معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=947)
-   -   صفحة مذاكرة الطالبة: أم أسامة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=21785)

أم أسامة بنت يوسف 26 ذو الحجة 1436هـ/9-10-2015م 10:17 PM

مذاكرة كتاب التوحيد (4)
- محبة نوعين:
1. محبة عبادة (المحبة الخاصة) التذلل والتعظيم وامتثال أمر المحبوب واجتناب نهيه، هذه خاصة بالله سبحانه من أخل بها وقع في الشرك الأكبر.
2. ليست عبادة في ذاتها: كالمحبة لله وفي الله (تابعة للأول)، محبة الإشفاق والرحمة، محبة إجلال بغير عبادة، محبة طبيعية.
- (لا يؤمن) في حديث أنس: نفي الكمال الواجب (لا المستحب، ولا الأصل).
- محبة النبي لأمور: لأنه رسول الله، ولأنه بلغ، ولأنه هداك وأرشدك، ولكمال خلقه، ولصبره، ولبذله... الخ.
- الولاية: النصرة والمحبة والتأييد والإعانة، وهي ولاية من الله للعبد {الله ولي الذين ءامنوا} والعكس: {ومن يتول الله ورسوله..} الأولى عامة وخاصة، فالعامة لكل أحد بالتدبير والتصريف {وردوا إلى الله مولاهم}، والخاصة بالتوفيق والهداية والعناية {الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}.
- اليقين: هو التمسك بأمر الله، والعمل على إيقاع أمر الله وفق ما أمره به. [ابن تيمية].
- التوكل: الاعتماد على الله في حصول المطلوب ودفع المكروه، مع الثقة به وإتيان الأسباب المشروعة.
- المكر: التوصل إلى الإيقاع بالخصم من حيث لا يشعر.
- الرياء: إظهار الطاعة للغير، ليراه الناس ويحمدوه. [ابن رجب].

أم أسامة بنت يوسف 7 محرم 1437هـ/20-10-2015م 01:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر الدرسين الأولين من دروس دورة الإيمان بالقرآن (إضافي)


الدرس الأول:
- مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين: مسائل اعتقاد (أحكام وآداب)، مسائل سلوكية (علم وعمل).
- طالب العلم يحتاج في مسائل الاعتقاد ل: (1) معرفة الحق (2) الدليل عليه (3) المخالفين والرد.
- آداب بحث المسائل الاعتقادية، خلاصتها: القول بالنصوص وآثار السلف، اتباع منهجهم في التلقي والاستدلال، الحذر من طريقة أهل البدع.
- أصلي علم السلوك: (1) البصائر والبينات: يقوم على العلم ويثمر اليقين (2) اتباع الهدى العمل: يقوم على الإرادة والعزيمة يثمر الاستقامة والتقوى.
- أصول الاهتداء بالقرآن: تصديق الأخبار، عقل الأمثال، فعل الأوامر واجتناب النواهي.
- المقصود بعقل الأمثال: وعيها وفهم مقاصدها والاعتبار بها.
- من فضائل الإيمان بالقرآن:
1. الهداية إلى الله ومعرفة سبيله وأسمائه وصفاته ومراضيه ومساخطه.
2. الهداية للأرشد في جميع شأن العبد من أمر دنياه وآخراه.
3. حثه على تلاوته، والتلاوة عبادة وذكر وسكينة وأجر وإيمان وتثبيت وتزكية.


الدرس الثاني (عقيدة المسلم في القرآن):
- {وكلم الله موسى تكليما}، "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان".
- القرآن: كلام الله حقيقة منه بدأ وإليه يعود، تكلم الله بكل حرف منه حقيقة باللسان العربي المبين، هو من الله حرفا ومعنى سمعه منه جبريل ومنه النبي ثم إلينا بالتواتر وهو هذا المحفوظ بين الدفتين مسطورا وفي الصدور، ليس بمخلوق ومن قال ذلك كفر ومن زعم وجود قرآن غيره كفر.
- الإمامية يقولون بتحريف القرآن، وكثير من الشيعة بنقصه، وأن له ظاهر وباطن لا يعلمه إلا علماؤهم..الخ.
- الجهمية والمعتزلة يقولون بأنه كلام الله المخلوق، والأشاعرة قولهم أنه ليس كلام الله حقيقة بل المعنى النفسي القائم بالله عبر عنه جبريل عليه السلام، وكل تلك الأقوال كفر وباطل.

أم أسامة بنت يوسف 27 محرم 1437هـ/9-11-2015م 08:57 PM

مذاكرة كتاب التوحيد (5)

- جعلا له شركاء:
إما بنسبته للولي الفلاني مثلا فهذا شرك أكبر، أو لمهارة الأطباء فهو دونه ونسيان لفضل الله وذكر للسبب دون المسبب، وإما بإيثار حب الولد على حب الله فيكون الشرك في الألوهية والأولين في الربوبية.
- (ابن عبد المطلب) خبرا لا إنشاءا، وناقل الكفر ليس بكافر.
- فرق بين الشرك في العبادة، والشرك في الطاعة، طاعة الله عبادة، وطاعة غير الله لا يستلزم العبادة.
- تَوْحِيدُ الأسماءِ والصِّفاتِ: هوَ إفرادُ اللهِ عزَّ وجلَّ بما ثَبَتَ لهُ منْ صفاتِ الكمالِ على وجهِ الحقيقةِ، بلا تمثيلٍ ولا تَكْيِيفٍ ولا تَعْطِيلٍ
- أنواع الإلحاد: إنكار اسم ثابت، زيادة اسم غير وارد، تشبيه الثابت، الاشتقاق منه اسم للاصنام
- من العلم بأسماء الله وصفاته: إثباتها، سؤاله بها، النظر لآثارها.
- الإيمان بالقدر: علم، كتب، شاء ، خلق وقضى.

أم أسامة بنت يوسف 4 صفر 1437هـ/16-11-2015م 08:22 PM

كشف الشبهات (1)

- مراتب الإدراك الستة (العلم، الجهل البسيط، الجهل المركب، الوهم، الشك، الظن).
- التوحيد: إفراد الله بالعبادة، والعبادة: (اسم جامع لكل ما يحبه الله
ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
- لفظ التوحيد ورد في السنة: "فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله"،
"بني الإسلام على خمس، على أن يوحد الله.."
- الغلو: مجاوزة الحد، ويكون في العقيدة وفي العبادات وفي المعاملات وفي
العادات، وله تفصيل لطيف في شرح ابن عثيمين مع التمثيل، قال:
والغلوُّ يَنْقَسِمُ إلى أربَعةِ أقْسامٍ:
القسمُ الأوَّلُ: الغُلُوُّ في العَقِيدةِ، كغُلُوِّ أهلِ الكلامِ في الصِّفاتِ، حتَّى أَدَّى بهم إمَّا إلى التَّمثيلِ أو التَّعطيلِ.
القسمُ الثَّاني: الغُلُوُّ في العِباداتِ، كغُلوِّ الخَوارِجِ الَّذين يَرَوْنَ كُفْرَ فَاعِلِ الكَبِيرةِ
القسمُ الثَّالثُ: الغُلُوُّ في المُعاملاتِ، وهوَ التَّشدُّدُ بتحريمِ كلِّ شيءٍ
القسمُ الرَّابعُ: الغُلُوُّ في العاداتِ، وهو التَّشدُّدُ في التمَسُّكِ بالعاداتِ القديمةِ، وعدمُ التَّحوُّلِ إلى ما هوَ خيرٌ مِنها.

أم أسامة بنت يوسف 13 شوال 1437هـ/18-07-2016م 10:49 AM

القسم الأول من مادة فضائل القرآن (إضافي)
ثمرات معرفة فضائل القرآن:
1. تقي المؤمن من الفتن.
2. تقيه من طلب العلم مما يخالف القرآن.
3. تعينه على مجاهدة كيد الشيطان حين يثبطه عن تلاوة القرآن وتعلمه والانتفاع به.
4. تشجعه على صحبة القرآن، والاستزادة منه بكل وجه.
5. تزيده تعظيما وتوقيرا لكتاب الله {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
6. باب علم عظيم، فالدارس لفضائل القرآن يدرس من تفسير الآيات وشروحات الأحاديث المذكور فيها تلك الفضائل الشيء الكثير، وتفتح عليه أبوابا للعلم والهدى، وتكون له زادا للعمل والدعوة.
7. تكسبه اليقين بصحة منهجه، والاطمئنان لسلامة عقيدته.
التصنيف في فضائل القرآن:
فضائل القرآن كجزء من: صحيح البخاري، صحيح مسلم، جامع الترمذي، مصنف أبي شيبة.
وممن أفردها: النسائي، أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، الفاريبي، سعيد بن منصور، ابن ضريس.

أم أسامة بنت يوسف 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م 11:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
واجب درس فضل طلب العلم

س1: ما حكم طلب العلم؟
قال ابن عبد البر رحمه الله: (
قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه،
ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع)
من ذلك يؤخذ أن حكم طلب العلم الشرعي على قسمين:
1) ما يتعين على كل مسلم أن يتعلمه (فرض عين) وهو ما لا يقوم الواجب إلا به، فيتعلم الأحكام الشرعية المسيسة بحياته:
- من عبادات (كالصلاة، والصيام...).
- ومن معاملات (كحقوق الناس من الوالدين والأرحام والجيران، وكالحلال والحرام من المطعم والملبس والمسكن...)
هذا في العموم، ثم يتعين على كل مسلم من العلوم ما يختص بحالته: فيتعين على الحاج تعلم فقه الحج، وعلى المقبل على الزواج تعلم أحكامه، وعلى المتعامل مع الأسواق فقه البيع والشراء، وعلى من وجبت عليه الزكاة تعلم أحكامها..الخ.
2) ما يكفي أن يتعلمه بعض من الأمة دون جميعها (فرض كفاية)
قال تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}
وبيان هذا القسم اختصارا: ما زاد عن الحد الواجب.

س2: بيّن عناية السلف الصالح بطلب العلم.
مظاهر عناية السلف رحمهم الله بطلب العلم كثيرة:
  • فمنها: أفعالهم وطلبهم للعلم بأنفسهم، وما يروى عنهم من عزائم في الاصطبار على الطلب، وإيثاره على المرغوبات والراحة، وارتحالهم عن الأهل والدار ابتغاء الاستزادة منه، ومن طالع سِيَّر الذهبي رأى عجبا.
  • ومنها: أقوالهم مما نقل عنهم في الحث على الطلب والترغيب فيه، وتصبيرهم طلابهم واعتنائهم بهم، كقول سفيان الثوري رحمه الله: (ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرًا)
  • ومنها: مصنفاتهم واعتنائهم بذكر فضل طلب العلم وآدابه فيها، فلا يكاد يخلو مصنف لهم من ذلك، فمنهم من يذكره عرضا، ومنهم من يخص له بابا، ومنهم من أفرد له مصنفا، كالآجري والنووي والزرنوجي وأغلب أصحاب المصنفات الحديثية إن لم يكن كلهم في أبواب بمؤلفاتهم.

س3: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
ثبت أنه كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع)).
وقد روى ابن ماجة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سلوا الله علما نافعا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع)).
بهذا تبين بالدليل الشرعي أن ليس كل علم نافع، بل منه ما هو ضار، فمن أنواع العلم الضار:
1) علم في أصله نافع، ثم تأتى ضرره من تطبيق صاحبه، كعدم انتفاع طالبه، أو انتفاعه به على وجه غير صحيح.
ومن أمثلته:
- في العلم الشرعي: من يطلب العلم بنية سوء، ومن يلوي النص لإثبات مذهب باطل، ومن يطلبه استكثارا ولا يكاد يعمل به..الخ.
- في العلم الدنيوي: من يستكثر من المال على حساب مصالح الناس، كالطبيب يصف دواءا له في مردوده نصيب ولا يحتاجه المريض، والمهندس يبني بمادة رخيصة فيتضرر الساكن من ذلك.. الخ.
2) علم الضرر من أصله، لا نفع فيه ولا خير، طالبه واقع في الضرر عمل به أو لم يعمل.
وبيانه: كل علم أفضى إلى استحسان ما قبحه الشرع، أو استقباح ما حسنه الشرع، وكل علم فيه رجم بالغيب وقول على الله بغير علم، وكل تعلم لما حُظِرَ شرعا.
ومثاله: فالأول؛ كتعلم فوائد بعض المحرمات (ولا تخلو) مما يرغب الجاهل فيها، والثاني؛ كتعلم السحر والكهانة والتنجيم، والثالث؛ كتعلم المعازف وإظهار المفاتن (ما يسمونه زورا فنا).

*ملاحظة: تلك أمثلة لا حصر، والأمر أوسع من ذلك.
وضرر هذه العلوم يكون على صاحبه وعلى من حوله وعلى دينه:
فمنه ما يكون تحريفا لدين الله وصد عن سبيل الله كالأول العالم سيء الخلق ينفر الناس عن دين الله، أو يبدل كلام الله بالاستدلال على الخطأ مما يؤيد مذهبه، وكالثاني صاحب المعازف يلهي الناس بها عن القرآن، وكالمتعلم علم يفيد الناس في حياتهم ثم لا يراعي الأمانة فيهم ويتكسب على حساب صحة الناس أو منافعهم، فهذا ضرره على دينه ومن حوله.
أما ضرره على نفسه فواضح بيّن، يمحق البركة في الدنيا والآخرة، ويكون من أسوء الناس حالا في الآخرة وحديث أول من تسعر بهم النار خير دليل. والله تعالى أجل وأعلم وأحكم.

اللهم إنا نسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا، رب زدني علما. والحمد لله رب العالمين، وجزاكم الله خيرا وأعانكم.

واجب محاضرة فضل طلب العلم لطلاب المستوى الأول الإعداد العلمي العام | وتم تصحيحه في برنامج التفسير هنا

أم أسامة بنت يوسف 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م 11:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
واجب درس علاج الفتور في طلب العلم

س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
بالعلم يعرف الهدى والشريعة، والإيمان اتباع لذلك الهدى وعمل به، قال تعالى: {يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
هما قوام الدين لأن الدين لن يقوم على جهل به أو على عمل مخالف لهداه، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} ولن نقيم الدين إلا بعد العلم به، ولن يقوم الدين على سواعد من لم يؤمن به ويعمل بشرائعه.
والدنيا بما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة لا قيمة فيها لشيء ولا لأحد إلا بإقامته للدين كما أمرنا الله تعالى {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ} ويوم القيامة تتجلى الحقائق وتكشف الحجب، فترى حينها من يشهد على العباد ويقررهم هم أهل العلم والإيمان، كما جاء في عديد من الآيات منها قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
النوع الأول: الفتور الطبيعي العارض، الذي يعتري الطالب لطيبعة نفسه البشرية، عن عبد الله بن عمر بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَتِي فَقَدْ اهْتَدَى ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ)) رواه ابن أبي شيبة وأحمد وغيرهما.
وعلاج هذا الفتور: ليس بالمغالبة والاجتهاد، بل بإعطاء النفس حقها من الراحة والاستجمام، واستغلال فترته في الأعمال المساعدة التي لا تحتاج تهيؤ ذهنه، وكذا بالاستزادة من العبادات التعاملية التي أشغله العلم عنها، كالزيارات الاجتماعية، والإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله ونحوه مما تنشط له نفسه، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فخذوها بالنَّوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض) فيحتفظ بحد أدنى من الطلب ولا يكون انقطاعه تاما، ويحسن الظن بربه ويعلم أن لفترته حكم قد تخفى عليه وينتظر الفرج حتى ينشط.
النوع الثاني:الفتور المذموم، وسببه في الغالب يرجع لأحد ضعفين في نفسه: ضعف اليقين أو ضعف الصبر.
والعلاج: أن يقبل بقلبه على الله ويعتني بتقوية يقينه، ويتصبر حتى يصبره الله، ويتذكر أن ذلك من كيد الشيطان فيستعين بالله عليه.

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
وبالله التوفيق؛ يقول الله تبارك وتعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً}، ويقول الله تعالى: {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} فمن ءامن بالله صدق بكلامه وأيقن بفناء الدنيا وما فيها، وأن كل لذاتها منقضية عاجلا أم أجلا وأن طلبها لن يبلغه منها ما يريد، فلا يجمع على نفسه شقائين، شقاء السعي في الدنيا ولا يبلغ مناه، بل إن بلغه لم تستمر سعادته وسرعان ما سيمله، وشقاء الآخرة بما فوته على نفسه من خير كان ليناله لو بذل ذلك السعي في طلبها، ولكان ناله من الدنيا خير كذلك، وكل عبد باحث عن السعادة، والعقلاء يعلمون أن السعادة ليست بالأمور الظاهرة فكم من فقير سعيد، وكم من غني شقي، وكم من مريض راض طيب النفس وكم من معافى البدن عليل النفس.. فإذا استحضر طالب العلم هذه الحقائق، وعلم أن انصرافه إلى الدنيا نوع من الاغترار والبحث عن سعادة موهومة، وتذكر ما مر على قلبه في لحظات الصفاء مع ربه من سعادة وسرور وأنه مهما بلغ من لذات الدنيا لن تطيب بها قلبه كما طابت بحسن الصلة بربها، وأيقظ يقينه بالآخرة وثوابها والجنة ونعيمها، واستشعر مراقبة الله له وتدوين الملائك الكاتبين لأعماله، وتذكر أنه سيقرأها يوما بين يدي الجبار سبحانه، فإنه بإذن الله وفضله سيدحر تزيين الشيطان له للدنيا وملذاتها ويرتد كيد الشيطان الضعيف إلى نحره باستعانته بالقوي الخالق سبحانه.
ثم لينظر لأهل الدنيا الذين بلغوا فيها أعلى المبالغ، لماذا انتحروا؟ هل هم سعداء؟ لماذا انغمسوا في بعض التفاهات (التي يراها العاقل تفاهة) لو أنهم قد وجودوا السعادة فما الذي جعلهم يستمرون في طلبها بعجائب المساعي!.
ويكفيه أن يعلم أن الله تبارك وتعالى لم يحثنا على الاستزادة من شيئا في الدنيا إلا العلم وأمر خير خلقه أن يدعوه بذلك: {وقل: رب زدني علما}.

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
كما تقدم فإن مرد غالب الأسباب لأمرين رئيسين، ضعف اليقين، وضعف الصبر، فمن أسباب الفتور التي مردها ضعف اليقين:
  • الافتتان بالدنيا، والانشغال بملاهيها، فيركن إلى ملذاتها المؤقتة الزائلة وتستهويه حتى تضعفه عن طلب العلم فيفتر عنه.
  • من أهم أسباب الفتور (الرياء، والعجب، وطلب ثناء الناس) وغيرها من علل النفس التي في أصلها جزء من افتتانه بالدنيا والناس من الدنيا، وضعف يقينه
ومن أسباب الفتور التي مردها ضعف الصبر:
  • التذبذب في مناهج الطلب، فيجد الأيام تمر وهو مجتهد في الطلب لكنه لم يحصل شيئا لكثرة ما يتغير ويبدل.
  • عدم صبره عن المعاصي والذنوب ووقوعه فيها، فيعاقب بالحرمان من العلم وفتوره عن الخير، فمن شؤم المعصية المعصية بعدها.
  • عدم صبره على نفسه ومعرفته لأدوائها ومطالبها، فيأخذها بشدة على العلم ويحملها ما لا تطيق، فلا تصبر عليه نفسه وتسحبه إلى حفرة من الفتور والكسل.
  • عدم صبره لحين بلوغه مراده من العلم، وتعجله في ارتقاء نفسه مراقي العلماء الأكابر فيريدها تجهد في الطلب كجهدهم ويقارن نفسه بهم، فتصغر عنده نفسه ويعتريه يأس فيفتر عن الطلب.
  • إقباله على اللغو، والتهاون برفقة السوء ورفقة الدنيا التي لا تعينه في طريقه، فما يزال كذلك فيقارن نفسه بهم فيتدنى حتى ينقطع، ولا يزال مقبلا على اللغو والفضول في الأمور حتى يمتلأ فكره بالسفاسف ولا يجد العلم لقلبه منفذا.

س5: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
  • التصبر ومحايلة النفس حتى تستقيم على الأمر وتنال خيرا، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله)
  • الإقبال على الله والاعتناء بالعبادات القلبية حتى يقوي في نفسه اليقين، فإنه إن حصله ذهب عنه أكثر إن لم يكن كل عوارض الفتور، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (..فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا بَعْدَ الْيَقِينِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ) ومن ذلك التضرع إلى الله أن يعلمه ما ينفعه وينفعه بما علمه ويثبته ويصرف عنه المثبطات.
  • تذكر فضل العلم وفضيلة العلماء على غيرهم، وإن جعل له ورد بسيط في هذا الباب لأحسن، فيقرأ أسطرا من تلك الكتب التي تنشطه وتذكره، سواء أبواب فضل العلم في المصنفات الحديثية، أو الكتب المفردة.
  • شكر نعمة الله وفضله بأن هيئه لقبول العلم وفهمه، فإن شكر النعمة يحفظها من الزوال.
  • التزكية عن علمه ونفع الناس به، فإن الجزاء من جنس العمل وإحسانه إلى الناس بتبليغهم العلم عن الله، يستجلب له إحسان الله إليه فيزيده علما وفهما.
  • إحاطة نفسه بالصالحين والرفقة الحسنة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وهم خير معين إن سقط أنهضوه، وإن كسل نشطوه، وإن فتر أيقظوا همته.
  • تفقهه في حال النفس البشرية عامة، ومراقبته لنفسه في خاصتها، فيعرف كيف يسيسها فلا يستجيب لهواها فتهوي به أو يعارضها ويحملها ما لا تطيق فتنفر وتفتر.

أم أسامة بنت يوسف 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م 07:18 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
واجب درس خطر التعالم

بيّن معنى التعالم واذكر مظاهره.
التعالم من صيغة تفاعل التي من معانيها إظهار خلاف الباطن، بمعنى التصنع كما في المرسل الضعيف فإن لم تبكوا فتباكوا.
فحقيقة معنى التعالم: تظاهر الجاهل بالعلم وادعائه، وهو ليس من أهله.
ومن مظاهر التعالم:
- التصدر قبل التأهل، سواء تصدر للفتوى من غير فقه وآلة، أو للتأليف قبل اكتمال استعداده أو للتدريس أو للوعظ بغير اقتصار على الصحيح
فيكثر إيراده للضعاف والموضوعات ويفسد دين الناس من حيث يشعر أو لا يشعر.
- استغلال حاجات الناس في الرقا والرؤى وأمثالها والدخول عليهم من خلالها.
- تتبع زلات العلماء وتجريحهم، ونقد كتبهم ورسائلهم.
- توصية المتعالم بمناهج لا لم يدرسها أو حتى يحسن معرفتها، فيلبس على الطلاب ويضرهم.
- وقد يكون من مظاهر تعالم الشخص: مخالفته للهديّ وسوء خلقه وافتقاره للحكمة.

أم أسامة بنت يوسف 27 ذو القعدة 1437هـ/30-08-2016م 03:07 PM

كشف الشبهات (2)

- تبيان القرآن للأشياء على نوعين:
1. بيان الشيء بعينه، كالمحرمات من النساء {حرمت عليكم أمهاتكم..}
2. الإشارة إلى موضع البيان، كسؤال أهل الذكر {فاسألوا أهل الذكر}، والإشارة إلى أن السنة بيان للقرآن {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة}.
- ((إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ)) احذروهم تشمل: احذروا طريقهم، واحذروا منهم.
- (المحكم): هو ما استبان معناه، واتضحت دلالته فلا لبس فيه، متضح لكل أحد لا لبس فيه ولا إشكال.
- (المتشابه): ما يشتبه معناه المراد به، فلا يتضح إلا باجتهاد ونظر من أهله.
- ويقال أيضا، المحكم: واحد الدلالة، المتشابه: متعدد الدلالة.
- معاني التأويل: ما تؤول إليه الأشياء (حقيقتها)، التفسير والبيان، أما عند المتأخرين فهو صرف اللفظ عن المعنى الظاهر إلى معنى آخر بقرينة.
- الإجمال يطلق عند الأصوليين مقابل التبيين ومعناه: مالم تضح دلالته، وأطلق هنا مقابل التفصيل، ومعناه البرهان العام الذي ترجع إليه أفراد كثيرة.
- شرطي الشفاعة:
1. لا تكون إلا بإذن الله {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}.
2. رضى الله عن الشفيع {يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا} ورضى الله عن المشفوع له {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى}.

أم أسامة بنت يوسف 29 ذو القعدة 1437هـ/1-09-2016م 10:05 AM

كشف الشبهات (3)

أجوبة شبهة أن المشركين يقومون بشعائر الإسلام فكيف نكفرهم:
1. من ءامن ببعض الكتاب وكفر ببعضه، كالكافر به كله: آيتي النساء، آية فرض الحج، رد الصديق في مانعي الزكاة.
2. من جحد ببعض أركان الإسلام كفر، فكيف بمن جحد بأعظم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم: التوحيد! آية الأنبياء، حديث معاذ، وأن أركان الإسلام فرضت بعد سنوات من البعثة أولها الصلاة 10 ب، والبقية بعد الهجرة.
3. قتال الصحابة لأتباع مسيلمة، وهم رفعوا بشرا لمرتبة نبي، فكيف بمن رفع مخلوقا لمرتبة الخالق جل وعلا.
4. تحريق علي رضي الله عنه لمن غالوا فيه مع قبول الصحابة لقتالهم، أفينكر الغلو في صحابي ولا ينكر فيمن هو دونه!.
5. كذلك الدولة العبيدية (الفاطمية).
6. وماذا عن باب حكم المرتد؟
7. {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم} وهم مع النبي ويؤدون الشعائر.
8. تكفير الله تعالى للمستهزئين قالوا كلمة وهم لا يزالون قائمون بشعائر الإسلام.
9. قول أصحاب موسى وأصحاب محمد عليهما السلام، ورضي الله عنهم.

- المكفرات أربعة: القول، الفعل، الاعتقاد، الشك.
- (على، عليك) من ألفاظ الوجوب {ولله على الناس..}.
- الامتناع والالتزام: لفظان لدخول المخاطب في الأحكام الشرعية. والقبول والجحد: لفظان لإقرار المخاطب بالحكم له ولغيره.
- مما تفيده حادثة ذات أنواط:
1. أن المسلم بل العالم قد يقع في نوع من الشرك وهو لا يدري فينبغي التعلم والتحرز.
2. أن المسلم المتكلم بالكفر جهلا لا يكفر، بل ينبه ويغلظ عليه الكلام.
- تجوز الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه، والاستغاثة من الصالحين كانت استشفاع (فادع الله أن يغثنا)

هيئة التصحيح 4 27 ذو الحجة 1437هـ/29-09-2016م 01:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة بنت يوسف (المشاركة 272293)
بسم الله الرحمن الرحيم
واجب درس علاج الفتور في طلب العلم

س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
بالعلم يعرف الهدى والشريعة، والإيمان اتباع لذلك الهدى وعمل به، قال تعالى: {يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
هما قوام الدين لأن الدين لن يقوم على جهل به أو على عمل مخالف لهداه، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} ولن نقيم الدين إلا بعد العلم به، ولن يقوم الدين على سواعد من لم يؤمن به ويعمل بشرائعه.
والدنيا بما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة لا قيمة فيها لشيء ولا لأحد إلا بإقامته للدين كما أمرنا الله تعالى {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ} ويوم القيامة تتجلى الحقائق وتكشف الحجب، فترى حينها من يشهد على العباد ويقررهم هم أهل العلم والإيمان، كما جاء في عديد من الآيات منها قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.[ويحسن بنا أن نبين أثر غياب العلم أو الإيمان أو كليهما]

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
النوع الأول: الفتور الطبيعي العارض، الذي يعتري الطالب لطيبعة نفسه البشرية، عن عبد الله بن عمر بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَتِي فَقَدْ اهْتَدَى ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ)) رواه ابن أبي شيبة وأحمد وغيرهما.
وعلاج هذا الفتور: ليس بالمغالبة والاجتهاد، بل بإعطاء النفس حقها من الراحة والاستجمام، واستغلال فترته في الأعمال المساعدة التي لا تحتاج تهيؤ ذهنه، وكذا بالاستزادة من العبادات التعاملية التي أشغله العلم عنها، كالزيارات الاجتماعية، والإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله ونحوه مما تنشط له نفسه، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فخذوها بالنَّوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض) فيحتفظ بحد أدنى من الطلب ولا يكون انقطاعه تاما، ويحسن الظن بربه ويعلم أن لفترته حكم قد تخفى عليه وينتظر الفرج حتى ينشط.
النوع الثاني:الفتور المذموم، وسببه في الغالب يرجع لأحد ضعفين في نفسه: ضعف اليقين أو ضعف الصبر.
والعلاج: أن يقبل بقلبه على الله ويعتني بتقوية يقينه، ويتصبر حتى يصبره الله، ويتذكر أن ذلك من كيد الشيطان فيستعين بالله عليه.
[نبين أثار ضعف الصبر وضعف اليقين، وكذلك علاج كل منهما، ونحاول الاستدلال]
س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
وبالله التوفيق؛ يقول الله تبارك وتعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً}، ويقول الله تعالى: {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} فمن ءامن بالله صدق بكلامه وأيقن بفناء الدنيا وما فيها، وأن كل لذاتها منقضية عاجلا أم أجلا وأن طلبها لن يبلغه منها ما يريد، فلا يجمع على نفسه شقائين، شقاء السعي في الدنيا ولا يبلغ مناه، بل إن بلغه لم تستمر سعادته وسرعان ما سيمله، وشقاء الآخرة بما فوته على نفسه من خير كان ليناله لو بذل ذلك السعي في طلبها، ولكان ناله من الدنيا خير كذلك، وكل عبد باحث عن السعادة، والعقلاء يعلمون أن السعادة ليست بالأمور الظاهرة فكم من فقير سعيد، وكم من غني شقي، وكم من مريض راض طيب النفس وكم من معافى البدن عليل النفس.. فإذا استحضر طالب العلم هذه الحقائق، وعلم أن انصرافه إلى الدنيا نوع من الاغترار والبحث عن سعادة موهومة، وتذكر ما مر على قلبه في لحظات الصفاء مع ربه من سعادة وسرور وأنه مهما بلغ من لذات الدنيا لن تطيب بها قلبه كما طابت بحسن الصلة بربها، وأيقظ يقينه بالآخرة وثوابها والجنة ونعيمها، واستشعر مراقبة الله له وتدوين الملائك الكاتبين لأعماله، وتذكر أنه سيقرأها يوما بين يدي الجبار سبحانه، فإنه بإذن الله وفضله سيدحر تزيين الشيطان له للدنيا وملذاتها ويرتد كيد الشيطان الضعيف إلى نحره باستعانته بالقوي الخالق سبحانه.
ثم لينظر لأهل الدنيا الذين بلغوا فيها أعلى المبالغ، لماذا انتحروا؟ هل هم سعداء؟ لماذا انغمسوا في بعض التفاهات (التي يراها العاقل تفاهة) لو أنهم قد وجودوا السعادة فما الذي جعلهم يستمرون في طلبها بعجائب المساعي!.
ويكفيه أن يعلم أن الله تبارك وتعالى لم يحثنا على الاستزادة من شيئا في الدنيا إلا العلم وأمر خير خلقه أن يدعوه بذلك: {وقل: رب زدني علما}.

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
كما تقدم فإن مرد غالب الأسباب لأمرين رئيسين، ضعف اليقين، وضعف الصبر، فمن أسباب الفتور التي مردها ضعف اليقين:
  • الافتتان بالدنيا، والانشغال بملاهيها، فيركن إلى ملذاتها المؤقتة الزائلة وتستهويه حتى تضعفه عن طلب العلم فيفتر عنه.
  • من أهم أسباب الفتور (الرياء، والعجب، وطلب ثناء الناس) وغيرها من علل النفس التي في أصلها جزء من افتتانه بالدنيا والناس من الدنيا، وضعف يقينه
ومن أسباب الفتور التي مردها ضعف الصبر:
  • التذبذب في مناهج الطلب، فيجد الأيام تمر وهو مجتهد في الطلب لكنه لم يحصل شيئا لكثرة ما يتغير ويبدل.
  • عدم صبره عن المعاصي والذنوب ووقوعه فيها، فيعاقب بالحرمان من العلم وفتوره عن الخير، فمن شؤم المعصية المعصية بعدها.
  • عدم صبره على نفسه ومعرفته لأدوائها ومطالبها، فيأخذها بشدة على العلم ويحملها ما لا تطيق، فلا تصبر عليه نفسه وتسحبه إلى حفرة من الفتور والكسل.
  • عدم صبره لحين بلوغه مراده من العلم، وتعجله في ارتقاء نفسه مراقي العلماء الأكابر فيريدها تجهد في الطلب كجهدهم ويقارن نفسه بهم، فتصغر عنده نفسه ويعتريه يأس فيفتر عن الطلب.
  • إقباله على اللغو، والتهاون برفقة السوء ورفقة الدنيا التي لا تعينه في طريقه، فما يزال كذلك فيقارن نفسه بهم فيتدنى حتى ينقطع، ولا يزال مقبلا على اللغو والفضول في الأمور حتى يمتلأ فكره بالسفاسف ولا يجد العلم لقلبه منفذا.

س5: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
  • التصبر ومحايلة النفس حتى تستقيم على الأمر وتنال خيرا، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله)
  • الإقبال على الله والاعتناء بالعبادات القلبية حتى يقوي في نفسه اليقين، فإنه إن حصله ذهب عنه أكثر إن لم يكن كل عوارض الفتور، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (..فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا بَعْدَ الْيَقِينِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ) ومن ذلك التضرع إلى الله أن يعلمه ما ينفعه وينفعه بما علمه ويثبته ويصرف عنه المثبطات.
  • تذكر فضل العلم وفضيلة العلماء على غيرهم، وإن جعل له ورد بسيط في هذا الباب لأحسن، فيقرأ أسطرا من تلك الكتب التي تنشطه وتذكره، سواء أبواب فضل العلم في المصنفات الحديثية، أو الكتب المفردة.
  • شكر نعمة الله وفضله بأن هيئه لقبول العلم وفهمه، فإن شكر النعمة يحفظها من الزوال.
  • التزكية عن علمه ونفع الناس به، فإن الجزاء من جنس العمل وإحسانه إلى الناس بتبليغهم العلم عن الله، يستجلب له إحسان الله إليه فيزيده علما وفهما.
  • إحاطة نفسه بالصالحين والرفقة الحسنة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وهم خير معين إن سقط أنهضوه، وإن كسل نشطوه، وإن فتر أيقظوا همته.
  • تفقهه في حال النفس البشرية عامة، ومراقبته لنفسه في خاصتها، فيعرف كيف يسيسها فلا يستجيب لهواها فتهوي به أو يعارضها ويحملها ما لا تطيق فتنفر وتفتر.



التقدير: (أ+)
أحسنتِ، بارك الله فيكِ.

هيئة التصحيح 4 27 ذو الحجة 1437هـ/29-09-2016م 01:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة بنت يوسف (المشاركة 272348)
بسم الله الرحمن الرحيم
واجب درس خطر التعالم

بيّن معنى التعالم واذكر مظاهره.
التعالم من صيغة تفاعل التي من معانيها إظهار خلاف الباطن، بمعنى التصنع كما في المرسل الضعيف فإن لم تبكوا فتباكوا.
فحقيقة معنى التعالم: تظاهر الجاهل بالعلم وادعائه، وهو ليس من أهله.
ومن مظاهر التعالم:
- التصدر قبل التأهل، سواء تصدر للفتوى من غير فقه وآلة، أو للتأليف قبل اكتمال استعداده أو للتدريس أو للوعظ بغير اقتصار على الصحيح
فيكثر إيراده للضعاف والموضوعات ويفسد دين الناس من حيث يشعر أو لا يشعر.
- استغلال حاجات الناس في الرقا والرؤى وأمثالها والدخول عليهم من خلالها.
- تتبع زلات العلماء وتجريحهم، ونقد كتبهم ورسائلهم.
- توصية المتعالم بمناهج لا لم يدرسها أو حتى يحسن معرفتها، فيلبس على الطلاب ويضرهم.
- وقد يكون من مظاهر تعالم الشخص: مخالفته للهديّ وسوء خلقه وافتقاره للحكمة.

التقدير: (أ+)


الساعة الآن 03:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir