دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ربيع الأول 1440هـ/25-11-2018م, 12:52 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة النساء

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة النساء من المقدمات إلى الآية 6



اختر مسألة من المسائل التالية وحرر القول فيها:
1: القراءات في {الأرحام} وتوجيهها.
2: معنى قول الله تعالى: {ذلك أدنى ألا تعولوا } .
3: معنى الإذن للوصيّ الفقير بالأكل من مال اليتيم بالمعروف.


تعليمات:
المجلس مفتوح.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ربيع الثاني 1440هـ/15-12-2018م, 03:09 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

: القراءات في {الأرحام} وتوجيهها.

اختلف القراء في قراءة الأرحام على أقوال :

القول الأول : القراءة بخفض الميم ، وهي قراءة الإمام حمزة من القراء السبعة، وهذه القراءة قرأه الأعمش ،وقال بتفسيرها أيضا ابن عباس وقتادة وإبراهيم وغيرهم، وذكره أبو عمرو الداني وغيره .

وقول إبراهيم رواه الفراء من طريق عن الأعمش عن إبراهيم أنه خفض الأرحام، ورواه ابن جرير برواية أخرى من طريق منصور ، عن إبراهيم.
وقول ابن عباس رواه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس.
وأما قول مجاهد فروه الثوري وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح ، عن مجاهد.
وأما قول الحسن فرواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر ، عن الحسن.
وأما الأعمش فقرأه من طريق المطوعي وعبد الوارث .

وتوجيه هذه القراءة لها ثلاثة أوجه :
الأول : عطف على الضمير المجرور ( به ) .
الثاني :ذكر الفاسي الوجه الثاني أنها معطوفة على الهاء ، على تقدير تكرير الخافض وحذفه من اللفظ .
الثالث : أنها مقسم بها تنبيها على ما يجب من صلتها وتعظيما لشأنها –فتكون الواو للقسم –ويوقف على ما قبلها ولا يوقف على الأرحام ؛ لأن جواب القسم محذوف .، وهذا الوجه أيضا ذكره الفاسي وغيره .
وهذه القراءة يؤيدها أنهم كانوا يتناشدون به ، فيقولون أسألك بالله وبالرحم ، ,وأنشدك بالله وبالرحم ، كما جاء في رواية الذي ذكرها ابن عباس وإبراهيم ، والحسن ، ومجاهد .

القول الثاني : القراءة بنصب الميم، ووهي قراءة باقي العشرة من القراء ،ووافقهم اليزيدي وابن محيصن والحسن والشنبودي عن الأعمش ، وذكر هذه القراءة أبو عمرو الداني وغيره .
توجيه هذه القراءة :
- عطف على لفظ الجلالة ، والتقدير أي : واتقوا الأرحام أي : لا تقطعوها، وقدر بعضهم مضافا أي : قطع الأرحام.
- التوجيه الثاني عطف على موضع ( به ) ، لأن موضعه نصب .

القول الثالث : القراءة بالضم ، وهي قراءة أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، ذكره أبو الفتح الموصلي .
وتوجيه هذه القراءة على أنه رفع للابتداء لخبر محذوف ، وتقدير الكلام : أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه.
قال أبو الفتح في المحتسب : ينبغي أن يكون رفعه على الابتداء وخبره محذوف.

.........................................................
الدراسة والنقد والترجيح :
القول الأول : جائز عند الكوفيين دون البصريين ،وأنكره ابن جرير الطبري والفراء والزجاج وابن عطية والزمخشري والعبكري وجمال الدين الشافعي وغيرهم ،واعتبروها غير فصيحة .
فقال الفراء في معاني القرآن في قراءة الخفض (ت:207هـ) : (وفيه قبح؛ لأن العرب لا تردّ مخفوضا على مخفوض وقد كني عنه، وقد قال الشاعر في جوازه:
نعلّق في مثل السّواري سيوفنا * وما بينها والكعب غوط نفانف
وإنما يجوز هذا في الشعر لضيقه.).
وقال ابن جرير الطبري (ت: 310هـ) : (قول بعض من قرأ قوله : " والأرحام" بالخفض عطفا ب"الأرحام" ، على"الهاء" التي في قوله : "به" ، كأنه أراد : واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام فعطف بظاهر على مكني مخفوض . وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب ، لأنها لا تنسق بظاهر على مكني في الخفض ، إلا في ضرورة شعر ، وذلك لضيق الشعر . وأما الكلام ، فلا شيء يضطر المتكلم إلى اختيار المكروه من المنطق ، والرديء في الإعراب منه .)
قال الزجاج (ت:311هـ): (فأما الجر في الأرحام فخطأ في العربية لا يجوز إلا في اضطرار شعر، وخطأ أيضا في أمر الدين عظيم، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تحلفوا بآبائكم)).
فكيف يكون تساءلون به وبالرحم على ذا؟.).
وقال الزمخشري في الكشاف (467 - 538 هـ) : (والجر على عطف الظاهر على المضمر ، وليس بسديد; لأن الضمير المتصل متصل كاسمه ، والجار والمجرور كشيء واحد ، فكانا في قولك : "مررت به وزيد" و "هذا غلامه وزيد" شديدي الاتصال ، فلما اشتد الاتصال لتكرره أشبه العطف على بعض الكلمة ، فلم يجز ووجب تكرير العامل).

وأما القول الثاني : فرجحه الأخفش والزجاج وابن جرير والزمخشري .
وأما القول الثالث : فرجحه أبو الفتح باعتباره حسن وأوكد في المعنى من القراءتين الأخريتين .
قال أبو الفتح في المحتسب : ينبغي أن يكون رفعه على الابتداء وخبره محذوف؛ أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه، وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه، وحسن رفعه لأنه أوكد في معناه.

فالراجح :أن قراءة الخفض صحيحة ، لأنها قراءة تصح عند الكوفيين ، وكذا ذكر أيضا جمال الدين فاسي أنها قراءة صحيحة ثابتة ، قرأ بها الأعمش وقتادة والنخعي وغيرهم، وقد حسنه الكثيرون أيضا، منهم مكي بن طالب ،وأبو الفتح وابن خالويه وغيرهم ، واعتبر ابن خالويه- في اعراب القراءت السبع وعللها - أن هذه القراءة ليس لحنا .

فعلى هذا قراءة الضم والنصب والجر صحيحة ، مع أن قراءة الضم أحسن عند بعضهم مثل أبو الفتح ، ويرى البعض الآخر أن قراءة النصب أحسن ، كالأخفش ومكي بن طالب وغيرهم .
قال الأخفش في معاني القرآن (ت:215هـ): (قال الله تعالى: {والأرحام} منصوبة، أي: اتقوا الأرحام.
وقال بعضهم {والأرحام} جرّ. والأوّل أحسن لأنك لا تجري الظاهر المجرور على المضمر المجرور.).
وقال أبو الفتح في المحتسب (المتوفى: 392هـ): (ولما كانت الأرحام فيما يُعنى به ويُقَوَّى الأمر في مراعاته؛ جاءت بلفظ المبتدأ الذي هو أقوى من المفعول.
وإذا نُصبت الأرحام أو جُرت فهي فضلة، والفضلة متعرضة للحذف والبِذْلة.)

ويُرد على تخطئة الزجاج لقراءة الخفض من جهة الدين ،بأن قراءة الخفض لا يكون بمعنى الإقسام ،ولكن يكون بمعنى بسبب الرحم كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله ، ومن جهة أخرى ذكر أبو شامة المقدسي أنه لو كان بمعنى القسم فهو وصف لما كانوا عليه في الجاهلية .

فقال أبو شامة المقدسي في حرز الأماني وإبراز المعاني : (وأما إنكار هذه القراءة من جهة المعنى لأجل أنها سؤال بالرحم وهو حلف، وقد نهي عن الحلف بغير الله تعالى، فجوابه أن هذا حكاية ما كانوا عليه، فحضهم على صلة الرحم ونهاهم عن قطعها، ونبههم على أنها بلغ من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون بها، ثم لم يقرهم الشرع على ذلك بل نهاهم عنه، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرم.).

فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي(ج3،العقيدة ، 339):
( وأما على قراءة الخفض فقد قال طائفة من السلف : هو قولهم أسألك بالله وبالرحم وهذا إخبار عن سؤالهم وقد يقال إنه ليس بدليل على جوازه فإن كان دليلا على جوازه فمعنى قوله أسألك بالرحم ليس إقساما بالرحم - والقسم هنا لا يسوغ - لكن بسبب الرحم أي لأن الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقا كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة وكسؤالنا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته . ومن هذا الباب ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن ابن أخيه عبد الله بن جعفر كان إذا سأله بحق جعفر أعطاه وليس هذا من باب الإقسام ; فإن الإقسام بغير جعفر أعظم بل من باب حق الرحم لأن حق الله إنما وجب بسبب جعفر وجعفر حقه على علي .) . انتهى من كلامه .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاويه ( فتاوي ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (7/328) :
ما معنى تساءلون به والأرحام أي تسأل الإنسان بالله، تقول: أسألك بالله كذا وكذا، والأرحام كانوا في الجاهلية يتساءلون بالأرحام فيقول: أسألك بالرحم التي بيني وبينك والقرابة والصلة أن لا تتسلط علي أو ما أشبه ذلك.). انتهى من كلامه .

====================
المراجع :

تفسير أبي حاتم
تفسير الكشاف للزمخشري
تفسير ابن جرير الطبري
تفسير ابن عطية
تفسير عبد الرزاق .
تفسير الثوري .
معاني القرآن للزجاج
معاني القرآن للأخفش
معاني القرآن للفراء
كشف المكشلات وإيضاح المعضلات .
التيسير في القراءات السبع لأبو عمرو الداني .
المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها.
اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة شرح الفاسي على الشاطبية.
مجموع الفتاوي لابن تيمية
فتاوي ورسائل الشيخ ابن عثيمين .
شرح الكافية الشافية لجمال الدين الشافعي .
الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن طالب .
اعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه .
( شرح الشاطبية ) حرز الأماني وإبراز المعاني ، لأبي شامة المقدسي .
التبيان في إعراب القرآن للعبكري .
المبهج في القراءات السبع المتممة،لعبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 جمادى الآخرة 1441هـ/1-02-2020م, 11:37 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيا أبوداهوم مشاهدة المشاركة
: القراءات في {الأرحام} وتوجيهها.

اختلف القراء في قراءة الأرحام على أقوال :

القول الأول : القراءة بخفض الميم ، وهي قراءة الإمام حمزة من القراء السبعة، وهذه القراءة قرأه الأعمش ،وقال بتفسيرها أيضا ابن عباس وقتادة وإبراهيم وغيرهم، وذكره أبو عمرو الداني وغيره .

وقول إبراهيم رواه الفراء من طريق عن الأعمش عن إبراهيم أنه خفض الأرحام، ورواه ابن جرير برواية أخرى من طريق منصور ، عن إبراهيم.
وقول ابن عباس رواه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس.
وأما قول مجاهد فروه الثوري وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح ، عن مجاهد.
وأما قول الحسن فرواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر ، عن الحسن.
وأما الأعمش فقرأه من طريق المطوعي وعبد الوارث .
[الأولى الفصل بين تخريج القراءة، وبيان معنى الكلمة]
وتوجيه هذه القراءة لها ثلاثة أوجه :
الأول : عطف على الضمير المجرور ( به ) .
الثاني :ذكر الفاسي الوجه الثاني أنها معطوفة على الهاء ، على تقدير تكرير الخافض وحذفه من اللفظ .
الثالث : أنها مقسم بها تنبيها على ما يجب من صلتها وتعظيما لشأنها –فتكون الواو للقسم –ويوقف على ما قبلها ولا يوقف على الأرحام ؛ لأن جواب القسم محذوف .، وهذا الوجه أيضا ذكره الفاسي وغيره .
وهذه القراءة يؤيدها أنهم كانوا يتناشدون به ، فيقولون أسألك بالله وبالرحم ، ,وأنشدك بالله وبالرحم ، كما جاء في رواية الذي ذكرها ابن عباس وإبراهيم ، والحسن ، ومجاهد .

القول الثاني : القراءة بنصب الميم، ووهي قراءة باقي العشرة من القراء ،ووافقهم اليزيدي وابن محيصن والحسن والشنبودي عن الأعمش ، وذكر هذه القراءة أبو عمرو الداني وغيره .
توجيه هذه القراءة :
- عطف على لفظ الجلالة ، والتقدير أي : واتقوا الأرحام أي : لا تقطعوها، وقدر بعضهم مضافا أي : قطع الأرحام. [إذًا على تقدير المضاف، تكون القراءة بالخفض، لأن " الأرحام " ستكون مضاف إليه مجرور]
- التوجيه الثاني عطف على موضع ( به ) ، لأن موضعه نصب .

القول الثالث : القراءة بالضم ، وهي قراءة أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، ذكره أبو الفتح الموصلي .
وتوجيه هذه القراءة على أنه رفع للابتداء لخبر محذوف ، وتقدير الكلام : أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه.
قال أبو الفتح في المحتسب : ينبغي أن يكون رفعه على الابتداء وخبره محذوف.

.........................................................
الدراسة والنقد والترجيح :
القول الأول : جائز عند الكوفيين دون البصريين ،وأنكره ابن جرير الطبري والفراء والزجاج وابن عطية والزمخشري والعبكري وجمال الدين الشافعي وغيرهم ،واعتبروها غير فصيحة. [لفظ أنكره يوحي بأنهم ردوا القراءة ردًا كليًا وفرق بين ردهم للوجه اللغوي وإنكار القراءة أو ترجيح إحداها على الأخرى.
وأغلبهم يُعتذر لهم بأنهم لم يصلهم صحة القراءة بالخفض، وإلا فلا يجوز ترجيح قراءة صحيحة على أخرى بل لكل وجهه، والقرآن حاكم على اللغة وليس العكس]

فقال الفراء في معاني القرآن في قراءة الخفض (ت:207هـ) : (وفيه قبح؛ لأن العرب لا تردّ مخفوضا على مخفوض وقد كني عنه، وقد قال الشاعر في جوازه:
نعلّق في مثل السّواري سيوفنا * وما بينها والكعب غوط نفانف
وإنما يجوز هذا في الشعر لضيقه.).
وقال ابن جرير الطبري (ت: 310هـ) : (قول بعض من قرأ قوله : " والأرحام" بالخفض عطفا ب"الأرحام" ، على"الهاء" التي في قوله : "به" ، كأنه أراد : واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام فعطف بظاهر على مكني مخفوض . وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب ، لأنها لا تنسق بظاهر على مكني في الخفض ، إلا في ضرورة شعر ، وذلك لضيق الشعر . وأما الكلام ، فلا شيء يضطر المتكلم إلى اختيار المكروه من المنطق ، والرديء في الإعراب منه .)
قال الزجاج (ت:311هـ): (فأما الجر في الأرحام فخطأ في العربية لا يجوز إلا في اضطرار شعر، وخطأ أيضا في أمر الدين عظيم، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تحلفوا بآبائكم)).
فكيف يكون تساءلون به وبالرحم على ذا؟.).
وقال الزمخشري في الكشاف (467 - 538 هـ) : (والجر على عطف الظاهر على المضمر ، وليس بسديد; لأن الضمير المتصل متصل كاسمه ، والجار والمجرور كشيء واحد ، فكانا في قولك : "مررت به وزيد" و "هذا غلامه وزيد" شديدي الاتصال ، فلما اشتد الاتصال لتكرره أشبه العطف على بعض الكلمة ، فلم يجز ووجب تكرير العامل).

وأما القول الثاني : فرجحه الأخفش والزجاج وابن جرير والزمخشري .
وأما القول الثالث : فرجحه أبو الفتح باعتباره حسن وأوكد في المعنى من القراءتين الأخريتين . [القراءة بالرفع شاذة، وأبي الفتح الموصلي إنما ذكرها في كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات، فهو إنما يبين وجهها لغة، وليس في كلامه ما يدل على تقديمها مع معرفته بأنها شاذة]
قال أبو الفتح في المحتسب : ينبغي أن يكون رفعه على الابتداء وخبره محذوف؛ أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه، وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه، وحسن رفعه لأنه أوكد في معناه.

فالراجح :أن قراءة الخفض صحيحة ، لأنها قراءة تصح عند الكوفيين ، وكذا ذكر أيضا جمال الدين فاسي أنها قراءة صحيحة ثابتة ، قرأ بها الأعمش وقتادة والنخعي وغيرهم، وقد حسنه الكثيرون أيضا، منهم مكي بن طالب ،وأبو الفتح وابن خالويه وغيرهم ، واعتبر ابن خالويه- في اعراب القراءت السبع وعللها - أن هذه القراءة ليس لحنا .

فعلى هذا قراءة الضم والنصب والجر صحيحة ، مع أن قراءة الضم أحسن عند بعضهم مثل أبو الفتح ، ويرى البعض الآخر أن قراءة النصب أحسن ، كالأخفش ومكي بن طالب وغيرهم .
قال الأخفش في معاني القرآن (ت:215هـ): (قال الله تعالى: {والأرحام} منصوبة، أي: اتقوا الأرحام.
وقال بعضهم {والأرحام} جرّ. والأوّل أحسن لأنك لا تجري الظاهر المجرور على المضمر المجرور.).
وقال أبو الفتح في المحتسب (المتوفى: 392هـ): (ولما كانت الأرحام فيما يُعنى به ويُقَوَّى الأمر في مراعاته؛ جاءت بلفظ المبتدأ الذي هو أقوى من المفعول.
وإذا نُصبت الأرحام أو جُرت فهي فضلة، والفضلة متعرضة للحذف والبِذْلة.)

ويُرد على تخطئة الزجاج لقراءة الخفض من جهة الدين ،بأن قراءة الخفض لا يكون بمعنى الإقسام ،ولكن يكون بمعنى بسبب الرحم كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله ، ومن جهة أخرى ذكر أبو شامة المقدسي أنه لو كان بمعنى القسم فهو وصف لما كانوا عليه في الجاهلية .

فقال أبو شامة المقدسي في حرز الأماني وإبراز المعاني : (وأما إنكار هذه القراءة من جهة المعنى لأجل أنها سؤال بالرحم وهو حلف، وقد نهي عن الحلف بغير الله تعالى، فجوابه أن هذا حكاية ما كانوا عليه، فحضهم على صلة الرحم ونهاهم عن قطعها، ونبههم على أنها بلغ من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون بها، ثم لم يقرهم الشرع على ذلك بل نهاهم عنه، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرم.).

فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي(ج3،العقيدة ، 339):
( وأما على قراءة الخفض فقد قال طائفة من السلف : هو قولهم أسألك بالله وبالرحم وهذا إخبار عن سؤالهم وقد يقال إنه ليس بدليل على جوازه فإن كان دليلا على جوازه فمعنى قوله أسألك بالرحم ليس إقساما بالرحم - والقسم هنا لا يسوغ - لكن بسبب الرحم أي لأن الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقا كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة وكسؤالنا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته . ومن هذا الباب ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن ابن أخيه عبد الله بن جعفر كان إذا سأله بحق جعفر أعطاه وليس هذا من باب الإقسام ; فإن الإقسام بغير جعفر أعظم بل من باب حق الرحم لأن حق الله إنما وجب بسبب جعفر وجعفر حقه على علي .) . انتهى من كلامه .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاويه ( فتاوي ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (7/328) :
ما معنى تساءلون به والأرحام أي تسأل الإنسان بالله، تقول: أسألك بالله كذا وكذا، والأرحام كانوا في الجاهلية يتساءلون بالأرحام فيقول: أسألك بالرحم التي بيني وبينك والقرابة والصلة أن لا تتسلط علي أو ما أشبه ذلك.). انتهى من كلامه .

====================
المراجع :

تفسير أبي حاتم
تفسير الكشاف للزمخشري
تفسير ابن جرير الطبري
تفسير ابن عطية
تفسير عبد الرزاق .
تفسير الثوري .
معاني القرآن للزجاج
معاني القرآن للأخفش
معاني القرآن للفراء
كشف المكشلات وإيضاح المعضلات .
التيسير في القراءات السبع لأبو عمرو الداني .
المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها.
اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة شرح الفاسي على الشاطبية.
مجموع الفتاوي لابن تيمية
فتاوي ورسائل الشيخ ابن عثيمين .
شرح الكافية الشافية لجمال الدين الشافعي .
الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن طالب .
اعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه .
( شرح الشاطبية ) حرز الأماني وإبراز المعاني ، لأبي شامة المقدسي .
التبيان في إعراب القرآن للعبكري .
المبهج في القراءات السبع المتممة،لعبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله .

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو الاستفادة من الملحوظات اليسيرة أعلاه، مع مراجعة تحرير الأخت حنان لهذه المسألة هنا، وطريقتها في توجيه كل قراءة:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...18&postcount=9
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir