معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحة الطالبة الشيماء وهبه لدراسة التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23471)

الشيماء وهبه 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م 12:19 AM

صفحة الطالبة الشيماء وهبه لدراسة التفسير
 
بسم الله نبدأ وبه نستعين وعليه نتوكل اللهم افتح علينا من بركاتك اللهم آمين

الشيماء وهبه 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م 02:40 AM

سورة الفاتحة

أسمائها ( ك ش )
نزولها ( ك ش )
عدد آياتها ( ك ش )
عدد كلماتها وحروفها ( ك )

_________________
رمز تفسير بن كثير ( ك ) رمز تفسير الأشقر ( ش ) رمز تفسير السعدي ( س )

الشيماء وهبه 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م 03:35 AM

أسمائها ( ك ش )

1- الفاتحة : أي فاتحة الكتاب خطًّا، وبها تفتح القراءة في الصّلاة وافتتحت الصّحابة بها كتابة المصحف الإمام
2-
أمّ الكتاب : عند الجمهور وقال البخاريّ في أوّل كتاب التفسير: وسميت أم الكتب، أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصّلاة، وقيل: إنّما سمّيت بذلك لرجوع معاني القرآن كلّه إلى ما تضمّنته.
3-
أمّ القرآن : ثبت في [الحديث] الصّحيح عند التّرمذيّ وصحّحه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والقرآن العظيم».
*
وكره أنسٌ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: «إنّما ذلك اللّوح المحفوظ»، وقال الحسن: «الآيات المحكمات: هنّ أمّ الكتاب»، ولذا كرها -أيضًا -أن يقال لها أمّ القرآن
4- السّبع المثاني : قالوا: لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ
5- الصّلاة : لأنّها شرطٌ فيها.
6- الشّفاء : لما رواه الدّارميّ عن أبي سعيدٍ مرفوعًا: «فاتحة الكتاب شفاءٌ من كلّ سمٍّ».
7- الرّقية : لحديث أبي سعيدٍ في الصّحيح حين رقى بها الرّجل السّليم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وما يدريك أنّها رقيةٌ؟».
8- أساس القرآن : لما روى الشّعبيّ عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: فأساسها {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}
9- الواقية : سمّاها سفيان بن عيينة
10- الكافية: سمّاها يحيى بن أبي كثيرٍ لأنّها تكفي عمّا عداها ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة: «أمّ القرآن عوضٌ من غيرها، وليس غيرها عوضًا عنها».
11- سورة الصّلاة والكنز : ذكرهما الزّمخشريّ في كشّافه

12 - الحمد : فقد اشتملت على الثناءٌ على الله تعالى بأسمائه وصفاته الحسنى

الشيماء وهبه 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م 03:57 AM

نزولها ( ك ش )

قيل هي مكّيّةٌ : قاله ابن عبّاسٍ وقتادة وأبو العالية،
وقيل مدنيّةٌ : قاله أبو هريرة ومجاهدٌ وعطاء بن يسارٍ والزّهريّ
ويقال: نزلت مرّتين : مرّةً بمكّة، ومرّةً بالمدينة

وحكى أبو اللّيث السّمرقنديّ أنّ نصفها نزل بمكّة ونصفها الآخر نزل بالمدينة، وهو غريبٌ جدًّا، نقله القرطبيّ عنه.
وقد قيل: إنّ الفاتحة أوّل شيءٍ نزل من القرآن، كما ورد في حديثٍ رواه البيهقيّ في دلائل النّبوّة ونقله الباقلّانيّ أحد أقوالٍ ثلاثةٍ هذا [أحدها وهو بخلاف الصحيح

الشيماء وهبه 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م 04:10 AM

عدد آياتها ( ك ش )

وهي سبع آياتٍ بلا خلافٍ، [وقال عمرو بن عبيدٍ: ثمانٌ، وقال حسينٌ الجعفيّ: ستّةٌ وهذان شاذّان].
وإنّما اختلفوا في البسملة: هل هي آيةٌ مستقلّةٌ من أوّلها كما هو عند جمهور قرّاء الكوفة وقول الجماعة من الصّحابة والتّابعين وخلقٌ من الخلف، أو بعض آيةٍ أو لا تعدّ من أوّلها بالكلّيّة، كما هو قول أهل المدينة من القرّاء والفقهاء ( تبين في موضعها بالبسملة إن شاء الله )

-------------------
عدد كلماتها وحروفها ( ك )

كلماتها خمسٌ وعشرون كلمةً، وحروفها مائةٌ وثلاثة عشر حرفًا

الشيماء وهبه 16 شوال 1435هـ/12-08-2014م 11:10 PM

فضل سورة الفاتحة ( ك )
معنى الإستعاذة ( ك )
مسائل خاصة بالإستعاذة ( ك )
معنى البسملة ( ك ش س )
مسائل خاصة بالبسملة ( ك ش )
فضل البسملة ( ك )



الشيماء وهبه 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م 01:14 AM

فضل سورة الفاتحة ( ك )

1- أعظم سورة في القرآن
عن أبي سعيد بن المعلّى، رضي اللّه عنه، قال: كنت أصلّي فدعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم أجبه حتّى صلّيت وأتيته، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟». قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّي كنت أصلّي. قال: «ألم يقل اللّه: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24]»، ثمّ قال: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرج من المسجد». قال: فأخذ بيدي، فلمّا أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول اللّه إنّك قلت: «لأعلّمنّك أعظم سورةٍ في القرآن». قال: «نعم، الحمد للّه ربّ العالمين هي: السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أوتيته». رواه البخاري

2-
هي رقية وشفاء عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كنّا في مسيرٍ لنا، فنزلنا، فجاءت جاريةٌ فقالت: إنّ سيّد الحيّ سليمٌ، وإنّ نفرنا غيّب، فهل منكم راقٍ؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه، فبرأ، فأمر له بثلاثين شاةً، وسقانا لبنًا، فلمّا رجع قلنا له: أكنت تحسن رقيةً، أو كنت ترقي؟ قال: لا ما رقيت إلّا بأمّ الكتاب، قلنا: لا تحدّثوا شيئًا حتّى نأتي، أو نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا قدمنا المدينة ذكرناه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «وما كان يدريه أنّها رقيةٌ، اقسموا واضربوا لي بسهمٍ». رواه البخاري

3-
بشرى ونور عن ابن عبّاسٍ، قال: «بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعنده جبريل، إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السّماء، فقال: هذا بابٌ قد فتح من السّماء، ما فتح قطّ. قال: فنزل منه ملكٌ، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، ولن تقرأ حرفًا منهما إلّا أوتيته». رواه النّسائيّ.

4- حديث بين العبد وربه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «قال اللّه عزّ وجلّ: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل]، فإذا قال العبد: {الحمد للّه ربّ العالمين} [الفاتحة: 2]، قال اللّه: [حمدني عبدي]، وإذا قال: {الرّحمن الرّحيم} [الفاتحة: 3]، قال اللّه: [أثنى عليّ عبدي]، فإذا قال: {مالك يوم الدّين} [الفاتحة: 4]، قال: [مجّدني عبدي] -وقال مرّةً: [فوّض إليّ عبدي]- فإذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} [الفاتحة: 5]، قال: [هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل]، فإذا قال: {اهدنا الصّراط المستقيم* صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} [الفاتحة: 6، 7]، قال: [هذا لعبدي ولعبدي ما سأل]».رواه مسلم

5- لا تصح الصلاة بدونها وهذا فيه قولان
فعند أبي حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنّها لا تتعيّن واحتجّوا بعموم قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} [المزّمّل: 20]، وبما ثبت في الصّحيحين، من حديث أبي هريرة في قصّة المسيء صلاته أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: «إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن» قالوا: فأمره بقراءة ما تيسّر، ولم يعيّن له الفاتحة ولا غيرها .

والقول الثّاني: أنّه تتعيّن قراءة الفاتحة في الصّلاة، ولا تجزئ الصّلاة بدونها، وهو قول بقيّة الأئمّة: مالكٌ والشّافعيّ وأحمد بن حنبلٍ وأصحابهم وجمهور العلماء؛ واحتجّوا على ذلك بهذا الحديث قال صلوات اللّه وسلامه عليه: «من صلّى صلاةً لم يقرأ فيها بأمّ القرآن فهي خداج» والخداج هو: النّاقص كما فسّر به في الحديث.
واحتجّوا -أيضًا-بما ثبت في الصّحيحين من حديث الزّهريّ، عن محمود بن الرّبيع، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». ثمّ إنّ مذهب الشّافعيّ وجماعةٍ من أهل العلم: أنّه تجب قراءتها في كلّ ركعةٍ. وقال الحسن وأكثر البصريّين: إنّما تجب قراءتها في ركعة واحدة من الصّلوات، أخذًا بمطلق الحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».


الشيماء وهبه 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م 05:44 PM

معنى الإستعاذة ( ك )
معنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه قال الله تعالى {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]

مسائل خاصة بالإستعاذة ( ك )

1- وقتها : المشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}[النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام

2- وجوبها :
جمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها

3- الجهر بها : قال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة .

4- صيغتها : عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
وعن أبيّ بن كعبٍ، قال: تلاحى رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتمزّع أنف أحدهما غضبًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم شيئًا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم».رواه النسائي

الشيماء وهبه 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م 06:41 PM

معنى البسملة ( ك ش س )

{ بِسْمِ } : أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى
{اللَّه}:
علمٌ على الرّبّ تبارك وتعالى لم يطلق على غيره وأصله: الإله، المعبود بالحق المستحقُّ لإفرادهِ بالعبادةِ لما اتصفَ بهِ منْ صفاتِ الألوهيةِ، وهيَ صفاتُ الكمالِ.
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}:
اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم والرحمن صفة لم تستعمل لغير الله عز وجل.
__________
مسائل خاصة بالبسملة ( ك ش )

اختلف أهل العلم في البسملة:
فقيل: هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها.
وقيل: هي بعض آية من أول كل سورة، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها.
وقيل: إنها ليست بآية في الجميع، وإنما كُتبت للفصل.
وقد اتفقوا على أنها بعض آية في سورة النمل.

فضل البسملة ( ك )

تستحبّ البسملة عند دخول الخلاء وتستحبّ في أوّل الوضوء لما جاء في حديث : «لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه»، وهو حديثٌ حسنٌ.
وكذا تستحبّ عند الذّبيحة في مذهب الشّافعيّ وجماعةٍ
وتستحبّ عند الأكل لما في صحيح مسلمٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة: «قل: باسم اللّه، وكل بيمينك، وكل ممّا يليك». ومن العلماء من أوجبها والحالة هذه،
وكذلك تستحبّ عند الجماع لما في الصّحيحين، عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لو أنّ أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم اللّه، اللّهمّ جنّبنا الشّيطان، وجنّب الشّيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولدٌ لم يضرّه الشّيطان أبدًا».

الشيماء وهبه 3 ذو القعدة 1435هـ/28-08-2014م 09:05 PM

( ملخص الجزء الثاني من منهج التفسير )

تفسير سورة عبس

أسماء السورة ك
نزول السورة ك
سبب نزول السورة
ك س ش



---------
أسماء السورة ك
سورة عبس

نزول السورة ك
مكية

سبب نزول السورة
ك س ش


أجمع المفسرون على أن {عبس وتولّى} أنزلت في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى
واختلفوا في تحديد من كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم منشغل بدعوته ومقبل عليه فورد في ذلك روايات عدة منها

(قال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدّثنا محمّدٌ -هو ابن مهديٍّ- حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنسٍ في قوله: {عبس وتولّى}. جاء ابن أمّ مكتومٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يكلّم أبيّ بن خلفٍ، فأعرض عنه؛ فأنزل اللّه: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى}. فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد ذلك يكرمه.

روى ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ أيضاً من طريق العوفيّ عن ابن عبّاسٍ قوله: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى}. قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشامٍ، والعبّاس بن عبد المطّلب، وكان يتصدّى لهم كثيراً ويحرص عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجلٌ أعمى يقال له: عبد اللّه ابن أمّ مكتومٍ يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد اللّه يستقرئ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً من القرآن، وقال: يا رسول اللّه علّمني ممّا علّمك اللّه؛ فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبس في وجهه وتولّى وكره كلامه، وأقبل على الآخرين، فلمّا قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله، فأمسك اللّه بعض بصره وخفق برأسه، ثمّ أنزل اللّه: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعلّه يزّكّى أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى}.

وقال أبو يعلى وابن جريرٍ: حدّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، حدّثني أبي، عن هشام بن عروة ممّا عرضه عليه، عن عروة، عن عائشة قالت: أنزلت: {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجعل يقول: أرشدني. قالت: وعند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من عظماء المشركين. قالت: فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: ((أترى بما أقول بأساً؟)). فيقول: لا. ففي هذا أنزلت: {عبس وتولّى}.

الشيماء وهبه 5 ذو القعدة 1435هـ/30-08-2014م 12:54 PM

تفسير سورة عبس[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
 
تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) س ش
مفهوم الزكاة في قوله تعالى (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) ك س ش
الموجه إليه الخطاب في تلك الآيات ش
تفسير قوله تعالى (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ك س ش
معنى استغنى في قوله تعالى
(أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) ك س ش
تفسير قوله تعالى:(
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ك س ش
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) ك س ش
معنى تلهى في قوله تعالى (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ك ش
الفوائد المستنبطة من الآيات السابقة س ش

_____________

تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) س ش
كلح بوجهه وتولى ببدنه عندما جاءه ذلك الأعمى

مفهوم الزكاة في قوله تعالى (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) ك س ش
الزكاة هي طهارة النفس بالتخلى عن الذنوب والأخلاق الرذيلة والتحلى بالأخلاق الجميلة والعمل الصالح

الموجه إليه الخطاب في تلك الآيات ش
رسول الله صلى الله عليه وسلم

تفسير قوله تعالى (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ك س ش
أو يتعظ بما تعلمه منك فينتفع بتلك الموعظة وينزجر عن المحارم

معنى استغنى في قوله تعالى (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) ك س ش
كان له ثروة وغنى أو استغنى عن الإيمان وأعرض عنه

تفسير قوله تعالى:( فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ك س ش
فأنت تقبل عليه بوجهك وحديثك وما عليك شىء إن لم يهتدي فلست محاسب عليه



الشيماء وهبه 5 ذو القعدة 1435هـ/30-08-2014م 01:29 PM

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) ك س ش
من جاءك يقصدك مسرعًا إليك طلبًا للهداية خوفًا من الله تعالى ورغبة للخير

معنى تلهى في قوله تعالى (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ك ش
تتشاغل وتتغافل عنه

الفوائد المستنبطة من الآيات السابقة س ش
بذل الدعوة لمن يريد الإنتفاع بالتذكرة هو المقصود منْ بعثةِ الرسلِ، ووعظِ الوعَّاظِ، وتذكيرِ المذكِّرينَ
إقبال الداعية على مَنْ جاءَ بنفسهِ مفتقراً لذلك، هوَ الأليقُ الواجبُ
وأمَّا التصدي والتعرض للغنيِّ المستغني الذي لا يسألُ ولا يستفتي لعدَم رغبتهِ في الخير، معَ تركِ مَنْ هوَ أهمُّ منهُ فإنَّهُ لا ينبغي على الداعية
ليسَ علي الداعية إلا البلاغ فلا يهتم بمن أعرض عنه فليس بمحاسب عليه

دلَّ هذا على القاعدةِ المشهورة (لا يتركُ أمرٌ معلومٌ لأمرٍ موهومٍ، ولا مصلحةٌ متحققةٌ لمصلحةٍ متوهمةٍ)
وأنَّهُ ينبغي الإقبالُ على طالبِ العلمِ، المفتقرِ إليهِ، الحريصِ عليهِ أزيدَ منْ غيرِهِ
).

أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة وهذا أمر لمن أراد حمل الأمانة والدعوة إلى الله تعالى

الشيماء وهبه 20 ذو القعدة 1435هـ/14-09-2014م 06:39 PM

سورة الإنفطار

أسمائها ( ك س ش )
نزولها ( ك )
فضلها ( ك )

معاني ( انفطرت - انتثرت - بعثرت ) ( ك س ش )
الأقوال في تفسير قوله تعالى ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) ( ك س ش )
المعنى العام للآيات بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} ( ك س ش )

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) ( ك س ش )
فائدة ذكر اسم الله تعالى {الكريم}دون غيره من الاسماء ( ك )
تدبر الصحابة والتابعين واستجابتهم لخطاب ربهم ( ك )
تفسير قوله تعالى
{ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) ( ك س ش )
الأقوال في
قوله تعالى (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) ( ك )

الشيماء وهبه 20 ذو القعدة 1435هـ/14-09-2014م 06:53 PM

أسمائها ( ك س ش )
سورة الانفطار
نزولها ( ك )
مكية
فضلها ( ك )
عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((من سرّه أن ينظر إلى القيامة رأي عينٍ فليقرأ: {إذا الشّمس كوّرت}، و{إذا السّماء انفطرت}، و{إذا السّماء انشقّت}

معاني ( انفطرت - انتثرت - بعثرت ) ( ك س ش )
انفطرت : انشقت ، انتثرت : تساقطت متفرقة ، بعثرت : بحثت وتحركت ليخرج من فيها

الأقوال في تفسير قوله تعالى ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) ( ك س ش )
عن ابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعض وقال قتادة: اختلط مالحها بعذبهاوقال الكلبيّ: ملئت وقال الحسن: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها.

المعنى العام للآيات بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} ( ك س ش )
أي: إذا انشقتِ السماءُ وتساقطت نجومها متفرقة وفجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ .


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) ( ك س ش )
هذا تهديد من الله تعالى وعتاب للإنسان المقصر في حق ربه المتجرئ على معصيته

فائدة ذكر اسم الله تعالى
{الكريم}دون غيره من الاسماء ( ك )
قال بعض أهل الإشارة
لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء

تدبر الصحابة والتابعين واستجابتهم لخطاب ربهم ( ك )
سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل
وقال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة.
وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم
وقِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.

تفسير قوله تعالى { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) ( ك س ش )
أي: جعلك سويًّا مستقيماً معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال.

الأقوال في
قوله تعالى (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) ( ك )
قال مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ ، و قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍوكذا قال أبو صالحٍ: إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.

صفية الشقيفي 8 ذو الحجة 1435هـ/2-10-2014م 12:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 131048)
معنى الإستعاذة ( ك )
معنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه قال الله تعالى {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]

مسائل خاصة بالإستعاذة ( ك )

1- وقتها : المشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}[النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام

2- وجوبها :
جمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها

3- الجهر بها : قال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة .

4- صيغتها : عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
وعن أبيّ بن كعبٍ، قال: تلاحى رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتمزّع أنف أحدهما غضبًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم شيئًا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم».رواه النسائي


بارك اللهُ فيكِ أختي
أحسنتِ باستخلاص المسائل وذكر أهم ما ورد تحتها
وفاتكِ ترتيبها على أنواع العلوم كما فاتتكِ بعض المسائل
وإذا تعددت الأقوال في المسألة تذكرين الأقوال مع الترجيح وبيان وجه الترجيح
وإليكِ مسائل تفسير الاستعاذة
وأهم جزء فيها المسائل التفسيرية إذ هي موضوع دراستنا " التفسير "

اقتباس:

المسائل التفسيرية
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان
· هل الاستعاذة من القرآن؟
· حكم الاستعاذة
· متى يتعوّذ للقراءة؟
· معنى الاستعاذة
· المراد بالهمز، والنفث، والنفخ
· معنى الشيطان
· ذكر ما جاء في تسمية من تمرد من الجن والإنس والحيوان شيطانا في اللغة والشرع
· معنى رجيم
أحكام الاستعاذة
· حكم الاستعاذة في الصلاة
· حكم الجهر بالاستعاذة في الصلاة
· صفة الاستعاذة
مسائل فقهية
· حكم الاستعاذة فيما عدا الركعة الأولى
· الاستعاذة في الصلاة هل هي للتلاوة أم للصلاة؟
مسائل سلوكية
· لطائف الاستعاذة.
· الفرق بين غلبة العدو البشري وغلبة العدو الباطني
· سبب أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس وأمره تعالى بالاستعاذة به من شيطان الجنّ.
· الآيات التي أمر تعالى فيها بمصانعة شيطان الإنس وأمر فيها بالاستعاذة به من شيطان الجن.
· الآيات الدّالة على شدة عداوة الشيطان لآدم عليه السلام وبنيه.


تقييم التلخيص :

الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 20 / 30
الترتيب ( ترتيب المسائل على أنواع العلوم ثم ترتيبها تحت كل علم ترتيبًا موضوعيًا ) : 15 / 20
التحرير العلمي ( أغفلتِ ذكر الأقوال في المسائل وإن كنتِ أحسنت بذكر القول الراجح والدليل عليه ) : 15 / 20
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ) : 10 /15
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15

= 75 %

درجة المشاركة : 3 / 4
فأرجو اعتماد هذه النقاط في التلخيصات القادمة إن شاء الله
وإن كان لديكِ أي استفسار فلا تترددي في طرحه فالهدف هو التدرب على التلخيص الجيد حتى يعتمده الطالب في دراسته كلها
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

أمل عبد الرحمن 14 محرم 1436هـ/6-11-2014م 05:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 137022)


تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)
أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) س ش

مفهوم الزكاة في قوله تعالى (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) ك س ش
الموجه إليه الخطاب في تلك الآيات ش
تفسير قوله تعالى (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ك س ش
معنى استغنى في قوله تعالى
(أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) ك س ش
تفسير قوله تعالى:(
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ك س ش
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) ك س ش
معنى تلهى في قوله تعالى (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ك ش
الفوائد المستنبطة من الآيات السابقة س ش

_____________

تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) س ش
كلح بوجهه وتولى ببدنه عندما جاءه ذلك الأعمى

مفهوم الزكاة في قوله تعالى (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) ك س ش
الزكاة هي طهارة النفس بالتخلى عن الذنوب والأخلاق الرذيلة والتحلى بالأخلاق الجميلة والعمل الصالح ، نقول هذا خلاصة ما ذكره فلان، أو فلان وفلان.

الموجه إليه الخطاب في تلك الآيات ش
رسول الله صلى الله عليه وسلم

تفسير قوله تعالى (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ك س ش
أو يتعظ بما تعلمه منك فينتفع بتلك الموعظة وينزجر عن المحارم

معنى استغنى في قوله تعالى (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) ك س ش
في معناها قولان:
الأول:
كان له ثروة وغنى أو
الثاني: استغنى عن الإيمان وأعرض عنه

تفسير قوله تعالى:( فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ك س ش
معنى التصدي
فأنت تقبل عليه بوجهك وحديثك وما عليك شىء إن لم يهتدي فلست محاسب عليه

سنفصل المسألة الثانية وهي:
معنى {وما عليك ألا يزكى}
نقول في معنى {ما} قولان:
الأولى: أنها نافية، وعليه يكون معنى الآية أنه لا شيء عليه ألا يتزكى هذا الكافر، ولست مؤاخذ إذا لم يهتدي، {إن عليك إلا البلاغ}، ذكره ابن كثير
الثاني: أنها استفهامية: ومعناها: أي شيء عليك إذا لم يتزك هذا الكافر؟!! ومآلها أيضا للنفي، أي لا شيء عليك، ذكره الأشقر


بارك الله فيك وأحسن إليك
سنركز في تقييم هذا الملخص إن شاء الله على أول وأهم خطوات التلخيص، وهي كيفية استخراج المسائل من الآية القرآنية، وتسميتها تسمية صحيحة معبرة
ولنأخذ أول مسألة وضعتيها ونتأملها:

تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) س ش
الآن عندنا آيتان، إذا أردتِ أن تفسريهما لغيرك، فإنك بحاجة لتوضيح عدة مسائل
حتى يفهم معناها على الوجه الصحيح:
الأولى: معنى عبس
الثانية: معنى تولى
الثالثة: عمن تتحدث الآيتان
الرابعة: سبب العبوس والتولي
الخامسة: من هو الأعمى؟
السادسة: لماذا جاء الأعمى؟
تلك هي المسائل التي احتوت عليهما هاتان الآيتان، وإن كان بعضها قد أجيب عليه في سبب النزول فلن نحتاج لذكره ثانية، لكن نبهنا عليه لنتعرف كيف نستخرج مسائل الآية، وذلك بتقليب النظر في ألفاظها وتراكيبها، وأسأل عن كل جزئية سؤالا:
ما معنى كلمة كذا؟ ما المراد بكذا؟ ما فائدة الاستفهام؟ ما معنى القسم؟ إلى غير ذلك من أنواع المسائل
لذلك لا يناسب أن نجعل الآية القرآنية مسألة واحدة لأنها قد تحتوي - على قصرها - على عدة مسائل.


مفهوم الزكاة في قوله تعالى (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) ك س ش
أحسنت بارك الله فيك، ولو دققنا أكثر في الآية لرأينا مسائل أخرى، مثل:
من المخاطب في الآية؟
علام يعود الضمير في قوله {لعله}؟
ما معنى الاستفهام {وما يدريك}؟


الموجه إليه الخطاب في تلك الآيات ش
تفسير قوله تعالى (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ك س ش
معنى استغنى في قوله تعالى
(أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) ك س ش
تفسير قوله تعالى:(
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ك س ش
لو قلنا تفسير الآية الأولى، للزم علينا أن نتعرض لتفسير (أنت)، (له)، (تصدى)، لكن سنأخذ منها مسألة واحدة هي: معنى {تصدى}، لأن بقية الآية مفهومة ولا تحتاج الضمائر لتوضيح.

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) ك س ش
معنى {يسعى}
معنى {يخشى}


معنى تلهى في قوله تعالى (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ك ش
الفوائد المستنبطة من الآيات السابقة س ش

أمل عبد الرحمن 14 محرم 1436هـ/6-11-2014م 08:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 137033)
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) ك س ش
من جاءك يقصدك مسرعًا إليك طلبًا للهداية خوفًا من الله تعالى ورغبة للخير ، إن كان هذا قول أحد المفسرين قلنا: ذكره فلان، وإن كان ملخصا بأسلوبك قلنا: هذا خلاصة ما ذكره فلان....

معنى تلهى في قوله تعالى (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ك ش
تتشاغل وتتغافل عنه

الفوائد المستنبطة من الآيات السابقة س ش
المقصد من بعثة الرسل
بذل الدعوة لمن يريد الإنتفاع بالتذكرة هو المقصود منْ بعثةِ الرسلِ، ووعظِ الوعَّاظِ، وتذكيرِ المذكِّرينَ
إقبال الداعية على مَنْ جاءَ بنفسهِ مفتقراً لذلك، هوَ الأليقُ الواجبُ
وأمَّا التصدي والتعرض للغنيِّ المستغني الذي لا يسألُ ولا يستفتي لعدَم رغبتهِ في الخير، معَ تركِ مَنْ هوَ أهمُّ منهُ فإنَّهُ لا ينبغي على الداعية
ليسَ علي الداعية إلا البلاغ فلا يهتم بمن أعرض عنه فليس بمحاسب عليه

دلَّ هذا على القاعدةِ المشهورة (لا يتركُ أمرٌ معلومٌ لأمرٍ موهومٍ، ولا مصلحةٌ متحققةٌ لمصلحةٍ متوهمةٍ)
وأنَّهُ ينبغي الإقبالُ على طالبِ العلمِ، المفتقرِ إليهِ، الحريصِ عليهِ أزيدَ منْ غيرِهِ
).


المقصد العام للآيات
أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة
وهذا أمر لمن أراد حمل الأمانة والدعوة إلى الله تعالى


تقييم الملخص:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 30 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 90%
درجة الملخص:4/4
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك

أمل عبد الرحمن 16 محرم 1436هـ/8-11-2014م 09:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 141577)
أسمائها ( ك س ش )
سورة الانفطار
نزولها ( ك )
مكية
فضلها ( ك )
عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((من سرّه أن ينظر إلى القيامة رأي عينٍ فليقرأ: {إذا الشّمس كوّرت}، و{إذا السّماء انفطرت}، و{إذا السّماء انشقّت}

معاني ( انفطرت - انتثرت - بعثرت ) ( ك س ش )
انفطرت : انشقت ، انتثرت : تساقطت متفرقة ، بعثرت : بحثت وتحركت ليخرج من فيها
تذكري ما اتفقنا عليه في ملخص النبأ أن أفصل المسائل، قد تبدو المسألة لك بسيطة فتدمجيها مع غيرها، وهذا غير صحيح، فاللفظة الواحدة قد تأتي فيها أقوال طوال.
وأذكرك بإسناد الأقوال لقائليها.

الأقوال في تفسير قوله تعالى ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) ( ك س ش )
عن ابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعض
وقال قتادة: اختلط مالحها بعذبها
وقال الكلبيّ: ملئت
وقال الحسن: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها.
افصلي كل قول في سطر حتى يبدو الملخص سهلا واضحا، وانتبهي أن الأقوال عندما لا تكون متعارضة، فإننا يمكننا جمعها في قول واحد، كما ذكر الأشقر.
فالصحيح أني أذكر أقوال السلف ثم أجمع بينها إذا أمكن الجمع.

المعنى العام للآيات بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} ( ك س ش )
أي: إذا انشقتِ السماءُ وتساقطت نجومها متفرقة وفجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ للجزاءِ على الأعمالِ فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ، ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ .
هنا مسألة مهمة: ما معنى التقديم والتأخير (راجعي تفسير الأشقر)


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) ( ك س ش )
هذا تهديد من الله تعالى وعتاب للإنسان المقصر في حق ربه المتجرئ على معصيته

فائدة ذكر اسم الله تعالى
{الكريم}دون غيره من الاسماء ( ك )
قال بعض أهل الإشارة
لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء (راجعي جواب هذه المسألة، لأن الجواب فيه خلط)

تدبر الصحابة والتابعين واستجابتهم لخطاب ربهم ( ك ) لو دققت في أقوال السلف نجد اسم المسألة: سبب الغرور
سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل
وقال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة.
وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم
وقِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.

في الآية مسائل:
من المقصود بالإنسان؟
ما جاء في سبب نزول الآية
معنى الاستفهام
معنى {غرك}
أقوال السلف في سبب الغرور
فائدة ذكر الله تعالى بصفة الكرم

تفسير قوله تعالى { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) ( ك س ش )
أي: جعلك سويًّا مستقيماً معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال. ذكره (فلان)
ولو فصلت أفضل:
معنى {خلقك}
معنى {سواك}
معنى {عدلك}
هناك حديث في تفسير الآية يجب ذكره


الأقوال في
قوله تعالى (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) ( ك ) المقصود بالصورة
- قال مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ ،
ورد حديثان استدل بهما ابن كثير على هذا المعنى يجب عليك أن تذكريهما
و
قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء في صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍو
كذا قال أبو صالحٍ: إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ
.
يجب أن تذكري مقصد الآية على هذا المعنى، وهو بيان لطف الله ورحمته بعبده أنه صوره في أحسن صورة، ولو شاء لجعلك على غير ذلك

المسائل العقدية
الإيمان بالبعث والجزاء


بارك الله فيك
ذكر الشواهد من القرآن والسنة مهم جدا فلا تختصريها.

تقييم الملخص:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15/ 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 85%
درجة الملخص:4/4
وفقك الله

الشيماء وهبه 18 محرم 1436هـ/10-11-2014م 07:44 PM

بسم الله
تفسير سورة الضحى[ من الآية (6) إلى الآية (11) ]

تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)
_______
المقصد من الآيات :
بيان نعمة الله تعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( ابن كثير والسعدي )
المقصود من الخطاب في الآيات :
الرسول صلى الله عليه وسلم
قصة يتم الرسول صلى الله عليه وسلم :
( خلاصة ما ذكر ابن كثير )
وفاة والديه :

أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام
وتوفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
كفالته صلى الله عليه وسلم :
كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين
فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويكفّ عنه أذى قومه بعد بعثته صلى الله عليه وسلم

معنى ( آوى ) :
جعل لك مأوى تأوى إليه ( الأشقر )
المقصد من ( آوى ) :
أَيْ: وَجَدَكَ يَتِيماً لا أَبَ لَكَ، فَجَعَلَ لَكَ مَأْوًى تَأْوِي إِلَيْهِ وهو كفالة عمه له ( الأشقر والسعدي )
أي المقصود الأنصار الذين آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين ( ابن كثير )
والراجح أن الآية تشمل المعنيين فآواه أولا وهو يتيم بكفالة عمه له ثم آواه بعد بعثته ووفاة عمه وأذي الكفار له بالأنصار الذين نصروه
المقصود من ( ضالا ) :

أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ
غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ مصداقا لقول الله تعالى {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان }( خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
( وذكر ابن كثير ) ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ).
المقصود من ( هدى ) :
أي :علَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ من القرآن والشرائع فهداك الله بهما ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ قال الله تعالى ( ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية. (خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
معنى ( عائلا ) :
فقيراً ذا عيالٍ
معنى (أغني ) :
أغناه الله عمّن سواه
أَغْنَاه بِمَا فَتَحَ عليه من البلدان
وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ

(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
زمن تلك الأحوال المذكورة في الآيات :
قال قتادة :كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.( الأشقر )
المقصد من الغنى كما بينت السنة :
قال أبو هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)).
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)) ( الأشقر )

يتبع إن شاء الله


الشيماء وهبه 20 محرم 1436هـ/12-11-2014م 08:59 AM

تفسير قوله تعالى: { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
_______
مقصد الآيات :
حث الرسول صلى الله عليه وسلم على شكر نعمة الله بمراعاة حقوق من شابه حالهم حاله السابق
معنى (فلا تقهر) :
أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ ولا تذلّه وتنهره وتهنه(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليتيم :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى . ( الأشقر )
الواجب الذي تحث عليه الآية تجاه اليتيم :
الإحسان إليه وأداء حقوقه
واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم (خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
معنى السائل :
الضعيف والمسكين والفقير المحتاج للمال ويشمل المعنى السائل للعلم
(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
معنى ( فلا تنهر ) :
أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍ وشراسةِ خلقٍ فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.(خلاصة قول السعدي وابن كثير )
الواجب الذي تحث عليه الآية تجاه السائل :

إعطاؤه ما يحتاجه مما يتيسر عندك أو رده بلين ولطف قال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
وجه انتفاع المعلم بالآية {
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}
يشمل معنى الآية السائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). ( السعدي )


الشيماء وهبه 20 محرم 1436هـ/12-11-2014م 09:40 AM

تفسير قوله تعالى{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
المقصود بالنعمة في الآية :
هي تشمل كل النعمَ الدينيةَ والدنيوية ( السعدي )
وقيل :غناه صلى الله عليه وسلم بعد أن كان فقيرا
وقيل : هي النبوة والرسالة
( ابن كثير)
وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ ( الأشقر )
كيفية التحدث بها :
الثناء على الله تعالى وشكره على نعمه وذكر نعم الله تعالى على خلقه عامة والتذكير لعباده بها أما التحدث بنعمة الله عليك خاصة فتكون للحاجة إليها إن كانت ستحقق مصلحة بذكرها
( خلاصة السعدي )
وقيل هي التحدث بها :
( ابن كثير )
قال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها.
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داود.
وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وتفسير الأشقر للآية ( أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ )
وقيل هي الثناء على الله تعالى
( ابن كثير )
كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
وقيل هي تشمل شكر الناس
( ابن كثير )
عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر: ((من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، والتّحدّث بنعمة الله شكرٌ، وتركها كفرٌ، والجماعة رحمةٌ، والفرقة عذابٌ)). إسناده ضعيفٌ.
وعن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكر النّاس)).
رواه التّرمذيّ، عن أحمد بن محمدٍ، عن ابن المبارك، عن الرّبيع بن مسلمٍ، وقال: صحيحٌ.
وقيل
المقصود بالنعمة القرآن فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ ( الأشقر )
وقيل
قال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى) ( ابن كثير )

انتهى الدرس

الشيماء وهبه 20 محرم 1436هـ/12-11-2014م 10:36 PM

ملخص القسم الأخير من التفسير

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}

_____________
بما أقسم الله تعالى :
بالعصر
معنى العصر :
هو الدهر أو الزمان الذي يقع فيه تعاقب الليل والنهار وحركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ ( خلاصة بن كثير والسعدي والأشقر )
وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: هو العشيّ.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ
سبب القسم بالعصر :
لِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ تَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ. ( السعدي )
علام أقسم الله تعالى :
أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ ( الأشقر )
معنى خسر :
أي: في خسارةٍ وهلاكٍ ( ابن كثير)
الخُسْرُ وَالخُسْرَانُ: النُّقْصَانُ وَذَهَابُ رأسِ الْمَالِ.( الأشقر )
درجات الخسران :
الخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ ( السعدي )
الفرقة الناجية من الخسارة :
استثنى الله تعالى من جنس الإنسان عن الخسران الذين اتصفوا بأربع صفات وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصى بالحق والتواصى بالصبر
وب
الأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ (خلاصة السعدي وابن كثير والأشقر )
المقصود من ( آمنوا ) :
الإيمانُ بقلوبهم بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ، ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ (خلاصة السعدي وابن كثير )
المقصود من ( عملوا الصالحات ) :
وهذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِ (السعدي )
معنى تواصوا بالحق :
أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ.(الأشقر)
معنى تواصوا بالصبر :
على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ. وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر (خلاصة السعدي وابن كثير )
سبب تقديم التواصى بالحق على التواصى بالصبر :
الصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ (الأشقر)

انتهى ولله الحمد من قبل ومن بعد
وجزاكم الله عنا خير ما يجزي به النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين

أمل عبد الرحمن 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م 02:07 AM

جيد جدا بارك الله فيك وزادك من فضله
ما زلنا مع أسماء المسائل، إذا بدا اسم أيسر وأدق للمسألة، فسأضعه لك بجوارها:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 150237)
بسم الله
تفسير سورة الضحى[ من الآية (6) إلى الآية (11) ]

تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)
_______
المقصد من الآيات :
بيان نعمة الله تعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( ابن كثير والسعدي )
المقصود (من) بالخطاب في الآيات :
الرسول صلى الله عليه وسلم
قصة يتم الرسول صلى الله عليه وسلم :
( خلاصة ما ذكر ابن كثير )معنى {يتيما}
وفاة والديه :
أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام
وتوفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
كفالته صلى الله عليه وسلم : هذه المسألة توضع تحت المراد بإيوائه صلى الله عليه وسلم
كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين
فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويكفّ عنه أذى قومه بعد بعثته صلى الله عليه وسلم

معنى ( آوى ) :
جعل لك مأوى تأوى إليه ( الأشقر )
المقصد من ( آوى ) : المقصود بالإيواء
أَيْ: وَجَدَكَ يَتِيماً لا أَبَ لَكَ، فَجَعَلَ لَكَ مَأْوًى تَأْوِي إِلَيْهِ وهو كفالة عمه له ( الأشقر والسعدي )
أي المقصود الأنصار الذين آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين ( ابن كثير )
والراجح أن الآية تشمل المعنيين فآواه أولا وهو يتيم بكفالة عمه له ثم آواه بعد بعثته ووفاة عمه وأذي الكفار له بالأنصار الذين نصروه

راجعي تفسير ابن كثير والسعدي تجدي الأقوال واحدة في المراد بالإيواء، أما الأشقر فتكلم عنه لغويا فقط


المقصود من ( ضالا ) :
المقصود بالضلال والهداية في الآيات
أقول: ورد فيها أقوال:
الأول: أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ
غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ مصداقا لقول الله تعالى {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان }( خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
الثاني: ( وذكر ابن كثير ) ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
الثالث: وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ).
المقصود من ( هدى ) :
أي :علَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ من القرآن والشرائع فهداك الله بهما ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ قال الله تعالى ( ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية. (خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
هناك ارتباط بين اللفظتين، فأذكر المراد بالضلال والهداية المرتبطة به.

معنى ( عائلا ) :
فقيراً ذا عيالٍ

معنى (أغني ) :
أغناه الله عمّن سواه
أَغْنَاه بِمَا فَتَحَ عليه من البلدان
وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ

(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )

زمن تلك الأحوال المذكورة في الآيات :
قال قتادة :كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.( الأشقر )

المقصد من الغنى كما بينت السنة : تضم للمسألة السابقة
قال أبو هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)).
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)) ( الأشقر )

يتبع إن شاء الله


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 150399)
تفسير قوله تعالى: { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
_______
مقصد الآيات :
حث الرسول صلى الله عليه وسلم على شكر نعمة الله بمراعاة حقوق من شابه حالهم حاله السابق

معنى (فلا تقهر) :
أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ ولا تذلّه وتنهره وتهنه(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )

حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليتيم :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى . ( الأشقر )

الواجب الذي تحث عليه الآية تجاه اليتيم :
الإحسان إليه وأداء حقوقه
واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم (خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )

معنى السائل : فيه قولان:
الأول: الضعيف والمسكين والفقير المحتاج للمال
الثاني: ويشمل المعنى السائل للعلم
(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
والآية تحمل على القولين

معنى ( فلا تنهر ) :
أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍ وشراسةِ خلقٍ فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.(خلاصة قول السعدي وابن كثير )

الواجب الذي تحث عليه الآية تجاه السائل :

إعطاؤه ما يحتاجه مما يتيسر عندك أو رده بلين ولطف قال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )

وجه انتفاع المعلم بالآية {
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}
يشمل معنى الآية السائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). ( السعدي )


بارك الله فيك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 150400)
تفسير قوله تعالى{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
المقصود بالنعمة في الآية :
هي تشمل كل النعمَ الدينيةَ والدنيوية ( السعدي )
وقيل :غناه صلى الله عليه وسلم بعد أن كان فقيرا
وقيل : هي النبوة والرسالة
( ابن كثير)
وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ ( الأشقر )

كيفية التحدث بها :
الثناء على الله تعالى وشكره على نعمه وذكر نعم الله تعالى على خلقه عامة والتذكير لعباده بها أما التحدث بنعمة الله عليك خاصة فتكون للحاجة إليها إن كانت ستحقق مصلحة بذكرها
( خلاصة ما ذكره السعدي )
وقيل هي التحدث بها :
( ابن كثير )
قال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها.
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داود.
وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وتفسير الأشقر للآية ( أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ )
وقيل هي الثناء على الله تعالى
( ابن كثير )
كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
وقيل هي تشمل شكر الناس
( ابن كثير )
عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر: ((من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، والتّحدّث بنعمة الله شكرٌ، وتركها كفرٌ، والجماعة رحمةٌ، والفرقة عذابٌ)). إسناده ضعيفٌ.
وعن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكر النّاس)).
رواه التّرمذيّ، عن أحمد بن محمدٍ، عن ابن المبارك، عن الرّبيع بن مسلمٍ، وقال: صحيحٌ.
وقيل
المقصود بالنعمة القرآن فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ ( الأشقر )
وقيل
قال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى) ( ابن كثير )

الفائدة من التحديث بالنعم

التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ، ذكره السعدي

انتهى الدرس

أحسنت بارك الله فيك
من الأفضل عمل قائمة بعناوين المسائل قبل الشروع في التلخيص

تقييم الملخص :
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 30 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 20 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 95%
درجة المشاركة :4 / 4
وفقك الله

أمل عبد الرحمن 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م 02:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 150501)
ملخص القسم الأخير من التفسير

تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}

_____________
بما أقسم الله تعالى :
بالعصر
معنى العصر : المراد بالعصر
هو الدهر أو الزمان الذي يقع فيه تعاقب الليل والنهار وحركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ ( خلاصة بن كثير والسعدي والأشقر )
وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: هو العشيّ.ذكره ابن كثير
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ ذكره الأشقر

سبب فائدة القسم بالعصر :
لِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ تَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ. ( السعدي )
علام أقسم الله تعالى :
أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ ( الأشقر )
معنى خسر :
أي: في خسارةٍ وهلاكٍ ( ابن كثير)
الخُسْرُ وَالخُسْرَانُ: النُّقْصَانُ وَذَهَابُ رأسِ الْمَالِ.( الأشقر )

درجات الخسران :
الخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ ( السعدي ) يجب أن تذكري الدرجة الثانية في نفس المسألة

الفرقة الناجية من الخسارة :
استثنى الله تعالى من جنس الإنسان عن الخسران الذين اتصفوا بأربع صفات وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصى بالحق والتواصى بالصبر
وب
الأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ (خلاصة السعدي وابن كثير والأشقر )
المقصود من ( آمنوا ) :
الإيمانُ بقلوبهم بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ، ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ (خلاصة السعدي وابن كثير )
المقصود من ( عملوا الصالحات ) :
وهذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِ (السعدي )
معنى تواصوا بالحق :
أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ.(الأشقر)
معنى تواصوا بالصبر :
وصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ. وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر (خلاصة السعدي وابن كثير )

يحسن بك التعرض لمسألة: أنواع الصبر

سبب تقديم التواصى بالحق على التواصى بالصبر :اسم المسألة الأدق: لم نص على الصبر بعد الحق وهو داخل فيه؟
الصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ (الأشقر)

انتهى ولله الحمد من قبل ومن بعد
وجزاكم الله عنا خير ما يجزي به النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين


تقييم الملخص :
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 29 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 20 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 18 / 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 15 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 97%
درجة المشاركة :4 / 4
وفقك الله

أمل عبد الرحمن 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م 02:21 AM


التقييم النهائي لواجبات التلخيص للمرحلة الأولى من البرنامج:
- الملخص الأول: 4/4
- الملخص الثاني: 4/4
- الملخص الثالث: 4/4
- الملخص الرابع: 4/4
- الملخص الخامس: 4/4
الدرجة الكلية: 20/20
بارك الله فيك

الشيماء وهبه 8 ربيع الثاني 1436هـ/28-01-2015م 09:23 AM

- لله الحمد من قبل ومن بعد - المستوى الثاني

الشيماء وهبه 8 ربيع الثاني 1436هـ/28-01-2015م 11:16 AM

تلخيص : تفسير سورة الملك [ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

المسائل التفسيرية :

قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )
معنى كلمة " تبارك " ( ك س ش )
المقصود من كلمة " الملك " ( ك س ش )
دلالة قوله تعالى " الذي بيده الملك " ( ك س ش )
دلالة قوله تعالى " وهو على كل شىء قدير " ( ك س ش )


قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)

المقصود من " الموت " ( ك س ش )
المقصود من " الحياة " ( ك س ش )
مقصد الله تبارك وتعالى من الخلق ( ك س ش )
المقصد الأصلي من الابتلاء ( ش ك )
معنى اسم الله تعالى " العزيز " ( ك س ش )
معنى اسم الله تعالى " الغفور " ( ك س ش )


قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
معنى كلمة " طباقا " ( ك س ش )
معنى كلمة " تفاوت " ( ك س ش )
معنى كلمة " فطور " ( ك س ش )
معنى كلمة " كرتين " ( ك س ش )
معنى كلمة " خاسئا " ( ك س ش )
معنى كلمة " حسير " ( ك س ش )
المقصد من الآيات ( ك س ش )


قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

معنى كلمة " زينا " ( ك س ش )
المقصود من " السماء الدنيا " ( ك س ش )
المقصود من " المصابيح " ( ك س ش )
مرجع الضمير في قوله تعالى { وجعلناها } ( ك )
الحكمة من خلق النجوم ( ك س ش )
الجزاء الذي أعده الله تعالى للشياطين ( ك س ش )

__________________
المسائل التفسيرية :

قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )
معنى كلمة " تبارك " ( ك س ش )
أي: تَعَاظَمَ وتعالى، وكَثُرَ خَيْرُه، وعَمَّ إحسانُه .
المقصود من كلمة " الملك " ( ك س ش )
كل ما خلق الله تبارك وتعالى ، في العالم العلوى والسفلي ، في السماوات والأرض ، في الدنيا والآخرة .
دلالة قوله تعالى " الذي بيده الملك " ( ك س ش )
أنه هو المتصرف سبحانه بما يشاء كيفما شاء،
وهذا الأمْرُ يَعلمُه المؤمنونَ في الدنيا ويُنكِرُه الكُفَّارُ أما في الآخره فيعجزون عن ادعائه أو انكاره.
دلالة قوله تعالى " وهو على كل شىء قدير " ( ك س ش )
بيان عظمة الله تعالى و كمال قدرته التى يقدر بها على كل شىء فلا يعجزه شىء سبحانه مِن إنعامٍ وانتقامٍ، ورَفْعٍ ووَضْعٍ، وإِعطاءٍ وَمَنْعٍ ،لا يسأل عمّا يفعل لقهره وحكمته وعدله وهذا من تمام ملكه سبحانه.
قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)

المقصود من " الموت " ( ك س ش )
- انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له ( ذكره الأشقر وأشار له السعدي ووافقه بن كثيرواستدل بحديث قتادة
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ" ) .
- العدم الذي سبق الخلق ( ذكره بن كثير واستدل بقوله تعالى
{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم}
المقصود من " الحياة " ( ك س ش )
الحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه.( ذكره الأشقر وأشار إليه السعدي)
النشأة بعد العدم ( ذكره بن كثير )
مقصد الله تبارك وتعالى من الخلق ( ك س ش )
ابتلائهم بالشهوات المعارضة لأمره لاختبارهم أيهم أطوع لله وأحسن في العمل .
المقصد الأصلي من الابتلاء ( ش ك )
والْمَقْصِدُ الأصليُّ مِن الابتلاءِ هو ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ فالعبرة. ( ش )
بيان أن العبرة بخير العمل لا بكثرة العمل .
( قال محمّد بن عجلان ذكره بن كثير )
معنى اسم الله تعالى " العزيز " ( ك س ش )
الذي له العزة كلها العظيم المنيع الغالب الذي لا يغالب قهر كل شىء وانقادت له جميع المخلوقات سبحانه .
معنى اسم الله تعالى " الغفور " ( ك س ش )

الذي يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز عن المسيئين ، المقصرين ، المذنبين إذا تابوا وأنابوا فيغفر ذنوبهم مع ستر عيوبهم .

قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
معنى كلمة " طباقا " ( ك س ش )
أي طبقة بعد طبقة واحدة تلو أخرى ( ك س ش )
منفصلات بينهن خلاء ( رجحه بن كثير واستدل عليه بحديث الإسراء )
معنى كلمة " تفاوت " ( ك س ش )
كل أشكال النقص والخلل من اختلاف وتنافر وتناقص واعوجاج ( حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
معنى كلمة " فطور " ( ك س ش )
شقوق ( قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك والثوري ذكره بن كثير ووافقه الأشقر )
خروق ( قاله السدي ذكره بن كثير )
نقص وخلل ( قاله قتادة ذكره ابن كثير والسعدي )
معنى كلمة " كرتين " ( ك س ش )
مرتين ( ذكره بن كثير )
مرة بعد مرة بكثرة ( س ش )

معنى كلمة " خاسئا " ( ك ش )
ذكر ابن كثير عدة معان:
ذليلًا ( قاله ابن عباس )
صاغرا ( قال مجاهد وقتادة )
ذليل صاغر ( جمعه الأشقر )

معنى كلمة " حسير " ( ك س ش )
ذكر ابن كثير عدة معنا :
كليل ( ابن عباس )
المنقطع من الإعياء ( قاله مجاهد وقتادة والسدي )
كليل منقطع ( جمعه الأشقر )
المقصد من الآيات ( ك س ش )
يدعو الله تبارك وتعالى عباده المكذبين بالنظر والتأمل في السماء وتَكرارِ ذلك والتأمُّلِ في أَرجائِها لإقامة الحجة عليهم إذَ انْتَفَى النَّقْصُ مِن كلِّ وَجهٍ، فصارَتْ حَسنةً كاملةً، مُتناسِبَةً في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ.

قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

معنى كلمة " زينا " ( ك س ش )
جملناها فصارت في أحسن وأكمل وأبهج صورة .
المقصود من " السماء الدنيا " ( س )
السماء التى ترونها وتليكم .
المقصود من " المصابيح " ( ك س ش )
الكواكب والنجوم .
مرجع الضمير في قوله تعالى { وجعلناها } ( ك )
على جنس المصابيح لا على عينها؛ لأنّه لا يرمي بالكواكب الّتي في السّماء، بل بشهبٍ من دونها، وقد تكون مستمدّةً منها، واللّه أعلم.
الحكمة من خلق النجوم ( ك س ش )
قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم)
الجزاء الذي أعده الله تعالى للشياطين ( ك س ش )
أعد الله تعالى للشياطينِ في الآخِرةِ بعدَ الإحراقِ في الدنيا بالشهُبِ, عذابَ النارِ لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه.

أمل عبد الرحمن 10 ربيع الثاني 1436هـ/30-01-2015م 01:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 162277)
تلخيص : تفسير سورة الملك [ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
أين فضل السورة؟
المسائل التفسيرية :

قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )
معنى كلمة " تبارك " ( ك س ش )
المقصود من كلمة " الملك " ( ك س ش )
دلالة قوله تعالى " الذي بيده الملك " ( ك س ش )
دلالة قوله تعالى " وهو على كل شىء قدير " ( ك س ش )


قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)

المقصود من " الموت " ( ك س ش ) معنى الموت، لأن هذه معاني في اللغة
المقصود من " الحياة " ( ك س ش ) معنى الحياة
معنى {يبلوكم}
معنى {أحسن عملا}
مقصد الله تبارك وتعالى من الخلق ( ك س ش )
المقصد الأصلي من الابتلاء ( ش ك ) الكلام عن المقاصد يأتي بعد بيان معاني المفردات
معنى اسم الله تعالى " العزيز " ( ك س ش )
معنى اسم الله تعالى " الغفور " ( ك س ش )

فائدة من اقتران اسمه العزيز مع اسمه الغفور

قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
معنى كلمة " طباقا " ( ك س ش )
معنى كلمة " تفاوت " ( ك س ش )
معنى {فارجع البصر}
معنى كلمة " فطور " ( ك س ش )
معنى كلمة " كرتين " ( ك س ش )
المراد من قوله: {فارجع البصر كرتين}
الحكمة من تكرار الأمر بالنظر
معنى كلمة " خاسئا " ( ك س ش )
معنى كلمة " حسير " ( ك س ش )
المقصد من الآيات ( ك س ش )


قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )
معنى كلمة " زينا " ( ك س ش )
المقصود من " السماء الدنيا " ( ك س ش )
المقصود من " المصابيح " ( ك س ش )
سبب تسمية النجوم بالمصابيح
مرجع الضمير في قوله تعالى { وجعلناها } ( ك )
معنى {رجوما}
الحكمة من خلق النجوم ( ك س ش )
سبب رمي الشياطين بالشهب
معنى {أعتدنا}
الجزاء الذي أعده الله تعالى للشياطين ( ك س ش )

__________________
المسائل التفسيرية :

قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )
معنى كلمة " تبارك " ( ك س ش )
أي: تَعَاظَمَ وتعالى، وكَثُرَ خَيْرُه، وعَمَّ إحسانُه .من ذكر ذلك؟؟ اتفقنا أننا لا نستعمل الرموز في التلخيص بل نصرح بأسماء المفسرين.

المقصود من كلمة " الملك " ( ك س ش )
كل ما خلق الله تبارك وتعالى ، في العالم العلوى والسفلي ، في السماوات والأرض ، في الدنيا والآخرة . أحسنت، لكن هذا كلام من؟

دلالة قوله تعالى " الذي بيده الملك " ( ك س ش ) معنى أن الملك بيده سبحانه
أنه هو المتصرف سبحانه بما يشاء كيفما شاء،
وهذا الأمْرُ يَعلمُه المؤمنونَ في الدنيا ويُنكِرُه الكُفَّارُ أما في الآخره فيعجزون عن ادعائه أو انكاره.
والآية دالة على انفراده واختصاصه بملك السموات والأرض لا شريك له

دلالة قوله تعالى " وهو على كل شىء قدير " ( ك س ش ) قبل الكلام عن دلالة الآية نبين معناها أولا
بيان عظمة الله تعالى و كمال قدرته التى يقدر بها على كل شىء فلا يعجزه شىء سبحانه مِن إنعامٍ وانتقامٍ، ورَفْعٍ ووَضْعٍ، وإِعطاءٍ وَمَنْعٍ ،لا يسأل عمّا يفعل لقهره وحكمته وعدله وهذا من تمام ملكه سبحانه.
والآية دالة على قدرته المطلقة وعجز من سواه، فلا معقب لحكمه ولا راد لأمره، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون

قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)

المقصود من " الموت " ( ك س ش ) المقصود بــــ كذا وليس من، واتفقنا أن هنا معنى لغوي، فنقول معنى {الموت}
- انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له ( ذكره الأشقر وأشار له السعدي ووافقه بن كثيرواستدل بحديث قتادة
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ" ) . أحسنت
- العدم الذي سبق الخلق ( ذكره بن كثير واستدل بقوله تعالى
{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم}

المقصود من " الحياة " ( ك س ش )
الحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه.( ذكره الأشقر وأشار إليه السعدي)
النشأة بعد العدم ( ذكره بن كثير ) هذان القولان غير مختلفين فتأملي

مقصد الله تبارك وتعالى من الخلق ( ك س ش )
ابتلائهم بالشهوات المعارضة لأمره لاختبارهم أيهم أطوع لله وأحسن في العمل .
ثم يجازيهم يوم القيامة إحسانا للمحسنين وعقابا للمسيئين

المقصد الأصلي من الابتلاء ( ش ك )
والْمَقْصِدُ الأصليُّ مِن الابتلاءِ هو ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ فالعبرة. ( ش )
بيان أن العبرة بخير العمل لا بكثرة العمل .
( قال محمّد بن عجلان ذكره بن كثير )

معنى اسم الله تعالى " العزيز " ( ك س ش )
الذي له العزة كلها العظيم المنيع الغالب الذي لا يغالب قهر كل شىء وانقادت له جميع المخلوقات سبحانه .

معنى اسم الله تعالى " الغفور " ( ك س ش )

الذي يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز عن المسيئين ، المقصرين ، المذنبين إذا تابوا وأنابوا فيغفر ذنوبهم مع ستر عيوبهم .

قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
معنى كلمة " طباقا " ( ك س ش )
أي طبقة بعد طبقة واحدة تلو أخرى ( ك س ش )
منفصلات بينهن خلاء ( رجحه بن كثير واستدل عليه بحديث الإسراء ) هذا أيضا ليس قولا مختلفا عن الأول بل نجمع بينمها فنقول: هن طبقات متفاصلات واحدة فوق الأخرى ولسن طبقة واحدة متصلة
معنى كلمة " تفاوت " ( ك س ش )
كل أشكال النقص والخلل من اختلاف وتنافر وتناقص واعوجاج ( حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
معنى كلمة " فطور " ( ك س ش )
شقوق ( قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك والثوري ذكره بن كثير ووافقه الأشقر )
خروق ( قاله السدي ذكره بن كثير )
نقص وخلل ( قاله قتادة ذكره ابن كثير والسعدي )
معنى كلمة " كرتين " ( ك س ش )
مرتين ( ذكره بن كثير ) هذا معناها الأصلي في اللغة
مرة بعد مرة بكثرة ( س ش ) وهذا المقصود بها، وقد وضعت لك هذه المسألة عند تصحيح المسائل، ومعناها أن الله تعالى يأمرنا بتكرار النظر مرات ومرات وليس أن نقتصر على مرتين فقط.

معنى كلمة " خاسئا " ( ك ش )
ذكر ابن كثير عدة معان:
ذليلًا ( قاله ابن عباس )
صاغرا ( قال مجاهد وقتادة )
ذليل صاغر ( جمعه الأشقر )
وكلها متفقة لا اختلاف بينها ولا تعارض

معنى كلمة " حسير " ( ك س ش )
ذكر ابن كثير عدة معنا :
كليل ( ابن عباس )
المنقطع من الإعياء ( قاله مجاهد وقتادة والسدي )
كليل منقطع ( جمعه الأشقر )
المقصد من الآيات ( ك س ش )
يدعو الله تبارك وتعالى عباده المكذبين بالنظر والتأمل في السماء وتَكرارِ ذلك والتأمُّلِ في أَرجائِها لإقامة الحجة عليهم إذَ انْتَفَى النَّقْصُ مِن كلِّ وَجهٍ، فصارَتْ حَسنةً كاملةً، مُتناسِبَةً في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ.

قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

معنى كلمة " زينا " ( ك س ش )
جملناها فصارت في أحسن وأكمل وأبهج صورة .
المقصود من " السماء الدنيا " ( س )
السماء التى ترونها وتليكم .
المقصود من " المصابيح " ( ك س ش )
الكواكب والنجوم .
مرجع الضمير في قوله تعالى { وجعلناها } ( ك )
على جنس المصابيح لا على عينها؛ لأنّه لا يرمي بالكواكب الّتي في السّماء، بل بشهبٍ من دونها، وقد تكون مستمدّةً منها، واللّه أعلم.
الحكمة من خلق النجوم ( ك س ش )
قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم)
الجزاء الذي أعده الله تعالى للشياطين ( ك س ش )
أعد الله تعالى للشياطينِ في الآخِرةِ بعدَ الإحراقِ في الدنيا بالشهُبِ, عذابَ النارِ لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه.

أحسنت بارك الله فيك، ونفع بك
أرجو الانتباه للارتباط بين الأقوال إن كانت متفقة أو مختلفة
يلاحظ أنك لا تسندين الأقوال في بعض المواضع
فاتتك بعض المسائل ونبه على بعضها في تصحيح قائمة المسائل في أول الملخص
وهذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك:

فضل السورة
المسائل التفسيرية
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
معنى {تبارك} س ش
المراد بالاسم الموصول {الذي} ك س ش
المقصود بالملك ك س ش
معنى أن يكون الملك بيده سبحانه
مرجع الضمير {هو}
ما يفيده قوله تعالى: {وهو على كل شيء قدير}
انقسام الخلق في الإقرار بربوبية الله في الدنيا
إقرار جميع الخلق بربوبية الله وملكه في الآخرة

مقصد الآية

{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}
معنى {الموت}
معنى {الحياة}
دلالة الآية على أن الموت أمر وجودي
معنى خلقه تعالى للموت والحياة
معنى {ليبلوكم}
معنى {أحسن عملا}
المطلوب في الأعمال إحسانها وليس كثرتها
المقصد من الابتلاء
دلالة الآية على البعث والجزاء
معنى {العزيز}
معنى {الغفور}
فائدة اقتران اسمه تعالى {العزيز} باسمه {الغفور}

{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)}
معنى {طباقا}
معنى {تفاوت}
معنى قوله {فارجع البصر}
معنى {فطور}
دلالة الآية على كمال صنع الله وإتقانه

{ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}
معنى {كرتين}
المقصود بقوله: {كرتين}
معنى {ينقلب}
معنى {خاسئا}
معنى {حسير}
ما يفيده الأمر
بتكرار النظر
● فائدة التفكر

{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}
مناسبة الآية لما قبلها
المقصود بالمصابيح
سبب تسمية النجوم والكواكب بالمصابيح
مرجع الضمير في قوله {وجعلناها}
● معنى الرجم
سبب رجم الشياطين بالشهب في الدنيا
فائدة خلق النجوم في السماء
معنى {أعتدنا}
مرجع الضمير في قوله {لهم}
● معنى {عذاب السعير}
سبب عذاب الشياطين في الآخرة

تقييم التلخيص :

أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 25 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 17 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 92 %
درجة الملخص = 5/4,63

بارك الله فيكِ ، ونفع بك .

الشيماء وهبه 16 ربيع الثاني 1436هـ/5-02-2015م 03:01 AM

تلخيص سورة الحاقة[ من الآية (38) إلى الآية (52) ]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )

المسائل التفسيرية :
المقسم به :
كل
ما يُبْصِرُ الخَلْقُ مِن جَميعِ الأشياءِ، وما لا يُبْصِرُونَه من الغيبيات، فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ تبارك وتعالى ( خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
المقسم عليه :
إنّ القرآن كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله ( خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
مرجع الضمير في {إنه لقول}
القرآن الكريم

المقصود ب {رسول كريم }:
فيه قولان
الأول :المرادُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. ( ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
الثاني : إنه لقولٌ يُبَلِّغُه رسولٌ كريمٌ. يُريدُ به جِبريلَ
( ذكره الأشقر )
والقول الأول هو الراجح ودليل ذلك :
مناسبة المعني للآيات بعده{وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون}( أشار إلية ابن كثير )
دلالة إضافة القول في الآية ودلالة معناه :
أضافه إلى الرسول دلالة على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل ؛ولهذا أضافه في سورة التّكوير إلى الرّسول الملكيّ جبريل عليه السلام قال الله تعالى : {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} وهنا في سورة الحاقة أضافه للرسول البشري محمدًا صلى الله عليه وسلم ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه.
(ذكره ابن كثير )
معني قوله تعالى {قليلًا ما تؤمنون }
أيْ: إِيماناً قَليلاً تُؤمنونَ، وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ ( ذكره الأشقر )
معنى {كاهن }
ساحر ( ذكره السعدي )
معنى { قليلًا ما تذكرون }
أيْ: تَذَكُّراً قَليلاً تَتذَكَّرونَ ( ذكره الأشقر )
الدلالة العقلية على أن القرآن كلام الله تعالى
أولًا :أنْ يَنظُر المشركين في حالِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، ويَرْمُقوا أَوصافَه وأخلاقَه, فذلك يَدُلُّهم على أنَّه رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، وأَنَّ ما جاءَ به تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ .
ثانيًا : أن الكلام الذي جاء به محمدًا صلى الله عليه وسلم
لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَر، وليس فيه من صفات الشعر أو الكهانة فهي أمر آخر ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه. ( خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر )
دلالة سياق الآيات وتأثيرها في النفوس على أنه كلام الله تعالى
تلك الآيات من الأسباب الّتي جعلها اللّه تعالى مؤثّرةً في هداية عمر بن الخطّاب رضى الله عنه روى الإمام أحمد عن شريح بن عبيد اللّه : قال عمر بن الخطّاب: خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ. ( ذكره بن كثير )

المسائل العقدية :
في دلالة قول الله تعالى ( تنزيل من رب العالمين )
دليل علي علو الله تعالى فوق عباده .
أن القرآن كلام الله تعالى وصفة من صفاتة .
أن القرآن ينزل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض .

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)
مرجع الضمير في {علينا ، لأخذنا ، لقطعنا }
على الله الخالق جل وعلا
مرجع الضمير المستتر في {تقول علينا }
الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الراجح
( ذكره ابن كثير والسعدي )
وقيل جبريل عليه السلام (ذكره الأشقر )
معنى {تقول علينا }
افتري على الله تعالى فزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلي الله تبارك وتعالى. ( خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
معنى { الأقاويل }
الكلام الكاذب

معنى { لأخذنا منه باليمين}
لانتقمنا منه
باليمين؛ لأنّها أشدّ في البطش ( ذكره بن كثير )
وقيل: لأخذنا بيده اليمين ( ذكره بن كثير والأشقر )
معنى {الوتين }
هو نياط القلب، وهو العرق المتصل بالقلب إذا انقَطَعَ ماتَ منه الإنسانُ . ( ذكره بن كثير والسعدي والأشقر )
مرجع الضمير في {منكم }
أي كل من حول الرسول صلى الله عليه وسلم من المؤمنين والكفار والمشركين.
المقصود من قوله تعالى {فما منكم من أحد عنه حاجزين }
أي: فما يقدر أحدٌ منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئًا من ذلك. ( ذكره بن كثير والسعدي والأشقر )
الإعجاز والدلالة في الآيات على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم
فلو قُدِّرَ أنَّ الرسولَ - حَاشَا وكلاَّ - تَقَوَّلَ على اللَّهِ لعَاجَلَه بالعُقوبةِ، وأَخَذَه أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ لأنَّه حكيمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فحِكمتُه تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ.
فإذَا كانَ اللَّهُ قد أَيَّدَ رسولَه بالْمُعْجِزاتِ وبَرْهَنَ على صِدْقِ ما جاءَ به بالآياتِ البَيِّنَاتِ، ونَصَرَه على أعدائِه ومَكَّنَه مِن نَوَاصِيهِم فهو أَكْبَرُ شَهَادَةٍ منه على رِسالتِه
( ذكره السعدي وأشار له ابن كثير والأشقر )
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)
مرجع الضمير في { وإنه لتذكرة }
أي: القرآنَ الكريمَ (ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
أنواع التذكرة وثمراتها
يَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ الدينيَّةَ والأخلاقَ الْمَرْضِيَّةَ، والأحكامَ الشرعيَّةَ فيَكُونونَ مِن العُلماءِ الرَّبَّانِيِّينَ والعُبَّادِ العارفِينَ والأئمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ.( ذكره السعدي )
الحكمة في اختصاص المتقين بالتذكرة
لأنهم الْمُنتفعونَ به ( ذكره الأشقر )

تفسير قوله تعالى: {
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)
مرجع الضمير في قوله {وإنا}
الله تبارك وتعالى
مرجع الضمير في { منكم }
من أهل مكة وغيرهم من الكفار والمشركين

بماذا يكذبون ؟
القرآن الكريم
دلالة الآية على مجازاة المكذبين
في الآية دلالة ضمنية على تَهديدٌ ووَعِيدٌ المُكَذِّبِينَ، بأنه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ . ( ذكره السعدي والأشقر )

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)
مرجع الضمير في { إنه }
به أقوال:
الأول : جزاء التكذيب ( ذكره بن كثير )
الثاني : القرآن الكريم ( ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
معنى الحسرة
الندامة ( ذكره ابن كثير والأشقر )
مم تكون الحسرة ومتى تتحقق ؟
بها أقوال

الأول :وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة
( قال بن جرير وحكاه عن قتادة ذكره بن كثير )
الثاني : وإنّ القرآن والإيمان به لحسرةٌ في نفس الأمر على الكافرين في الدنيا . ( ذكره بن كثير ) أو حسرة عليهم في الآخرة لما رَأَوْا ما وَعَدَهم به، تَحَسَّروا؛ إذ لم يَهْتَدُوا به ولم يَنقادُوا لأَمْرِه ( ذكره السعدي )

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)}
مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنه}
القرآن الكريم
معنى اليقين
هو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ وهو أعلى مراتب العلم ( ذكره السعدي )
معنى {حقّ اليقين}.
الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب ( ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
مراتب اليقين
اليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ، كلُّ واحدةٍ أَعْلَى مِمَّا قَبْلَها:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ، ثم عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ، ثم حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ.
( ذكره السعدي )
( ذكره السعدي ) سبب وصف القرآن بأنه حق اليقين
لكَونِه مِن عندِ اللهِ تبارك وتعالى ( ذكره الأشقر )
( ذكره السعدي

تفسير قوله تعالى: {
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}
لمن الخطاب في الآية؟
للرسول صلى الله عليه وسلم
معنى التسبيح في الآية
أي: نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه ( ذكره ابن كثير والأشقر )
مناسبة ذكر التسبيح
أي: سبح الله العظيم الّذي أنزل هذا القرآن العظيم ( ذكره ابن كثير )


الشيماء وهبه 27 ربيع الثاني 1436هـ/16-02-2015م 02:34 AM

تلخيص تفسير سورة المدثر [ من الآية (18) إلى الآية (31) ]

تفسير قول الله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}

" المسائل التفسيرية "


سبب نزول الآيات ك
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
مناسبة الآية لما قبلها ك
ش
مرجع الضمير في { إنه } ك
معنى { فكر وقدر } ك س ش
بماذا فكر وقدر ك س ش
معنى { فقتل } ك ش
المقصود من التساؤل في الآية { كيف قدر } ش

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
المقصود ب { ثم نظر } ك س ش
معنى { عبس } ك س ش
معنى { بسر } ك س ش
المقصود من { أدبر واستكبر } ك س
مرجع اسم الاشارة { هذا } ك س ش
معنى { سحر يؤثر } ك س ش


تفسير قوله تعالى: {
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)

معنى { سأصليه } ك ش
المقصود من { سقر } ش
معنى الاستفهام في قوله تعالى {وما أدراك } ك
المقصود من قوله تعالى { لا تبقى ولا تذر } ك س
المقصود من قوله تعالى { لواحة للبشر } ك س ش
مرجع الضمير في { عليها } ك ش
المقصود ب { تسعة عشر } ك س ش
سبب نزول قوله تعالى { تسعة عشر } ك

تفسير قوله تعالى: {
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}

سبب نزول الآيات ك
الحكمة من جعل خزنة النار من الملائكة س ش
الحكمة من ذكر عدة خزنة جهنم ك س ش
المقصود بالفتنة في الآية ك س ش
أصناف الناس في تصديقهم لذكر عدة خزنة جهنم ك س ش
المقصود من قوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} ش س
مرجع الضمير في قوله تعالى { وما هي } ك س ش
الذكرى المراد تحقيقهامن الآيات ش س

" تلخيص أقوال المفسرين "

سبب نزول الآيات ك
نزلت في الوليد بن المغيرة المخزوميّ، أحد رؤساء قريشٍ -لعنه اللّه- رواه العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ .
وعن عكرمة: أنّ الوليد بن المغيرة جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ عليه القرآن، فكأنّه رقّ له. فبلغ ذلك أبا جهل بن هشامٍ، فأتاه فقال: أي عمّ، إنّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالًا. قال: لم؟ قال: يعطونكه، فإنّك أتيت محمّدًا تتعرض لما قبله. قال: قد علمت قريشٌ أنّي أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يعلم قومك أنّك منكرٌ لما قال، وأنّك كارهٌ له. قال: فماذا أقول فيه؟ فواللّه ما منكم رجلٌ أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجنّ، واللّه ما يشبه الّذي يقوله شيئًا من ذلك. واللّه إنّ لقوله الّذي يقول لحلاوةً، وإنّه ليحطّم ما تحته، وإنّه ليعلو وما يعلى. وقال: واللّه لا يرضى قومك حتّى تقول فيه. قال: فدعني حتّى أفكّر فيه. فلمّا فكّر قال: إنّ هذا سحرٌ يأثره عن غيره. رواه بن جرير ذكره بن كثير .

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
مناسبة الآية لما قبلها ك
الآيات تبين سبب الجزاء المذكور في الآية السابقة { سأرهقه صعودا } أي إنّما أرهقناه صعودًا لبعده عن الإيمان، لأنّه فكّر وقدّر .ذكره ابن كثير
مرجع الضمير في { إنه } ك ش
الوليد بن المغيرة
معنى { فكر وقدر } ك س ش
أي: تروّى ماذا يقول وهَيَّأَ الكلامَ في نفْسِه
بماذا فكر وقدر ك س ش
فكَّرَ في شأنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وكيف يقول قَولاً يُبْطِلُ به القرآن
معنى { فقتل } ك ش
أيْ: لُعِنَ وعُذِّبَ وهذا دعاء عليه
المقصود من التساؤل في الآية { كيف قدر } ش
أيْ: على أيِّ حالٍ قَدَّرَ ما قَدَّرَ مِن الكلامِ .

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
المقصود ب { ثم نظر } ك س ش
أي: أعاد النّظرة والتّروّي ذكره بن كثير
أيْ: بأيِّ شيءٍ يَدفعُ القرآنَ ويَقدَحُ فيه ذكره الأشقر
معنى { عبس } ك س ش
أي: قبض بين عينيه وقطّب ذكره ابن كثير
معنى { بسر } ك س ش
أيْ: كَلَحَ وجْهُه وتَغَيَّرَ
المقصود من { أدبر واستكبر } ك س
أي: تَوَلَّى وصرف عن الحق مستكبرًا عن الانقياد للقرآن. خلاصة ما ذكر ابن كثير والسعدي
مرجع اسم الاشارة { هذا } ك س ش
أي القرآن الكريم
معنى { سحر يؤثر } ك س ش
أي: هذا سحرٌ ينقله محمّدٌ عن غيره عمّن قبله ويحكيه عنهم .

تفسير قوله تعالى: {
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)

معنى { سأصليه } ك ش
أي: سأغمره فيها من جميع جهاته ذكره ابن كثير
المقصود من { سقر } ش
سَقَرُ مِن أسماءِ النارِ ذكره الأشقر
معنى الاستفهام في قوله تعالى {وما أدراك ما سقر } ك
تهويلٌ لأمرها وتفخيمٌ له
المقصود من قوله تعالى { لا تبقى ولا تذر } ك س
أي: لا تُبْقِي مِن الشدَّةِ ولا على الْمُعَذَّبِ شيئاً إلاَّ وبَلَغَتْهُ فتأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي
المقصود من قوله تعالى { لواحة للبشر } ك س ش
فيها قولان :
أي تَلُوحُ للناسِ جَهَنَّمُ حتى يَرَوْنَهَا عِيَانًا. ذكره الأشقر
وقيلَ: أيْ: مُغَيِّرَةٌ لوُجُوهِهم حتى تَسْوَدَّ .ذكره الأشقر والسعدي وابن كثير

مرجع الضمير في { عليها } ك ش
أي نار جهنم
المقصود ب { تسعة عشر } ك س ش
فيها قولان :
تِسعةَ عشرَ مِن الملائكةِ هم خَزَنَتُها.
وقيلَ: تِسعةَ عشرَ صِنْفاً مِن أصنافِ الملائكةِ
أي: من مقدّمي الزّبانية، عظيمٌ خلقهم، غليظٌ خلقهم. خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
سبب نزول قوله تعالى { تسعة عشر } ك
- ( إنّ رهطًا من اليهود سألوا رجلًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن خزنة جهنّم. فقال: اللّه ورسوله أعلم. فجاء رجلٌ فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فنزل عليه ساعتئذٍ: {عليها تسعة عشر} فأخبر أصحابه ) رواه ابن أبي حاتم عن البراء ذكره ابن كثير

تفسير قوله تعالى: {
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}

سبب نزول الآيات ك
- ردٌّ على مشركي قريشٍ حين ذكر عدد الخزنة، فقال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ فقال اللّه: {وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكةً} ذكره ابن كثير
الحكمة من جعل خزنة النار من الملائكة س ش
وذلكَ لشِدَّتِهم وقُوَّتِهم فمَن يُطيقُ الملائكةَ ومَن يَغلبُهم، وهم أَقْوَمُ خلْقِ اللهِ بحَقِّهِ، والغضَبِ له، وأَشَدُّهم بَأْساً، وأَقواهُم بَطْشاً . خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر
الحكمة من ذكر عدة خزنة جهنم ك س ش
اختبارًا منّ الله تعالى للنّاس فيضل به من يشاء ويهدي به من يشاء .خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر وابن كثير
المقصود بالفتنة في الآية ك س ش
فيها قولان :
أي : إلاَّ لعَذابِهم وعِقابِهم في الآخِرةِ، ولزيادةِ نَكَالِهم فيها، والعذابُ يُسَمَّى فِتنةً . ذكره السعدي
أو اختبارًا لهم
لنَعْلَمَ مَن يُصَدِّقُ ومَن يُكَذِّبُ. ذكره السعدي ووافقه الأشقر وابن كثير
أصناف الناس في تصديقهم لذكر عدة خزنة جهنم ك س ش
- أهْلَ الكتابِ يزداد يقينهم بالحق إذا وافَقَ الخبر ما عندَهم وطابقه فيزُولَ عنهم الرَّيْبُ والشَّكُّ في القرآن .
- المنافقون والكافرون يزدادوا شك وريبة ويتعجبون في ذكر ذلك تعجب المكذب المستهزئ
.
- المؤمنون يزدادوا إيمانًا وتصديقًا بيقينهم بحكمة كلام ربهم وبتصديقه لخبر أهل الكتاب .
المقصود من قوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} ش س
فيها قولان

أي وخَزَنَةُ النارِ وإنْ كانوا تِسعةَ عشرَ فلهم مِن الأعوانِ والجنودِ مِن الملائكةِ ما لا يَعلمُه إلا اللهُ سُبحانَه.
ذكره الأشقر
أي إنَّه لا يَعلَمُ جُنودَ ربِّكَ مِن الملائكةِ وغيرِهم {إِلاَّ هُوَ}. وهو الراجح ذكره السعدي
مرجع الضمير في قوله تعالى { وما هي }ك س ش
أيْ: وما سَقَرُ وما ذُكِرَ مِن عَددِ خَزَنَتِها . ذكره الأشقر
الذكرى المراد تحقيقها
من الآيات ش س
نْ يَتَذَكَّرَ بها البشَرُ ما يَنفَعُهم فيَفْعَلُونَه، وما يَضُرُّهم فيَتْرُكُونَه و مَوعظةً لهم، ليَعْلَموا كمالَ قُدرةِ اللهِ، وأنه لا يَحتاجُ إلى أعوانٍ وأنصارٍ . خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر


أمل عبد الرحمن 27 ربيع الثاني 1436هـ/16-02-2015م 11:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 165272)
تلخيص سورة الحاقة[ من الآية (38) إلى الآية (52) ]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )
أين قائمة المسائل؟

المسائل التفسيرية :
المقسم به :
كل
ما يُبْصِرُ الخَلْقُ مِن جَميعِ الأشياءِ، وما لا يُبْصِرُونَه من الغيبيات، فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ تبارك وتعالى ( خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
المقسم عليه :
إنّ القرآن كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله ( خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
مرجع الضمير في {إنه لقول}
القرآن الكريم

المقصود ب {رسول كريم }:
فيه قولان
الأول :المرادُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. ( ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
الثاني : إنه لقولٌ يُبَلِّغُه رسولٌ كريمٌ. يُريدُ به جِبريلَ
( ذكره الأشقر ) المقصود بالرسول على هذا القول هو جبريل
والقول الأول هو الراجح ودليل ذلك :
مناسبة المعني للآيات بعده{وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون}( أشار إلية ابن كثير )
دلالة إضافة القول في الآية ودلالة معناه : معنى كون القرآن من قول الرسول
أضافه إلى الرسول دلالة على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل ؛ولهذا أضافه في سورة التّكوير إلى الرّسول الملكيّ جبريل عليه السلام قال الله تعالى : {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ مطاعٍ ثمّ أمينٍ} وهنا في سورة الحاقة أضافه للرسول البشري محمدًا صلى الله عليه وسلم ؛ لأنّ كلًّا منهما مبلّغٌ عن اللّه ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه.
(ذكره ابن كثير )
معني قوله تعالى {قليلًا ما تؤمنون }
أيْ: إِيماناً قَليلاً تُؤمنونَ، وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ ( ذكره الأشقر )
معنى {كاهن }
ساحر ( ذكره السعدي )
معنى { قليلًا ما تذكرون }
أيْ: تَذَكُّراً قَليلاً تَتذَكَّرونَ ( ذكره الأشقر )
الدلالة العقلية على أن القرآن كلام الله تعالى
أولًا :أنْ يَنظُر المشركين في حالِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، ويَرْمُقوا أَوصافَه وأخلاقَه, فذلك يَدُلُّهم على أنَّه رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، وأَنَّ ما جاءَ به تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ .
ثانيًا : أن الكلام الذي جاء به محمدًا صلى الله عليه وسلم
لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَر، وليس فيه من صفات الشعر أو الكهانة فهي أمر آخر ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه. ( خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر )
دلالة سياق الآيات وتأثيرها في النفوس على أنه كلام الله تعالى هذه مسألة استطرادية فتفصل آخر الملخص
تلك الآيات من الأسباب الّتي جعلها اللّه تعالى مؤثّرةً في هداية عمر بن الخطّاب رضى الله عنه روى الإمام أحمد عن شريح بن عبيد اللّه : قال عمر بن الخطّاب: خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ. ( ذكره بن كثير )

المسائل العقدية :
في دلالة قول الله تعالى ( تنزيل من رب العالمين )
دليل علي علو الله تعالى فوق عباده .
أن القرآن كلام الله تعالى وصفة من صفاتة .
أن القرآن ينزل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض .

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)
مرجع الضمير في {علينا ، لأخذنا ، لقطعنا }
على الله الخالق جل وعلا مرجع الضمير إذا كان واضحا مفهوما من السياق فلا داعي لإفراده بالسؤال.
مرجع الضمير المستتر في {تقول علينا }
الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الراجح
( ذكره ابن كثير والسعدي )
وقيل جبريل عليه السلام (ذكره الأشقر )
معنى {تقول علينا }
افتري على الله تعالى فزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلي الله تبارك وتعالى. ( خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
معنى { الأقاويل }
الكلام الكاذب

معنى { لأخذنا منه باليمين}
لانتقمنا منه
باليمين؛ لأنّها أشدّ في البطش ( ذكره بن كثير )
وقيل: لأخذنا بيده اليمين ( ذكره بن كثير والأشقر )
معنى {الوتين }
هو نياط القلب، وهو العرق المتصل بالقلب إذا انقَطَعَ ماتَ منه الإنسانُ . ( ذكره بن كثير والسعدي والأشقر )
مرجع الضمير في {منكم }
أي كل من حول الرسول صلى الله عليه وسلم من المؤمنين والكفار والمشركين.
المقصود من قوله تعالى {فما منكم من أحد عنه حاجزين }
أي: فما يقدر أحدٌ منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئًا من ذلك. ( ذكره بن كثير والسعدي والأشقر )
الإعجاز والدلالة في الآيات على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم
فلو قُدِّرَ أنَّ الرسولَ - حَاشَا وكلاَّ - تَقَوَّلَ على اللَّهِ لعَاجَلَه بالعُقوبةِ، وأَخَذَه أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ لأنَّه حكيمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فحِكمتُه تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ.
فإذَا كانَ اللَّهُ قد أَيَّدَ رسولَه بالْمُعْجِزاتِ وبَرْهَنَ على صِدْقِ ما جاءَ به بالآياتِ البَيِّنَاتِ، ونَصَرَه على أعدائِه ومَكَّنَه مِن نَوَاصِيهِم فهو أَكْبَرُ شَهَادَةٍ منه على رِسالتِه
( ذكره السعدي وأشار له ابن كثير والأشقر )
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)
مرجع الضمير في { وإنه لتذكرة }
أي: القرآنَ الكريمَ (ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
أنواع التذكرة وثمراتها
يَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ الدينيَّةَ والأخلاقَ الْمَرْضِيَّةَ، والأحكامَ الشرعيَّةَ فيَكُونونَ مِن العُلماءِ الرَّبَّانِيِّينَ والعُبَّادِ العارفِينَ والأئمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ.( ذكره السعدي )
الحكمة في اختصاص المتقين بالتذكرة
لأنهم الْمُنتفعونَ به ( ذكره الأشقر )

تفسير قوله تعالى: {
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)
مرجع الضمير في قوله {وإنا}
الله تبارك وتعالى
مرجع الضمير في { منكم }
من أهل مكة وغيرهم من الكفار والمشركين

بماذا يكذبون ؟
القرآن الكريم
دلالة الآية على مجازاة المكذبين
في الآية دلالة ضمنية على تَهديدٌ ووَعِيدٌ المُكَذِّبِينَ، بأنه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ . ( ذكره السعدي والأشقر )

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)
مرجع الضمير في { إنه }
به أقوال:
الأول : جزاء التكذيب ( ذكره بن كثير ) التكذيب نفسه
الثاني : القرآن الكريم ( ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
معنى الحسرة
الندامة ( ذكره ابن كثير والأشقر )
مم تكون الحسرة ومتى تتحقق ؟
بها أقوال

الأول :وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة
( قال بن جرير وحكاه عن قتادة ذكره بن كثير )
الثاني : وإنّ القرآن والإيمان به لحسرةٌ في نفس الأمر على الكافرين في الدنيا هل قال ابن كثير: في الدنيا؟. ( ذكره بن كثير ) أو حسرة عليهم في الآخرة لما رَأَوْا ما وَعَدَهم به، تَحَسَّروا؛ إذ لم يَهْتَدُوا به ولم يَنقادُوا لأَمْرِه ( ذكره السعدي )

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)}
مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنه}
القرآن الكريم
معنى اليقين
هو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ وهو أعلى مراتب العلم ( ذكره السعدي )
معنى {حقّ اليقين}.
الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب ( ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر )
مراتب اليقين
اليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ، كلُّ واحدةٍ أَعْلَى مِمَّا قَبْلَها:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ، ثم عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ، ثم حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ.
( ذكره السعدي )
( ذكره السعدي ) سبب وصف القرآن بأنه حق اليقين
لكَونِه مِن عندِ اللهِ تبارك وتعالى فلا يتطرق إليه شك، ولا تحوم حوله ريبة ( ذكره الأشقر )
( ذكره السعدي

تفسير قوله تعالى: {
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}
لمن الخطاب في الآية؟
للرسول صلى الله عليه وسلم
معنى التسبيح في الآية
أي: نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه ( ذكره ابن كثير والأشقر )
مناسبة ذكر التسبيح
أي: سبح الله العظيم الّذي أنزل هذا القرآن العظيم
تنزيه الله عما افتراه المشركون على كلامه وعلى رسوله
( ذكره ابن كثير )


ممتازة ما شاء الله

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 99 %
وفقك الله

الشيماء وهبه 14 جمادى الأولى 1436هـ/4-03-2015م 03:07 PM


تلخيص تفسير سورة الإنسان [ من الآية (23) إلى الآية (31)


تفسيرقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْكَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَاللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّهَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًاثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَاشِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌفَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَإِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْعَذَابًا أَلِيمًا (31)}



" المسائل التفسيرية "


تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )
المقصد من الآية ك
مناسبة الآية لما بعدها س
فائدة التوكيد في الضمائر{ إنا نحن نزلنا }ش
المقصود من{ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا}ش

دلالة الآية على أن تنزيل القرآن كان مفرقا ش
الحكمة من تنزيل القرآن - س


تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )
مناسبة الآية لما قبلها - س ك

المخاطب بالآيات
المراد من{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} ك س ش
المقصود من{ آثما } ك س ش
المقصود من{ كفورا } ك س ش

الحكمة من النهى عن طاعة العصاة والكافرين - س ك
المراد من الآثم والكفور - ش


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) ومن اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )
مناسبة الآية لما قبلها س
المراد من الذكر س ش
المراد من الأمر بالسجود – س
تقييد الأمر المطلق في الآية {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } س
قيام الليل من أشرف العبادات وأحبها إلى الله تعالى


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )
مرجع الضمير في { هؤلاء } ك س ش
المقصود من { العاجلة } ك س ش
المعنى اللغوي ل {وَيَذَرُونَ} س
المقصود من{وَرَاءَهُمْ} س
المراد من { يومًا ثقيلا} ك س ك
سبب تسمية يوم القيامة ب{ ثقيلا } ش س
سمات أهل الدنيا المعرضين عن الآخرة - ك س ش

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

المقصود من {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ } س ش
المقصود من{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} ك س ش
الدليل العقلي على البعث والجزاء - س

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )

مرجع الضمير في قوله تعالى {إنّ هذه} ك
معنى {سبيلا}ك س
المقصود من هَذِهِ التَذْكِرَةٌ - س
المراد من قوله تعالى { فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } ك ش

تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )

المراد من قوله تعالى {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه} ك س ش
مناسبة ذكر صفة العلم والحكمة مع المشيئة – ك
المراد ب { رحمته } س ش
عناية الله تعالى بعباده المؤمنين - ك س



" تلخيص أقوال المفسرين"

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )

المقصد من الآية ك
يمتن الله تعالى ويبين نعمته على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بما نزّله عليه من القرآن العظيم .


مناسبة الآية لما بعدها س
لما ذكر الله تعالى تنزيل القرآن ومعلوم ما يشمله القرآن من شرائع وجب تنفيذها أمره بالصبر على ذلك .


فائدة التوكيد في الضمائر{ إنا نحن نزلنا }ش
زيادة التأكيد على أن القرآن منزل من عند الله تبارك وتعالى وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأتْ به كما يَدَّعِي الْمُشْرِكونَ .

المقصود من{ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا}ش

أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً


دلالة الآية على أن تنزيل القرآن كان مفرقا ش
في قوله تعالى { نزلناه - تنزيلًا } دلالة على تنزيله مفرقاولم ينزل جُملةً واحدةً .


الحكمة من تنزيل القرآن - س
أن القرآن الكريم فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِالأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِ الله وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والأمر بالسَّعْيُ فيتَنْفِيذِها والصبر على ذلك .


تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )
مناسبة الآية لما قبلها - س ك
لما ذكر الله تعالى إكرامه لرسوله صلى الله عليه وسلم بإنزال القرآن طلب منه الصبر على قضائه وقدره ، فالسعي في تنفيذ ما يشمله القرآن يحتاج منه صبر على ذلك .
المخاطب بالآيات
هو الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده من أمته .


المراد من{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} ك س ش
أي: اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ،ومِن حُكْمِه وقَضائِه تَأخيرُ نَصْرِك إلى أجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكمتُه.


المقصود من{ آثما } ك س ش
أي: فاعِلاً للمَعصيةً فاجرفي أفعاله . خلاصة قول السعدي والأشقر وابن كثير
المقصود من{ كفورا }ك س ش
الكفور هو الكافر بقلبه الغالٍ في الكُفْرٍ . خلاصة قول السعدي والأشقر وابن كثير


الحكمة من النهى عن طاعة العصاة والكافرين - س ك
لأن طاعتهم لا بُدَّ أنْ تكونَ في المعاصي فهم لا يَأْمُرُونَ إلاَّ بما تَهْوَاهُ أنْفُسُهم ولأنهم يريدون أن يصدوا عن اتباع الحق والعمل بما أنزل الله .
المراد من الآثم والكفور - ش
قيل المقصود عُتبةُ بنُ رَبيعةَ والوليدُ بنُ الْمُغيرةِ؛ لأنهما قالا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ .


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) ومن اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )

مناسبة الآية لما قبلها س
ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك .
معنى {بكرةً وأصيلا} ك س ش
أي: أول النّهار وآخره.


المراد من الذكر س ش
قيل أيصَلِّ لرَبِّكَ أوَّلَ النهارِ وآخِرَه، فأوَّلُ النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخِرُه: صلاةُ العصْر . ذكره الأشقر
و المعنى شامل لأنواع العبادات فدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ ومايَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذهالأوقاتِ . ذكره السعدي


المراد من الأمر بالسجود - س
أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ.

تقييد الأمر المطلق في الآية {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } س

} تَقَدَّمَ تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً}الآيةَ


قيام الليل من أشرف العبادات وأحبها إلى الله تعالى
تكرار الأمر بهذه العبادة دلالة على شرفها وحب الله تعالى لها فقول الله تعالى{ومناللّيل فاسجد له وسبّحه ليلا طويلا} كقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةًلك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وكقوله: {يا أيّهاالمزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّلالقرآن ترتيلا} [المزّمّل: 1-4
[
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )

مرجع الضمير في { هؤلاء } ك س ش
الكفّار والْمُكَذِّبِينَ للرسول صلى الله عليه وسلم ومن أشبههم في حبّ الدّنيا والإقبال عليها ، وترك الدّار الآخرة وراء ظهورهم .
المقصود من { العاجلة } ك س ش
الدنيا
المعنى اللغوي ل {وَيَذَرُونَ}س
أي: يَتْرُكُونَ ويُهْمِلُون .
المقصود من {وَرَاءَهُمْ}س
أي: أمامَهم
المراد من { يومًا ثقيلا} ك س ك
يعني: يوم القيامة
سبب تسمية يوم القيامة ب{ ثقيلا } ش س
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ والذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ممَّا تَعُدُّونَ.
سمات أهل الدنيا المعرضين عن الآخرة - ك س ش

أنهم يحبون الدنيا ويقبلون عليها ويعرضون عن الآخرة فهم لا يَسْتَعِدُّونَ لها ولا يَعْبَؤُونَ بها وكأنَّهم ما خُلِقُوا إلاَّ للدنيا والإقامةِ فيها . خلاصة قول السعدي والأشقر وابن كثير

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

المقصود من {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ } س ش
أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم وشددنا أوصالهم بعضا إلى بعض بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَىالظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّما يُريدُه. خلاصة قول السعدي والأشقر .

المقصود من{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} ك س ش

هناك عدة أقوال :
الأول : وإذا شئنا بعثناهم يومالقيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا. وهذا استدلالٌ بالبداءة علىالرّجعة . قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحد ذكره ابن كثير ووافقه السعدي
الثاني : وإذاشئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم كقوله: {إن يشأ يذهبكمويأت بخلقٍ جديدٍ وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} قاله ابن زيدٍ وابن جريرٍ ذكره بن كثير ووافقه الأشقر .


الدليل العقلي على البعث والجزاء س
اسْتَدَلَّ الله تعالى عليهم وعلى بَعثِهم بدليلٍ عَقْلِيٍّ، وهو دليلُ الابتداءِ فقالَ {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ}؛أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ ،فالذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ علىأنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِإلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولايُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )

مرجع الضمير في قوله تعالى {إنّ هذه} ك
يعني: هذه السّورة
معنى {سبيلا}ك س
أي طريقًا ومسلكًا
المقصود من هَذِهِ التَذْكِرَةٌ - س
أي: يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ، فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثميُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم .
المراد من قوله تعالى { فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } ك ش
أي: من شاء اهتدى بالقرآن بالإيمان والطاعة ، كقوله: {وماذا عليهم لو آمنوا باللّه واليوم الآخر وأنفقوا ممّا رزقهم اللّه وكان اللّه بهم عليمًا} خلاصة قول ابن كثير والأشقر

تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )

المراد من قوله تعالى {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه} ك س ش
أي: لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولايدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا إلا بمشيئة الله تعالى فإن مشيئة الله نافذة والأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك . خلاصة قول السعدي والأشقر وابن كثير .


مناسبة ذكر صفة العلم والحكمة مع المشيئة – ك
أن الله تعالى عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض لهأسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالّ، فله الحكمة البالغة والحجّةالدّامغة سبحانه .
المراد ب { رحمته } س ش

قيل هدايته وتوفيقه لأسباب السعادة . ذكره السعدي
وقيل جنته . ذكره الأشقر
ولا تعارض بين القولين فرحمة الله بعباده المؤمنين تشمل الدنيا والآخرة .


عناية الله تعالى بعباده المؤمنين - ك س
يدخل الله تعالى من يشاء من عباده في رحمته وذلك بأنيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها ثم يوم القيامة يدخلهم جنته .


أمل عبد الرحمن 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م 03:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 169361)
تلخيص تفسير سورة المدثر [ من الآية (18) إلى الآية (31) ]

تفسير قول الله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}

" المسائل التفسيرية "


سبب نزول الآيات ك
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
مناسبة الآية لما قبلها ك
ش
مرجع الضمير في { إنه } ك
معنى { فكر وقدر } ك س ش
بماذا فكر وقدر ك س ش
معنى { فقتل } ك ش
المقصود من التساؤل في الآية { كيف قدر } ش

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
المقصود ب { ثم نظر } ك س ش
معنى { عبس } ك س ش
معنى { بسر } ك س ش
المقصود من { أدبر واستكبر } ك س
مرجع اسم الاشارة { هذا } ك س ش
معنى { سحر يؤثر } ك س ش


تفسير قوله تعالى: {
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)

معنى { سأصليه } ك ش
المقصود من { سقر } ش
معنى الاستفهام في قوله تعالى {وما أدراك } ك
المقصود من قوله تعالى { لا تبقى ولا تذر } ك س
المقصود من قوله تعالى { لواحة للبشر } ك س ش
مرجع الضمير في { عليها } ك ش
المقصود ب { تسعة عشر } ك س ش
سبب نزول قوله تعالى { تسعة عشر } ك

تفسير قوله تعالى: {
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}

سبب نزول الآيات ك
الحكمة من جعل خزنة النار من الملائكة س ش
الحكمة من ذكر عدة خزنة جهنم ك س ش
المقصود بالفتنة في الآية ك س ش
أصناف الناس في تصديقهم لذكر عدة خزنة جهنم ك س ش
المقصود من قوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} ش س
مرجع الضمير في قوله تعالى { وما هي } ك س ش
الذكرى المراد تحقيقهامن الآيات ش س

" تلخيص أقوال المفسرين "

سبب نزول الآيات ك
نزلت في الوليد بن المغيرة المخزوميّ، أحد رؤساء قريشٍ -لعنه اللّه- رواه العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ .
وعن عكرمة: أنّ الوليد بن المغيرة جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ عليه القرآن، فكأنّه رقّ له. فبلغ ذلك أبا جهل بن هشامٍ، فأتاه فقال: أي عمّ، إنّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالًا. قال: لم؟ قال: يعطونكه، فإنّك أتيت محمّدًا تتعرض لما قبله. قال: قد علمت قريشٌ أنّي أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يعلم قومك أنّك منكرٌ لما قال، وأنّك كارهٌ له. قال: فماذا أقول فيه؟ فواللّه ما منكم رجلٌ أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجنّ، واللّه ما يشبه الّذي يقوله شيئًا من ذلك. واللّه إنّ لقوله الّذي يقول لحلاوةً، وإنّه ليحطّم ما تحته، وإنّه ليعلو وما يعلى. وقال: واللّه لا يرضى قومك حتّى تقول فيه. قال: فدعني حتّى أفكّر فيه. فلمّا فكّر قال: إنّ هذا سحرٌ يأثره عن غيره. رواه بن جرير ذكره بن كثير .

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
مناسبة الآية لما قبلها ك
الآيات تبين سبب الجزاء المذكور في الآية السابقة { سأرهقه صعودا } أي إنّما أرهقناه صعودًا لبعده عن الإيمان، لأنّه فكّر وقدّر .ذكره ابن كثير
مرجع الضمير في { إنه } ك ش
الوليد بن المغيرة
معنى { فكر وقدر } ك س ش
أي: تروّى ماذا يقول وهَيَّأَ الكلامَ في نفْسِه
بماذا فكر وقدر ك س ش فيم فكر وقدر؟
فكَّرَ في شأنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وكيف يقول قَولاً يُبْطِلُ به القرآن
معنى { فقتل } ك ش
أيْ: لُعِنَ وعُذِّبَ وهذا دعاء عليه
المقصود من التساؤل في الآية { كيف قدر } ش
أيْ: على أيِّ حالٍ قَدَّرَ ما قَدَّرَ مِن الكلامِ .

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
المقصود ب { ثم نظر } ك س ش
أي: أعاد النّظرة والتّروّي ذكره بن كثير
أيْ: بأيِّ شيءٍ يَدفعُ القرآنَ ويَقدَحُ فيه ذكره الأشقر ما المانع من جمع الجملتين؟
معنى { عبس } ك س ش
أي: قبض بين عينيه وقطّب ذكره ابن كثير
معنى { بسر } ك س ش
أيْ: كَلَحَ وجْهُه وتَغَيَّرَ
المقصود من { أدبر واستكبر } ك س
أي: تَوَلَّى وصرف عن الحق مستكبرًا عن الانقياد للقرآن. خلاصة ما ذكر ابن كثير والسعدي
مرجع اسم الاشارة { هذا } ك س ش
أي القرآن الكريم
معنى { سحر يؤثر } ك س ش
أي: هذا سحرٌ ينقله محمّدٌ عن غيره عمّن قبله ويحكيه عنهم .

تفسير قوله تعالى: {
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)

معنى { سأصليه } ك ش
أي: سأغمره فيها من جميع جهاته ذكره ابن كثير
المقصود من { سقر } ش المقصود بــ
سَقَرُ مِن أسماءِ النارِ ذكره الأشقر
معنى الاستفهام في قوله تعالى {وما أدراك ما سقر } ك
تهويلٌ لأمرها وتفخيمٌ له
المقصود من قوله تعالى { لا تبقى ولا تذر } ك س معنى..
أي: لا تُبْقِي مِن الشدَّةِ ولا على الْمُعَذَّبِ شيئاً إلاَّ وبَلَغَتْهُ فتأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي
المقصود من قوله تعالى { لواحة للبشر } ك س ش معنى ..
فيها قولان :
أي تَلُوحُ للناسِ جَهَنَّمُ حتى يَرَوْنَهَا عِيَانًا. ذكره الأشقر
وقيلَ: أيْ: مُغَيِّرَةٌ لوُجُوهِهم حتى تَسْوَدَّ .ذكره الأشقر والسعدي وابن كثير
وردت أقوال للسلف في تفسير الآية يحسن ذكرها
مرجع الضمير في { عليها } ك ش
أي نار جهنم
المقصود ب { تسعة عشر } ك س ش
فيها قولان :
تِسعةَ عشرَ مِن الملائكةِ هم خَزَنَتُها.
وقيلَ: تِسعةَ عشرَ صِنْفاً مِن أصنافِ الملائكةِ
أي: من مقدّمي الزّبانية، عظيمٌ خلقهم، غليظٌ خلقهم. خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
سبب نزول قوله تعالى { تسعة عشر } ك أسباب النزول تفصل كلها أول الملخص قبل المسائل التفسيرية.
- ( إنّ رهطًا من اليهود سألوا رجلًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن خزنة جهنّم. فقال: اللّه ورسوله أعلم. فجاء رجلٌ فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فنزل عليه ساعتئذٍ: {عليها تسعة عشر} فأخبر أصحابه ) رواه ابن أبي حاتم عن البراء ذكره ابن كثير

تفسير قوله تعالى: {
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}

سبب نزول الآيات ك
أسباب النزول تفصل كلها أول الملخص قبل المسائل التفسيرية.
- ردٌّ على مشركي قريشٍ حين ذكر عدد الخزنة، فقال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ فقال اللّه: {وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكةً} ذكره ابن كثير
الحكمة من جعل خزنة النار من الملائكة س ش
وذلكَ لشِدَّتِهم وقُوَّتِهم فمَن يُطيقُ الملائكةَ ومَن يَغلبُهم، وهم أَقْوَمُ خلْقِ اللهِ بحَقِّهِ، والغضَبِ له، وأَشَدُّهم بَأْساً، وأَقواهُم بَطْشاً . خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر
الحكمة من ذكر عدة خزنة جهنم ك س ش
اختبارًا منّ الله تعالى للنّاس فيضل به من يشاء ويهدي به من يشاء .خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر وابن كثير
المقصود بالفتنة في الآية ك س ش
فيها قولان :
أي : إلاَّ لعَذابِهم وعِقابِهم في الآخِرةِ، ولزيادةِ نَكَالِهم فيها، والعذابُ يُسَمَّى فِتنةً . ذكره السعدي
أو اختبارًا لهم
لنَعْلَمَ مَن يُصَدِّقُ ومَن يُكَذِّبُ. ذكره السعدي ووافقه الأشقر وابن كثير
أصناف الناس في تصديقهم لذكر عدة خزنة جهنم ك س ش
- أهْلَ الكتابِ يزداد يقينهم بالحق إذا وافَقَ الخبر ما عندَهم وطابقه فيزُولَ عنهم الرَّيْبُ والشَّكُّ في القرآن .
- المنافقون والكافرون يزدادوا شك وريبة ويتعجبون في ذكر ذلك تعجب المكذب المستهزئ
.
- المؤمنون يزدادوا إيمانًا وتصديقًا بيقينهم بحكمة كلام ربهم وبتصديقه لخبر أهل الكتاب .
الأولى أن تلحقي هذا الكلام بمسألته، وهي: الحكمة من جعل عدة حزنة جهنم تسعة عشر، لأن القرآن نفسه ذكر أن هذا الأمر لأجل كذا وكذا
، فنقول: الحكمة من جعل عدة الملائكة تسعة عشر
1- فتنة للذين كفروا: (ونذكر فيها القولين)
2- ليستيقن أهل الكتاب صدق القرآن:
3- زيادة لإيمان المؤمنين:
4-
إزالة للشك من قلوب المؤمنين والذين أوتوا الكتاب:
5- إظهارا لما تنطوي نفوس الكفار من الاستكبار والنفرة عن قبول الحق:
((وبالطبع كل سطر له تفسيره وتفصيله على نفس ترتيب الآية))


أيضا لم تتكلمي عن معنى قوله تعالى: {كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء}

المقصود من قوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} ش س ما يفيده قوله تعالى: {....
فيها قولان

أي وخَزَنَةُ النارِ وإنْ كانوا تِسعةَ عشرَ فلهم مِن الأعوانِ والجنودِ مِن الملائكةِ ما لا يَعلمُه إلا اللهُ سُبحانَه.
ذكره الأشقر
أي إنَّه لا يَعلَمُ جُنودَ ربِّكَ مِن الملائكةِ وغيرِهم {إِلاَّ هُوَ}. وهو الراجح ذكره السعدي ما الفرق بين القولين ومن رجح هذا القول؟

مرجع الضمير في قوله تعالى { وما هي }ك س ش
أيْ: وما سَقَرُ وما ذُكِرَ مِن عَددِ خَزَنَتِها . ذكره الأشقر

الذكرى المراد تحقيقها
من الآيات ش س
نْ يَتَذَكَّرَ بها البشَرُ ما يَنفَعُهم فيَفْعَلُونَه، وما يَضُرُّهم فيَتْرُكُونَه و مَوعظةً لهم، ليَعْلَموا كمالَ قُدرةِ اللهِ، وأنه لا يَحتاجُ إلى أعوانٍ وأنصارٍ . خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر


أحسنت بارك الله فيك

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 95/100

وفقكم الله

أمل عبد الرحمن 6 جمادى الآخرة 1436هـ/26-03-2015م 10:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 177015)

تلخيص تفسير سورة الإنسان [ من الآية (23) إلى الآية (31)

تفسيرقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْكَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَاللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّهَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًاثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَاشِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌفَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَإِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْعَذَابًا أَلِيمًا (31)}



" المسائل التفسيرية "


تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )
المقصد من الآية ك
مناسبة الآية لما بعدها س
فائدة التوكيد في الضمائر{ إنا نحن نزلنا }ش
المقصود من{ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا}ش
دلالة الآية على أن تنزيل القرآن كان مفرقا ش
الحكمة من تنزيل القرآن - س


تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )
مناسبة الآية لما قبلها - س ك
المخاطب بالآيات
المراد من{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} ك س ش
المقصود من{ آثما } ك س ش
المقصود من{ كفورا } ك س ش
الحكمة من النهى عن طاعة العصاة والكافرين - س ك
المراد من الآثم والكفور - ش


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) ومن اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )
مناسبة الآية لما قبلها س
المراد من الذكر س ش
المراد من الأمر بالسجود – س
تقييد الأمر المطلق في الآية {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } س
قيام الليل من أشرف العبادات وأحبها إلى الله تعالى


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )
مرجع الضمير في { هؤلاء } ك س ش
المقصود من { العاجلة } ك س ش
المعنى اللغوي ل {وَيَذَرُونَ} س
المقصود من{وَرَاءَهُمْ} س
المراد من { يومًا ثقيلا} ك س ك
سبب تسمية يوم القيامة ب{ ثقيلا } ش س
سمات أهل الدنيا المعرضين عن الآخرة - ك س ش

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )
المقصود من {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ } س ش
المقصود من{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} ك س ش
الدليل العقلي على البعث والجزاء - س

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )
مرجع الضمير في قوله تعالى {إنّ هذه} ك
معنى {سبيلا}ك س
المقصود من هَذِهِ التَذْكِرَةٌ - س
المراد من قوله تعالى { فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } ك ش

تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )
المراد من قوله تعالى {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه} ك س ش
مناسبة ذكر صفة العلم والحكمة مع المشيئة – ك
المراد ب { رحمته } س ش
عناية الله تعالى بعباده المؤمنين - ك س



" تلخيص أقوال المفسرين"

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )
المقصد من الآية ك
يمتن الله تعالى ويبين نعمته على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بما نزّله عليه من القرآن العظيم .


مناسبة الآية لما بعدها س هذه المسألة تذكر في الآية التالية حينما يعرف موضوع الآية يربط بما قبله ونقول: مناسبة الآية لما قبلها، لأني الآن لا أعرف ما الآية التالية.
لما ذكر الله تعالى تنزيل القرآن ومعلوم ما يشمله القرآن من شرائع وجب تنفيذها أمره بالصبر على ذلك .


فائدة التوكيد في الضمائر{ إنا نحن نزلنا }ش
زيادة التأكيد على أن القرآن منزل من عند الله تبارك وتعالى وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأتْ به كما يَدَّعِي الْمُشْرِكونَ .

المقصود من{ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا}ش
ما يفيده مجيء الفعل {نزلنا} على هذه الصيغة
أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً


دلالة الآية على أن تنزيل القرآن كان مفرقا ش مكررة
في قوله تعالى { نزلناه - تنزيلًا } دلالة على تنزيله مفرقاولم ينزل جُملةً واحدةً .


الحكمة من تنزيل القرآن - س من مقاصد إنزال القرآن
أن القرآن الكريم فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِالأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِ الله وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والأمر بالسَّعْيُ فيتَنْفِيذِها والصبر على ذلك .


تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )
مناسبة الآية لما قبلها - س ك أرأيت.. قد كررت المسألة أيضا وهذا غير مناسب.
لما ذكر الله تعالى إكرامه لرسوله صلى الله عليه وسلم بإنزال القرآن طلب منه الصبر على قضائه وقدره ، فالسعي في تنفيذ ما يشمله القرآن يحتاج منه صبر على ذلك .
المخاطب بالآيات كان يجب تقديم هذه المسألة في أول آية.
هو الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده من أمته .


المراد من{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} ك س ش متعلق الصبر، أو: معنى {حكم ربك}
أي: اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ،ومِن حُكْمِه وقَضائِه تَأخيرُ نَصْرِك إلى أجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكمتُه.


المقصود من{ آثما } ك س ش معنى ....
أي: فاعِلاً للمَعصيةً فاجرفي أفعاله . خلاصة قول السعدي والأشقر وابن كثير
المقصود من{ كفورا }ك س ش معنى ....
الكفور هو الكافر بقلبه الغالٍ (المعرف بالألف واللام لا ينون) في الكُفْرٍ . خلاصة قول السعدي والأشقر وابن كثير

الحكمة من النهى عن طاعة العصاة والكافرين - س ك
لأن طاعتهم لا بُدَّ أنْ تكونَ في المعاصي فهم لا يَأْمُرُونَ إلاَّ بما تَهْوَاهُ أنْفُسُهم ولأنهم يريدون أن يصدوا عن اتباع الحق والعمل بما أنزل الله .
المراد من الآثم والكفور - ش
قيل المقصود عُتبةُ بنُ رَبيعةَ والوليدُ بنُ الْمُغيرةِ؛ لأنهما قالا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ .
هذا سبب نزول يفصل أول الملخص.


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) ومن اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )
مناسبة الآية لما قبلها س
ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك .
معنى {بكرةً وأصيلا} ك س ش
أي: أول النّهار وآخره.

المراد من الذكر س ش يجب تقديم هذه المسألة عن السابقة كما هي في الآية.
قيل أي صَلِّ لرَبِّكَ أوَّلَ النهارِ وآخِرَه، فأوَّلُ النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخِرُه: صلاةُ العصْر . ذكره الأشقر
و المعنى شامل لأنواع العبادات فدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ ومايَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذهالأوقاتِ . ذكره السعدي


المراد من الأمر بالسجود - س
أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ. الإكثار من السجود لا يفهم من قوله تعالى: {فاسجد له} وإنما يفهم من قوله: {ليلا طويلا} ويمكنك التعبير عن المسألة بــ : معنى الآية.

تقييد الأمر المطلق في الآية {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } س
} تَقَدَّمَ تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً}الآيةَ


قيام الليل من أشرف العبادات وأحبها إلى الله تعالى
تكرار الأمر بهذه العبادة دلالة على شرفها وحب الله تعالى لها فقول الله تعالى{ومناللّيل فاسجد له وسبّحه ليلا طويلا} كقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةًلك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وكقوله: {يا أيّهاالمزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّلالقرآن ترتيلا} [المزّمّل: 1-4
[
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )
مرجع الضمير في { هؤلاء } ك س ش مرجع اسم الإشارة.
الكفّار والْمُكَذِّبِينَ للرسول صلى الله عليه وسلم ومن أشبههم في حبّ الدّنيا والإقبال عليها ، وترك الدّار الآخرة وراء ظهورهم .
المقصود من { العاجلة } ك س ش المقصود بــ
الدنيا
المعنى اللغوي ل {وَيَذَرُونَ}س
أي: يَتْرُكُونَ ويُهْمِلُون .
المقصود من {وَرَاءَهُمْ}س
أي: أمامَهم
المراد من { يومًا ثقيلا} ك س ك
يعني: يوم القيامة
سبب تسمية يوم القيامة ب{ ثقيلا } ش س
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ والذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ممَّا تَعُدُّونَ.
سمات أهل الدنيا المعرضين عن الآخرة - ك س ش
أنهم يحبون الدنيا ويقبلون عليها ويعرضون عن الآخرة فهم لا يَسْتَعِدُّونَ لها ولا يَعْبَؤُونَ بها وكأنَّهم ما خُلِقُوا إلاَّ للدنيا والإقامةِ فيها . خلاصة قول السعدي والأشقر وابن كثير

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )
المقصود من {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ } س ش معنى {شددنا أسرهم} وقبلها مسألة: معنى {خلقناهم}
أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم وشددنا أوصالهم بعضا إلى بعض بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَىالظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّما يُريدُه. خلاصة قول السعدي والأشقر .

المقصود من{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} ك س ش معنى ...
هناك عدة أقوال : بل قولان
الأول : وإذا شئنا بعثناهم يومالقيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا. وهذا استدلالٌ بالبداءة علىالرّجعة . قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحد ذكره ابن كثير ووافقه السعدي الاستدلال بالبداءة على الرجعة ليس من هذا القول وإنما من الآية ككل، ويفصل في مسألة مستقلة تحت عنوان: دلالة الآية على البعث.
الثاني : وإذاشئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم أطوع لله منهم وذلك في الدنيا، كقوله: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} قاله ابن زيدٍ وابن جريرٍ ذكره بن كثير ووافقه الأشقر .


الدليل العقلي على البعث والجزاء س نعم هذه المسألة التي قصدت قبل قليل.
اسْتَدَلَّ الله تعالى عليهم وعلى بَعثِهم بدليلٍ عَقْلِيٍّ، وهو دليلُ الابتداءِ فقالَ {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ}؛أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ ،فالذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِإلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولايُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )
مرجع الضمير في قوله تعالى {إنّ هذه} ك مرجع اسم الإشارة
يعني: هذه السّورة
معنى {سبيلا}ك س
أي طريقًا ومسلكًا
المقصود من هَذِهِ التَذْكِرَةٌ - س
أي: يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ، فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثميُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم .
المراد من قوله تعالى { فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } ك ش معنى الآية، أو: المقصود بالسبيل، أو: كيف يُتخذ السبيل إلى الله؟
أي: من شاء اهتدى بالقرآن بالإيمان والطاعة ، كقوله: {وماذا عليهم لو آمنوا باللّه واليوم الآخر وأنفقوا ممّا رزقهم اللّه وكان اللّه بهم عليمًا} خلاصة قول ابن كثير والأشقر

تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )
المراد من قوله تعالى {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه} ك س ش معنى الآية، أو نقول: دلالة الآية على أن للعبد مشيئة لكنها لا تخرج عن مشيئة الله.
أي: لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولايدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا إلا بمشيئة الله تعالى فإن مشيئة الله نافذة والأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك . خلاصة قول السعدي والأشقر وابن كثير .


مناسبة ذكر صفة العلم والحكمة مع المشيئة – ك
أن الله تعالى عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض لهأسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالّ، فله الحكمة البالغة والحجّةالدّامغة سبحانه .
المراد ب { رحمته } س ش معنى الدخول في الرحمة

قيل هدايته وتوفيقه لأسباب السعادة . ذكره السعدي
وقيل جنته . ذكره الأشقر
ولا تعارض بين القولين فرحمة الله بعباده المؤمنين تشمل الدنيا والآخرة . ولا تعارض لأن الجنة هي منتهى رحمة الله.


عناية الله تعالى بعباده المؤمنين - ك س
يدخل الله تعالى من يشاء من عباده في رحمته وذلك بأنيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها ثم يوم القيامة يدخلهم جنته . هذا هو جمع القولين السابقين في معنى الدخول في الرحمة وليس مسألة جديدة.




أحسنت، بارك الله فيك
ونأمل مزيد عناية بصياغة عناوين المسائل
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 11/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 91 %
وفقك الله

الشيماء وهبه 26 جمادى الآخرة 1436هـ/15-04-2015م 08:59 AM

تلخيص تفسير صدر سورة العنكبوت من كتاب الفوائد لابن القيم

المقصد من الرسالة :

بيان سنة الله تعالى في ابتلاء عباده المؤمنين والحكمة من ذلك .

أصناف الناس في إجابة الرسل :

الصنف الأول :
أن يقول آمنا بالله ورسله .
سنة الله تعالى في ذلك :
أن يبتليه ويختبره

مادة الابتلاء :

معاداة أهل الكفر له وإيذائه ، وابتلاؤه بما يؤلمه .
الحكمة من هذا :
ليبيبن الله تعالى الصادق من الكاذب .
العاقبة :
يحصل للمؤمن الألم في بد من الدّنيا ابتداء ثمّ تكون له العاقبة في الآخرة والنعيم الدائم .

- الصنف الثاني :
أن لا يقول: آمنا ويكذب بالرسل و يستمر على عمل السّيّئات.

سنة الله تعالى في ذلك :
أن يرسل الرّسل إلى الخلق، فيكذبهم النّاس ويؤذونهم، قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوّاً شياطين الإنس والجنّ}، وقال تعالى: {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلّا قالوا ساحرٌ أو مجنون}، وقال تعالى: {ما يقال لك إلّا ما قد قيل للرّسل من قبلك}.
فلا يحسب الكافر أنه يسبق الرب لتجربته فإنَّ أحدا لن يعجز الله تعالى .
الحكمة من هذا :
إقامة الحجة على الكافرين بكفرهم وتكذيبهم للرسل .
العاقبة :
الكافر تحصل له النّعمة ابتداء، ثمّ يصير في الألم وتلزمه عقوبة أعظم وأدوم في الآخره .

أصناف الناس في الابتلاء :
الصنف الأول :
منهم من يصبر ويتحمل الأذي والألم ويكون من الشاكرين فينال بهذا التمكين والعاقبة الحسنة

ودليل ذلك : سأل رجل الشّافعي، فقال يا أبا عبد الله: أيّما أفضل للرجل أن يمكّن أو يبتلي؟
فقال الشّافعي: (لا يمكّن حتّى يبتلى)
فإن الله ابتلي نوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلمّا صبروا مكّنهم

الصنف الثاني :
صنف لا يصبر ولا يثبت
بل يطيش بجهله وسرعة تقلب قلبه وخوفه بطش الناس وآذاهم فيوافق الكافرين ويطاوعهم ثمّ قد يتسلطون هم أنفسهم عليه فيهينونه ويعاقبونه أضعاف ما كان يخافهم من البداية .
أمثلة لأنواع الابتلاء :
الإنسان مدني بالطبع لا بد له من أن يعيش مع النّاس والنّاس لهم إرادات وتصورات يطلبون منه أن يوافقهم عليها، وإن لم يوافقوهم آذوه وعذبوه، كقوم يريدون الفواحش والظّلم ولهم أقوال باطلة في الدّين، أو شرك فهم مرتكبون بعض ما ذكره الله من المحرمات في قوله تعالى: {قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ وأن تشركوا باللّه ما لم ينزّل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، وهم في مكان مشترك كدار جامعة أو رباط أو قرية فيها غيرهم وهم لا يتمكنون ممّا يريدون إلّا بموافقة ألئك أو بسكوتهم عن الإنكار عليهم فيؤذونهم لينالوا ذلك.

الواجب في مواجهة ذلك :
- من هداه الله وأرشده امتنع من فعل المحرم وصبر على أذاهم وعداوتهم ثمّ تكون له العاقبة في الدّنيا والآخرة كما جرى للرسل وأتباعهم مع من آذاهم وعاداهم؛ مثل المهاجرين في هذه الأمة، ومن ابتلي من علمائها وعبادها وتجارها وولاتها.
- وقد يجوز في بعض الأمور إظهار الموافقة وإبطان المخالفة كالمكره على الكفر .
- وإن أجابهم فهم أنفسهم يتسلطون عليه فيهينونه ويؤذونه أضعاف ما كان يخافه، وإلّا عذب بغيرهم؛
كما في حديث عائشة الّذي بعثت به إلى معاوية -ويروى موقوفا ومرفوعًا-: (من أرضى الله بسخط النّاس كفاه الله مؤنة النّاس) وفي لفظ: (رضي الله عنه وأرضى عنه النّاس ومن أرضى النّاس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا)، وفي لفظ: (عاد حامده من النّاس ذامّا).
إذ المقصود هنا أنه لا بد من الابتلاء بما يؤذي النّاس فلا خلاص لأحد ممّا يؤذيه البتّة.


دلائل حكمة الله تعالى من ابتلاء المؤمنين :

- لا بد أن يبتلى الإنسان بما يسره وبما يسوؤه؛ فهو محتاج إلى أن يكون صابرًا شكورًا، قال تعالى: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيّهم أحسن عملاً}، وقال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات لعلّهم يرجعون}، وقال تعالى: {فإمّا يأتينّكم منّي هدىً فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.

- ليبين الصادق من الكاذب قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين} آل عمران و في البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ}.

- أن النّفس لا تزكو وتصلح حتّى تمحص بالبلاء كالذهب الّذي لا يخلص جيده من رديئه حتّى يفتن في كير الامتحان .

فوائد :
النّفس جاهلة ظالمة وهي منشأ كل شرّ يحصل للعبد؛ فلا يحصل له شرّ إلّا منها قال تعالى: {ما أصابك من حسنةٍ فمن اللّه وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك}، وقال تعالى: {أو لما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم}، وقال: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثيرٍ}، وقال تعالى: {ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال} وقد ذكر عقوبات الأمم من آدم إلى آخر وقت وفي كل ذلك يقول إنّهم ظلموا أنفسهم؛ فهم الظّالمون لا المظلومون .

وقد عرف ذلك :
أبواهم : {
قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}
والسّلف كقول أبي بكر وعمر وابن مسعود: (أقول فيها برأبي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشّيطان والله ورسوله بريئان منه).
وفي الحديث الإلهي حديث أبي ذر الّذي يرويه الرّسول عن ربه عز وجل: (يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم ثمّ أوفيكم إيّاها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلّا نفسه).
وفي الحديث الصّحيح حديث سيد الاستغفار: (أن يقول العبد اللّهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شرّ ما صنعت وأبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت من قالها إذا أصبح موقنا بها فمات من يومه دخل الجنّة ومن قالها إذا أمسى موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنّة).
وفي حديث أبي بكر الصّديق من طريق أبي هريرة وعبد الله بن عمرو: أن رسول الله علّمه ما يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه: (اللّهمّ فاطر السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا اله إلّا أنت أعوذ بك من شرّ نفسي وشر الشّيطان وشركه وان أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم؛ قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك).
وكان النّبي يقول في خطبته: (الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا).
خطر الجهل :

قال النّبي: (إنّي آخذ بحجزكم عن النّار وأنتم تهافتون تهافت الفراش)؛ شبَّههم بالفراش لجهله وخفة حركته، وهي صغيرة النّفس فإنّها جاهلة سريعة الحركة.
وفي الحديث: (مثل القلب مثل ريشة ملقاة بأرض فلاة)، وفي حديث آخر: (للقلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا) ومعلوم سرعة حركة الريشة والقدر مع الجهل، ولهذا يقال لمن أطاع من يغويه أنه استخفّه؛ قال عن فرعون: إنّه استخف قومه فأطاعوه، وقال تعالى: {فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ ولا يستخفّنّك الّذين لا يوقنون}؛ فإن الخفيف لا يثبت بل يطيش،
فائدة اليقين :
صاحب اليقين ثابت يقال: أيقن إذا كان مستقرًّا، واليقين: استقرار الإيمان في القلب علما وعملا؛ فقد يكون علم العبد جيدا، لكن نفسه لا تصبر عند المصائب، بل تطيش.
قال الحسن البصريّ: (إذا شئت أن ترى بصيرًا لا صبر له رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرًا لا بصيرة له رأيته؛ فإذا رأيت بصيرًا صابرًا فذاك).
قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.


أمل عبد الرحمن 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م 10:59 AM

اقتباس:


قال الله تبارك وتعالى { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص 83

جاءت تلك الآية عقب ذكر الله تعالى قصة قارون وما آتاه الله من نعيم الدنيا وما ختم له فيها بخسف داره وملكه وسلطانه و((في)) الآخرة أشد عذابًا وأبقى نسأل الله العافية .
وابتدىء الكلام باسم الإشارة لتشويق السامع لمعرفة المشار إليه .
والدار الآخرة هي الجنة التى قال الله تبارك وتعالى في وصفها في الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم ولفظه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر). وفي بعض رواياته: (ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل).

والدار هي محل السكنى ووصفت بالآخرة لأنها الدائمة التى لا دار بعدها وقد ذكرت الجنة هنا بهذا الاسم لمناسبة ذكر دار قارون التى خسف الله بها الأرض لمقابلة تلك الدار الزائلة بالدار الخالدة ،

والدنيا مهما بلغ المرء فيها من النعيم لا يساوي مثقال ذرة من نعيم الآخرة عن سهل بن سعد – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء .وقال الله تبارك وتعالى {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }

فتأمل نعيم الدنيا بكل ما فيها وقدر ما يحصل المرء من لذاتها لا يساوى شيئًا مقابل نعيم الآخرة ومقابل غمسة واحدة في نار جهنم ففي صحيح مسلم من حديث أنس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة واحدة ويقال له يابن آدم هل رأيت نعيمًا قط ؟ هل رأيت خيرًا قط ؟هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول لا والله ما رأيت نعيم قط ولا رأيت خير قط
أنساه شقاء العذاب كل نعيم ورخاء ولذلك فسيتمنى الكافر أن ينجو من عذاب النار ولو قدم لله ملء الأرض ذهباً كما قال الله تبارك وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ }[آل عمران:91]

تلك الدار الآخرة ، الجنة ، منتهى النعيم الذي لا يفنى ، يجعلها الله تعالى لمن ؟

{ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا }

والعلو في الأرض هو التكبر عن الحق وعلى الخلق وهو الطغيان في الأعمال وقال الكلبي، ومقاتل: استكباراً عن الإيمان، وقال عطاء: علواً أي استطالة على الناس وتهاوناً بهم. وقال الحسن: لم يطلبوا الشرف والعز عند ذي سلطان.

والكبر من الأخلاق الرذيلة التى يبغضها الله تبارك وتعالى قال الله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.(لقمان

) وكذا قوله تعالى { لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} النحل

والكبر سبب طرد ابليس من رحمة ربه قال الله تعالى{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }الأعراف

ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر كما ذكر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أصل كل الشرور وسبب كل طغيان وفي مقابله التواضع والخضوع للحق وما تواضع عبد لله إلا رفعه الله وزاده عزًا وشرفا وما تكبر عبد إلا أعقبه الله ذلًا وهوانًا

وكيف يتكبر من عرف أصل خلقته وعلم فقره وضعفه مقابل غنى ربه خالقه وكيف يتكبر من علم تقلب الأيام والأحوال وأن كل ذلك بيد الملك { قلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

والفساد )) والفساد : ضد الصلاح ، وهو كل فعل مذموم في الشريعة أو لدى أهل العقول الراجحة و قال الكلبي: هو الدعاء إلى عبادة غير الله. وقال عكرمة: أخذ أموال الناس بغير حق. وقال ابن جريج ومقاتل والثوري: العمل بالمعاصي وقيل هوقتل الأنبياء والمؤمنين وانتهاك حرمتهم .ولا خلاف في تلك المعاني فكلها يكمل بعضها بعضا وهي أمثلة لأنواع العمل بالفساد في الأرض

ومعنى{ لا يريدون }كناية عن أنهم لا يفعلون ،فهم ليس لهم إرادة في ذلك فكيف إذا يعملون على الإفساد والعلو في الأرض والتكبر على الخلق ،و لزم في مقابل ذلك، أن تكون إرادتهم مصروفة إلى اللّه، وقصدهم الدار الآخرة، وحالهم التواضع لعباد اللّه، والانقياد للحق والعمل الصالح وهؤلاء هم المتقون الذين جعل الله العاقبة لهم .

قال الله تعالى {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

وَالْعَاقِبَةُ أي حالة الفلاح والنجاح، التي تستقر وتستمر

"والعاقبة للمتقين"، أي: العاقبة المحمودة لمن اتقى عقاب الله بأداء أوامره واجتناب معاصيه.وقال قتادة: الجنة للمتقين. .

وفي معنى التقوى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (( التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ،والإستعداد ليوم الرحيل )).

و قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى : (( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ )) (آل عمران :102)
قال :أن يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.
وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات ومعنى ذكره فلا ينسي ذكر العبد بقلبه لأوامرالله في حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها .

وقال طلق بن حبيب رحمه الله :التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام فإن الله قد بين للعباد الذي يصيرهم إليه فقال : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) فلا! تحقرن شيئامن الخير أن تفعله ولا شيئا من الشر أن تتقيه.


ولهذا علم من هذا الحصر في الآية الكريمة، أن الذين يريدون العلو في الأرض، أو الفساد، ليس لهم في الدار الآخرة، نصيب فليتأمل عباد الله تلك المعان ولينظر كل منا في قلبه وإراداته وما يحب وما يطمع
فقد يبدو من مظهرك وسعيك يا طالب العلم أنك تريد الدار الآخرة ولكن قلبك يريد بهذا العلم الظهور والتفوق على الأقران
وآخر يريد أن يكون أفضل من جاره في المال والولد وآخر يريد الجاه والسلطان وأن يسوس الناس عبيد له
ولقد علم أن الطريق إلى الله تعالى يقطع بالقلوب لا بالأبدان ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )).
فوجب على المؤمن الساع لله والدار الآخرة أن يكون همه رضا ربه ولا يكون همه الغنى والعلو في الأرض ولا يطمع في الدنيا بل يأخذ منها قدر حاجته وكفايته وأن يريد الخير بعباد الله فيحمل في قلبه حب الخير للخلق جميعًا ولا يعنى ذلك عدم السعي في الدنيا والعمل وبذل الأسباب بل كل ميسر لما خلق له وعلى المرء السعي والكسب ابتغاء رضوان الله وابتغاء الإنفاق في سبل الخيرات وفي هذا فليتنافس المتنافسون .
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين
________________________________________________
تفسير القرآن العظيم ، يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ- جمهرة العلوم
معانى القرآن ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) .جمهرة العلوم
تفسير ابن كثير - برنامج آيات
تفسير السعدي - برنامج آيات
تفسير ابن عاشور - برنامج آيات
تفسير البغوي - برنامج آيات

بارك الله فيك وأحسن إليك
ومقصد الرسالة واضح جدا بارك الله فيك، وقد استوفيت مسائلها وأحسنت الاستشهاد بالآيات والأحاديث وأقوال السلف.
لكن أجد المقام يتسع لمزيد تفصيل.
فالكلام عن الجنة مثلا مختصر جدا، لا نجده يترك أثرا كبيرا في نفس القاريء أو السامع لسرعة تجاوز هذه المسألة المهمة.
والكلام عن الكبر والفساد أيضا كذلك، والواجب التفصيل في بيان ذم هاتين الخصلتين والآثار المترتبة على وجودهما في الأمة مع ضرورة الاستشهاد لذلك بما ورد عنهما في القرآن والسنة من نماذج قد جعلها الله عبرة.
ولو وقفت مع قصة قارون نفسها لكان في ذلك إثراء جيدا لرسالتك.
وفي المقابل يجب الوقوف مليا مع ضد هاتين الخصلتين وهما التواضع والإصلاح وبيان فضيلتهما في الناس، مع ضرورة التمثيل لهما بما جاء في القرآن والسنة وآثار السلف وما أكثر هذه النماذج، لأن ذم خصلة معينة يتضمن مدح ضدها والحث عليها.
فهذا فقط ما يلاحظ على الرسالة غياب الأمثلة والتي لها أكبر الأثر في إيضاح مقصد الرسالة وتأثيرها في نفس السامع.
أما الكلام على مسألة التقوى فليس شرطا أن يكون فيه توسع لأن المسألة في ذاتها كبيرة جدا، لكن يكتفى بما يتصل مباشرة بمقصد الرسالة وهو ذم الكبر والإفساد في الأرض فإن تركهما من التقوى، والله أعلم.
التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 16
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 90 %
وفقك الله

الشيماء وهبه 16 شعبان 1436هـ/3-06-2015م 01:38 AM

تلخيص رسالة تفسير

قوله تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء }

مقاصد الرسالة :


- إثبات الخشية للعلماء
- نفي الخشية عن غيرهم
- نفى العلم عن غير أهل الخشية
- بيان تواتر الأحاديث والآثار على إثبات ذلك


تلخيص المقاصد :


أولًا : إثبات الخشية للعلماء
قد اتفق جمهور العلماء على ذلك لأن صيغة إنما تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتفاق لأن خصوصية إن إفادة التوكيد .


ثانيًا : نفي الخشية عن غير العلماء
دلالة ذلك من صيغة " إنما " وإن " ما " هي الكافة ، فإذا دخلت " ما " الكافة على " إن " أفادت الحصر
وهذه هو الصحيح عند بعض العلماء عن جمهور الناس .


من قال بهذا القول :
القاضي وابن عقيل والحلواني والشيخ موفق الدين وفخر الدين إسماعيل بن علي
وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامد وأبي الطيب والغزالي والهراسي
وقول طائفة من الحنفية كالجرجاني
وكثير من المتكلمين كالقاضى أبي بكر وغيره
وكثير من النحاة وقد حكاه أبو علي كما ذكر الرازي عن النحاة جملة ولكن اختلفوا في دلالتها على النفي .


اختلاف النحاة على دلالة النفي
اختلفوا على قولين :
الأول : هو بطريق المنطوق
قاله القاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المني والشيخ موفق الدين " إن دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء " وهو قول أبي حامد وأبي الطيب من الشافعية والجرجاني من الحنفية .
الثاني : هو بطريق المفهوم
قال به القاضي في قوله الآخر وابن عقيل والحلواني وهو قول كثير من الحنفية والمتكلمين
واختلفوا هل دلالتها على النفي بطريق النص أو الظاهر
وأصحاب هذا القول على قسمين :
- منهم من لا يرى كون المفهوم حجة بالكلية كالحنفية ومن وافقهم من المتكلمين
- ومنهم من يراه حجة في الجملة ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنه لا مفهوم لها
وحجتهم في ذلك ورودها لغير الحصر كثير جدًا مثل قوله تعالى {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة".وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون "


القول الصحيح في دلالة " إنما "
الصحيح في ذلك أنها تدل على الحصر وأدلة ذلك :
1- أن ذلك معلوم بالضرورة من لغة العرب ومثل قوله تعالى {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}
2- أن " إن " تفيد توكيد الكلام و "ما " الزائدة تقوى هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام


3- أن "إن" المكفوفة ب " ما " استعملت في الحصر فصارت حقيقة عرفية فيه وهذا القول ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهوقولٌ حكاه غيره في المسألة.


4- وأما قوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم}.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما الربا في النسيئة"، و"إنّما الشهر تسع وعشرون "

فيقال: معلومٌ من كلام العرب أنّهم ينفون الشيء في صيغ الحصر وغيرها تارةًلانتفاء ذاته وتارةً لانتفاء فائدته ومقصوده، ويحصرون الشيء في غيره تارةًلانحصار جميع الجنس فيه وتارةً لانحصار المفيد أو الكامل فيه، ثمّ إنهمتارة يعيدون النفي إلى المسمّى وتارةً إلى الاسم وإن كان ثابتًا في اللغةإذا كان المقصود الحقيقيّ بالاسم منتفيا عنه ثابتًا لغيرهكقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والاٍنجيل وما أنزل إليكم مّن رّبكم}، فنفى عنهم مسمّى الشيء مع أنّه في الأصل شامل لكلّ موجودٍ من حق وباطلٍكما كان ما لا يفيد ولا منفعة فيه يؤول إلى الباطل الذي هو العدم فيصيربمنزلة المعدوم بل قد يكون أولى بالعدم من المعدم المستمر عدمه لأنه قديكون فيه ضررٌ فمن قال الكذب فلم يقل شيئًاولم يعمل ما ينفعه بل ما يضرّه لم يعمل شيئا، ولهذا لمّا سئل النبيّ - صلىالله عليه وسلم - عن الكفار فقال: "ليسوا بشيء".

ويقول أهل الحديث عن بعض الرواة المجروحين والأحاديث الواهية: "ليس بشيءٍ "إذا لم يكن مما ينتفع به في الرواية لظهور كذبه عمدًا أو خطأ، ويقال أيضًالمن خرج عن موجب الإنسانية في الأخلاق ونحوها: هذا ليس بآدميّ ولا إنسانٍوما فيه إنسانية، ومنه قول النّسوة في يوسف عليه السلام: {ما هذا بشرًا إن هذا إلاّ ملكٌ كريمٌ}.


5- أما قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، وقوله: {إنّما أًنت منذرٌ}.
ونحو ذلك، فالجواب عنه أن يقال: الحصر تارةً يكون عامًا كقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}، ونحو ذلك.
وتارةً يكون خاصًّا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر أن ينفي عن الأوّل كل ما سوى الثاني مطلقًا، بل قد ينفي عنه ما يتوهم أنه ثابتٌ له من ذلك النوع الذي أثبت له في الكلام.
فقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، فيه نفي تعدد الإلهيّة في حقّه سبحانه وأنّه لا إله غيره، ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية.


فهذا وجه إفادتها الحصر في هذه الآية على القول المشهور وهو "إنما" في قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}، هي الكافة.
وأما على قول من جعلها موصولةًفتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إنالذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضيالعموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكونالخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى حصر المبتدأ في الخبر،ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر.



ثالثاً: نفي العلم عن غير أهل الخشية
وذلك من جهة الحصر أيضًا وهو من حصر الثاني في الأول ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله أن يكون الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين مثل قوله تعالى: {إنّما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب}، و{إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدًا وسبّحوا بحمد ربّهم وهم لا يستكبرون (15) تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
قال: وكذلك الحصر في هذه الآية أعني قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.



رابعًا : بيان تواتر الأحاديث والآثار على إثبات ذلك


1- أن من خشى الله وأطاعه وامتثل أمره واجتنب نواهيه فهو عالم
-عن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- وروى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ
- عن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- ذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
- عن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".


- سئل سعد بن إبراهيم -: من أفقه أهل المدينة؟
قال: "أتقاهم لربّه ".
- وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟
فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".


2- أنه لا يخشى الله إلا العلماء فمن لم يخش الله فهو جاهل ليس بعالم
- عن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً"
- عن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
- ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.


3- سمات العلماء الذين يخشون ربهم
- عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
- وعن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم منعمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم.
يجلسون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا،حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غير ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللّه عزّ وجلّ ".


- عن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه ".
- قال الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ".
- وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟
قال: الذين يعملون بما يعلمون ".


5- من عصى الله فهو جاهل
- قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".


- وعن قتادة قال: "أجمع أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على أنّ كلّ من عصى ربّهفهو جاهلٌ جهالةً، عمدًا كان أو لم يكن، وكلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ ".


- وقال مجاهدٌ: "من عمل ذنبًا من شيخأو شابٍ فهو بجهالةٍ"، وقال أيضًا: "من عصى ربّه فهو جاهلٌ حتى ينزع عنمعصيته "، وقال أيضًا: "من عمل سوءًا خطأً أو إثمًا فهو جاهلٌ حتى ينزع منه ".
وقال أيضًا هو وعطاء: "الجهالة: العمد".
رواهنّ ابن أبي حازمٍ وغيره، وقال: وروي عن قتادة، وعمرو بن مرة، والثوريّ نحو ذلك.


- -وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".


6- سبب ملازمة الخشية للعالم ونفيها عن غيره
1- أنالعلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمةوالجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية،وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي،وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"
2- أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وممايترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّهواطّلاعه كلّ هذا يوجبالخشية وإنما يقع فيالمحظورات من غفل عن استحضار هذه الأمور .


3 - أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا أي ليس علم في الحقيقة و روي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم-: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".
4 - أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه لهو تفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.


5 - أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلايفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل.
7- أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً" ولا يعرف حقيقة ذلك إلا العالم .


8- أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ منالأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمر بعكس باطنه، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}.


أمل عبد الرحمن 17 شعبان 1436هـ/4-06-2015م 02:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 207003)
تلخيص رسالة تفسير
قوله تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء }

مقاصد الرسالة :


- إثبات الخشية للعلماء
- نفي الخشية عن غيرهم
- نفى العلم عن غير أهل الخشية
- بيان تواتر الأحاديث والآثار على إثبات ذلك


تلخيص المقاصد :


أولًا : إثبات الخشية للعلماء
قد اتفق جمهور العلماء على ذلك لأن صيغة إنما تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتفاق لأن خصوصية إن إفادة التوكيد .


ثانيًا : نفي الخشية عن غير العلماء
دلالة ذلك من صيغة " إنما " وإن " ما " هي الكافة ، فإذا دخلت " ما " الكافة على " إن " أفادت الحصر
وهذه هو الصحيح عند بعض العلماء عن جمهور الناس .


من قال بهذا القول :
القاضي وابن عقيل والحلواني والشيخ موفق الدين وفخر الدين إسماعيل بن علي
وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامد وأبي الطيب والغزالي والهراسي
وقول طائفة من الحنفية كالجرجاني
وكثير من المتكلمين كالقاضى أبي بكر وغيره
وكثير من النحاة وقد حكاه أبو علي كما ذكر الرازي عن النحاة جملة ولكن اختلفوا في دلالتها على النفي .


اختلاف النحاة على دلالة النفي
اختلفوا على قولين :
الأول : هو بطريق المنطوق
قاله القاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المني والشيخ موفق الدين " إن دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء " وهو قول أبي حامد وأبي الطيب من الشافعية والجرجاني من الحنفية .
الثاني : هو بطريق المفهوم
قال به القاضي في قوله الآخر وابن عقيل والحلواني وهو قول كثير من الحنفية والمتكلمين
واختلفوا هل دلالتها على النفي بطريق النص أو الظاهر
وأصحاب هذا القول على قسمين :
- منهم من لا يرى كون المفهوم حجة بالكلية كالحنفية ومن وافقهم من المتكلمين
- ومنهم من يراه حجة في الجملة ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنه لا مفهوم لها
وحجتهم في ذلك ورودها لغير الحصر كثير جدًا مثل قوله تعالى {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة".وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون "


القول الصحيح في دلالة " إنما "
الصحيح في ذلك أنها تدل على الحصر وأدلة ذلك :
1- أن ذلك معلوم بالضرورة من لغة العرب ومثل قوله تعالى {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}
2- أن " إن " تفيد توكيد الكلام و "ما " الزائدة تقوى هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام
3- أن "إن" المكفوفة ب " ما " استعملت في الحصر فصارت حقيقة عرفية فيه وهذا القول ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهوقولٌ حكاه غيره في المسألة.
4- وأما قوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم}.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما الربا في النسيئة"، و"إنّما الشهر تسع وعشرون "

فيقال: معلومٌ من كلام العرب أنّهم ينفون الشيء في صيغ الحصر وغيرها تارةًلانتفاء ذاته وتارةً لانتفاء فائدته ومقصوده، ويحصرون الشيء في غيره تارةًلانحصار جميع الجنس فيه وتارةً لانحصار المفيد أو الكامل فيه، ثمّ إنهمتارة يعيدون النفي إلى المسمّى وتارةً إلى الاسم وإن كان ثابتًا في اللغةإذا كان المقصود الحقيقيّ بالاسم منتفيا عنه ثابتًا لغيرهكقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والاٍنجيل وما أنزل إليكم مّن رّبكم}، فنفى عنهم مسمّى الشيء مع أنّه في الأصل شامل لكلّ موجودٍ من حق وباطلٍكما كان ما لا يفيد ولا منفعة فيه يؤول إلى الباطل الذي هو العدم فيصيربمنزلة المعدوم بل قد يكون أولى بالعدم من المعدم المستمر عدمه لأنه قديكون فيه ضررٌ فمن قال الكذب فلم يقل شيئًاولم يعمل ما ينفعه بل ما يضرّه لم يعمل شيئا، ولهذا لمّا سئل النبيّ - صلىالله عليه وسلم - عن الكفار فقال: "ليسوا بشيء".

ويقول أهل الحديث عن بعض الرواة المجروحين والأحاديث الواهية: "ليس بشيءٍ "إذا لم يكن مما ينتفع به في الرواية لظهور كذبه عمدًا أو خطأ، ويقال أيضًالمن خرج عن موجب الإنسانية في الأخلاق ونحوها: هذا ليس بآدميّ ولا إنسانٍوما فيه إنسانية، ومنه قول النّسوة في يوسف عليه السلام: {ما هذا بشرًا إن هذا إلاّ ملكٌ كريمٌ}.


5- أما قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، وقوله: {إنّما أًنت منذرٌ}.
ونحو ذلك، فالجواب عنه أن يقال: الحصر تارةً يكون عامًا كقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}، ونحو ذلك.
وتارةً يكون خاصًّا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر أن ينفي عن الأوّل كل ما سوى الثاني مطلقًا، بل قد ينفي عنه ما يتوهم أنه ثابتٌ له من ذلك النوع الذي أثبت له في الكلام.
فقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، فيه نفي تعدد الإلهيّة في حقّه سبحانه وأنّه لا إله غيره، ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية.


فهذا وجه إفادتها الحصر في هذه الآية على القول المشهور وهو "إنما" في قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}، هي الكافة.
وأما على قول من جعلها موصولةًفتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إنالذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضيالعموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكونالخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى حصر المبتدأ في الخبر،ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر.



ثالثاً: نفي العلم عن غير أهل الخشية
وذلك من جهة الحصر أيضًا وهو من حصر الثاني في الأول ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله أن يكون الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين مثل قوله تعالى: {إنّما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب}، و{إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدًا وسبّحوا بحمد ربّهم وهم لا يستكبرون (15) تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
قال: وكذلك الحصر في هذه الآية أعني قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.



رابعًا : بيان تواتر الأحاديث والآثار على إثبات ذلك


1- أن من خشى الله وأطاعه وامتثل أمره واجتنب نواهيه فهو عالم
-عن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- وروى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ
- عن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- ذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
- عن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".


- سئل سعد بن إبراهيم -: من أفقه أهل المدينة؟
قال: "أتقاهم لربّه ".
- وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟
فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".


2- أنه لا يخشى الله إلا العلماء فمن لم يخش الله فهو جاهل ليس بعالم
- عن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً"
- عن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
- ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.


3- سمات العلماء الذين يخشون ربهم
- عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
- وعن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم منعمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم.
يجلسون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا،حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غير ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللّه عزّ وجلّ ".


- عن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه ".
- قال الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ".
- وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟
قال: الذين يعملون بما يعلمون ".


5- من عصى الله فهو جاهل
- قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".


- وعن قتادة قال: "أجمع أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على أنّ كلّ من عصى ربّهفهو جاهلٌ جهالةً، عمدًا كان أو لم يكن، وكلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ ".


- وقال مجاهدٌ: "من عمل ذنبًا من شيخأو شابٍ فهو بجهالةٍ"، وقال أيضًا: "من عصى ربّه فهو جاهلٌ حتى ينزع عنمعصيته "، وقال أيضًا: "من عمل سوءًا خطأً أو إثمًا فهو جاهلٌ حتى ينزع منه ".
وقال أيضًا هو وعطاء: "الجهالة: العمد".
رواهنّ ابن أبي حازمٍ وغيره، وقال: وروي عن قتادة، وعمرو بن مرة، والثوريّ نحو ذلك.


- -وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".


6- سبب ملازمة الخشية للعالم ونفيها عن غيره
1- أنالعلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمةوالجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية،وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي،وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"
2- أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وممايترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّهواطّلاعه كلّ هذا يوجب الخشية وإنما يقع في المحظورات من غفل عن استحضار هذه الأمور .


3 - أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا أي ليس علم في الحقيقة و روي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم-: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".
4 - أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه لهو تفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.


5 - أنّ كل ما علم علمًا تامًّا جازمًا بانّ فعل شيئًا يضرّه ضررًا راجحًا لم يفعله، فإنّ هذا خاصة العاقل، فإنّ نفسه تنصرف عمّا يعلم رجحان ضرره بالطبع، فإنّ اللّه جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلايفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، ولا يقع ذلك إلا مع ضعيف العقل.
7- أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً" ولا يعرف حقيقة ذلك إلا العالم .


8- أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ منالأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمر بعكس باطنه، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}.



أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وبقيت فوائد مهمّة مستفادة من هذه الرسالة، وتتصل مباشرة بمقصدها وليست بمعزل عنه، لذا لا يناسب أن نعتبرها استطرادات بل هي من مقاصد هذه الرسالة، ويمكنك مطالعتها في هذا النموذج:


تلخيص رسالة في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
لابن رجب الحنبلي رحمه الله.


عناصر الرسالة:

دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية.
● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية
● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم

بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.

● فوائد
• إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم

أصل العلم النافع العلم باللّه.
قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو ما كان عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.

• صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟

• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
.
• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.


تلخيص المسائل الواردة في تفسير ابن رجب رحمه الله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.



● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء من صيغة "إنما" التي تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد، وأمّا "ما"فالجمهور على أنّها كافةٌ.


● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلت الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
من صيغة "إنّما" أيضا لأنّ "ما" الكافة إذا دخلت على "إنّ " أفادت الحصر وهو قول الجمهور.

- واختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟
فقال كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
وذهبت طائفةٌ منهم كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني
إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين.
- واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر؟

فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص.
وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلة وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.

● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
دلت الآية
على نفي العلم عن غير أهل الخشية، من جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، فيكون قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.

● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية
ما ورد عن السلف في تفسير الآية يوافق ما سبق من إثبات الخشية للعلماء ونفيها عن غيرهم ونفي العلم عن غير أهل الخشية.
- فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
- وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يؤمن بك؟
- وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
- ومنه قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ".
- وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟قال: الذين يعملون بما يعلمون ".
- وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
- قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
- وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".

● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية.
وبيان ذلك من وجوه:
الوجه الأول:
أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
ولهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني ".
ويشهد له قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"
وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ".

وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.

الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور.
وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.

والشهوة وحدها، لا تستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام،
ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".

الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه.
وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:
"العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".

الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح.
فيكون جهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.

الوجه الخامس: أنّ الله جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، لذلك لا يقدم عاقل على فعل ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح.

فالزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب.
ومثال هذا ما جاء في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}.

قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}.
وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}.
فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها.

الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك.
ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً"
.
- ما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
-
المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ".
- إذا قدّر للمذنب أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية.
- وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة".
- يكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها.

- إن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.

- إن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها:
1: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).

وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.
2: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه
وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً.
كما جاء في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟
فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك.
قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟
قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟
قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ".
ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟

الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ.
وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.

● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
فقد الخشية يسلتزم فقد العلم وذلك لأن العلم له موجب وجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل.وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وظهرت دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.


بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.
العلم النافع علمان:
1: علم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف.
2: علم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره
.
ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.

وقد روى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.

● فوائد
إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم.
قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء ولا يراد به جنس العلماء، وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء.
والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟
قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: (وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف).
ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ.

والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.


أصل العلم النافع العلم باللّه.
وبأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره
.
ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ".

وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه ".

قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو الذي عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
ويؤيد ذلك ما كان يقوله بعض الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".
وما جاء
في الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟

قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".

فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه.

صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر.

• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف الناس في ذلك على قولين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟
اختلف الناس في ذلك على قولين:فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك.
و
أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.


• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟
ورد في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له ".
ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}.

وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه "
ثم في رواية ابن المنادي وغيره: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء".

وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ".
وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني؟واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ".
ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍبالموقف: "واسوءتاه منك وإن عفوت ".

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره.
وإن كان بينهم في جواز وقوع خلاف ذلك عقلاً نزاعٌ مبنيّ على أن العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح أم لا؟
وكثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.

والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.


فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا.
1: قالت طائفة: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون.
قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان.
2: ذكر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده
.
وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته.

3: قالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4: قيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره.
وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة.

5: قالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم.
وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة.

ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا.
ثم قال: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، قال اللّه تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة.
والمقصود هنا:
أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته.
ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ".


• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
القول الأول: أنّها كافةٌ، وأن "ما" هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل، وهذا قول جمهور النحاة.
القول الثاني: أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، وهو قول
بعض الكوفيين، وابن درستويه.
القول الثالث: أن "ما" هنا نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهو قول بعض الأصوليين وأهل البيان.
وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات.
و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ.
-
نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ".

وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها.
القول الرابع: أنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى.

وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.

• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.
اختلف النحاة في ذلك على أقوال:
القول الأول: إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور.

القول الثاني: من خالف في إفادتها الحصر.
حجتهم في ذلك:
1- قالوا إنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، وقد تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، لكنها لا تحدث معنى زائدا.
2- وقالوا إن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
مناقشة أقوالهم:
- الصواب أن "إنما" تدلّ على الحصر في هذه الأمثلة، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك، ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} فإنه
كقوله: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}،
وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ وقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.

- وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه:

أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا.
وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل.
والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل.
الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة.

القول الثالث:
من جعل "ما" موصولةً.
فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى ئحصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر
.


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 23/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 15/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 13/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 80/100
وفقك الله


أمل عبد الرحمن 24 شعبان 1436هـ/11-06-2015م 11:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 193618)
تلخيص تفسير صدر سورة العنكبوت من كتاب الفوائد لابن القيم

المقصد من الرسالة :

بيان سنة الله تعالى في ابتلاء عباده المؤمنين والحكمة من ذلك .

أصناف الناس في إجابة الرسل :

الصنف الأول :
أن يقول آمنا بالله ورسله .
سنة الله تعالى في ذلك :
أن يبتليه ويختبره

مادة الابتلاء :

معاداة أهل الكفر له وإيذائه ، وابتلاؤه بما يؤلمه .
الحكمة من هذا :
ليبيبن الله تعالى الصادق من الكاذب .
العاقبة :
يحصل للمؤمن الألم في بد من الدّنيا ابتداء ثمّ تكون له العاقبة في الآخرة والنعيم الدائم .

- الصنف الثاني :
أن لا يقول: آمنا ويكذب بالرسل و يستمر على عمل السّيّئات.

سنة الله تعالى في ذلك :
أن يرسل الرّسل إلى الخلق، فيكذبهم النّاس ويؤذونهم، قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوّاً شياطين الإنس والجنّ}، وقال تعالى: {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلّا قالوا ساحرٌ أو مجنون}، وقال تعالى: {ما يقال لك إلّا ما قد قيل للرّسل من قبلك}.
فلا يحسب الكافر أنه يسبق الرب لتجربته فإنَّ أحدا لن يعجز الله تعالى .
الحكمة من هذا :
إقامة الحجة على الكافرين بكفرهم وتكذيبهم للرسل .
العاقبة :
الكافر تحصل له النّعمة ابتداء، ثمّ يصير في الألم وتلزمه عقوبة أعظم وأدوم في الآخره .

أصناف الناس في الابتلاء :
الصنف الأول :
منهم من يصبر ويتحمل الأذي والألم ويكون من الشاكرين فينال بهذا التمكين والعاقبة الحسنة

ودليل ذلك : سأل رجل الشّافعي، فقال يا أبا عبد الله: أيّما أفضل للرجل أن يمكّن أو يبتلي؟
فقال الشّافعي: (لا يمكّن حتّى يبتلى)
فإن الله ابتلي نوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلمّا صبروا مكّنهم

الصنف الثاني :
صنف لا يصبر ولا يثبت
بل يطيش بجهله وسرعة تقلب قلبه وخوفه بطش الناس وآذاهم (وأذاهم) فيوافق الكافرين ويطاوعهم ثمّ قد يتسلطون هم أنفسهم عليه فيهينونه ويعاقبونه أضعاف ما كان يخافهم من البداية .
أمثلة لأنواع الابتلاء :
الإنسان مدني بالطبع لا بد له من أن يعيش مع النّاس والنّاس لهم إرادات وتصورات يطلبون منه أن يوافقهم عليها، وإن لم يوافقوهم آذوه وعذبوه، كقوم يريدون الفواحش والظّلم ولهم أقوال باطلة في الدّين، أو شرك فهم مرتكبون بعض ما ذكره الله من المحرمات في قوله تعالى: {قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ وأن تشركوا باللّه ما لم ينزّل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، وهم في مكان مشترك كدار جامعة أو رباط أو قرية فيها غيرهم وهم لا يتمكنون ممّا يريدون إلّا بموافقة ألئك أو بسكوتهم عن الإنكار عليهم فيؤذونهم لينالوا ذلك.

الواجب في مواجهة ذلك :
- من هداه الله وأرشده امتنع من فعل المحرم وصبر على أذاهم وعداوتهم ثمّ تكون له العاقبة في الدّنيا والآخرة كما جرى للرسل وأتباعهم مع من آذاهم وعاداهم؛ مثل المهاجرين في هذه الأمة، ومن ابتلي من علمائها وعبادها وتجارها وولاتها.
- وقد يجوز في بعض الأمور إظهار الموافقة وإبطان المخالفة كالمكره على الكفر .
- وإن أجابهم فهم أنفسهم يتسلطون عليه فيهينونه ويؤذونه أضعاف ما كان يخافه، وإلّا عذب بغيرهم؛
والواجب أن يكون معهم كما في حديث عائشة الّذي بعثت به إلى معاوية -ويروى موقوفا ومرفوعًا-: (من أرضى الله بسخط النّاس كفاه الله مؤنة النّاس) وفي لفظ: (رضي الله عنه وأرضى عنه النّاس ومن أرضى النّاس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا)، وفي لفظ: (عاد حامده من النّاس ذامّا).
إذ المقصود هنا أنه لا بد من الابتلاء بما يؤذي النّاس فلا خلاص لأحد ممّا يؤذيه البتّة.


دلائل )) حكمة الله تعالى من (في) ابتلاء المؤمنين :
- لا بد أن يبتلى الإنسان بما يسره وبما يسوؤه؛ فهو محتاج إلى أن يكون صابرًا شكورًا، قال تعالى: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيّهم أحسن عملاً}، وقال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات لعلّهم يرجعون}، وقال تعالى: {فإمّا يأتينّكم منّي هدىً فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.

- ليبين الصادق من الكاذب قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين} آل عمران و في البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ}.

- أن النّفس لا تزكو وتصلح حتّى تمحص بالبلاء كالذهب الّذي لا يخلص جيده من رديئه حتّى يفتن في كير الامتحان .

فوائد :
النّفس جاهلة ظالمة وهي منشأ كل شرّ يحصل للعبد؛ فلا يحصل له شرّ إلّا منها قال تعالى: {ما أصابك من حسنةٍ فمن اللّه وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك}، وقال تعالى: {أو لما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم}، وقال: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثيرٍ}، وقال تعالى: {ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال} وقد ذكر عقوبات الأمم من آدم إلى آخر وقت وفي كل ذلك يقول إنّهم ظلموا أنفسهم؛ فهم الظّالمون لا المظلومون .

وقد عرف ذلك :
أبواهم : {
قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}
والسّلف كقول أبي بكر وعمر وابن مسعود: (أقول فيها برأبي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشّيطان والله ورسوله بريئان منه).
وفي الحديث الإلهي حديث أبي ذر الّذي يرويه الرّسول عن ربه عز وجل: (يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم ثمّ أوفيكم إيّاها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلّا نفسه).
وفي الحديث الصّحيح حديث سيد الاستغفار: (أن يقول العبد اللّهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شرّ ما صنعت وأبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت من قالها إذا أصبح موقنا بها فمات من يومه دخل الجنّة ومن قالها إذا أمسى موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنّة).
وفي حديث أبي بكر الصّديق من طريق أبي هريرة وعبد الله بن عمرو: أن رسول الله علّمه ما يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه: (اللّهمّ فاطر السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا اله إلّا أنت أعوذ بك من شرّ نفسي وشر الشّيطان وشركه وان أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم؛ قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك).
وكان النّبي يقول في خطبته: (الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا).
خطر الجهل :

قال النّبي: (إنّي آخذ بحجزكم عن النّار وأنتم تهافتون تهافت الفراش)؛ شبَّههم بالفراش لجهله وخفة حركته، وهي صغيرة النّفس فإنّها جاهلة سريعة الحركة.
وفي الحديث: (مثل القلب مثل ريشة ملقاة بأرض فلاة)، وفي حديث آخر: (للقلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا) ومعلوم سرعة حركة الريشة والقدر مع الجهل، ولهذا يقال لمن أطاع من يغويه أنه استخفّه؛ قال عن فرعون: إنّه استخف قومه فأطاعوه، وقال تعالى: {فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ ولا يستخفّنّك الّذين لا يوقنون}؛ فإن الخفيف لا يثبت بل يطيش،
فائدة اليقين :
صاحب اليقين ثابت يقال: أيقن إذا كان مستقرًّا، واليقين: استقرار الإيمان في القلب علما وعملا؛ فقد يكون علم العبد جيدا، لكن نفسه لا تصبر عند المصائب، بل تطيش.
قال الحسن البصريّ: (إذا شئت أن ترى بصيرًا لا صبر له رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرًا لا بصيرة له رأيته؛ فإذا رأيت بصيرًا صابرًا فذاك).
قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
ويلاحظ في العناصر الأخيرة والتي ذكرتيها كفوائد منفصلة أنها متصلة ببعضها وبالموضوع اتصالا وثيقا، وهو أن نفس العبد منشأ كل شر يحصل له وهي من حوائل نجاته وانتفاعه بالهدى، وذلك بسبب ظلمها وجهلها، وشفاؤها في أن تتحلى بالصبر واليقين.
ومسألة مهمة لم تذكريها وهي سبب هذا الظلم والطيش الذي في النفس وهو الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولذا ختم ابن تيمية رحمه الله رسالته بضرورة الاستعاذة بالله والاعتصام به في دفع شره.
ولعل هذه المسألة تظهر لك في التلخيص التالي:

تلخيص رسالة ابن تيمية رحمه الله في تفسير صدر سورة العنكبوت

قال الله تعالى:
{الم (1) أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون (2) ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين (3) أم حسب الّذين يعملون السّيّئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (4) من كان يرجو لقاء اللّه فإنّ أجل اللّه لآتٍ وهو السّميع العليم (5) ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه إنّ اللّه لغنيٌّ عن العالمين (6) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولنجزينّهم أحسن الّذي كانوا يعملون (7) ووصّينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعلمون (8) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لندخلنّهم في الصّالحين (9) ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه فإذا أوذي في اللّه جعل فتنة النّاس كعذاب اللّه ولئن جاء نصرٌ من ربّك ليقولنّ إنّا كنّا معكم أو ليس اللّه بأعلم بما في صدور العالمين (10) وليعلمنّ اللّه الّذين آمنوا وليعلمنّ المنافقين (11)}

عناصر الرسالة
الابتلاء سنّة الله في الأرض.
من مقاصد الابتلاء امتحان إيمان العبد.
عاقبة من كذّب بما جاءت به الرسل.

العداوة بين أهل الكفر وأهل الإيمان.
واجب العبد حيال تسلّط الظلمة عليه.
جواز إظهار الموافقة وإبطان المخالفة للظلمة في بعض الأحوال.
● الابتلاء يكون بالسراء وبالضراء.
من مقاصد البلاء تزكية النفس.
ما يعين النفس على مواجهة الابتلاء.
● منشأ شرّ النفس والسبيل إلى مدافعته.


تلخيص رسالة ابن تيمية رحمه الله في تفسير صدر سورة العنكبوت



الابتلاء سنة الله في الأرض.
- الابتلاء سنة الله الماضية في الأمم قبلنا.
قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.

وقال: {ثم إن ربك للذي هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم}.
وقال: {ولقد فتنا الذين من قبلهم}.

من مقاصد الابتلاء امتحان إيمان العبد.
- يرسل الله الرسل إلى الخلق، فمن ادّعى قبول ما جاءت به الرسل لابد أن يمتحنه الله ليعلم صدقه من كذبه، فإن صدق مع الله صارت له العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}.
-
الابتلاء سبيل التمكين
سأل رجل الشّافعي، فقال يا أبا عبد الله: أيّما أفضل للرجل أن يمكّن أو يبتلي؟
فقال الشّافعي: (لا يمكّن حتّى يبتلى)
فإن الله ابتلي نوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلمّا صبروا مكّنهم
.
قال تعالى: {من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم * ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين}.

عاقبة من كذب بما جاءت به الرسل.
- من كذّب الرسل وأعرض عما جاؤوا به من الهدى حتى
لو حصلت له السلامة والنعمة في الدنيا ابتداء، فإنه لا يلبث أن يلاقي العذاب الدائم.
قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.

وقال تعالى: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون}.

العداوة بين أهل الكفر وأهل الإيمان.
- من كذّب الرسل فإنه يتسلّط عليهم بأنواع البلاء، وهذه سنّة الله في الخلق.
قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوّاً شياطين الإنس والجنّ}.
وقال تعالى: {ما يقال لك إلّا ما قد قيل للرّسل من قبلك}.

- من آمن بالرسل من المؤمنين يتسلّط عليه الكفّار كذلك فيعادونه ويؤذونه؛ فيبتلى بما يؤلمه.

واجب العبد حيال تسلّط الظلمة عليه.

- قد يعيش المؤمن بين قوم يفعلون الفاحشة والظلم ولا يتم لهم ما يريدون إلا بموافقة المؤمنين وإعانتهم لهم أو بسكوتهم عنهم.
- الواجب حيال فتنتهم هذه ما ورد في حديث عائشة الّذي بعثت به إلى معاوية -ويروى موقوفا ومرفوعًا-: (من أرضى الله بسخط النّاس كفاه الله مؤنة النّاس).
وفي لفظ: (رضي الله عنه وأرضى عنه النّاس ومن أرضى النّاس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا)، وفي لفظ: (عاد حامده من النّاس ذامّا).
- هذا يجري في من يعين الملوك والرؤساء على أغراضهم الفاسدة، وفي من يعين أهل البدع المنتسبين إلى العلم والدّين على بدعهم.
- من هداه الله وأرشده امتنع من فعل المحرم وصبر على أذاهم وعداوتهم ثمّ تكون له العاقبة في الدّنيا والآخرة كما جرى للرسل وأتباعهم مع من آذاهم وعاداهم؛ مثل المهاجرين في هذه الأمة، ومن ابتلي من علمائها وعبادها وتجارها وولاتها.
- من تبع الظلمة في غيهم مؤثرا بذلك السلامة فإنه لا يلبث أن ينتقل إلى العذاب الأليم.
قال تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين}.


جواز إظهار الموافقة وإبطان المخالفة لأهل الباطل في بعض الأحوال.
وذلك كالمكره على الكفر، قال تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ...}.

الابتلاء يكون بالسراء والضّرّاء.
-يكون الابتلاء بالسراء تارة، وبالضراء تارة لأن العبد محتاج إلى أن يكون صابرًا شكورًا.
قال تعالى: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيّهم أحسن عملاً}.
وقال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات لعلّهم يرجعون}.
وقال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين}، هذا في آل عمران.
وقد قال قبل ذلك في البقرة نزل أكثرها قبل آل عمران: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ}.

من مقاصد البلاء تزكية النفس.
- النّفس لا تزكو وتصلح حتّى تمحص بالبلاء كالذهب الّذي لا يخلص جيده من رديئه حتّى يفتن في كير الامتحان.
- النّفس هي العائق التي يحول بين العبد وبين ما فيه نجاته وهي منشأ كل شر يحصل للعبد إذ كانت جاهلة ظالمة فلا يحصل له شرّ إلّا منها.
قال تعالى: {ما أصابك من حسنةٍ فمن اللّه وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك}.
وقال تعالى: {أو لما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم}.
- ذكر الله عقوبات الأمم من آدم إلى آخر وقت وفي كل ذلك يقول إنّهم ظلموا أنفسهم؛ فهم الظّالمون لا المظلومون، وأول من اعترف بذلك أبواهم : {قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}،.
وقال لإبليس: {لأملأنّ جهنّم منك وممّن تبعك منهم أجمعين}، وإبليس إنّما اتبعه الغواة منهم كما قال: {فبما أغويتني لأزيّننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين إلّا عبادك منهم المخلصين}، وقال تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلّا من اتّبعك من الغاوين}؛ والغي اتّباع هوى النّفس.

وما زال السّلف معترفون بذلك كقول أبي بكر وعمر وابن مسعود: (أقول فيها برأبي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشّيطان والله ورسوله بريئان منه).
وفي الحديث الإلهي حديث أبي ذر الّذي يرويه الرّسول عن ربه عز وجل: (يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم ثمّ أوفيكم إيّاها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلّا نفسه).
وكان النّبي يقول في خطبته: (الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا).

ما يعين النفس على مواجهة الابتلاء.
- نفس العبد جاهلة خفيفة ظالمة، والخفيف لا يثبت عند البلاء بل يطيش.
- قال النّبي صلى الله عليه وسلّم: (إنّي آخذ بحجزكم عن النّار وأنتم تهافتون تهافت الفراش)؛ شبَّههم بالفراش لجهله وخفة حركته، وهي صغيرة النّفس فإنّها جاهلة سريعة الحركة.

وفي الحديث: (مثل القلب مثل ريشة ملقاة بأرض فلاة).
وفي حديث آخر: (للقلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا).
ومعلوم سرعة حركة الريشة والقدر، ولهذا يقال لمن أطاع من يغويه أنه استخفّه؛ قال عن فرعون: {فاستخف قومه فأطاعوه}، وقال تعالى: {فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ ولا يستخفّنّك الّذين لا يوقنون}.
- الخفيف لا يثبت بل يطيش، وصاحب اليقين ثابت، يقال: أيقن إذا كان مستقرًّا.

- مما يعين النفس على مواجهة البلاء أن تتحلّى بالصبر واليقين.
- اليقين: استقرار الإيمان في القلب علما وعملا.
- قد يكون علم العبد جيدا، لكن نفسه لا تصبر عند المصائب، بل تطيش.

قال الحسن البصريّ: (إذا شئت أن ترى بصيرًا لا صبر له رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرًا لا بصيرة له رأيته؛ فإذا رأيت بصيرًا صابرًا فذاك).
قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.

منشأ شر النفس والسبيل إلى مدافعته.
- تشبه النّفس بالنّار في سرعة حركتها وإفسادها، وغضبها وشهوتها من النّار، والشيطان من النّار.

وفي السّنن عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الغضب من الشّيطان، والشيطان من النّار، وإنّما تطفأ النّار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
وفي الحديث الآخر: (الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم ألا ترى إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه)؛ وهو غليان دم القلب لطلب الانتقام.
وفي الحديث المتّفق على صحّته: (إن الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم).
- الشيطان هو منشأ شر النفس، وقد علّمنا ربنا تبارك وتعالى كيف نتوقى شره بالاستعاذة به سبحانه والاعتصام به واللجوء إليه، فإن العبد لا سبيل لدفع شر الشيطان إلا أن يعصمه الله ويعيذه منه.
ففي الصّحيحين: أن رجلين استبّا عند النّبي وقد اشتدّ غضب أحدهما فقال النّبي: (إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم).
وقد قال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ وما يلقّاها إلّا الّذين صبروا وما يلقّاها إلّا ذو حظٍّ عظيمٍ وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم}.
وقال تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}.
وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 27/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 92 %
وفقك الله

الشيماء وهبه 24 شعبان 1436هـ/11-06-2015م 05:41 PM

تفسير " لَهْوَ الْحَدِيثِ"

بسم الله ، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فقد ورد ذكر " لَهْوَ الْحَدِيثِ" بهذا اللفظ في القرآن مرة واحدة :
- في سورة لقمان {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}

وقد اختلفت عبارات السلف في تفسير قوله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} على وجهين :

الوجه الأول :
المراد بالشراء المذكور في الآية هل هو على حقيقته أو كناية عن الإرادة والاستحباب.

الوجه الثاني
:

في المراد بلهو الحديث هل يختص بالغناء فقط أم يشمل كل لهو ولعب و كل قول باطل أم هو الشرك .

وسنفصل بإذن الله تعالى الأقوال في تلك المسائل لنفهم حقيقة الخلاف بين السلف وطبيعته ونتبين المراد من قول الله تعالى
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} .


أولًا : الأقوال في سبب نزول قوله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ }

القول الأول : نزلت في النضر بن الحارث
  • قاله الكلبي ومقاتل : نزلت في النضر بن الحارث وذلك أنه كان يخرج تاجرًا إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشاً ويقول لهم : إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن، فنزلت فيه هذه الآية. ( رواه الواحدي في أسباب نزول القرآن )
  • أخرج البيهقي في " شعب الإيمان " عن ابن عباس في قوله { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} يعنى باطل الحديث ، وهو النضر بن الحارث بن علقمة ، اشترى أحاديث الأعاجم وصنيعهم في دهرهم ، وكان يكتب الكتب من الحيرة والشام ويكذب بالقرآن ، فأعرض عنهم فلم يؤمن به . ( الدر المنثور للسيوطي )
القول الثاني : نزلت في بعض بني عبد الدار
  • قال عبد الرزاق قال معمر وبلغني أنها نزلت في بعض بني عبد الدار.

  • القول الثالث : نزلت في شراء القيان والمغنيات
  • عن أبي أمامة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ، ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت هذه الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} إلى آخر الآية ( أخرجه ابن أبي حاتم والطبري )
  • قال مجاهد : نزلت في شراء القيان والمغنيات . ( رواه الواحدي في أسباب نزول القرآن )
  • وقال ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنيه ليلًا ونهارًا . ( رواه الواحدي في أسباب نزول القرآن )
والظاهر والله أعلم أن بداية نزول الآية كانت في النضر بن الحارث، وأما قول عبد الرزاق أنها نزلت في بعض بني عبد الدار فلا ينافي ذلك لأن النضر بن الحارث من أعلام بني عبد الدار ومن كبارهم ورؤسائهم.
والظاهر أن حديث أبي أمامة هو من باب التفسير بالمثال أن الآية تشمل هذا النوع من اللهو وهو الغناء فالخلاف في أسباب النزول لا يعد خلافًا في كثير من أحواله عند السلف لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والآية تشمل كل من انطبق عليه المعنى المقصود ولذلك كان قول مجاهد وابن عباس يؤكد ذلك .

ثانيًا : أقوال الصحابة والتابعين في تفسير قول الله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} .

ذكر الطبري اختلاف أهل التأويل في ذلك على وجهين

الوجه الأول :
المراد بالشراء المذكور في الآية وفيه قولان :

القول الأول :
المقصود به الشراء المعروف بالثمن

قال ابن جرير (ت:310 هـ): فقال بعضهم: من يشتري الشراء المعروف بالثمن، ورووا بذلك خبرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو ما حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن خلاد الصفار، عن عبيد الله بن زَحْر، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحِلُّ بَيْعُ المُغَنِّيَاتِ، وَلا شِرَاؤُهُنَّ، وَلا التِّجارَةُ فِيهِنَّ، وَلا أثمَانُهُنَّ، وفيهنّ نـزلت هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ) ".

- حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم أو مقسم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: شراء المغنية.

وهو ما رجحه ابن جرير الطبري وقال (وأولى التأويلين عندي بالصواب تأويل من قال: معناه: الشراء، الذي هو بالثمن، وذلك أن ذلك هو أظهر معنييه.
فإن قال قائل: وكيف يشتري لهو الحديث؟ قيل: يشتري ذات لهو الحديث، أو ذا لهو الحديث، فيكون مشتريا لهو الحديث ).

القول الثاني :
أن الشراء كناية عن اختيار لهو الحديث واستحبابه ومن أدلة ذلك القول :


- قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): وتفسير السّدّيّ: {من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6]، يعني: يختار باطل الحديث على القرآن.

- قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله ومن الناس من يشتري لهو الحديث قال أما والله لعله ألا يكون أنفق فيه مالا وبحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق.

- قال ابن جرير (ت:310 هـ):حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا أيوب بن سويد، قال: ثنا ابن شوذب، عن مطر في قول الله:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ )قال: اشتراؤه: استحبابه.


- قال عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ) :عن قتادة رضى الله عنه في قوله { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}
قال : شراؤه استحبابه وبحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق.


وقد حكى الخلاف في مسألة دلالة لفظ ( يشترى ) الطبري ولم أقف على قول غيره من المفسرين أن بها خلاف والظاهر والله أعلم أن اللفظ يحتمل المعنيين سواء كان الشراء المعروف بالثمن أو الاختيار والاستحباب.
ويدل على ذلك ما روي عن مجاهد بن جبر:
- أخبرنا عبد الرحمن عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}
قال: هو اشتراء المغني والمغنية بالمال الكثير ، والاستماع إليهم وإلى مثله من الباطل . ( تفسير الإمام مجاهد )
فأشار مجاهد إلى المعنيين الشراء والاستماع وشمل كل ما يشبه الباطل ومعلوم أن الباطل من القول ومن اللهو أنواع عدة لا يمكن حصرها ولا شراؤها بالثمن .
كما أن حديث أبو أمامة كما تقدم هو من باب التفسير بالمثال وليس الحصر فلا فارق بين من يشترى مغنية وبين من حضر واستمع فكلهم ينطبق عليهم قول الله تعالى{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}


الوجه الثاني :
في المراد بقوله تعالى " لهو الحديث "


أكثر المفسرين من الصحابة والتابعين والسلف الصالح على أن المراد ب " لهو الحديث " الغناء والاستماع له
وقد تقدم إيراد أسباب نزول الآية ما يؤيد هذا القول من حديث أبي أمامة وقول ابن عباس ومجاهد ومن أدلة هذا القول أيضًا :
  • قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي الصّهباء البكريّ أنّه سمع عبد اللّه بن مسعودٍ وهو يسأل عن هذه الآية: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله}، فقال عبد اللّه: الغناء، والّذي لا إله إلا هو، يردّدها ثلاث مراتٍ).
  • قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): عن الثوري عن عبد الكريم البصري عن مجاهد في قوله تعالى{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْو الْحَدِيثِ} قال : هو الغناء وكل لعب ولهو . ( وكذلك أخرجه ابن جرير)
  • قال ابن جرير (ت:310 هـ):حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا عثام بن عليّ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن شعيب بن يسار، عن عكرِمة قال:(لَهْوَ الحَدِيثِ): الغناء.
  • حدثنا الحسن بن عبد الرحيم عن جابر في قوله:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ)قال: هو الغناء والاستماع له .
وقد أفرد ابن جرير الطبري معنى اللهو : الطبل كقول ثالث في الخلاف وذكر هذا الدليل
حدثني عباس بن محمد، قال: ثنا حجاج الأعور، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قال: اللهو: الطبل.

والظاهر أن الطبل من المعازف والتى يشملها القول الأول أنه الغناء والاستماع له ويشمل ذلك أدواته
أيضًا .
  • قال عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ) :
  • عن ابن عباس رضى الله عنهما { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}قال: هو الغناء وأشباهه . ( وكذلك أخرجه ابن جرير)
  • عن عطاء الخراساني رضى الله عنه { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قال : الغناء والباطل .
  • عن الحسن رضى الله عنه قال : نزلت هذه الآية { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} في الغناء والمزامير .
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :قال أبو جعفر : وأبين ما قيل في الآية ما رواه عبد الكريم , عن مجاهد قال: الغناء , وكل لعب لهو .


القول الثاني :
الشرك
.


قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6]،يعني: الشّرك.
وهو كقوله: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى} [البقرة: 175] اختاروا الضّلالة على الهدى في تفسير الحسن.


قال ابن جرير (ت:310 هـ):ذكر من قال بذلك
- حديث عن الحسين،قال: سمعت أبامعاذ، يقول: أخبرنا عبيد،قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ)يعني: الشرك.
- حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيل اللهِ بغيرِ عِلْمٍ وِيتَّخِذَها هُزُوًا ) قال: هؤلاء أهل الكفر،ألا ترى إلى قوله: { وَإِذَاتُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَاكَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا } فليس هكذا أهل الإسلام ، قال: وناس يقولون: هي فيكم وليس كذلك،قال: وهوالحديث الباطل الذي كانوا يلغون فيه.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ(ت: 311هـ) :وقد قيل في تفسير هذه الآية: إن لهوالحديث ههنا: الشرك.

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ):وروى علي بن الحكم , عن الضحاك : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} , قال : (الشرك) .


ثالثًا : القول الراجح .
وأما الخلاف في معنى " لهو الحديث "
فالظاهر والله أعلم أنه من اختلاف التنوع والتفسير بالمثال وهو من الخلاف الغالب على أقوال المفسرين والمعنى شامل لكل باطل ولهو يتخذه المرء دون ذكر الله .
وقد رجح ابن جرير الطبري هذا القول فقال:

" والصواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عمّ بقوله:(لَهْوَ الحَدِيثِ)ولم يخصص بعضا دون بعض، فذلك على عمومه حتى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشرك من ذلك ."


وقد ورد في ذم الغناء أحاديث وآثار تدل على بطلانه نذكر منها :
- قال جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي (ت: 911هـ): أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع ، والذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع.
- أخرج ابن أبي الدنيا وابن مردويه عن أبي أمامة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله إليه شيطانين يجلسان على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك )


- أخرج ابن أبي الدنيا وابن مردويه عن أبي أمامة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله إليه شيطانين يجلسان على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك )
- وأخرج ابن أبي الدنيا عن القاسم بن محمد أنه سئل عن الغناء فقال : أنهاك عنه وأكرهه لك ، قال السائل : أحرام هو ؟ قال : انظر يابن أخي إذا مير الله الحق من الباطل في أيهما يجعل الغناء ؟

وورد كذلك أحاديث تدل على أن الغناء وانتشاره من علامات الساعة
:
- حديث عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، قال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمر. رواه الترمذي وصححه الألباني.

- حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ليكوننّ من أمتي أقوام، يستحلّون الحِرَ والحرير، والخمر والمعازف….. ) رواه البخاري

- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه،أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا استحلّت أمتي ستاً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القِيَان...) رواه الطبراني في المعجم الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان.

والظاهر من قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا استحلّت أمتي ستاً) أن الاستحلال له معنيان، أن يكون على وجه الاعتقاد بحلّه، أو الإكثار من فعل هذه المذكورات، وكلاهما محتملٌ في الحديث.

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة) والحديث صححه الألباني في تحريم آلات الطرب.

وهذا مشاهد في عصرنا هذا نسأل الله النجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن ونسأله تعالى الهداية والرشاد لأمة المسلمين كافة إنه ولي ذلك والقادر عليه ، اللهم آمين وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
__________________________________


(1) تفسير مجاهد بن جبر مجاهد بن جبر المخزومي مولاهم : 102هـ)، تحقيق: عبد الرحمن الطاهر السورتي،، مجمع البحوث الإسلامية في باكستان.
(2) الجامع في علوم القرآن ، عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ) ، جمهرة العلوم .
(3) تفسير القرآن العظيم - يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ) – جمهرة العلوم
(4) تفسير القرآن العزيز – عبد الرزاق بن همام الصنعاني(ت: 211هـ)،تحقيق: مصطفى مسلم،مكتبة الرشد.
( 5)معاني القرآن ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) ، جمهرة العلوم .
(6) تفسيرالقرآن العظيم،عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي(ت: 327هـ)، تحقيق: أسعد محمد الطيب،مكتبة نزار.
(7) تفسير الطبري برنامج آيات مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود
(8)معاني القرآن ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) ، جمهرة العلوم
(9) أسباب نزول القرآن ، الإمام أبي الحسن على بن أحمد الواحدي ( 468 ه ) ، تحقيق : كمال بسيوني زغلول ، دار الكتب العلمية بيروت لبنان ، الطبعة الأولى .
( 10) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، جلال الدين السيوطي ( 911 ه ) تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي،،مركز هجر للبحوث ، الجزء الحادي عشر .
(11) آيات الغدير، مركز المصطفى للدراسات الإسلامية.
http://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=38&page=343
(12) إسلام ويب
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=54316



الساعة الآن 01:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir