المجموعة الرابعة
التطبيق الأول
مرجع الضمير في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) )} التكوير
·مرجع الضمير هو : محمد صلى الله عليه وسلم ذكره ابن كثير والسعدى والأشقر
التطبيق الثاني
المراد بالبيت في قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) ) نوح.
· المراد بالبيت : فيها ثلاثة أقوال:
القول الأول :المسجدوهو قول الضحاك وذكره عنه ابن كثير
القول الثانى : منزله الذى هو ساكن فيه وهو حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر
وذكر ابن كثير : أنه لا مانع من حمل الآية على ظاهرها، وهو أنّه دعا لكلّ من دخل منزله وهو مؤمنٌ
واستدل ابن كثير : بمارواه أبو داود والتّرمذيّ عن أبى سعيد -أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:( "لا تصحب إلّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلّا تقيٌّ )".
القول الثالث : سفينته ذكره الأشقر
التطبيق الثالث :
معنى قوله تعالى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ )
أورد الإمام ابن كثير عدة أقوال عن السلف في معنى الآية
القول الأول : حالاً بعد حال وهو قول ابن عباس وعكرمة ومرّة الطّيّب ومجاهدٌ والحسن والضّحّاك وابن معود
واستدل ابن كثير: - بحديث البخارى عن ابن عباس قال : {لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ}: حالاً بعد حالٍ، قال: هذا نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم. ،
ويقول :و محتملٌ أن يكون ابن عبّاسٍ أسند هذا التّفسير عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كأنّه قال: سمعت هذا من نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم، فيكون قوله: نبيّكم مرفوعاً على الفاعليّة من قال .
وقد قال عنه ابن كثير : أنه الأظهر
- وحديث أنس قال :: ((لا يأتي عامٌ إلاّ والّذي بعده شرٌّ منه)). سمعته من نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم
- وما رواه ابن جريرٍ: ، عن مجاهدٍ أنّ ابن عبّاسٍ كان يقول: {لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ}. قال: يعني نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: حالاً بعد حالٍ
تفسير :( حالا بعد حال )
وهو حسب الأقوال في المخاطب في الآية:
القول الأول : المخاطب في الآية : عموم الناس وبناء على هذا القول :
فالمراد بحالاً بعد حال حسب هذا القول : على وجهين
الأول : قومٌ كانوا في الدّنيا خسيسٌ أمرهم، فارتفعوا في الآخرة، وآخرون كانوا أشرافاً في الدّنيا فاتّضعوا في الآخرة وهو قول سعيد بن جبير
الثانى : فطيماً بعدما كان رضيعاً، وشيخاً بعدما كان شابًّا ، رخاءً بعد شدّةٍ، وشدّةً بعد رخاءٍ، وغنًى بعد فقرٍ، وفقراً بعد غنًى، وصحّةً بعد سقمٍ، وسقماً بعد صحّةٍ وهو قول عكرمة والحسن البصرى
واستدل عليه ابن كثير بحديث ابن أبى حاتم عن جابر بن عبد اللّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((إنّ ابن آدم لفي غفلةٍ ممّا خلق له، إنّ اللّه إذا أراد خلقه قال للملك: اكتب رزقه، اكتب أجله، اكتب أثره، اكتب شقيًّا أو سعيداً. ثمّ يرتفع ذلك الملك، ويبعث اللّه إليه ملكاً فيحفظه حتّى يدرك، ثمّ يرتفع ذلك الملك، ثمّ يوكّل اللّه به ملكين يكتبان حسناته وسيّئاته، فإذا حضره الموت ارتفع ذانك الملكان، وجاءه ملك الموت فقبض روحه، فإذا دخل قبره ردّ الرّوح في جسده، ثمّ ارتفع ملك الموت وجاءه ملكا القبر فامتحناه ثمّ يرتفعان، فإذا قامت السّاعة انحطّ عليه ملك الحسنات وملك السّيّئات، فانتشطا كتاباً معقوداً في عنقه ثمّ حضرا معه، واحداً سائقاً وآخر شهيداً، ثمّ قال عزّ وجلّ: {لقد كنت في غفلةٍ من هذا})).
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (({لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ})). قال: ((حالاً بعد حالٍ)). ثمّ قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ قدّامكم لأمراً عظيماً لا تقدرونه، فاستعينوا باللّه العظيم)).
وقال ابن كثير : هذا حديثٌ منكرٌ، وإسناده فيه ضعفاء، ولكنّ معناه صحيحٌ
القول الثانى : أن المخاطب في الآية : هو النبى صلى الله عليه وسلم لما روى عن ابن عباس وابن مسعود وأبى العالية ومروق
والمعنى : لتركبن يا محمد أمراً بعد أمرٍ وحالاً بعد حالٍ ومنزلاً بعد منزل وسماءاً بعد سماء حاصل كلام ابن عباس والشعبى
قال ابن كثير : يعنون ليلة الإسراء
- واستدل عليه بحديث البخارى السابق ذكره ولكن وجه الحديث بقوله : ويحتمل أن يكون المراد: {لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ}: حالاً بعد حالٍ، قال: هذا... يعني: المراد بهذا نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم، فيكون مرفوعاً على أنّ "هذا" و"نبيّكم" يكونان مبتدأً وخبراً
- وحديث أبو داود الطّيالسيّ وغندرٌ: ، عن ابن عبّاسٍ: (لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ). قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم
- وحديث الشّعبيّ: (لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ). قال: لتركبنّ يا محمّد، سماءً بعد سماءٍ
- وحديث أبى إسحاق :عن ابن عبّاسٍ: {طبقاً عن طبقٍ}: منزلاً على منزلٍ
- واستدل أيضاً بقراءة عمر وابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ وعامّة أهل مكّة والكوفة: (لتركبنّ) بفتح التّاء والباء
القول الثالث : أن المخاطب في الآية : السماء
السماء تنشق ثم تحمر ثم تكون لوناً بعد لون كالدهان حاصل قول عبد الله وابن مسعود، (نقول الكلام هنا عن السماء، وهي ليست مخاطبة، بل معناها: لتركبن السماء طبقا عن طبق.
القول الثانى فى معنى الآية : (ويلحق بالأقوال التي تندرج تحت القول بأن المخاطب هم عموم الأمة)
أعمال من قبلكم منزلاً عن منزلٍ. قاله السدى
وقال عنه ابن كثير : قلت: كأنّه أراد معنى الحديث الصّحيح: ((لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه)). قالوا: يا رسول اللّه، اليهود والنّصارى؟ قال: ((فمن؟)). وهذا محتملٌ.
واستدل بحديث ابن أبي حاتمٍ: عن ابن جابرٍ أنّه سمع مكحولاً يقول في قول اللّه: {لتركبنّ طبقاً عن طبقٍ}. قال: في كلّ عشرين سنةٍ تحدثون أمراً لم تكونوا عليه
ترجيح ابن جرير
والصّواب من التّأويل قول من قال: لتركبنّ أنت يا محمّد، حالاً بعد حالٍ وأمراً بعد أمرٍ من الشّدائد، والمراد بذلك وإن كان الخطاب موجّهاً إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جميع النّاس أنّهم يلقون من شدائد يوم القيامة وأهواله أحوالاً) نقله عنه ابن كثير