معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   تدوين التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1083)
-   -   الدرس السابع: تدوين التفسير في زمن تابعي التابعين رحمهم الله (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=45020)

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:18 AM

49: يحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت:200هـ)
مولى بني تميم، من قراء البصرة ومفسّريهم، ولد سنة 124هـ، ونشأ بالبصرة، وأخذ عن علمائها، وأدرك جماعة من التابعين، ثم انتقل إلى أفريقية، ولذلك ربما قيل: الإفريقي، وربما قيل: المغربي، وربما قيل: البصري.
روى عن: سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وأبي الأشهب العطاردي، وفطر بن خليفة، وشعبة، وسفيان الثوري، ومسعر بن كدام، ومالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، وابن لهيعة، وغيرهم.
روى عنه: ابنه محمد، وعبد الله بن وهب، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وبحر بن نصر الخولاني، وأحمد بن موسى العطار، وغيرهم.
- قال أبو عمرو الداني: (روى الحروف عن أصحاب الحسن وغيره، وله اختيار في القراءة من طريق الآثار، سكن إفريقية دهرا، وسمعوا منه كتابه في " تفسير القرآن "، وليس لأحد من المتقدمين مثله، وكتابه " الجامع ". وكان ثقة ثبتا عالما بالكتاب والسنة، وله معرفة باللغة والعربية، ولد سنة أربع وعشرين ومائة). ذكره أبو عبد الله الذهبي في تاريخ الإسلام.
- ذكره ابن عدي في الضعفاء وقال: (وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه).
- وضعّفه الدارقطني.
- قال أبو زرعة الرازي: (لا بأس به، ربما وهم).
- وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: (ربما أخطأ).
- وقال الذهبي: (نزل إفريقية ونشر بها العلم).
له كتاب في التفسير طبع بعضه،
وقد جمع فيه بين التفسير اللغوي والتفسير بالآثار مما بلغه من تفاسير الصحابة والتابعين، وقد اختصره هود بن محكّم الهواري، وابن أبي زمنين؛ فما اتفقا عليه فالظن أنه هو عبارة يحيى بن سلام.
وله كتاب "التصاريف مما شتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه".

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:19 AM

50: محمد بن إدريس الشافعي (ت:204هـ)
الإمام الجليل، محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع وإليه نسبة الشافعي وهو من بني المطلب بن عبد مناف؛ فهو قرشي مُطَّلِبي.
- قال تلميذه الربيع بن سليمان المرادي: (ولد الشافعي يوم مات أبو حنيفة رحمهما الله تعالى)، وكان ذلك سنة 150 هـ، وطلب العلم وهو صبي، روى عنه تلميذه المزني أنه قال: (حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت " الموطأ " وأنا ابن عشر)، وكان يقول: جعلت لذتي في العلم.
وكان وافر العقل، حادّ الذكاء، سريع الحفظ، جليل القدْر، صاحب فراسة وكياسة، وكان جميل الخِلقة؛ حتى قال المزني: لم أر أحسن وجهاً من الشافعي.
وهو وإن لم يفرد كتاباً في التفسير؛ إلا أنّ له أثراً كبيراً على العلماء في تناول مسائل التفسير؛ فأحيا علم الحِجَاج، وقعّد قواعد الاستدلال، وبيّن ما يمكن أن يسمّى بأدوات المفسّر، وأودع في كتبه - ولا سيما ما في الرسالة- من ذلك ما لو جُمع وأفرد وبيّن بأمثلته لكان من أنفع ما يدرسه طالب علم التفسير.

- قال جعفر بن أحمد الساماني: سمعت جعفر ابن أخي أبي ثور يقول: سمعت عمي يقول: (كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شابٌّ أن يضع له كتاباً فيه معاني القرآن، ويجمع قبول الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة؛ فوضع كتاب الرسالة).
قال عبد الرحمن بن مهدي: (ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها). رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار والخطيب البغدادي في كتاب "الاحتجاج بالشافعي".

- قال الإمام أحمد: (كان الفقهاء أطباء، والمحدثون صيادلة، فجاء محمد بن إدريس طبيباً صيدلانياً).
فشبهه بالصيدلاني الذي يعرف أنواع الأدوية ودرجاتها، والطبيب الذي يعرف علة المريض وما يصلحه من الدواء.
وقد جمع له البيهقي كتاباً في أحكام القرآن، جمع فيه ما رواه عن الشافعي من مسائل متصلة بأحكام القرآن
توفي رحمه الله سنة 204 هـ، وقد عدّه الإمام أحمد المجددَ الثاني بعد عمر بن عبد العزيز.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:20 AM

51: أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي (ت:204هـ)
بصريّ، من شيوخ الإمام أحمد وإسحاق ابن راهويه، وابن المديني، وقد وثقه الإمام أحمد
له نسخة في التفسير يرويها عن عباد بن منصور عن الحسن البصري، وقد أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:20 AM

52: النضر بن شميل بن خرشة المازني التميمي(ت: 204هـ)
أبو الحسن، من بني مازن بن عمرو بن تميم، ولد سنة 122ه تقريباً بمرو الرَّوذ، ثم انتقل به أبوه إلى البصرة وهو ابن خمس أو ستّ سنين؛ فنشأ بها، وأخذ عن بعض التابعين وتابعي التابعين، وبرز في علوم العربية، وسمع من بعض الأعراب.
روى عن: حميد الطويل، وعبد الله بن عون، وهشام بن عروة، وهشام بن حسان، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسرائيل بن يونس، وعوف الأعرابي، والخليل بن أحمد، وسعيد بن أبي عروبة، وسليمان بن المغيرة، وابن جريج، وشعبة بن الحجاج، وعبد الرحمن المسعودي، وغيرهم.
وروى عنه: إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، ونصر بن زياد النيسابوري، وغيرهم.
- قال ابن حبان: (مولده بمرو الرَّوذ، خرج به أبوه زمن الفتنة هارباً من مرو الرَّوذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين ومائة وهو ابن ست سنين؛ فكتب بالبصرة عن ابن عون وعوف الأعرابي والبصريين، ثم رجع إلى مرو الرَّوذ وسكنها، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأهل خراسان، مات بمرو وبها قبره سنة أربع ومائتين، وكان من فصحاء الناس وعلمائهم بالأدب وآداب الناس).
- وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت النضر بن شميل يقول: (خرج بي أبي من مرو الرَّوذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين، ومئة، وأنا ابن خمس أو ست سنين، هرب من مرو الروذ حين كانت الفتنة).
قال: (وسمعت النضر قبل موته بقليل يقول: (أنا ابن ثمانين، وكان مرضه نحواً من ستة أشهر، ومات في أول سنة أربع ومئتين). ذكرهما أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال، والظنّ أنهما من كتاب "تاريخ نيسابور" لأبي عبد الله الحاكم، وهو مفقود.
- وقال محمد بن يزيد المبرّد: (كان سيبويه وحماد بن سلمة أكثر في النحو من النضر بن شميل والأخفش، وكان النضر أعلم الأربعة باللغة والحديث). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال محمد بن خاقان: سُئل عبد الله بن المبارك عن النضر بن شميل؟
فقال: (درّة بين مروين ضائعة، كورة مرو ومرو روذ). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال العباس بن مصعب المروزي: (كان النضر بن شميل إماماً في العربية والحديث، وهو أوّل من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان، وكان أروى الناس عن شعبة، وأخرج كتباً كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وكان ولي قضاء مرو). ذكره أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
- وقال العباس بن مصعب: سئل النضر بن شميل عن الكتاب الذي ينسب إلى الخليل بن أحمد، ويقال له كتاب" العين"، فأنكره، فقيل له: لعله ألفه بعدك؟
فقال: (أوَخرجت من البصرة حتى دفنت الخليل بن أحمد؟!). ذكره أبو عبد الله الحاكم في كتابه "تاريخ نيسابور" كما في معجم الأدباء لياقوت الحموي.
- وقال داود بن مخراق: سمعت النضر بن شميل، يقول: (من أراد أن يشرف في الدنيا والآخرة فليتعلم العلم)
قال وسمعته يقول: (لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع فينسى جوعه). رواهما أبو عبد الله ابن منده في أماليه.
- وقال ابن سعد: (وكان ثقة إن شاء الله، صاحب حديث ورواية للشعر ومعرفة بالنحو وبأيام الناس، وتوفي بخراسان سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون، وذلك قبل خروج المأمون من خراسان).
وثّقه علي بن المديني، ويحيى بن معين، والنسائي.
وقال أبو حاتم الرازي: (ثقة، صاحب سنة).
- قال أبو عبد الله الحاكم: (أوّل من صنّف الغريب في الإسلام النضر بن شميل، له فيه كتاب هو عندنا بلا سماع، ثم صنف فيه أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه الكبير).
قلت: يقصد غريب الحديث.
وللنضر بن شميل مشاركات حسنة في القراءات والحديث، وكتب كتباً كثيرة أكثرها مفقود، وقد طبع منها رسالته في الحروف العربية.
ومما ذكر من كتبه ولم أقف عليه مطبوعاً: كتاب غريب الحديث، وكتاب الصفات، والمعاني، والسلاح، والأنواء، وخلق الفرس، ولعل بعضها أجزاء من كتابه في الصفات فإنه كبير مصنّف على أسماء الأشياء..
وذكر له ابن النديم كتاباً في معاني القرآن.
- قال الحسن بن محمد بن مصعب: سمعت محمد بن عبد الله بن قهزاد يقول: (مات النضر بن شميل سنة ثلاث ومائتين في آخر يوم من ذي الحجة، ودفن أوّل يوم من المحرم). رواه ابن حبان في الثقات.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:20 AM

53: روح بن عبادة بن العلاء القيسي (ت:205هـ)
من بني قيس بن ثعلبة، بطن من بكر بن وائل، وكان من أعيان أهل البصرة ووجهائها، ممن يتحمّل الحمالات ويقوم في المهمات، وكان من أوعية العلم الكبار، اجتمع له من الشيوخ ما لا نعرف أنه اجتمع لغيره من أقرانه، وكتب حديثاً كثيراً جداً، حتى أنكر عليه بعض أقرانه وشيوخه كثرة حديثه؛ فلما امتُحنَ وحُقّق في الأمر تبيّن صدقُه.
وكان ربما أخطأ في بعض حديثه، وقد تكلّم فيه عبد الرحمن بن مهدي ثمّ استحلّه لمّا تبيّن له صدقه، وضعّفه النسائي، وأثنى عليه شعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان في لزوم مجالس الحديث وكثرة كتابته، ووثقه أحمد وعلي بن المديني ويحيى بن معين وغيرهم.
روى عن: عبد الله بن عون، وحبيب بن الشهيد، وهشام بن حسان، وعوف الأعرابي، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وابن جريج، والأوزاعي، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم
وروى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ويعقوب بن شيبة، وأبو خيثمة زهير بن حرب، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والحسن بن علي الحلواني، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن معمر البحراني، وغيرهم.
- قال أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي: كنا عند شعبة، فقال له رجل: يا أبا بسطام ألا تحدثني؟
قال: (لو لزمتني كما لزمني هذا الفتى القيسي، وأشار إلى روح بن عبادة، لسمعت كما سمع). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال محمد بن يونس: سمعت علي ابن المديني، يقول: (نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبت منها عشرة آلاف). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال علي ابن المديني: قلت لأبي عاصم النبيل: رأيتَ روح بن عبادة عند ابن جريج؟
فقال: (أنا رأيت روح بن عبادة عند ابن جريج، ابن جريج صيّر لروح بن عبادة كلَّ يوم شيئاً من الحديث يخصّه به). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال: قلت لروح بن عبادة: متى سمعت التفسير من سعيد؟ قبل الهزيمة؟ قال: (إي والله).
قلت: سعيد هو ابن أبي عروبة راوي تفسير قتادة، وكان قد اختلط بعد هزيمة إبراهيم بن عبد الله بن حسن في زمن أبي جعفر المنصور؛ فلذلك كان سماع من سمع منه قبل الهزيمة صحيحاً، ومن سمع منه بعد الهزيمة فحديثه عنه ضعيف.
- وقال الخطيب البغدادي: (كان من أهل البصرة فقدم بغداد، وحدث بها مدة طويلة، ثم انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث، وصنف الكتب في السنن والأحكام، وجمع التفسير).
- وقال أبو الحسن الدارقطني الحافظ: « أوَّل من صنَّف من البصريين سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة، وصنّف ابن جريج ومالك بن أنس، وكان ابن أبي ذئب صنّف موطأً فلم يخرج، والأوزاعي والثوري وابن عيينة، ولم يرو عن جميعهم إلا روح بن عبادة».
- وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني في المؤتلف والمختلف في ترجمة محمد بن معمر القيسي: (كان بالبصرة، هو الذي يروي التفسير عن روح بن عبادة).
ومحمد بن معمر ثقة من رجال الصحيحين.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:20 AM

54: شبابة بن سوار الفزاري المدائني (ت: 205هـ)
مولى بني فزارة، وكان أصله من خراسان، ثم نزل المدائن.
روى عن: حريز بن عثمان، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وابن أبي ذئب، وشعبة، وورقاء، والليث بن سعد، وغيرهم.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وعلي بن المديني، وغيرهم.
ومروياته في التفسير كثيرة جداً، وأكثرها مما رواه من تفسير ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وقد روى عنه تفسير ورقاء: الحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن رافع النيسابوري، وحجاج بن حمزة الخشابي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وغيرهم.
وشبابة ثقة صدوق، لكنه اتُّهم بالإرجاء، ثم قيل: إنه رجع عنه.
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال: سمعت أبي يقول: (كان شعبة يتفقد أصحاب الحديث؛ فقال يوماً: ما فعل ذاك الغلام الجميل؟ يعني: شبابة). رواه الخطيب البغدادي.
- قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: قلت ليحيى بن معين: تفسير ورقاء عمن حملته؟
قال: (كتبته عن شبابة، وعن علي بن حفص، وكان شبابة أجرأ عليها، وجميعاً ثقتان). رواه الخطيب البغدادي.
وثقه يحيى بن معين، وتكلّم فيه أحمد بن حنبل لأجل قوله بالإرجاء.
- وقال أبو حاتم الرازي: (صدوق، يكتب حديثه، ولا يحتج به).
قال سعيد بن عمرو: قيل لأبي زرعة - وأنا شاهد-: كان أبو معاوية يرى الإرجاء؟
قال: نعم، ويدعو إليه، قيل: فشبابة أيضًا؟
قال: (نعم، ورجع عنه وقال: الإيمان قول وعمل). ذكره أبو عبد الله الذهبي في تذهيب الكمال.
- قال ابن قتيبة في "المعارف": (هو مولى لفزارة، ويكنى أبا عمرو، وكان مرجئاً، وهو من أهل بغداد، من أبناء خراسان؛ فتحوّل إلى "المدائن"؛ فنزل بها، واعتزل، ثم خرج إلى مكة؛ فأقام بها حتى مات.
وكان شديداً على "الرافضة" كثير اللهج بذكرهم).

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:20 AM

55: حجاج بن محمد المصيصي الأعور(ت:206هـ)
من أوعية العلم الكبار، أصله من ترمذ، وسكن بغداد، ثم انتقل إلى المصيصة ونسب إليها، ثمّ رجع إلى بغداد في آخر حياته، والمَصيصة، بفتح الميم وتشديد الصاد الأولى مكسورة، وكانت في أقصى شمال الشام، قريب من أضنة حالياً، كانت تعدّ من الثغور، وقد رابط بها جماعة من الصالحين، ثمّ اندثرت.
وحجاج بن محمد ثقة ثبت، من تابعي التابعين، رأى يحيى بن سعيد الأنصاري، وحريز بن عثمان، ويونس بن أبي إسحاق، وهم من التابعين، وروى عن جماعة من كبار أتباع التابعين، وهو أثبت الرواة في ابن جريج، كتب عنه التفسير وغيره، وله روايات كثيرة جداً في كتب التفسير المسندة، ويروي أيضاً عن غير ابن جريج؛ كشعبة وحمزة الزيات وأبي جعفر الرازي.
وروى عنه: الحسين بن داوود المصيصي المعروف بسنيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وغيرهم.
- قال أبو بكر الأثرم، عن أحمد بن حنبل: (ما كان أضبطه وأصحَّ حديثه!! وأشد تعاهده للحروف!!).
قال أبو بكر: ورفع أمره جداً، فقلت له: كان صاحب عربية؟
قال: (نعم).
- وقال أبو مسلم المستملي: خرج حجاج الأعور من بغداد إلى الثغر في سنة تسعين ومائة، وسألته في درب الحجارة وهو في السفينة، فقلت: يا أبا محمد هذا التفسير سمعته من ابن جريج؟ فرأيت عينه قد انقلبت، فقال: سمعت التفسير من ابن جريج، وهذه الأحاديث الطوال، وكلَّ شيء قلت: (حدثنا ابن جريج؛ فقد سمعته). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو بكر الأثرم: قال أبو عبد الله: (الكتب كلها قرأها على ابن جريج إلا كتاب"التفسير"، فإنه سمعه إملاء من ابن جريج، ولم يكن مع ابن جريج كتاب التفسير فأملى عليه).
- وقال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: (سمع حجاج الأعور التفسير من ابن جريج بالهاشمية، وهي التي دون الكوفة، سماعاً، سمع التفسيرين جميعاً).
وكان حجاج كثير الحديث جداً، قال أبو داوود: وقال أبوداود: (خرج أحمد ويحيى إلى الحجاج الأعور، وبلغني أن يحيى كتب عنه نحواً من خمسين ألف حديث).

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:28 AM

56: يزيد بن هارون بن زاذي السلمي(ت:206هـ)
مولى بني سليم، وشيخ الإسلام في زمانه، ولد سنة 118هـ، وأخذ العلم عن جماعة من الأئمة منهم: عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وداوود بن أبي هند، وابن عون، وشعبة، وغيرهم.
وروى عنه: احمد بن حنبل، وابن معين، وابن المديني، وابن راهويه، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وغيرهم.
- قال علي ابن المديني: (ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون).
- وقال أحمد بن سنان القطان: (ما رأينا عالما قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون. لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار).
- وقال ابن عرعرة: حدثني ابن أكثم، قال: قال لنا المأمون: (لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق).
فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يكون يتقى؟
قال: فقال ويحك، إني لا أتقيه لأن له سلطانا أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد علي، فيختلف الناس وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة.
قال: فقال له الرجل: فأنا أخبر لك ذلك منه.
قال: فقال له: نعم، فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد فدخل عليه المسجد، وجلس إليه، فقال له: يا أبا خالد إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: إني أريد أن أظهر القرآن مخلوق.
قال: فقال كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، فإن كنت صادقا فاقعد إلى المجلس، فإذا اجتمع الناس فقل.
قال: فلما أن كان من الغد اجتمع الناس فقام، فقال: يا أبا خالد، رضي الله عنك، إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: إني أردت أن أظهر القرآن مخلوق فما عندك في ذلك؟
قال: "كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، وما لم يقل به أحد".
قال: فقدم، فقال: (يا أمير المؤمنين كنتَ أنت أعلم.
قال: كان من القصة كيت وكيت، قال: فقال له: ويحك يلعب بك). رواه الخطيب البغدادي.
أراد أن يزيد أراد أن يشهد الناس عامة على إنكار هذا القول حتى يشتهر فيهم إنكاره.
له روايات كثيرة في كتب التفسير المسندة، وكان قد حصّل نسخاً في التفسير منها:
- نسخة أصبغ بن زيد الجهني، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير.
- ونسخة سفيان بن حسين الواسطي، عن أبي بشر اليشكري عن سعيد بن جبير.
- وتفسير ورقاء عن ابن أبي نجيح.
- ونسخة جويبر عن الضحاك.
وغيرها.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:29 AM

57: أبو عبيدة معمر بن المثنىّ التيمي البصري(ت:209هـ تقريباً)
مولى بني تيم بن مرة، وكان عالماً بالعربية وأخبار العرب.
روى عن: هشام بن عروة، وأبي عمرو بن العلاء، ورؤبة بن العجاج، وغيرهم.
وروى عنه: علي بن المديني، وأبو حاتم السجستاني، وعمر بن شبة، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو عثمان المازني، وغيرهم.
له كتب كثيرة، طبع منها: مجاز القرآن، وتسمية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده، والديباج، وأيام العرب، والخيل، وشرح نقائض جرير والفرزدق.
اختلف في سنة وفاته؛ فقيل: 208، وقيل: 209، وقيل: 210هـ، وقيل غير ذلك.
وكتابه "مجاز القرآن" هو في معاني القرآن.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:36 AM

58: عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميريّ الصنعاني (ت: 211هـ)
محدّث اليمن، الإمام المسند الكبير، ولد سنة 126هـ، روى عن: عبيد الله بن عمر، وعكرمة بن عمار، وهما من التابعين، وعن معمر بن راشد، وعبد الله بن طاووس بن كيسان، وابن جريج، والأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وهشيم بن بشير، وسفيان بن عيينة، وغيرهم كثير.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وأحمد بن صالح المصري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد بن حميد، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وغيرهم كثير.

- قال محمد بن أبان البلخي: حدثنا عبد الرزاق قال: (جالسنا معمراً تمام سبع سنين أو ثمان). رواه ابن أبي حاتم.
- قال أبو زرعة الدمشقي: حدثني محمود بن سُميع أنه سمع أحمد بن صالح [المصري]: يقول: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحسن حديثاً منه – يعني عبد الرزاق- ؟
قال: (لا). رواه ابن عساكر.
وكان عبد الرزاق إماماً من الأئمة الأعلام، لكن بدرت منه كلمة في شأن عمر بن الخطاب، وأخرى في شأن معاوية، أنكرهما عليه أهل العلم، واستشنعوها منه، واتّهمه بعضهم بالتشيّع، وقد صحّ عنه أنه لم يكن يفضّل عليّاً على أبي بكر وعمر، لكن كان يتوقف في تفضيل عثمان على عليّ.
وأما في الصدق فصدوق، وما كان يحدّث به من كتابه فهو أجود مما يحدّث به من حفظه، وقد ذهب بصره بعد المائتين، فكان يُلقّن، ووقع في بعض حديثه بعد ذلك ما يستنكر.
- قال ابن عدي: (لعبد الرزاق بن همام أصناف وحديث كثير وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه، ولم يروا بحديثه بأساً إلا أنهم نسبوه إلى التشيع، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليها أحد من الثقات؛ فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا، وأما في باب الصدق؛ فأرجو أنه لا بأس به إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت، ومثالب آخرين مناكير).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (عبد الرزاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه، وحديثه محتج به في الصحاح، ولكن ما هو ممن إذا تفرد بشيء عدّ صحيحاً غريباً، بل إذا تفرّد بشيء عدّ منكراً.
وكان من مذهبه أن يقول: أخبرنا، ولا يقول: حدثنا، وهي عادة جماعة من أقرانه، وممن قبله كحماد بن سلمة، وهشيم)

لعبد الرزاق كتبٌ طبع منها: المصنف، والأمالي في آثار الصحابة، والتفسير، وهو من التفاسير المسندة القيّمة.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:37 AM

59: محمد بن يوسف بن واقد الفِرْيابي(ت:212هـ)
الإمام المحدّث، من لِداتِ عبد الرزاق، وُلد سنة 126هـ، ونشأ بالكوفة، وأدرك الأعمشَ، فروى عنه، وعن سفيان الثوري وهو من طبقة صغار أصحابه، وأكثر من الرواية عنه، وروى عن الأوزاعي وسفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وجرير بن حازم، وغيرهم.
وروى عنه أحمد والبخاري، وأثنيا عليه، وروى عنه خلق غيرهما.
كتب عنه الإمام أحمد بمكّة، ثم أراد الرحلة إليه، وكان قد انتقل إلى قيسارية بالشام؛ فبلغه نعيُه وهو في الطريق، وأدرك البخاريُّ الرحلة إليه.
- قال البخاري: (استقبلنا أحمد بن حنبل، وهو يريد حِمصَ، ونحن خارجون من حمص، وَفَاتَه محمدُ بن يوسف).
وكان عابداً ورعاً صدوقاً في الحديث، لكنّه لم يكن مقدّماً في أصحاب سفيان لصغر سنّه؛ فإذا خالفه كبار أصحاب سفيان فالقول قولهم
له كتاب في التفسير مفقود.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:37 AM

60: أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ)
وهو سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ثابت بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري، وأبو زيد جدّ جدّه كان من الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان سعيد قارئاً للقرآن، ثقة ثبتاً في الحديث، عالماً بالعربية.

ولد بعد سنة 120هـ، وقرأ على أبي عمرو بن العلاء، والمفضل الضبي، وأبي السمال العدوي، وغيرهم.
روى عن: ابن عون، وسليمان التيمي، وعوف الأعرابي، وأبي عمر بن العلاء، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وسعيد بن أبي عروبة، وإسرائيل، وشعبة، ورؤبة بن العجاج، وغيرهم.
وروى عنه: عبد الملك الأصمعي، وخلف الأحمر، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وأبو حاتم السجستاني، وأبو عثمان المازني، وابن سعد، وعمر بن شبة، وصالح الجرمي، وأبو حاتم الرازي، وخلف البزار وقرأ عليه القرآن، وغيرهم.

- قال أبو منصور الأزهري: (سمع من أبي عمرو بن العلاء القراءات وجمعها، ورواها عنه أبو حاتم [السجزي] وغيره، وهو كثير الرواية عن الأعراب، وقرأ دواوين الشعراء على المفضل بن محمد الضبي، وجالس أبا الدقيش الأعرابي، ويونس النحوي، وأبا خيرة العدوي).
- وقال محمد بن يونس الكديمي: حدثنا روح بن عبادة قال: كنا عند شعبة فضجر من الحديث، فرمى بطرفه فرأى أبا زيد سعيد بن أوس في أخريات الناس، فقال يا أبا زيد:
استعجمت دار مي ما تكلمنا ... والدار لو كلمتنا ذات أخبار
إليَّ يا أبا زيد! فجاءه فجعلا يتناشدان الأشعار؛ فقال بعض أصحاب الحديث لشعبة: يا أبا بسطام نقطع إليك ظهور الإبل لنسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فتدعنا وتقبل على الأشعار؟ قال: فرأيت شعبة قد غضب غضباً شديداً ثم قال: (يا هؤلاء أنا أعلم بالأصلح لي، أنا والله الذي لا إله إلا هو في هذا أسلم مني في ذاك). رواه الخطيب البغدادي.
- وثقه صالح جزرة.
- وقال ابن أبي حاتم الرازي: (سمعت أبي يجمل القول فيه ويرفع شأنه ويقول: هو صدوق).
- وقال ابن حبان: (يروي عن ابن عون ما ليس من حديثه، روى عنه البصريون، لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار ولا الاعتبار إلا بما وافق الثقات في الآثار).
- وقال أبو العيناء محمد بن القاسم: سمعت أبا زيد سعيد بن أوس يقول: (خذوا العلم عن أفواه الرجال، فإن الرجل يكتب أحسن ما يسمع، ويختار أحسن ما يكتب، ويحفظ أحسن ما يختار، ويروي أحسن ما يحفظ).
- وقال أبو منصور الأزهري: (الغالب عليه النوادر والغريب؛ وله فضل معرفة بمقاييس النحو، وعلم القرآن وإعرابه، روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلام ووثقه، وروى عنه أبو حاتم السجزي، وقدّمه، واعتدّ بروايته عنه، وروى عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن هانيء النيسابوري النوادر والشعر، وربما جمع بينه وبين أبي مالك عمرو بن كركرة فيما يروى عنهما من الأمثال والغريب والألفاظ.
ولأبي زيد من الكتب المؤلفة كتاب "النوادر الكبير"، وهو كتاب جامع للغرائب الكثيرة، والألفاظ النادرة، والأمثال السائرة، والفوائد الجمة، وله كتاب في النحو كبير، وله كتاب في الهمز، وكتاب في معاني القرآن، وكتاب في الصفات).

قلت: طبع من كتبه: كتاب النوادر، والهمز، والمطر، والشجر والكلأ، واللبأ واللبن.
وطبع المختار من كتاب الأمثال له.
وذُكر من كتبه كتاب قراءة أبي عمرو، وكتاب "لغات القرآن" ولعله هو كتابه في معاني القرآن الذي ذكره أبو منصور الأزهري.

عبد العزيز الداخل 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م 02:38 AM

61: آدم بن أبي إياس العسقلاني (ت:220هـ)
اختلف في اسم أبيه؛ فقال البخاري: عبد الرحمن، وقال الخطيب البغدادي: اسم أبي إياس ناهية.
روى عن: حريز بن عثمان وهو من التابعين، وابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، وشيبان النحوي، وأبي جعفر الرازي، وأبي معشر المدني، والليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك، وورقاء بن عمر اليشكري، وبقية بن الوليد، وإسرائيل بن يونس، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عبيد، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو محمد الدارمي، وأبو عيسى الترمذي، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، وأبو زرعة الدمشقي، وغيرهم كثير.
- قال الخطيب البغدادي: (أصله من خراسان، ومنشؤه بغداد، وبها طلب العلم، وكتب عن شيوخها، ثم رحل إلى الكوفة والبصرة والحجاز والشام، ولقي الشيوخ وسمع منهم، واستوطن عسقلان فعرف بالعسقلاني).

- وقال ابن سعد: (آدم بن أبي إياس، يكنى أبا الحسن، وكان من أبناء أهل خراسان، من أهل مرو الروذ، طلب الحديث ببغداد، وسمع من شعبة سماعاً كثيراً صحيحاً، ثم انتقل فنزل عسقلان، فلم يزل هناك حتى مات بها في خلافة أبي إسحاق بن هارون في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة).
- وقال أبو داوود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: (زعموا أن آدم كان مكيناً عند شعبة).
وقد طبع تفسيره باسم تفسير مجاهد بن جبر باعتبار أنّ أكثر مروياته عن مجاهد، وفيه مرويات عن غيره كالحسن البصري والزهري.
وهو من رواية عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني (ت:356 هـ) - وهو مضعَّف- عن الحافظ إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل (ت: 281 هـ) وجادة.
- قال الذهبي في السير في ترجمة عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني: (قال صالح بن أحمد الحافظ: ضعيف، ادعى الرواية عن ابن ديزيل، فذهب علمه، وكتبت عنه أيام السلامة أحاديث، ولم يدّع عن إبراهيم، ثم ادعى، وروى أحاديث معروفة، كان إبراهيم يسأل عنها ويستغرب، فجوزنا أن أباه سمعه تلك، فأنكر عليه ابن عمه أبو جعفر، والقاسم بن أبي صالح، فسكت حتى ماتوا، ثم ادعى المصنفات والتفاسير مما بلغنا أن إبراهيم قرأه قبل سنة سبعين، وهو فقال لي: إن مولده سنة سبعين.
وسمعت القاسم يكذبه، هذا مع دخوله في أعمال الظلمة)ا.هـ

عبد العزيز الداخل 22 جمادى الآخرة 1443هـ/25-01-2022م 09:03 AM

62: أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت: 220هـ)
مولده سنة 128هـ تقريباً، وروى عن عكرمة بن عمار اليمامي، وشبل بن عباد المكي، وهما من التابعين، وروى عن سفيان الثوري، وإبراهيم بن طهمان، وبهلول بن عمرو الكوفي، وغيرهم.
وروى عنه: البخاري، وأحمد بن يونس، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وعبد بن حميد، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم.
وهو راوي تفسير سفيان الثوري، وله مرويات في كتب التفسير المسندة عن شبل بن عباد وغيره.
وهو رجل صدوق، معروف بملازمة سفيان الثوري، لكنّه لم يكن من حذّاق أهل الحديث، روى عن سفيان الثوري فأكثر وصحّف ووهم؛ فدخل في رواياته عنه خطأ كثير عن غير تعمّد.
- قال الجوزجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (كأنَّ سفيان الذي يحدّث عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثوري الذي هو يحدّث عنه الناس). رواه العقيلي.
- وقال المرّوذي في سؤالاته: قال أبو عبد الله [أحمد بن حنبل]: (كان أبو حذيفة الذي بالبصرة من أكثر الناس خطأ).
- وقال ابن أبي حاتم: سألت أبى عن أبى حذيفة؛ فقال: (صدوق، معروف بالثوري، كان الثوري نزل بالبصرة على رجل، وكان أبو حذيفة معهم، فكان سفيان يوجّه أبا حذيفة في حوائجه، ولكن كان يصحّف، وروى أبو حذيفة عن سفيان بضعة عشر ألف حديث، وفى بعضها شيء).
- وقال الدارقطني: (كثير الوهم).
وقد أخرج له البخاري في صحيحه أحاديث انتقاها، ووثقه ابن سعد والعجلي.
- قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أبو حذيفة أليس هو من أهل الصدق؟
قال: (نعم، أما من أهل الصدق؛ فنعم).
- قال الذهبي: (قال ابن حبان: قيل: إن الثوري تزوج أمه لما أتى البصرة).

عبد العزيز الداخل 24 جمادى الآخرة 1443هـ/27-01-2022م 08:44 AM

63: أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدمشقي(ت:245هـ)
القاضي الفقيه، والحافظ المحدث، والمفسّر والمؤرّخ، المعروف بدُحيم، مولى آل عثمان بن عفان.
ولد سنة 170هـ، وسمع معروف بن عبد الله الخياط وهو من آخر التابعين موتاً بالشام، وتفقّه على أصحاب الأوزاعي، وولي القضاء بالأردن وفلسطين، ثم في آخر حياته كتب إليه الخليفة المتوكل يأمره بتولّي قضاء الديار المصرية؛ لكن وافاه الأجل قبل أن يرتحل، وذلك في السابع عشر من رمضان سنة 245هـ.
روى عن: وعن الوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة، وضمرة بن ربيعة الرملي، وأبي مسهر الغساني، وعليّ بن عيّاش الحمصي، ومروان بن معاوية الفزاري، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعفان بن مسلم، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وسعيد بن منصور، ومحمد بن شعيب بن شابور، وغيرهم.
وروى عنه: أبناؤه عمرو وإبراهيم وأنس، والبخاري، وأبو محمد الدارمي، وأبو داود السجستاني، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، وأبو زرعة الدمشقي، وابن سُميع، وإسحاق بن أبي حسان الأنماطي، وغيرهم كثير.
- قال أبو بكر المروذي: وسمعته، يعني أحمد بن حنبل، يثني على دحيم ويقول: (هو عاقل ركين).
- وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: (دُحيم حجة، لم يكن بدمشق في زمنه مثله).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان من الأئمة الأثبات، ولي قضاء الأردن وقضاء فلسطين).
- وقال أيضاً: (عُني بهذا الشأن، وفاق الأقران، وجمع، وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلّل).

له كتاب: طبقات الشاميين مفقود، وله كتاب في التفسير ذكره الكتاني في ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، وعنه ابن عساكر في تاريخه.


الساعة الآن 02:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir