فوائد الجزء الأول /

1-(ص:11-12): فهذا الكتاب - كتاب التوحيد - كتاب عظيم جدًا، ولهذا يعظم أن تعتني به عناية حفظ، ودرس، وتأمل؛ لأنك أينما كنت فأنت محتاج إليه في نفسك، أو في تبليغ العلم لمن وراءك، سواء كان ذلك في البيت، أم كان في المسجد، أم في العمل، أم في أيّ جهة، فمن فهم هذا الكتاب فقد فهم أكثر مسائل توحيد العبادة، بل فهم جلها وأغلبها.

2-(ص:12): أوصي كل طالب علم بالعناية بهذا الكتاب - كتاب التوحيد - وشروحه، وكتب أئمة الدّعوة بعامة، سواء فيها: التصانيف المفردة، أو الأجوبة على المسائل، أو الردود المختصرة، أو المطولة؛ لأنّ فيها علومًـا أخشى أن تندثر مع انشغال طلبة العلم بكثرة المسائل وكثرة العلوم، أو ما جدَّ في أزمانهم.

3-(ص:48): تصنيف الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لم يكن للتكاثر، أو الاستكثار، أو التفنّـن؛ إنّما كتب فيما النّاس بحاجة إلـيه، لم يكتب لأجل أن يكتب؛ ولكن كتب لأجل أن يدعو، وبين الأمرين فرق.

4-(ص:52): أنواع ادعاء الشريك مع الله تعالى كثيرة ومجملها:

• -ادعاء الشريك له في ربوبيته، وأن ثمّ ظهيرا معه يصرف الأمر.
• -ادعاء الشريك معه في استحقاق العبادة.
• -ادعاء الشريك معه في أسمائه، وصفاته على وجه الكمال.
• -ادعاء الشريك معه في الأمر، والنهي في التشريع.
• -ادعاء الشريك معه في الحِكم التي قضاها في كونه، كما يقول الفلاسفة ونحوهم..

هذه الخمسة هي جماعها.

5-(ص:58): قوله تعالى ((ليعبدون)) [اللام] تسمى لام التعليل، فقد يكون المعنى تعليل غاية، أو تعليل علّة.

تعليل الغاية: يكون ما بعدها مطلوبا، لكن قد يكون، وقد لا يكون، فهذه الغاية، ويسميها بعض العلماء: لام الحكمة، وفرق بين العلّة والحكمة، أي: ما الحكمة من خلق الجن، والإنس؟ أن يعبدوا الله وحده دون ما سواه، هذا التعليل بقوله: ((إلاّ ليعبدون)) قلنا: تعليل غاية. مثلا: قلت لك: لِمَ أحضرت الكتاب؟ قلتَ: أحضرته لأقرأ، فيكون علّة الإحضار، أو الحكمة من الإحضار القراءة، قد تقرأ ، وقد لا تقرأ ؛ بخلاف اللام التي يكون معناها العلّة التي يترتب عليها معلولها، والتي يقول العلماء في نحوها: الحكم دائر مع علّته وجودا، وعدما، تلك علّة القياس التي لا يتخلف فيها المعلول عن العلّة، فهنا اللام لام علية الغاية؛ لأن من الخلق من أوجد، وخلقه الله جل وعلا لكن عبد غيره.

6-(ص:67): قال الشيخ صالح آل الشيخ -عند شرحه لرؤوس الطواغيت خمسة-: قال رحمه الله (ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه): هذا أعظم، الأوَّل يثعبد وهو ساكت، لم يدعُ إلى عبادة نفسه، يُطاع وتكون طاعته ديناً، في غير طاعة الله عز وجل، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويرضى بذلك ، فهذا طاغوت، والأعظم منه ألأن يدعو إلى نفسه، مثلما يفعل مشايخ الطرق الصوفية، وبعض من مشايخ الطرق الصوفية، ورؤوس الضلال، ورؤوس الرافضة، ورؤوس الاسماعيلية، ونحو ذلك، كل هؤلاء يعظمهم أتباعهم فوق الحد الشرعي، فيتخذونهم مطاعين، ويتخذونهم متابعين من دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

7-(ص:68 إلى: 70): ذكر الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - كلامًا مهمًّا ومفيدًا حول قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله) ، فقد صورته بكامله وينظر في مصدره الأصلي فإنه مهم.

8-(ص:117): لا يسمى الشاهد شاهدا حتى يجتمع فيه ثلاث أشياء:

• -العلم المنافي للجهل.
• -واليقين المنافي للشك.
• -والإعلام المنافي للكتمان.

9-(ص:157): في تفسير إمام الدعوة المصنّف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لآخر سورة النحل، فسّر هذه الآية فقال رحمه الله: (إن إبراهيم كان أمّة) لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين، (قانتا لله) ، لا للملوك، ولا للتجار المترفين، (حنيفا) لا يميل يمينا، ولا شمالا كحال العلماء المفتونين، (ولم يك من المشكرين) خلافا لمن كثَّر سوادهم، وزعم أنه من المسلمين، وهو من التفاسير اللائقة البعيدة المعاني (وما يلقاها إلاّ الذين صبروا وما يلقاها إلاّ ذو حظ عظيم).

10-(ص:172): قوله (الذين لا يسترقون) أي الذين لا يطلبون الرقية؛ وذلك لأن طالب الرقية يكون في قلبه ميل إلى هذا الذي رقاه، وإلى الرقية، ونوع توكل، أو نو ع استرواح لهذا الذي يرقي، أو للرقية.

11-(ص:184): اختيار إمام الدعوة في جعل آية (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء): يشمل العموم للشرك الأكبر والأصغر والخفي، وهو موافق لاختيار عدد من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وابن القيم - رحمه الله - وغيرهما.
[ينظر: ((الفتاوى:2/302-3/290))، ((زاد المعاد:4/145))]

12-(ص:200-201): الشرك أمره عظيم، ولا يتهاون أحد بهذا الأمر، لأن من تهاون بالشرك وبالتوحيد فإنه يتهاون بأصل الدّين الإسلام، بل تهاون بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة سنين عددًا، بل تهاون بدعوة الأنبياء والمرسلين، فإنّهم اجتمعوا على شيء ألا وهو العقيدة، وهو توحيد العبادة، والربوبية، والأسماء والصفات، وأما الشرائع فشتى، لهذا وجب عليك الحذر كل الحذر من الشرك بأنواعه، وأن تتعلم أيضًا أفراد الشرك، وأفراد التوحيد، وإنما يستقيم العلم بذلك إذا تعلمت الأفراد، أما التعلم الإجمالي بذلك فهذا كما يقال: (نحن على الفطرة) ؛ لكن إذا أتت الأفراد ربما رأيت بعض الناس فيما بين ظهرانيكم يخوضون في بعض الأقوال، أو الأعمال التي هي من جنس الشرك وهم لا يشعرون، وذلك لعدم خوفهم، وهربهم من الشرك، فاحرص على تعلم هذا الكتاب، ومدارسته، وعلى كثرة مذاكرته، وفهم ما فيه من الحجج والبينات؛ لأنه هو خير ما يكون في صدرك بعد كتاب الله عز وجل، وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه - إن شاء الله - سببًا عظيمًا من أسباب النجاة، والفلاح.

13-(ص:204-205): ..الذي تميّزت به هذه الدعوة - دعوة الإمام المصلح رحمه الله - أنّ الدّعوة فيها إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله دعوة تفصيليّة، ليست إجماليّـة، أما الإجمال فيدعو إليه كثيرون، يقولون: مهتم بالتوحيد، نبرأ من الشرك ؛ لكن لا يذكرون تفاصيل ذلك..

14-(ص:218): قال العلماء في قوله رحمه الله (( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب)) : فيه توطين، وفيه توطئة للنفس أن يهيئ نفسه لمناظرتهم..

15-(ص:244): ..كلما رسخت قدم العبد في عبادة الله عز وجل، وعرف حقّه كان أوّل من ينهى الخلق عن الشرك؛ لأنه لا يثشرك به هو..

16-(ص:245-246): لا يمكن للعبد أن يطير في سماء العبودية إلاّ بأن يستوي عنده هذان الجناحان، وهما جناح الرّجاء، وجناح الخوف حتّى يستقيم طيرانه، ولابُدّ من رأس الأمر كلّه وهو المحبّة.

17-(ص:261-265): ذكر شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - كلامـًا مهمًّا في تفسير قوله تعالى : ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) وبين من خلاله مسألة طاعة العلماء وفقهاء المذاهب في مسائل قد يحرمونها أو يحللونها اجتهاداً من عند أنفسهم كما فعل أبي حنفية - رحمه الله - في تحليل النبيذ، ثم بيّن الشيخ - نفع الله به - مسألة أخرى ضمن تفسيره للىية السالفة تتعلق بتحكيم القوانين الوضعية واستبدالها بالشريعة، تنظر في المصدر الأصلي فإنه مهم.

18-(ص:272): كثير من الأحكام في التوحيد خاصة، يتبيّن لك الفروق بينها بآثارها، فالمحبّة التي هي عبادة تنظر إلأى أثرها، فإذا كانت هذه المحبّة جعلته يتبع دينًا فهذه المحبّة عبادة، إذا جعلته هذه المحبّة يتبع أمرا مباحا، فهذه محبّة غريزية، وقد تكون هذه المحبة الغريزية تجعله يتبع أمرا هو معصية فهذه محبّة -أيضا- غريزية..

19-(ص:272-276): ذكر شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - كلامـًا مهمًّا حول ضابط محبّة العبودية فليراجع ، وبالله التوفيق.

20-(ص:299): إثبات الأسباب المؤثرة لا يجوز إلاّ أن يكون من جهة الشرع، لا يجوز إثبات سبب إلاّ أن يكون سببًا شرعيا، أو أن يكون سببًـا قد ثبت بالتجربة الواقعة أنّـه يؤثر ظاهرا لا خفيّـا.

21-(ص:331): ينبغي على المعلم، على الدّاعية، على طالب العلم أن يفسر الألفاظ الشرعية بعد فهمها فهما صحيحا مستقيما، بما عرفه من كلام أهل العلم، ىأن يفسرها بما يقرب المعنى للنّاس، لا بما يباعد المعنى عن أذهان النّاس.

22-(ص:337): كتاب العلامة الألوسي ((بلوغ الأرب بمعرفة أحوال العرب)) كتاب قيّـم عظيم أورد فيه شواهد شعرية وأحوال العرب في الجاهلية وحال التمائم عندهم.

23-(ص:340-345): ذكر شيخنا الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله -مسألة الرقية ومباحثها وشروطها، تنظر في المصدر الأصلي فإنها مهمّة.

24-(ص:350-355): ذكر شيخنا الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله -مباحثة لمسألة التمائم من القرآن وأقوال السلف فيها ، فإنها مهمّة.

26-(ص:390): من أصول الجدل عند علماء الجدل، أن لا تبدأ بالحكم، إذا بدأت بالحكم انتهينا، لم تجادلني؟ إذا كانت مجادلة مناظرة فإذا تورد الحكم أولا، أثـِر المسألة ودليلها، أي: نبدأ بالاستدلال، هذا الحديث يدلّ على كذا، وهذه الآية تدل على كذا، ثم بعد ذلك إذا عرضت الدلائل نصل إلى حكم، وهذا مستفاد من باب: (من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما)؛ حيث لم يبيّن الإمام حكم المسألة مباشرة بل ذكر الاستدلال ليصل القارئ للحكم كنتيجة وهذا فيه من لطائف وأساليب الدعاة والمؤلفين ما فيه، حيث يشحذ الهمّة والعقل، والقلب على الحضور ليصل إلى الحكم هو بنفسه.

27-(ص:398-392): أول ما ينتبه طالب العلم والداعية إلى التوحيد أن العبرة بالمعاني دون الألفاظ والمسميات، لأن الخرافيين سموا الشرك بالشجر توسلا، فالداعية أوّل ما يناقش تلك المسميات واصلها ليبطل التقعيد من أصله فتوقفه عند المقدمة.

28-(ص:399): تحديد الألفاظ ومعانيها في المناظرات والمجادلات مهم جدا، وعليه فالقاعدة المهمة أنّ العبرة بالمعاني دون الألفاظ، فانتبه لهذه، وفي باب التوحيد نحن أشد ما نكون حاجة إليها، خاصة في هذا الزمن، يسمّون الأشياء بغير أسمائها، سمّى الخمر: ماء، هي سكرة حرام، سميّ الربا: فوائد، وما فيه، هو حرام، سمِّ الرشودة: هديّة: هي حرام..

29-(ص:400): لا علم بدون لغة، بدون نحو- مفردات، وصرف، واشتقاق - لايوجد فهم للكتاب، والسنّة بدون هذه، فلا بدّ من اللغة، فطريق العلم هو اللسان العربي ((بلسان عربي مبين)) من أراد أن يفهم، عليه العناية باللسان.

30-(ص:308): مباحث مهمة في الاستدلال وابطال حجج الخصوم في مسألة التبرك المحرم.

31-(ص:315): لا بدّ في مسائل التوحيد والبدع أن يكون المرء متأنيا يحسب لكل كلمة حسابها، وعند ذلك لا بد أن يكون عندك من البراهين العقلية ما يلغي حجة الخصم، ومن أهمها: أن تنتبه للمقدمات التي بنى عليها كلامه.

32-(ص:447): بعض المعاصرين لم يفقه في مسألة الذبح لغير الله، وكتب رسالة، وسمّاها (حقيقة التوحيد)، وتكلّم فيها عن الذبح والنذر، وجعلها من الشرك الأصغر، وهذا تخبيط، لأنه لم يُراعي فيه قواعد، ولا حدود، ولا أدلّة، وجعلها من الشرك الأصغر فقال: (الذبح لغير الله محرم، لكنه شرك أصغر ليس شركا أكبر ). فما الدليل على جعله شركا اصغر؟ الشرك الصغر ما فيه مضاهات في عبادة، والذبح هل هو عبادة أم لا ؟ الحاصل أنه لم يحرر، خلّط تخليطا فاحشا في هذا، فينبغي أن يحذر من تلك الكتب، وما فيها.

33-(ص:527): قال تعالى ((ولا تدعُ من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرّك)) هذا الخطاب القرآني هنا للنبي صلى الله عليه وسلم، والتحذير له صلى الله عليه وسلم، وغيره صلى الله عليه وسلم أولى بذلك، لهذطا الىية فيها التحذير الشديد لأكمل الناس دينا، ولأكمل الناس إيمانا من هذا الأمر، فيكون فيه تحذير لمن دونه عن الوقوع في مثل شرك هذا البلاء العظيم.

34-(ص:554): يقول شيخ الإسلام كما في كتابه ((الاستغاثة الكبرى)) إن كثيرا من الأحاديث تثذكر، ويحتج بها، لا على وجه الاعتماد، لكن على وجه الاعتضاد، فإذا كان ما جاء في الحديث له أصوله التي تشهد له، وله ما يدل عليه فإن هذا الحديث يوردونه، ويستشهدون به، ويفرعون عليه، ويشرحونه، ولهذا قال في موضع آخر (الفتاوى:4/25) : (أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول، بل إما في تاييده، وإمّا في فرع من الفروع ). وينظر [الاستغاثة في الرد على البكري: (ص:118)]

35-(ص:571-572): ...بعض طلاب العلم لا يحسنون النّقاش، لايحسنون كيف يوصلون للخرافيين البرهان، ولهذا قال اهل العلم: إنّه لابدّ من إقامة الحجّة على المشرك، فإقامة الحجّة من يقيمها؟ يقيمها العارف به، ليس كلّ واحد ممكن يظنُّ نفسه أقام الحجّة، وهو أتى شبهة زيادة، ولهذا طلاّب العلم من أمثالكم والّذين اهتمّوا بهذا العلم - علم التوحيد -الّذي هو أعلى العلوم، واشرف العلوم، واتخذوا الدعوة إليه سبيلا لهم - إن شاء الله تعالى - لا بُدّ أن يتدبروا البراهين التي أقامها الله عزو جل للدلالة على أنه واحد في ألوهيته، لا يستحق العبادة إلاّ هو، تنوّع الأدلة والبراهين، ويكون عندك هدوء، وبصيرة في بيان تلك البراهين، وبهذا نفع إن شاء الله عزوجل بعد توفيقه-تبارك-وتعالى-.

36-(ص:585): قصة غزوة أحد ظاهرة للعيان في أنَّ شهداء أحد وفي غيرها ليس لهم من الأمر شيء، ولو كان لهم من الأمر شيء لنصروا المسلمين، ولأعلوا رايتهم على راية عدوّهم، والأصل أنّ هؤلاء مخلوقون، والمخلوق لا يستطيع لنفسه نصرا، يقول الله جل وعلا: ((أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون، ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون)) ولهذا تجد من العجب أن يعرض كثير ممن يعظمون، أو يذكرون أو يخطبون لهذه الغزوة، وما فيها من العبر والدروس، ولا ياتون على هذا الأصل العظيم، ولا يأتون لقصّة استشهاد هؤلاء، وقصة ما أصاب المؤمنين، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فيها أنهم لا يملكون شيئا.

فوائد الجزء الثاني /

37-(ص:9): مما يحتاجه طالب العلم في عرض التوحيد، وفي الدعوة إلى هذا الأمر العظيم، ألا وهو التوحيد، أن يكون بصيرا بصفات الله عزو جل، وأن يكون بصيرا بكيفية تلكم عن صفات الله عز وجل، فإن صفات الله عز وجل وتقدس وتعاظم إذا وُفِّق العبد لشرحها وبيانها، فإنّها تجعل القلوب معظّمة لله عز وجل، وتجعل القلوب متعلقة بالله عز وجل، ولهذا ينبغي أن نعتني بهذا اعتناء خاصا، وأن يعود طالب العلم نفسه على شرح السماء والصفات، كيف يكون هذا؟ يأخذ اسما من أسماء الله جل وعلا ، وصفة من صفاته تعالى، ويحاول أن يشرحها بنفسه ، حتّى يتعوّد على ذلك، ثمّ يُدخل في هذا الإيمان، كيف يكون الإيمان بهذه الصفة وهذا الاسم، وآثار هذه السماء والصفات ونحو ذلك.

38-(ص:14): قال ابن القيم رحمه الله في (مدارج السالكين) وفي غيرها: هذه الآية من سورة سبأ (23) [ قوله تعالى: (( وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )) ] تقطع شجرة الشرك في قلب من وعاها وعقلها، وهذا واقع، ولهذا اهتمّوا بهذه الآية وبفهمها؛ لأن أحوال المشركين هذه أربعة:

• -إمّا أن يدّعي الاستقلال.
• -إمّا أن يدعي الشركة (أنّ هذه الآلهة شركاء).
• -إمّا أن يقول: معاونة (نتعاون).
• -إمّا أن يقول: هذه شفعاء.

فآية سبأ (23) شملت هذه الأنواع الأربعة، وليس ثمّة نوع خامس من أنواع الشرك.