلمًا عاريًا من الفائدة ولا كذبًا
[color="rgb(65, 105, 225)"]جزاءً من ربك عطاءً حسابًا:[/color] أي جازاهم الله به وأعطاهموه فضلا وإحسانًا
حسابًا: أي كاملًا وافرًا شاملًا كثيرًا
[color="rgb(65, 105, 225)"]لا يملكون منه خطابًا:[/color]لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه
[color="rgb(65, 105, 225)"]يوم يقوم الروح والملائكة صفًا: [/color]
الروح قيل هي أرواح بني آدم
وقيل بني آدم (رجحه ابن كثير)
وقيل جبريل
وقيل خلق من الخلق ليسوا ببشر وملائكة
وقيل ملك بقدر جميع الخلق
[color="rgb(65, 105, 225)"][color="rgb(65, 105, 225)"]وقال صوابًا[/color][/color]: أي حقًا وأحق الحق : لا إله إلا الله
[color="rgb(65, 105, 225)"]ذلك اليوم الحق:[/color] أي الكائن لا محالة
[color="rgb(65, 105, 225)"]فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبًا:[/color] مآبًا أي مرجعًا
[color="rgb(65, 105, 225)"]إنا أنذرناكم عذابًا قريبًا[/color]: أي يوم القيامة لتأكد وقوعه صار قريبًا
[color="rgb(65, 105, 225)"]يوم ينظر المرء ما قدمت يداه:[/color] تعرض عليه جميع أعماله خيرها وشرها
[color="rgb(65, 105, 225)"][color="rgb(65, 105, 225)"]ويقول الكافر ياليتني كنت ترابًا: [/color][/color]لما يرى الكافر ذنوبه امام عينيه وأنه مجازى بها النار يتمنى ان لو كان ترابًا لم يخلق
وقيل لما يرى البهائم بعد أن يقضى بينها تصير ترابًا يتمنى لو كان مثلها حيوانًا يصير ترابًا.

أم عبد الله آل عثمان 18 جمادى الآخرة 1435هـ/18-04-2014م 08:55 AM

تفسير سورة النازعات
 
تفسير سورة النازعات









وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) : هي الملائكة التي تنزع أرواح الكفار بعنف فتغرق في نزعها
وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) : الملائكة حين تنزع أرواح المؤمنين فتنزعها برفق كأنها حلت من نشاط
وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) : هي الملائكة
فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)﴾: الملائكة، قال الحسن: لأنها سبقت إلى الإيمان بالله والتصديق به
فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5): الملائكة لأنها تدبر الأمر من السماء إلى الأرض بما يأمر الله
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) : النفخة الأولى
تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) : النفخة الثانية
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) : خائفة
أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) : أبصار أصحابها وأضيف إليها للملابسة أي أنها خاشعة ذليلة حقيرة من هول الموقف
يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) : أي ان منكري البعث استبعدوا أن يبعثوا بعد أن يكونوا في الحافرة وهي : القبور
وقيل الحافرة: الحياة بعد الموت وقيل النار
أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) : بالية
قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) :قال محمد بن كعب , قال المشركون: لئن بعثنا الله بعد موتنا لنخسرن
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) : صيحة واحدة وهي نفخة البعث
فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) : وجه الأرض العلوي
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) : هل سمعت بخبره
إذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16): ناداه ربه: أي كلمه نداء
بالواد المقدس: المطهر, طوى: اسم الوادي
اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17): طغى أي عتا وتجبر
فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) :قل له هل لك إلى أن تجيب إلى طريقة ومسلك تزكى به أي تسلم وتطيع
وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19):إدلك إلى عبادة ربك فيصير قلبك خاضعًا له خاشعا مطيعا
فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) أظهر له مع دعوته له حجة ظاهرة قوية ودليلا واضحًا على صدق ما جاء به
فَكَذَّبَ وَعَصَى (21): كذب بالحق وخالف ما أمر به من الطاعة
ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) : في مقابلة الحق بالباطل وذلك لما سعى في جمع السحرة
فَحَشَرَ فَنَادَى (23): أي في قومه
فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24): قال ابن عباس ومجاهد: وهذه الكلمة قالها بعد قوله " يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري" بأربعين سنة
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) : جعله الله عبرة لأمثاله من المعاندين والمتكبرين في الدنيا والآخرة
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) : إن في ذلك لعظة واعتبارا لمن يتعظ ويعتبر
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27): يقول الله محتجًا على منكري البعث : بل السماء أشد خلقًا منكم
رفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28): جعلها عالية البناء بعيدة الفناء وزينها بالكواكب والنجوم
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29): أغطش ليلها: جعله أسود حالكًا
أخرج ضحاها: جعل نهارها مشرقًا مضيئًا نيّرًا

وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)اخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الانهار وأرسى فيها الجبال والآكام
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) : ثبتها وأقرها
مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33): دحي الأرض وإخراج النبات منها كل ذلك متاع لكم ولأنعامكم مدة حياتكم في هذه الدنيا
فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34): الطامة الكبرى يوم القيامة , لأنها تطم عن كل أمر هائل مفزع
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35): يتذكر الإنسان ما عمله من خير وشر
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) : أظهرت للناظرين فرآها الناس عيانًا
فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37): طغى: عتا وتجبر ,
وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) :: قدمها على دينه وأخراه

فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39): المرجع إلى الجحيم
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) : خاف القيام بين يدي الله , وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41): مقره ومرجعه الجنة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44): لا يعلم وقتها على التعيين إلا الله
إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45: بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من عذاب الله
) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46): يوم عاينوا القيامة استقصروا مدة إقامتهم في الدنيا فرأوا كانها كانت عشية يوم وهي ما بين الظهر إلى غروب الشمس ,أو كضحى يوم: وهو من طلوع الشمس إلى نصف النهار



أم عبد الله آل عثمان 18 جمادى الآخرة 1435هـ/18-04-2014م 11:00 AM

تفسير سورة عبس
 
تفسير سورة عبس


وهي مكية



عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١</SPAN>أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ ﴿٢ : سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو أحد أشراف العرب فجاءه عبد الله بن أم مكتوم الأعمى يسأله ويقول: أرشدني ودلني فأعرض عنه النبي وعبس ليقبل على ذلك الشريف طمعًا في هدايته.
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ ﴿٣: يحصل له زكاة وطهارة في نفسه
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٤:يحصل له اتعاظ وانزجار عن المعاصي
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿٥فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿٦: أما الغني فأنت تتعرض له رجاء أن يهتدي
وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿٧</SPAN>: ما عليك ألا تحصل له هداية
وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿٨وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿٩: من جاءك يطلب
فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿١٠ : تتشاغل
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١
:هذه السورة أو هذه الموعظة بالمساواة بين الناس في الدعوة
فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢: ذكر الله في جميع أموره ، ويحتمل أن يكون المراد الوحي
فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ ﴿١٣: هذه السورة أو العظة أو القرءان في صحف مطهرة أي: معظمة موقرة
مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ ﴿١٤ : مرفوعة : عالية القدر, مطهرة: من الدنس والزيادة والنقصان
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴿١٥ : هم الملائكة
كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴿١٦
: حسن خَلقهم , كريمة افعالهم وأخلاقهم
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴿١٧ : لعن الإنسان ما أشد كفره
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴿١٨مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴿١٩ : قدر أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد
ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴿٢٠ : قيل يسر خروجه من بطن أمه وقيل : بينّا له السبيل ووضحناه وسهلنا عليه عمله
ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴿٢١
: جعل له قبرا
ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ﴿٢٢ : بعثه
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ﴿٢٣
: ليس الأمر كما يقول ابن آدم أنه أدى حقوق الله عليه في نفسه وماله
فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ﴿٢٤
: هذا امتنان وفيه إشارة إلى أن من أحيا النبات من الأرض الهامدة قادر على إحياء الاجساد البالية بعد موتها
أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿٢٥: أنزلناه من السماء إلى الأرض
ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ﴿٢٦ :أي أسكناه فيها فتخلل في شقوقها
فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿٢٧
:كل ما يذكر من الحبوب
وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿٢٨
: القضب: هو القت وقيل العلف
وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿٢٩
: النخل ومنه الرطب والبسر
وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿٣٠: حدائق أي بساتين ، غلبًا: طوال غلاظ كرام
وَفَاكِهَةً وَأَبًّا
﴿٣١ : الفاكهة ما يتفكه به من الثمار وهي ما أكل من الثمار رطبا: الأب: قيل الحشيش وقيل ما تأكله الدواب دون الناس
مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣٢: عيشة لكم ولأنعامكم مدة بقائكم في الدنيا
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴿٣٣: يوم القيامة وقيل
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿٣٤وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿٣٥وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴿٣٦</SPAN>: يراهم ويبتعد عنهم لهول الموقف
لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴿٣٧ : شغل يشغله
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ﴿٣٨: مستنيرة
ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴿٣٩: مسرور فرحة من سرور قلوبهم ظهر السرور على وجوههم
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴿٤٠تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴿٤١</SPAN>: يعلوها ويغشاها سواد
أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴿٤٢ : الكفرة بقلوبهم , الفجرة في أعمالهم
</SPAN>

أم عبد الله آل عثمان 4 رجب 1435هـ/3-05-2014م 04:08 PM

تفسير سورة التكوير
وهي مكية

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) : جمعت بعضها إلى بعض ثم لفت ورمي بها فذهب ضوؤها
وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2): تناثرت
وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3):
زالت عن أماكنها ونسفت
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4):
العشار هي الناقة لما تكون في الشهر العاشر من حملها ، عطلت: تركتوسيبت ولم يهتم بها
وذكرت هنا لأنها من أنفس الاموال عند العرب ولكنها تركت لأمر مفزع هائل وهو أمر القيامة

وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5
): جمعت
وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6): أوقدت
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7): جمع كل شيءٍ إلى نظيره والأمثال من الاس جمع بينهم
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) :الموءودة هي البنت التي كان يدفنها اهلها حية في الجاهلية
سئلت: سئلت عن سبب دفنها حية ، وفي هذا تهديد لقاتلها
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10
): أعطي كل إنسان صفيحته بيمينه أو بشماله
وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11
): تنكشط فتذهب وقيل كشفت وقيل اجتذبت
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12)
: أحميت
وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13): قربت لأهلها
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) : إذا حدث كل ذلك علمت كل نفسٍ ما عملت وأحضر لها
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15)الْجَوَارِي الْكُنَّسِ (16): هي النجوم تخنس بالنهار وتكنس بالليل وقيل هي بقر الوحش
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17): اختار ابن كثير أنه إذا أقبل وقيل إذا أدبر
وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18): إذا أضاء
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19
): أي إن هذا القرآن لتبليغ رسول كريم حسن الخلق بهي المنظروهو جبريل عليه السلام
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20):ذِي قُوَّةٍ :أي أنه شديد الخلق والبطش شديد الفعل
عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ :
أي له مكانة عند الله
مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21): مسموع قوله مطاع في الملأ الأعلى أهل السماوات
أمين: تزكية للرسول الملكي
وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22): صاحبكم عنى الرسول صلى الله عليه وسلم
وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ (23):
رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته له ستمائة جناح وهذه الرؤيا الأولى التي كانت بالبطحاء
وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24): قرئت بضنين: أي بخيل , وقرئت بظنين : أي متهم
أي وما محمد –صلى الله عليه وسلم بما أنزله الله عليه من الوحي ببخيل ولا متهم
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25): ما هذا القرآن بقول شيطان أي لا يريده ولا ينبغي له أن يحمله
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26):
أين تذهب عقولكم في تكذبيكم بهذا القرآن مع وضوحه وبيان أنه من عند الله
إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27): هذا القرآن ذكرٌ لجميع الناس يتعظون به ويتذكرون
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28):
من أراد الهداية فعليه بالقرآن إذ لا هداية في سواه
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29): ليست المشيئة موكولة إليكم فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل بل ذلك كله تابعٌ لمشيئة الله عز وجل


أم عبد الله آل عثمان 4 رجب 1435هـ/3-05-2014م 05:56 PM

تفسير سورة الانفطار
وهي مكية

إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1): أي انشقت
وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2): تساقطت
وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3):
فجر الله بعضها في بعض فذهب ماؤها
وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4
): بحثت ، أو حركت فأخرج من فيها
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5):
إذا حدث ذلك علمت كل نفس ما عملت
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6):
فيها تهديد أي ما غرك بربك الكريم حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق.
وإنما ذكر اسمه الكريم لينبه على أن الكريم لا ينبغي أن يقابَل بالسوء والأعمال القبيحة
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7): جعلك مستويًا منتصب القامة معتدلها في أحسن الهيئات والأشكال
فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8):
في أي أي شبه أم أو أب أو عم أو خال
كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9): الدين هو الجزاء والحساب ، أي ما حملكم على المعاصي ومقابلة الكريم بالسوء إلا تكذبيكم بالمعاد والحساب والجزاء
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)
: وإن عليكم ملائكة حفظةً كرامًا فلا تقابلوهم بالقبائح فإنهم يكتبون ما تعملون
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) : يوم القيامة وهو يوم الحساب والجزاء
وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) : لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17
): تعظيم لشان يوم القيامة
ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18): تأكيد لتعظيم شأن يوم القيامة
يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) : لا يقدر واحد على نفع واحد وتخليصه مما هو فيه إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى

أم عبد الله آل عثمان 5 رجب 1435هـ/4-05-2014م 12:04 PM

تفسير سورة المطففين
وهي مكية


سبب نزولها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يطففون في الكيل والميزان فنزلت هذه الآية

وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1): الويل:
هو الهلاك ، التطفيف: هو البخس في الميزان والمكيال إما بالزيادة إن اقتضى منهم أو بالنقص إن كالهم
الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) : يأخذون حقهم بالزائد
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3):
ينقصون المكيال
أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5):
أما يخاف أولئك من البعث والوقوف بين يدي من يعلم السرائر في يوم عظيم الهول كثير الفزع
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6): يقومون حفاة عراة غرلا في موقف صعب
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) : سجين فعيل من السَّجن وهو الضيق
أي في مكان ضيق
وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8): هو أمر عظيم وسجن مقيم وعذاب أليم
كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9):
مرقومٌ مكتوبٌ مفروغٌ منهلا يزاد فيه أحد ولا ينقص
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11):هلاك ودمار للمكذبين الذين لا يصدقون بيوم القيامة ويستبعدون أمره
وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12):معتد في فعله بارتكاب الحرام والمجاوزة في المباح ،أثيم في قوله إذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13): إذا سمع كلام الله من السول صلى الله عليه وسلم كذب به وظن به ظن السوء أنه من مفتعل من كتب الأولين
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) :
أي ليس الأمر كما يزعمون من أن هذا القرآن أساطير الأولين وإنما بدا لهم ذلك بسبب الرين في قلوبهم جراء ذنوبهم ومعاصيهم
كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15):
محجوبون عن رؤية الله يوم القيامة ، قال الشافعي إن في هذا الآية دليلا على أن المؤمنين يرون ربهم
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16): بالإضافة إلى حجبهم عن رؤية ربهم فهم سيصلون النار الحامية
ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17):
يقال لهم ذلك على وجه التقريع والتوبيخ والتحقير
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) : في مكان مرتفع عالٍ فسيح
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19):
تعظيم وتفخيم لشأنه
كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20):
تأكيد لما كتب لهم
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) :
الملائكة
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) : يوم القيامة هم في نعيم مقيم
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) : السرر هي الأرائك تحت الحجال ، ينظرون : ينظرون إلى ما أتاهم الله من النعيم ، وقيل ينظرون إلى الله عز وجل
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24): تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم صفة الدعة والرياسة والترافة مما هم فيه من النعيم
يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25): الرحيق: خمر الجنة
خِتَامُهُ مِسْكٌ: قال ابن مسعود :
مزاجه مسك، وقال ابن عباس:ختم بمسك
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) :
في مثل هذا فليتفاخر المتفاخرون وليتباهوا
وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) :
ومزاج هذا الرحيق من تسنيم وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) : قال ابن مسعود:
يشرب منها المقربون صرفا أما أصحاب اليمين فتمزج لهم
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) : أي ان الكفار كانوا في الحياة الدنيا يضحكون من المؤمنين أي يستهزؤون بهم
وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30): أي محتقرين لهم
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) :
أي إذا رجع هؤلاء الكفار إلى بيوتهم رجعوا فكهين أي شيء طلبوه وجدوه ومع ذلك لم يشكروا بل استهزؤوا بالمؤمنين
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) : رموم بالضلال لكونهم ليسوا على دينهم
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) : ليسوا مطالبين ولا مكلفين بحفظ أعمالالمؤمنين ولا مراقبتها
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)
: فاليوم: أي يوم القيامة ، يضحك الذين آمنوا من الكفار كما ضحكوا واستهزؤوا بهم في الدنيا
عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) : على السرر ينظرون إلى ربهمفي مقابل من اتهموهم بالضلال فهم ليسوا بضالين بل مؤمنين ينظرون لربهم في جنته
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)
: هل جوزي أولئك الكفار على استهزائهم بالمؤمنين أي قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمه وأكمله


أم عبد الله آل عثمان 9 رجب 1435هـ/8-05-2014م 09:34 PM

تفسير سورة البروج:
وهي مكية

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1): النجوم العظام واختار ابن جرير أنها منازلالشمس والقمر
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) : يوم القيامة
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3): الأكثرون على أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ، وذكرت أقوال هي:
- الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم القيامة
- الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيامة
- الشاهد يوم الذبح والمشهود يوم عرفة
- الشاهد والمشهود يوم النحر ويوم الجمعة
- الشاهد الله والمشهود نحن، روي عن سعيد بن جبير
- الشاهد الله والمشهود يوم القيامة
- الشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة
- الشاهد ابن آدم والمشهود يوم القيامة
- الشاهد الإنسان والمشهود يوم الجمعة
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) : لعن أصحاب الأخدود
والأخدود هو الحفير في الأرض ، وهو الأخدود الذي أعده الكفار لمن آمن بالله ليردوهم عن دينهم وأضرموا فيه النار وأمروهم أن يرجعوا عن دينهم فأبوا فقذفوهم فيه.
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7): مشاهدون لما يُفعل بالمؤمنين
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) : ما كان لهم عندهم ذنبٌ إلا أنهم آمنوا بالله {العزيز} : الذي لا يضام من لاذ بجانبه {الحميد} : في أقواله وأفعاله وقدره وشرعه
وإن كان قد قدّر على هؤلاء المؤمنين ما أصابهم من العذاب على أيدي الكفار فهو العزيز الحميد وإن خفي ذلك على الناس
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9): من تمام صفة ملكه أنه المالك لجميع ما في السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، { واللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد}: لا يغيب عنه شيء فس السماوات والأرض ولا تخفى عليه خافية
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ : أي حرقوا ، {ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} : لم يقلعوا عما يفعلوا ويندموا على ما أسلفوا
فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) : لأن الجزاء من جنس العمل
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11): بخلاف ما أعد للكافرين من الحريق والنار ولذلك قال ذلك الفوز الكبير
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12): بطشه وانتقامه ممن خالف رسله شديد قوي
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) : من قوته وقدرته التامة يبدأ الخلق ثم يعيده كما بدأه بلا منازع ولا مدافع
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14): يغفر ذنب من تاب إليه ورجع مهما كانت عظمة الذنب{الودود}: الحبيب
{ ذُو الْعَرْشِ} : صاحب العرش، { الْمَجِيدُ} (15): قرئت بالرفع على أنها صفة لله ، وبالخفض على أنها صفة للعرش
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16): إذا أراد شيئا فعله لا معقب لحكمه ولا يُسأل عما يفعل لعظمته
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) : هل علمت ما أحل الله بهم من العذاب والبأس وأنزل عليهم من النقمة التي لم يردها عنهم أحد
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19): شك وكفر وعناد
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20): قادرٌ عليهم لا يفوتونه ولا يعجزونه
بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21):عظيمٌ كريم
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) : في الملأ الأعلى محفوظٌ من الزيادة والقص والتحريف والتبديل

أم عبد الله آل عثمان 9 رجب 1435هـ/8-05-2014م 10:56 PM


تفسير سورة الطارق
وهي مكية



وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2): أقسم الله بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة
وسمي طارقًا لأنه يظهر بالليل ويختفي بالنهار
النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) : المضيء وقيل الذي يثقب الشياطين فيحرقها
إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4):حافظُ من الله يحرسها من الآفات
فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) : تنبيه للإنسان ليتأمل في ضعف أصله الذي خلق منه وليقر بالمعاد فمن قدر على البداءة قادر على الإعادة من باب أولى
خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) : وهو المني يَخْرُجُ دفقًا
مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) : صلب الرجل وترائب المرأة
إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) : ذكر فيها قولان:
- إنه على رجع هذا الإنسان - المخلوق من ماء دافق – وبعثه بعد موته لقادر
- إنه على رجع هذا الماء الدافق من مكانه الذي خرج منه لقادر
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) : يوم القيامة تكشف وتظهر وتبدو الأسرار فتصير علانية والمكنون يصير جهرًا
{ فَمَا لَهُ } : أي يوم القيامة ، {مِنْ قُوَّةٍ} : من نفسه ، { وَلا نَاصِرٍ} : أي من خارج منه
أي لا يستطيع أن ينصر وينقذ نفسه من عذاب الله ولا أحد يستطيع له ذلك
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11): الرجع: المطر
وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12): تتصدع بالنبات
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) : حق
وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14): إنه لحق جد
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) : يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن
فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ : أنظرهم ولا تستعجل لهم
أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17): قليلا وترى ما حل بهم من العقوبة


أم عبد الله آل عثمان 2 شعبان 1435هـ/31-05-2014م 02:17 PM

تفسير سورة الأعلى
مكية
فضل السورة:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها في العيدين والجمعة كما ورد في صحيح مسلم
- كان يحبها كما روى الإمام أحمد
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1): لما نزلت هذه السورة قال النبي –صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها في سجودكم"
قال قتادة: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرا هذه الآية قال: سبحان ربي الاعلى
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2): خلق المخلوقات في أحسن الهيئات وأكملها
وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3): هدى الإنسان للشقاوة والسعادة وهدى الأنعام لمراتعها
وقيل قدّر قدرًا وهدى الخلائق إليه
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4): من جميع صنوف النباتات والزروع
فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5): هشيمًا متغيرًا
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ: أي سنقرئك يا محمد فلا تنسى ما أقرأناك إلا ما شاء الله وهذا إخبار من الله تعالى ووعد منه بأن يقرئه قراءة لا ينساها إلا ما شاء الله
إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7): يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من أقوالهم وأعمالهم لا يخفى عليه شيء
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8): نيسر لك أعمال الخير وأقواله ونشرع لك شرعًا سهلا مستقيمًا معتدلًا
فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9):ذكر حيث تنفع الذكرى
فائدة : من هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم ، فلا يضعه عند غير أهله
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10):سيذكر بما تقوله وينتفع ويتعظ من يخشى الله ويظن أنه ملاقيه
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11): الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13): لا يموت فيستريح ولا يحيا حياة تنفعه بل هي مضرة عليهخ إذ بسببها يشعر ما يعاقب به من أشد العذاب
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14): زكى نفسه من الأخلاق الرذيلة وتابع ما أتى به الرسول –صلى الله عليه وسلم
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15): أقام الصلاة في أوقاتها
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16): تقدمونها على أمر الآخرة
وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17): ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا وأبقى
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) : { إِنَّ هَذَا } إشارة إلى قوله : { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } ثم قال : { إِنَّ هَذَا } أي : مضمون هذا الكلام { لَفِي الصُّحُفِ الأولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى }

أم عبد الله آل عثمان 2 شعبان 1435هـ/31-05-2014م 05:09 PM

تفسير سورة الغاشية
وهي مكية
فضل السورة:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها في العيدين والجمعة

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) : الغاشية اسم من أسماء يوم القيامة سميت بذلك لأنها تغشى الناس وتعمهم وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2): أي ذليلة
عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3): عملت عملًا كثيرا ونصبت فيه ثم هي تصلى النار و قال البخاري هم النصارى
تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) : شديدة الحر
تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ (5) : قد انتهى حرها
لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) : هوالشبرق
لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7):لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) : يومئذٍ: يوم القيامة ، ناعمة : يعرف النعيم فيها وإنما حصل لها ذلك بعملها
لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) : راضية عن عملها
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10): رفيعة
لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11): لا يُسمع في الجنة لغو
فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12): أي سارحة وهذا اسم جنس أي فيها عيون جاريات
فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13): عالية ناعمة كثيرة الفرش إذا أراد ولي الله الجلوس عليها تواضعت له
وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14):أواني الشرب معدة مرصدة لمن أرادها
وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15): النمارق هي الوسائد ، مصفوفة: معدة لمن أراد الجلوس
وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) : زرابي هي البسط ، مبثوثة: أي ها هنا وهاهنا لمن أراد الجلوس
{ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17):أفلا ينظرون إلى الإبل وهي مع شديد خلقتها وقوتها تلين وتنقاد للطفل الصغير وتلين للحمل الثقيل
وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19): قائمة منتصبة لتثبت الأرض لئلا تميد باهلها
وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20): سطحت ومهدت وسويت
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21): ذكر يا محمد الناس بما أوحينا إليك لإانما عليك البلاغ وعلينا الحساب
لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22): لست عليهم بجبار
إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ (24): تولى عن العمل بأركانه وكفر بالحق بلسانه وجنانه
إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25): مرجعهم
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) : نحن نجازيهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرًا وإن شرًا فشرًا

أم عبد الله آل عثمان 2 شعبان 1435هـ/31-05-2014م 08:29 PM

تفسيرسورة الفجر
مكية

وَالْفَجْرِ ﴿1﴾: الفجر هو الصبح ، وقيل أن المقصود صبح يوم النحر خاصة
وقيل المقصود أقسم الله بالنهار كله أي إقباله
وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴿2﴾ عشر ذي الحجة
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴿3﴾ الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة
وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴿4﴾: إذا ذهب وقيل إذا أقبل وعليه يكون القسم بإقبال الليل وإدبار النهار
هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ ﴿5﴾: أي لذي لب وحجا وعقل
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿6﴾: وهم عاد الأولى أبناء عاد بن إرم بن عوص بن نوح عليه السلام وقد كانوا عظماء الخلقة وكانوا متمردين عتاة جبارين فذكر الله كيف فعل بهم وكيف أهلكهم
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿7﴾: عطف بيان لزيادة التعريف بهم و قيل إرم: بيت مملكة عاد ، ذات العماد: لانهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالأعمدة الشداد
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿8﴾ لم يخلق مثل هذه القبيلة في البلاد لشدتهم وقوتهم وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿9﴾: أي قطعوا الصخر بالوادي أي نحتوه
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿10﴾: الجنود الذين يشدون له أمره. ويقال : كان فرعون يوتد أيديهم وأرجلهم في أوتاد من حَديد يعلقهم بها
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿11﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴿12﴾: عتوا وتجبروا وعاثوا في الأرض بالإفساد والأذية للناس
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿13﴾: أرسل الله عليهم رجزًا من السماء وحلت بهم العقوبة
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿14﴾: يسمع ويرى ، ويرصد عباده فيما يعملون فيجازي كل إنسان بعمله
فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿15﴾ يقول تعالى منكرًا على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك ، فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك ، بل هو ابتلاء وامتحان
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴿16﴾: وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضَيَّق عليه في الرزق ، يعتقد أن ذلك من الله إهانة له.
كَلَّا ۖ أي ليس الأمر كذلك فإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ويضيق على من يحب ومن لا يحب ، وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين ، إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك ، وإذا كان فقيرًا بأن يصبر.

بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ﴿17﴾ وفيه أمر بإكرام اليتيم
وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿18﴾ لا يحث بعضهم بعضًا ولا يأمر بعضهم بعضًا بالإحسان إلى المساكين
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا﴿19﴾ التراث: الميراث، لما: من أي جهة حصل حلالًا كانت أو حرامًا
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴿20﴾: شديدًا
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴿21﴾: كلا: حقًا ، إذا دكت الأرض دكًا دكًا: سويت الأرض والجبال وخرج الناس من قبورهم لربهم
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴿22﴾: جاء الله لفصل القضاء بين الخلق وذلك بعدما يستشفعون بمحمد صلى الله عليه وسلم
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ: يُؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام على كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها
يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ : عمله وما أسلفه في قديم دهره وحديثه
وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿23﴾: كيف تنفعه الذكرى
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿24﴾ يندم على ما سلف منه من المعاصي إن كان عاصيًا ويود لو ازداد من الطاعات إن كان طائعًا
فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴿25﴾: ليس أحدٌ أشد عذابًا من تعذيب الله من عصاه
وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴿26﴾: ليس أحدٌ أشد توثيقًا من الزبانية لمن كفر بربهم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴿27﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ: إي إلى جواره وثوابه وما أعده لعباده في جنته
رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿28﴾: راضية في نفسها، مرضية: قد رضيت عملها ورضيت عن الله ورضي اللخه عنها وأرضاها
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴿29﴾: أي في جملتهم
وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿30﴾: يقال لها هذا عند الاحتضار ويوم القيامة وعند قيامه من قبره
قيل أن هذه الآيات نزلت في عثمان بن عفان وقيل نزلت في حمزة وقيل أنها نزلت وأبو بكرٍ جالس فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم: أما إنه سيقال لك ذلك

أم عبد الله آل عثمان 2 شعبان 1435هـ/31-05-2014م 10:05 PM

تفسير سورة البلد
مكية

لَا أُقْسِمُ بِهَـٰذَا الْبَلَدِ ﴿1﴾ : أقسم بهذا البلد وهو مكة المكرمة
وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا الْبَلَدِ ﴿2﴾ : أي يحل لك المقالبة فيه وقد أحلت للنبي صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار
وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴿3﴾ : قيل آدم وولده وحسّن ابن كثير هذا القول
وقيل هي عامة في كل والد وولده وقيل الوالد الذي يولد له وما ولد: العقيم الذي لا يولد له وقيل العكس
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴿4﴾ : قيل الكبد : الاستقامة والاستواء
وقيل شدة خُلق وقيل مكابدة الأمور ومشاقها وهو اختيار ابن جرير
أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ﴿5﴾ : قيل: الله سبحانه وتعالى
وقيل أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يأخذ ماله
وقيل أيحسب أن لن يُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا ﴿6﴾ : أنفقت مالًا كثيرا
أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ ﴿7﴾: أيحسب أن لم يره الله عز وجل
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ﴿8﴾: عينين يبصر بهما
وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴿9﴾: لسانًا يعبر به عما في ضميره وشفتين جمالًا لوجهه
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴿10﴾:طريق الخير والشر
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿11﴾ : أفلا سلك الطريق التي فيها الخير والنجاة
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴿12﴾ تبيين لهذه العقبة
فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿13﴾: عتق رقبة
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿14﴾:أو إطعام في يوم ذي مجاعة
يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿15﴾: إطعام يتيمة ذا قرابة
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿16﴾: أو مسكين قد لصق بالتراب من شدة الفقر
ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا : ثم هو مع هذه الأوصاف مؤمن بربه محتسب ثواب ذلك عند الله
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴿17﴾: كانوا من المؤمنين العاملين صالحًا وتواصوا بالصبر على أذى أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴿18﴾: أصحاب اليمين
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴿19﴾: أصحاب الشمال
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ ﴿20﴾: مطبقة عليهم لا يستطيعون الخروج منها

أم عبد الله آل عثمان 2 شعبان 1435هـ/31-05-2014م 10:47 PM

تفسير سورة الشمس
مكية


وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿1﴾: أقسم الله بالشمس ونهارها
وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿2﴾: إذا تبعها
وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴿3﴾: إذا جلى البسيطة
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿4﴾ يغشى الشمس بظلمته
وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴿5﴾: البناء هو الرفع وقد تكون ما هنا بمعنى من اي ومن بناها أو بمعنى ما المصدرية أي السماء وبنائها
وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴿6﴾: بسطها
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾: خلقها مستوية مستقيمة الفطرة
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾: بين لها طريق الخير والشر
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿9﴾ : زكى نفسه بطاعة ربه وطهرها من الاخلاق الدنيئة
وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴿10﴾ : دسسها وخملها بخذلانه لها عن الهدى حتى ركبيت معصية الله عز وجل وتركت طاعته
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ﴿11﴾: كذبوا بسسب طغيانهم
إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴿12﴾ : قدار بن سالف عاقر الناقة وهو أحيمر ثمود اشقى القوم وكان ذو مكانة فيهم
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ: صالح عليه السلام
نَاقَةَ اللَّـهِ :أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء ، وَسُقْيَاهَا ﴿13﴾: فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم فلا تعتدوا على يوم شربها
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا:كذبوه فيما جاءهم به فاعقبهم ذلك أن عقروا الناقة
فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ:غضب عليهم ربهم فدمرهم
فَسَوَّاهَا ﴿14﴾ : أنزل العقوبة عليهم على السواء لأنه ما عقر الناقة إلا بموافقتهم
وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴿15﴾: لا يخاف الله من أحد تبعة

أم عبد الله آل عثمان 2 شعبان 1435هـ/31-05-2014م 11:27 PM

تفسير سورة الليل
مكية

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿1﴾:أقسم الله بالليل إذ يغشى الخليقة بظلامة
وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿2﴾:أي بضيائه وإشراقه
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ﴿3﴾: خلق الكائنات ذكرا وأنثى
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ ﴿4﴾ : أعمال العباد مختلفة فمنها الخير والشر
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿5﴾: أعطى زكاة ماله واتقى ربه
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿6﴾ : بالمجازاة في الدار الآخرة وقيل بالثواب وقيل بالخلف
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ﴿7﴾: نيسر له طريق الخير
وَأَمَّا مَن بَخِلَ : بماله ، وَاسْتَغْنَىٰ : عن ربه عز وجل
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿9﴾: بالجزاء في الآخرة
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ ﴿10﴾ : لطريق الشر
وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ ﴿11﴾: إذا مات وقيل إذا تردى في النار
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْـهُدَىٰ ﴿12﴾: أي نبين طريق الشر وطريق الخير
وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَىٰ ﴿13﴾: كل ذلك ملك الله وهو المتصرف فيهما
فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ ﴿14﴾: أي تتوهج
لَا يصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ﴿15﴾: لا يدخلها دخولًا يحيط به من كل جوانبه إلا الأشقى
الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿16﴾ : كذب بقلبه وتولى عن العمل بجوارحه
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ﴿17﴾ سيزحزح عن النار التقي النقي الأنقى
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ﴿18﴾ : الذي يصرف ماله في طاعة ربه وليزكي نفسه وماله
وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ ﴿19﴾: ليس بذله في مكافأة مِن أسدى إليه معروفًا
إلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ ﴿20﴾: أي طمعًا في رؤية ربه يوم القيامة
وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ ﴿21﴾: سوف يرضى صاحب هذه الخصال

أم عبد الله آل عثمان 3 شعبان 1435هـ/1-06-2014م 12:53 AM

تفسير سورة الضحى:
مكية

سبب النزول:
روى البخاري أن جبريل أبطا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون : " ودع محمد" فنزلت هذه السورة
التكبير:
ورد التكبير بعد سورة الضحى وبعضهم قال يبدأ التكبير بعد سورة الليل
وصيغته : الله أكبر وقال بعضهم : الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر
والحديث الوارد في ذلك ضعفه أهل العلم

وَالضُّحَىٰ ﴿1﴾: أ قسم الله بالضحى و ضوئه
وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ﴿2﴾ : سكن وأظلم فادلهمّ
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ: ما تركك، وَمَا قَلَىٰ ﴿3﴾: ما أبغضك
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ ﴿4﴾ : الدار الآخرة خير لك من هذه الدار
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ﴿5﴾ : أي : في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته ، وفيما أعدَّه له من الكرامة ، ومن جملته نهر الكوثر
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ﴿6﴾: مات أبوه وهو في بطن أمه فأواه الله فسخر له جده ليرعاه ثم رعاه عمه بعد وفاة جده
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿7﴾ : كقوله { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ﴿8﴾: وجدك ذو عيال فأغناك ، فجمع الله له بين مقام الفقير الصابر والغني الشاكر
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴿9﴾ : لا تذله ولا تنهره ولكن أحسِنْ إليه ، وتلطف به.

وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴿10﴾ كما كنت ضالا فهداك الله ، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد.
قال ابن إسحاق : { وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ } أي : فلا تكن جبارًا ، ولا متكبرًا ، ولا فَحَّاشا ، ولا فَظّا على الضعفاء من عباد الله.
وقال قتادة : يعني رَد المسكين برحمة ولين.

وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴿11﴾: وكما كنت عائلا فقيرًا فأغناك الله ، فحدث بنعمة الله عليك
قال : كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدّث
وقال محمد بن إسحاق : ما جاءك من الله نعمة وكرامة من النبوة فحدّث بها واذكرها ، وادع إليها. وقال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوة سرًا إلى من يطمئن إليه من أهله

أم عبد الله آل عثمان 3 شعبان 1435هـ/1-06-2014م 01:16 AM

تفسير سورة الشرح
مكية

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴿1﴾ : أي أما شرحنا لك صدرك فجعلناه واسعًا رحيبًا وكذلك شرعنا لك شرعًا سمحًا سهلًا لا إصر فيه
وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴿2﴾: غفرنا لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ﴿3﴾: أثقلك حمله
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴿4﴾: رفع له ذكره في الأذان فلا يُذكر الله إلا ذكر معه : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴿5﴾: مع العسر يوجد اليسر
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴿6﴾ :تأكيد
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ﴿7﴾:إذا فرغت من أشغال الدنيا وعلائقها فانصب في عبادة ربك
وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب ﴿8﴾: أخلص له النية والرغبة

أم عبد الله آل عثمان 3 شعبان 1435هـ/1-06-2014م 01:50 AM

تفسير سورة التين:
مكية

وَالتِّينِ: اختلف هاهنا على المفسرون أقوال كثيرة فقيل : المراد بالتين مسجد دمشق. وقيل : هي نفسها. وقيل : الجبل الذي عندها.
وقال القرطبي : هو مسجد أصحاب الكهف
وروى العوفي ، عن ابن عباس : أنه مسجد نوح الذي على الجودي.
وقال مجاهد : هو تينكم هذا.
وَالزَّيْتُونِ ﴿1﴾:{ وَالزَّيْتُونِ } قال كعب الأحبار ، وقتادة ، وابن زيد ، وغيرهم : هو مسجد بيت المقدس.
وقال مجاهد ، وعكرمة : هو هذا الزيتون الذي تعصرون
وَطُورِ سِينِينَ ﴿2﴾: هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى
وَهَـٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴿3﴾: مكة
وقال بعض الأئمة : هذه مَحَالٌّ ثلاثة ، بعث الله في كل واحد منها نبيًا مرسلا من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبار ، فالأول : محلة التين والزيتون ، وهي بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم. والثاني : طور سينين ، وهو طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران. والثالث : مكة ، وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمنا ، وهو الذي أرسل فيه محمدا صلى الله عليه وسلم.

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴿4﴾ : خلق الإنسان في أحسن صورة ، وشكل منتصب القامة ، سَويّ الأعضاء حسنها.

ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴿5﴾:إلى النار
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿6﴾ :غير ممنون: غير مقطوع
فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ﴿7﴾: فَمَا يُكَذِّبُكَ } يعني : يا ابن آدم { بَعْدُ بِالدِّينِ } ؟ أي : بالجزاء في المعاد وقد علمت البدأة ، وعرفت أن من قدر على البدأة ، فهو قادر على الرجعة بطريق الأولى ، فأي شيء يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا ؟

أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴿8﴾: وقوله : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } أي : أما هو أحكم الحاكمين ، الذي لا يجور ولا يظلم أحدًا ، ومن عَدْله أن يقيم القيامة فينصف المظلوم في الدنيا ممن ظلمه. وقد قدمنا في حديث أبي هريرة مرفوعًا : "فإذا قرأ أحدكم { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } فأتى على آخرها : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين"

أم عبد الله آل عثمان 3 شعبان 1435هـ/1-06-2014م 02:29 PM

تفسير سورة العلق:
مكية
وهي أول ما نزل من القرآن
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1﴾ : لما جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: اقرأ قال ما أنا بقارئ فأعادها عليه ثلاثًا ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق . الآيات
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2﴾ : تنبيه إلى ابتداء خلق الإنسان من علقة
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿3﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4﴾عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿5﴾: من كَرَمه تعالى أن عَلّم الإنسان ما لم يعلم ، فشرفه وكرمه بالعلم
والعلم تارة يكون في الأذهان ، وتارة يكون في اللسان ، وتارة يكون في الكتابة بالبنان ، ذهني ولفظي ورسمي ، والرسمي يستلزمهما من غير عكس ، ولذلك قال: بالقلم
كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ ﴿6﴾ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ﴿7﴾ : يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان ، إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله.
إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ ﴿8﴾: إلى الله المصير والمرجع ، وسيحاسبك على مالك : من أين جمعته ؟ وفيم صرفته ؟ وهذا تهديد ووعيد
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنهَىٰ ﴿9﴾ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ﴿10﴾ : نزلت في أبي جهل ، لعنه الله ، توعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة عند البيت
أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ ﴿11﴾ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ ﴿12﴾
فما ظنك إن كان هذا الذي تنهاه على الطريق المستقيمة في فعله ، أو { أَمَرَ بِالتَّقْوَى } بقوله ، وأنت تزجره وتتوعده على صلاته
أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿13﴾ : أي : أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه ، وسيجازيه على فعله أتم الجزاء.
أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ ﴿14﴾ : أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه ، وسيجازيه على فعله أتم الجزاء.
كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ: لئن لم يرجع عما هو فيه من الشقاق والعناد
لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴿15﴾: لنَسمَنَّها سوادا يوم القيامة.
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴿16﴾: ناصية أبي جهل كاذبة في مقالها خاطئة في فعَالها
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴿17﴾: ناديه: قومه وعشيرته ، أي : ليدعهم يستنصر بهم
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴿18﴾: وهم ملائكة العذاب ، حتى يعلم من يغلبُ : أحزبُنا أو حزبه.
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ ﴿19﴾: يا محمد ، لا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة وكثرتها ، وصلِّ حيث شئت ولا تباله ؛ فإن الله حافظك وناصرك ، وهو يعصمك من الناس

أم عبد الله آل عثمان 3 شعبان 1435هـ/1-06-2014م 07:02 PM

تفسيرسورة القدر
مكية


إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿1﴾: أنزل القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان فأنزله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في وعشرين ثلاث سنة
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴿2﴾: تعظيم لشأن ليلة القدر
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿3﴾: العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر و ليس فيها ليلة القدر
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ: تتنزل الملائكة في هذه الليلة ، وَالرُّوحُ : قيل هو جبريل وقيل خلقُ من الملائكة، فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴿4﴾ : { مِنْ كُلِّ أَمْرٍ } قال مجاهد : سلام هي من كل أمر.
سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴿5﴾: سلام هي لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا ، وفيل: تقضى فيها الأمور وتقدر فيها الآجال والأرزاق ، وقيل هو تسليم الملائكة على أهل المساجد حتى الفجر

أم عبد الله آل عثمان 3 شعبان 1435هـ/1-06-2014م 08:35 PM

تفسير سورة البينة
مدنية

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ : أهل الكتاب هم اليهود والنصارى
وَالْمُشْرِكِينَ: هم عباد الأوثان والنار من العرب والعجم
مُنفَكِّينَ : منتهين حتى يتبين لهم الحق
حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿1﴾ أي هذا القرآن
رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ﴿2﴾ : أي محمد صلى الله عليه وسلم
فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴿3﴾ : مستقيمة عادلة ليس فيها خطأ
وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿4﴾: أهل الكتب المنزلة على الأمم قبلنا ، بعد ما أقام الله عليهم الحجج والبينات تفرقوا واختلفوا في الذي أراده الله من كتبهم ، واختلفوا اختلافًا كثيرًا ، كما جاء في الحديث المروي من طرق : "إن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ : حنفاء: مائلين عن الشرك إلى التوحيد
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ : وهي أشرف عبادات البدن
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ: الإحسان إلى الفقراء والمحاويج
وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴿5﴾ : الملة القائمة العادلة أو الأمة المستقيمة المعتدلة
وقد استدل الزهري ولشافعي بهذه الآية على أن العمل داخل في الإيمان
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ : يخبر تعالى عن مآل الفجار ، من كفرة أهل الكتاب ، والمشركين المخالفين لكتب الله المنزلة وأنبياء الله المرسلة : أنهم يوم القيامة ، { خَالِدِينَ فِيهَا } ۚ : ماكثين فيها لا يزولون ولا يتحولون
أُولَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴿6﴾: شر الخليقة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴿7﴾: آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم أولئك هم خير الخلق
وقد استدل أبو هريرة بهذه الآية على أن مؤمني البشر خير من الملائكة
جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ : أي يوم القيامة، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } : بلا انفصال ولا انقضاء ولا فراغ
ۖ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ: ومقام رضاه عنهم أعلى مما أوتوه من النعيم المقيم { وَرَضُوا عَنْهُ } فيما منحهم من الفضل العميم.
ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴿8﴾: هذا الجزاء حاصل لمن خشي الله واتقاه حق تقواه ، وعبده كأنه يراه ، وقد علم أنه إن لم يره فإنه يراه.

أم عبد الله آل عثمان 3 شعبان 1435هـ/1-06-2014م 11:40 PM

تفسير سورة الزلزلة:
مكية

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿1﴾: تحركت من أسفلها
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿2﴾: ألقت ما فيها من الموتى
وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿3﴾: استنكر الإنسان أمرها إذ اضطربت وتحركت بعدما كانت ثابتة قارة
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿4﴾: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها
بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا ﴿5﴾: أي أذن لها وقيل : أمرها
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ: يرجعون عن مواقف الحساب
أَشْتَاتًا: فرقًا منهم شقي وسعيد
لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿6﴾:ليعملوا ويجازوا بما عملوه في الدنيا من خير أو شر
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ: وزن أصغر من النمل خَيْرًا يَرَهُ ﴿7﴾: يعني : في كتابه ، ويَسُرُّه ذلك. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿8﴾: قال : يكتب لكل بر وفاجر بكل سيئة سيئة واحدة.
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿7﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿8﴾: يكتب لكل بر وفاجر بكل سيئة سيئة واحدة، وبكل حسنة عشر حسنات ، فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين أيضًا ، بكل واحدة عشر ، ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئات ، فمن زادت حسناته على سيئاته مثقال ذرة ، دخل الجنة.

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 12:21 AM

تفسير سورة العاديات
مكية

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴿1﴾: أقسم الله بالخيل إذا أجريت في سبيل الله فعدت وضبحت وهو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴿2﴾: احتكاك حوافرها بالصخر فتقدح فيه النار
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴿3﴾: الإغارة وفت الصباح
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿4﴾: الغبار الذي مكان معترك الخيول
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴿5﴾: توسطن المكان كلهن جمع
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴿6﴾:جاحد كفور لنعم ربه
وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ ﴿7﴾: قيل وإن الله على ذلك لشهيد ، وقيل إن الإنسان لشهيد على كونه جاحدا نعم ربه بلسان حاله: أي ظاهر عليه ذلك في أقوا له أفعاله
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴿8﴾: الخير هو المال أي إنه لحب المال لشديد وقد يكون المقصود بها أنه بخيل حريص لشدة حبه للمال
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴿9﴾: إذا أخرج الأموات من القبور
وفيه تزهيد في الدنيا وترغيب في الآخرة
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴿10﴾: أظهرت وأبرزت السرائر
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴿11﴾: عالم بأعمالهم فمجازيهم بها ولا يظلم مثقال ذرة

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 12:38 AM

تفسير سورة القارعة:
مكية

الْقَارِعَةُ ﴿1﴾: اسم من أسماء يوم القيامة
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴿3﴾: تعظيم لشأنها وتهويل لأمرها
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴿4﴾ : يروحون ويجيئون ويتفرقون في انتشارهم وتفرقهم ، وذهابهم ومجيئهم ، من حيرتهم مما هم فيه ، كأنهم فراش مبثوث
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴿5﴾: العهن هو الصوف: أي تصير الجبال كالصوف المنفوش الذي شرع في الذهاب والتمزق
فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴿6﴾: رجحت حسناته على سيئاته
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴿7﴾: الجنة
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿8﴾: رجحت سيئاته على حسناته
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴿9﴾: قيل يلقى في النار على أم رأسه أي دماغه ، وقيل أمه: أي التي يرجع إليها ويصير إليها ، }هاوية{: اسم من أسماء النار
نَارٌ حَامِيَةٌ ﴿11﴾: حارة شديدة الحرارة ثوية السعير

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 12:53 AM

تفسير سورة التكاثر
مكية

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿1﴾: شغلتكم الدنيا وزهرتها وزينة عن طلب الآخرة
حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿2﴾: حتى أدرككم الموت و زرتم القبور فصرتم من أهلها
كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴿3﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿4﴾: وعيد بعد وعيد
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴿5﴾: لو علمتم حق العلم لما شغلكم التكاثر عن طلب الآخرة
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿6﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿7﴾: هذا تفسير الوعيد المتقدم ، وهو قوله : { كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ } تَوعَّدَهم بهذا الحال ، وهي رؤية النار
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿8﴾ : لتسألن عن شكر ما أنعم الله به عليكم من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 01:04 AM

تفسير سورة العصر
مكية

وَالْعَصْرِ ﴿1﴾: أقسم الله بالعصر وهو الزمان الذي تحدث فيه حركات بني آدم من خير أو شر
إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿2﴾: في خسارة وهلاك
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ :استثنى من جنس الإنسان من الخسران الذي آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ :وتواصوا بالحق: أداء الطاعات وترك المحرمات،
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿3﴾: أي تواصوا بالصبر على الأقدار والمصائب وأذى من يؤذيهم من الناس ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 01:39 AM

تفسير سورة الهمزة
مكية

وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴿1﴾: همزة بقوله، لمزة: بفعله
الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿2﴾ : جمع بعضه إلى بعضٍ وأحصى عدده
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿3﴾: يظن أن جمعه للمال يخله في هذه الدار
كَلَّا ۖ: أي ليس الأمر كما زعم
لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴿4﴾: ليلقين هذا الذي جمع المال وعدده في النار وسميت بالحطمة لأنها تحطم من يدخلها
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿5﴾ نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ ﴿6﴾ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿7﴾: تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء
إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴿8﴾: مطبقة
فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴿9﴾: قال قتادة: حدثنا أنهم يعذبون بعمد في النار

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 01:49 AM

تفسير سورة الفيل:
مكية

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿1﴾أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿2﴾:هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش ، فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل ، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود ، فأبادهم الله ، وأرغم آنافهم ، وخيب سعيهم ، وأضل عملهم ، وَرَدهم بشر خيبة
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿3﴾: أبابيل أي جماعات كثيرة
تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿4﴾: حجارة شديدة صلبة
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿5﴾ :ورق الزرع الذي لم يقضب ، وقيل هو التبن

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 03:33 PM

علاقة السورة بما قبلها:
هذه السورة مفصولة عن التي قبلها في المصحف الإمام ، كتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم وإن كانت متعلقة بما قبلها. كما صرح بذلك محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ؛ لأن المعنى عندهما : حبسنا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله { لإيلافِ قُرَيْشٍ } أي : لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين.

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴿1﴾: لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين.
وقال ابن جرير : الصواب أن "اللام" لام التعجب ، كأنه يقول : اعجبوا لإيلاف قريش ونعمتي عليهم في ذلك. قال : وذلك لإجماع المسلمين على أنهما سورتان منفصلتان مستقلتان.
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴿2﴾: ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء إلى اليمن وفي الصيقف إلى الشام
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَـٰذَا الْبَيْتِ ﴿3﴾: فليوحدوا بالعبادة شكرًا على ما أنعم عليهم به
الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴿4﴾: تفضل عليهم بالأمن والرخص

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 04:44 PM

تفسير سورة الماعون:
مكية


أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴿1﴾: أرأيت يا محمد الذي يكذب بالدين وهو المعاد والجزاء
فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴿2﴾: أي يقهره ويذله ويمنعه حقه
وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿3﴾: لا يحث على إطعام المسكين الذي لا شيء له يقوم بأوده و كفايته
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴿4﴾:الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿5﴾: قال ابن عباس وغيره هم المنافقون الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر
وقيل الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ولكنهم عنها ساهون إما عن فعلها بالكلية أو تأخيرها عن وقتها حتى يخرج، أو تأخيرها عن أول وقتها لغير ضرورة أو الإخلال بشروطها وأركانها وواجباتها أوعن الخشوع فيها
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿6﴾:يعملون العمل لأجل الناس لا يبتغون به وجه الله
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿7﴾: لا يعيرون العارية التي ينتفع ويستعان بها مع بقاء عينها ورجوعها إليهم وهم لمنع الزكاة والقربات أولى

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 05:21 PM

تفسير سورة الكوثر:
مكية:

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴿1﴾: نهر في الجنة أعطاها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، ماؤه أحلى من العسل ,وأصفى من اللبن ، حافتاه من ذهب والماء يجري على اللؤلؤ، تربه مسك أذفر
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴿2﴾: اخلص لربك صلاتك الفريضة والنافلة ونحرك فاعبد الله وحده لا شريك له وانحر له
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴿3﴾: شانئك: مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى ، هو الأبتر: هو الأذل الأقل المنقطع ذكره

أم عبد الله آل عثمان 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م 09:02 PM

تفسير سورة الكافرون:
مكية
سبب نزولها:
أن كفار مكة قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعبد رب كسنة وتعبد آلهتنا سنة

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿1﴾: تشمل كل كافر ولكن المخاطبين هنا كفار قريش
لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿2﴾ : أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتبرأ من دينهم بالكلية فيخبرهم أنه لا يعبد ما يعبدون من الأصنام والأنداد
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿3﴾: وهو الله سبحانه
وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿4﴾: أي لا اعبد عبادتكم ولا أسلكها ولا أقتدي بها بل أعبد الله على الوجه الذي يرضاه
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿5﴾: أي لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادتكم بل اخترعتم شيئًا من تلقاء أنفسكم

وقيل في تفسير هاتين الآيتين:
لا أعبد ما تعبدون ، ولا أنا عابدٌ ما عبدتم:
- لا أعبد ما تعبدون الآن ، ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ، ولا أنتم عابدون ما أعبد
- ونقل ابن جرير عن بعض أهل العربية أن ذلك من باب التأكيد
- لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } في الماضي ، { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } في المستقبل.
- وثم قول رابع ، نصره أبو العباس بن تَيمية في بعض كتبه ، وهو أن المراد بقوله : { لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } نفى الفعل لأنها جملة فعلية ، { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ } نفى قبوله لذلك بالكلية ؛ لأن النفي بالجملة الاسمية آكد فكأنه نفى الفعل ، وكونه قابلا لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضا

لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿6﴾: قال البخاري: لكم دينكم: الإسلام، ولي دين: الكفر

أم عبد الله آل عثمان 5 شعبان 1435هـ/3-06-2014م 02:55 AM

تفسير سورة النصر:
مدنية
وهي آخر سورة نزلت كاملة

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿1﴾: أجل النبي صلى الله عليه وسلم نعي إليه
وقيل: قد أمرنا إذا فتح الله علينا المدائن والحصون أن نحمد الله ونشكره ونسبحه ، يعني نصلي ونستغفره - وهو معنى مليح صحيح ، وقد ثبت له شاهد من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقت الضحى ثماني ركعات قيل هي صلاة الفتح.
والفتح المقصود هنا: فتح مكة
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿2﴾: لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت الأحياء تَتَلَوّمُ بإسلامها فتح مكة
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿3﴾: قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر في آخر أمره من قول : "سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه". وقال : "إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أمتي ، وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره ، إنه كان توابا ، فقد رأيتها : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }

أم عبد الله آل عثمان 5 شعبان 1435هـ/3-06-2014م 03:14 AM

تفسير سورة المسد:
مكية
سبب نزولها:
لما جمع النبي صلى الله عليه وسلم قريشًا ودعاهم للإسلام قال أبو لهب: تبًا لك ما جمعتنا إلا لهذا فنزلت هذه السورة

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴿1﴾: خابت وخسرت وضل سعيها وهذا دعاء، قد تب : أي تحقق خسرانه وهذا خبر
أبو لهب هو عم النبي صلى اللله عليه وسلم وقد كان معاديًا مؤذيًا له ، لقب بأبي لهب لوضاء وجهه واسمه عبد العزى
مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴿2﴾:ما كسب: ولده
لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم قومه إلى الإيمان ، قال أبو لهب لئن كان ما يقول محمد حقًا لأفتدين من العذاب بمالي وولدي
سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴿3﴾: ذات حرارة ولهيب
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴿4﴾: كما كانت معينة لزوجها على الأذى في الدنيا فستكون عونًا على عذابه في الآخرة فتحمل الحطب وتلقيه في النار لتأججها به
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴿5﴾: من مسد النار
روي عن سعيد بن المسيب أنها كانت لها قلادة أنفقتها في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم فأبدلها الله بها حبلًا من مسد في نار جهنم
فائدة:
في السورة إعجاز حيث أن أبا لهب وزوجته لم يؤمنا لا ظاهرًا ولا باطنا وماتا على الكفر

أم عبد الله آل عثمان 5 شعبان 1435هـ/3-06-2014م 03:35 AM

تفسير سورة الإخلاص:
مكية
سبب النزول:
أن المشركين قالوا لللنبي صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فنزلت هذه السورة
فضلها:
- تعدل ثلث القرآن كما ورد في الصحيحين
- من قرأها عشر مرات بنى الله له بيتًا في الجنة كما ورد في حديث مرسل قال عنه ابن كثير: وهذا مرسل جيد
- من قرأها مع المعوذتين ثلاث مرات صباحًا ومساءً كفته
- استحباب الدعاء بما تضمنته من الأسماء لأنها تحوي الاسم الأعظم
- قراءتها توجب الجنة كما روى الإمام مالك في الموطأ
- قيل لأحد الصحابة وكان يحبها ويقرأ بها دائمًا في صلاته: "حبك إياها أدخلك الجنة "
قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿1﴾: الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا شبيه ولا ند ولا عديل
اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾:قيل الصمد:
- الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم ومسائلهم
- السيد الذي قد انتهى سؤدده
- وقيل: الذي لا جوف له
- وقيل الباقي بعد خلقه
- وقيل الذي لم يلد ولم يولد
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿4﴾ : لم يكن له ولد ولا والد ولا صاحبة

أم عبد الله آل عثمان 5 شعبان 1435هـ/3-06-2014م 12:38 PM

تفسير المعوذتين:
مدنيتان
فضلهما:
- رقية كما وردت بذلك الأحاديث
روى مسلم في صحيحه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿1﴾ : الفلق هو الصبح
مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿2﴾ : من شر جميع المخلوقات
وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿3﴾:غاسق الليل إذا وقب غروب الشمس
وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿4﴾ : النفاثات : الساحرات
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿5﴾


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿1﴾ : بيان صفة الربوبية
مَلِكِ النَّاسِ ﴿2﴾: بيان صفة الملك
إِلَـٰهِ النَّاسِ ﴿3﴾: بيان صفة الألوهية
أمر الله المستعيذ أن يستعيذ بالمتصف بهذه الصفات الثلاث وهو الله سبحانه
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿4﴾الشيطان الموكل بكل إنسان أي قرينه ، فإذا ذكر الله خنس وإن غفل وسوس
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴿5﴾ : قيل المقصود بالناس هم البشر وقل أنه الناس هنا تشمل الإنس والجن
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿6﴾: قيل أنها تفصيل وبيان لكلمة الناس في الآية التي قبلها ، وقيل تفسير للذي يوسوس في صدور الناس أنه قد يكون من الجن أو من الإنس

أم عبد الله آل عثمان 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م 11:17 PM

تفسير جزء تبارك
 
سورة الملك:
مكية
فضلها:
روى الإمام أحمد : " إن في القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له "


تَبَارَكَ: يمجد الله ذاته الكريمة
الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿1﴾: هو مالك كل شيء المتصرف فيه بعدله وحكمته وقهره
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا : أوجد الخلائق من العدم ليبلوهم ويختبرهم أيهم خير وأفضل عملًا فسمى العدم موتًا
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴿2﴾ : العزيز العظيم المنيع الجناب وهو مع قدرته عليهم يغفر للمذنب إذا تاب ورجع
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا : متطابقات طبقة فوق طبقة متواصلات بعضهن فوق بعض
مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ : بل هو مصطحب مستوٍ ليس فيه اختلاف ولا تنافر ولا مخالفة ولا نقص ولا عيب ولا خلل
فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ : من شقوق، وقيل: خلل، وقيل : حروق، وقيل: وُهي
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ: مرتين
يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا: يرجع إليك بصرك ذليلًا، وقيل: صاغرًا
وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿4﴾: كليل، وقيل: هو المنقطع من الإعياء
ومعنى الآية : إنك لو كررت البصر ، مهما كررت ، لانقلب إليك ، أي : لرجع إليك البصر ، { خَاسِئًا } عن أن يرى عيبًا أو خللا { وَهُوَ حَسِيرٌ } أي : كليل قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرر ، ولا يرى نقصًا.
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ : الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والثوابت
وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ: جعلنا جنس الكواكب رجومًا للشياطين
وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ﴿5﴾:أعتدنا للشياطين هذا العذاب في الدنيا ولهم عذاب الخزي في الآخرة
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ: أي أعتدنا للذين كفروا بربهم عذاب النار
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿6﴾: بئس المآل والمنقلب
إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا : الصراخ
وَهِيَ تَفُورُ ﴿7﴾:تغلي بهم كما يغلي الحب القليل في الماء الكثير
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ: تكاد تنفصل عن بعضها من شدة غيظها عليهم وحنقها بهم
كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ :ألم يأتكم رسول يبين لكم فإن الله بعدله ما كان ليعذب قومًا حتى يقيم الحجة عليهم بإرسال الرسل
﴿8﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿9﴾: عادوا على أنفسهم بالملامة وندموا حيث لا تنفعهم الندامة
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿10﴾: لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو نسمع ما أنزله الله من الحق لما كنا على ما كنا عليه من الكفر بالله والاغترار به ولكن لم يكن لنا فهم نعي به ما جاءت به الرسل ، ولا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿11﴾
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿12﴾: يقول تعالى مخبرًا عمن يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه إذا كان غائبًا عن الناس ، فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات ، حيث لا يراه أحد إلا الله ، بأنه له مغفرة وأجر كبير ، أي : يكفر عنه ذنوبه ، ويجازى بالثواب الجزيل
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿13﴾ : تنبيه من الله على أنه مطلع على الضمائر والسرائر
إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ: أي : بما خطر في القلوب.
أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿14﴾ : ألا يعلم الخالق وهو الراجح ، وقيل ألا يعلم الله مخلوقه
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا : مستوية مذللة مستقرة ثابتة لا تميد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال وسلك فيها من السبل وأنبع فيها العيون وهيأها بالزروع والثمار
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ: سافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات ، واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئًا ، إلا أن ييسره الله لكم
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي : { مَنَاكِبِهَا } أطرافها وفجاجها ونواحيها. وقال ابن عباس وقتادة : { مَنَاكِبِهَا } الجبال.
وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴿15﴾: المرجع يوم القيامة
أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴿16﴾ : تذهب وتجيء وتضطرب
أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ : ريحًا فيها حصباء تدمغكم
فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴿17﴾ : كيف يكون إنذاري وعاقبة من تخلف عنه وكذب به، وهذا توعد لهم
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ: أي من الأمم السالفة والقرون الماضية
فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿18﴾: كيف كان إنكاري عليهم ومعاقبتي لهم : أي أليمًا شديدًا
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ يبسطن كلا الجناحين تارة ،ويبسطن جناحا ويقبضن الآخرتارة
مَا يُمْسِكُهُنَّ: أي في الجو
إِلَّا الرَّحْمَـٰنُ ۚ: أي بما سخر لهن من الهواء من رحمته ولطفه
إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴿19﴾: بما يصلح كل شيء من مخلوقاته
أَمَّنْ هَـٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَـٰنِ ۚ يقول تعالى للمشركين الذين عبدوا غيره ، يبتغون عندهم نصرًا ورزقًا ، مُنكرًا عليهم فيما اعتقدوه ، ومُخبرا لهم أنه لا يحصل لهم ما أملوه: ليس لكم من دونه من ولي ولا واق ، ولا ناصر لكم غيره ولهذا قال: إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ﴿20﴾
أَمَّنْ هَـٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ : من هذا الذي يرزقكم إن قطع الله رزقه عنكم أي لا أحد ينصر ويرزق غير الله وهم يعلمون ذلك
بَل لَّجُّوا : استمروا في طغيانهم وإفكهم وعنادهم
فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ﴿21﴾ : في معاندة واستكبار ونفور على أدبارهم عن الحق ، أي لا يسمعون له ولا يتبعونه.
أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم ﴿22﴾ :هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، أفمن يمشي مكبًا: الكافر يمشي منحنيًا على وجهه لا يدري أين يذهب ولا كيف يسير بل هو ضالٌ حائر تائه ، أهدى: فهل هو أهدى ؟ ، أمَّن يمشي سويًا: مثل للمؤمن يمشي سويًا: أي مستوي القامة ، على صراطٍ مستقيم:على طريق واضح بين وهو في نفسه مستقيم وطريقته مستقيمة
وهذا مثلهم في الدنيا وهم كذلك في الأخرة فالمؤمن يحشر يمشي مستقيما على الصراط فيفضي به إلى الجنة والكافر يحشر يمشي على وجهه إلى نار جهنم
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ: ابتدأ خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئًا مذكورًا
{ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ}: أي العقول والإدراك
{ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ{ ﴿23﴾: ما أقل ما تستخدمون القوى التي أنعم الله بها عليكم في شكر نعمته وطاعته وامتثال أوامره وترك زواجره
قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ: بثكم ونشركم في أقطار الأرض وأنحائها على اختلاف أشكالكم وألوانكم
{ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}﴿24﴾: أي تجمعون بعد هذا التفرق والشتات يجمعكم كما فرقكم
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿25﴾: يقول المكذبين المعاندين لوقوع هذا الجمع : متى يأتينا ما وعدتنا به من الجمع
قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ: لا يعلم وقت ذلك على التعيين إلا الله
{ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ{ ﴿26﴾: إنما عليّ البلاغ وقد أبلغتكم
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا: لما قامت القيامة وشاهدها الكفار ، ورأوا أن الأمر كان قريبا ؛ فلما وقع ما كذبوا به ساءهم ذلك ، لما يعلمون ما لهم هناك من الشر ، أي : فأحاط بهم ذلك
وَقِيلَ هَـٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ﴿27﴾: قيل لهم على وجه التوبيخ والتقريع هذا الذي كنتم به {تدعون}: تستعجلون
قُلْ: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الجاحدين بالله ونعمه
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّـهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿28﴾: خَلِّصوا أنفسكم ، فإنه لا منقذ لكم من الله إلا التوبة والإنابة ، والرجوع إلى دينه ، ولا ينفعكم وقوع ما تتمنون لنا من العذاب والنَّكَال ، فسواء عذبنا الله أو رحمنا ، فلا مناص لكم من نكاله وعذابه الأليم الواقع بكم
قُلْ هُوَ الرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ۖ : هو الرحمن الرحيم آمنا به وعليه توكلنا في جميع أمورنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿29﴾ : أي منا ومنكم ولمن ستكون العاقبة في الدنيا والآخرة
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا: أي ذاهبًا في الأرض إلى أسفل فلا تناله الفؤوس الحداد ولا السواعد الشداد
فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ ﴿30﴾ : نابع جارٍ على وجه الأرض
فلا يقدر على ذلك إلا الله
سورة القلم:
مدنية

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
ن ۚ : قيل هو الحوت الذي يحمل الأرضين السبع فوق ظهره، وقيل: لوحٌ من نور، وقيل: الدواة
وَالْقَلَمِ : جنس القلم الذي يكتب به ، قيل: هو القلم الذي خلقه الله أول شيء فقال له : اكتب مقادير الخلائق
وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿1﴾: قيل: ما يكتبون، وقيل: ما يعملون ، وقيل: الملائكة وما تكتب من أعمال العباد
وهذا قسم وتنبيه لخلقه على ما أنعم به عليهم من الكتابة التي بها تحصل العلوم
مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿2﴾: أي لست- والحمد لله- بمجنون كما يقول الجهلة من قومك
وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿3﴾: غيرممنون: غير مقطوع ، وقيل غير محسوب، أي لك الأجر العظيم الذي لا ينقطع على تبليغك الدين وصبرك
وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾: قيل لعلى أدبٍ عظيم، وقيل : لعلى دين عظيم
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿5﴾: فستعلم ويعلم مخالفوك، وقيل : ستعلم ويعلمون يوم القيامة
بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿6﴾: أيكم الضال ، وقيل الجنون، وقيل الأولى بالشيطان
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿7﴾: هو يعلم تعالى أي الفريقين منكم ومنهم هو المهتدي ، ويعلم الحزب الضال عن الحق.
فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ﴿8﴾: أي كما أنعمنا عليك وأعطيناك الشرع المستقيم والخلق القويم فلا تطع المكذبين
وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴿9﴾: لو تركن إلى آلهتهم وتترك ما أنت عليه من الحق، وقيل: لو ترخص فيرخصون
وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ ﴿10﴾: كل حلاف مكابر مهين ضعيف.
وقيل المهين: الكاذب ، وقيل الضعيف القلب
وذلك أن الكاذب لضعفه ومهانته إنما يتقي بأيمانه الكاذبة التي يجترئ بها على أسماء الله تعالى ، واستعمالها في كل وقت في غير محلها
هَمَّازٍ: الذي يغتاب الناس
مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴿11﴾: يمشي بين الناس بالنميمة ويسعى للإفساد بينهم
مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ: يمنع ما عليه وما لديه من الخير
مُعْتَدٍ: متجاوز للحد المشروع فيما أباحه الله
أَثِيمٍ﴿12﴾ : مقتحم للمحرمات
عُتُلٍّ : الفظ الغليظ الصحيح الجموع المنوع ، وقيل هو الشديد الخَلْق المصحح ، الأكول الشروب ، الواجد للطعام والشراب ، الظلوم للناس ، رحيب الجوف
بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ ﴿13﴾: الزنيم قيل هو الدعي الملصق بالقوم ، وقال البخاري: رجل من قريش كانت له زنمة مثل زنمة الشاة ومعنى هذا : أنه مشهور بالشر كشهرة الشاة ذات الزنمة بين أخواتها، وقيل: هو الأخنس بن شريق، وقيل هو ولد الزنا ، وقال أبو رزين: الزنيم علامة الكفر
أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ﴿14﴾إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿15﴾: هذا مقابلة ما أنعم الله عليه من المال والبنين ، كفر بآيات الله وأعرض عنها ، وزعم أنها كَذب مأخوذ من أساطير الأولين
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ﴿16﴾: لنبينن أمره بيانًا واضحًا حتى يعرفوه ولا يخفى عليهم كما تعرف السمة على الخراطيم، وقيل: شين لا يفارقه آخر ما عليه، وقيل سيما على أنفه، وقيل: يقاتل يوم بدر فيخطم بالسيف في القتال، وقيل سمة أهل النار: أي نسود وجهه يوم القيامة وعبر عن الوجه بالخرطوم
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ: أي اختبرناهم
كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ: البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه
ضرب الله لكفار قريش المثل بأصحاب الجنة وكان أبوهم صالحًا يخصص جزءًا من خراج بستانه للفقراء والمساكين
إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿17﴾: أي حلفوا أن يقطعونها ويجذونها ليلًا لئلا يعلم بهم سائل ولا مسكين ليتوفر ثمنها عليهم ولا يتصدقوا بشيء منه
وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿18﴾ : لا يقولون إن شاء الله
فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿19﴾: أصابتها ليلًا آفة سماوية
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴿20﴾ : كالزرع إذا حصد يابسًا، وقيل كالليل الأسود
فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿21﴾ : لما كان وقت الصبح نادى بعضهم بعضًا ليذهبوا إلى الجذاذ
أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ﴿22﴾: أي تريدون الصرام وقيل كان حرثهم عنبًا
فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴿23﴾: يتناجون فيما بينهم بحيث لا يُسمعون أحدًا كلامهم
أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ﴿24﴾: أي يقول بعضهم لبعض لا تمكنوا اليوم فقيرًا يدخلها
وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ حرد قيل: شدة وقوة ، وقيل: جد، وقيل: غيظ ، وقيل : حرد على المساكين، قَادِرِينَ ﴿25﴾: أي فيما يرومون ويزعمون
فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿26﴾: فلما وصلوا إليها وأشرفوا عليها وهي على تلك الحالة التي قال الله ظنوا أنهم أخطؤوا الطريق ولهذا قالوا : { إِنَّا لَضَالُّونَ } أي : قد سلكنا إليها غير الطريق فتُهنا عنها
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿27﴾: بل هذه هي ولكن نحن لا حظ لنا ولا نصيب
قَالَ أَوْسَطُهُمْ: أعدلهم وخيرهم
أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴿28﴾: أي لولا تستثنون
قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿29﴾: أتوا بالطاعة حيث لا تنفع ، وندموا واعترفوا حيث لا ينجع واعترفوا أنهم كانوا ظالمين بما أرادوه من منع المساكين ثمر جنتهم
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿30﴾: يلوم بعضهم بعضًا على ما كانوا أصروا عليه من منع المساكين من حق الجذاذ ، فما كان جواب بعضهم لبعض إلا الاعتراف بالخطيئة والذنب
قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿31﴾: اعتدينا وبَغَينا وطغينا وجاوزنا الحد حتى أصابنا ما أصابنا
عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴿32﴾: رغبوا في بذلها لهم في الدنيا، وقيل : احتسبوا ثوابها في الدار الآخرة
كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ : هكذا عذاب من خالف أمر الله ، وبخل بما آتاه الله وأنعم به عليه ، ومنع حق المسكين والفقراء وذوي الحاجات ، وبدل نعمة الله كفرا
وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿33﴾: هذه عقوبة الدنيا كما سمعتم ، وعذاب الآخرة أشق
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴿35﴾: أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء ؟ كلا ورب الأرض والسماء
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿36﴾: أي كيف تظنون ذلك
أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ﴿37﴾ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ ﴿38﴾:: أفبأيديكم كتاب منزل من السماء تدرسونه وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف ، مُتضمن حكما مؤكدًا كما تدعونه؟
أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۙ: أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة
إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴿39﴾: أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون
سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ﴿40﴾: قل لهم : من هو المتضمن المتكفل بهذا ؟
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ﴿41﴾: شركاء أي من الأصنام والأنداد
يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ: قيل يكشف ربنا عن ساقه ، وقيل المقصود شدة الأمر
وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿42﴾: كما لم يسجدوا لله في الدنيا لا يستطيعون السجود له في الآخرة لأن ظهرهم يعود طبقًا واحدًا
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴿43﴾: في الدار الآخرة بإجرامهم وتكبرهم في الدنيا ، فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه. ولما دعوا إلى السجود في الدنيا فامتنعوا منه مع صحتهم وسلامتهم كذلك عوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة
فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖسَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿44﴾: الحديث أي القرآن وهذا تهديد شديد ، أي : دعني وإياه مني ومنه ، أنا أعلم به كيف أستدرجه ، وأمده في غيه وأنظره ثم آخذه أخذ عزيز مقتدر
وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ: أنظرهم وأؤخرهم
إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿45﴾: عظيم لمن خالف أمري ، وكذب رسلي ، واجترأ على معصيتي.
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ ﴿46﴾ أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴿47﴾: أنك يا محمد تدعوهم إلى الله عز وجل بلا أجر تأخذه منهم بل ترجو ثواب ذلك عند الله عز وجل ، وهم يكذبون بما جئتهم به بمجرد الجهل والكفر والعناد.
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ: فاصبر على تكذيبهم إياك فإن الله سيحكم لك عليهم ، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة
وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ: يونس عليه السلام
إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴿48﴾: مغموم، وقيل : مكروب
لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ﴿49﴾ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿50﴾: لما التقم الحوت يونس عليه السلام دعا ربه: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فقالت الملائكة : يا رب ، عبدك الذي لا يزال يرفع له عمل صالح ودعوة مجابة ؟ قال : نعم. قالوا : أفلا ترحم ما كان يعمله في الرخاء فتنجيه من البلاء ؟ فأمر الله الحوت فألقاه بالعراء ؛ ولهذا قال تعالى : { فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ: يعينونك، وقيل: يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم
وَيَقُولُونَ إِنَّه لَمَجْنُونٌ ﴿51﴾: أي : لمجيئه بالقرآن ، قال الله تعالى { وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }


الساعة الآن 12:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir