دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 7 رجب 1443هـ/8-02-2022م, 08:24 PM
دانة عادل دانة عادل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة حجاجية في قوله تعالى: ﴿أَيَحسَبُ الإِنسانُ أَلَّن نَجمَعَ عِظامَهُ ۝ بَلى قادِرينَ عَلى أَن نُسَوِّيَ بَنانَهُ ۝ بَل يُريدُ الإِنسانُ لِيَفجُرَ أَمامَهُ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله ﷺ .
أما بعد:

فإن الآيات الجليلة تحدثت عن موقف الكفار المكذبين بالبعث منكرين له فيرد الله تعالى عليهم، وقد تنوعت أساليبهم في إنكار البعث وتنوعت كذلك أساليب الرد عليهم، فكان من أساليب المشركين التكذيب والاستنكار كقوله تعالى: ﴿أَيَعِدُكُم أَنَّكُم إِذا مِتُّم وَكُنتُم تُرابًا وَعِظامًا أَنَّكُم مُخرَجونَ ۝ هَيهاتَ هَيهاتَ لِما توعَدونَ ۝ إِن هِيَ إِلّا حَياتُنَا الدُّنيا نَموتُ وَنَحيا وَما نَحنُ بِمَبعوثينَ﴾ وكان من أساليب رد الله عزوجل عليهم: ضرب الأمثال والوقائع لتقريب المعنى الذهني بشكل مشاهد كقوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِن كُنتُم في رَيبٍ مِنَ البَعثِ فَإِنّا خَلَقناكُم مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ مِن عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُضغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُم وَنُقِرُّ فِي الأَرحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخرِجُكُم طِفلًا ثُمَّ لِتَبلُغوا أَشُدَّكُم وَمِنكُم مَن يُتَوَفّى وَمِنكُم مَن يُرَدُّ إِلى أَرذَلِ العُمُرِ لِكَيلا يَعلَمَ مِن بَعدِ عِلمٍ شَيئًا وَتَرَى الأَرضَ هامِدَةً فَإِذا أَنزَلنا عَلَيهَا الماءَ اهتَزَّت وَرَبَت وَأَنبَتَت مِن كُلِّ زَوجٍ بَهيجٍ﴾.

وقد ورد في سبب نزول الآيات ما ذكره القرطبي: نزلت في عدي بن ربيعة قال للنبي ﷺ: يا محمد حدثني عن يوم القيامة، فأخبره رسول الله ﷺ، فقال عدي: لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك أو يجمع الله العظام، فنزلت هذه الآية.

وقد كان المشركين منكرين للبعث وعلى إعادة جمع العظام والرفات بعد فناءها، مستدلين على ذلك بأن إعادة القلب واللحم والعصب مستحيلة من باب أولى فاستحال البعث فأنكروه من جهة عقلية، فكيف تجمع العظام بعد أن بليت؟ وكيف ترد الروح بعد أن انفصلت عن الجسد؟ وكيف تجمع هذه العظام وتكسى باللحم والعصب بعد أن تفرقت وبليت؟
فهم حكّموا جانب العقل في مجال الغيب فضلّوا .

فرد الله تعالى عليهم بالتقريع بطريقة الاستفهام التوبيخي ثم نقض مقولتهم فقال تعالى: (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) أي: أن الله تعالى قادر على أن يجعل أيديهم كالخف والحافر فيجعل أصابعهم مستوية، فإذا كان تعالى قادرًا على الصغير من أجسادهم فهو بالكبير أقدر سبحانه.

ثم بيّن تعالى علة قولهم ومأخذهم في الإنكار: (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) بأن هذا الإنسان الكافر مصر على التكذيب وإنكار البعث ليستمتع في الدنيا ويعيشها بلا تكاليف وأوامر ويفجر فيها، كما ورد عن بعض السلف: أن الإنسان إنما يريد شهواته ومعاصيه ليمضي فيها أبدا قدما راكبا رأسه ومطيعا أمله ومسوفا بتوبته.

ففي هذه الآيات الجليلة رد الله تعالى بالنقض وببراعة التعليل وبالتقريع والتوبيخ لهم.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir