معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الأسئلة العلمية (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=580)
-   -   غير المصنف من أسئلة الآداب الشرعية (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=20021)

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 12:16 AM

غير المصنف من أسئلة الآداب الشرعية
 
هذا الموضوع مخصص للأسئلة المتعلقة بعلوم أخرى مما سأل عنه الطلاب أثناء دراستهم للآداب الشرعية

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 12:21 AM

سؤال أختاه:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ان امكن توضيح اكثر لمساله التفويض و التاويل
ما معنى التفويض و ما معنى التاويل
من هم الاشاعرة و الماتريدية
الدين يقولون "طريقة السلف اسلم و طريقة الخلف احكم و اعلم "
على مادا يبنون تفريقهم بين الطريقتين

معدرة لعدم التخصيص
الاسءلة المطروحة اعلاه تخص درس " كن على جادة اهل السلف "
يقول الشيخ

"لكن يا إخواني فعلا أن من المتأخرين من قال إن أهل السمة ينقسمون إلى قسمين مفوضة ومؤولة وجعلوا الأشاعرة فأخطؤا في فهم السلف وفي منهجهم صلى الله عليه وسلم لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاء"


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المؤولة لقب عام لطوائف من أهل البدع سلكوا طريقة التأويل في الصفات كالكلابية أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب ، والماتريدية أتباع أبي منصور الماتريدي ، وبعض الأشاعرة المنتسبين لأبي الحسن الأشعري وغيرهم
وهؤلاء بينهم خلاف في تفاصيل ما يثبتونه ويؤولونه وسيأتي بيان ذلك بإذن الله تعالى عند دراسة متون الاعتقاد في أسماء الله وصفاته
ومعنى التأويل المذموم هو إثبات اللفظ وتحريف المعنى كما يقول بعضهم في تفسير صفة الغضب لله تعالى كما في قوله : (وغضب الله عليه) أن معنى الغضب إرادة الانتقام ، وينفي عن الله صفة الغضب ، وهذا لا شك أنه تحريف مذموم ، وسيأتي بإذن الله تفصيل ذلك في حينه.

وأما المفوضة فهم طوائف سلكوا طريقة التفويض وهي إثبات اللفظ وتفويض المعنى فيقولون نثبت صفات الله تعالى ولكن نفوض معناها ، فلا ندري ما معنى غضب الله، وما معنى يد الله،
ويزعمون أن طريقتهم أسلم ، ولا شك أنها طريقة فاسدة لأن مقتضاها أن الله خاطب الناس بما لا يعرفون معناه ، وأن القرآن غير مبين؛ فالغضب معناه معروف في لسان العرب، ومعنى اليد معروف وكذلك معاني سائر الصفات التي ذكر الله تعالى لنا اتصافه بها في كتابه الكريم والتي وصفه بها نبيه الكريم الذي لا ينطق عن الهوى
كلها معلومة المعاني في لسان العرب فلذلك فإن طريقة أهل السنة إثبات ما أثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تمثيل متبعين في ذلك منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

وإن أردت المزيد فراجعي الرابطين التاليين:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=296

http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=1081

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 12:32 AM

سؤال تواقة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو علم الكلام ؟
جواب الشيخ عبدالعزيز الداخل:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

علم الكلام حذر منه أئمة أهل السنة والجماعة لأنه مبتدع محدث مخالف لمنهج السلف الصالح في طريقة إثبات الأسماء والصفات لله تعالى
فمنهج السلف الصالح هو وصف الله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم
فإذا قرأنا قول الله تعالى: (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) علمنا أن الله تعالى وصف نفسه بالرحمة.
وإذا سمعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لله أرحم بعبده من الوالدة بولدها) علمنا أيضاً أن الله تعالى متصف بصفة الرحمة

وهذه هي طريقة السلف الصالح : الإيمان والتصديق بالكتاب والسنة
وهي طريقة موافقة للفطرة ومقتضى العقل الصحيح ليس فيها تعقيد ولا تكلف

وأما ما يسمى بعلم الكلام فهو علم مبتدع محدث أراد منه أصحابه إثبات العقائد بالطرق الفلسفية معرضين عن طريقة القرآن العظيم وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان من أئمة الدين
وتوصلوا بهذه الطريقة المذمومة إلى إيجاد طرق فلسلفية يتذرعون بها لنفي ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات على اختلاف كبير بينهم في ذلك فبعضهم ينفي جميع الأسماء والصفات
وبعضهم يثبت الأسماء وينفي الصفات ، وبعضهم يثبت بعض الصفات وينفي بعضها
ويختلفون في طريقة النفي فبعضهم مؤولة يؤولون المعنى الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة إلى معان باطلة لم تدل عليها فيؤولون صفة الرحمة بالإنعام، ويوؤلون صفة الاستواء على العرش بتولي الملك، وهكذا ... وهذه الطريقة يسمونها ظلماً وعدواناً بالحكمة فيزعمون أنها أعلم وأحكم من طريقة السلف الصالح، وقد غلطوا في ذلك.

وبعضهم مفوضة يقولون: لا نعلم معناها ، ليس جهلاً منهم بمعنى الرحمة في اللغة - مثلاً - وإنما لأن الله متصف بصفة الرحمة يقولون لا نعلم معنى هذه الرحمة التي اتصف الله بها، ولا يمكن لأحد من سائر المكلفين أن يعرف معناها.

وهذا القول باطل لأن مقتضاه أن الله خاطبنا بكلام غير مفهوم لا يمكننا أن نعرف معناه
وكيف يرغبنا في طلب رحمته ونحن لا نعرف معنى هذه الرحمة


والمقصود أن ما يسمى بعلم الكلام هو علم فاسد مذموم ضل بسببه طوائف من أهل القبلة
وهم الذين يسمون في كتب العقيدة بالمتكلمين ، أي الذين ينتهجون منهج علم الكلام ، وبينهم خلاف طويل عريض ، يأتي بيانه إن شاء الله في متون الاعتقاد في الأسماء والصفات.



وليس مطلوباً منكم في هذه الدورة أن تدرسوا هذه الفرق ، وإنما المطلوب أن تعلموا أن منهج السلف الصالح هو المنهج الصحيح ومن اتبعهم فهو من الفرقة الناجية.

سؤال تواقة:
اقتباس:

قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية : وأكثر من يضاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته عرف فساده وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله وهذا هو الذي يخاف عليه كل علم يخاف من الأنصاف الذين في عرض الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون

لم افهم هذه الفقره؟
جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
مقصوده أن الذين سلكوا علم الكلام وتوغلوا فيه أدركوا أن هذه الطريقة وهي إثبات العقائد بالطرق الكلامية والمناهج الفلسفية لا تسمن ولا تغني من جوع وإنما هي ضلال مبين وقول على الله بغير علم تنتهي بصاحبها إلى الحيرة والشك والتردد.

وكذلك من لم يدخل في علم الكلام فهو في عافية منه

ويبقى الخطر على من سلك هذه الطريقة من أنصاف المتعلمين فإنه ربما يغتر بها ويظن أنها علم وحكمة فتستهويه هذه الطريقة ويفتتن بها فيضل ويضل وقد لا يتمكن من التوبة منها

اقتباس:

لكن يا إخواني فعلا أن من المتأخرين من قال إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين مفوضة ومؤولة وجعلوا الأشاعرة فأخطؤا في فهم السلف وفي منهجهم صلى الله عليه وسلم
كيف نقسم أهل السنة أنهم مفوضة ومؤولة وأنت كم أوضحت أنهم من أهل البدع ؟


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: أهل السنة ليسوا مؤولة ولا مفوضة ، وإنما هذا التقسيم ذكره بعض الجهلة من المتأخرين ، والشيخ ذكر هذا من باب الإنكار والتعجب من هذا الجهل من بعض المتأخرين.



وفقك الله وبارك فيك.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 12:37 AM

سؤال فيصل ابن المبارك: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... اما بعد ....
شيوخنا الكرام، اخواننا الطلاب و الطالبات
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أشكل علي قول الشيخ بكر أبو زيد -رحمة الله عليه - {والمسلمون جميعهم هم الجماعة } ص 61.
أشكل علي لفظ ( الجماعة ) ماذا يقصد الشيخ بالجماعة ؟
فمفهوم الجماعة المصطلح عليه عند اهل العلم هو الطائفة الناجية المنصورة ، وغالب ماعليه أهل الإسلام اليوم و البارحة انحرافهم عن المعتقد الصحيح وفي السلوك ؛ فهل يعدون من الجماعة المحمودة ؟
تلميذكم
فيصل بن المبارك أبو حزم

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
كلام الشيخ بكر صحيح موافق للتعبير القرآني ، فقد امتدح الله عز وجل المسلمين في كتابه الكريم ووعدهم الأجر العظيم، وهو الذي اختار لهم هذا الاسم العظيم كما قال تعالى: "هو سماكم المسلمين" ، قال ابن عباس ومجاهد: (الله سماكم المسلمين).
وقال تعالى "قل إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين"
وقال: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين"
وقال تعالى: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون"

فهذه الآيات المحكمات البينات تدل على فضيلة المسلمين، وهي دالة على أن من كان من المسلمين فهو من الجماعة التي يحبها الله ، وهو داخل في ما وعد الله عز وجل به المسملين من الفوز بالجنة والنجاة من النار.
فهذا أصل مهم يجب أن يقرر.

بقي أصل آخر لعل الإشكال يزول ببيانه ، وهو لا يعارض الأصل المتقدم ، وإنما هو توضيح وتبيين له .

لما كان القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحتى بعد وفاته بزمن حتى غالب عهد الخلفاء الراشدين لم تكن هناك فرق مبتدعة ظاهرة تتسمى باسم يخصها أو تعرف به ،
وإنما كان يجمع الجميع اسم الإسلام ، ولم تكن تلك الفرق قد ظهرت ، فكان من ينتسب للإسلام يعرف منهجه بمجرد انتسابه للإسلام أنه يعتقد ما يعتقده المسلمون ويمتثل ما يمتثلونه ويجتنب ما يجتنبونه ، هذا من حيث المنهج والالتزام، وأما مجرد وقوع المخالفات والمعاصي فلا يناقض هذا الانتساب.

وأما بعد ظهور الفرق الضالة وانتسابها للإسلام وهي على دركات في بدعها التي اقترفتها
فبعض تلك البدع مكفرة تخرج أصحابها عن حقيقة الإسلام مع أنه يتسمون باسم الإسلام ، كما هي حال غلاة الجهمية والرافضة وغلاة الصوفية وأضرابهم ، فالذي يقع في الشرك الأكبر كدعاء غير الله عز وجل واتخاذ وسائط بينه وبين الله فليس بمسلم بإجماع العلماء وإن ادعى الإسلام ، وكذلك من يكذب شيئاً من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر إجماعاً وإن انتسب إلى الإسلام . وكذلك من يطيع من يحلل ما يحرم الله ويحرم ما يحلل الله كما يفعله بعض غلاة المتصوفة والرافضة فهو كافر إجماعاً . ومن يعتقد أن القرآن محرف أو أنه ناقص فهو كافر كذلك وإن انتسب إلى الإسلام.
فهذه الفرق التي خرجت عن حقيقة الإسلام مع بقاء تسميها باسم الإسلام ليست من جماعة المسلمين .

وأما الفرق التي لديها بدع ومحدثات لا تخرجها عن حقيقة الإسلام فلها نصيب مما وعد الله عز وجل به المسلمين ، وعليها خطر مما أوعد الله به العصاة
فهم من عصاة المسلمين وإن كان بعضهم قد يعذر لشبهة عرضت له مع اجتهاده في طلب الحق ، وقد يكون له من الحسنات العظيمة ما يرجى أن يكفر الله له به سيئاته .

وهذه المسألة من مسائل الاعتقاد المهمة ، ولعلك تراجع رسالة شرح حديث الافتراق لشيخ الإسلام ابن تيمية إن احتجت إلى مزيد بيان .
وسيأتي لهذه المسألة بإذن الله تفصيل كثير في متون الاعتقاد
والذي ذكرته لك هنا هو خلاصة ما قيل في هذه المسألة.

والمقصود أن قول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: (والمسلمون جميعهم هم الجماعة) أراد به أهل حقيقة الإسلام ، وليس كل من ينتسب للإسلام وإن لم يكن من أهله.
وهو أراد بهذا الكلام النهي عن التحزب والتفرق في الدين ، واتخاذ جماعات يوالي كل واحد جماعته ويعادي من عداها فهذا من التفرق الذي نهى الله عز وجل عنه
فالمسلمون كلهم إخوة يوالي بعضهم بعضاً ، ويحب بعضهم بعضاً ، وللمسلم على المسلم حقوق واجبة له في دين الإسلام .

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 01:11 AM

سؤال ساجدة فاروق: (العلم حرب للفتى المتعالي ، يعني أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يدرك العلم ، لأن العلم حرب له ...)
على قدر ما اجتهدت لم أفهم كيف يكون العلم حرب ؟!!!
ما المعنى ؟!


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: لعلك تشيرين إلى قول الشاعر:
العلم حرب للفتى المتعالي = كالسيل حرب للمكان العالي

ومراده والله أعلم ، أن الفتى المتعالي لا ينتفع بالعلم لأن تعاليه يصرفه عن الانتفاع بالعلم كما أن المكان العالي لا يصيبه السيل لتعاليه وارتفاعه
فلو شبه العلم بالسيل لكانت الأرض المتواضعة لها النصيب من الانتفاع به ، وحرم من الانتفاع به الأراضي المترفعة عنه لأن السيل يجري وينحدر ولا يرتفع
وهذه التشبيهات التي يذكرها الشعراء إنما هي لتشبيه حالة بحالة فيمثلون الصورة المعنوية بصورة حسية حتى تتضح في الأذهان .
وأما كونه حرباً للمكان العالي فليس المقصود منه الحرب الذي هو ضد السلم كما قد يتبادر إلى بعض الأذهان، وإنما المراد منه شدة العداوة والمنافرة يقال فلان حرب لفلان إذا كان بينهما عداوة ومباغضة شديدة.
قال في لسان العرب: (يقال فلان حَرْبٌ لفلان إِذا كان بينهما تَباعُدٌ)

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 01:14 AM

سؤال وليد عبد الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر في فصل اداب الطالب في نفسه انه ورد النهي عن الجدال والمراء والشيخ بن عثيمين في شرحه قال انه لو اتى شخص ونافش في موضوع توضح له الحق ولو أكثر الجدال تبتعد عنه.
السؤال كيف نوفق بين ما ذكر اعلاه وبين قول الحق ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) والمجادلة تقتضي كثرة الاخذ والرد التي فهمت ان الشيخ ينهى عنها.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) فالمجادلة موصوفة بوصف يحددها
والسؤال والجواب والأخذ والرد الذي يراد منه التوصل إلى معرفة الحق محمود غير مذموم ولا يخرج بالمجادلة عن هذا الوصف الممدوح
أما إذا أفضت المجادلة إلى المراء والمعاندة والخصام المجرد الذي يراد به لبس الحق بالباطل أو مجرد الغلبة فإنها مما ينهى عنه.
فإذا بينت الحق لشخص في مسألة وتبين له الحق ثم أخذ في المجادلة بعد ما تبين له الحق فأعرض عنه واترك مجادلته.
وهذه الوصية مهمة ونافعة لطلاب العلم
أما العلماء والمحققون فقد يحتاجون عند مناظرة أهل الباطل ولا سيما رؤساؤهم وأهل الطاعة فيهم إلى الإمعان في كشف باطلهم والتحذير منهم بعدة طرق نصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وهم في ذلك الإمعان لا يخرجون عن المجادلة بالتي هي أحسن بل هم مهديون للطيب من القول وبيان الحق بما يكفي ويشفي ويقيم الحجة ويكبت الباطل وأهله.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:21 AM

سؤال وليد عبد الله: من الادب رقم 30 ( التفقه بتخريج الفروع على الاصول):
1- قال الشيخ ابن عثيمين ( الفقيه هو العالم باسرار الشريعة)، اليس هنا عدة محاذير منها:
- ان الصحابة كانوا لا يتجاوزون عشر ايات الا وفقهوا معناها وحكمها والعمل بها ، فكيف يكون للشريعة اسرار بعدهم.
- يفتح الباب امام الفرق الضالة التي تعتقد وجود اسرار في الشريعة مخفيه عن العامه ويبنون عليها عقائدهم.

جواب الشيخ عبد العزيز: ليس مراده بأسرار الشريعة ما ذهبت إليه بأنه سر لا يطلع عليه إلا خواص من الناس كما هو ذين بعض الفرق الضالة.
فعماد الدين على الكتاب والسنة وهما مشهوران معروفان
وإنما قصد بأسرار الشريعة مقاصدها وقواعدها الكلية التي تنبني عليها الأحكام ففهم تلك القواعد والمقاصد يستدعي علماً وفهماً لا يناله كل أحد ، ولذلك سماها أسراراً
لأن إدراك هذه المقاصد والقواعد وفهمها هو من شأن الراسخين في العلم الذين هم خواص العلماء.
مع أن مادة تلك القواعد والمقاصد مبثوثة في أدلة الكتاب والسنة لم يأتوا بشيء مكتوم عن الناس لا يعلمون مصدره.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:26 AM

سؤال وليد عبد الله: توضيح المقصود بالضابط والقاعدة والفارق بينهما؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الضابط له إطلاقان:
الأول: الحد الذي يميز به بين مقدارين ينبني على التمييز بينهما فيه حكم شرعي.
مثاله: ما ضابط كثرة المطر الذي يجوز معه الجمع في الحضر؟.
الإطلاق الثاني: جملة تضبط حكماً واحداً لعدد من المسائل في باب واحد
مثاله: ما جاز في الفريضة جاز في النفل إلا ما دل الدليل على التخصيص فيه.

وأما القاعدة فهي حكم كلي تنبني عليه مسائل في أبواب متعددة
مثال: المشقة تجلب التيسير .
فهذه قاعدة تنبني عليها مسائل كثيرة في الطهارة والصلاة والصيام والحج وسائر فروض الدين.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:28 AM

سؤال وليد عبد الله: الفقرة التالية ( قوله: «وأجمع للنظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب الشريعة العام...» وهذا أيضا مهم عند أهل الحديث.
يأتي مثلا نص ظاهره الحكم بكذا لكن إذا تأملت في هذا النص وجدته مخالفا للقواعد العامة من الشريعة، فما موقفك؟
نقول: لا بد أن نرجع إلى القواعد، ويحكم على هذا بما تقتضيه الحاجة.
وكذلك قال العلماء فيما لو خالف الإنسان الثقة الثبت من هو أرجح منه، فإن حديثه هذا- وإن كان من حيث النظر إلى مجرد الطريق نحكم بصحته- نقول: إن هذا غير صحيح. لماذا؟ لأنه شاذ. والذي أوجب لكثير من المبتدئين في طلب العلم أن يسلكوا مسلكا شاذا )
- هل يمكن القواعد تكون مناقضة للنص؟
- ارجو شرح الفقرة .


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: القاعدة الصحيحة لا تعارض النص الصحيح
لكن من أحوال بعض القواعد أنها غير مستغرقة للعموم في مسائلها ، فيدخلها الاستثناء والتخصيص والتقييد كما سيأتي بيانه عند دراسة أصول الفقه إن شاء الله تعالى.
والشيخ رحمه الله قال: نص ظاهره المعارضة...
ومعنى (الظاهر) له دلالة عند العلماء يريدون به المتبادر إلى الذهن عند الإطلاق ، وهذا الأمر
أحيانا يكون هو معنى النص ، وأحياناً يراد به معنى آخر على خلاف الظاهر لقرينة صارفة
كما سيأتي بيانه عند دراسة أصول الفقه بإذن الله تعالى.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:34 AM

سؤال وليد عبد الله: من الادب رقم 37 ( قراءة التصحيح والضبط):
1- ما المراد بقراءة التصحيح والضبط ؟ وهل هناك فارق بينهما؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: قراءة التصحيح هي أن يقابل نسخته على أصل موثوق يصححه عليه أو يقرأه على شيخ متقن ليصحح له قراءته
وأما الضبط فهو أن يعنى بضبط المفردات الغريبة والأعلام وكيف ضبطها بالشكل.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:37 AM

سؤال بشرى نصر: قال الشيخ هناا .. (( أوجب شيخ الإسلام ابن تيمية تبعا للإمام مالك رحمه الله , أوجب قتل القاتل غيلة , حتى لو عفا أولياءه, حتى لو كان له صغار يحتاجون إلى المال , فإنه يجب أن يقتل , لأن القتل غيلة لا يمكن التخلص منه .))
لم أفهم معنى القاتل غيلة ...؟!

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: قتل الغيلة هو قتل الغدر الذي يكون فيه المغدور آمناً جانب الغادر كقتل المرأة لزوجها والأخ لأخيه وصاحب الدار لضيفه

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:44 AM

سؤال رجاء: من درس نواقض الحلية :
1.
جاء رجل يريد أن يحمله على بعير يجاهد عليها في سبيل الله،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنا حاملوك على ولد الناقة» قال الرجل كيف؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «وهل تلد الإبل إلا النوق»
لم افهم القصة ؟


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: تبادر إلى ذهن الرجل الذي مازحه النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيحمله على (حُوار) وهو صغير الإبل لا يقوى على الحمل إذ لا يزال في سن الرضاعة فلذلك استغرب وتعجَّب فبيَّن له النبي صلى الله عليه وسلم أن كل الإبل التي يُحمل عليها إنما تلدها النوق (جمع ناقة)
وهذه الملاطفة من النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائد الجيش لها آثارها التربوية الحسنة وفيها من إزالة السآمة ورتابة العمل الجاد وترويح النفس ما لا يخفى.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:46 AM

سؤال رجاء: فإنه لا يجوز أن يجلس إليه، لأنه مبتدع. لماذا لا يجوز؟
أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من البيان لسحرا» . قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.

كنت اظن أن قول النبي " إن من البيان لسحرا " على سبيل المدح لا الذم , فكثير يستدلون بها من هذا الباب .. فهل اوضحتم لنا
جزاكم الله خيرا

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وصف بعض البيان بأنه سحر وصف مدح في الأصل لبلاغة المتكلم وتصرفه في فنون الكلام وإقناع المخاطَب بما يريد وتزيين ما يزيِّنه له، وتقبيح ما يقبحه له.
فهو من حيث الأصل مدح لبلاغة المتكلم لكن إن أفضى هذا المدح إلى محرم فقد أساء البليغ ولم يؤد شكر النعمة بل صرفها فيما يغضب الله فتذم حينئذ لا لذاتها وإنما لما أفضت إليه
كما في الصحيحين من حديث أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (
إنما أنا بشر وإنكم تختضمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي على نحو ما أسمعه فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار).

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:48 AM

سؤال أم عائشة: من خلال دراستنا لحلية طالب العلم عندى بعض الأسئلة
-أوصى الشيخ بالتلقى من شيخ متقن
ما كيفية ذلك بالنسبة للمرأة؟
وماذا تفعل ان لم يمكنها ذلك؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: تحضر الدروس العلمية في الأماكن المخصصة للنساء أو عبر شبكة الانترنت
المهم أن يكون طلبها للعلم في بدايته تحت إشراف علمي من عالم يرشدها للطريقة الصحيحة في طلب العلم ويبين لها ما يشكل عليها وينبهها على ما ينبغي التنبيه عليه حتى إذا اتضحت لها مسالك طلب العلم لم تحتج للسؤال في المنهج إلا قليلاً.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:50 AM

سؤال أم عائشة: ماذا تفعل من ليست لديها قدرة على الحفظ؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الناس في الحفظ على مراتب:
المرتبة الأولى: صاحب الملكة الجيدة في الحفظ الذي يحفظ سريعاً وبلا مشقة.
المرتبة الثانية: البطيئ في حفظه الذي يجد فيه مشقة وصعوبة
المرتبة الثالثة: سيء الحفظ الذي يجد أنه لا يحفظ وربما أخطأ فيما يحفظ.

فأصحاب المرتبة الأولى ينبغي لهم شكر هذه النعمة واستثمارها في حفظ ما ينفعهم

وأصحاب المرتبة الثانية أرجو أنهم بكثرة التمرن والتكرار والمداومة على الحفظ وسؤال الله تعالى من فضله أن تخف عليهم مؤونة الحفظ ويثبت حفظهم.

وأما أصحاب المرتبة الثالثة: فينبغي لهم الاعتناء بالفهم والكتابة والتلخيص وتكرار المطالعة لما كتبوه والقيام بما يمكنهم من الأعمال العلمية النافعة؛ فمن أخفق في جانب فلديه ملكات في جوانب أخرى قد تكون أكثر نفعاً له.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:52 AM

سؤال أم عائشة: ماذا تقدم من كانت لديها رغبة شديدة فى طلب العلم
العلم أم ألانجاب وطبعا ذلك يشغلها ليس لفترة بسيطة بل لمدة طويلة
هل تكتفى بعدد من الأطفال لطلب العلم؟
وعند تربيتهم تجد أنها بين أمرين
تريد أن تتعلم وفى نفس الوقت مطلوب تعليمهم وتحفيظهم فما تقدم؟
وهل للانشغال بالأبناء كان هذا سبب عدم تواجد نماذج لطالبات العلم لاأقول تضاهى الرجال ولكن ولو العدد البسيط؟
عذرا على الاطالة ولكن كلها أسئلة تدور حول كيفية الجمع بين طلب العلم ورعاية الأبناء
وكلاهما يتطلب الوقت الطويل ان لم يكن كله

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: ما يعترض النساء من الشواغل عن طلب العلم من الحمل والإنجاب والتربية وأعمال المنزل نظير ما يعترض الرجال من العمل لكسب الرزق وما يعترضهم من الأمور التي تنوب الرجال غالباً من كثرة الأسفار أو الشواغل الاجتماعية والعملية
ويشتركون في بعض الابتلاءات في أنفسهم وأموالهم
وكل ذلك لا ينبغي أن يصرف طالب العلم عن طلبه للعلم بل ينبغي له أن يعزم على طلب العلم ويقوم بما يمكنه من ذلك ويسأل الله الإعانة والتوفيق

ومن صدقت نيته بارك الله له في علمه؛ فكم من علوم اكتسبها بعض العلماء في وقت وجيز، فهذا ابن جرير الطبري تعلم علم العروض في يوم واحد، وبعضهم حذق علم الفرائض في فترة وجيزة أيضاً، وهكذا ..
حتى في مجال التأليف والتلخيص تجد بعضهم يؤلف رسالة في فترة وجيزة ثم يبارك الله فيها فينتفع بها طلاب العلم مئات السنين كما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية العقيدة الواسطية بين صلاة الظهر والعصر فبارك الله فيها ونفع بها نفعاً عظيماً ولا تزال تدرس إلى الآن، وكذلك كثير من كتبه وفتاويه كان يكتبها في فترة وجيزة حتى إنه كتب الفتوى الكيلانية وصاحبها مستوفز عند الباب يطلبها فذاعت وانتشرت وبارك الله فيها.
بل إن بعضهم يقول الكلمات اليسيرة فتحفظ عنه وتروى ويتداولها الناس جيلاً بعد جيل وتدرس وتشرح وينتفع بها انتفاعاً عظيماً، ومن تأمل الآثار المروية عن السلف رأى في ذلك عجباً
بل إن بعضهم يعمل العمل وهو يظن ألا أحد من البشر يراه؛ فيقيظ الله من يبصره ويروي للناس ما رآه منه فيشتهر خبره ويكون إماماً للناس وقدوة لهم ينتفعون بما رؤي منه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

والمقصود أن العبد إذا أخلص نيته لله وصدقت عزيمته وجد من فضل الله تعالى وبركته ما تقر به عينه.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:56 AM

سؤال موسى: مالفرق بين الجدال والمراء؟


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الجدال في اللغة مشتق من الجَدْل، وهو شدة القتل ، ومنه سمي الصقر بالأجدل، لشدة قتله ، ويقال: تركته مجدلاً، أي مقتولاً ، فاشتق منه الجدال للمناسبة المقتضية لذلك فكأن المجادل يحاول صرع خصمه بقوة الحجة.
والجدال إن كان بالحق كان محموداً مثاباً عليه صاحبه كما قال تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}.
وإن كان بالباطل كان مذموماً منهياً عنه كما قال تعالى: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق}

وأما المراء فهو مشتق من قولهم: (مريتُ الشاة) إذا مسحت على ضرعها لتدر بالحليب؛ فاشتق منه المراء لأن المماري يستخرج ما عند خصمه من الحجة.
قال ابن الأثير: (يقال للمناظرة مماراة لأن كل واحد يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمترى الحالب من الضرع).
والمراء أكثر ما يطلق في النصوص في مقام الذم والنهي عنه كما في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((المراء في القرآن كفر)).

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 05:58 AM

سؤال تركي الغامدي: اسأل الله العظيم ان يجزاكم الفردوس الأعلى
من درس التحلي برونق العلم ما المقصود بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بأن عمر إنما يتلقى الإصابة بواسطة , أما أبو بكر فيتلقاها بلا واسطة ؟
حفظكم الله

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: آمين وإياك.

نص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله كما في الرد على المنطقيين: (فأما درجة السابقين الأولين كأبي بكر وعمر فتلك لا يبلغها أحد، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( قد كان في الامم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر )).
وفي حديث آخر : (( إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه ))
وقال علي: (كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر).
وفي الترمذي وغيره: (( لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ، ولو كان بعدي نبي ينتظر لكان عمر )).
ومع هذا فالصديق أكمل منه فإن الصديق كمل في تصديقه للنبي فلا يتلقى إلا عن النبي، والنبي معصوم، والمحدَّث كعمر يأخذ أحيانا عن قلبه ما يلهمه ويحدَّث به، لكن قلبه ليس معصوما؛ فعليه أن يعرض ما أُلقي عليه على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله، وإن خالفه رده، ولهذا قد رجع عمر عن أشياء، وكان الصحابة يناظرونه ويحتجون عليه فإذا بينت له الحجة من الكتاب والسنة رجع إليها وترك ما رآه، والصديق إنما يتلقى عن الرسول لا عن قلبه، فهو أكمل من المحدث، وليس بعد أبي بكر صديق أفضل منه، ولا بعد عمر محدَّث أفضل منه). ا.هـ

ومراده أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أكمل فهماً وعلماً ويقيناً من عمر بن الخطاب؛ فقوة يقينه وفهمه للكتاب والسنة بلغت منزلة أعلى من منزلة المحدَّث الملهم الذي يستدل على الحق بواسطة ما يلقى في روعه.
وقلوب المحدَّثين غير معصومة فقد يلقى فيها الحق وهو الغالب، وقد يكون معه ما يلقيه الشيطان ابتلاء وامتحاناً، فوجب أن يعرضوا ما ألقي في قلوبهم على نصوص الكتاب والسنة فما خالف النصوص رجعوا عنه، وما وافقها قبلوه.
ولذلك لما ارتد من ارتد من العرب وعزم أبو بكر على قتالهم قال له عمر : يا أبا بكر كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ودمه ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله )).
فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعه.
قال عمر: فو الله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق).
أخرجه البخاري ومسلم.
فكان أبو بكر أكثر علماً وأحسن فهماً من عمر حتى رجع عمر إلى قوله، وهما من علماء الصحابة، بل نقل شيخ الإسلام اتفاق أهل العلم على أن أعلم هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:01 AM

سؤال أم القاسم: ما معنى قول شيخ الإسلام بن تيمية :-
ومن مَلِيحِ كلامِ ابنِ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى قولُه في مَجْلِسٍ للتَّفَقُّهِ : ( أَمَّا بعدُ ؛ فقد كُنَّا في مَجلِسِ التَّفَقُّهِ في الدِّينِ ، والنظَرِ في مَدارِكِ الأحكامِ المشروعةِ ؛ تَصويرًا ، وتَقريرًا ، وتَأصيلًا ، وتَفصيلًا ، فوقَعَ الكلامُ في ...
وجزاكم الله عن طلبة العلم كل خير ..


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: التصوير: هو أن تذكر صورة المسألة وكيفيتها الفقهية ليتبين حكمها.
والتقرير: بناء الاستدلال على القواعد والأدلة حتى يتبين منه لزوم نتيجة الاستدلال.
والتأصيل: هو بيان الأصول من الأدلة والقواعد التي تفيد في تصحيح فهم المسألة وبيان حكمها.
والتفصيل: إزالة الغموض والإجمال ببناء التقسيم على موارده الصحيحة بحيث يتميز كل قسم بالحكم المميز له عن غيره من غير لبس ولا إجمال.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:04 AM

سؤال محمد سعيد نبوي: نريد مزيد تفصيل في كيفية ضبط التعامل مع أهل البدع والجلوس إليهم.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يجب الحذر من مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم وقراءة كتبهم، وقد كثرت الآثار عن السلف الصالح في التحذير من ذلك:
- روى الفريابي والآجري واللالكائي وابن بطة عن ابن عباس أنه قال: (لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب).
- وروى الدارمي والبيهقي وابن وضاح عن أبي قلابة الجرمي أنه قال: (لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون).
- وروى ابن وضاح عن الأوزاعي أنه قال: (لا تمكنوا صاحب بدعة من جدل فيورث قلوبكم من فتنته ارتياباً).
- وروى أيضاً عن سفيان الثوري أنه قال: (من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة - وهو يعلم أنه صاحب بدعة - نزعت منه العصمة ووُكِلَ إلى نفسه).
والآثار عن السلف الصالح في ذلك كثيرة، وقد بوَّب عدد ممن صنف في الاعتقاد أبواباً في التحذير من مجالسة أهل البدع، ونقل عدد من الأئمة أن من منهج أهل السنة بغض أهل البدع وترك مجالستهم
قال الصابوني في اعتقاد أهل الحديث: (ويتجانبون أهل البدع والضلالات ، ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات ، ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ، ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ، ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضَرَّت وجَرَّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت).

وهذه الآثار تفيد وجوب الحذر من مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم لما في ذلك من مفاسد كثيرة على المرء في دينه ، وقد يفتتن بما لديهم إذا لم يكن صاحب علم وحجة وثبات على المحجة.
لكنها لا تحمل على ظلمهم ومنعهم حقوقهم الواجبة لهم في التعاملات الأخرى فإن أحكام الشريعة لا تخرج عن مقتضى العدل والإحسان كما قال الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).
فمن كان من أهل العلم والحجة وكان في موضع اشتهرت فيه تلك البدعة ونجم أصحابها وتصدروا وجب عليه بيان الحق ومناظرة أؤلئك المبتدعة وبيان باطلهم لئلا يضلوا الناس ويفتنوهم في دينهم.
ومن كان ضعيف العلم والحجة فليطلب السلامة لنفسه ويتجنب مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم.

وسنأتي في دراسة متون الاعتقاد على تفصيل لأحكام التعامل مع أهل البدع ومناظرتهم، إن شاء الله تعالى.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:06 AM

سؤال محمد سعيد نبوي: وما هو الضابط للحكم على الشخص أنه من أهل البدع؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: من خالف في أصل من الأصول أو مسألة من المسائل الكبار في العقيدة فهو من أهل البدع، كمن قال بخلق القرآن، أو الإرجاء، أو انتهج منهج التأويل أو التفويض.
وكذلك من كثرت مخالفته لمنهج أهل السنة في عدد من المسائل فإنه يعد من أهل البدع.
أما من وقع في بدعة عملية أو اعتقادية في غير المسائل الكبار المتعلقة بأصول الإيمان فقد جرى عمل جمهور أهل السنة على اعتبار أنه من أهل السنة مع التنبيه على ما وقع فيه من البدعة في بعض المسائل.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:08 AM

سؤال محمد سعيد نبوي: نريد تفصيل في مسألة السنن التي و قعت اتفاقا و عادة؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: المراد بالسنن التي وقعت اتفاقاً وعادة هي ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من غير تقصد لها، ولا أثر عنه ولا عن أصحابه حث عليها، وقريب من ذلك ما يسميه بعض الأصوليين السنن الجبلية ، وهي ما يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة كالأكل والشرب .
فتلخص لنا ثلاثة أنواع متقاربة:
النوع الأول: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقاً كدخوله مكة من أعلاها، ودخوله المسجد الحرام من باب السلام ؛ فهل يشرع لمن لم تكن هذه المواضع على طريقه أن يتعمد فعل ذلك ؟
في هذه المسألة قولان مشهوران لأهل العلم، ولا ينكر على من فعله لقيام احتمال مشروعية التأسي، ويمثل لذلك أيضاً بوقوف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة راكباً.

النوع الثاني: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة والطبع والرغبة البشرية كتتبعه الدباء في القصعة، ومحبته للحلوى، وإسراعه في المشي، والتفاته جميعاً ، ونحو ذلك، ووقوفه في بعض المنازل في أسفاره ، وقد نقل عن بعض الصحابة أنه كان يتتبعه في ذلك كما نقل عن أنس وابن عمر.

النوع الثالث: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى العادة والعرف في زمانه كنوع اللباس وطريقة تحضير الطعام وأداوت تناوله ، ونحو ذلك .

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:13 AM

سؤال محمد سعيد نبوي: يقول الشيخ ابن عثميمين في مسألة دلالة الإلتزام يقول "و هذا اللون الثالث من الدلالة الذي يختلف فيه الناس اختلافا عظيما إذ قد يلتزم بعض الناس من الدليل ما لا يلزم ، وقد يفوته ما يلزم..." فكيف للمرء أن يسلم من ذلك؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: العصمة من الوقوع في شيء من ذلك لا أحد يدعيها، لكن مما يعين على تجنب ما ذكر طلب العلم على أهله ، ومراجعة أهل العلم وسؤالهم حتى يطمئن طالب العلم لصحة فهمه.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:15 AM

سؤال محمد سعيد نبوي: نريد مزيد تفصيل حول الفرق بين الذريعة والحيلة مع شرح مثال الشيخ حول النقاب ، وضرب المزيد من الأمثلة حتى يتضح المقصود.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الذريعة هي ما يتذرع به إلى فعل شيء فحكمها حكم الوسائل، يختلف حكمها باختلاف المقصد، ومن القواعد الفقهية الوسائل لها أحكام المقاصد.
وهي على قسمين:
القسم الأول: وسائل لها حكم معين في الشرع؛ فهذه لا يجتهد في بيان حكمها لأنه لا اجتهاد مع النص ، مثاله التداوي بالمحرمات محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تتداووا بحرام)، ونكاح التحليل محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( لعن الله المحلل والمحلَّل له).

القسم الثاني: وسائل ليس لها حكم معين في الشرع وهي على درجات:
الدرجة الأولى: وسائل مفضية إلى مقاصدها قطعاً فهذه لها حكم مقاصدها ، فالوسيلة إلى المحرم محرمة والوسيلة إلى المباح مباحة، والوسيلة إلى المكروه مكروهة وهكذا، ومن ذلك ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا يتم ترك الحرام إلا بتركه فتركه واجب.
الدرجة الثانية: وسائل مفضية إلى مقاصدها غالباً ، كبيع السلاح في وقت الفتنة، وبيع العنب على من يعرف عنه صناعة الخمر، ونحو ذلك ، فهذه الدرجة فيها خلاف بين أهل العلم والراجح أن لها حكم المقاصد وهو قول جمهور أهل العلم، وخالف في ذلك الظاهرية وبعض الشافعية وبعض الحنفية.
الدرجة الثالثة: وسائل مفضية إلى مقاصدها نادراً فهذه لا تأخذ حكم المقاصد؛ لأن النادر لا حكم له، لكن من فعل تلك الوسيلة قاصداً التوصل بها للحرام فيأثم على ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) فالمشي إلى الحرام محرم، مع أن أصل حكم المشي الإباحة.

وأما الحيل فتنقسم إلى قسمين: حيل شرعية، وحيل غير شرعية.
فالحيل الشرعية هي ما يسميه بعض العلماء المخارج من المضايق، وهو أن يفعل فعلاً يتوصل به إلى التخلص من الوقوع في الحرام، مثاله: رجل لديه صاعان من تمر رديء، ورأى رجلاً لديه صاع من تمر جيد، وأراد أن يتملك التمر الجيد وليس لديه ثمنه ، فإن أخذ الصاع بالصاعين وقع في الربا وهو من الكبائر، فالحيلة الشرعية له أن يبيع الصاعين الرديين بنقد أو عرض ثم يشتري بقيمته الصاع الجيد.
وكذلك إذا استحلفه ظالم على أمر لو بيَّنه له لحصل بذلك البيان ظلم وضرر كبير ، ولا بد له من الحلف، فالحيلة الشرعية له أن يحلف ويورِّي.
وقد صنف بعض أهل العلم في الحيل الشرعية مصنفات وأفرد البخاري في صحيحه كتاباً باسم الحيل.

وأما الحيل غير الشرعية فيراد بها التوصل بحكم ظاهره الجواز لإبطال حكم شرعي كمنع حق عن مستحقه أو إباحته لمن حرم عليه، كنكاح التحليل.
فهذا النوع من الحيل محرم ، ولا يزيد المحتال إلا إثماً إلى إثمه، نسأل الله السلامة والعافية.

وأما المثال الذي ذكره الشيخ رحمه الله فقصد به أن النقاب بصورته التي كان عليها عمل المسلمات في زمن النبوة مباح لا حرج فيه، لكن لما أحدث بعض النساء التوسع في النقاب حتى تبين من فرجته الحواجب وأطراف الخدين ، وربما استعمل بعضهن من الزينة ما يفتن الرجال ، كان منعه أولى ، وهذا يسميه العلماء مراعاة حال المستفتي، فإذا كان المفتي يدرك أن المستفتي يسأل عن حكم النقاب ليأخذ فتوى بجوازه ثم يجعل تطبيقه على نحو غير جائز فينبغي للمفتي ألا يفتيه بالجواز لأن الفتوى يتعلق حكمها بمآلاتها، وهذا قول لبعض أهل العلم ، وله تطبيقات أخرى كثيرة تدرس في فقه الإفتاء.

والله تعالى أعلم.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:16 AM

سؤال محمد سعيد نبوي: ما هي المصالح المرسلة و موقعها في التشريع الإسلامي؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يذكر بعض أهل العلم أن المصالح تنقسم من حيث اعتبارها شرعاً إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: مصالح معتبرة، وهي المصالح التي شهد لها الشرع بالاعتبار، بأن يدل الدليل الصحيح من النص أو الإجماع أو القياس الصحيح على أن تلك المصلحة معتبرة شرعاً ومرادة .

القسم الثاني: مصالح ملغاة، وهي المصالح التي دل الدليل على فسادها وعدم اعتبارها، مثل نكاح التحليل فيه مصلحة إياحة المرأة لزوجها السابق لكن هذه المصلحة ملغاة لأنها خلاف مقصود الشارع بزجر المتمادي في الطلاق وسد ذريعة التحايل .

القسم الثالث: مصالح مرسلة، وعرفها بعض أهل العلم بأنها المصالح التي لم يدل الدليل على اعتبارها ولا على إلغائها.
وهذا القسم مختلف في حجيته بل في وجوده أصلاً، ولذلك ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم إلى أنه لا يوجد في الشريعة مصالح مرسلة ، لأن المصلحة إما معتبرة وإما غير معتبرة؛ فالمعتبرة هي ما قام عليها دليل صحيح، وغير المعتبرة هي ما دل الدليل على فسادها، وأن أي مصلحة تامة أو راجحة فإن الشريعة تدل عليها بوجه من الوجوه فتدخل ضمن المصالح المعتبرة، وأن أي مصلحة مرجوحة بمفسدة أكبر منها فهي من المصالح الملغاة.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:18 AM

سؤال راجية عفو الرحمن: أرجوا منكم أن تشرحو لي أكثر "الاعراض عن الهيشات "
ولماذا كان قصده هيشات السوق بالضبط و ما الدليل على انه يقصد بهيشات السوق اذا لا يوجد فيه حرج...بارك الله فيكم


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: في صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وإياكم وهيشات الأسواق))، وفي رواية عند أحمد: ((هوشات الأسواق)) بالواو.
والهيشات والهوشات جمع هيشة وهوشة.
قال أبو سليمان الخطابي في معالم السنن: (وهيشات الأسواق ما يكون فيها من الجلبة وارتفاع الأصوات وما يحدث فيها من الفتن، وأصله من الهوْش وهو الاختلاط؛ يقال: تهاوش القوم إذا اختلطوا ودخل بعضهم في بعض، وبينهم تهاوش: أي اختلاط واختلاف).
وذكر الأسواق خرج مخرج الغالب لأن الأسواق مظنة حصولها، ولا يقصر الحكم على هيشات الأسواق فقط.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:20 AM

سؤال راجية عفو الرحمن: أرجو شرح لي ماذا يقصد ب" والهيشة الفتنة وأم حبين وليس فى الهيشات قود"
أم حبين عرفتها و هي تشبه الخنفساء ولكن ماذا يقصد "وفى الهيشات قود"؟؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
(وليس في الهيشات قَوَد) أي قصاص، فإذا قُتِل قتيل في فتنة لا يُدرى من هو قاتله فإنه لا يقتل به أحد من الطرف الآخر، لأن القصاص لا بد فيه من تعيين القاتل.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:31 AM

سؤال فاطمة ع م ن: ما معني أن يكون الإنسان أشعري ؟

جواب أم عبد الله الميساوي:
لانشغال الشيخ حفظه الله سأجيب على هذا السؤال باختصار لمعرفتي البسيطة به

الأشعرية هي فرقة إسلامية نشأت في بداية القرن الرابع الهجري، وهي تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري (متوفي 324 هـ)، وقد مر الأشعري رحمه الله بثلاث مراحل ذكرها ابن كثير رحمه الله في طبقات الشافعيين فقال:
"ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال، أولها : حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة، والحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي : الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل الخبرية كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك، والحال الثالثة : إثبات ذلك كله من غير تكييف، ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرًا". اهـ.

فالمرحلة الثانية هي مرحلة المذهب الأشعري.
وهذه الفرقة أقرب الفرق إلى أهل السنة والجماعة، وذلك مقارنة بغيرها من الفرق، وليس لأن مخالفتها خفيفة، بل هي مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة في كثير من أصولها؛ في باب التوحيد، والأسماء والصفات، والقدر، والإيمان وغيرها. والأشاعرة يرون بأنهم هم أهل السنة والجماعة، لهذا يسمون أنفسهم بأهل السنة ويقولون في كتبهم بأن أهل السنة هم الأشاعرة والماتريدية.

تعليق الشيخ عبد العزيز الداخل:
أجابت عنه الفاضلة أم عبد الله الميساوي أثابها الله، وأضيف أن الانتساب إلى الأشعرية بدعة لأنها منهج مخالف في العقيدة لمنهج أهل السنة والجماعة.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:32 AM

سؤال فاطمة ع م ن: شعرت بأنني لم أفهم (النهمةُ في الطلبِ) جيداً , هل لكم بتوضيحُها أكثر ؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: النهمة في طلب العلم هي بلوغ الهمة في طلب العلم مبلغاً عالياً يثير حرص صاحبه على شدة الرغبة في الازدياد منه والسعي الحثيث لذلك، وكلما ازداد علماً عظمت رغبته في الازدياد منه أكثر فهو منهوم لا يشبع ولو قضى عمره كله في طلب العلم لأن الإنسان لن يبلغ في العلم غاية الكمال مهما بلغ اجتهاده وتحصيله، وفوق كل ذي علم عليم.
ومفتاح النهمة في العلم: اليقين بعظيم ثواب العلم ومحبة الله تعالى للعلم وأهله الذين يطلبونه ابتغاء وجهه، ومن طلب العلم على هذا الوجه جعل الله في قلبه حلاوة العلم ولذة طلبه حتى يود ألا يفارق هذا العمل لشدة ما يجد من حلاوته ولذته مع يقينه بنفعه وثمرته.
نسأل الله من فضله.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:34 AM

سؤال فاطمة ع م ن: السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..
يوجد حديث عن الإعراض عن الهيشات
وهو ( إياكم وهوشات الليل) .. لماذا ورِد الليل خصيصاً ؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تخصيص الليل بالذكر للتنبيه على أن الهوشات فيه أشد خطراً، لأن المشارك في تلك الفتنة الهائجة قد لا يبصر مواضع ما يصدر عنه من ضرب أو رمي أو أمر يخشى ضرره فقد يقتل وقد يتلف عضواً أو يتلف مالاً أو يحدث ضرراً بسبب استجراء الشيطان له في المهاوشة.
وهذا لا يفهم منه عدم النهي عن الهوشات بالنهار.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:36 AM

سؤال فاطمة ع م ن: بارك الله فيك شيخنا وفي أختي أم عبدالله الميساوي علي التوضيح..
- في الرحلة للطلب ؛ ذُكرَ بأن المتصوّفة يفضلون علم الخرقِِ علي علم الورق؛
فما هو علم الخرقِِ ؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن إبراهيم بن أحمد الطبري المقرئ أنه قال: سمعت جعفر الخلَدي يقول: لو تركني الصوفية لجئتكم بإسناد الدنيا! مضيتُ إلى عباس الدوري وأنا حَدَث فكتبت عنه مجلساً واحداً وخرجت من عنده؛ فلقيني بعض من كنت أصحبه من الصوفية؛ فقال: أيش هذا معك؟
فأريته إياه؛ فقال: ويحك تدع عِلم الخِرَقِ وَتأخذ علم الوَرَق.
قال: ثم خرَّق الأوراق؛ فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس).

وهذه الحكاية أوردها ابن الجوزي في تلبيس إبليس ، والذهبي في السير وعقب عليها بقوله: ما ذا إلا صوفي جاهل يمزق الأحاديث النبوية، ويحض على أمر مجهول، فما أحوجه إلى العلم!!.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأهل العبادات البدعيّة يزيّن لهم الشّيطان تلك العبادات، ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة حتّى يبغّضهم في العلم والقرآن والحديث؛ فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذِكْرَه، وقد يبغّض إليهم حتّى الكتاب فلا يحبّون كتابًا ولا مَن معه كتابٌ، ولو كان مصحفًا أو حديثًا ؛ كما حكى النصرباذي أنّهم كانوا يقولون : يَدَعُ عِلْمَ الخِرَقِ ويأخذ علم الوَرَقِ!!
قال : وكنت أستر ألواحي منهم فلمّا كبرت احتاجوا إلى علمي.
وكذلك حكى السّريّ السقطي: أنّ واحدًا منهم دخل عليه فلمّا رأى عنده محبرةً وقلمًا خرج ولم يقعد عنده).

وعلم الخرق عند غلاة الصوفية أطلقوه في مقابلة علم الورق وهو اسم لقبوا به العلم الشرعي الذي عمدته على ما دوَّنه أئمة العلماء من الكتب النافعة التي حفظ الله بها العلم.
فهم يزعمون باطلاً وزوراً أن هذا الورق يقطع الطريق على من يريد التلقي بلا واسطة ، فهم يأخذون بالعلم اللدني – كما يسمونه – وهو علم الباطن، وإنما رمزوا له بعلم الخرق ليتم السجع في مقابلة علم الورق، لأن الخرق رمز للصوفية، إشارة إلى ما كانوا يصنعونه من التزهد المتكلف بلبس الخرق، وأنه يحصل لهم بتلك الأحوال علوم يتلقونها بلا واسطة ، فهم يظنونها علوماً وإنما هي من إلقاءات الشيطان عليهم يضلهم ويمنيهم بها ويعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً.
ومنهم ممن تتمثل له بعض الشياطين – وربما يظنهم ملائكة - ويطلبون منه أموراً وأحوالاً يصنعها في نفسه لتحصل له كرامات كما يزعمون ، فيروضون أنفسهم برياضات بدعية، وربما جوَّع بعضهم نفسه أياماً ، واتبع طرائق ورسوماً شيطانية فيحصل لهم بذلك أموراً يتعجبون منها يظنونها كرامات، وهي ضلالات وأحوال شيطانية يفتنهم بها الشيطان، حتى إن منهم من تحمله الشياطين من بلد إلى بلد، ومنهم من يمشي على الماء، ومنهم من يدخل في النار فلا تحرقه، ومنهم من يُدخل لهب النار في جوفه ، ومنهم تحصل على يديه مخرقات كثيرة، وكبارهم يعلمون أنهم على ضلال مبين لأنهم لا يصلون إلى تلك المراتب المزعومة إلا بالانسلاخ من الدين، وترك الفرائض، وارتكاب الموبقات.
وإنما الخوف على الجهلة الذين يظنون أن هؤلاء أولياء الله، وأنهم من أهل الكرامات والدعوات المستجابة.
نسأل الله تعالى العافية.

ريم الحربي 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م 06:42 AM

سؤال سليمان العماني " الأنفة من غير كبرياء : يعني أن يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب ضعته عند الناس لكن بدون كبرياء "
هل لكم بشرح هذه العبارة مع مثال .

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يريد بذلك أن يتنزه طالب العلم عن عمل ما يوجب له المهانة عند الناس كالعمل في المِهن الوضيعة التي يحتقرها الناس حفظاً لما معه من العلم أن يمتهن قدره ولئلا يجتنب الناس مجالسته والأخذ عنه لأجل مهنته الوضيعة، وهذا التنزه على غير سبيل التحريم ذلك أن من المهن المباحة ما يحتقرها الناس غالباً ، أما المهن المحرمة فيجب عليه اجتنابها.
وقد أحسن الشيخ بالتنبيه إلى أن لا يكون قصد طالب العلم بهذه الأنفة والتنزه عن هذه الأعمال التكبر والترفع على أصحابها ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )) وفي رواية: (( من كبرياء )) .

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 10:54 AM

سؤال الغنية بالله: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم .. من فضلكم عندي سؤال : أنا لا افهم هذا المقطع من درس
كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ
والمقطع هو :

القارئ:
وهؤلاءِ هم ( أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ .

الشيخ:
لكن يا إخوان اعلموا أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين: مفوضة ومؤولة، وجعلوا الأشاعرة والماتردية وأشباههم جعلوهم من أهل السنة وجعلوا المفوضة هم السلف فأخطأوا في فهم السلف وفي منهجهم لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد واستدل لذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما أخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات جاءنا الفلاسفة وقالوا أنتم جهال نحن الذين عندنا العلم ثم تكلموا بما يريدون وقالوا المراد من النص كذا وكذا ومعلوم أن معنى للنص خير من توقف فيه وأنه ليس له معنى فانتبهوا لهذا أن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم ويقسم أهل السنة إلى قسمين مفوضة ومؤولة ثم يقول من العجب العجاب: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم. سبحان الله كيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهل يمكن أن تكون طريق أعلم وأحكم وليست أسلم؟! بل يلزم من كون طريقة الخلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك لأن شخصا يقول هذا النص له معناه وأنا أؤمن به أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول: والله ما أدري هو عندي بمنزلة ألف باء تاء ... ما أدري فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة العلم بالحق واتباع الحق الحكمة اتباع الحق والعلم (...) فهذا تناقض عظيم ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة أن طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم جعلنا الله وإياكم على هذه الطريقة .نعم.


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغنية بالله (المشاركة 48505)
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم .. من فضلكم عندي سؤال : أنا لا افهم هذا المقطع من درس
كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ
والمقطع هو :

القارئ:
وهؤلاءِ هم ( أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ .



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نُقاوة المسلمين: أي صفوتهم.
وهم خير الناس للناس: لأنهم يرشدونهم إلى ما ينجيهم من عذاب الله وسخطه، وينالون به رضوان الله تعالى وجنات النعيم، فنفعهم للناس أعظم نفع لتعلقه بأهم الأمور وأجلها وهو النفع في الدين وبيان الحق والتواصي به والتواصي بالصبر، فأهل السنة أنصح الناس للناس يجتهدون في دعوتهم إلى الخير ويحرمون غش الناس والكذب عليهم وخديعتهم والسعي في إضرارهم.
وهذا من خصائص أهل السنة وعظيم مناقبهم وآثارهم على وجه الإجمال وأما أفرادهم فقد يقع من بعضهم مخالفة في بعض هذه الأمور وهي مخالفة محرمة منكرة يستحق صاحبها العقاب عليها.
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغنية بالله (المشاركة 48505)

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغنية بالله (المشاركة 48505)
الشيخ:
لكن يا إخوان اعلموا أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين: مفوضة ومؤولة، وجعلوا الأشاعرة والماتردية وأشباههم جعلوهم من أهل السنة وجعلوا المفوضة هم السلف فأخطأوا في فهم السلف وفي منهجهم لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد واستدل لذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما أخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات جاءنا الفلاسفة وقالوا أنتم جهال نحن الذين عندنا العلم ثم تكلموا بما يريدون وقالوا المراد من النص كذا وكذا ومعلوم أن معنى للنص خير من توقف فيه وأنه ليس له معنى فانتبهوا لهذا أن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم ويقسم أهل السنة إلى قسمين مفوضة ومؤولة ثم يقول من العجب العجاب: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم. سبحان الله كيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهل يمكن أن تكون طريق أعلم وأحكم وليست أسلم؟! بل يلزم من كون طريقة الخلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك لأن شخصا يقول هذا النص له معناه وأنا أؤمن به أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول: والله ما أدري هو عندي بمنزلة ألف باء تاء ... ما أدري فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة العلم بالحق واتباع الحق الحكمة اتباع الحق والعلم (...) فهذا تناقض عظيم ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة أن طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم جعلنا الله وإياكم على هذه الطريقة .نعم.



هذا الكلام ستأتي دراسته في مقررات العقيدة إن شاء الله.

وتوضيحه أن أهل السنة يؤمنون بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل؛ فإذا قرأوا : {الرحمن على العرش استوى} آمنوا بأن الله تعالى مستوٍ على عرشه كما وصف نفسه وهو أعلم بنفسه جل وعلا، وقد خاطبنا بلغتنا العربية التي نعرف معانيها، فالاستواء معلوم والعرش معلوم معناه أيضاً.
ولكننا لا نشبه استواءه جل وعلا باستواء أحد من خلقه، ولا نخوض في وصف كيفية استوائه جل وعلا لأنه لا علم لنا بذلك.

وأما أهل البدع والأهواء فمنهم من سلك سبيل التعطيل وهو نفي اتصاف الله جل وعلا بهذه الصفات وقد زين لهم الشيطان بدعتهم وتوهموا أنهم بذلك ينزهون الله تعالى عن مشابهة خلقه وقد اختلفوا على منهجين:
المنهج الأول: منهج التأويل، وهو صرف دلالة نصوص الصفات إلى معاني أخرى فراراً من إثبات تلك الصفة فقالوا في معنى {استوى}: أي استولى
وهذا التأويل لا يصح، ولا يجوز في اللغة أن يكون استوى بمعنى استولى.
وسلكوا هذا المسلك في كثير من نصوص الصفات، ويزعمون أن هذه الطريقة أعلم وأحكم، وهي طريقة باطلة فاسدة.
والمنهج الآخر: منهج التفويض ، وهو التوقف عن إثبات معنى اللفظ بدعوى أنا لا نعلم مراد الله عز وجل به ، فيقولون في صفة الاستواء الله أعلم بمراده، لا ندري ما معنى {استوى}
مع نفيهم لإرادة معنى الاستواء الذي يدل عليه ظاهر المعنى في لسان العرب.
ويزعمون أن هذه الطريقة أسلم، وأقرب إلى التورع والتنزيه، وهي طريقة خاطئة لا تقل خطراً عن سابقتها.
وهذان المنهجان بدعيان مخالفان لمنهج أهل السنة والجماعة الذي سبق بيانه وهو أعلم وأحكم وأسلم.


ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 10:57 AM

سؤال أبي عمار الأثري: إذا سمحت لي - أعزك الله بالتوحيد والسنة.
السؤال الاول : ما معنى قول الشيخ بكر رحمه الله (النَّقْطُ للمُعْجَمِ والإهمالُ للمُهْمَلِ ) ؟


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الحروف الأبجدية على قسمين: حروف منقوطة، وحروف غير منقوطة أي ليس لها نقط، فالمنقوطة هي المعجمة، وغير المنقوطة هي المهملة.

فحرف (ذ) تقول في ضبطه : الذال المعجمة، حتى لا يشتبه بالدال المهملة، وفائدة هذا الضبط أن بعض الكلمات قد يخطئ الناسخ في كتابتها فينقط غير المنقوط ويترك النقط أو قد تزول النقطة لعارض في النسخة من امِّحاء المداد أو خرم موضع النقطة فلا يدري القارئ هل الحرف منقوط أو غير منقوط فاحتاجوا إلى بيان ضبط الكلمات بأمور :
منها: ضبط الحروف بالنص على الحرف وبيان حال نقطه
مثال ذلك : (الفرسخ) بالراء المهملة والسين المهملة والخاء المعجمة ، وحدة قياس للمسافة تقدر بثلاثة أميال، والجمع فراسخ.

ومنها : ضبط القلم ، وهو وضع علامات الشكل على الكلمة حتى يعرف كيف تنطق.

ومنها: ضبط بنية الكلمة بذكر مثال معروف لها.
مثال ذلك: (الحرجة) كالسمكة وهي شجرة كثيرة الأغصان ملتفة متشابكة. فعرفنا ضبط بنية الكلمة وكيف تنطق بالمثال المذكور.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 10:59 AM

سؤال أبي عمار الأثري: هل يحق لطالب العلم أن يقول عن شيخ لم يره ولكن يحب كتب هذا الشيخ وشروحه فهو كثير القراءة لمؤلفاته وسماع أشرطته ، فهل يحق له أن يقول (شيخنا) فإذا ألقى محاضرة وأراد أن يسرد قول للشيخ يقول للناس قال (شيخنا) وسمعت (شيخنا)؟!
وجزاكم الله خير ، واسأل الله أن يرفع قدركم في الدارين.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: التتلمذ على مراتب:
المرتبة الأولى: الملازمة لدروس الشيخ والأخذ المباشر عنه ، وهذه أعلى المراتب.
المرتبة الثانية : التواصل معه بالمراسلات والمكاتبات والاتصالات مع الاستفادة من دروسه بحيث يمكنه سؤاله فيما يشكل عليه.
المرتبة الثالثة: الاستماع إلى دروسه وقراءة كتبه دون التمكن من سؤاله والتواصل معه .

فالمرتبة الأولى والثانية يصح للطالب أن يقول عنه: (شيخي) .
وأما المرتبة الثالثة فجرى الاستعمال الغالب أنه لا يطلق عليه أنه شيخه ، وقد يتوسع بعض طلاب العلم في ذلك حتى ربما أطلق على بعض من لم يدرك حياته لكنه قرأ له أو استمع لبعض دروسه أنه شيخه، وفي هذا التوسع نظر.

والله تعالى أعلم.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:01 AM

سؤال أبي عمار الأثري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا يقصد الشيخ بقوله [كما يكونُ الحذَرُ من التأليفِ الخالي من الإبداعِ في مَقاصِدِ التأليفِ الثمانيةِ، والذي نِهايتُه ( تَحبيرُ الكاغَدِ )] ؟
وأحسن الله إليكم

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يحذر الشيخ رحمه الله مَن يريد التأليف أن يكون تأليفه خالياً من الإجادة والإفادة فيكون غايته تسويد الأوراق بالحبر وتضييع وقته ووقت القارئ، والكاغد كلمة فارسية معربة وتعني القرطاس ، كما ذكر الشيخ – رحمه الله – في الحاشية.

ومقاصد التأليف الثمانية هي:
1- اختراع معدوم 2- أو جمع مفترق 3- أو تكميل ناقص 4- أو تفصيل مجمل 5- أو تهذيب مطول 6- أو ترتيب مخلط 7- أو تعيين مبهم 8- أو تبيين خطأ .
قال جمال الدين القاسمي في قواعد التحديث: (كذا عدها أبو حيان ويمكن الزيادة فيها).
والكلام في حصر مقاصد التأليف مبني على الاستقراء والسبر والتقسيم، وأصولها أربعة كما ذكر ابن فارس في كتابه الصاحبي في فقه اللغة: (وإنما لنا فيه اختصار مبسوط أو بسط مختصر، أو شرح مشكل، أو جمع متفرق).
وبعضهم حاول حصرها في سبعة، وبعضهم في ثمانية ، وأوصلها بعضهم إلى سبعة عشر مقصداً كما فعل ذلك صديق حسن خان في أبجد العلوم.
قال ابن حزم - كما في مجموع رسائله - : (وإنما ذكرنا التآليف المستحقة للذكر، والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلف عاقل إلا في أحدها، وهي:
- إما شيء لم يسبق إليه يخترعه.
- أو شيء ناقص يتمه.
- أو شيء مستغلق يشرحه.
- أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
- أو شيء متفرق يجمعه.
- أو شيء مختلط يرتبه.
- أو شيء أخطأ فيه مؤلفه يصلحه.
وأما التآليف المقصرة عن مراتب غيرها فلم نلتفت إلى ذكرها، وهي عندنا من تأليف أهل بلدنا أكثر من أن نحيط بعلمها).

وقال المقري في أزهار الرياض: (رأيت بخط بعض الأكابر ما نصه: المقصود بالتأليف سبعة: شيء لم يسبق إليه فيؤلف، أو شيء ألف ناقصا فيكمل، أو خطأ فيصحح، أو مشكل فيشرح، أو مطول فيختصر، أو مفترق فيجمع، أو منثور فيرتب. وقد نظمها بعضهم فقال:
ألا فاعلمنْ أنَّ التآليف سبعة = لكل لبيب في النصيحة خالصِ
فشرح لإغلاق وتصحيح مخطئ = و إبداع حَبر مُقْدِمٍ غير ناكِصِ
و ترتيب منثور وجمع مفرَّق = وتقصير تطويل وتتميم ناقصِ).

وقال ابن خلدون في مقدمته: (ثم إن الناس حصروا مقاصد التأليف التي ينبغي اعتمادها وإلغاء ما سواها، فعدوها سبعة:
أولها: استنباط العلم بموضوعه وتقسيم أبوابه وفصوله وتتبع مسائله، أو استنباط مسائل ومباحث تعرض للعالم المحقق، ويحرص على إيصاله بغيره، لتعم المنفعة به فيودع ذلك بالكتاب لعل المتأخر يظهر على تلك الفائدة، كما وقع في الأصول في الفقه. تكلم الشافعي أولاً في الأدلة الشرعية اللفظية ولخصها، ثم جاء الحنفية فاستنبطوا مسائل القياس واستوعبوها، وانتفع بذلك من بعدهم إلى الآن.
وثانيها: أن يقف على كلام الأولين وتآليفهم فيجدها مستغلقة على الأفهام ويفتح الله له في فهمها فيحرص على إبانة ذلك لغيره ممن عساه يستغلق عليه، لتصل الفائدة لمستحقها. وهذه طريقة البيان لكتب المعقول والمنقول، وهو فصل شريف.
وثالثها: أن يعثر المتأخر على غلط أو خطإ في كلام المتقدمين ممن اشتهر فضله وبعد في الإفادة صيته، ويستوثق في ذلك بالبرهان الواضح الذي لا مدخل للشك فيه، فيحرص على إيصال ذلك لمن بعده، إذ قد تعذر محوه ونزعه بانتشار التأليف في الآفاق والأعصار، وشهرة المؤلف ووثوق الناس بمعارفه، فيودع ذلك الكتاب ليقف على بيان ذلك.
ورابعها: أن يكون الفن الواحد قد نقصت منه مسائل أو فصول بحسب انقسام موضوعه فيقصد المطلع على ذلك أن يتمم ما نقص من تلك المسائل ليكمل الفن بكمال مسائله وفصوله، ولا يبقى للنقص فيه مجال.
وخامسها: أن يكون مسائل العلم قد وقعت غير مرتبة في أبوابها ولا منتظمة، فيقصد المطلع على ذلك أن يرتبها ويهذبها، ويجعل كل مسألة في بابها، كما وقع في المدونة من رواية سحنون عن ابن القاسم، وفي العتبية من رواية العتبي عن أصحاب مالك ، فإن مسائل كثيرة من أبواب الفقه منها قد وقعت في غير بابها فهذب ابن أبي زيد المدونة وبقيت العتبية غير مهذبة. فنجد في كل باب مسائل من غيره. واستغنوا بالمدونة وما فعله ابن أبي زيد فيها والبرادعي من بعده.
وسادسها: أن تكون مسائل العلم مفرقة في أبوابها من علوم أخرى فيتنبه بعض ا لفضلاء إلى موضوع ذلك الفن وجميع مسائله، فيفعل ذلك، ويظهر به فن ينظمه في جملة العلوم التي ينتحلها البشر بأفكارهم، كما وقع في علم البيان. فإن عبد القاهر الجرجاني وأبا يوسف السكاكي وجدا مسائله مستقرية في كتب النحو وقد جمع منها الجاحظ في كتاب البيان والتبيين مسائل كثيرة، تننه الناس فيها لموضوع ذلك العلم وانفراده عن سائر العلوم، فكتبت في ذلك تآليفهم المشهورة، وصارت أصولاً لفن البيان، ولقنها المتأخرون فأربوا فيها على كل متقدم.
وسابعها: أن يكون الشيء من التآليف التي هي أمهات للفنون مطولاً مسهباً فيقصد بالتأليف تلخيص ذلك، بالاختصار والإيجاز وحذف المتكرر، إن وقع، مع الحذر من حذف الضروري لئلا يخل بمقصد المؤلف الأول.
فهذه جماع المقاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف ومراعاتها. وما سوى ذلك ففعل غير محتاج إليه وخطأ عن الجادة التي يتعيين سلوكها في نظر العقلاء، مثل انتحال ما تقدم لغيره من التآليف أن ينسبه إلى نفسه ببعض تلبيس، من تبديل الألفاظ وتقديم المتأخر وعكسه، أو يحذف ما يحتاج إليه في الفن أو يأتي بما لا يحتاج إليه، أو يبدل الصواب بالخطأ، أو يأتي بما لا فائدة فيه. فهذا شأن الجهل والقحة. ولذا قال أرسطو، لما عدد هذه المقاصد، وانتهى إلى آخرها فقال: وما سوى ذلك ففضل أو شره، يعني بذلك الجهل والقحة. نعوذ بالله من العمل في ما لا ينبغي للعاقل سلوكه. والله يهدي للتي هي أقوم).

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:39 AM

سؤال أبي ذؤالة: في باب: التلقي عن الأشياخ، عند ذكر المعوقات التي تصد عن أخذ العلم من الكتب، من تلك المعوقات:
قراءة ما لا يكتب، وكتابة ما لا يقرأ.
نرجو منكم توضيح هذه العبارة.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
قوله: (وكتابة ما لا يُقرأ، وقراءة ما لا يكتب) يريد به أن من الألفاظ ما ينطق ولا يكتب ويصعب ضبطه بالوصف ولا يمكن تحصيله إلا بالتلقي من الشيخ سماعاً ، ومثال ذلك: الروم والإشمام والإشباع والإدغام
ومنها ما يكتب ولا ينطق كواو عمرو وألف واو الجماعة وغيرها.
وهذا الكلام أراد به ابن بطلان بيان أهمية التلقي عن الشيخ وأنه لا يغني عنه التلقي المباشر من الكتب.

وهذه المسألة حصل فيها إفراط وتفريط، والحق هو التوسط والاعتدال.
فمن غلا وأفرط لم يصحح للطالب أن يتلقى علماً إلا عن طريق السماع من الأشياخ.
ومن فرَّط وتساهل حث الطالب على التلقي من الكتب مباشرة بلا منهج علمي ولا إشراف من شيخ.

والطريقة الأولى خطأ وتشدد وحرمان للطالب من الاستفادة من كتب أهل العلم ، وتطويل مملّ لأمد التحصيل عليه حتى تمضي عليه مدة نهمته في الطالب وهو مقتصر على السماع لا يبحث ولا يقرأ وإنما يتلقى العلم بالتلقين كالصبيان ، وينتظر فراغ الشيخ له حتى يعطيه النزر اليسير من وقته أو يجمعه مع جماعة من الطلاب فيلقي عليهم الدرس، وقد يكون لدى الشيخ من الأخطاء ما لا يتفطن له الطالب إلا بالبحث والقراءة والدراسة الجادة وعرض كلام الشيخ على كلام الشراح الآخرين والموازنة بينها حتى يحذق فهم الباب الذي يدرسه وتزول عنه الإشكالات العارضة.
والطريقة الثانية مضيعة للطالب ومظنة للانحراف في الفهم والمنهج لأن التلقي المباشر من الكتب بلا عالم يشرف عليه ويوجهه ويجيبه على ما يشكل عليه ويرتب له درجات التعلم حتى يشتد عوده في العلم فيضبط الأصول ويفهم المسائل بالدلائل ثم ينطلق في القراءة في كتب أهل العلم انطلاق الماهر الحاذق البصير بما يأتي وما يذر.

فمن ضيع الإشراف في أول طلبه لم تؤمن عليه مخاطر الانحراف والخطأ في الفهم والمنهج، ومن تشدد واقتصر على السماع فرط في علم كثير، وضيع على نفسه أوقاتاً كثيرة.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:40 AM

سؤال أبي ذؤالة: إذا كان المعلم واقعا في بدعة مكفرة مع عدم وجود مانع العذر بالجهل، هل يجوز الأخذ عنه إذا كان ما يلقيه صحيحا؟
جزاكم الله خيرا ونفعنا بكم.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يجب أن يتجنب الأخذ عنه إلا لحاجة لا يوجد من يؤديها غيره؛ فيجوز حينئذ الأخذ عنه فيما برع فيه إذا كان مأموناً عليه مع التحرز وأمن الفتنة من بدعته.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 12:02 PM

سؤال ميمونة: السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
في موضوع ملازمة خشية الله تعالى
وأَسْنَدَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى بسَنَدٍ فيه لَطيفةٌ إسناديَّةٌ برِوايةِ آباءٍ تِسعةٍ فقالَ :
أَخبَرَنا أبو الفَرَجِ عبدُ الوَهَّابِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الحارثِ بنِ أَسَدِ بنِ الليثِ بنِ سُليمانَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ سُفيانَ بنِ زَيدِ بنِ أُكَينةَ بنِ عبدِ اللهِ التميميُّ من حِفْظِه ،
قالَ : سَمِعْتُ أبي يقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سمعتُ أبي يَقولُ : سَمِعتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ :
: سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقولُ :
( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ ، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ ) اهـ .
وهذا اللفظُ بنَحوِه مَرْوِيٌّ عن سُفيانَ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى .
1: ماالفائدة من تكرار اللفظ (سمعت أبي يقول)


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تكرار لفظ (سمعت أبي يقول) في الإسناد المذكور هو لاختلاف القائلين ؛ فعبد الوهاب قال سمعت أبي ، يقصد عبد العزيز ، وعبد العزيز قال: سمعت أبي، يقصد الحارث، والحارث قال: سمعت أبي ، يقصد أسداً، وهكذا...



ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 12:06 PM

سؤال ميمونة: هل كل من ينسى العلم علما بأنه يطبق ويجتهد في نشره لكن عند نصح شخص أو تذكيره بحديث ينساه ولايتذكره
كالأربعين النووية مثلاً
فهل هذا دليل أنه غضب من الله أوبسبب الذُنوب أو عدم البركة
أم إهمال منه وقت حفظ العلم وثباته


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: إن كان النسيان بسبب تفريط وإهمال فصاحبه مذموم، ونسيانه عقوبة له على بعض ذنوبه فإن الذنب يورث الذنب، كما أن الحسنة تورث الحسنة بعدها.

وأما إن كان نسيانه من غير تفريط ولا إهمال وإنما بسبب آفة عرضت له من مرض عضوي أو نفسي أو غلبة همّ ابتلي به أو ابتلاء عارض أذهله عن المراجعة حتى نسي بعض ما كان يحفظ فلا يلام على ذلك ، بل يرجى له أن يجري له أجر ما كان يعتاده من المراجعة لأن هذه الآفات هي من جنس الأمراض وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً)) رواه البخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.


الساعة الآن 02:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir