هذه قصيدة كتبها صديق لي، وهي من أجمل القصائد التي تحث على طلب العلم والأخلاق السامية.
قال -حفظه الله-:
إجابة سائل..
سُئلت وأعياني الجواب المترجم = لما جاش في صدري كأنيَ مُلجم
سُئلت وقد أصغت إلي قلوبهم = بأي حسان الحي أنت متيّم؟!
أجبت وأنفاسي إليّ تصاعدت = كخيل تكر إلى العدو وتهجم
أحقٌ بدا في الوجه سيما صبابة = كذا الوجه يبدي ما فؤادك يكتم
فذاك الهوى يا صاح أما اصطياده = يُحِلّ فؤاد المرء والمرء محرم
سأحكي غرامي يا رفاقي لعلني = أروّح عن نفسي بالذي أتكلم
وأبحرفي بحر (طويل) ودونه = فدافد عنها ذو الفهاهة يحجم
ممنّعة لا يبلغ الغرّ شأوها = ويزهدها من في الجهالة خيّموا
هي العلياء يا صاح من تُرى = سأُنجد أطلبها كذاك وأُتهم؟!
سلكت سبيلا للمعالي أرومها = لها الروح مهر بل صداق مقدم
فخضت غزاة في هواها فلم أزل = أنازل أجناد المعالي فأُهزَم
ولكني سأمضي في النزال لعلني = أفوز بها يوما من الدهر أغنم
معاليَ أخلاقٍ وآدابَ طالب = علوما بها يحي الفؤاد وينعم
نياحة فقدان المعالي مباحة = تناح بدمع العين في إثره الدم
فهذي التي قد تيمتني وقاسمت = شغاف فؤادي من بها أترنم
لرؤيتها الشمس قالت وقصرت = كأني لك يا وجه المليحة توأم
فكيف يضيء البدر والحِب حاضر = بمحضر ماء كيف جاز التيمم؟!
وفي جيدها نظم من الدر دائر = وفي سمعها من در شعريَ يُنظم
أغارَ على القلب المتيم لحظُها = فعيناها كحد السيف بل منه أصرم
ولكنه في الغمد ليست تبيحه = سواي لأني من ظبا الحد أنعم
تأليف/ أبو محمد عبدالبارئ الدروشابي
ذو العقدة 1436هـ
19/8/2015م