معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الأسئلة العلمية (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=580)
-   -   غير المصنف من أسئلة الآداب الشرعية (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=20021)

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 12:17 PM

أسئلة أم إسماعيل، إجابة نورة آل رشيد



شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس عطاش وقد شق عليهم الصيام، لكنهم ينظرون متى، فدعا بماء بعد صلاة العصر ووضعه على فخده الشريفة، وجعل الناس ينظرون إليه، فأخذه وشرب، والناس ينظرون. ثم قيل له إن بعض الناس قد صام. فقال: «أولئك العصاة، أولئك العصاة».

لم أفهم هذا الموقف ، هل كان هذا صيام فرض أم نفل ؟

ج: بل كان صوم رمضان
وهل هذه رخصة عامة إذا شق الصيام على الناس ؟
ج:نعم إذا شق الصيام على المسافر أفطر
وما معنى (لكنهم ينظرون متى)؟
....
وما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم " أولئك العصاة " ماذا قصد بذلك ؟
ويحتمل أن يصفهم بالعصيان لأمره لهم بالفطر فلم يفطرو



نورة آل رشيد: الأخت الكريمة أم إسماعيل
هذا الحديث أخرجه مسلم ، وكل ما طرحته من أسئلة قد أجاب عنها شراح الحديث
وسأضع بين يديك أحد شروح الحديث:
[إكمال المعلم شرح صحيح مسلم - للقاضي عياض 4/ 32]
90 - (1114) حَدثنِى مُحَمَدُ بْنُ المُثَنَى ، حَدثنَا عَبْدُ الوَفَاب - يَعْنِى ابْنَ عَبْد المَجِيدِ - حَدثنَا جَعْفَر عَنْ أبيهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد الله - رَضِىَ اللهُ عَنْهُمَا - أَن رَسُولَ اللهِ ( صلى الله عليه وسلم ) خَرَجَ عَامَ الفَتْح إِلى مَكَةً فِى رَمَضَانَ ، فَصَامً حَتًى بَلغَ كُرَلَ الغَميم ، فَصَامَ النَاسُ ، ثُمَ دَعَا وقوله : (فصام جتى بلغ كُرل الغميم ثم ذكر أنه دعا بقدح من ماء ثم شرب ، فقيل
كتاب الصيام / باب جواز الصوم والفطر فى شهر رمضان ...
إلخ 63 بِقَدحٍ مِنْ مَاء فَرَفَعَهُ ، حَتَّى نَظَرَ الئاسُ إِليْهِ ، ثُمَّ شَرِبَ .
فَقِيلَ لهُ بَعْدَ فًلِكَ : إِن بَعْض النَّاسِ قَد صَامَ .
فَقَالَ : (أولئِكَ العُصَاةُ ، اولئِكَ العُصَاةُ) .
له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام ، فقال : (أولئك العصاة[ أولئك العصاة] (1) 1 : جل الفقهاء أن من أصبح صائما فى الحضر ثم لكافر أنه لا يفطر فى يومه ، وذهب بعضهم إلى ذلك له ، وكان هذا فرع بين أصلن :
أحدهما : أن من أصبح صائمأ ثم عرض له مرض فإنه يباح له الفطر .
والثانى : [ أن] (2) من افتتح الصلاة فى السفينة حضرية ، ثم انبعثتْ به السفينة أثناء صلاته متوجها إلى السفر ، أنه يتم صلاته حكزا ، فيرد المخالف الفطر إذا حدث السفر إلى الفطر إذا حدث المرض ، ويرد الاَخرون إلى الصلاة المذكورة .
والفرق عندنا بين طَروء المرض[ على الصائم وطروء السفر : أن طَروء السفر أمر مكتسب ، فخوطب به بحالة الابتداء ، والمرض] (3) أمر غالب ، وقد يكون أيضا مرضا لا يمكن معه الصوم على حال .
وأما قوله : (أولئك العصاة) : فلا يكون حجة لمن يقول : إن الصوم لا ينعقد فى السفر ؛ لأنه يحتمل[ اْن يريد] (4) أن! قد شق عليهم الصوم حتى صاروا منهمن عنه ، فعصوا لذلك ، ويويد هذا التأويل اْنه[ قال] (5) فى بعض طرق هذا الحديث : (إنه قيل له : إن الناس قد شق عليهم الصيام) على أن من يحتج بهذا الحديث على جواز الفطر بعد أن أصبح صائما ، إنما يكون له حجة إذا سلم له أنه - عليه السلام - افتتح النهار بالصيام ثم أفطر ، ونحن نقول : يحتمل أن يكون قوله هنا : (صام ثم أفطر) : أى ابتدأ النهار بالفطر من اْوله ولم يعقد صوما ثم حلّه .
قال القاضى : قيل : إنما أفطر - عليه السلام - لمعنين ؟ ليتقوى الناس على عدوهم ، وليتأسى به فى الإفطار غيره .
ويحتمل أن يصفهم بالعصيان لأمره لهم بالفطر فلم يفطروا ، حتى عز عليهم بعد هذا وأفطروا ، والله أعلم .
أرجو أن يكون اتضح الجواب لديك

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 12:19 PM

سؤال ميمونة: لم أفهم هذه العبارة
( لا تأخذ العلم من صحفي ولا عن مُصحفي يعني لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف , ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف
وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما إذا كان فيها بيان , كالموجود الآن من المصاحف والحمد لله فهو واضح ما فيه إشكال ،
يعني معناه أن الإنسان يلحق كلمة غير مكتوبة ظنا منه أن المعنى لا يتم إلا بها فيقرأ ما ليس مكتوبا


جواب الأستاذة نورة آل رشيد: المقصود بهذا الكلام أن طالب العلم يتلقى العلم بالمشافهة أي من أفواه المشايخ وليس من مجرد الكتب
فلا تأخذ العلم من صحفي أي ممن أخذ العلم من الصحف فقط فلم يجالس العلماء
ولا تأخذ العلم من مصحفي أي أخذ القرآن من مصحف ولم يأخذه من أفواه المشايخ
هذا توضيح ما لونته بالأحمر وأظن الباقي لديك واضحا .


ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 12:34 PM

سؤال ميمونة: من موضوع التحلي بالمروءة
مامعنى: فتَنَكُّبُ ( خَوارِمِ الْمُروءةِ )

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
التنكّب هو الإعراض والعدول عن الشيء كأنه مأخوذ من توليته المنكبية، كما ان الإدبار مأخوذ من توليته الدبر.
قال الله تعالى: {وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون} أي معرضون عن الصراط المستقيم منحرفون مائلون غير مستقيمين على ما يحبه الله.
والصراط المستقيم هو الطريق الوحيد الموصل إلى رضوان الله تعالى وجنته، فمن تنكَّب عن هذا الصراط لم يصل إلا إلى سخط الله وعقابه.
والعرب تقول: ريح نَكْبَاءَ إذا خالفت المهب المعتاد.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 12:37 PM

سؤال ميمونة: مامعنى هذا الكلام
الأنفة من غير كبرياء : يعني أن يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب ضعته عند الناس لكن بدون كبرياء

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: قوله في الأنفة من غير كبرياء ( يعني أن يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب ضعته عند الناس لكن بدون كبرياء)
بعض المِهَن الوضيعة - ولو كانت جائزة لا إثم فيها - فلا ينبغي لطالب العلم أن يعمل فيها ولا يجوز له أن يتكبر على أصحابها ، فأنفَته من هذه المهن الوضيعة هو لحفظ قدر العلم وأهله، وقد جرت عادة الناس على احتقار أصحاب هذه المهن ولا ينبغي لطالب العلم أن يضع نفسه في موضع يحتقره الناس فيه.
وقد تكون بعض تلك المهن جائزة ويقبل بها من كان محتاجاً مضطراَ إليها ، ولا حرج عليه شرعاً فيها ، وهو كسب حلال ويرجى له فيه أجره إذا قصد به إعفاف نفسه وعياله، لكنه إذا أمكنه الانتقال إلى مهن لا يحتقرن الناس فهو خير له وأصلح.
والمهن الوضيعة على قسمين:
- مِهَن وضيعة حسًّا وهي التي تباشر فيها النجاسات غالباً كالزبالة واستخراج النجاسات من مجاري المياه ونحو ذلك، وهذه مهن جائزة ولا سيما عند الحاجة وإن كانت مكروهة لأهل العلم والفضل لكن لا يأثم صاحبها، وامتهانها خير من سؤال الناس واستجدائهم.
- ومهن وضيعة معنى وهي التي يكون فيها ابتذال لكرامة الإنسان واعتياده على مساوي الأخلاق من الكذب والفحش والتفحش والإسفاف في القول والعمل ، وهذه مهن محرَّمة.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 12:56 PM

سؤال ميمونة: من موضوع:الإعراض عن الهيشات
لم أفهم هذا الكلام

نسخ: الهيشات يعني بذلك هيشات الأسواق كما جاء في الحديث التحذير منها لأنها تشتمل على لغط وسب وشتم
وبعض طلبة العلم يقول أنا أقعد في الأسواق من أجل أن أنظر ماذا يفعل الناس؟ وماذا يكون بينهم؟ فنقول:
هناك فرق بين الاختبار والممارسة


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يقصد بالممارسة أن يكون من عادة طالب العلم أن يكثر الجلوس في الأسواق من غير حاجة لشراء أو بيع ، وإنما رغبة في تزجية الوقت وملاحظة الناس ؛ فهذا مذموم ، وليس من أدب طالب العلم أن يكون بهذه الحالة، وهذا فيه امتهان لقدره.
وأما الاختبار فقصد به لو أن أحداً أخبره عن حدث حصل في السوق فذهب ليختبر صدق الخبر ويتحقق منه فهذا يختلف عن الأول ، وقد يكون مطلوباً إذا كان يترتب على ذلك إنكار منكر أو نصرة مظلوم أو إعانة محتاج، وإذا كان لغرض الفرجة فقط لم يكن فيه فضيلة ، بل هو إلى المنع أقرب لئلا يطلع من الناس على ما يكرهون فيعاقب بذلك في بعض شأنه.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 12:58 PM

سؤال أم إسماعيل: إعجامُ الكتابةِ : إذا كَتَبْتَ فأَعْجِم الكتابةَ بإزالةِ عُجْمَتِها
كيف أعجم بإزالة عجمتها ؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء

جواب الأستاذة نورة آل رشيد:
وفيك بارك الله أم إسماعيل
لو راجعت معاجم اللغة لوجدت أن معنى الإعجام يدور حول الإبهام وعدم الإفصاح في الأصل .
فإذا قيل أعجم الكلام فمعناه أبهمه .
أما أعجم الكتابة فمعناه أزال عجمتها أي إبهامها.
فالإعجام في الكلام شيء ، وفي الكتابة شيء آخر .
وقد كانت الحروف العربية في بدايتها مهملة من النقط ، وعندما استخدم النقط سمي إعجاما فزالت عنها العجمة ، أي زال عنها الإبهام.
وهذا يكون في الحروف متشابهة الرسم مثل : ب - ت - ث ، فهي في طريقة الرسم واحدة ، لكن في النطق مختلف ومثلها : ع - غ وهكذا ، وكانت بادئ الأمر غير منقوطة ، فعندما نقطت أو دعينا نقول: أعجمت ، زال عنها الإبهام وتمايزت وأصبحت النقط تدل على حروف مختلفة.
وتجدين في بعض المعاجم قوله :
العين المهملة ، والمقصود مهملة من النقط.
الغين المعجمة ، والمقصود معجمة بوجود النقطة.
والمؤلف رحمه الله أراد من طالب العلم إذا كتب أن يكتب ما يكون واضحا بعيدا عن الإبهام ، فهذا معنى إعجام الكتابة.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:10 PM

سؤال أبي عبد الرحمن البوقطبي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، ففيما يتعلق بالمقدمة فقد قال الشيخ ابن عثيمين:"والحاصل أنه لا يستقيم أن نقول كل من ترك مسنونا فقد وقع في مكروه" وهذا واضح، ثم قال:"أو كل من ترك واجبا فقد وقع في المحرم على سبيل الإطلاق" وهذا غير واضح باعتبار أن ترك الواجب عصيان للأمر فهو محرم، كما أن ترك المحرم واجب، فترك المسنون لا يلزم منه المكروه لكن كيف يكون ترك الواجب لا يلزم منه المحرم؟!، أريد صورة فيها ترك لواجب ومع ذلك لا يكون قد فعل محرما؟ وفقكم الله يا هداة الحيارى.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: من ترك واجباً قد تعيَّن عليه فعله فهو آثم، ويكون بذلك قد ارتكب أمرا محرماً وهو ترك فعل الواجب، هذا من حيث الأصل، لكن قد يكون لبعض المسائل أحوال تخصها، وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( والحاصل أنه لا يستقيم أن نقول كل من ترك مسنونًا فقد وقع في المكروه أو كل من ترك واجبا فقد وقع في المحرم يعني على سبيل الإطلاق بل يقيد هذا)
ومن أوجه التقييد: أن يكون الواجب كفائياً، فإذا قام به من يكفي، لم يكن على من تركه إثم.
ومن أوجه التقييد: أن يكون الواجب موسعاً فيتركه في أول الوقت مع قصد فعله في آخره، ثم يطرأ عليه عذر يعذر به.
ومن أوجه التقييد: أن يكون لترك الواجب فدية يفتدى بها فيرتفع الإثم بذلك؛ كالحنث في اليمين مع الكفارة، وترك واجب من واجبات الحج مع الفدية.
ومن أوجه التقييد: أن يتعارض واجبان في مسألة واحدة بحيث يقتضي فعل أحدهما ترك الآخر، وهذا قد يقع في مسائل المعاملات كتعارض البر بالوالدين مع رعاية حق الزوجة في أمر من الأمور الواجبة، وواجب حفظ السر مع واجب درء الضرر، ونحو ذلك، فيكون ترك أحد الواجبين في الأصل لمراعاة ما هو أوجب أمراً لا يأثم به العبد حتى لو أخطأ في اجتهاده فقدَّم ترك الأوجب على ترك ما هو أدنى وجوباً منه.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:14 PM

سؤال أبي سلمى: السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته
(س) ماهو فقه الواقع وهل كلام الشيخ ابن عثيمين فيما قاله في فقه الواقع صحيح وجزاكم الله خيرا واسأل الله أن يفتح عليكم

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مسائل الواقع كثيرة جداً ولا يمكن لطالب علم أن يستوعبها ، وليس مطالباً بذلك ، والاشتغال به في بداية الطلب مظنة للانحراف في التوجه لأنه اشتغال مع ضعف في التحصيل العلمي والتأصيل ، ومسائل الواقع فيها مسائل كثيرة مشتبهة، ومسائل ظاهرها خلاف باطنها ، فيكثر الخطأ في الفهم والتصور بسبب ذلك، وينبي على ذلك أخطاء في المعالجة والإصلاح.
وقد لاحظت على من انشغل بذلك في بداية طلبه للعلم بعض مظاهر الانحراف والافتتان غلواً أو تفريطاً، ووجدت أن طريقة المتثبتين من أهل العلم هي أقرب الطرق إلى الصواب، على أننا في بلدنا نشهد تقصيراً في هذا الجانب ظهر أثره علينا.
لكن التصحيح لا يعني أن ننطلق بتوسع في دراسة الواقع قبل اكتساب التأصيل العلمي، لأن مسائل الواقع كثيرة جداً ومتزاحمة وكثير منها يلفه الغموض.

وأذكر أنه في وقت شرح الشيخ رحمه الله لحلية طالب العلم كانت الفتنة في ما يسمى بفقه الواقع ظاهرة والناس مختلفون فيه وقد حصلت فتنة بين طلاب العلم فيه بين متعصب له يرى أنه من الضروريات حتى يقدمه على بعض علوم الشريعة ، ومنهم من يراه علماً غير نافع ، بل يرى أن فيه ضرراً كبيراً .
والحق هو التوسط ؛ فيبدأ طالب العلم بدراسة علوم الشريعة ويحرص على حسن التحصيل وجودة التأصيل، ثم يدرس من مسائل فقه الواقع ما يحتاج إليه.

ما يتعلق بأصول فقه الواقع هو من علوم الشريعة التي ينبغي لطالب العلم أن يدرسها ؛ فينبغي له أن يدرس ما ورد في النصوص وكلام السلف من التعرف على مكائد أعداء الدين من شياطين الإنس والجن فيعرف مكائد الشيطان وكيف يستعيذ بالله من شرها حتى ينجو من كيده وحبائله، وكذلك مكائد المنافقين ودسائسهم التي لا يكاد يخلو منها زمان، وكذلك أعداء المسلمين من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ، هؤلاء كلهم لهم مكائد ضد الإسلام وهي من ضرورة الصراع بين الحق والباطل، وهذه المكائد لها أصول جامعة تتكرر صورها وأفرادها على مر العصور، وهذه الأصول مبينة في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح؛ وكذلك بعض أبواب فقه الواقع الأخرى لها أصول جامعة ينبغي لنا أن ندرسها.
ودراسة هذا القدر من أصول فقه الواقع هو من علوم الشريعة التي ينبغي التأليف فيها وتقريبها للمتعلمين ليدرسوها دراسة مؤصلة.

تتلو ذلك مرحلة مهمة وهي تصنيف مسائل فقه الواقع المعاصر إلى أبواب كبار يبرز في كل باب أهم المسائل التي تضمنها ، وأولى من يتلقى عنه هذا العلم من المسلمين، فكل ميدان من هذه الميادين التي يحتاج إليها المسلمون نجد أنه لا يخلو من قائم لله فيه بحجة، وإن لم يعرفه أكثر الناس، ولا سيما المسائل الكبار التي عليها مدار الصراع المعاصر كمسائل المرأة والطفل والإعلام والسياسة والاقتصاد وغيرها ، وكل باب من هذه الأبواب لو أراد طالب العلم أن يشتغل به لوجد أنه يستأثر بوقت كبير جداً، ولا يطالب طالب العلم أن يكون ملماً بهذه الأبواب كلها ويعرف تفاصيلها ودقائقها، لكن لا يحسن به أن يكون جاهلا فيها.
والتوسط هو أن يدرس في كل باب ملخصاً للمسائل المهمة فيه ويتعرف فيه على أهم المراجع المتخصصة وأهم الكتّاب المجيدين الذين قاموا بهذا الواجب الكفائي وشهد لهم أهل العلم بسلامة المنهج وحسن المعرفة ، حتى إذا ما دعت الحاجة إلى أن يتوسع في دراسة مسألة من تلك المسائل فإذا به يعرف كيف يبحث فيها.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:16 PM

سؤال طويلبة علم جزائرية: السلام عليكم ورحكة الله وبركاته
سؤالي هو : هل من أدب طالب العلم أن يستأذن شيخه عند الحضور عند غيره من المشايخ؟؟؟؟
و جزاكم الله خيراً

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا من الآداب التي ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها، لكنها خاصة بمن يلازمه من المشايخ، لأن الشيخ الذي يلازمه الطالب يعرف ما يحسنه الطالب وما لا يحسنه، وما يناسبه وما لا يناسبه، وإذا أراد الطالب أن ينتقل إلى شيخ آخر استأذن من شيخه تأدباً معه واستئناساً لرأيه فقد ينصحه بنصيحة تنفعه، وقد ينبهه على أمر يفيده عند دراسته على بعض الشيوخ.
فالاستئذان له فوائد، وهو ليس بلازم، لكنه من الآداب التي ينبغي للطالب أن يراعيها.
ويجب على الشيخ أن ينصح للطالب إذا استنصحه، وأن يدله على خير يعلمه له، وأن يحذره من شر ما يخافه عليه.

وأما الشيخ الذي لا يلازمه الطالب ولا يعرفه الشيخ معرفة جيدة فلا موجب لاستئذانه، ومع هذا فإن استأذنه واستنصحه فحسن.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:19 PM

سؤال محبة السنة: السلام عليكم ورحمة الله
اشكل علي قول الشيخ: بكر ابوزيد في المقدمة(ومنها مايدرك بضرورة الشرع ومنها مايعرف بالطبع ويدل عليه عموم الشرع) ارجو مزيد توضيح لمعنى هذه العبارة بارك الله فيكم؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
لما بيَّن الشيخ رحمه الله أن من الآداب ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، بيَّن أن معرفة هذه الآداب تتحصل من طريقين:
الأول: طريق الشرع؛ كالإخلاص، والصدق، وملازمة خشية الله، والتواضع، وغيرها من الآداب التي يعرفها طالب العلم بضرورة الشرع، أي بما دلت عليه المعرفة الضرورية لتعاليم الشريعة من أن هذه الأمور يُجزم بأن الشرع قد أمر بها وحث عليها.
الطريق الثاني: ما يعرف بالطبع، وهو ما تقتضيه الطباع الصحيحة، والأذواق السليمة والأعراف الحسنة من الآداب التي يوصف من تحلى بها بأنه متأدب، ومن تخلى عنها بأنه غير متأدب؛ فمن الآداب ما ليس منصوصاً عليه في الشرع لكنه يعرف بالعُرف والذوق السليم والطبع الصحيح.
وهذا يختلف باختلاف البلدان والأحوال.
فحضور الطالب إلى حلقة العلم بلباس اللعب والرياضة أو الملابس الخاصة في المنزل أمر مخالف لأدب الطلب وحضور حلق العلم، وأصحاب الذوق السليم والطبع الصحيح ينتقدون مثل هذا الصنيع ويعدون صاحبه مخلاً بالأدب.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:22 PM

سؤال يوسف الجزائري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف لي يا شيخي الفاضل أن أجمع بين ما قاله شيخنا بكر أبو زيد -رحمة الله عليه
(كن على جادة السلف ومثال ذلك عن مالِكٍ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ : ( لا يُؤْخَذُ العِلْمُ عن أربعةٍ : سفيهٌ يُعْلِنُ السَّفَهَ وإن كان أَرْوَى الناسِ ، وصاحبُ بِدعةٍ يَدْعُو إلى هَواهُ ، ومَن يَكْذِبُ في حديثِ الناسِ ، وإن كنتُ لا أتَّهِمُه في الحديثِ ، وصالحٍ عابدٍ فاضلٍ إذا كان لا يَحْفَظُ ما يُحَدِّثُ به ) .فقد كان السلَفُ رَحِمَهم اللهُ تعالى يَحتسِبونَ الاستخفافَ بهم وتَحقيرَهم ورَفْضَ المبتدِعِ وبِدْعَتَهُ ويُحَذِّرُون من مُخالَطَتِهم ومُشاوَرَتِهم ومُؤاكَلَتِهم فلا تَتَوَارَى نارُ سُنِّيٍّ ومُبتدِعٍ .

و قوله ، أمَّا إن كنتَ في دِراسةٍ نِظاميَّةٍ لا خِيارَ لك ، فاحْذَرْ منه ، مع الاستعاذةِ من شَرِّه ؛ باليَقَظَةِ من دَسائسِه أي يقصد المبتدع
وهل الشيخ رحمة الله عليه يقصد دراسة نظامية غير الدراسة الشرعية -علوم الشرع )

وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيرا

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود بالدراسة النظامية هي المدارس الحكومية والمدارس الأهلية التي تتقيد بالمناهج الحكومية وخطتها التعليمية ، فقد يكون في تلك المدارس تدريس لبعض المواد الشرعية ، ويوكل تدريسها لبعض المبتدعة، ولا يكون للطالب خيار في تغيير المدرس ، ويشق عليه ترك الدراسة لأجل هذا المدرس، لما يلحقه في تركها من الضرر، فتكون دراسته لهذه المادة على ذلك المدرس المبتدع أمر لا خيار له فيه؛ فوصاه الشيخ بهذه الوصية النافعة.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:35 PM

سؤال محبة السنة:في درس التحلي برونق العلم ورد قول ابن سيرين رحمه الله (كانوا يتعلمون الهدي كما كانو يتعلمون العلم)
والسؤال هو: في وقتنا الحاضر كيف نتعلم الهدي في ظل الغياب الكبير للقدوات خصوصا ان جل دراساتنا الشرعية ان لم يكن كلها هي دراسة عن بعد اي اننا لانكاد تلتقي بقدوات في هذا المجال ولايخفى على فضيلتكم ان لسان الحال ليس كلسان المقال اي اننا مهما قرانا في الكتب عن سير الاعلام فان هذا ليس كرؤية احوالهم ومعاشرتها؟ فكيف السبيل الى ذلك. وبارك الله في جهودكم

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: لا يخلو زمان من صالحين متمسكين بالهدي الصحيح، وإن ندروا وكانوا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، ومَن كان صاحب تأسٍّ بأهل الخير والصلاح كفاه أن يحثه على ذلك ما يراه من جوانب الخير والصلاح لديهم، فرُبَّ عمل يراه المرء من أحدهم فينتفع به زمناً طويلاً، ولا يشترط في القدوة أن يكون كاملاً في جميع الجوانب، بل النقص من طبيعة البشر، حتى الصالحين يقع منهم تقصير وقصور في جوانب وإجادة وإحسان في جوانب أخرى.
فمن فتح له في العلم والتعليم ونشر العلم قد يقع منه قصور وتقصير في جوانب أخرى.
ومن فتح له في التعبد والتهجد وكثرة الصلاة والصيام والتلاوة وكثرة الذكر قد يقع منه قصور وتقصير في جوانب أخرى.
ومن فتح له في أعمال البر والإحسان ونفع الناس قد يقع منه تقصير في غير ذلك من الأمور.
ومن فتح له في الجهاد والنصيحة والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورعاية حدود الله وحرماته فكذلك.
وأما من كان ذا حظ في هذه الأعمال كلها فهو إمام من الأئمة الأبدال.
ذكر ابن عبد البر في التمهيد والاستذكار أن عبد الله بن عبد العزيز العُمَري العابد كتب إلى الإمام مالك بن أنس يحضُّه على الانفراد والعمل وترك مجالسة الناس في العلم وغيره فكتب إليه مالك: (إن الله تعالى قسم بين عباده الأعمالَ كما قسمَ الأرزاقَ؛ فرُبَّ رجل فُتِحَ له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح الله له في الجهاد، ولم يفتح له في الصلاة، وآخر فتح له في الصدقة، ولم يفتح له في الصيام.
وقد علمتُ أنَّ نشر العلم وتعليمَه من أفضل الأعمال، وقد رضيتُ بما فَتَحَ الله لي فيه، وقسم لي منه، وما أظنُّ ما أنا فيه بدون ما أنت فيه من العبادة، وكلانا على خير إن شاء الله)

ومن فتح الله له باباً من أبواب الخير فليعتنِ بالاتساء بأئمة ذلك الباب من الصالحين، وينتفع من هديهم ودلّهم وسمتهم في غير مخالفة لهدي الكتاب والسنة.
وبهذا يُعلم أن الاقتداء يتجزأ ويتنوَّع ، فما يُرى عند بعض الصالحين من تقصير وقصور في جوانب لا يمنع من الاقتداء بهم فيما أحسنوا فيه.
ومن تطَلَّب قدوة تاماً في جميع هذه الأبواب أعياه ذلك.
ومن تأمل أحوال من حوله وجد من بعضهم إجادة وبراعة في بعض أمور الخير، فليكن ذلك حافزاً له على الاتساء بهم بما يتيسر له.
والآثار عن السلف في الاتساء ببعض أحوال الناس وأقوالهم كثيرة مبثوثة في سيرهم.
قال أصبغ المالكي لعون بن عبد الله : (سمعت من أبيك كلاماً نفعني الله تعالى به وهو: لأن يخطئ الإمام في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة)
وقال زبيد بن الحارث اليامي: (سمعت كلمة فنفعني الله عزَّ وجلَّ بها ثلاثين سنة)
بل إن بعضهم يرى موقفاً أمامه فيعتبر به مدة طويلة من الزمن.
وهذا هو مقصود الاقتداء أن ينتفع المقتدي بما يسمع ويرى.

ومن الدعاء الذي أرشد الله إليه عباده المؤمنين أن يقولوا: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}
وهو يشمل الإمامة على اختلاف درجاتها، فقد يفتح لعبد من عباد الله في عمل من الأعمال فيكون فيه إماماً يقتدى به فيه ، ولو كان لديه ضعف في أبواب أخرى من أبواب الخير.
واللبيب الذي يحاسب نفسه ويزن عمله بالكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة يعرف من نفسه ما هو مقصّر فيه في من أبواب الخير، ويعرف ما فتح له فيه مما يحسنه؛ فيعتني أولاً بالقدر الواجب من كل ذلك، وهو أمر متيسّر لا حرج فيه على المرء؛ لأن الواجبات الشرعية هي من تكاليف الدين، وما جعل لله علينا في الدين من حرج.
ثم يعتني بالاجتهاد فيما فتح له فيه، وليعلم أن قيمة كل امرئ ما يحسنه كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومما يعينه على الإحسان في ذلك الأمر النظر إلى سير المحسنين فيه فيعتني بآثارهم ومآثرهم سواء أكانوا من الأموات أم الأحياء
فمن مات يعتني بسيرهم ويتعرف على طرائقهم وأسباب تفوقهم وتمكنهم وانتفاع الناس بهم.
والأحياء منهم يحرص على الاستفادة منهم بما يتيسر له، فقد ينتفع من مجالستهم ومراسلتهم والعرض عليهم ما لا يستفيده من القراءة والدراسة مدة طويلة.
وقد قال النووي في شرح صحيح مسلم: (ومذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ ساعات بل أياماً)
فإذا كان هذا نفع مذاكرة ساعة؛ فما الظن بملازمتهم والعرض عليهم والتخرج على أيديهم.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:39 PM

سؤال نجاح: هل من يتعلم العلم الشرعي يقوم اهله بتشجيعه عند الناس لبث الثقه في نفسه فهل يكون مدخل للرياء ؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: لا.
والتشجيع والتحفيز مما يعين على إتقان العمل ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على بعض أصحابه ، ويفرحون بذلك.
وإتقان الطالب للعمل وعرضه على معلمه فإن أثنى عليه دلَّ ذلك على إتقانه وإجادته فيعجبه ذلك ؛ ليس من المراءاة في شيء ؛ لإن إعجاب المعلّم بالعمل وسروره به دليل على حسن العمل وجودته؛ فيفرح به لأجل ذلك لا لأن مبلغ قصده من التعلم أن يمدحه ذلك المعلم أو غيره.
وفي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى الأشعري: (( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة ! لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داوود )).
وفي رواية للنسائي في سننه الكبرى وابن حبان في صحيحه: أن أبا موسى الأشعري قال: (لو كنت أعلمتني لحبرت ذلك تحبيرا)
أي زدت في تحسين تلاوتي.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:49 PM

سؤال محبة السنة: سؤال في الفصل الثاني قي كيفية الطلب والتلقي وردت العبارة (ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم) ارجو شرح وافي لهذه العبارة. هل يدخل فيها دراسة اكثر من متن او علم في نفس الوقت او التحاق الطالب للدراسة في اكثر من دورة في ان واحد؟ وجزاكم الله خيرا

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: أي أن الطالب إذا خلط في تعليمه بين دروس في وقت متزامن من غير تنظيم ولا ترتيب فإن ذلك من أسباب عدم ضبط العلم ؛ فيسمع درساً في العقيدة وتبقى عليه مسائل فيه لم يفهما جيداً ثم ينتقل إلى درس في التفسير والعربية وهكذا وهو لم يضبط ما درسه أولاً فإن ذلك ضعف في تحصيله ينتج عنه خلل في البناء العلمي لديه، لأن إذا واصل الدروس بهذه الطريقة يكون كالمستكثر منها على غير فهم وعلم وضبط وتتداخل العلوم لديه ولا يميز بين حدودها.
لكن إذا كان الطالب منظماً لوقته حريصاً فهم الدرس الذي يستمع إليه أو يقرأ فيه، ثم إذا انتقل إلى درس آخر ضبطه كذلك، وحرص على السير في العلم بتدرج ومنهج صحيح فإنه يصل بإذن الله تعالى، ويحصل تحصيلاً جيداً.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 01:52 PM

سؤال محبة السنة: في درس كيفية الطلب والتلقي :
مامناسبة ذكر الاية ( الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) في هذا الدرس تحت نقطة اخذ الطلب بالتدرج؟


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يتلونه حق تلاوته : أي يحسنون قراءته والعمل به والاهتداء بهديه، ويتبعونه حق اتباعه.
قال عبد الله بن مسعود: (والذي نفسي بيده إن حق تلاوته: أن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله). رواه ابن جرير.
وتعلم العلم النافع والعمل به هو من المعانيالتي تضمنتها تلاوة الكتاب حق تلاوته لأن القرآن هو أصل العلم والهدى.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 02:17 PM

سؤال ميمونة: ومن العجيب أن بعض من حرم قصدا كبيرا من التوفيق لا يكون عنده الالتزام والإنابة والرجوع إلى الله إلا بعد (التقاعد) فهذا وإن كانت توبته شرعية، لكن دينه ودين العجائز سواء، إذ لا يتعدى نفعه، أما وقت ولايته، حال الحاجة إلى تعدي نفعه، فتجده من أعظم الناس فجورا وضررا، أو بارد القلب، أخرس اللسان عن الحق. فنعوذ بالله من الخذلان.
من العجب أن بعض الناس إذا عزل عن الولاية وترك المسؤولية ازداد إنابة إلى الله عز وجل، لأنه إن عزل في حالة يحمد عليها لجأ إلى الله وعرف أنه لا يغنيه أحد عن الله عز وجل، وعرف افتقاره إلى الله تبارك وتعالى، فصلحت حاله. وإن كان انفصاله إلى غير ذلك فلربما يمن الله عليه بالتوبة لتفرغه وعدم تحمله المسئولية، فيعود إلى الله تبارك وتعالى.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: مراده أن من الناس من إذا كان في منصب ورئاسة يأمر وينهى فإنه يؤذي ويظلم ويتعدى حدود الله ؛ ولا يتوب إلا إذا ترك العمل وأصبح لا يأمر ولا ينهى وليس له ولاية ولا رئاسة ؛ فهذا إن كانت توبته صادقة فهي تنفعه إن شاء الله ، لكن تعجب الشيخ كان من أنه وقت الحاجة إليه كان مؤذيا ظالماً .
والعزل عن المنصب قد يكون عقوبة للعبد بسبب تقصيره وتفريطه وقلة شكره ، وقد يكون ابتلاء له وإن كان محسنا في عمله.


ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:10 PM

سؤال محبة السنة: اذا كنا في بلد ينتحل المذهب المالكي كما هو الحال في السودان ، هل من الافضل دراسة الفقه المالكي اولا او دراسة الفقه الحنبلي كما هو الحال هنا عندنا في المعهد علما انه لايوجد من يدرسنا نحن النساء بالذات كتب الفقه المالكي ؟ وايهما اقرب للصواب المذهب الحنبلي او المالكي؟ وجزاكم الله خيرا

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل ينبغي لطالب العلم أن يدرس ما يتيسر له على شيخ أو طالب علم متمكن، والفقه الشائع في بلده مقدَّم على غيره إذا وجد من يدرس عليه ، فأما إذا لم يجد ووجد من يدرس عليه الفقه على مذهب آخر ، فلا ينبغي له أن يترك دراسة الفقه بحجة أن هذا المذهب غير المعتمد في بلده، بل عليه أن يدرس ويدرك أن في بعض مسائل الفقه خلاف بين أهل العلم ، وليجعل هذا مرحلة في دراسة الفقه ، ثم في المرحلة التالية يدرس الفقه بما يعرف به أقوال أئمة المذاهب في كل مسألة من مسائل الفقه، وهي مرحلة المتوسطين، وفي هذه المرحلة يدرك مسائل الخلاف بين المذهب المعتمد في بلده والمذاهب الأخرى، وهذا من حيث التعلم والتدرج فيه، ومن حيث العمل فيأخذ بما ترجح لديه بالدليل، فإنه لا يحل لمن تبيّن له الحق في مسألة أن يخالفه لقول عالم أو مذهب يتقلده.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:15 PM

سؤال محبة السنة: في درس كيفية التلقي والطلب: ذكر فضيلة الشيخ العثيمين في حفظ مختصر في كل فن، ذكر كتاب التوحيد (في قسم التوحيد) فهل هو من باب ضرب المثل ام هذه الكتب معنية بذاتها فلايحفظ غيرها مثل متن ثلاثة الاصول وكشف الشبهات وغيرها ؟ وكذلك في بقية الفنون .احسن الله اليكم.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: هو من باب الاقتراح والترشيح، وكتاب التوحيد يمتاز بكونه أدلة من القرآن والسنة وفيه آثار قليلة فحفظه أسهل من حفظ الكلام المنثور كما في كشف الشبهات، وبعض المواضع في ثلاثة الأصول.
وطلاب العلم يختلفون فيما يسهل عليهم حفظه وما يتعسر، فمنهم من يسهل عليهم حفظ المنظومات ويتعسر عليهم حفظ الكلام المنثور، فهؤلاء نوصيهم باختيار منظومة في كل علم يحفظونها ويدرسونها.
ومنهم من يتعسر عليه حفظ المنظومات ولا سيما إذا كان فيها تعقيد وطول وتشابه كثير، ويسهل عليهم حفظ المتون التي فيها انتقاء لبعض الأدلة من القرآن أو السنة وفيها قليل من الآثار كعمدة الأحكام وبلوغ المرام ومنتقى الأخبار هذا في أحاديث الأحكام وفي العقيدة كتاب التوحيد ونحوه.
ومنهم من يسهل عليه حفظ المتون المنثورة فهذا يوجه لحفظ ما يتيسر له منها.
ومن طلاب العلم من يتعسر عليه الحفظ جداً ويفوت عليه وقت كثير في محاولة الحفظ والمراجعة مع قلة مردود ذلك عليه، فمثل هذا يوصى بأن يختار في كل علم كتاباً جامعاً مهماً ولو كان كبيراً بحيث يدمن قراءته ومراجعته ودراسة مسائله حتى يكاد يستحضر ما فيه ثم يضيف عليه ما يستفيده من غيره.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:18 PM

سؤال طالبة النور: وقد جَعَلْتُ طَوْعَ أيدِيهم رسالةً في ( التَّعَالُمِ ) تَكْشِفُ الْمُنْدَسِّينَ بينَهم خشيةَ أن يُرْدُوهم ، ويُضَيِّعُوا عليهم أمْرَهم ، ويُبَعْثِروا مَسيرتَهم في الطلَبِ فيَسْتَلُّوهُم وهم لا يَشْعُرون
رجاء اريد توضيح لهذه العبارة بارك الله فيكم

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يقصد أنه ألف كتاباً سماه التعالم ذكر فيه صفات المتعالمين وبعض أخبارهم وطرقهم وقد أجاد الشيخ رحمه الله في غالب ما ذكر فيه رحمه الله لكنه بالغ في الهجوم على من اتصفوا بصفات قد لا تقتضي أنهم متعالمين، وأذكر أني قرأت الكتاب قبل نحو عشرين سنة ولخصته ثم تأثرت به جداً مدة من الزمن حتى خشيت على نفسي من أثره علي لأني كنت أنزل ما يذكره في الكتاب على نفسي، فبقي ما كتبته من مؤلفات حبيس الدفاتر خشية أن أنشره فأكون متعالماً وامتنعت عن كثير من الدروس التي لو كنت تدربت عليها في أول الشباب لكان في ذلك خير كثير، لكن قدر الله وما شاء فعل.
والمقصود أن من أراد أن يقرأ هذا الكتاب فليقرأه باقتصاد فلا ينزل ما يقرؤه على نفسه فيخسر بذلك كثيراً من العزيمة القوية وفورة نشاط الشباب، وليحذر أن يتصف بالصفات الذميمة التي وردت فيه.
ومراده - رحمه الله - من هذه الجملة التي نقلتيها أن طالب العلم ينبغي له أن يأخذ العلم عن أهله، ولا يأخذه من المتصدرين قبل أوانهم من المتعالمين أو من مدَّعي العلم الذين لم يعرف لهم فيه تمكن ولا قدم صدق.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:22 PM

سؤال محبة السنة: سؤال في درس تلقي العلم عن الاشياخ
قال الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله: وكان ابو حيان محمد يوسف الاندلسي اذا ذكر عنده بن مالك يقول:( اين شيوخه؟)
من بن مالك؟ هل هو مثل بن رضوان ؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: ابن مالك هو جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني صاحب الألفية المشهورة في النحو، وهو من العلماء الأفذاذ في اللغة كان في بادئ أمره لا يؤبه له فاعتنى بنفسه وحفظ العلم وقرأ القراءات وتمكن في النحو والعربية وكان سريع النظم واسع العلم بالمفردات وتصريف الكلمات يكاد يتكلم شعراً لو أراد، وقد أثنى العلماء عليه خيراً كثيراً في الديانة والصلاح والورع والزهد في الدنيا، وكتب الله لألفيته القبول فذاعت وانتشرت وانتفع بها خلق لا يحصون.
وكلام أبي حيان فيه مما ينبغي أن يُطوى ولا يُروى، فقد تكلم جماعة من أهل العلم في الدفاع عن ابن مالك وذكروا بعض مشايخه.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:34 PM

سؤال عبد الرحمن علي: قال الشيخ بكر أبو زيد في الفصل الثاني من كتاب الحلية:
( وانظر شذرة من المكثرين عن الشيوخ حتى بلغ بعضهم الألوف كما في (العزاب) من( الإسفار) لراقمه).
س. ما المقصود بقوله: كما في (العزاب) من (الإسفار) لراقمه.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل :يريد أن له كتاباً اسمه (الإسفار) وقد ذكر فيه فصلاً عن العزاب من أهل العلم.
وهذا الكتاب كان قد طبع باسم: (الإسفار عن النظائر والأسفار) في طبعته الأولى، ثم اختصر الشيخ اسمه في الطبعات اللاحقة فسماه (النظائر) وقد ذكر فيه فصولا منها التراجم الذاتية، والعلماء الذين تحولوا من مذهب إلى مذهب، والعزاب من العلماء وغيرهم، والمكثرين من الشيوخ، والمكثرين من الزواج، والذين ماتوا ولم يعقّبوا، وسرد قائمة بأسماء كلّ نوع من هذه الأنواع.
والكتاب هنا لمن أراد الاطلاع عليه.

ريم الحربي 11 جمادى الآخرة 1434هـ/21-04-2013م 11:49 PM

سؤال أبي البراء محمد أمريكي: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وفقكم الله.
عندي سؤال في باب كيفية الطلب التلقي في قسم كيفيّة الطلب و مراتبه: من قيل هذا : من كان دليله كتابه كان خطؤه أكثر من صوابِهِ . لقدسمعتُ الناس يقول هذا قولاً من الإمامِ الشفاعي فهذا صحيح ام لا؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أعلم ثبوت هذا اللفظ عن الشافعي رحمه الله ، لكن له في معناه كلام آخرة ، وهي مقولة مشهورة مأثورة ، ومعناها صحيح ، فمن كان يقتصر في طلبه للعلم على قراءة الكتب من تلقاء نفسه بلا منهج بيّن في القراءة يقرّه عليه عالم معروف أو طالب علم متمكن ، ولا يعرض تحصيله وقراءته على من يقوّمه ويسدده بتنبيهه على ما أخطأ فيه وإرشاده لما يحتاج إلى دراسته فهذا لا شك أن طريقته في القراءة تفضي به إلى أخطاء كثيرة.
لكن لا ينبغي أن يفهم من هذه المقولة أن لا يقرأ الطالب كتاباً إلا على شيخ ؛ فهذا من التزمه فرّط في علم كثير ووقت كبير ولم يحصّل كبير علم بطريقته هذه .
بل ينبغي لطالب العلم أن يكون حريصاً على قراءة كتب العلم وأن يستشير في أوّل أمره في انتقاء ما يقرأ مما يناسب مستواه العلمي وإذا أشكل عليه شيء سأل عنه وإذا استغلقت عليه مسألة طلب من يشرحها له فبذلك يحصّل تحصيلاً جيّداً.
وأمّا من زعم أنه لا يحتاج إلى العلماء والشيوخ وأنه يقدر على تحصيل العلم بالقراءة في الكتب دون الرجوع إلى أهل العلم فهذا بمثابة من يدّعي أنه يستطيع أن يكون طبيباً بمجرّد القراءة في كتب الطب ويكون مهندساً بالقراءة في كتب الهندسة دون أن يكون له منهج موصل ودربة عملية وإشراف علمي من عالم بالصنعة ؛ وهذه الدعوى لا تصدر إلا من جاهل مكابر.


الساعة الآن 10:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir