. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد المستفادة من سيرة نبيناإبراهيم عليه السلام مما درست.
- فضل الإسهام بالنفس في بناء المساجد ..{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}
- سنة الله في خلقه الابتلاء { و إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات }..كما قال الله تعالى :{ أحسِبَ الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} وقال {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }فليحسن العبد في التجاء إلى الله عند وقوع البلاء عليه وليعمل أن الأمر كله لله.
- على العبد إذا فرغ من العبادة وأداها كما أمر أن يتضرّع إلى الله ويبتهل، ليتقبل منه ما عمل ولا يرده خائبا ولا يضيع سعيه سدى. (رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا)
- .على العبد أن لا يغتر بأعماله الصالحة مهما كثرت وعظمت واتسعت في أرجاء الأرض. فلا يجزم أنها مقبولة ولا يأمن أن تُرد عليه..فهذا إبراهيم خليل الرحمان يبني بيت الله بأمر من الله ثم هو يطلب من الله القبول..فمن يأمن بعد إبراهيم؟؟؟
-
- من آداب الدعاء ..دعاء الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الموافقة لمسألته ولحاجاته ..وقد كان لإبراهيم عليه الصلاة والسلام توسل ثلاث بأسماء الله{إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.؛.{ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.؛.{ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
- وليحرص العبد أن يعدو لذريته بالصلاح والثبات على الحق..فمن أعظم ما يرزق به العبد الولد الصالح..{ ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}
- من أعظم الأدعية التي يدعى به العبد الاستلام لله بالتوحيد والإخلاص والانقياد له بالطاعة { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ}؛
- تعظيم البت الله الحرام لأن الله عزوجل عظمه ؛.فلا ينبغى أن يعبد فيه غيره، فيجب تنزيهه عن الأصنام والتماثيل وعبادتها الفاسدة..{ {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } .
- وليحرص العبد على الأحكام الشرعية التي تعبده الله بها...وليكن ذلك ديدنا له..{ (وَأَرِنا مَناسِكَنا)
- البيت وما يتبعه من المناسك والمواقف أمكنة للتخلص من الذنوب وطلب الرحمة من الله...فلعظم هذا الأمر في قلب المؤمن و ليحرص على زيارته وأداء المناسك و طل بالرحمة والتوبة من الله فيه ..{ وَتُبْ عَلَيْنَا}
- من رام بنفسه نيل الدرجات العلا فليسع في تزكية نفسه { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى.}..وليكن سبيله في ذلك إتباع القران وما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم...{وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
- لا يغتر العبد بكونه صالحا أن تكون ذريته كذلك. {قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ.} .؛ { و من ذريتي أمة مسلمة } فليحرص على تربتهم بكل ما أوتي من طرق و سائل في التربية.
- لا يرغب عن الإسلام بتركه أو طلب غيره من الأديان إلا سفيه لا يعرف قدر نفسه... ويلحق العبد من السفه بقدر ما ترك من الالتزام بشرائع الدين...{ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}
-كثرة النعم التي تفتح على العبد ليست دائما دليلا على رضى الله عليه...فالكفار يتمتعون وتفتح عليهم الدنيا ثم يكون مصيرهم النار ..{ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
المجموعة الثالثة:
حرّر القولفي كل من:
أ: معنى سؤال إبراهيم وإسماعيل التوبة وهما نبيان معصومان.
ورد في ذلك أقوال ذكرها ابن عطية
-..قيل طلبا التثبيت والدوام.
- وقيل أرادا من بعدهما من الذرية ؛ يعنى تب على الظلمة من أولادنا وذريتنا حتى ينيبوا إلى طاعتك.هو مثل ما يقول القائل :. برني فلان وأكرمني وأنت تريد في ولدك وذريتك.."
- وقيل إنهما لما عرفا المناسك وبنيا البيت وأطاعا أرادا أن يسنا للناس أن ذلك الموقف وتلك المواضع مكان التنصل من الذنوب وطلب التوبة. وقد استحسن هذا القول ابن عطية.
يعنى أنهما لم يقصدا طلب التوبة حقيقة؛ و إنما ذكرا ذلك لتشريع غيرهما لطلب ذلك .
- قيلليس أحد من خلق الله إلا وبينه وبين الله تعالى معان يحب أن يكون أحسن مما هي .نسبه هذا القول لابن جرير.. وعبارة ابن جرير ".. ليس أحد من خلق الله، إلا وله من العمل -فيما بينه وبين ربه- ما يجب عليه الإنابة منه والتوبة.
.
ب: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}.
ورد في ذلك قولان..
الأول:...المراد به أن الله تعالى قد أشهدهم في كتبهم على أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا مسلمين على الدين الحنيفية ، برآء من اليهوديّة والنّصرانيّة، فكتموا تلك الشهادة ونحلوهم اليهودية والنصرانية ..وهو قول مجاهد والحسن والربيع
الثاني : المراد به كتمانهم أمر الإسلامكتمانهم ؛وأمر محمد صلى الله عليه وسلم ونبوّته ، وهم يعلمون ذلك ويجدونه في كتبهم .فقد كانوا يقرؤون في كتاب اللّه الذي أتاهم: إنّ الدّين عند اللّه الإسلام، وإنّ محمّدًا رسول اللّه..وهو قول قتادة وابن زيد... مخلص كلام المفسرين الثلاثة.
وقد رجح ابن عطية القول الأول للدلالة السياق
والمعنيان صحيحان تحتملها الآية وهو متلازمان .فكتمانهم لصحة دين الإسلام وصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلام..متصل بكتمانهم حنفية الأنبياء لأن في دين محمد صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم كان مسلما ولم يك من المشركين
2: بيّن ما يلي:
أ: علّة استعمال "من" في قوله تعالى: {ومن ذرّيتنا أمة مسلمة لك}.
معنى "من" التبعيض... و في المراد بهم قولان:
- بعض الذرية دون تعيين؛ أي اجعل بعض ذريتنا من يخلص لك، ويثبت على الإسلام. فدخول " مِنْ " يدل على التخصيص لبعض الذرية ، لأن الله تعالى قد أعلم إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن من ذريته من لا يناله عهده لظلمه وفجوره . كما قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124]؛ فخص إبراهيم عليه السلام بدعوته ، ولم يعم لما تقدم عنده من الخبر عن الله تعالى
- وقيل المراد بهم العرب خاصة. وهو قول السدي ودليله قوله : { ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم} الآية، والمراد بذلك محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقد ضعف ابن عطية هذا القول لأنإبراهيم كان ولده العرب وغير العرب و دعوته ظهرت في العرب وفيمن آمن من غيرهم؛ والمستجيب لأمر الله والخاضع له بالطاعة من الفريقين فلا وجه لتعيين فريق دون غيرهم..وهو الذي رجحه ابن جرير أيضا.
وقد حاول ابن كثير الجمع بين القولين..بقوله .. فإنّ تخصيصهم –العرب- بذلك لا ينفي من عداهم.
ب: الحكمة من تكرار قوله تعالى: {تلك أمة قد خلت} الآية
."تلك أمة " ...المراد بهم إبراهيم ومن معه...إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط .
- تكرار هذه الآية له سببان:
-الأول:ما تتضمنه من التهديد والتخويف وذلك يقتضيه المقام..
ووجه التهديد أنه إذا كان أولئك الأنبياء على إمامتهم وفضلهم يجازون بكسبهم فأنتم أحرى، فوجب التأكيد، فلذلك كررها.
أو هو تهديد لهم حتى لا يتكلوا على فضل الآباء فكل واحد يؤخذ بعمله..فإنه ليس يغني عنكم مجرد انتسابكم إليهم، حتّى تكونوا مثلهم منقادين لأوامر اللّه واتّباع رسله، الّذين بعثوا مبشّرين ومنذرين، فإنّه من كفر بنبيٍّ واحدٍ فقد كفر بسائر الرّسل. .
- الثاني:و قيل التكرار لاختلاف الأقوال والسياق، فهي أولا: جاءت إثر ما حكي من وصية إبراهيم بنيه، يعني فليس لكم ثواب فعل تلك الأمة ولا عليكم عقابه- وثانيا: لما ذكر ادعاءهم اليهودية والنصرانية لآبائهم أعاد ذلك أيضا بقصد التأكيد والتنبيه.
وكلا القولين مبني على رجوع الإشارة إلى إبراهيم ومن معه. .
والله أعلم