دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:37 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

إعادة :- التطبيق : لأسلوب الحجاج .
قوله تعالى " ألم تَر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين" 258البقرة .
تضمنت الآية تعليم من الله عز وجل عن طريق السؤال والجواب ،والمجادلة في الدين لأنه لا يظهر الفرق بين الحق والباطل إلا بظهور حجه الحق ودحض حجة الباطل ، والاحتجاج بالعلم مباح شائع لقوله تعالى " فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم ..." كما أن في الآية بيان للتدرج مع المجادل وإقامة الحجة المنطقية عليه ، وإلجامه بالبراهين .
قوله تعالى " ألم تَر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك " ذكر الطبري أن في الآية تعجيب من الله سبحانه للذي عارض وخاصم النبي إبراهيم عليه السلام ، لذا أدخلت "إلى " في قوله " ألم تَر إلى الذي " ، وفيه معنى الإنكار لفعل النمرود، الذي تجبر في الأرض ، كما أنه قوله" ألم تَر " *تنبيه * والرؤية قلبيه ، وحاج وزنه " فاعل" من الحجة أي جاذبه إياها، وكانت المحاجة على ثلاثة
أقوال :- أي : عارض حجته بمثلها ، أو أتى على الحجة بمايبطلها ، أو أظهر المغالبة في الحجة ، وذكر أبو حيّان أن " أن آتاه" مفعول من أجله على معنيين : أحدهما : أن الحامل له على المحاجة هو أن إتياؤه الملك : أبطره وأورثه الكبر والعتو ، فحاج لذلك ، والثاني : أنه وضع الحاجة موضع ما وجب عليه من الشكر لله على إتيانه الملك ، وهمزة الاستفهام لإنكار النفي ؛ وتقرير المنفي ، أي : ألم تنظر إلى هذا الطاغوت..، وفِي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام تشريف له ، وإيذان بتأييده في الحاجه، (إرشاد العقل السليم(251/1).
وهو استدلال مسوق لإثبات الوحدانية لله تعالى وإبطال إلاهية غيره لإنفراده بالإحياء والإماتة ، وانفراده بخلق العوالم المشهودة للناس .
وقوله " أن آتاه الله الملك " تعليل حذفت منه لام التعليل ، وهو تعليل لما يتضمنه حاج من الإقدام على هذا الغلط العظيم ، الذي سهله إزدراؤه بنفسه ،التحرير والتنوير(32/3).
"إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحيي وأميت" .
أراد إبراهيم عليه السلام أن يقيم الحجة على هذا الطاغية " النمرود" فابتدأ بتقرير توحيد الربوبية " ربي الذي يحيي ويميت " أي ربي الذي بيده الحياة والموت " فكان رد الطاغية بأنه إن شاء قتل فأمات ، وإن شاء أحيا فأبقى وعفى،
ونقل ابن عطية عن الأصوليين أن إبراهيم عليه السلام وصف ربه تعالى بما هو صفه له من الإحياء والإماتة ، لكنه أمر له حقيقه ومجاز، قصد إبراهيم عليه السلام الحقيقة ، ففزع نمرود إلى المجاز وموه به على قومه ، فسلم له إبراهيم تسليم الجدل ، وانتقل معه من المثال وجاءه بأمر لا مجاز فيه .
وذكر أبو حيّان أن إبراهيم عليه السلام اختص من آيات الله بالإحياء والإماتة لأنهما أبدع آيات الله وأشهرها ، وأدلها على تمكن القدرة .
كما أن قوله " ربي الذي يحي ويميت " مبتدأ وخبر ، وفيه إشارة إلى أنه هو الذي أوجد الكافر ويحييه ويميته كأنه قال " ربي الذي يحي ويميت هو متصرف فيك وفِي أشباهك بما لا تقدر عليه أنت ولا أشباهك من هذين الوصفين العظيمين والمشاهدين للعالم الذين لا ينفع فيهما حيل الحكماء ولا طب الأطباء ، وفيه إشارة إلى المبدأ والمعاد ،
وكذلك فيه دليل على الاختصاص، فتقول زيد الذي يصنع كذا ، أي : المختص بالصنع . واستدل إبراهيم عليه السلام على وجود الله سبحانه بحدوث هذه الأشياء المشاهدة بعد عدمها ، وعدمها بعد وجودها ، وهذا دليل على وجود الفاعل المختار ضرورة ، لأنها لم تحدث بنفسها ، فلا بد لها من موجد أوجدها، وهو الرب ( تفسير ابن كثير (525/1).
و"إذ قال " ظرف لحاج، وقد دل هذا على أن إبراهيم هو الذي بدأ بالدعوة إلى التوحيد ، واحتج بحجة واضحة يدركها كل عاقل، وهي أن الرب الحق هو الذي يحي ويميت ، وكل أحد يعلم بالضرورة أنه لا يستطيع إحياء ميت ، فلذلك ابتدأ إبراهيم الحجة بدلالة عجز الناس عن إحياء الأموات ،وتقديم الاستدلال بخلق الحياة إدماج لإثبات البعث ، ثم أعقبه بدلالة الإماتة ، وفيها دلالة على أنها من فعل فاعل غير البشر
""قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فَأْت بها من المغرب""
لما وجد إبراهيم عليه السلام من النمرود التجبر انتقل معه في الحجاج إلى أمر آخر فعارضة بأمرالشمس.
حيث لما رأى إبراهيم من معارضته النمرود ما يدل على ضعف فهمه أو مغالطته فإنه عارض اللفظ بمثله ، ولم يتدبر اختلاف الوصفين ، ذكر له مالا يمكن أن يدعيه ولا يغالط فيه ، لذا عدل إبراهيم إلى الاسم الشائع عند العالم كلهم ، وليبين له أن إله العالم كلهم هو ربه الذي يعبدونه ولأن العالم يسلمون أنه لا يأتي بها من المشرق الا إلههم ( البحر المحيط (639/2).
ولم يرد النمرود لظهور كذبة إن ادعى ذلك لأهل مملكته ، إذ يعلمون أنه محدث ، والشمس كانت تطلع من المشرق قبل حدوثه ، فعجز بعلمه، ورأى أنه لا مخلص له ،فسكت وانقطع . ويعقب ابن كثير على المقامين الأول والثاني في المحاجه بقوله " بل المقام الأول يكون كالمقدمة للمقام الثاني ، ويبين بطلان ما ادعاه نمرود في الأول والثاني ".
" فبهت الذي كفر " :
بهت :أي انقطع ، وبطلت حجته ،والبهت : افتراء الكذب ، فلما سمع النمرود ذلك المقال لم يرجع إليه شيء ، وعرف أنه لا يطيق ،ووقعت عليه الحجه وقامت عليه المحجة "
وبهت الرجل " :انقطع وسكت متحيراً" ودُهش،
ذكر ابو السعود أن إيراد الكفر في خيز الصِّلة للإشعار بعلة الحكم ، والتنصيص على كوّن المحاجة كفراً .
وبهت فعل مبني للمجهول ، بمعنى أعجزه عن الجواب ، فعجز ، أو فاجأه بما لا يعرف دفعه.
" والله لا يهدي القوم الظالمين " :
قال الطبري: " والله لا يهدي أهل الكفر إلى حجة يدحضون بها حجة أهل الحق عند المحاجة والمخاصمة ، لأن أهل الباطل حججهم داحضة .
والظلم : وضع الشيء في غير موضعه ،والكافر وضع جحوده ما جحد في غير موضعه ،فهو بذلك من فعله :ظالم لنفسه .
والمعنى " أن الله لا يرشد الظالمين في حججهم على ظلمهم ، لأنه لا هدى في الظلم ، فظاهره العموم ، ومعناه الخصوص ، لأن الله قد يهدي الظالمين بالتوبة والرجوع إلى الإيمان ، ويحتمل أن يكون الخصوص فيمن يوافي ظالماً .
واستظهر أبو حيّان أن هذا إخبار من الله بأن من حكم عليه وقضى بأن يكون ظالماً، أي :كافراً ،وقدر أن لا يسلم فإنه لا يمكن أن يقع هداية من الله له .
وهو تذليل مقرر لمضمون ما قبله ، أي لا يهدي الذين ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب المخلد بسبب إعراضهم عن قبول الهداية إلى مناهج الاستدلال ، أو إلى سبيل النجاة، أو إلى طريق الجنة يوم القيامة .
المصادر :
1- جامع البيان (432/5 ) للطبري.
2- المحرر الوجيز (346/1-350)لابن عطية .
3- الجامع لأحكام القرآن (285/3)للقرطبي.
4- البحر المحيط (627/2).
5- تفسير القرآن العظيم ،(526/1).
6- إرشاد العقل السليم (252/1).
7- التحرير والتنوير(31/3->35).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir